-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل السابع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

تركت خالتها غافية على التخت لتنسحب من جوارها بهدوء، حيث أفاقت غزل باكرًا من نومها فقد بات فكرها مأنوس بالأفكار والتخيلات الحالمة عن هذا الجو الفتّان من حولها، خرجت لشرفة الغرفة المُقاربة للمطبخ تتأمل الحديقة من حولها وتلك الرائحة النقية التي توغلت لداخل رئتيها لتزفر بعدها بعُمق، حدثت نفسها بانبهار:
-أنا عاوزة أفضل هنا على طول، دا أنا قبل كده مكنتش عايشة
انتوت ذلك ليغلبها تلهفها هذا في تناسى أبيها وأمها وأخوتها ولم تهتم، تحركت لتعود أدراجها لكن لفت انتباهها ذلك الرجل المدعي مراد يقف في شرفته ويبدو عليه أنه منغمس في تفكيره، ابتسمت وهي تتأمله حين توارت قليلا كي لا يراها أحد لتمتم بحلم:
-وهي الواحدة عاوزة أيه غير واحد زي ده تتجوزوا وتعيش في العِز دا كله
قطع مشاهدتها له تلك الفتاة تأتي من خلفه، عبست غزل وهي تراها تقترب منه وانزعجت بشدة ولا تعرف لما تحقد عليها ثم أخذت تتابع بضيق ما يدور بينهما.........!

وهو في شرفته استشعر وجود أحد خلفه فاستدار ليتفاجأ بـ ابنة عمته هدير تبتسم برقة له، خاطبها باندهاش:
-هدير!
ردت بحرج وهي تقف أمامه باحترام:
-آسفة إني دخلت أوضتك كده، أصل مقدرتش أنام طول الليل وكنت عاوزة أشوفك
سأل باقتضاب:
-خير؟
قلصت المسافة بينهما لترد بخجل وتوتر:
-أصل خايفة تبطل تتجوزني بسبب اللي حصل، وأنا باحبك قوي ومش عاوزاك تتجوز غيري
زيف ابتسامة لها ليقول بمعنى:
-اللي حصل ملكيش دعوة بيه، وموضوع جوازنا هيتأجل شوية علشان بجد مش فايق الوقتي
ردت بتلهف شديد:
-يعني مش هتسيبني يا مراد وتقول عليا وشي وحش عليك
ابتسم بسخط ثم قال لها بجدية:
-خلاص يا هدير، ممكن تسيبيني شوية أشوف هاعمل أيه!
لم تظهر حزنها من بروده معها لتوافق مزيفة بسمة صغيرة، تحركت لتغادر الغرفة فتنهد مراد لينظر للسماء والأفكار متشابكة في ذهنه معلنًا حنقه، قرر بالأخير التوجه لوالدته ويطمئن عليها ومن بعدها يذهب لجده فهو لم يره منذ الأمس.....

حين ترك الشرفة ظهرت غزل لتسأل نفسها ماذا دار بينه وبين الفتاة من حوار؟، لكن تمنت ألا يعود إليها، شعرت بالاختناق وكلحت، اقصت التفكير جانبًا حين نادت عليها خالتها، ردت غزل بانتباه:
-أنا هنا يا خالتي وجاية أهو...........!!
_____________________________________

ركضت بكل ما بها من قوة لتهرب من الأوغاد الذين يقصدونها وهي تخرج من شارع وتدخل في آخر، خشيت الفتاة أن يلحقوا بها ومن ثم تقع في براثنهم وتتلوث، وهي تركض بتخبط اصطدمت برجل ذي بنية قوية جعلها ترجف بخوف، نظرت له بنجدة وهي تخاطبه:
-الحقني، فيه تلت رجالة بيجروا ورايا وعاوزين يخطفوني
تأملها ضرغام بتفحص وهو يسألها بحذر:
-إنتي مين يا صبية ورجالة أيه اللي بيجروا وراكي؟
فتحت شفتيها لترد لكن وصل الرجال ليراهم ضرغام، تفهم بعقله الواعي الوضع فكشر قسماته ليسحب الفتاة خلفه لتحتمي به فوقف الرجال عند مسافة كافية تفصل بينهما، بنبرة غليظة هتف أحد الرجال:
-خليك بعيد وهاتها
تأجج غضب ضرغام منهم ثم أخرج سلاحه الناري من جلبابه فتراجع الرجال حين شهره في وجههم، ردد بقساوة:
-هي بجت في حمايتي، واللي هيجرب منيها مالوش عندي دية!
سعدت الفتاة بما قاله لتجد الأمان، وبالفعل تزعزت قوة الرجال ليستسلموا حين قال أحدهم بغيظ:
-خليهالك، بس مسير الحي يتلاقى وهناخدها
لم يبالي ضرغام بهم ليرمقهم باحتقار، رحل الرجال فوضع ضرغام سلاحه موضعه، التفت للفتاة ليجدها صغيرة في بداية عقدها الثالث بملامح هادية مقبولة، حدثها بتودد:
-متخافيش خلاص مشيوا
تنهدت براحة ثم شكرته:
-مش عارفة اقولك أيه بس إنت انقذتني منهم وانا متشكرة قوي
-أنا معملتش غير الواجب
ابتسمت بامتنان له فتابع بمعنى:
-يلا تعالي، أنا مش هسيبك غير لما اروحك بنفسي
أسرعت في القول موضحة:
-دول عارفين ساكنة فين وأكيد هيرجعوا يضايقوني
أضافت بعد ذلك بحرج:
-ممكن تشوفلي مكان أبات فيه الليلة على ما النهار يطلع وانا هدور على سكن تاني ليا!!
تردد ضرغام ثم نظر حوله فهو لم يعرف شيء حيث يقطن بمفرده في هذه المنطقة الشعبية، بعد وقت من تفكيره وهو يراها شبه تتوسل بنظراتها له قال بقلة حيلة:
-أنا مهينفعش أجعدك إمعايا، أنا راجل صعيدي، بس فيه مكان عند الست فُتنة اللي ساكنة تحتيا، دي ست كبيرة وعايشة لواحديها
تهللت الفتاة لتوافق على ذلك مرددة بشغف:
-ربنا يخليك يا رب، يلا نروح عندها
تنهد بقوة ليقول باستسلام:
-يلا يا بت الحلال................!!
____________________________________

شاركت الخدم في العمل حين طلبت منها خالتها أن تضع معهم طعام الإفطار على الطاولة، وهي تضع أحد الأطباق لاحظت قدوم هذين الفتايين يتقدموا منها، حين اقتربوا ليجلسوا على المائدة غمز لها حسام فابتسمت بحرج، همس له شريف في أذنه بعدم رضى:
-إنت خدت عليها قوي!
برر الأخير هامسًا بحنكة:
-دا علشان نشربها اللبن كل يوم، افهم بقى لازم نفكر في المستقبل
هز شريف رأسه متفهمًا ليؤيده ثم شرعوا في تناول فطورهم للذهاب بعد ذلك للمدرسة، لحظات وانضمت سميحة لهم فنظرت لها غزل بنفور لم تظهره، جلست سميحة وهي مزعوجة وذلك بسبب رحيل زوجها دون أن يخبرها لتشك بأنه على علاقة بما حدث ثم تناولت طعامها في صمت.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بداخل غرفتها فرحت بهما من حولها، ناهيك عن احترامهما لها والذي أشعرها بأنها قد أدت رسالتها على أكمل وجه معهما، قالت هدى بهدوء رزين:
-مافيش أحسن من دا صباح، لما أشوفكم قدامي مببقاش عاوزة حاجة أكتر من كده
رد مراد عليها بود:
-وإنتي حياتنا يا ماما، ومش ممكن في يوم ننسى نيجي عندك
ابتسمت له ثم نظرت لابنها يزيد، أدركت بأنه ليس على ما يرام فسألته باهتمام:
-مالك يا يزيد، لسه برضوه مشغول بموضوع مراتك؟
وجه مراد بصره له فتوتر يزيد ليرد بنفي كاذب:
-خلاص يا ماما أنا طلقتها وكل حاجتها هبعتهالها
هتف مراد باستياء:
-البت دي باحس إنها بتستغلك، اوعى تضحك عليك وترجعها تاني
سأله يزيد بعبوس:
-إنت بتكرهها كده ليه، كل ده علشان طلباتها كتير
انتفض مراد من مكانه ليقول بتجهم:
-كلامك معناه إنك لسه بتفكر فيها
ابتلع ريقه لينفي بارتباك:
-مش صحيح، أنا بس مش عاوز اظلمها، خصوصًا إنها بتحبني
بسمة مراد الساخرة بعد حديثه جعلته يتابع بضيق:
-قولت حاجة غلط، لو كانت مش بتحبني مكنتش بعتت أبوها يترجاني أرجعها
نهض مراد ليقف مقابيله فدب الهلع بداخل يزيد، نهضت هدى هي الأخرى لتحيل دون حدوث شجار بينهما، خاطبه مراد بتهكم:
-شوف يا يزيد، اعمل اللي يريحك، بس وقتها متجيش تندم لما يحصل اللي في بالي
ألجم لسان يزيد فتدخلت هدى قائلة بتفهم:
-الموضوع مش مستاهل يا مراد، الجواز ده بيبقى حظ وهو حظه كده، مش عاوزين نضغط عليه ونسيبه يشوف حياته وهو ونصيبه
احترم مراد كلامها فرد عليها بطاعة:
-اللي تشوفيه يا ماما
ثم نظر لـ يزيد مكملاً بحنق داخلي:
-اعمل اللي يعجبك يا يزيد، عاوز ترجعها اتفضل مش بنمنعك
لم يعلق يزيد ليراه مراد أحمقًا، قالت هدى مهدئة الأجواء:
-يلا نفطر كلنا سوا...........
_____________________________________

تسللت بحرس شديد وهي تهبط الدرج ومنه توجهت ناحية المطبخ، حين اقتربت عرجت للقبو بكل هدوء وصمت قاتل حتى أنها تحكمت في أنفاسها، وجدت باب القبو ثم وضعت أذنها عليه لتتجسس وتستمع عما يدور بالداخل........

بالداخل صرخت بعنف حين أطفأ سيجارته في رسغها ثم بكت بشدة، تجاهل ما تشعر به وقسا عليها، قال بعدم احساس:
-وكل مرة من ده لحد ما تجولي الفلوس فين
نظرت له باشمئزاز وكراهية قائلة:
-جتلت أبويا وأمي وبتي ومستني أجولك فين الفلوس علشان تخلص عليا زييهم، آني لو هتعذب طول عُمري مهجولكشي حاجة
كلامها العنيد زاده غضبًا ليركلها في صدرها فصرخت بألم، هتف ليثير حنقها:
-كنتي بتدعي عليا تنجطع ذكرتي من الدنيا، ربنا ما استجبش ليكي ومرتي حبلة وبكرة تجيبلي واد من صُلبي
اغتاظت من وجود ما يسعده لذا ردت بغل:
-ربنا جادر ومطلع على كل شيء، وجلبي حاسس إنه هينتجملي منك وكل ده هيروح منيك
ادرك بأنها في حالة حقد عليه لذا قال باستفزاز:
-بوصي لنفسك إكده ولا عميتي، انتجام أيه شوفي صحتي كيف ولا شكلي، دا أنا أصبى منك
لم تجادله كثيرًا لفكره العقيم والغير حامد لما هو عليه، صمتت لتنعي نفسها وتنتظر وتحتسب فتركها الأخير متباهيًا بنفسه وبما يملكه.......

فورًا كانت زينب مغادرة لتصعد الدرج وهي مندهشة ككل مرة تتنصت عليهما وتسأل نفسها عن أصل هذه السيدة، وقفت بالأعلى تتابع خروجه بتوتر، تحيرت فيما يحدث في سرايته قائلة:
-مين الست دي وحكايتها أيه، أنا خايفة أجول لحد عليها يجتلني
ثم صمتت للحظات متابعة:
-خليني إف حالي أحسن منجصاش مصايب، كفاية الكدب بتاعي عليه، استر يا رب...............!!
_____________________________________

حملت الإناء المليء بالماء الدافئ ثم صعدت للأعلى به قاصدة غرفة السيد رشدي الذي طلب أن يتم غسل قدميه، حيث صممت غزل أن تذهب به بنفسها رغم رفض خالتها ذلك، لكن أرادت التقرب من الجميع حتى السيد الكبير..........
طرقت الباب وقلبها ينبض من مقابلته ثم ولجت لترسم الاحترام ببراعة، تدرجت للداخل حيث يجلس ثم وضعت الإناء عند قدميه، قالت بتلجلج:
-المية يا بيه!!
لم تستطع غزل التحدث أكثر لذا دون مقدمات وضعت قدميه في الماء لتغسلهما برفق شديد وهي تدلكهما، قطب السيد جبينه وهو يسألها:
-شكلك مش من القاهرة، إنتي فلاحة؟!
نظرت له مجيبة بتوتر:
-من الصعيد يا بيه وجيت لخالتي هنا علشان اشتغل معاها
هز رأسه بخفة فأكملت هي تدليك قدميه، مرت فترة لا بأس بها شعر خلالها بغبطة فقدميه تؤلمه منذ أفاق من نومه، استجمعت غزل شجاعتها لتفتح حديث معه رغم رهبتها منه:
-إن شاء الله رجليك هتبقى كويسة، دا أنا حاطة فيه ماورد(ماء ورد)، وعلى طول هاجي اغسلهالك
توقفت عن الحديث مترقبة رده، لكنه لم يبوبخها واكتفى ببسمة صغيرة، لكنها تركت أثرا طيبًا بداخلها، تسعر ارتباكها بولوج مراد وعفويًا نظرت له حين تحدث ببشاشة:
-صباح الخير!
نظر له السيد رشدي مبتسمًا بمحبة مرددًا:
-صباح النور، أخيرًا حنيت وجيت عندي
ضحك مراد ظاهريًا ثم اقترب منه لينحني مقبلاً يده، تأمله السيد بحنوٍ قائلاً:
-بتعجبني لما بشوفك متماسك، وأنا ببقى عاوزك كده، مش عاوز حد يكسرك أبدا
جلس مراد بجانبه هاتفا بثقة:
-متخلقش لسه اللي ممكن يكسرني
أعجب به السيد فقال مراد بقلق وهو ينظر لما تفعله غزل:
-سلامتك يا جدي، مال رجليك؟
رد السيد متنهدا بقوة:
-أصل صحيت لقيت رجليا بتوجعني ومقدرتش امشي
-ألف سلامة عليك، أنا هكلم الدكتور يجي يشوفك
تابعت غزل حديثهما وهي في قمة سعادتها، لأول مرة ترى أمثالهم وقريبة منهم هكذا، تذكر السيد ما تفعله ثم خاطبها:
-خلاص كفاية كده
توقفت عما تفعله ثم جففت قدميه مرددة حين نهضت:
-أي خدمة تانية يا بيه؟
دق قلبها حين رد مراد عليها:
-إنتي غزل؟
نظرت له بتوتر قائلة:
-أ. أأيوة يا بيه
زم شفتيه قليلاً وهو يمرر نظراته عليها فشعرت بالخجل لكن ذلك رضت عنه، قال بمفهوم:
-الولاد شكلهم حبوكي وبيشكروا فيكي
لم تصدق أذنيها لترد بتهلل:
-أنا والله يا بيه باحبهم قوي ودخلوا قلبي
رد مراد بجدية:
-طيب اعملي حسابك عندهم تمرين بعد الغدا وهتروحي معاهم علشان تخلي بالك منهم
رحبت بذلك قائلة:
-إنت تؤمرني يا بيه!
ثم استأذنت ودقات قلبها تنتفض فرحًا، نظر مراد لجده فوجده يتابع خروجها فنظر له بظلمة قائلاً:
-عجباك ولا أيه؟
انتبه السيد ليبتسم قائلاً:
-طولها حلو ومشدودة، فرسة
ضحك مراد وكذلك السيد لمغازلته العلنية لفتاة مثلها، بعد وقت تنهد مراد ثم قال بابتئاس:
-طيب نتكلم جد شوية، قولي اعمل أيه يا جدي في الألوفات اللي راحت مني دي..........!!
_____________________________________

حين استدعاه لمكتبه بالمخزن هتف بتبرم استفزه:
-خير يا ماهر، مكلمني الفجر وبتقولي تعالى، ينفع كده من عِز نومي تصحيني علشان تتكلم معايا
انفجر ماهر ليردد بحنق:
-عاوز تعرفني يا منتصر إن معندكش علم باللي حصل لـ مراد
رد ببرود:
-وهو أيه اللي حصل، شوية بضاعة اتسرقوا، ما إنت عارف من زمان إن العين عليهم
قالها بتلميح وظلمة ليستفهم ماهر بتوجس:
-يعني إنت ليك يد في سرقتها؟
رفع يديه ليقول مدعي الفضيلة:
-حاش لله، الرجالة هما اللي سرقوا وراحوا لأبوك بيها
-ابويا!!
قالها ماهر بدهشة متابعًا:
-وأبويا مش خايف لو عرف مراد ولا عمي
-أبوك مبيخفش من حد، طول عُمره عايش بدماغه
رد بتحير:
-بس انا مكنتش متخيل إن الموضوع يتم بالسهولة دي
ابتسم منتصر بثقة وهو يقول:
-البركة في يونس السواق، خلى المسألة تمشي زي ما إحنا كنا رسمينها
سأل ماهر بترقب:
-إنت كنت قولتلي إنك هتخلص على ضرغام علشان مراد بيكبّره عليا، نسيت ده ولا أيه؟
رد بتأكيد:
-قولت هخلصك منه طبيعي وقد كلمتي
تأمل ماهر أن يحدث ذلك عاجلاً، عاود منتصر الحديث مستفهمًا بتشفٍ:
-مقولتليش صاحبك عامل أيه؟
ابتسم ماهر بتهكم ثم رد عليه باستياء:
-سيبك منه وخلينا في اللي بيعمله أبوك، وصلني إنه بيجيب بنات صغيرة عند السراية، صح الكلام ده؟! ..............
_____________________________________

لامس عنقها وهي جالسة عند قدميه ونظراته مباحة عليها حين أتت إليه، خاطبها أسعد بتمنٍ:
-إنتي حلوة يا بت
ضحكت أمل بدلال وهي ترد:
-ربنا يجبر بخاطرك يا بيه، هاجي أيه جدام الهوانم اللي بيجوا السراية
قال بمفهوم حقير وما زالت يده عليها تداعب عنقها المكشوف:
-يوم فرحك هتشرفيني هنا في السراية
توترت من ذلك لتوافق السفاهة:
-وأنا تحت أمرك، دا يوم هنايا، هو أنا كنت أطول بيه في مجامك يبوص لواحدة زيي!!
رد برغبة دنيئة:
-دا إنتي هتشوفي السعد هنا، بس مش عاوز حد يعرف اللي بينا ده
ردت برضى تام:
-موافجة على كل اللي تؤمرني بيه، ومحدش هيعرف واصل بأي حاجة، جدامهم هبجى مرت عوض
ابتسم باعجاب ليقول بمعنى:
-الواد عوض زمانه عندكوا دلوقت، يلا روحي قوليلهم موافقة اتجوزوه علشان نخلص بدري بدري
نهضتت مهندمة هيئتها ثم رددت بابتسامة واسعة غير مصدقة نفسها:
-عنيا يا بيه....
ثم رحلت لتتركه يتخيل تلك الفتاة الصغيرة برفقته، قال بضيق مزيف:
-البنات هنا أحلى من بتوع البندر، بس نقول أيه في حظهم الهباب ده...!!

كذلك خرجت أمل من السراية متلهفة في حصولها على عيشة هنيئة، حرام كانت أم حلال لا يهم!، تحركت بخطوات سريعة نحو بيتها وهي تتمتم بسغف:
-معجولة ربنا هيتوب عليا من العيشة الفجر دي خلاص...........!!
_____________________________________

حزنت وهي ترى وضعه يسوء أكثر بسبب غياب غزل، من زاوية باب غرفته المواربة قليلاً، وجدت بأنها فعلت الصواب لحماية الأخيرة كي لا تفشي سرها، ولجت سعاد عليه الغرفة لتفاتحه في تلك المسألة كي ينفضها من رأسه وتنهي كل ذلك....

لكن فكر يوسف كان مشغول باقتراح نوال عليه، وكل ذلك يصب في النهاية في الوصول لـ غزل، قلبه المتعلق بها جعله يوافق، لكن عقله الواعي حثه على الرفض فكيف يتزوج هكذا؟، تحير كثيرًا ليظل مترددًا في أخذ القرار الحاسم فيها، لكن المفروغ منه أنه سيأتي بها فهي قطعة من قلبه ولن يستغني عنها وإن كلفه حياته، انتفض حين حدثته والدته بضيق:
-مش كفاية بجى يا يوسف اللي إنت فيه ده؟
تفهم مقصدها لذا رد باصرار:
-لا مش كفاية، وغزل هوصلها وهتعرف كل حاجة، خلاص كفاية لحد إكده
ردت باكفهرار:
-إوعاك تجولها، غزل مش لازم تعرف إننا مش أهلها، لو بتحبها حجيجي متجولهاش
رد بمشاعر صادقة:
-وعلشان باحبها هتعرف ياما
-إنت أناني ومش بتفكر غير في نفسيك وبس
توقف عقله عن التفكير في أي شيء آخر ليقول بحسم:
-خلاص ياما كلامك مبجلوش أهمية، غزل هتعرف كل حاجة
سألته بنظرات حانقة:
-طيب بعد ما تعرف، إفرض مجبلتكش وجالت برضو أخوي، هتعمل أيه وجتها؟
تلك النقطة هي التي توجس منها ثم نظر لها بجهل، رأت سعاد لمعة الحزن في عينيه فرق قلبها ثانيةً، حين فتحت شفتيها لتواسيه أوقفتها صرخة مألوفة من الخارج، اضطرب كلاهما ثم هرع يوسف أولاً نحو الخارج وهو يهتف:
-دا أبوي
من خلفه ركضت سعاد مضطربة، دلف يوسف ليتفاجأ بأحد رجال السيد جعفر يسقطه أرضًا وذلك بعدما صفعه دون رحمة، توجه يوسف نحو ابيه ليطمئن عليه بخوف، انضمت لهما سعاد تولول وتنتحب، نظر حسن لابنه قائلاً بألم:
-بيسألني عن غزل!
احتقن وجه يوسف بغضب ثم وجه بصره للرجل، سبّه بلفظ لاذع قائلاً:
-بتضرب راجل كبير يا*********
لفظه الجارح جعل الرجل يتحرك نحوه ليؤدبه لكن أوقفه جعفر قائلاً بتغطرس:
-سيبه يا بيومي، دا عيل برضيك
ثم نظر لـ يوسف مكملاً:
-ولا إنت مستغني عن عُمرك يا يوسف
ترك يوسف والده مع أمه ثم نهض ليوجه له الحديث قائلاً باحتقار:
-آنت راجل ناجص و*******
تحولت نظرات جعفر لشرٍ مستطير من تطاوله عليه ثم أمر رجاله بصوت مرعب:
-أدبوه يا رجالة، مش عاوزوه عايش النهار ده............!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة