-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل السابع والخمسون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع والخمسون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع والخمسون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

استفاضت السخرية على حديثها عن الأخيرة، لا بل قامت بسبها أمام _من كانت_ خالتها، والتي بدورها عابت عليها، هتفت بخشونة:
-إخص عليكِ يا غزل، يعني كنتِ بتضحكي علينا وإنت دلوقتي معاه!
استسخرت ياسمين في ردها مؤكدة:
-من بجاحتها اتصلت وقالت إنها معاه، وبعدين لو نزلت القاهرة هترجع على قصره
انفجرت غيظًا وهي تتابع:
-كانت بتكلمني ولا هممها حد مات، كانت بتحرق دمي باين
لم تصدق فتحية كل ذلك وعبست، قالت:
-مش معقول غزل تعمل كده، دي كانت هتموّت نفسها على يوسف!
لوت فمها من تلك المحبة المزيفة، قالت:
-أسبوع دلوقت في الغردقة قاعدة معاه، كمان مش راضية ترجع غير لما تعيشلها يومين مع جوزها القاتل.
تقطبت معالم فتحية وهي تسمع كل هذا، ومن صدمتها خمنت غِيرة ياسمين منها لتقول ذلك عنها؛ بسبب حب يوسف لها، تنهدت قائلة:
-لما ترجع هتكلم معاها وافهم
انفعلت ياسمين وهي ترد:
-دي لما ترجع تتبري منها!
ثم نهضت من مكانها لتتركها بمفردها، واتجهت لغرفتها، بينما ظلت فتحية متعجبة من أمر غزل، فماذا عن حزنها؟، واضمحل فكرها منشغلاً بها، لامتها بعدم رضى:
-كده يا غزل، نسيتي يوسف ورجعتيله................!!
______________________________________

وضع أمامها الأوراق ولم يمهلها فرصة الاختيار، وباتت مجبرة وهو يشدد من أمره لها، لم تبدي اعتراضًا ثم أخذت توقع أسفل الأوراق، رغم أن غزل أرادت ما يرفع من قيمتها، نفرت من وجود ما يزعج مراد منها، وسلمت روحها له، وليفعل ما يريد، فلم تعد تثق بأحدٍ سواه.
حين انتهت سحب المحامي الأوراق في دفتر مرتب، ثم دسها في حقيبته الخاصة، ابتسم لها مراد معجبًا بتنفيذها أمره، قال:
-كده نعرف نعيش كويس، أصل الحرام مش بيجيب وراه غير مشاكل، وأهي الفلوس دي تنفع حد محتاج!
قالت مقتنعة:
-كلامك صح
نهض المحامي مستأذنًا بالرحيل، وحين غادر هتف مراد بمعنى:
-أنا عندي شغل هنا، يعني هترجعي لوحدك
هتفت بعدم قبول:
-طيب خليني معاك ونرجع سوا.
قال باستنكار:
-مش بتقولي الدراسة بدأت ولازم تحضري، ولا هتفضلي مهملة كده لحد ما تخلص
تذكرت غزل أمرها فزفرت بضيق، وضعت رأسها على كتفه متذمرة، قالت:
-الجو هنا حلو قوي، خصوصًا وأنا معاك!
ابتسم مراد من طفولتها ودلالها، ضمها إليه بحب، قال:
-خلاص خلينا كام يوم، وأنا مش هغيب وأرجع
راقت لها الحياة برفقته، ومن تلك اللحظة ستصبح له فقط، مطيعة راضية بكل الحب الذي يمنحها إياه، متناسية كل ما أوجم قلبها، وأسر روحها بداخل اكماد سبب الضعف لها، لاحظ مراد أنها شاردة، زاد فضوله لمعرفة في ماذا؟، فقال:
-قوليلي سرحانة في أيه، مش قولت ننسى اللي فات؟!
ردت بنبرة موجوعة قليلاً:
-بافتكر سنين فاتت من عمري، كنت عايشة فيها إزاي، كانت بتفوت علينا ليالي مكناش بنلاقي ناكل
تابعت متعمدة، رغم أن ذلك سيزعجه:
-وأوقات يوسف كان بيتصرف، كان فعلاً راجل يعتمد عليه، مكنش يحب يشوفنا محتاجين حاجة
ثم ابتسمت وهي تتذكر، بالطبع أحبت اجتهاده، رفعت رأسها لتنظر له، فوجدته ينظر لها بضيق مكتوم، اردفت:
-أنا مش هكرهه مهما حصل، ومصدقة إنك معملتلوش حاجة
رد بجمود:
-مش هتكلم علشان خلاص مات، بس مش كل شوية تفتكريه وتفكريني أنا بيــه!
قالت بجدية حملت الصدق:
-من دلوقتي مش هاعمل حاجة تزعلنا من بعض، أنا أخدت قرار، هاعيش زي أي ست، عاوزة هدوء وأولاد أهتم بيهم
علق مراد على كلماتها الأخيرة قائلاً بتمنٍ:
-عاوز منك ولاد، مش ناوية تجبيلي ولا أيه
ردت متنهدة بتأمل:
-يا رب، بس أنا هتجنن، المفروض بنحب بعض يعني نخلف على طول، ولا إنت مبتحبنيش!
ضحك قائلاً باعتراض:
-لا بحبك موت، ومش شرط خالص يكون ده السبب.
عاودت وضع رأسها عليه ثم اغمضت عينيها، رددت باستعطاف:
-ربنا أكيد بيحبني، وهيحقق كل أمانيا.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حين تقدم من المسبح وعينه وقعت عليهما، لم يخفي معالم حقده عليه اللائحة من تحت (نظارته) الشمسية، وذاك التودد يعكس مدى العشق المتبادل بينهما، غضب جاسم وغار منه، فهو يجد نفسه الأفضل لها، ومن يستحقها.
سار بخطوات احترازية، وهو ما زال يتابعهما بأعينه، جلس على المقعد المريح تحت المظلة، ولم تؤثر فيه أي رهبة خوف، فقد موّه في هيئته الكثير، فقط جسده لمن يلاحظ.
وفي لحظة غلبه غيظه، وكاد أن يتوجه ناحيتهما ويأخذها منه، لكن تأنى قائلاً:
-مش هستعجل، خلي كل حاجة لوقتها
دنت منه فتاة شقراء تبتسم له، نظر لها مبتسمًا بمكر ثم سحبها لتجلس على فخذه، قال:
-What's your opinion about Egypt?
-(ما رأيك في مصر؟).
تأملت الطبيعة من حولها قائلة بانبهار:
-It's really cool.
-(إنها رائعة حقًا).
كان رده عليها مريب ومقلق إلى حدٍ ما لمن يعي شخصيته الحقيقية، قال:
-She also loves you, and wants you.
-(وهي أيضًا تحبك، وتريدك..............!!
__________________________________

وقفوا خلفها بالمرصاد، والعبوس يغطي وجوههما، ولم يحبذا بُعدها عنهما لأي سببٍ كان، كانت السيدة هدى تلاحظ ذلك وهي تسحب ملابسها بنفسها من الخزانة وتبتسم، تركت ما بيدها ثم استدارت لهما، قالت بحرج طفيف:
-مالكم مكشرين كده ليه؟!
تعرف أنها حمقاء في سؤالها، وربما تستفزهما، نظروا لها مبدين عدم قبول رحيلها، اردفت بمحبة:
-غصب عني
وضعت يديها على أكتافهما، ثم سارت بهما نحو الأريكة ليجلسوا وهي في المنتصف، قالت بقلة حيلة:
-أنا بحبكم قوي، بس يزيد طلب مني اقعد معاه في بيته الجديد، هو ابني ومينفعش أسيبه لوحده، وهو أصر على كده ومقدرش أزعله.
هتف حسام بتذمر:
-اتعودنا عليكِ يا تيتة، أول مرة نعيش بعيد عنك
مسدت على رأسه بتحنن، قالت:
-أكيد هاجي على طول، وكمان غزل النهار ده جاية وهتفضل معاكم، مش إنتم بتحبوها
امتصت حزنهم بلطافة كلامها، اومأوا لها بقبولهم لـ غزل، جذبتهما السيدة إليها وقالت:
-حبايبي بحبكم قوي، مش هامشي غير لما غزل توصل!

-يا رتني ما وصلت!
رددت غزل هذه الجملة بتكشر وهي تتقدم منهم حين عادت، ابتسمت لها السيدة وكذلك الأولاد، تابعت باستياء وهي تجلس:
-مراد لما قالي اتضايقت، فيها أيه لما تقعدي معانا
ردت السيدة برزانة:
-مش بأيدي، يزيد قالي المفروض تقعدي معايا أنا
هتفت غزل بعدم رضى:
-كده بتفرقي بين مراد ويزيد، وأنهم مش عندك واحد
لم ترغب السيدة في فعل ذلك مطلقًا وترددت، قالت باقتراح:
-طيب خلاص، علشان أرضى الاتنين، هقعد أسبوع هنا وأسبوع هناك!
ارتضت غزل بذاك الاقتراح المريح، ابتسمت قائلة:
-كده حلو!
تهلل الأولاد فرحًا لدرجة التصفيق، ضحكت غزل والسيدة، هتفت غزل بجدية:
-يبقى خلاص، تخليكِ هنا لحد ما مراد يجي، وبالمرة على ما يزيد يقرر يقعد في الشقة
وجدته السيد حل معقول، لذا لم تتناقش فيه، قالت بود:
-طيب يلا قومي غيّري هدومك علشان نتغدا سوا..............!!
___________________________________

أغلق باب الشقة خلف الطبيب، الذي انتهى من فحصها للتو، ثم توجه للغرفة من جديد، وهو يقترب منها اغتم من ذبول وجهها، جلس بجوارها يتأمل ماذا فعل بها الحزن؟، خاطبها:
-قومي يا سامية وشدي حيلك، ولا عايزة تسيبيني لوحدي
جاهدت أن تنظر له بأعين متيقظة، قالت بألم:
-هعيش لمين؟، حرموني من الحاجات الحلوة خلاص
تجمعت العبرات في عينيها وهي تتحدث، متذكرة يوم حرموها من أحفادها، قال بانتواء:
-خلاص مش هاسكت، هروح لـ مراد واتكلم معاه
ردت بأسى:
-مش هيوافق، أنا عارفاه
قال مستنكرًا:
-دا حقك، إنتِ جدتهم، هروح واتكلم معاهم كلهم، دا مينفعش، مش شايفة صحتك في النازل بسبب إنك مش بتشوفيهم ومحرومة منهم.
ابتأست سامية فهي تريد إشباع روحها بلقياهم، واشتمام عبق رائحة ابنتها الوحيدة فيهما، رددت بتحسر:
-حسام، وشريف، وحشتوني يا حبايبي قلب تيتة!
انتفض قائلاً بتصميم:
-أنا هروح قصره وهتكلم معاه، خلاص انتهى
أخذ قرار لن يتناقش فيه، فرؤيته لها تعاني لهذا الحد القاتل جعتله يأخذ خطوة جدية في الأمر، وسيشدد من إرجاع مراد عن اعتراضه، قال في نفسه:
-دا حرام، لحد إمتى هيحرمونا من أحفادنــا...............!!
_________________________________

حين تحسّنت حالتها طلبت رؤيتها، لم تتأخر غزل في تلبية رغبتها وتوجهت للقصر العيني في فرصة أقرب، بعد اطمئنانها على صحتها، قالت:
-الحمد لله إنك بخير، الدكتور قال هتخرجي النهار ده!
جاءت لحظة اعلان عزيزة ما انتوته، قالت بقناعة:
-أنا معوزاش حاجة من الدنيا غير إني أعيش في آمان، وكنت كلمت ست إهنه جالت فيه مكان اسمه دار مسنين، فيه ناس اللي زي إكده ملهمش حد و...
قاطعتها غزل مقتطبة حين تفهمت مقصدها، قالت برفض:
-إحنا جنبك، وهتخرجي من هنا عندي وهتعيشي وسطنا
فرحت عزيزة من سماحتها وكرمها معها، قالت:
-ريحيني، آني عاوزة إكده، أهو اتكلم مع اللي جدي وأجضي أيامي الباجية وسط ناس زيي.
بدا على غزل اعتراض كبير، فتابعت عزيزة بتكليف محرج:
-صدجيني هكون فرحانة، وحبيت الموضوع ده، إني أعيش في وسط ناس زي حالاتي
سلمت غزل أمرها واحترمت رغبتها قائلة:
-اللي تشوفيه ويريحك اعمليه
تنحنحت عزيزة وبدا أنها تريد قول شيء آخر، نظرت لها غزل منتظرة، فقالت الأخيرة دون تردد:
-هجولك على مكان فلوسي، أنا هديهالك كلياتها، ومعوزاش منك غير تتصدقي بجزء منها عليا بعد ما موت
جاءت غزل لتحتج فتوسلت عزيزة:
-لو بتعزيني اجبليهم، اعتبريه تعويض من ربنا على عذابك السنين اللي فاتت
تنهدت غزل بكمدٍ ظاهر، لاحت معه اكترابها مما مر عليها، اردفت عزيزة برضى:
-ربنا رجعك لأهلك بعد سنين، ومنهم لله اللي كانوا السبب في اللي حُصلك
قالت غزل ببؤس:
-ربنا كان عاوز كده
صححت عزيزة بغل:
-ربنا فعلاً عاوز إكده، بس دا ميمنعش إن فيه ناس كانت السبب، وأولهم جسمت الخياط، منها لله
لم تتفهم غزل ما شأنها بما حدث معها، استفهمت بفضول:
-هي عملت أيه؟!
ردت عزيزة بحسرة وهي تتذكر:
-اللي فهمته من نادية إنها السبب في رجوعها البلد بيكِ، جالتلي وجتها إن امك ماتت في حريقة الشجة، وحظك الحلو إن إنتِ كنتِ تعبانة في المستشفى معاها
ثم أخذت عزيزة نفس عميق، أكملت بمفهوم:
-جسمت كانت ناوية تاخدك من نادية، وهي حست بإكده، ولما معرفتش سلطت أبوها عليها، وجالت بتك مخلفة من الحرام، وبعد إكده معرفش حُصل أيه.
ثم بكت عزيزة فبالطبع قتل ابنتها، تألمت غزل وهي ترتب هذا السيناريو القاسي في رأسها، وللحظة غاضبة رددت:
-ربنا ينتقم منها، هي السبب
كفكفت عزيزة دموعها وقالت:
-خدت عقابها من ربنا
ما هي عليه الآن من حياة مترفة، جعلها تتسامح داخليًا، قالت:
-اذكروا محاسن موتاكم، وأنا الحمد لله ربنا عوضني، وراضية باللي أنا فيه دلوقتي
سماحة الله فاقت كل شيء، وجعلت الرضى ينبثق في قلب المحروم، ويغدق من كرمه لمن حُرم وتوسل، وتلك الابتسامة الراضية على وجوههن، أعربت أن نصرة المظلوم والحق يعود ولو بعد حيـــن.....................!!
__________________________________

صفت سيارتها أمام العمارة، وقبيل دخولها توجهت لـ (كشك) صغير جانبي، ابتاعت غزل منه بعض الحلوى اللذيذة لـ خالد، ثم لمحت التليفون، مطت شفتيها قليلاً ثم اعتزمت التحدث مع مراد، بالفعل فعلت ذلك حين طلبت من البائع أن تتحدث، وفورًا كانت تتصل بالفندق الماكث به..
رد عليها فابتسمت قائلة:
-وحشتني، هترجع إمتى يا مراد؟!
كان يرتدي سترته متأهبًا للخروج، قال:
-يومين كده، أنا عندي اجتماع دلوقتي مهم
قالت بعبوس طفولي:
-يعني مش فاضي تتكلم معايا؟!
رد نافيًا بحب:
-أنا أسيب كل حاجة وأفضالك إنتِ بس
انفرجت شفتيها فرحًا، وهدوئه هذا دفعها لتخبره بشأن والدة زوجته الأولى، قالت:
-حماك كان عندنا النهار ده، وكان عاوز يشوفك
زوى مراد جبينه ولم يعرفه، فتابعت غزل بتوضيح:
-حماتك اللي كانت خطفت الأولاد وإنت حرمتها منهم، تعبانة يا مراد، وعاوزة تشوفهم.
زفر مراد فقد ضايقته هذه السيدة، لكن مرضها ولطفه جعله يقول باذعان:
-خليها تشوفهم، بس وإنتِ معاهم، الولاد ملزومين منك يا غزل
ردت بتأكيد:
-الولاد في عنيا، هاخدهم بنفسي عندها وهيرجعوا معايا
لم يمانع مراد فـ صلة الرحم عنده يعرفها جيدًا، وإعجاب غزل بشخصه المحترم جعلها تمدحه قائلة:
-ربنا ما يحرمنا منك يا مراد، متتأخرش مستنيينك.................!!
___________________________________

عند فتحها للباب ووجدتها أمامها، رغبت في غلق الباب غير سامحة لها بالدخول، لكن مرقت غزل للداخل دون استئذان، قالت:
-فين خالتي؟!
تضايقت ياسمين من نبرة البرود تلك، سارت خلفها قائلة باستهجان:
-خالتك مش عاوزة تشوفك، من بعد ما....
قاطعتها غزل بامتعاض:
-خليتي خالتي تكرهني كمان، ناقص تعملي أيه تاني!
قالت ياسمين بغيظ:
-هو رجوعك لقاتل جوزي دا شوية
قهقهت غزل من قلبها ساخرة مما قالته للتو، عقدت ياسمين جبينها غير متفهمة السبب، توجهت غزل لتجليس على أقرب أريكة وهي ما زالت تضحك، قالت بسخرية:
-عاملين زي اللي يكدب الكدبة ويصدقها، فكراني هبلة ومش هافهم الخطة الزبالة اللي عملتوها على الكل
ارتبكت ياسمين ودفعها تخمينها أنها علمت بكل شيء، بينما تابعت غزل بانفعال:
-ومن بجاحتكم إنتوا عاوزين تخربوا بيتي وتسجنوا جوزي
هنا حضرت فتحية إثر صوتها العالي، واندهشت من كلامها، رأتها غزل فاستطرت متهكمة:
-ويا ترى يا خالتي مشتركة معاهم في الكدبة ولا مخبيين عليكِ إنتِ كمان؟!
جهلت فتحية مرمى كلامها فاستفهمت:
-أيه اللي مخبينه عليا يا غزل، ومين دول أصلاً؟!
وجهت غزل بصرها لـ ياسمين، التي تقف مكانها مشدودة الأعصاب، ابتسمت غزل بثقة وقالت:
-متخافيش محدش عرف، أنا كمان عاوزة مصلحة يوسف، ومكنتش عاوزة حد يأذيه
طغت على فتحية معالم الجهل وهي تتحدث، نهضت غزل من مكانها قائلة:
-أنا قبل ما مراد يقابل يوسف، كلمته إنه بيفكر يبلغ عنه، بس بعدين مفهمتش اللي حصل، لما حد بلغني إن مراد هيقتله
حدقت بأعين ياسمين المهزوزة وتابعت بضيق:
-طلعت لعبة منه، عاوز قبل ما يهرب يأذي مراد، بس بالصدفة سمعتك بتكلميه بليل..

ثم شرحت غزل كيف استمعت لهما، وفي تلك الليلة لم تنم، حيث رغبت في التحدث مع خالتها بشأن عودة حسام سالمًا والاطمئنان عليه، فذهبت للصالة محل التليفون، وعند رفع سماعة التليفون، انصدمت وهي تستمع لصوت يوسف يتحدث مع ياسمين، تجمدت موضعها متخلية أنها تحلم، لكن لا هو لم يمت، سكنت أنفاسها وأخذت تتنصت عليهما والأخيرة ترد من داخل غرفتهــا..
همست ياسمين بقلق:
-كنت خايفة قوي كل اللي خططنا ليه يبوظ، بس كل حاجة عدت على خير لما حطينا جثة مكانك
أشعرها بالغِيرة حين سأل مهتمًا:
-وغزل عاملة أيه دلوقت، سمعت إنها تعبانة قوي؟!
ردت بحنق دفين:
-أهي جوة وبخير، وبدأت تنساك
استنكر يوسف ذلك قائلاً:
-مستحيل، هي بتحبني قوي
علقت على كلمته بمكر:
-بتحبك زي أخوها وبس
ابتسم قائلاً بظلمة:
-مش مهم، المهم إنها تبعد عن مراد، وحاولي تخليها تكرهه، وإنه السبب في قتلي، حتى لو خرج...

اكتفت غزل بهذا القدر من الشرح، ولم تنتبه لصدمة فتحية حين علمت بأنه لم يمت، قالت ياسمين بحقد:
-وتعيشي مبسوطة ليه إذا كان جوزك دا كان عاوز يحبس جوزي، يبقى تتحرمي منه زيي
شفقت غزل على عقلها الضئيل، فما فعله يوسف نتيجة تهوره، قالت:
-يوسف هو اللي عمل في نفسه كده، هو كمان اللي فضل يجري ورايا، رغم إني مكنتش عاوزة أأذيه، بس هو عنيد!
قطعت فتحية كلامهن قائلة بعدم تصديق:
-يعني يوسف ما متش؟!
ردت غزل ناظرة لياسمين باستهزاء:
-لا يا خالتي ما متش!
وجهت فتحية حديثها المتلهف لـ ياسمين قائلة:
-هو فين، عاوزة اطمن عليه.
نظرت لها ياسمين وقالت بطلعة باهتة:
-كام يوم وهنروحله كلنا، هو برة مصر، عملنا كل ده علشان ميتحبسش!
قالت غزل بأمر:
-يا ريت لما تروحيله تخليه ينتبه لنفسه، ويشيلني من دماغه، وسفره برة دا أحسن حاجة، علشان يحل عني وعن جوزي......!!
_________________________________

اجتماعهم على مائدة واحدة لم يحدث من فترة طويلة، بالأخص مشاركة منتصر لهم الطعام، حين دعاه السيد رشدي لفتح صفحة جديدة تبعث الود العائلي بينهم، والبادي على وجوه الجميع احترامهم للسيد بشكل كبير، والحديث يكون بأدب في حضرته، فهو الآن سيد المكان، ومجرد مضايقته تعني خسارته لكل شيء.
خاطب يزيد بتودد:
-والله يا يزيد، مالوش لازمة تسيب هنا وتروح تقعد في شقة!، مش اتفقنا على إنكم هتتجوزوا هنا
ردت هدير عليه بحرج:
-دي كانت رغبتي يا جدي، كنت عاوزة شوية خصوصية لحياتي
نظرتها لوالدتها وهي تتحدث جعل السيد تفهم سبب نيتها تلك، بالتأكيد ترفض تدخل والدتها في حياتها، قال موافقًا:
-رغم إن ده هيزعلني بس أنا عاوزكم مبسوطين ومرتاحين
لامت سميحة ابنتها:
-كده يا هدير، هتبعدي عن أمك
ردت هدير بغلظة بعض الشيء:
-طيب ما كنتوا هتجوزوني واحد غريب وكنت هابعد
محى السيد هذا الخناق بينهما قائلاً:
-خلاص اللي فات فات، مش هنرجع نتكلم فيه
قال السيدة هدى بمعنى:
- سيبهم براحتهم يا عمي، واحنا مش ممكن نتخلى عنك، كل فترة هنتجمع كلنا هنا ونقعد كام يوم
تركهم السيد يفعلوا ما يريدون، ولم يتشدد في ارغامهم على شيء، قال:
-ربنا ما يفرقنا، وكمان يرجع ماهر في وسطنا زي الأول...
فور انتهائه من جملته رن التليفون، وكان المتصل ضرغام، الذي حدث السيد سريعًا وأخبره بانتفاضة خوف:
-مراد بيه محجوز في مستشفى الغردجة، بين الحيا والموت
لم يستطع السيد النهوض من مكانه، واهتز بدنه وهو يقول:
-أيه اللي حصل؟
كل من حوله تركوا الطعام وانتبهوا لهذا الحديث المقلق، رد ضرغام عليه بابتئاس:
-فيه رجالة ضربوا نار على مراد بيه، وحالته خطيرة في المستشفى
انفلتت السماعة من يد السيد، بدأت قواه تخبو لكن في لمح البصر كان يزيد يمسك به ويسنده، نهضت هدير قاصدة سماعة التليفون، ومن حديثها مع ضرغام استشفت ما حدث لـ مراد، تركت السماعة قائلة بحزن:
-مراد في الغردقة مضروب بالنار، وحالته وحشة
انصدم يزيد والبقية، بينما شدد السيد من قوته وهو يأمره:
-روح لأخوك يا يزيد، روح اطمن عليه
جزعت السيدة من حدوث مكروه لـ غزل والأولاد أيضًا، هتفت برهبة:
-غزل والولاد لوحدهم، ممكن حد يأذيهم..................!!
__________________________________

وضعت سماعة الهاتف ويدها ترجف بعد هذه الأخبار السيئة التي تلقتها للتو، تشتت فكرها وأحست بالخوف يقبع بداخل قلبها، رددت بهلع قاتل:
-لا مراد، مش ممكن!!
تنفست بصعوبة بالغة ثم حاولت أن تبحث عن مخرج كي تحمي نفسها والولدين، ركضت غزل نحو الخارج قاصدة غرفتهما، دفعت الباب بقوة وظهرت ملامحها المرتعبة مما أدى لدهشة الصبيين منها، قبل أن يستفهما عن سبب حالتها أمرتهما بحزم:
-بسرعة تعالوا معايا
ثم أمسكت بهما كي يتحركا معها، سأل حسام بعدم فهم وهي تسحبه مع أخيه:
-غزل فيه أيه، إنتي موديانا على فين؟
-إمشوا معايا مش عاوزة كلام كتير
صرخت بانفعال فيهما، وذلك من خوفها عليهما، ذهبت بهما نحو المكتب ثم ولجوا، توجهت نحو مكتبة معلقة على الحائط وسط تعجب الصبيين والذين تفاجؤا بها تضغط على زر سري مخبأ فُتح على إثره الحائط كاملاً، حملقوا فيه بذهول حينما ظهرت غرفة لم يروها من قبل، لم تشرح غزل لما تفعل كل ذلك، بل دفعتهما للداخل قائلة بتحذير شديد:
-هتدخلوا هنا ومش عاوزة صوتكم يطلع
نظروا إليها بجهل فسأل شريف بفضول:
-أيه اللي بيحصل فهمينا، وأيه المكان ده؟
ردت وهي تبتلع ريقها:
-هعمل تليفون بسرعة وهاجي، علشان فيه ناس ممكن يوصلوا في أي وقت يقتلونا، بس المكان دا آمان ليكوا
نظرًا لضيق الوقت لم تنتظر أكثر لتوضح شيء، بل جعلت الحائط يعود كما كان حين ضغطت على الرز، وهو ينغلق هتفت بصريمة:
-مش عاوزة صوتكم يطلع، سامعين!
هزوا رؤوسهما ثم انغلق الحائط، توجهت نحو المكتب بخفة كي تتحدث في التليفون، مسحت دموعها فلم تتخيل أن يحدث ذلك مع الأخير، أيضًا لم تصدق مقتله، وهي تدير الأرقام سمعت أصوات منبعثة من الأسفل لكن مكتومة، لم يطمئن قلبها لها لذا اغلقت السماعة مركزة حواسها لتتفهم ماذا يحدث؟، بخطوات بطيئة حذرة سارت نحو الباب، مدت رأسها أولاً لترى ما هذا؟، خطت أكثر للخارج لتبحث عن مصدر هذه الأصوات، وعند وصولها للدرابزين نظرت للأسفل ثم أصيبت بنوبة ذعر وهي ترى شخصًا ملثمًا يذبح الخادمة، المنظر جمدها موضعها لكن لثوانٍ، فاقت سريعًا ثم صرخت عاليًا مستغيثة، صوتها جذب الرجل لأن يعرف مكانها، ليس هو فقط لكن من معه كذلك، هرولت بطيش حين لمحتهم يصعدوا الدرج، أمر أحدهم زميلة بصرامة:
-شوفوا العيال فين وخلصوا عليهم
حين استمعت له غزل لم تذهب للمكتب كي لا تلفت الأنظار للمخبأ، بل تحركت نحو الدرج من الناحية الأخرى، هبطت سريعًا وخوفها حثها على المجازفة، توجهت للحديقة وأثناء ركضها تلمح جثث الخدم والحرس مسجية ومذبوحة، فكرت حينها أنها لن تنفد من الموت ثم بكت كثيرًا، رددت بهيستيرية:
-مش عاوزة أموت، مش عاوزة أموت
فجأةً ظهر أمامها رجلين ذي بنية قوية ملثمين فتوقفت مطلقة صرخة عنيفة، هذه الخناجر التي يمسكون بها جعلتها تفقد النطق، حتى الصراخ لم تستطع إخراجه، وهي تتراجع ارتطمت بالآخرين الذين أمسكوها من ذراعيها فنظرت لهم برعب، جعلوها تجثو على ركبتيها ثم رفع أحدهما رأسها، متأهبين لذبحها، وجود موتها قريب دفعها لأن تبقى ساكنة مستسلمة، لم تلاحظ من حضر ووقف أمامها يتطلع عليها بعدائية حملت بعض الحب، انتبهت له يقول:
-سيبها!
قصد ترك رأسها فعفويًا نظرت غزل له، اعتلتها صدمة فهو من يرغب في قتلها، تقدم منها مغترًا بنفسه، خاطبها بغِيرة قاتلة:
-اللي اختارتيه علشان يحميكي وفضلتيه عليا خلاص راح
رجفت بشدة وقد امتقع وجهها، نزل لمستواها ثم لامس وجهها ونظراته المتعطشة تبيح النظر لجسدها:
-متخافيش، مش هتحصليه بسرعة كده، لازم آخد حقي فيكِ الأول، علشان من زمان وأنا عاوزك............!!
___________________________________

لاحقًا، حين أخذها لفيلا ما مستأجرة، كانت تشعر بضعف جسدها، بأنها على ما لا يرام، وضعها في غرفة نوم بداخلها وهي ترجف منه، لم تتحمل الوقوف فارتمت على الأريكة وقد تشوشت رؤيتها قليلاً، خاطبها بنبرة هادئة لتقلل من خوفها:
-مش هاعملك حاجة، أنا باعمل كل ده علشانك، علشان أوصلك وتبقي معايا
لم تهتم بحالتها بقدر جزعها على مراد، سألته بصوت مختنق مبحوح:
-عملت في مراد أيه، بجد مات؟!
هز رأسه للجانبين مشفقًا عليه، قال بحزن مستفز:
-للأسف يا حبيبتي، هي الدنيا كده، بتبقى مع القوى وبس
كلامه أحدث في نفسها رغبة عجيبة، وهي الموت ربما، أو دعوة نفسها لتتصالح مع عالم آخر بديهي، ينتشلها من هذا الألم، نظرت له بأعين تبكي، قالت:
-أنا اتنازلت عن فلوس أنيس كلها للجمعيات، بس لو عايز فلوس هديك، أ...
رد ببرود ادهشها:
-خلاص في داهية، المهم أنا جاي علشانك، إنتِ ذكية ومعاكِ هاعمل أحلى فلوس، مخك عاجبني يا غزل، كل حاجة فيكِ، إنتِ البنت اللي أي حد يتمناها
شعرت بدوار في رأسها يفتك بها، لن تسلم نفسها له ولن تستسلم، لكنها الآن مقيدة لتأخذ حق زوجها منه، هزيلة مشلولة التفكير، تذكرت الأولاد، وخشيت أن لا يستدل على مكانهما أحد، فبالطبع سيموتون جوعًا، أو ربما خوفًا، لكن ما فعلته في كلتا الحالتين سينهي حياتهما بالتأكيد، تدريجيًا اغمضت غزل عينيها ودخلت في حالة إغماء فورية، ظن جاسم أن ما حدث أثر فيها، لذا لم يتخوف كثيرًا، بهدوء حملها على الفراش لتأخد برهة من الراحة، لحين انتهائه من إجراءات سفرهما معــًا.....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قصد غرفة صديقته ثم ولجها، كانت بملابس شبه عارية، كانت لا تؤثر فيه البته، وكان يدعي أنها تعجبه، سارت نحوه لتقابله ثم طوقت عنقه لتدعوه لمشاركة السهرة معها، قالت:
-Why are you late?, l waited so long for you.
-(لماذا تأخرت، انتظرتك طويلاً).
ابتسم ولم يرد، بل فعل شيء جعل صدمتها تلوح عليها، حين ضغط بيده القوية على عنقها، ليسحب أنفاسها شيئًا فشيء، كانت ترتعش بين يديه ولم تقوى على ردعه، حين خرج آخر نفس فيها تركها بنفور لتسقط عند قدميه، رد بتحجر ملازم له:
-مع السلامة، مش باقولك مصر عاوزاكِ عندها
دلف جاسم من الغرفة ثم هبط الدرج بلياقة عالية، وجد أحد الرجال يقف ينتظره، أمره بصرامة:
-جهزت كل الأوراق اللي هتخرجنا من هنا؟!
-كله تمام والورق محدش هيشك فيه، ولا التبادل اللي هيحصل كمان، ممكن تسافروا دلوقتي
سأله جاسم بفضول شديد:
-ومراد الخياط، تعرف عنه أي حاجة؟!
-اللي وصلني إنه في المستشفى، ومظنش هيطلع منها سليم، كلها شوية وقت وهتسمع خبره
تشفى جاسم فيه وابتسم حتى ظهرت أنيابه، قال:
-شوفلي دكتور بسرعة يفوق الهانم، علشان نلحق الطيارة.........!!
_________________________________

انتشر أفراد الأمن في جميع زوايا القصر، بعضهم يجمع الجثث الملقية هنا وهناك، والبعض الآخر يتفحص المكان، هذه الحادثة المرعبة أحدثت ضجة وهلع لجميع السكان المجاورين وغيرهم، وبالأخص للسيدة هدى التي تقف كالتائهة بينهم تبكي، لم يخيل لها أن ما تفكر به قد حدث، ولم تعي أي شيء سوى حين قال الضابط:
-حضرتك مش بتتهمي حد؟!
نطرت له ساخرة بحزن، لم يأتي أحد على ذهنها لتوجه له الاتهام، بل قالت بتوسل:
-دوروا عليهم ولاقوهم!
قال بروتينية:
-بندور في وسط الجثث، وممكن يكونوا من خوفهم جروا واتقتلوا برة
اسندتها هدير؛ كي لا تسقط، فلم تتحمل السيدة لتشعر بالتخاذل، تركها الضابط ليكمل عمله، بينما سارت هدير بها لتجلس وتريح جسدها، قالت بحزن:
-مين اللي يعمل كده، طيب لو مراد يأذوه ماشي، إنما غزل والولاد، ليه بس؟!
تحيرت السيدة وكسرها ما يحدث، فعاد قلبها يؤلمها كالسابق، قالت بوهن:
-لو حصلهم حاجة أنا ممكن أروح فيها
قالت هدير لتواسيها:
-ادعي لـ مراد يقوم بالسلامة، وكمان أنا قلبي حاسس إن غزل والولاد بخير
تمنت السيدة ذلك وأخذت تستجدي الرب، رددت بأسى:
-يا ربي، مراد وكلهم في وقت واحد، ليه يا رب كده؟!
بكت بحرقة وهي تناشد ليكونوا بخير، فربتت عليها هدير لتخفف من حزنها، رغم أنها تبكي هي الأخرى بقهر، انتبهن لأحدهم يخبر الضابط في الجوار بشيء، زاد هلعهم وهو يقول:
-لقينا جثة واحدة يافندم، ومن لبسها تخص الهانم........!!
___________________________________

-يعني أيه مش بتفوق، اتصرف ورانا طيارة
خاطب جاسم الطبيب بجهامة، عندما أخبره باعتياص رجوع وعيها، قال بعملية:
-للأسف الهانم دخلت في غيبوبة يمكن تطول، ومينفعش تفضل كده، لازم تروح مستشفى
هتف جاسم بهياج:
-اسمه أيه الكلام ده، مش ممكن أوديها أي مكان هنا، احنا مسافرين
اقترح الطبيب بتفهم ليبعد بطشه عنه:
-ممكن تسافر بيها كده، ومستعد اعملك ورق بحالتها وإنها تسافر برة تتعالج
لمعت الفكرة في عقل جاسم وابتسم، أعجب بتفكير الطبيب الحاذق وقال:
-طيب يلا خلص اجراءاتك فورًا، علشان مستعجل أنا وهي نمشي
قال بنبرة متوترة:
-في ثواني هاعملك ورقة تقدمها في المطار لو حد لاحظ حالتها
تفهم جاسم ووجد أن وهي نائمة أفضل، ولم ينكر قلقه عليها فسأله:
-هي هتفوق إمتى؟!
رد بنبرة دارسة:
-باين متأثرة نفسيًا، وفكرة ترجع تفوق صعبة شوية، ممكن تاخد وقت طويل، وممكن كمان لما تفوق تفقد الذاكرة!
تنهد جاسم بضيق، فلم يفز بشيء في حياته إلا وتعكر بمشاكل تعيق استمتاعه به، أشار للطبيب أن يفعل المطلوب، بينما وجه بصره لها وهي نائمة هكذا، وجدها فرصة لتتناسى في فترة غيبوبتها الماضي بأكمله، تأمل خيرًا ثم توجه ناحيتها ليحملها استعدادًا للسفر..

بعد ساعة واحدة، حينما حلقت الطائرة بهما، كان يزداد راحة، خاصة وهي تنام على صدره، خروجه معها دوى في قلبه شيء غريب، وقسا قلبه مع الجميع وعندها لان، كم تمنى أن يلامس هذا الجسد، ويتحدث معها بمودة، ويتبادلا أيضًا العشق دون نفور منها، لم يبغضها قد، قال لها بهمس:
-لما انضربتي بالنار كنت هموت، أنا مكنتش قاصدك إنتِ يا غزل، علشان كده قتلت اللي عمل كده
أوحى لها، وبالأحرى لنفسه أنه مغرم بها، ومعجب أيضًا، شدد من ضمها إليه وأنفاسه تخرج مغتبطة، حقًا سيجعلها تتناسى كل شيء، وفكرة نسيانها الماضي أحبها، حين أعلنت المضيفة قروب وصولهما للمطار، انشرح صدره وهو يقول بثقة:
-كل حاجة عاوزها لازم أخدهــا...........................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة