-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الحادى والخمسون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادى والخمسون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادى والخمسون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

هيئته المترنحة حين عاد من الخارج زادت من تطفلها في معرفة ماهية الضجيج المقلق بالخارج، اقتربت قسمت من عمها تسأله بفضول:
-خير يا عمي، البلد مقلوبة ليه؟!
ابتلع لعابه وبدا عليه خوف وقلق ملحوظ، رد وهو يجلس على أقرب مقعد:
-جعفر اتقتل!
تفاجأت قسمت ثم جلست بجانبه، استفهمت بترقب:
-مين قتله؟!
أطرق رأسه كاسفًا من هول ما حدث، قال:
-الفلاحين عملوا إضراب، واتلموا عليه وقتلوه وسرقوا كل حاجة في سرايته!
انزعجت من تطاولهم على سيدهم، هتفت:
-هي سايبة ولا أيه؟، فين الحكومة تأدبهم و...
أشار لها أن تصمت فالأمر مريب وأخافه هو شخصيًا، قال متجهمًا:
-الوضع برة يخوف، خلى الناس مبقتش تحترم حد، كل أصحاب الأراضي والجناين بقوا خايفين، وغيروا معاملتهم مع الفلاحين
احتجت على رضوخهم بهذا الشكل المهين، قالت:
-وبكرة الفلاحين دول لما يحسوا إن أسيادهم خايفين محدش هيقدر عليهم وهيعملوا اللي على مزاجهم!
تقطب أسعد ولم ينكر أنه رهب حدوث الأمر معه، قال بتخبط:
-هنعمل أيه دلوقت، الوضع مقلوب برة، والحكومة مش عارفة تتهم مين بقتله!
هتفت مستنكرة خوفه هو بالأخص:
-إنت خايف ولا أيه؟!، إنت أسعد الخياط يعني لو حد اتجرأ عليك يدفن مكانه!
قال بتنبيه لا بد منه:
-المهم دلوقتي لازم آخد احتياطاتي، الأمر ميسلمش يا قسمت، دول بايعين أرواحهم من الفقر اللي هما فيه
نهشت شفتيها بتفكير، بعضه عقلاني والآخر معترض متمرد على ما يحدث، وهذا الجانب الأشد، هي تكره التذلل والمعاملة الخنوعة، انتبهت لعمها يخاطبها بنصح الخائف:
-عاوزك تخلي بالك من نفسك لو خرجتي برة، ممكن حد يكون متربصلنا!
انتصب في مكانه وتابع محمسًا إياها:
-ويا ريت تعجلي برجوعك للقاهرة، أنا خايف تتأذي يا قسمت، إنتِ حامل يا حبيبتي
ردت مشدوهة من كلامه:
-وحضرتك، معقول هنسيبك لواحدك معاهـم؟!
اعتزم اللحاق بها قائلاً:
-هخلص شوية شغل وأحصلك، على ما الأمور تهدى هنا.
وجدت قسمت أن ذلك هو الحل الأفضل لتنعم بالراحة والاستقرار مع جنينها، ووجدت في رجوعها بخبر حملها صدمة مدوية ستنفجر في أنيس اللعين، ابتسمت بغرور فكم تمنت إغاظته! وترد كيده في نحره، لم يستمر تفكيرها الحالم نكاية الأخير حتى جثه أسعد وهو يقول متذكر:
-نسيت أقولك، أنيس الـ*** جاتله سكتة قلبية ومات!
نزل الخبر عليها كالصاعقة فاتسعت مقلتيها بصدمة غائرة، هتفت بأنفاس متهدجة:
-مـ مـ مــــات..........!!
__________________________________

مر وقت وافر وهي جالسة على الأريكة بين أحضانه، كانت هادئة وتراخى عُوْفها بفضل كلماته التي أسهبت مشاعر الراحة لقلبها، خاصة بعدما حكى لها عن هويتها الحقيقية، تأكيداته كأنها لم تكفى شغفها الداخلي، فتساءلت:
-يعني ماما هي ماما ودا أكيد؟!
أوجز مراد في رده فقد قال ما في جعبته حيال الأمر، قال:
-أيــوة!
تركت أحضانه وابتعدت قليلاً، ثم نظرت له فاستشفت من ثبوت بؤبؤي عينيه أنه محق، رددت برضى:
-مامـا هالــة!
هز رأسه لها فتبسم وجهها، أحبت غزل أنها ابنتها، عاودت وضع رأسها على صدره مغتبطة، قالت:
-عاوزة أشوفها، وأعرف عنها حاجات كتير!
وضع يده أسفل ذقنها ثم جعلها تنظر إليه، قال متمعنًا النظر فيها:
-شبهك!
صلّب نظراته على عينيها متابعًا بمغازلة متسلية:
-نفس العنيين الحلوة دي!
ثم قبًلهما برقة فاتسعت بسمة غزل من مشاكسته، ابتسم مراد وهو يوجه نظراته لأنفها، استطرد:
-نفس المناخير!
ثم قبّل أرنبة أنفها فضحكت بخفوت، لم يكتفي لهذا الحد فقد جاءت اللحظة الحاسمة، تابع بنظرات ماكرة أخصت ثغرها:
-نفس أ....
لم يكمل فنظراته أوحت مغزى تلميحاته، وبتر التكملة ليضع قبلته الحارة على شفتيها، ابتعد مراد فنظرت له بولهٍ كبير، قالت:
-بأحبك لما تدلعني!
أزاح شعرها القصير للخلف وهو يعبث به، قال:
-أنا حنين وكويس، إنت اللي بتعملي حاجات تضايق!
ردت منتوية التصرف بنضجٍ أكبر:
-مش هاعمل حاجة غير لما أقولك، عارفة ببقى خايبة في حاجات معينة وطايشة، بس هسألك واتعلم منك!
أحب طاعتها له فابتسم لجمال حُسنها، قال:
-هانسى اللي فات يا غزل ومش هتكلم فيه، ومن النهار ده هبدأ أحاسبك
امتثلت لكلامه ولم تعارضه، تذكرت أمر ما ضروري فاستفهمت باهتمام:
-نسيت تقولي مين بابا، عاوزة أعرف!.
هذه المسألة ترك مهمتها لوالدته، رد بجدية:
-ماما هتاخدك الشقة بتاعتها وهتعرفك كل حاجة
تفهمت غزل هازة رأسها، فأردف مراد بمفهوم:
-وبالمرة نلحق نغيّر اسمك قبل ما تدخلي الجامعة!
وتر أعصابها ذاك الأمر، قالت:
-معنى كلامك إن الكل هيعرف إني مش بنت أنيس، وكل حاجة كتبهالي هتبقى مش من حقي، وجاسم مش هيسكت!
علق مراد على ذكر اسم هذا الغليظ هاتفًا بشك:
-أهو جاسم دا حاسس إنه ورا قتل أنيس، لأن الموتة المفاجئة دي متتصدقش!
انتبهت غزل لهذه النقطة، هي تعرفه ومتيقنة من جحوده، قالت:
-هو اللي كان عاوز يقتلني يا مراد!
نظر لها متفاجئًا فأكدت مسترسلة الشرح:
-سمعته بيتكلم مع واحد في التليفون بعد ما رجعت يوميها من المستشفى، وكان متضايق إن محصليش حاجة والخطة فشلت!
لمح مراد الخوف وخيبة الأمل في نظراتها، هتف بسخط:
-طالما كده يبقى هو ورا موت خاله، وكمان كان عارف مكانك، لولا إني مراقبه كويس مكنتش عرفت إن جعفر ورا خطفت، في لحظة كنت قبله في البلد
اعتدلت غزل في جلستها مقررة الإيقاع به، هتفت:
-طيب أنا مش هسكت له، ومش هسيب له حاجة من اللي اتكتبت باسمي، أصل هو دا غرضه من كل اللي بيعمله، هخليه يندم وادفعه التمن
وافقها مراد النية، قال:
-صح كده، ويا ريت كمان نحاول نثبت إنه السبب في موته
زاغت غزل وأخذت تدبر للقادم من تأديب هذا الحقير الوضيع، تابع مراد بمعنى جعلها تنتبه له:
-الست عزيزة رجالتي جابوها القاهرة، وهي في القصر العيني دلوقت بتتعالج..............!!
__________________________________

ارتشف من كأسه ببطء وهو يتأملها بمغزى، توترت أمل من نظراته نحوها وهي تأكل، انحرجت من بعثرتها للطعام وقالت:
-معلش يا بيه، أصلي جعانة جوي!
لم ينتبه لطريقة أكلها بقدر ما شغله معرفة قصة حياة غزل السالفة وبات مهتمًا، سألها:
-يعني إنت من اللي اتربت غزل معاهم؟!
اومأت مؤكدة بثقة، تابع:
-عاوز أعرف عن غزل كل حاجة، وكمان أخوكِ يوسف
هتفت بمقت وهي تسترجع ما مضى:
-معرفاش على أيه بيحبها، من وهي إصغيرة كان يهتم بيها، وآني اللي أختي مكنش يعمل معايا إكده، كانت غزل وبس واللي يزعلها يومه أسود!
سأل بغرابة المتحير:
-بيحبها قوي كده؟!
ردت بقسمات حاقدة:
-بيعشج التراب اللي بتمشي عليه، وبيني وبينك بت مهياش سهلة، لوعة إكده ومايعة في كلامها ووجفتها جدام الرجالة، جليلة حيا بصحيح
بالطبع استنكر جاسم هذه السمات بـ غزل، وفطن غِيرتها منها لا أكثر، قال غامزًا بعينه:
-من غير الحاجات دي هي حلوة وتتحب!
لوت أمل فمها متهكمة، فهو الآخر إنضم لقائمة معجبين الأخيرة، اردف متأففًا وقد لاح متحيرًا ماذا يفعل بها؟، قال:
-طيب أديكِ جيتِ معايا، وبعدين هاعمل بيكِ أيه؟!
فقدت شهيتها في تناول الطعام ظانة أنه سيتخلى عنها، قالت بنبرة مترجية:
-أساعدك في أي حاجة يا بيه، شوف عاوز أيه وآني أعمله، بس متخلينيش أرجع البلد، آني عايشة إهناك خايفة!
مط شفتيه وظهر عليه أنه لا يحتاجها معه، تذللت اكثر وهي تقول بتكليف:
-خليني إهنه إن شاالله خدامة
تابعت متذكرة أي شيء تنفعه به، هتفت:
-هجولك على موسى، والورج بتاع أسعد بيه اللي خده مني!
تنبهت حواسه كليًا وقد جذبه الحديث، فتهللت أمل داخليًا وتيقنت أنها نجحت، هتف بجدية:
-لا إنتِ تقوليلي كل حاجة بالتفصيل، وخصوصًا عن موسى، وأيه الورق اللي بتقولي عليه ده.....................!!
________________________________

أغلق سماعة التليفون مصدومًا مذهولاً من حديث هذا الشخص الغامض، تشتت تفكيره مما سمعه للتو منه، وتهديده غير المرتجل، هتف بتحير:
-مين ده كمان، المفروض الورق مع موسى!
فرك منتصر رأسه وكاد أن يجن، ردد مشدوهًا:
-هو فيه أيه؟!
حالة من الغرابة تملكت منه، ودارت التساؤلات في رأسه، ربما يتلاعب به موسى؛ أو يسلط عليه أحدهم ليمزق أعصابه؛ حتى ينتهي، لن يمهله الفرصة لذلك وانتوى مهاتفته، فورًا سحب منتصر السماعة وبادر في تدوير رقمه، لم يجده بمكتبه فعاود الاتصال على فيلته، حرك قدمه ودبها في الأرض بهزات منفعلة قضت على انتظاره الموتر، أخيرًا جاء صوته المبغوض له، هتف دون مقدمات بتجهم:
-اقدر أفهم ليه بتعمل كده، باعت تهددني تاني ليه؟!
جهل موسى ما يرمي إليه، هتف باقتطاب:
-تهديد أيه اللي بتتكلم عنه، أنا مش فاهم حاجة؟!
هتف منتصر باحتقان:
-لسه واحد مكلمني على الورق اللي المفروض معاك، وطالب مليون جنية قصاده!
قال مستنكرًا هذا الهراء:
-الورق عندي وبس، وأصلي كمان!
ارتاب منتصر في أمره، شغل مخه بحنكة سافرة، قال:
-لو الورق صحيح معاك ابعتلي نسخة منه دلوقت
وافق دون نقاش على أن يفعل ذلك، قال بامتثال:
-هابعتلك يا منتصر!
اغتاظ موسى حين أغلق السماعة دون سلام، ضغط على فكه بقوة وهو يقول:
-أصبر عليا يا منتصر
تنهد موسى بضيق ثم توجه لغرفته بالأعلى، ولجها ثم أغذ في السير نحو خزنته، فتحها سريعًا ثم مد يده ليسحب الأوراق، انصدم موسى حين تعثر عليه إيجادها، فتش باضطراب وقام ببحثرة ما تحويها من نقود وغيرها، لم يجد أي أوراق تخصه هو أو غيره، انتصب مكانه وتعجب من عدم وجودهم، ما تفهمه أنها تمت سرقتها عمدًا، فالنقود موجودة!، ابتعد عن الخزنة مدهوشًا، شحب فجأة فهذا يعني أنه فقد كل شيء، حتى زواجه من هدير، سأل نفسه بنبرة ضائعة:
-مين اللي ليه مصلحة يسرقني، مين اللي يتجرأ ويعملها معايا وفي قلب فيلتي؟!....................
___________________________________

-يــــوسف!!
نادته ياسمين وهو داخل المرحاض، وذلك حين وجدت الباب مغلقًا من الداخل، لم تجد رد عليها فتابعت بضيق:
-افتح الباب قافله عليك ليه؟!
في الداخل مل يوسف من طلبها الدخول، قال:
-لما أخلص، مش شيفاني باستحمى!
ردت ببسمة متسلية:
-لأ مش شايفة، افتح أساعدك!
ثبت مكانه للحظات من جملتها العابثة معه، رد برفض:
-متشكر، باعرف لواحدي!
بروده هذا بدأ يزعجها منه، عللت كلامها بـ:
-علشان دراعك، مش هتعرف لواحدك تستحمى كويـ......
قطع حديثها فتحه للباب، ابتسمت حين رأته وفي البداية ظنته وافق على ذلك، لكنه تحرك للخارج وهو يلف المنشفة حول خصره بتعثر، تقطبت وهي تتحرك خلفه، قالت:
-ليه بتعمل كده، المفروض أنا مراتك وأساعدك!
نفخ بصوت مسموع وهو يبحث في خزانة الملابس عن شيء مناسب يرتديه، قال:
-خلصت!
سئمت ياسمين من معاملته الجافة، فجأة احتضنته من الخلف مبتئسة، قالت:
-مالك، زعلتك في حاجة؟!
توقف عما يفعله ثم فك ذراعيها من حوله، التفت لها قائلاً:
-أنا هنا بس اللي بمزاجي أقولك تعملي أيه، ومش من حقك حاجات كتير، وبطلي نغمة جوزي ومراتك، متحسسنيش إننا واخدين بعض على حب!
ثم ولاها ظهره لينتقي ثياب له، حدقت بظهره متيقنة سبب تغيّره، هتفت بغِيرة:
-فاهمة ليه بتعمل كده، بسبب البنت اللي إنت بتكلمها في التليفون، وكنت بتقولها بأحبك و...
فورا استدار لها يوسف وقبض على فكها، دُهشت من نظراته الغاضبة نحوها، لم تتخلى عن نزقها أمامه، سألته بغيظ:
-بتحبهـا؟!
لم يجاوب عليها بل قرّب المسافة بينهما، فتقابلت وجوههما، قال:
-خليكً في حالك أحسن
نظرت له غير خائفة من تهديده، سخر من شجاعتها المزيفة، قال:
-مش خايفة مني؟!!
نفت بتحريك رأسها وهو ما زال قابضًا على فكها، تركه قائلاً بمكر:
-طيب الليلة مافيش
ثم افتعل حركه بيده نحو أنفه، لمح بأنها محرومة من (البودرة) المخدرة، ابتلعت ريقها وزالت معاندتها له، قالت:
-وهتقدر تشوفني بتعذب!
-هاقدر!
رد بتحجر قلب أحزنها، جلب ثياب ليرتديها ثم ابتعد عنها، تحولت تعابيرها للغيظ وسارت ناحيته، هتف:
-بتعمل كده ليه، هو إنت بجد بتحب البت دي ولا بتخدعها!
تجاهلها يوسف فهو بالطبع لن يخبرها بشيء، ثارت أكثر ثم اقتربت وشدت الثياب من يده وألقتها بعيدًا، تفاجأ بفعلتها ورمقها بضيق، اقتربت منه ثم دفعته بحذر ليسقط على التخت من خلفه، صُدم مما تفعله فاعتلته بنظرات فاحت منها التمن والحب، قالت بتملك عجيب:
-مش هسيبك لحد تاني غير على جثتي.............!!
__________________________________

قضت يومها بالنادي، مبتعدة عن القصر وبالأخص قصدت عدم رؤيته لها، طلبه للزواج منها كان بمثابة مفاجأة لم تتخيلها قط، ابتسمت هدير على استحياء فقد أحبت ذلك، خاصة لطافته وسماحته حين يتحدث معها، واهتمامه لأمرهــا، قالت معجبة:
-يا ريت كنت اتجوزتك إنت يا يزيد..
تحيرت هدير فهو متزوج من أخرى ما زال، الموضوع معقد للغاية، زفرت بضيق فحظها بات معروفًا للعيان، غمغمت:
-يا خسارة!
لطيبة قلبها لم تفكر في إفساد زواجه، بعكس سُمية التي استشفت من هيئتها أنها ترتضي الزواج به، ومن ثم ستجعله ينفصل عنها، وقفت متوارية تتابعها بجحود، حينما استمعت له يعرض عليها الزواج لم تتحمل، هذه اللعينة تريد أن تسترق زوجها منها، ولن تمهلها الفرصة، لفت رأسها للسيدتين زي الهيئة المريبة والمخيفة بجانبها، خاطبتهما بأمر:
-عاوزاكم تعلموا عليها، عاوزة جسمها كله يزرق ويوجعها
ردت إحداهن بصوت خشن:
-دا شغلنا يا هانم، هنربيهالك
ابتسمت سُمية بلؤم ثم أشارت لهن برأسها ليذهبن للتنفيذ، بالفعل تحركن نحو هدير التي تفترش الحديقة شاردة، غير منتبهة للسيدتين بالمرة..
وقفن أمامها فلاحظت هدير احتجاب الشمس عنها، نظرت لهن بدهشة ثم اعتدلت مكانها، قبل أن تفتح فمها بكلمة واحدة وجدتهن يمسكن بها، انفزعت وقالت:
-عاوزين أيه مني؟!
شرعن في ضربها بقسوة على ظهرها وكل جسدها، صرخت هدير بأعلى صوتها مستغيثة، فالضرب موجع، تابعت سُمية ضربها بتشفٍ، رددت:
-تستاهلي، ملقتيش غير جوزي!
لكن سرعان ما امتعضت حين جلب صوتها الأمن، تجهمت وهم يبعدوا السيدتين من عليها، تراجعت سُمية لتهرب من المكان حين استمعت للأمن يقول بصريمة:
-الأشكال دي دخلت هنا إزاي، ومين سمحلهم؟!.........
_________________________________

في غرفة والدتها مررت صورها واحدة تلو الأخرى وأحيانًا تجذبها صورة ما تستوقفها لتتطلع عليها، ابتسمت السيدة وهي تراها مهتمة بالأمر، هتفت غزل بمسرة:
-دي شبهي خالص، يا ريت كانت عايشة!
قالت السيدة بمعنى:
-أول مرة جيتي فيها القصر لفتي نظري بملامحك القريبة من هالة، ولما قالوا إنك بنتها مشكتش وقبلت، علشان الشبه بينكم!
وضعت غزل الصور جانبًا، استفهمت بشغف:
-كلميني عن بابا!
تذكرت السيدة صور والدها والأوراق، أخرجتهم من الصندوق قائلة:
-هنا صوره وكل الورق بتاع جوازه من هالة وشهادة ميلادك كمان
حدقت غزل في الصندوق بفضول جم، ناولتها السيدة ألبوم صغير يضم بعض الصور، أخذته غزل متحمسة في رؤية والدها الغامض، رفعت الصورة نصب أعينها وتأملته بشرود، لم تتخيله بهذه الوسامة الجذابة، هتفت:
-بابا حلو قوي!
تجمعت الدموع في عين غزل فرحة من عثورها على أهل، فقد عانت كثيرًا وتلاعبوا بها، فلتت دمعة من عينيها، فقالت السيدة بعتاب:
-ليه يا غزل، المفروض تفرحي!
زاد تساقط العبرات وقالت:
-كان نفسي أعيش وسطهم، اتحرمت من حاجات كتير قوي
مسدت السيدة على ظهرها وقالت:
-قولي الحمد لله، فيه كتير مش بيبقى مش ليهم أهل، وحياتهم كلها في الشارع
نظرت لها غزل مدركة ذلك، قالت:
-الحمد لله!
ثم مسحت دموعها وأخذت نفس عميق متابعة مشاهدة صور والدها الرائعة، سألت مبتسمة:
-اسمه أيه يا خالتي؟!
ابتهجت السيدة وهي تناديها بصلة القرابة، قالت بود:
-خدي دا ورق جوازهم وشهادة ميلادك
أخذتهم غزل شغوفة في معرفة من هي؟، التمعت عيناها وهي ترى اسمها المدون على الورقة، رددته بانبهار:
-أميــــرة!
-أيوة يا حبيبتي، الاسم دا باباكي اللي إختاره!
تابعت غزل قراءة بقية اسمها مبتسمة، قالت:
-محمــود!!
قالت السيدة بتحنن:
-كان اسمه محمود، وكان زميل مامتك، اتجوزها بعد ما اتطلقت من أنيس!، نعمة بتقول حبوا بعض جدًا، وبعد العدة اتجوزها.
سألت غزل بترقب:
-مات إزاي؟!
ذاك الأمر ارتابت السيدة به، لم تُرد أن تشغل بالها بأمر لم تتأكد منه، قالت:
-نعمة قالت عمل حادثة، عربية خبطته وهو بيعدي الشارع!
شجنت غزل وهي تتخيل هذا المشهد الدامي، رددت:
-الله يرحمه!
استكانت مشاعر السيدة فـ غزل لم تشك بأمر الوفاة، نادتها بلطف:
-أميــرة!
لم ترد غزل متابعة تمرير الصور، تابعت السيدة كابحة بسمتها الرقيقة:
-غزل بناديلك!
نظرت عزل لها قائلة:
-مسمعتش!
-قولتلك أميرة!
ضغطت على شفتيها محرجة، قالت:
-قوليلي غزل، صعب اتعود على اسم جديد
انتبهن لخبطات على الباب، نهضت السيدة وقالت:
-مين قليل الذوق ده؟!
ثم هرعت للخارج ومن خلفها غزل مشدوهة مثلها، فتحت السيدة فدلف بعض الرجال، الأمر الذي جعلها تتراجع سريعًا مبتعدة من أمامهم، وقفت غزل تحدق بهم باهتياج، قبل أن تخاطبهم ولج جاسم بطوله الفارع وجسده الرياضي الذي يخيفها، صلب نظراته عليها فتوترت، دنت منه قائلة بتشدد:
-عاوز أيه؟!
كان سؤالها في محله، قالها صريحة:
-عاوز حقي اللي خدتيه من خالي، مش دي الأصول بعد ما اتكشف إن ملكيش علاقة بينا!
تفهمت أنه علم بنسبها الجديد، ردت بثبات مزيف:
-ملكش حاجة عندي!
قلل المسافة بينهما وقد أحد إليها النظر، حذرها بتهديد علني:
-كل حاجة النهار ده تكون منقولة باسمي، مش هسمح لواحدة غريبة تاخد حاجة أنا تعبت فيها.
صاحت بتعنيف:
-ليك عين تتكلم يا مجرم، مفكر مش هاعرف إنك اللي قتلت خالك علشان تاخد كل حاجة!
ارتبك جاسم واهتزت نظراته، فتأكدت غزل من صدق ما قالته، ابتسمت بسخط وتابعت:
-أيوة إظهر على حقيقتك، يا قــاتل!
لم يقع في فخها ويعترف بما ارتكبه، تجاهل ذلك قائلاً:
-يعني مش هترجعي اللي أخدتيه؟!
ردت بتعجرف مستفز:
-بعينك، مش هتشوف حاجة
-أنا كده فهمت!
نطق هذه الجملة الغامضة وبسرعة غريبة انحنى ليحملها على كتفه، صرخت غزل محاولة التملص منه؛ لكن هيهات من استغاثتها، قال بمغزى وهو يدلف بها للخارج:
-يبقى تعالي إنتِ وكل حاجة!
أثناء ذلك كانت السيدة هدى قد تسللت للصالون، اتصلت بـ مراد وجعلته يستمع للحوار واحتقن بشدة من حديثه الفظ مع زوجته، حين أخذ غزل هتفت بهلع:
-سمعت يا مراد، خدها معاه، خطفهـــا................!!
__________________________________

لم تتخلى عنه ولن تترك المكان مهما حدث، قبعت في الشقة واحتجت على رحيلها منه، وهي تجلس على التخت ضاممة ركبتيها عند صدرها استمعت له قد عاد من الخارج، تأهبت نسمة لمواجهته وإن كان الثمن ازهاق روحها..
عند فتح ضرغام لباب غرفة نومه تفاجأ بها ما زالت هنا، شيء داخلي أحب عدم رحيلها، وهناك ما جعله ينفر من وجودها، زيف ضيق وهو يخاطبها:
-لساتك إهنه؟!
توترت ثم نهضت من على التخت، تحركت نحوه بملامحها البريئة، تعطفت نظراته نحوها فلو أنجب لكانت في محل ابنته، وليست زوجته، قالت بتوسل:
-هروح فين، خليني هنا لو هخدمك بس!
رد بقساوة مصطنعة:
-معاوزش خدامين يعيشوا معايا
أجهشت بالبكاء قائلة:
-يبقى الموت أهون عليا!
تذكر ما حدث لأخيها، كما هو ظل كاتمًا لرحيله، عبس وهي تبكي في صمت أمامه، حقًا هي وحيدة؛ لكن ما فعلته لن يغتفر، هي خانته وما أشدها وعورة، تابعت نسمة بقهر:
-غصب عني كل حاجة عملتها، والله أنا حبيتك، مبسوطة معاك، إنت آه أكبر مني بكتير بس عمري ما حسيت كده، إنت عندي حاجة كبيرة، مكنتش أحلم حتى اتجوز واحد زيك!
بكائها المرير جعل قلبه يلين نحوها، قال بتردد:
-خلاص هتفضلي إهنه، بس هتجعدي زي واحدة غريبة
حزنت لا تريد ذلك، أذعنت لأمره الآن، لربما يسامحها قادمًا، ردت بامتنان:
-شكرًا يا سي ضرغام
قال بجدية:
-شيلي خلجاتك من الأوضة وشوفي هتقعدي فين
اومأت بانصياع وقد كمدت، قبل أن تنفذ سألته بحذر:
-لجيت أحمد ولا لسه يا سي ضرغــام؟!
ارتبك داخليا. فتابعت بترجٍ شديد:
-ينوبك ثواب متعمله حاجة................!!
_________________________________

سألته بجدية قوية:
-عملت أيه؟!
نبرتها أعربت عن مدى سيطرة هذه السيدة واضطر للكذب، رد مؤكدًا بخداع:
-ماتت وشبعت موت يا ست هانم
سألت عاقدة جبينها بغرابة:
-أومال ما سمعتش إنها ماتت يعني ولا حد لقاها!
ارتبك وهو يرد:
-أصل رميتها في المجابر، يعني فين وفين على ما يلاجوها
أقتنعت قسمت وقالت:
-طيب بكرة الصبح عدي عليا هديك حلاوتك...

خرجت هانم من حظيرة المواشي للبحث عن شيء تأكله، توقفت فجأة مذعورة حين رأت نفس الرجل بالحديقة، ليس بمفرده بل يتحدث مع السيدة، ابتلعت ريقها في خوف ثم انزوت داخل الحظيرة مجددًا تتحرك في ساحتها بخوف وترتعش متيقنة أنه علم بمكانها السري وجاء ليقتلها ويعيد الكرّة..

بينما ضجرت قسمت بعد رحيله فالوقت ما زال باكرا للنوم، تعجبت فالجميع ينام تقريبًا بعد غياب الشمس، توجهت لتتمشى في الحديقة وتشتم الهواء النقي، وهي تتجول لفحت نسائم الهواء بشرتها، تلك البرودة انعشت قلبها وأشعرتها بالراحة، عند سيرها أستمعت لصوت داخل الحظيرة شوش هدوء المكان، لم يكن بصوت حيوانات، بل أحد يتحرك بالداخل، تحركت قسمت نحو الحظيرة ووقع أقدامها فوق (القش) يحدث صوت، بالتأكيد أخاف هانم، والتي انتصبت مكانها بقلبٍ واجف، نظرت حولها باحثة عن أداة تدافع بها عن نفسها، وقعت عيناها على فأس صغير، توجهت ناحيتها ثم حملتها، رفعته أمامها متخذة وضع الدفاع عن نفسها..
ولجت قسمت الحظيرة ظانة أنه لص، ستخيفه بصوتها ويفر، هذا ما خمنته في عقلها، لكن عند تعمقها للداخل انهالت هانم على رأسها بالفأس، صرخت قسمت بعنف وصوتها يجلجل في المكان، جحظت عيناها بقوة حين انهمرت الدماء بغزارة على وجهها وملابسها، ببطء التفتت لـ هانم من خلفها بجسد ينتفض، اعتلتها صدمة مدروسة حين رأتها على قيد الحياة، لم تتحمل قسمت كم الألم في رأسها فسقطت أرضًا، اقشعرت هانم ثم رمت الفأس خائفة، ولج الخفراء ومعهم السيد أسعد الحظيرة فانصدموا من هول المنظر، تأجج رعب هانم وانكمشت للوراء، وجه أسعد نظراته لـ قسمت المسجية على الأرضية ثم ركض نحوها يصرخ، ردد:
-قسمت!
من هيئتها بدت أنها قد رحلت لم يستوعب ما يراه ثم وجه نظراته الغاضبة لهذه المخبولة، أمر خفرائه باهتياج:
-واقفين ليه، خلصوا على بنت الـ*** دي!
لم يلبثوا مكانهم ثم ركضوا نحو هانم التي صرخت خائفة، ضربوها بالأسلحة في جسدها ورأسها بالأكثر، ضعفت مقابل تجمعهم عليها وارتمت على (القش) تنزف، هتف أسعد بصراخ ثائر:
-مترحموهاش!
ظلوا يضربوا رأسها حتى تهشم تقريبًا واختفت ملامحها، بينما رفع أسعد رأس قسمت المغطاة بالدماء على فخذه، هتف مناديًا إياها بنبرة مؤلمة:
-قسـمت، بنتي.........
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة