-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية للقدر حكاية سهام صادق - الفصل السبعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السبعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السبعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية للقدر حكاية سهام صادق
رواية للقدر حكاية سهام صادق

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السبعون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
نطقت عبارتها بمشاعر مضطربه مشاعر يملئها الضياع والوحده
كل شئ كان داخلها غير مترابط ولكنها كانت مُصره تلك الليله ان تنال ما ترغبه فالنظره التي أصبحت تراها في أعين الأمهات لاولادهم وهرموناتها المُتغيره جعلتها ضائعه لا تفكر الا ان تصير ام ثانية ولكن تلك المره لن تكره وجوده فيضيع منها كالاخر
نيران كالصعيق كانت تسري بجسده وهو يشعر بيديها على جسده وفتنة جسدها أمام عينيه وهو في النهايه رجلاً عاشق لها يُحارب عشقه
صفا كتله فاتنه رغم انطفاء بريقها الا انها كانت تمتلك جمالاً يبهر العين وكان احد حظوظها من الدنيا هذا الجمال
جراها في فتنتها اليه ولكن عندما اتخذ الأمر وضعاً اخر ازاحها عنه ونهض من فوق الفراش يمسح فوق خصلات شعره ينفث أنفاسه
- صفا اخرجي من هنا انتي مش في وعيك
طالعته بذهن ضائع ولكنها كانت مسلوبة الاراده فهى تُريد تلك المشاعر تُريد طفلا اخر ..وثبت من فوق الفراش بهيئتها العابثه التي لم تكن تعلمها واقتربت منه مُجدداً ومن دون حديث كانت يداها تسير فوق صدره العاري
..............................
استيقظت صباحاً تنظر إلى سقف الغرفه بشرود ويداها تقبض فوق شرشف الفراش
برودة الفراش جانبها أكدت لها انه رحل منذ وقتً طويل... اغمضت عيناها بقوه تتذكر تفاصيل الليله تتذكر اخر عباره سمعتها منه قبل أن تسقط غافيه بين ذراعيه
" حبك بقى لعنة في حياتي ياصفا "
..............................
كان يدلف مكتبه بخطوات جامده..خطوات وملامح اعتاد عليها كل من حوله فرات النويري الرجل الذي لا يهزه شئ مهما كانت ضخامته.. ولكن في الحقيقه هو كان في عالم آخر مشتت في كل ما يعيشه
ليله امس رغم انه يعلم انها كانت تحت تأثير ضعف منها وانه لم يشئ استغلالها لكنه لم يستطع ان يُقاوم
تنهد وهو يرخي رأسه نحو الملفات الموضوعه فوق سطح مكتبه
- وبعدهالك ياصفا... اعمل ايه عشان اريحك وارتاح
تذكر إجراءات الطلاق التي يقوم بها مع تنازله عن المزرعه التي تعيش فيها ولكن بعد ما حدث بينهم أعطاه الأمل حتى لو كان ضعيفاً
طرقات سكرتيرته الخافته ثم دلوف احد رجاله جعله ينهض مُستبشراً
- عرفته حاجه عن مكانه يا شوقي
ابتسم رجله واماء برأسه فجعل قلب فرات ينبض بلهفه
- ايوه يافندم... ورجالتنا راحه المكان
لم يتمهل فرات في سماع المزيد منه..غادر مكتبه مُشيراً لرجله بالتحرك معه
..........................
اتسعت أعين حوريه ذهولا وهي تستمع لما تقصه صفا عليها.. نظرات حوريه جعلتها تطرق عيناها نحو سطح مكتبها تفرك يداها ببعضها
- انا مش عارفه عملت كده ازاي ياحوريه
بكت عاجزه علي فهم حالها لتربت حوريه فوق يديها
- اللي عملتيه مش حرام ولا عيب ياصفا... انتي كنتي محتاجه لجوزك.. محتاجه لعيله تبقى منها وليها
كانت بالفعل ما تقوله حوريه هي تلك الحقيقه... هي تحتاج لعائله تحتاج ان تشعر ان حياتها تمضي وسط أناس وليست وحيده بين جدران غرفتها... خرجت من جدران زنزانه لتدخل لزنزانه اخري
رفعت عيناها نحو نظرات حوريه التي تسبرها
- حوريه ان حبيت لمسات فرات ليا... منفرتش منه
هتفت عبارتها الاخيره بضياع.. بضياع لا تعرف سببه..
عندما ابتعد فرات عنها كما كانت ترغب أصبحت تشعر بأحتياجها إليه بالأمان الذي يشعرها به.. بالحب الذي قديماً اضاعته من ايديها
فرات المغتصب ذو القلب الحجر أصبح أمامها اليوم امان
يالها من سخريه.. كم مره كرهنا اشياء وأشخاص لنجد بعدها حياتنا بهم ومعهم ، لنجدنا نفعل ما استهزءناه يوماً
- هوني على نفسك ياصفا
وصمتت حوريه للحظات وهي لا تعرف كيف تُجيبها...ودون شعور منها كانت تنطق الاجابه
- لو بقيتي حامل منه ياصفا كملي حياتك معاه... لأن فرات قدرك ياصفا... قدرك اللي ربنا كتبهولك
لا تعرف كيف نطقت تلك العبارات ولكن قالت ما اباح به عقلها.. نظرات صفا الباهته تحولت لسكون وسؤال كان يتردد داخلها هل ستحمل من فرات من ليله اختارتها هي دون شعور ... هي ندمت على فعلتها امس ولكن حدث ما حدث
.........................
وقفت سماح أمام موظف الاستقبال بالفندق الذي تقيم فيه الي ان تنتهي مده المؤتمر التي لن تتجاوز الثلاث ايام ثم تعود
سكنت آلام ذكرياتها واقنعت قلبها بأنها أقوى مما مرت وستظل صامده كما فعلت في تجربتها السابقه ولكن في الحقيقه كانت تعلم انها كاذبه
ألتقطت مفتاح غرفتها من الموظف ولم تكن بحاجه لاحد يحمل حقيبتها الصغيره فسارت وحدها للمصعد وقلبها يشعر بشعور عجيب
فتحت غرفتها ودلفت
اغمضت عيناها ثم فتحتهما وهي تشم رائحة عطر لن تنساه في حياتها
اكملت بخطواتها لداخل الغرفه لتقف متجمده وهي ترى الغرفه والفراش.. الان انتبهت لنظرات الموظف الغامضه
رائحة عطره تخنق رئتيها بالحنين وعيناها ظلت عالقه بالفراش المزين بالورود وكلمه احبك المرسومه
خطوات كانت خلفها ولكنها لم تلتف
- سماح
صوته تغلل في اعمقها... سقطت دموعها وهي تتذكر كيف انتهت حياتهم معاً.. كيف تركها ببساطه وسمح لها بالرحيل... عندما لم يجد منها استجابه كرر اسمها
- سماح... ارجوكي انظري لي
دقائق مرت وهي على هذا السكون... سمحت لأنفاسها بأن تلتقطها ببطئ ثم بدأت بأقناع عقلها بأنها قويه دون الحب وقد جنت مايكفي من الرجال
وببطئ ألتفت نحوه ببتسامه ساخره فوق شفتيها حرصت على اظهارها
- نهيت كلامك سيد سهيل... ممكن تتفضل بره اوضتي
تجمدت ملامحه من برودة حديثها... ليلغي المسافات بينهم قابضاً على كتفيها
- لم أنهى حديثي بعد سماح وستسمعيني
- مش عايزه اسمعك... كفايه بقى مبررات... كل واحد عنده عقده وكلاكيع في حياته يجي يختبرهم معايا... انت وماهر طلعتوا واحد هو دمرنا زمان وانت جيت كملت... خلتوني مصلحش ابقى ست
واردفت وهي تتحاشا النظر اليه
- اللعبه كان مسيرها في يوم تخلص واهي خلصت...
واتجهت نحو باب غرفتها لتفتحه
- معدش بينا حاجه تجمعنا... احنا اتطلقنا ياسهيل
- لم اطلقك سماح
جحظت عيناها مما تسمعه من عدم طلاقه لها كما اتفقوا.. تذكرت انها بالفعل لم تحصل على أوراق طلاقها الي الان وكلما تواصلت مع المحامي المسئول كان الرد يأتيها انه في رحله عمل ومع دوامة مشاكلها نست انها مازالت زوجته
مر من جانبها ووقف أمامها مائلا نحوها يعبق أنفاسه برائحتها قبل أن ينصرف
- سأعيدك لي سماح...لن ارحل من هنا الا بكِ
..........................
وقف يتأملها وهي تتحرك هنا وهناك تلتقط ملابسها المُعده بعنايه لتلك المناسبه... صغارهم كانوا يتوسطون الفراش بملابسهم المتشابها.. يضمون أصابعهم ببعضها يُلاعبون حالهم وهو جالس جوارهم يُلاعبهم غير عابئ بأناقته ولكن عندما خرجت هي من المرحاض بتلك المنشفه الملتفه حول جسدها وانتقالها بين ارجاء الغرفه أصبحت انظاره لا تلتقط الا هي... ابتسم وهو يسمعها تتذمر... فكل شئ تبحث عنه لا تجده الا بعد بحث يزيد حنقها وكأن اشيائها اليوم اجتمعت ضدها مع ضيق الوقت
- ياحببتي كل حاجه قدامك بس انتي من توترك مش عارفه تركزي
هتف بها حمزه وهو يأسرها بذراعيه يُمرمغ أنفه بعنقها الرطب
- حمزه انا حامل
حبست أنفاسها قبل أن تُحرر كلماتها...منذ أن تأكدت من الأمر وهي تكاد تبكي.. صغيريها لم يتموا بعد العام الاول وهي حامل في مولود اخر بل وتوأمين وفي شهرها الثاني
طرقات ياسمين علي باب غرفتهما وندائها
- حمزه.. هاشم تحت مستنيك هو وبابا
تلاشي هتاف ياسمين من حوله وكأنه لم يسمعه وتأمل تخبطها بأبتسامه واسعة وقد ألتمعت عيناه..
- قولتي ايه
- حمزه بابا بيقولك انزل
وفرت من أمامه تُكمل ارتداء ملابسها بعجلة فضاع جمال تلك اللحظه
............................
انتهى عقد قران ياسمين وهاشم... هاشم الذي لم يكن يظن يوماً ان امرأة ستجعله راغب بالزواج بل واللهفة تغمره
سناء لأول مره لم تكن تُطالع ياقوت بحقد... فكانت عيناها على ابنتها وزوجها...رغم ان لم تحصد سناء الا القليل من صنيع نفسها
ولكن لله حسابات لا يعلمها المرء
- اقولهم على الخبر
همس بها حمزه بوجه يغمره السعاده وهو يُطالع أفراد عائلته وعائلتها
عضت شفتيها بحرج وهي تُطالع ناديه التي تنظر إليها من حيناً الي اخر غامزة لها عن تلاصق حمزه بها الذي أصبحوا مُعتادين عليه
- حمزه بلاش تحرجني... هيقولوا عليا ايه
صوت ضحكاته تجلجلت بالمكان ليرمق شهاب شقيقه رافعا حاجبه.. أما ناديه فأقتربت منهم وقد قادها فضولها إليهم
- ما تقولنا ياياقوت على سر ابتسامه حمزه النهارده
واردفت وهي تنظر لشقيقها بمشاكسه
- ده انا قربت احس ان ده مش حمزه اخويا.. عملتي في ايه
رمق حمزه ياقوت التي توردت وجنتاها خجلا... ليبتسم بأبتسامه واسعه مُحيطاً خصرها
- اقولها ياياقوت على سر ابتسامتي
وضعها في موضع حرج لتُطالعه بمقت... ولكن زوجة ابيها التي كانت تُتابع الحوار من علي بعد تسألت بعد أن فحصت ياقوت بعينيها
- هو انتي حامل ولا ايه ياياقوت
تصريح سعادته لما يخرج من فاهه ولكن زوجة ابيها قامت بالواجب... ليشهق البعض غير مصدقين... فسوف ينضم فرد جديد لعائلتهم
- الخبر ده صح ياحمزه
ومن ملامح ياقوت الحرجه ونظرات حمزه السعيده...لم يكن الخبر يحتاج لتأكيد
الكل كان يُبارك بسعاده... ولكن سناء بلسانها الذي يصب النيران كما اعتادت هتفت
- طلعتي شاطره ياياقوت... ايوه كده اربطيه بالعيال
ونظرت الي ياسمين التي احمر وجهها خجلا من حديث والدتها
- اتعلمي من اختك
..........................
ابدلت ياسمين ثوبها تحت نظرات ياقوت وهي تستمر بالضحك مُتذكره ما حدث من ساعات
- كفايه ضحك وتعالى احكيلي عملتي ايه لما خرجتي مع هاشم
هوت ياسمين بجسدها فوق الفراش تتذكر الساعات التي قضتها بصحبة هاشم لتلمع عيناها مع تنهيده حاره...
- ياسمين
انتفضت ياسمين من هيمانها ولكي لا تلح ياقوت في استجوابها المُخجل... قلبت الأدوار لتصبح ياقوت هي صاحبة تلك الليله
وعادت تضحك ثانيه وتطرق كفوفها ببعضهم
- مش قادره ابطل ضحك ياياقوت..
لم تتحمل ياقوت غلاظه ياسمين فنهضت حانقه
- انا ماشيه لأحسن انتوا من ساعه ما عرفتوا الخبر وماسكني تريقه
ولم تنتظر حديث اخر من شقيقتها فاليوم كان احتفالا عليها بما يكفي والكل يتلامز ويتغامز لتلك السرعه التي جعلتها تحمل ثانية وعمر صغارها مجرد شهور
دلفت لغرفتها لتجده جالس فوق فراشه يقرء فى أحد الكتب بتركيز.. صفعت الباب خلفها وجلست فوق الفراش تزفر انفاسها تعلم أن الجميع يُمازحها في ردود أفعالهم ولكن الأمر كان بالنسبه لها مفاجئ دون تخطيط
رمقها مُتعجبا بعد أن أغلق الكتاب
- مش قولتي هتقضي الليله مع ياسمين تتكلموا سوا عن اللي هتحتاجه في جهازها
- حمزه هو انا المفروض اتكسف اني حامل
استغرب من عبارتها ولكنه تفهم الأمر
- مالكيش دعوه بكلام حد ولا تلميحتهم...
تذكر زوجة ابيها وشقيقته في مزحاتهم النسائيه
- ده انا لو عليا نفسي تجبيلي كل مره توأم ونعمل فريق كره
شاكسها بمراوغه وهو يضحك على تعبيرات وجهها المصدومه
- فريق كره... نام ياحمزه
- انام ايه ده انا مبسوط بشكل... ما تيجي نحتفل
ولم تفهم معنى احتفاله الا بعد وقت لا بأس ثم
قبله حانيه لثم بها جبينها المُتعرق وغفوا بعدها
وفي اليوم التالي بعد الظهيره ترك عمله ليصطحبها للطبيبه ويدلف معها لغرفة الكشف
لم تعش تلك المشاعر مع أول فرحتهما ولكن اليوم كانت اسعد مخلوقه وهي ترى حماسه وتكراره لنصائح الطبيبه عليها
........................
منذ ليله امس وهو يشعر بحزنها... لم يرحمها احد من سؤالهم متى ستصبح هي الأخرى حاملا بطفل
نظر الي جسدها المُسطح جواره
- ندي انتي نمتي
لم يسمع صوتها ولكن حركت جسدها كانت تُخبره بالاجابه... لتتسع عيناه وهو يعتدل من رقدته بعد أن مال عليها
- أنتي ايه اللي عملاه في نفسك ده
كانت تكتم صوت أنفاسها حتي لا تجعله يستمع لشهقاتها الباكيه
- انا تعبانه اوي ياشهاب ومش عايزاك تزعل مني لما تشوفني بعيط... انا عارفه انك بدأت تزهق مني وبقيت زوجه نكديه... بس غصب عني
- مش عايز عيال انا مكتفي بيكي
ولم يترك لها لحظه للحديث فكان يجذبها اليه يضمها بقوه بين اضلعه
-مش عايز اشوفك بتعيطي تاني... مش هنوقف حياتنا ياندي على أمر بأراده الله
- بس انا نفسي ابقي ام
شعر بسخونه دموعها فوق صدره ليتنهد وهو يُغمض عيناه مُتذكراً عرض حمزه على مراد بالسفر لبريطانيا من أجل فرعهم الجديد هناك لم يُعجب الامر مراد وترك قراره الي ان يُفكر بالعرض
- ايه رأيك نسافر نعيش بره فتره... هندخل شراكه مع عميل بريطاني ولازم حد يمسك الاداره هناك... منها نشوف دكاتره كويسه ومنها نفسيتك تتحسن
والفكره كانت لها ك حبل نجاه رغم تعلقها بمشروع الملجأ الذي اقامته
.........................
تابعت خطوات المحامي الخاص بفرات وهو يُغادر غرفة مكتبها بالمصنع... لم تشعر بقدوم حوريه وأغلاق الباب خلفها الا عندما كررت سؤالها
- كان عايزك في ايه المحامي ياصفا
تعلقت أعين صفا بها... فأقتربت حوريه من احد المقعد لتجلس عليه وقد خمنت الأمر وتمنت الا يكون قد حدث
- هو فرات....
- براءتي ظهرت ياحوريه... اتبرءت بعد سنين عمري اللي قضتها في السجن
وسقطت دموعها وهي تتذكر كل ما مرت به.. لم تكن ذكريات آلمها تخص جدران السجن وحدها إنما قسوه الناس
تهللت اسارير حوريه سعيده بالأمر
- يعنى الحق ظهر وهترفعي راسك وسط الناس
ومفاجأه أخرى كانت تحصل عليها حوريه
- فرات هو اللي ظهر براءتي
............................
تعلقت عيناه بها وهي تطهو الطعام وتُدندن بألحان طفوليه
سعادته أصبحت مُتعلقه بها.. مُتعلقه بتفاصيلها بحنانها وطفولتها ومشاغبتها معه حتى عنادها... كوكتيل عجيب كانت تختص به هي وحدها وهو سعيد بكل هذا
انتفضت مفزوعه من ضمها نحوه مُستنشقاً رائحتها
- خضتني يامراد... وكمان انت بتشم ف ايه ده انا ريحتي بصل
ضحك من قلبه وهو يُشاكسها
- عشان تعرفوا احنا مستحملين ازاي
التفت بجسدها اليه ومازال يأسرها بين ذراعيه
- بقى كده... طب شوف مين بقى هيطبخلك
التمعت عيناه ب مشاكسه... ومع حركة عيناه كانت تسقط غارقه في حبه اكثر
- هناء مراتي مش بهون عليها
وكظته بقبضتها فوق صدره
- عودتك على الدلع انا
يده تحركت فوق بطنها المنتفخه يتحسس موضع طفلتهما
- قولي لماما ياهنا أن بابا محتاج دلع زياده
شاكسها فشكاسته بضرباتها الخفيفه فوق صدره الي ان انتهى عقابه بأن يُكمل طهو الطعام هو
انتهى عشائهم وكالمعتاد منذ شهران يجلس معها يوميا ليُعلمها إحدى اللغات التي يتقنها... ف الفكره في البدايه لم تكن ممتعه له كرجلا ولكن عندما اصبح يجد مكافئته ببعض القبلات والمداعبات .. أصبح هو من يصر على تلك الدروس الممتعه
رنين هاتفه قطع لحظتهم المحببه لقلبه .. فضحك على سوء حظه
- مش هتهربي ياهناء.. وبدل ماكانت العقوبه هنا هتبقى هنا
أشار نحو شفتيه فتذمرت ممتعضه
- احنا متفقين على تمن العقوبه ياأستاذ
ضحك على طفولتها التي تأسره ليبتعد بهاتفه
طالت مُكالمته الخاصه بالعمل.. فتنهدت بضجر وهي تبحث عن هاتفها لتتصفحه
لتسقط عيناها على خبر فضيحة نغم مع رجل الأعمال... اسم ذلك الرجل لم يظهر حتى ملامحه في مقاطع الفيديو فقد كان رجلا ذو وضع قوي بالبلد ولكن الفضيحه كانت تسقط على نغم
- مستعده لعقابك
هتف بها مراد بعد أنهى مكالمته
- مراد انت اللي عملت كده
اعطته الهاتف بعتاب لينظر نحو احد العناوين ثم إليها
- تعالي نكمل اللي بدأناه
- مراد رد عليا... انت اخدت حقي كده
نظر إليها زافراً أنفاسه بقوه
- كان نفسي وده اللي كنت بسعي ليه بس اظاهر حد سبقني... كفايه اللي عملوه فيكي
وتعلقت عيناه بها لترتمي بين ذراعيه.. تتذكر ما مرت به
- مش عايزه نعمل اي ذنب يخلي ربنا غضبان علينا يامراد
.........................
انتبهت على ثرثرة الخدم والعمال وهي لا تُصدق ما سمعته اذناها... فاديه توفت اليوم... الكل يتحدث عن مرضها ووفاتها في أحد الدول الاوربيه... اشياء من المفترض هي تعرفها ولكنها هي من تقصي حالها منزويه في عزلتها
تذكرت اخر ليله له هنا وكيف كانت هيئته من ضعف
نظرت الي احدي الخادمات تسألها مُتاكده
- هو الخبر ده صح
مسحت الخادمه دموعها بكم عبائتها تنظر لسيدتها
- ايوه ياهانم... الله يرحمك ياست فاديه ويصبر البيه... سيبتي ولادك الصغيرين
وانصرفت المرأه وهي تثري وفاه سيدتها الأخرى.. لتنظر صفا في خطاها
......................
تنهدت سماح بسأم من ملاحقه سهيل لها... كانت تشعر بتطهير قلبها وروحها من رؤيته هكذا ولكن قلبها كان يضعف من حيناً الي اخر يُخبرها بخفقان ان تعود اليه... فماذا يُريد اكثر من هذا
.........................
وقفت السياره التي كانت تقلها من المزرعه الي هنا... ترجلت منها تنظر للكم الهائل من السيارات داخل الفيلا كما حال الخارج
لتشعر بالتوتر والخوف.. فعائله فرات وصفوة مُجتمعه كانوا دوما رافضين لها
خطت بأول خطواتها نحو الدرج المؤدي لداخل الفيلا... وبشجاعه واهيه دلفت للداخل.... إحدى الخادمات كانت تعرفها لقدومها لهنا عده مرات لا تُذكر
نظرات البعض تعلقت بها ليصبح العزاء همز ولمز عنها
" مش ديه مراته اللي مخبيها عن الناس في المزرعه... لا عنده حق يخبيها من جمالها"
لتهتف الأخرى مُصححه لرفيقتها
" وانتي الصادقه ده مخبيها عن الناس لأنها كانت مسجونه"
لتشهق المرأه غير مُصدقه
" بقى فرات النويري يتجوز خريجه سجون... لا لا مش قادره أصدق.. اكيد ورطته "
" فعلا ورطته.. كانت حامل منه والولد اتخطف... ومين عالم يمكن مات "
ومن هنا كانت تسمع ومن هنا تسمع وقلبها ساكن من الآلم.. فسيظل السجن وصمه في سجلها الي ان تصبح تحت الثري
الناس يحكمون على بعضهم بقسوة قلوبهم وألسنتهم ورب الناس صاحب الحق علينا رحيم غفور ... يعفو ويصفح عنا مهما بلغت ذنوبنا...
" تعرفي انه كان هيتعين وزير... لكن جوازه منها وقف كل حاجه"
وحديث اخر انضاف الي قلبها وافكارها
مضت ساعات العزاء بثقل حتى انصرف الجميع ولم يبقى الا الخدم يُرتبون المكان
شعرت بالغربه... زوجه دون امتيازات ولكن برغبتها
اول مره تتمنى ان تنتمي اليه... اول مره تشعر ان قلبها راغب بالجوار منه... فرات النويري الرجل الذي اذاقها العذاب... كشف برائتها وأصبح اسمها نظيف من السجلات... تخلي عن عرض الوزاره وصمم على استمرار ربط اسمه بها... جعلها سيده عمال وحقق لها حلم المصنع وترك لها المزرعه الغاليه على قلبه
وفي وسط شرودها انتبهت على خطوات دلوفه للفيلا وخلفه احد رجاله ولم يُلاحظ وجودها فهتفت دون شعور بأسمه
- فرات
توقفت اقدامه عن السير ليلتف لمصدر الصوت فأقتربت بخطوات متوتره
- روح انت دلوقتي ياسعيد
صرف رجله عندما أصبحت أمامه فوقفت تنظر اليه
- البقاء لله
- ونعم بالله... شكرا ياصفا
بروده حديثه معها جعلتها تشعر بالبروده في اوصالها
- اول ماعرفت الخبر جيت علطول
وقبل ان تنشق شفتيها بحديث اخر... كانت الخادمه تهبط الدرج بخطوات سريعه
- فرات بيه... الولاد مموتين نفسهم من العياط ومش راضين ياكلوا
ولم ينتظر فرات للاستماع لحديث اخر...
........................
وضع رأسه فوق سطح مكتبه بثقل وهو يشعر بالالم... يتذكر مشهد شقيقته والحبل يلتف هو عنقها...ماتت شقيقته مُنتحره بعد أن ظلت لبضعه أشهر في مصحه نفسيه
- ربنا يرحمك ويغفرلك يافاديه... نامي مرتاحه... هتفضلي في نظر ولادك أعظم ام
وعند سقوط دموعه كان باب غرفة مكتبه يُفتح لتتعلق عيناه بمن قطع عليه خلوته ولم تكن الا صفا التي وقفت تُطالعه بحزن ... اشاح عيناه بعيدا عنها يمسح دموعه متسائلا بجمود
- الولاد ناموا
اماءت برأسها وهي تقترب منه
- ناموا بعد ما تعبوا من العياط
- شكرا ياصفا انك احتوتيهم ونسيتي انهم ولاد مين
لثاني مره كان يشكرها اليوم
- هما ملهومش ذنب في حاجه
اطرقت عيناها ارضاً وهي تتمنى لو كان طفلها حياً ان يجد من يحبه ويرعاه الي ان يرده الله إليها
استجمعت قواها وتعلقت عيونها به
- فرات هو احنا ممكن نتكلم
كان يعلم انها ستطلب بطلاقهم بعد تلك الليله التي ظهرت ضعيفه فيها أمامه... ليله ختمت في قلبه ولن ينساها طيلة عمره
- متخافيش ياصفا انا مفتكرتش انك بطلتي تكرهيني بعد الليله ديه.. لو عايزه تطلقي انا موافق مش انا وعدتك اني مش هجبرك على حاجه تاني
ولو يعلم ان تلك الليله التي يظنها زادت كرهها نحوه انها خلقت داخلها مشاعر نحوه جعلتها تحسم قرارها ما كان تفوه بهذا
- فرات انا....
- أنتي ايه ياصفا
جالت عيناه فوق صفحات وجهها الناعمه... لتطرق عيناها هاربه من عينيه
- انا مش عايزه ابعد عنك....
والحاجه للحب والدفئ هما الاقوى من ندوب الماضي... والبداية الجديده كانت هكذا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السبعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة