-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

نظرت لها ببسمة ساخطة وهي تهبط الدرج على مهلٍ وتقاعس تعمدته ثم تحركت بعدها نحوهم وهن جالسات يتبادلن الأحاديث، كانت أول من لمحتها السيدة هدى لتردد بتوتر داخلي:
-سميحة جات أهي تسلم عليكي
مالت السيدة سامية رأسها ملتفتة للأخيرة ويبدو عليها بعض الاستياء التي تجاهلته سميحة وخاطبتها ببرود:
-أهلاً يا مدام سامية، شكل الولاد وحشوكي جاية بنفسك تشوفيهم
ردت الأخيرة بحنق ملفت:
-مش ولاد بنتي الله يرحمها
انضمت سميحة لتجلس برفقتهن قائلة بلؤم:
-طيب ما هو مراد بيبعتهم ليكي على طول ومش مقصر
ثم أدارت رأسها ناحية هدى مكملة لاوية فمها:
-ومكنش ليه لزوم تتعبي نفسك
استشاطت السيدة سامية منها ورمقتها بعدائية، بينما تأجج توتر السيدة هدى من حوارهما لتتدخل قبل أن يتأزم الوضع قائلة بمعنى:
-مدام سامية تيجي تشوف أحفادها في أي وقت والقصر مفتوح ليها منين ما تحب تشرفنا
مرة ثانية لوت سميحة فمها وهي تدير رأسها كي لا ترى هذه السيدة السمجة مغمغمة بغيظ:
-ودي جاية تشوفهم برضوه، تلاقيها مطاقتش نفسها إن مراد هيتجوز بنتي....
لحظات وولج الصبيّان برفقة غزل التي تحمل حقيبتهما بين ذراعيها وهي تبتسم من خروجها الحالم ورؤيتها لما كان يتخيله عقلها المتأمل، نهضت السيدة سامية لتستقبلهما قائلة بمحبة وهي فاردة ذراعيها لهما:
-شريف، حسام، وحشتوني يا ولاد الغالية!
ركضا نحوها بتهلل للترحيب بها، وقفت غزل على مقربة تبتسم بهدوء وهي ترى احترام الصبيّان للجميع، وسط ابتسامة هدى ونظرات سميحة المتأففة تحدثت السيدة سامية مع الصبيّان بود، انزعجت سميحة حين خاطبتهما بتلميحٍ:
-عاوزاكم على طول شايلين صورة مامتكم معاكم علشان تفتكروها، وإن ربنا من حبه ليها مش هيخلي حد ياخد مكانها
أيقنت سميحة تشفي هذه الفظة في إفساد خطبة ابنتها على مراد لذا لم تكمل الجلسة لتنهض دون كلمة واحدة ولكن فطنوا ضيقها، تعمدت السيدة سامية تجاهلها فهي بالفعل غاضبة من زواج مراد رغم مرور سنوات على وفاة ابنتها لكن لم يعجبها الأمر فقد ضحت ابنتها بحياتها كي تنجب له................!!
_____________________________________

لم يصدق عينيه المبهورة وهو يرى بسالة هذا الشاب في مقاومة رجالة ليردعهم عنه، فبكل عنف أكال لهم يوسف من الضربات ما يستحقون رافعًا أمام نظراته صورة غزل وأيضًا والده الملقي أرضًا ينزف، هتف السيد جعفر بغل:
-مش جادرين عليه يا بهايم، جولت موتوه
تشدد الرجال فكوّنوا حلقة ليتمكنوا منه فتعالت صراخات سعاد وهي تصك على صدرها طالبة العون لكن هيهات فلم يلتفت أحد لتظل المعركة التي امتدت لتقل قوة يوسف من كثرتهم عليه حتى أصبح يتلقى بعض اللكمات والدماء تسيل من أنفه وتمكن بعضهم من الإمساك به....
قبل أن يتمكنوا منه كليًا كان قد وصل السيد أسعد بنفسه ممتطيًا جواده ومن خلفه كانت تقف أمل تنهج بشدة فهي من استنجدت به حين رأت أخيها وعائلتها هكذا، زجره أسعد بصوت غاضب:
-خلي رجالتك يبعدوا عنه يا جعفر
انتبه جعفر لحضوره فاندهش لينظر له باستنكار، تابع أسعد أمره له بامتعاض:
-بقولك وقفهم وتعالى عاوز اتكلم معاك
نظرات أسعد القاسية والملمحة جعلت جعفر يأمر رجاله على مضض:
-سيبوه يا رجالة
تركوه الرجال ليتراجع يوسف للخلف ناظرًا بشراسة لـ جعفر فركضت نحوه أخته أولاً فوالدته، قالت أمل وهي تتأمله بحزن:
-أخويا يوسف، جرالك حاجة يا حبيبي
مسح بكفه الدماء ورغم ما مر عليه كان متحاملاً كأنه لم يصبه شيء، رد كاتمًا كرهه:
-آني كويس، المهم أبويا
ثم تحرك ناحية والده ليطمئنوا عليه وهن من خلفه، عاونه يوسف لينهض الأخير متكئًا عليه ثم سار به نحو البيت، هتفت أمل باهتياج:
-كله من وش النحس اللي دخلت علينا وبجت منينا وهي بت حرام، ناجصين يوحصل فيا إكده
عبس يوسف ليصرخ بها بزجرة أرجفتها:
-معاوزش اسمع حسك إنتي فاهمة، و غزل ملكيش صالح بيها واصل لقسمًا بالله أجطع لسانك ده
ابتلعت أمل ريقها بارتعاد من نبرته ونظرته الحادة نحوها لتصمت مجبرة فنظرت لها والدتها بعتاب، تابع يوسف السير بوالده للداخل محدثًا إياه بتوعد:
-شد حيلك يابا، وغلاوتك عندي ليدفع التمن الـ***** ده........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حين وصل السيد أسعد لسرايته برفقة جعفر هتف الأخير بتبرم:
-إكده يا أسعد بيه تخلي عيل إصغير خدام عندي يجف جصادي وما أخدشي حجي منيه؟!
رد أسعد باقتطاب وهو يجلس:
-اقعد يا جعفر الأول، أنا عملت كده علشان هيبتك، عاوز الناس يقوله جعفر علوان بيحط راسه براس عيل زي ده
لم تكن تلك نية أسعد لكن ترجى إمل من دفعه للتدخل، جلس جعفر بعد زفرة عميقة مزعوجة ثم هتف بغموض:
-بس لو إعرف راحت فين؟
عقد أسعد حاجبيه ليستفهم بجهل:
-بتتكلم عن مين؟!
انتبه جعفر لنفسه ليرد بتضليل:
-لا دا فرس إكده كان عِندي ومش لاجيه، فراجه مأثر فيا حبتين
زم الآخر شفتيه بلا مبالاة ثم سأله بحيرة:
-بس مقولتليش أيه اللي بينك وبين الواد ده علشان تؤمر رجالتك يعملوا فيه كده؟
حاذر في الرد عليه مجيبًا:
-أصله مبيشوفِش شغله إمنيح، وأنا مهحبش اللي يجصر في حاجة تخوصني
بدا على أسعد عدم الاقتناع من رده ففضل عدم الخوض كثيرًا، قال بعدها بمفهوم:
-فيه رجل أعمال بيسافر لبيروت عرضت عليه يشتري البضاعة ووافق..................!!
_____________________________________

حين ولجت على والدتها غرفتها هتفت بحنق:
-أيه اللي جاب الست دي عندنا يا ماما، أنا مبطقش أشوفها قدامي
بكل طمأنينة ردت سميحة وهي ترتشف من قهوتها:
-هي مفكرة إنها بكده هتخلي مراد ميتجوزكيش، بس دا بُعدها، أنا لسه جاية من عند بابا وقالي مراد مش هيتجوز غيرك وقريب هيعملكوا حفلة خطوبة تانية!
ابتسمت هدير بتأمل ثم دنت منها قائلة بتمنٍ:
-طيب ليه مطلبتيش من جدي نتجوز على طول، عاوزة أضمن إن مراد هيبقى ليا
بثت فيها التفاؤل حين قالت:
-جدك لما بيقول حاجة لازم تتنفذ، وخلاص عاوزاكي تطمني
-طيب واللي حصل مع مراد؟، حضرتك قولتي ممكن بابا ليه دخل بكده و...
قاطعتها بتحذير:
-مش عاوزة اسمعك بتجيبي سيرة الموضوع ده، خليكي بعيد عن الأمور دي، من إمتى بتتدخلي في شغل الكبار
هزت هدير رأسها لتطيعها قائلة:
-حاضر يا ماما
قالت سميحة بسخط:
-اتشطري كده وخلي مراد يحس إنك تستاهليه واهتمي بالولاد، شوفتي الخدامة النهار ده بتعملهم أيه
ردت باستنكار:
-دول ولاد كبار يا ماما مش صغيرين، هاعملهم أيه دول؟!
هتفت بامتعاض:
-طيب ما اللي كانت معاهم دي من سنك، وخرجت معاهم والولاد مبطلوش كلام عنها
اغتاظت هدير بشدة لتردد بانكار جم:
-بتقارنيني بخدامة يا ماما، دي بتشوف طلباتهم
نهرتها والدتها بعدم رضى:
-مراد بيحب ولاده، وبيحب اللي بيهتم بيهم، خليكي قريبة من الولاد تكسبيه
حملقت هدير أمامها ثم قالت بانتواء:
-هاشوف الموضوع ده، والبت دي هخليها تبعد عنهم خالص........!!
_____________________________________

-هو فين ضرغام، دا مش بيفارقك؟
ردد يزيد تلك العبارة على مراد ليستفهم منه عن غياب ضرغام المُحير، بينما ظل مراد مشغولاً في قراءة بعض العقود والأوراق أمامه متجاهلاً إياه، بتردد عاود يزيد التحدث معه مستفهمًا:
-مقولتليش يا مراد، بسألك فين ضرغام؟
هنا رفع مراد بصره نحوه ناظرًا إليه بظلمة لبعض الوقت، رد باقتضاب:
-واخد أجازة؟
ما حدث مؤخرًا جعل يزيد يستفهم بفضول:
-أجازة ولا استغنيت عنه بسبب اللي حصل؟
فكر مراد بخبث في ذلك ليؤكد ذلك قائلاً بحرس:
-زي ما قولت كده، استغنيت عنه!
-دا كان دراعك اليمين!!
تأفف من كثرة حديثه عن ذلك ثم رد باختناق:
-يزيد مش عاوز اسمع سيرة اللي حصل كفاية اللي فيا
وجد يزيد نفسه غير مرغوب به فنهض قائلاً:
-طيب همشي علشان عندي شوية شغل كده
لم يعلق مراد واكتفى بالنظر إليه، انحرج يزيد ليغادر فورًا، بعد دلوفه تمتم مراد بتهكم:
-عاوزني أقولك علشان الكلام يوصل حماك، المفروض آخد حذري من هنا ورايح، ويا ترى هتسترجل إمتى؟، مراتك غابت شوية هتتجنن ترجعلك
ثم صمت للحظات ليتابع بضيق:
-ما أنا مراتي بقالها سنين متوفية ومفكرتش اتجوز ولا فيه واحدة شغلتني.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهو يجلس على مكتبه بالمخزن صدح هاتفه ولرعونته أجاب على الفور، قال باشتياق:
-وحشتيني يا حبيبتي
ردت الأخيرة بحزن مصطنع:
-لو وحشتك يا سي يزيد كنت رجعتني على طول، مش تطلقني علشان ترضي اللي حواليك
غلبه شوقه للرجوع إليها ثم قال:
-والله عاوزك يا سُمية وإنتي وحشتيني قوي، أنا بنام لوحدي وبقيت مضايق ونفسي نرجع
سألته بمكر:
-طيب يلا ردني علشان متنامش لواحدك وتعرف قد أيه كنت بتتونس بيا
ردت مبتلعًا ريقة برغبة ظاهرة:
-هيحصل، أنا محدش هيغصبني على حاجة، وكلمت باباكي واتفقنا خلاص
تمنيه رجوع زوجته بالأمر الطبيعي كغيره من الرجال ضعفاء العزيمة، ملذة لعينة دفعته للعودة إليها كاسرًا الحواجز بينهما وإن كانت علاقتهما غير موفقة أو سيتجدد الخلاف بينهما.............!!
______________________________________

على طاولة بسيطة وضعت هذه السيدة الكبيرة زي الملامح الحسنة والهادئة بعض الطعام من جبن وخبر على رأسهم، وجهت بصرها للفتاة التي انضمت لتقاسمها العيش دون سابق إنذار قائلة لها بتودد واجب:
-يلا يا بنتي الأكل جاهز
أبعدت الفتاة نظراتها عن النافذة المطلة للشارع ملتفتة لها، لم تعقب على طلبها بل سألتها باهتمام:
-هو سي ضرغام متعود ميرجعش البيت كل ده؟
مطت الأخيرة شفتيها لترد بجهل:
-أنا معرفش عن شغله حاجة وعمري ما سألته، شاغلة بالك بيه ليه ما إنتي قاعدة معايا!!
تنهدت الفتاة بيأس من انتظارها الغير هادف، تحركت نحو السيدة فتنة لتتناول معها الطعام، جلست مزيفة ابتسامة وعقلها مشغول بالأخير الذي تركها هكذا، بعد وقت من تناول الطعام سألتها السيدة بمعنى:
-هو صحيح مقولتليش هتعملي أيه في وضعك ده؟
ابتلعت الطعام بصعوبة ثم تركت ما بيدها من خبز قائلة:
-أنا مش هطول متقلقيش، هحاول أشوف مكان بعيد عن هنا أعيش فيه
لامت السيدة نفسها حين توقفت الفتاة عن الأكل قائلة بلطف:
-كلي يا بنتي مش قصدي إني مضايقة من وجودك، أنا بسأل بس
ابتسمت الفتاة بعشم ثم ردت بمفهوم:
-لما يوصل الريس ضرغام هطلب منه يساعدني ألاقي مكان أعيش فيه، أصل زي ما قولتلك وحيدة وأهلي ميتين كلهم
تذكرت السيدة حديثها ليلة أمس عن حياتها لذا رأفت بحالتها قائلة بطلب:
-طالما كده خليكي عايشة معايا، أنا كمان ماليش حد وعايشة لواحدي وهكون مبسوطة بقعدتك معايا
كمن وجد طوق النجاة لتسرع الفتاة قائلة بامتنان معلن موافقتها:
-دا أنا اللي مش عارفة أقولك أيه، ربنا يكرمك يا رب
اتسعت بسمة السيدة لتستأنس بوجودها قائلة بألفة:
-يلا بقى علشان نتعشا ونشرب الشاي
تابعت الفتاة أكلها متهللة ليستريح فكرها من التفكير في ذلك، تنهدت براحة كبيرة لينشغل فكرها بالأهم...............!!
____________________________________

استغرب ارتباط أبنائه السريع بها لكن لم يعلق، بل قرر التوجه لهما ليطمئن عليهما كعادته، في اللحظة التي حملت غزل فيها الصينية وعليها كوبين الحليب الفارغين ولج مراد الغرفة، اضطربت من حضوره المباغت لتبتلع لعابها بفضل تجرعها الحليب كاملاً كما اعتدل الصبيان على التخت حين رأوه، تدرج للداخل مبتسمًا لابنائه ثم قال بمحبة:
-هتناموا خلاص!
ثم سار في الفاصل بين تختيهما متابعًا وهو يجلس على طرف فراش شريف:
-عملتوا أيه في التمرين النهار ده؟
-كله تمام يا بابي
هتف بها حسام بشغف وقد أحب أن يتسامر مع والده، كذلك اعتدل شريف أكثر ليقول بحماسٍ أشد:
-اتعلمت حركات جديدة يا بابي، بقيت باعرف أدافع عن نفسي
لامس مراد خده قائلاً لهما بلطافة:
-برافو عليكم، أنا كده مبسوط منكم، ودا علشان محدش يضايقكم
باندفاع شديد تدخلت غزل في الحوار الدارج بينهما دون استئذان معقبة على حديث مراد:
-دون شاطرين قوي يا بيه وضربوا الولاد اللي كانوا بيحاولوا ياخدوا مكانهم
جف حلق الصبيين ثم حدجوها بنظرة وعيد لتدرك خطئها، بينما لم ينزعج مراد من تدخلها بقدر ازعاجه من وجود ما يضايق أبنائه، وجه حديثه المتبرم لهما مستفهمًا:
-أيه اللي حصل؟
بارتباك شديد جاوب شريف الجالس بجانبه:
-دي مش خناقة يا بابا، دا واحد كده كان عاوز يقعد في مكاني بس أنا كلمته ومشي
لم يقتنع مراد بتاتًا لكن أكمل شريف ناظرًا لأخيه:
-مش دا اللي حصل يا حسام؟!
استجمع حسام كلماته ليؤكد حديثه:
-أيوة بس كده، دي غزل باين كبرت الموضوع
تنهد مراد بعُمق ليُجمد نظراته عليها مرددًا بتنبيه:
-مرة تانية مش عاوزك تدخلي في اللي ملكيش فيه، ولما حد فينا يتكلم تسكتي، وشغلك بس اللي تشوفيه
أطرقت رأسها لترد بأسف:
-تحت أمرك وأنا أسفة مش هدّخل في حاجة
نهض مراد ليخاطب الصبيين بجمود:
-يلا تصبحوا على خير!!
ثم تحرك ليغادر فتنفس الصبيان الصعداء ثم نزلوا سويًا من على تختيهما ليوبخوها في صوت واحد:
-كنتي هتودينا في داهية يا غبية
ثم تابع حسام بانزعاج:
-عارفة لو قولتي بيحصل معانا أيه؟، يبقى هنفذ تهديدنا القديم ليكي، أظن فكراه!
وزعت أنظارها عليهما لترد بتردد:
-مش هقول حاجة، بس مش فاهمة ليه خبيتوا عليه؟، المفروض يعرف علشان يأدب الولاد دول
استشاطوا من تدخلها الزائد فنهروها بتحذيرٍ جم:
-شكلك مش ناوية تسمعي الكلام
فورًا كانت تهز رأسها لتقول بطاعة كبيرة:
-لا هسمع، ومن النهار ده مش هفتح بوقي بكلمة.............!!
_________________________________________

عرج بمخيلته لأبواب منغلقة يتعثر عليه فتحها محاولاً بشتى السُبل العبور وعينيه تتلصص على ما خلفها متمنيًا الوصول لمبتغاه؛ ومن غيرها التي يتمناها؟!، جلس يوسف بمفرده وسط الأراضي والظلام يغطيه من كل الجهات سوى بصيص نور أمامه جاء بفضل ضوء القمر، لم تمر لحظة إلا وهو يتذكرها، التمعت العبرات في عينيه لاعنًا حظه السيئ، كان يمدحه في الماضي وهي معه، لكن الآن خدعه اللعين لتتركه الأخيرة، وأين الحظ هنا؟.....
جاء عرض المدعية نوال ليجده السبيل، حين وافق بقلبه ذمه عقله قائلاً بعتاب:
-وهتسيب أبوك المريض ده وأمك لوحديهم، واختك كمان هتتجوز وهتفارجهم، ودول كبروا
رد بقلبه اللذي يحفزه على الذهاب قائلاً:
-أبويا مهيعرفش عنوانها، وأنا مهغيبش، هروح أدور عليها أنا معايا الرجم بتاع خالتي اللي كانت بتكلمنا عليه وهلاجيها بسرعة وهنعاود سوا، وهي لما تشوفني مهتجولشي لا!!
ثم زادت عليه الحيرة والتخيير ما بين تركه لوالديه هكذا وبين مكوثه الذي سيقتل قلبه شغفًا على الأخيرة...
دفن وجهه بين راحتيه نافخًا بقلة حيلة، ردد بضياع:
-ما أنا لو خليتني إكده هموت وبرضيك هسيبهم.............!!
_____________________________________

شهقت بفزع حين وجدت من يقبض على عضدها فور خروجها من غرفة الولدان، اندهشت غزل مما تفعله هذه الفتاة معها لذا خاطبتها بحذر:
-خير يا هانم، أنا عملت حاجة ضايقتك؟
مررت هدير نظراتها المحتقرة عليها ثم همست بغيظ:
-ملكيش دعوة بشريف وحسام، ولو شوفتك بتقرّبي من أوضتهم أو بتكلميهم هطين عيشتك
-ليه يا هانم؟
هزتها هدير بعنف من عضدها مرددة بانفعال خافت:
-هو كده ومتسأليش، سامعة يا بت إنتي؟
لم تتأثر غزل من قبضاتها عليها كونها تفوقها في الطول ويبدو عليها أنها عافية البدن فجسدها بالمتوازن، أيضًا استنكرت معاملة هذه الفتاة معها لتمتثل لرغبتها دون نقاش آخر:
-اللي تقولي عليه يا هانم
رمقتها هدير بنظرة أخيرة ساخرة لتتركها متحيرة تنتفض من الداخل حنقًا مما فعلته هذه الغليظة، زفرت بقوة مزعوجة لتتحرك مكملة طريقها نحو غرفة خالتها فقد تأخر الوقت وغفا الجميع تقريبًا...
وهي تتهيأ لهبوط الدرج اخترق أذنيها صوت ما يتأوه بتعب، توقفت موضعها تستنتج من أين يأتي الصوت، لم تجد سوى غرفة السيدة هدى فهي تعرفها جيدًا، تحركت صوب الغرفة محاولة الاستماع جيدًا حتى عادت الصوت المتألم من جديد لكن مكتومًا، أحست غزل بأنه ربما تأذت السيدة فركضت لتفتح عليها الباب فارتعدت السيدة من رؤية أحدهما لها بهذه الحالة..
كانت شبه جالسة على الأرضية ويبدو عليها التعب المقلق والعرق يتصبب من وجهها ككل، تجرأت غزل لتتقدم منها وترى ما بها؟، لكن قبل أن تنطق بكلمة واحدة خاطبتها السيدة هدى بحزم أدهشها:
-لو حد عرف حاجة هقتلك..........................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة