-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية للقدر حكاية سهام صادق - الفصل السابع والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والأربعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السابع والأربعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية للقدر حكاية سهام صادق
رواية للقدر حكاية سهام صادق

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السابع والأربعون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
عيناه كانت عالقه بها يُتابع تحركاتها مع زوجها كلما مال نحوها يُخبرها بشئ او يُضمها نحوه بتملك.. نيران كانت تلتهم روحه
ف يوم ان احب وقع صريع الهوى لامرأه ملكاً لآخر.. اخر أمتلك أحلامه التي جمعته بها
زفر أنفاسه الممزوجة بدخان سيجارته شارداً في الحقيقه التي عرفها حينا عاد امس من رحله سفره
هناء زوجة لشريكهم وقد خدعته وليته كرهها بل انه يقف الان مُتحسراً ناسيا تلك التي تقف جواره تُطالع صغيرهما الذي يلهو ويركض مع أصدقائه احتفالا بيوم مولده
- خالد
هتفت اسمه برقه فأنتبه على صوتها ليرمقها وهو يفك عقده رابطه عنقه التي باتت تخنقه
- في حاجه ياجنات
- مش كفايه كده ونطفي الشمع
ومهمه أخرى يقوم بها بخطوات مدروسه مع عائلته الصغيره حتى يُكمل دوره بحياه ظناً يوماً انها لن تفرق معه.. قديما سار بمبدء وضعه في طريقه دوما.. ان الزواج مجرد صفقه لا أكثر لا تطلب حب ولا قبولاً إنما المصلحه بها هي الأهم
وها هو اليوم قلبه يحترق من آلم لم يظن سيحرقه وما اصعبه
انطفئ الضوء وعيناه مازالت تترصد خطواتها يلتقط كل حركه يفعلها مراد.. يداه التي اخذت موضعها فوق جسدها بحميميه يعلمها كرجلاً
صياح صغيره بأسمه جعله يضمه ويُشاركه تلك اللحظه... اشتعل الضوء مُجددا وبدء الجميع يتناولون الحلوى
انتهزت نغم فرصه انصراف هناء مع تقي للمرحاض واقتربت منه تعطيه طبق من الحلوى اعدته له خصيصاً
- اتفضل يامراد
أعطته طبق الحلوى وهي تُسبل اهدابها بطريقة تُجيدها
- ميرسي انك قبلت دعوتي يامراد
ابتسم بساحريته التي تجذب النساء مما جعل قلب نغم يتقافز راغبه به بشده حتى لو ليله واحده تجمعهما
- احنا بقينا كعيله يانغم وانا بحب سيف كأنه ابني حقيقي طفل لذيذ وهادي
وقفت هناء تعبث بهاتفها بكلل وهي تنتظر خروج تقي من المرحاض.. انتفضت مفزوعة وهي تسمع صوته
- كذبتي ليه ياهناء
واردف ساخرا قاصداً كل كلمه يتفوه بها
- يعنى معقوله تكوني زوجة مراد الفيومي ومش عارف يشغلك في مكان يليق بيكي... ولا جوزك شكله مكنش على علم
ارتجفت شفتيها وهي تلتف نحوه ببطئ تُريد الاعتذار منه عن تلك الكذبه السخيفه التي لا تعرف الي اين ستقودها
- انا مكنش قصدي اكدب ...
وقبل ان توضح له الأمر وان سبب عدم علم مراد انه لم يكن سيقبل بمثل هذا وبحثها عن عمل بمفردها حتى تتحرر من اعتمادها الدائم على اسم عائلتها وخاصه اسم عمها
- بس كذبتي واستغفلتي إدارة الفندق
- انا اسفه لو ده يرضى حضرتك يامستر خالد
صدمها عندما استدار بجسده دون أن يعبئ بأعتذارها
- مستنيكي بكره في الفندق عشان فتره عقدك لسا مخلصتش يامدام
وألتف نحوها ثانيه ببرود يليق به
- شئون العاملين معرفتش توصلك بعد ما غيرتي رقمك ونسيوا ينبهوكي بالشرط الجزائي اللي مضيتي عليه
وانصرف ليتركها بأعين مفتوحه على وسعهما تتذكر ذلك المبلغ الذي استهزأت به حينا وقعت عليه " عشرون الف جنيهاً" نعم زوجها يملكه ويملك اكثر اما هي ليست تملك شيئاً
..................................
طرقات خفيفه طرقها على باب غرفتها ثم دلف بعدها يحمل صنيه الطعام بعد أن عادت الخادمه للمره الثالثه تحمل الطعام الذي لم تمسه.. لا طعام تأكله والنوم تفترش لها فرشة جانب الفراش كي تغفو عليها مُتذكرا اليوم الذي أتت فيه اليه منذ يومان تحمل حقيبة ملابسها الصغيره تطرق عيناها ارضاً تُصارع داخلها ما يُخبرها به عقلها وقلبها.. القلب كان كعادته ضعيفً لاجئ اما عقلها كان يأبى المجئ لذلك الذي ظلمها وانتقم منها دون ذنب تفعله له واستغل حاجتها وذلها واخيرا اغتصبها وصك ملكيته بطفلا ينمو بين احشائها زادها ضعفاً وانهزاماً
اقترب منها بالطعام وعيناه تجول فوق صفحات وجهها وتتركز نحو شفتيها وهي تتلو كلام الله وعيناها تفيض بالدمع
- وتفتكري رفضك للأكل ده في مصلحتك
ثم رمق مكان جلوسها فوق الأرضية الصلبه
- أنتي بتعاقبي نفسك
هتف عبارته بغلظه اعتاد عليها فأصبحت حنجرته لا تفرق بين اذا كان ليناً ام غاضباً
صدقت بهمس واغلقت مصفحها لترفع عيناها نحوه
- وفر فلوسك يافرات بيه..وفر حسنتك عليا
ضاقت عيناه وهو يسمع عبارتها... لتتناول كيساً تضعه جانبا فتأكل ما به من طعام تشتريه صباحاً حينا يُغادر المنزل متجها الي عمله
اخذت تلوك قطعه الخبز الممزوجة بالجبن تحت نظراته بمراره
لا أهل ولا مكان لها.. السجن كان احن عليها من تلك البروده التي تعيشها
ألتقطت عيناها صنية الطعام التي وضعها دون اهتمام
- الاكل قدامك اه.. ربع ساعه ارجع الاقيكي اكلتي
ونظر للوقت في ساعته وغادر ولم يكن كاذبا عندما أخبرها انه سيعود لها ثانيه.. عاد بعد أن ابدل ملابس عمله بملابس اكثر راحه وتلك المره كان مستعداً لما سيفعله معها لتنتفض فزعاً عندما ألتقط صنيه الطعام من الأرض ثم ألتقطها هي الأخرى وحاصرها بين ذراعيه كطفلاً صغير
- ابعد ايدك عني.. ابعد ايدك متلمسنيش
لقمة حشرت داخل فمها فأتبعها بأخرى
- مدام مبتجيش بالذوق في إجبار
الصمت ساد المكان وهي تبتلع الطعام بصعوبه وعيناها تفيض بالقهر
- الأجبار والظلم اللي انت متعود عليهم يافرات بيه
..................................
انهارت قواه وهو يقرء ما ألتقطته يداه... رحلت بعدما نفذت قواها بعدما أعطت وأعطت ولم يعد هناك مجال للعطاء اكثر
سقطت عيناه نحو ماسطرته
لتتجمد نظراته نحو اخر ماكتبته
" متدورش عليا.."
ولم يشعر الا وهو يصرخ بأسمها بقلب ممزق يقبض على الورقه التي بين يديه
- يااااقوت
فتح عيناه على وسعهما وهو يرى حاله مسطح فوق فراشه وهي غافية جانبه... اقترب منها يتأكد انها معه ولم ترحل
زافراً أنفاسه بقوه رافعاً كفيه يمسح بهما على وجهه المرهق
جالت عيناه فوق كل انشً بها واقترب اكثر حتى تلامست اجسادهم لم يعد يعرف ما أصابها منذ أن عادت من زياره عائلتها وهي بعيده عنه تضع بينهم الحواجز.. فتوراً اصاب علاقتهما وضاع النعيم الذي كان ينهال منه وهي بين ذراعيه
تلملمت في غفوتها الي ان أصبح وجهها مُقابلا له..
ابتسم وهو يتأملها كيف تغفو..وكأنها لأول مره تغفو جانبه وتحت نظراته
مد كفه يُلامس وجنتها لينحدر كفه نحو عنقها مائلا نحوها بجسده يُريد ضمها اليه ولكن سريعا ما انتفضت من غفوتها تنظر اليه بأعين قد انطفئ بريقها
- انت مقرب مني كده ليه
تصلب جسده من عبارتها صدها له أصبح أمرً جديدً عليه.. قطب حاجبيه
- لا انتي من ساعه ما رجعتي من البلد وانتي متغيره.. في ايه مالك.. مش معقول كل ما أقرب منك يبقى ده منظرك
- قولتلك مافيش حاجه.. بس مش عايزه افهم بقى مش عايزه..
احتدت نظراته ولم يشعر الا وهو يجذبها نحوه بضراوة
- طب انا عايز يا ياقوت
دقائق مرت وهو ينال منها كما يرغب.. رغبته بها اعمته لدرجة لم يشعر بملوحة دموعها ودفعها له
دفعاتها المستميته فوق صدره الصلب.. جعلته يبتعد عنها مذهولاً
من رفضها الصريح وكأنها لا تتحمل لمساته
نهضت من فوق الفراش راكضه نحو المرحاض ليسمع صوت تقيئها وعيناه جامده.. لهذه الدرجة أصبحت لا تطيقه
غضب امتلكه وهو ينهض من فوق الفراش يتبعها ولكن عندما وجدها جالسه على ارضيه المرحاض تخرج ما في جوفها بتآلم اقترب منها متآلماً على حالها واثقاً ان هناك شيئاً ما
رفعها بحنو من فوق الارضيه بعدما افرغت ما في جوفها متمتماً بنبره حانيه
- لدرجادي مش طيقاني ياياقوت
تعلقت عيناها به وهو يفتح صنبور المياه لينثر بعض قطرات الماء على وجهها ويمسح شفتيها
- فيكي ايه قوليلي
صرخت بقهر لم تعد تتحمله وحررت جسدها من آسر ذراعيه
- فيا حاجات كتير وانت السبب
....................................
لم تصدق انه من اعد طعام الإفطار لهما وتحمل صعوبه الوقوف على ساقاً واحداً مُستنداً على عكازه
نظر الي عينيها الجاحظه فضحك مما جعلها تتعجب اكثر متمتمه
- اشعر ان الاصابه أتت في رأسك وليس ساقك
امتعض من عبارتها فسحب مقعده ليجلس عليه وأشرع في تناول الطعام يفرد ساقه ويضع عكازه جانباً
- عندما تصمتين سماح يكون صمتك افضل من الحديث
لوت شفتيها مُستنكره حديثه وجلست تلوك طعامها ببطئ.. صحيح انه تغير كثيراً في معاملته معها منذ أن أصبحوا في مكان واحد سوياً ووجهه بوجهها ليلا ونهاراً الا انه سيظل سهيل نواف لاعب الكرة الفظ
قطرات من المربى انسابت فوق شفتيها وفي لحظه لا تعرف كيف حدثت ومتى كان يتذوق تلك القطرات بمتعه
وعيناها مفتوحه على وسعهما... وبعدها عاد لمكان جلوسه
- اكملي طعامك سماح
- وقبل ان تتفوهي بكلمه اصمتي عزيزتي.. انتِ الصمت معكي رائع ويُشعرني انني زوج لمرأة وديعه
..................................
دق بقلمه على سطح مكتبه وتفكيره بها سيجعله يجن. يبحث عن سبب لذلك الجفاء الذي أصبح بينهما ولا اجابه يجدها منها الا نظرة تحمل احتقاراً يقتله والجمله التي أخبرته بها اليوم تجعله يدور حول نفسه ولا يعرف ماذا فعل
ضحكه ساخره صدحت داخله هل يسأل ماذا فعل هو يعلم انه فعل الكثير ولكن من رؤيه عقله ان الاحترام والتقدير وإعطاء المال هم يكفوا ويعوضوا اي شئ.. فماذا سيطلب المرء اكثر من حياه كريمه يحياها وهو قدم لها الحياه الكريمه حتى قلبه قدمه لها ولكن سيظل ذلك في الخفاء فالحب أصبح لا يعرف معنى له إلا أن يُقدر ويحترم
اما حياه المحبين وما يفعله شهاب مع ندى وشريف ومها ليسوا له إنما هو رجلا ناضجاً يبحث عن الراحه
وعند تلك الكلمه نهض من فوق مقعده مُلتقطاً سترته.. مُلقياً بعض العبارات على سكرتيره
- ألغى كل المواعيد اللي عندي
أنهت فحصها لدي الطبيبه وخرجت من العياده هائمه فيما اخبرتها به الطبيبه هي حاملا بتوأمين وقد أصبح برقبتها طفلين
وهي كانت طفله واحده جنت خلفهم تجربه اب وام لم يفكروا بها للحظه
شردت في ذلك اليوم الذي اخبرتها به سلوى عن كل ما يعتلي صدرها خوفا عليها من مصير لا تتمناه لها... عزمت ان تجلس ب بيت والدها مُعززه مُكرمه لترى تقديره لها في حياته ولكن حينا دلفت منزل والدها وجدت إحدى شقيقات زوجة ابيها واطفالها لديها
ألقت التحيه عليهم واتجهت نحو المطبخ حتى تروى عطشها ببعض الماء.. لتدلف سناء خلفها تُخبرها
" انتي مش عملتي الواجب يابنت جوزي .. خففي شويه واتصلي بجوزك يجي ياخدك ولا هو ماصدق تمشي"
لا تعرف متى استقلت سيارة الأجرة ولا وصولها للمنزل.. فالشرود بكل مقتطفات ماعاشته يجعلها تكره حمزه اكثر واكثر
ألقت حقيبتها فوق الفراش كما ألقت تقارير فحصها... لتتجه نحو المرحاض حتي تغمر جسدها بالمياه
دلف للشقه يبحث عنها بعينيه مُنادياً بأسمها
- ياقوت.. ياقوت
تعلقت عيناه بحقيبتها والتقرير الطبي الذي جانبها فألتقطه سريعا يشعر بالقلق عليها...
لتخرج من المرحاض وهي تلف المنشفه حول جسدها تنظر إليه وهو يقف ممسكاً بالفحص ينظر إليها مُتسائلا
- كنتي عارفه انك حامل
اماءت برأسها وعيناها مازالت مُتعلقه بعينيه فأقترب منها
- مقولتيش ليه وانتي عارفه اني منتظر ده بفارغ الصبر
- عشان متستحقش الفرحه ديه
واتبعت عبارتها بصدمه اكبر له
- انجازك من الجوازه اتحقق ياحمزه بيه..
صمت مُطبق ساد المكان وصوت أنفاسها وحدها من تتعالا تتذكر قسوة كلمات سلوى التي لم تقولها الا خوفاً عليها بأن تعيش عمرها بينهم ك لقمة سائغة.. ألتقطت أنفاسها بصعوبه بعد ذلك المجهود الجبار عليها في إخراج ما يكتمه قلبها...ف ليتها كانت تستمع لهناء صديقتها حينا كانت تُخبرها بأن تصرخ بوجههم جميعاً حتى يعلموا كم ثقل عليها حمل الوجع
- سكتي ليه ياياقوت.. قولي كل اللي جواكي
قالها بجمود يليق به وتقدم منها بخطوات هادئه
- اتكلمي
تعلقت عيناها به ثم بكفيه الموضوعان فوق كتفيها وانتفضت من آسره دافعة اياه بعيداً عنها
- اتجوزتني ليه .. دخلتني ليه حياتك الكئيبة وظلمتني
- انا ظلمتك ياياقوت
تنفست بعمق وهي تشعر بأن كل شئ بات يخنقها
- ايوه ظلمتني واستغليت حياتي وحاجتي للحنان... ياريتني مشتغلت عندك ولا شوفتك.. ياريتني مقابلة راجل أسير الماضي بيتجوز عشان أهدافه
- اسكتي كفايه
- مش هسكت تاني ... سكت زمان كتير ومحدش رحمني دوستوا عليا انت وبنتك واختك... عديت وقولت لنفسي استحملي وعيشي يمكن في يوم يحس بيكي
أنسابت دموعها بغزارة وكلمات سلوى تقتحم عقلها فتدمي قلبها
" صفا كانت عشق ل حمزة يا ياقوت.. ومفتكرش انه حب ست غيرها"
- صفا طلعت حبيبتك مش القريبه اللي انت بتساعدها شفقه... ونادية الأخت العظيمه كانت بتكدب عليا عشان تداري عن حب اخوها العظيم
كان ينظر إليها مصدوماً مما تتحدث به.. فلم تكن التي أمامه ياقوت زوجته الهادئه.. كانت أخرى تُحادثه بضراوة ولكن الحقيقه انه كان قهراً كُتم لسنواتً طويله ظنت فيها ان الطيبه والضعف ليس لهم ثمن
سقطت كلماتها فوق قلبه كالسوط ووقف في صراع بين كبريائه وقلبه وكاد ان ينتصر القلب
- ياريتني ماحملت منك ... ياريتني فضلت اخد الحبوب ومصدقتكش
وعند تلك الكلمه تصلب جسده وبهتت ملامحه وتقدم منها بوجه مُحقن
- مش هحاسبك على كلامك ده دلوقتى.. بس اعرفي انك غلطتي جامد اوي
وانصرف تاركاً لها المكان صافعاً الباب خلفه بقوه.. ارتجف جسدها أثر صفعة الباب وسقطت جاثية فوق ركبتيها
- حتى مهنش عليه ياخدني في حضنه.. انتي ولا حاجه في حياته ياياقوت
....................................
أوقف سيارته في المكان الذي اعتاد عليه دوما حتى يتحرر من أوجاعه
صوتها الباكي مازال يصدح بأذنيه دون هواده.. خرج من سيارته شارداً بالظلام وفي حياته التي تُشبهه.. زم شفتيه بعبوس يقبض على يده بقوه ولم يشعر الا وهو يضرب على موضع قلبه
- ياقوت مكنتش تنفعك ياحمزه.. دخلتها دايرة ظلامك.. قلبك لسا عايش في الماضي منسهوش
تذكر رغبته في ضمها ولكن لعنة الماضي اقتحمت قلبه فجعلته لا يرى ذلك الا تحطيماً لكبريائه.. واذا وضع الحب أمام الكبرياء لابد أن ينتصر الكبرياء
وهو مقسم بين قلبين قلب يعيش في ظلام الماضي لديه درس دفين سُطر بقلبه.. وقلب اخر يُريد ان يحيا ويحب
رنين هاتفه أخرجه من شروده وقد كانت ناديه شقيقته... نظر للهاتف على أملاً ان تكون هي ولكن لم يجد الا اسم شقيقته ولأول مره يغلق هاتفه دون أن يُجيب عليها
..................................
رفعت ذراعيها لاعلي حتى تُساعده ان يُلبسها كنزتها.. ازاح لها خصلاتها جانبا ثم انحني ليُكمل لها ارتداء مابقى.. كانت تبتسم كلما فعل ذلك وتترك ليدها حرية العبث بخصلات شعره
نهض من رقدته ليترك ليداه تسوية ثيابها ومازالت ابتسامتها مرسومه فوق شفتيها
- ممكن اعرف سر الابتسامه ديه
همست برقتها المعهوده التي تؤثره واطرقت عيناها ارضاً بعد أن تخضبت وجنتاها
- مها
- عشان فرحانه ياشريف
ضحكه شقيه خرجت من بين شفتيه وهو يتأمل ملامحها الخجله
- طب ولازمته ايه الكسوف ده دلوقتي
- نفسي اشوفك اوي ياشريف.. تفتكر هشوف
تلاشت ابتسامته وهو يسمع رغبتها في رؤياه... أقصى أحلامها ان تراه.. ان ترى من أحبت وتزوجت وضم رحمها طفلا منه
وعندما ساد الصمت... زمت شفتيها بعبوس
- متخافيش مش هسيبك لو طلعت وحش ياشريف
وفي ثواني معدوده تبدلت ملامحه وعاد وجهه يشرق.. قاسماً داخله ان بعد وضعها لطفلهما سيذهب بها للخارج لإجراء عمليتها وسيظل يسعى ورا ذلك الأمر إلى أن يراها مُبصره
- شريف انا عايزه ازور ماجده
.........................
انهت ماجده ارتشاف الشاي الذي قدمه لها سالم بعد أن ابدلت الكؤس لترى بعينيها ما يحدث لها ذلك اليوم خصيصاً كل شئ كان يفعله بأحتراف معها.. جلسوهم مع بعضهم بتناغم وكأنه ليس هو سالم الذي لا يُطيق لمسها ثم اقترابه منها بعد انهاءها اخر رشفة من الشاي خاصتها.. يغويها ببراعه فتستسلم له ثم بعدها لا تشعر بشئ الا وجوده جانبها صباحاً
انتظرت ان يبدء مفعول المخدر عليه ولكن لا شئ حدث وظل يُتابع التلفاز دون اهتمام منه نحوها
ملئ الشك فؤادها وهي تكاد تُجن فكل شكوكها تنصب نحوه ولكن أين الدليل
نهضت من جانبه حتى تختلي بنفسها وتفكر.. وفور دلوفها لغرفتهما ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه ماكره
...............................
عاد قبيل بزوغ الشمس بعد أن ظل ساعات الليل في سيارته هائماً بأفكاره.. ألقى سترته فوق الفراش يبحث عنها بعينيه بأرجاء الغرفه مُقرراً انه سيتبع معها الصمت حتى تعرف خطأها وفداحة كلماتها.. هي استطاعت ان تُغير مشاعره وتجعله يتوق لقربها، دفائها وصفاء الروح الذي تمتلكه ولكن أفكاره لم تتغير
الجمود والصلابه والكبرياء هم عنوانه وهذا ما احبته به سوسن وعاشت معه لسنوات دون أن تُطالبه بشئ اخر
يرضى أنوثتها كأمرأة فترضي هي الأخرى رجولته وينتهي الأمر
انتبه على خروجها من المرحاض تحمل المنشفه بيدها وتُجفف بها وجهها.. تعلقت عيناه فوق ملامحها الباهته يُجاهد مشاعره
كبرياء وشوق وبين هذا وذلك يضيع العمر
رمقته صامته ولم تُحادثه بكلمه أخرى ولكن عندما وجدها تضع كفها جبينها المتعرق اقترب منها بلهفة
- مالك يا ياقوت فيكي ايه
خفق قلبها وتعلقت عيناها به ومازال يسألها وقد ضمها نحوه بحنو
- ياقوت لو تعبانه قوليلي
اصابه الضجر من صمتها والبرودة التي احتلت عيناها
- المفروض اللي يزعل هو انا مش انتي... ضيعتي فرحتي وفرحتك
ابتعدت عنه وعبارته تتردد داخلها بمعاني كثيره.. فأين فرحتها هي
- ضيعت فرحتك... طب وانا
ضاقت أنفاسه وهو يرى ان الحديث سيأخذهم نحو اعتابً أخرى
- أنتي عايزه ايه ياياقوت.. عايزه تعرفي ايه وننهي المهزله ديه.. مش هنبقي زي المراهقين نتخانق
ولو عاد الزمن للوراء بسنوات.. فكان عاشق متيم يُراضي ويُدلل صفا حتى أن مروان صديقه كان يطلق عليه لقب كلما تذكره سخر من نفسه
واقترب منها تحت نظراتها الباهته زافراً أنفاسه بهدوء
- تعرفي ان النهارده اسعد يوم في حياتي
ورفع كفه يُلامس موضع طفلهما بأعين لامعه وكفه الأخرى اخذت طريقها نحو خصلاتها تُداعبهما برفق الي ان هبط به نحو عنقها ثم لشفتيها وعيناه تلتقط كل اشاره ذوبان منها بين ذراعيه
ثواني مرت وهي صامته مسحوره ضعيفه ولكن قلبها انتفض بكبرياء من بين اضلوعها فأنتفضت معه كالملسوعه تبعده عنها
- انت مش بارع غير في حاجه واحده بس ياحمزه بيه
واتبعت عبارتها الساخره وهي تسقط بعينيها فوق الفراش ليصله المعنى بجداره
لتتجمد عيناه نحو الفراش بعد أن غادرت الغرفه وتركته ينظر للحقيقة التي اوصلها إليها " زوجة للفراش وحسب "
.................................
انتفضت صفا فزعاً وهي ترى فاديه تقف أمامها تُطالعها بأستعلاء وحقد
- تصدقي مطلعتش سهله ياخريجة السجون... لفيتي علي اخويا واتجوزتي
واردفت متهكمه تضغط على شفتيها غير مُصدقه انها ستصبح عمة لطفلا منها هذه
وعند تلك النقطه كانت عيناها تجول فوق بطنها.. انتبهت صفا لنظرتها فأرتجف جسدها خوفاً... كل ما فعلوه معها جعلها كالقط المذعور الخائف تقارن بين مراهقتها وعمرها الذي في الثلاثون ولا ترى الا ان الأعوام زادتها خنوعاً وابدلتها
شرودها لم يجعلها تشعر بتقدم فاديه منها الا عندما أصبح جسدها بين ذراعي فاديه تهزها بعنف
- الطفل ده لازم ينزل سمعاني... لو منزلش هموتكم انتوا الاتنين مش بعد العمر ده كله تيجي واحده زيك تورث اسم النويري
- ابعدي عني... ابعدي عني وديني مكان بعيد انا مش عايزه حاجه منكم
- بتعملي ايه يافاديه هنا
تجمدت ملامح فاديه خوفاً وخشت ان يكون سمعها وهي تُهددها.. ألتقطت عيناه ذعر صفا وانكماشها فألتمعت عيناه
- مالك واقفه كده ليه يافاديه.. وايه اللي جابك هنا
تنفست فاديه براحه بعد أن ذهبت مخاوفها وألتفت نحوه ببطئ ترسم على شفتيها الوداعه
- جيت اعتذر منها يافرات قولت نفتح صفحه جديده مدام بقت خلاص فرد منا
كانت تخرج الكلمات بصعوبه من بين شفتيها فهل هذه ستكون فرداً منهم.. طبعا لتدهور الزمن
- وخلاص خلصتي كلامك معاها يافاديه
وقفت صفا تنظر نحوهم بشرود تستمع الي أكاذيب فاديه وتشرد في تهديدها
- انت بتطردني من بيتك يافرات... بتطردني ياخويا
فتنهد فرات سأم من أفعالها لتعود بعيناها نحو صفا الواقفه
- خد بالك منها يافرات... صفا عايزه تهرب وممكن تضيع نفسها
اتسعت عين صفا ذهولاً تحت نظرات فرات الجامده.. مرت لحظات وهو واقف في مكانه يُحدق بها بعد أن غادرت فاديه
- اعملي حسابك هتتنقلي عندي في اوضتي
...............................
وضعت المشروب أمام تلك الضيفه التي تشعل داخلها مشاعر جديده عليها معه... نظرت الي ألتصاق الفتاه به والتي تعد شقيقه احد أصدقائه
- أين مشروبي سماح
ألتوت شفتي سماح امتعاضً وهي تراه اخيرا انتبه لوجودها
- مضر على صحتك
قطب حاجبيه وقد ارتفعت شفتيه استنكاراً
- لم اسمع يوماً ان مشروب الكاكاو الساخن مضر بصحتي
- انا قولت ذلك وانتهى الأمر
استعجب من ردودها الفظه فتعلقت عين هيلين بهم وهي لا تفهم شئ من اللغه التي يتحدثون بها
- ما الأمر سهيل
انتبه سهيل على تلك الجالسه جواره ونهض بعكازه نحو سماح التي وقفت تعقد ساعديها أمامه وكأنها تتحداه
- لا شئ هيلين... سنعود بعد دقائق
اطبق بيده على رسخ سماح وقادها خلفه وهي تهتف حانقه
- ابتعد سهيل.. هل تجر بقوه خلفك
دفعها نحو الطاوله التي تتوسط المطبخ يرمقها بنظرات متفحصه
- منذ قدوم هيلين وانتي تتصرفين بغرابه.. ماذا سماح هل تُغارين
- نعم.. انا اغار عليك انت
ضحك وهو يلتقط لغة جسدها
- بالطبع تغارين فأنا رجل جذاب ولاعب مشهور عزيزتي
- وايضا فظ وبارد و...
وقبل ان تسترسل بسبابه كان يُصمتها بالطريقه اثمرت معه نفعاً
ابتعد عنها بعد دقيقه كامله ينظر نحو شفتيها
- لذيذه انتي سماح
.................................
وقفت سمر أمامه تنظر اليه وهو يوقع علي بعض الأوراق.. كانت تتذكر كلام ندي فترسمه بمخيلاتها تتخيل هي التي بين ذراعيه... سذاجة ندي جاءت لصالحها ولكن الي الان لا تعرف كيف تخطو خطواتها... ف شهاب لا يتعامل معها إلا انها كمجرد موظفه لديه لا أكثر
- حجزتي التذاكر
اماءت سمر برأسها والفضول يقتلها نحو تلك الرحله وهي تظن انها من سترافقه لوجود عمل هناك
- هو انا اللي هرافق حضرتك ل دبي يافندم
ناولها الأوراق التي أنهى توقعها وهو يستنكر سؤالها
- لو محتاجك اكيد هتكوني على علم ياسمر.. اتفضلي على شغلك
بهتت ملامحها وخرجت سريعا من غرفة مكتبه تترك لدموعها العنان.. فهى الاحق بمثله ومثلما تركها رجلا يوما فلا بأس أن تجعل أحدهم يترك زوجته
............................
ابتسمت هند فور دخول ياقوت لمكتبها.. ارتبكت من رؤيتها لذلك الشخص الذي يجلس بالمقعد المقابل لهند ويتحدث معها بأريحيه
- اجيلك وقت تاني ياهند
- لا تعالي ياياقوت ده مش حد غريب.. ده هاشم اخويا
تعلقت عين هاشم يؤمي برأسه كترحيب بها
- ديه ياقوت ياهاشم.. عايزه اقولك انها موهوبه جدا وشاطره جدا في التفصيل.. عندها قدره رهيبه تتعلم اي حاجه بسرعه واظن انها هتفيدك في شركتك
واشارت نحو ذاتها بفخر.. لترتبك ياقوت من نظرات هاشم نحوها
- زي ما انا هفيدك بالظبط
انشقت ابتسامه هاشم ببطئ.. وعاد يركز نظراته نحوها وكأنه يفحص مقدرتها.. وبدايه جديده قد بدأت
...............................
الكل اجتمع ذلك اليوم تحت إلحاح ناديه رغم مشاغل كل فرد في العائله.. جلست ياقوت في مقعد بعيد عنهم.. فلم تعتد تشعر بأي مشاعر نحو تلك العائله ولكان الواجب والذوق حتم عليها المجئ..
تناولوا الطعام بهدوء والكل لديه فضول لما اجتمعوا اليوم
لأول مره لم تكن لدي ياقوت مشاعر بالسلب نحو مريم فلم تعد تجد لنفسها دور بحياته الا انها حققت حلمه وحلم شقيقته بأن يصبح له طفل وهكذا انتهت مهمتها بينهم.
انتهت وجبه العشاء وجلسوا في غرفة الجلوس يحتسون مشروباتهم... شعرت برغبتها بالتقئ بعد أن تقدمت الخادمه بمشروب القهوة لندى الجالسه جانبها
- ايه سبب الجمع السعيد ده ياناديه
هتف بها شهاب وهو يرمق شقيقه الجالس بهدوء وقبل ان تجيب ناديه عليه.. نهضت ياقوت من فوق مقعدها مهروله نحو المرحاض.. انتفض حمزه من مكانه بعد أن أزاح ذراع مريم المتعلقه بعنقه وأسرع خلفها
تعجب الجميع من تعب ياقوت.. لتبتسم ناديه فلا داعي للانتظار
- سبب الجمع السعيد ده.. ياقوت حامل
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والأربعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة