-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع عشر

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السابع عشر من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع عشر

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع عشر

 افاقت اسيل من غفوتها تتملل في فراشها بكسل ولكن انتفضت حين تذكرت ما حدث البارحه اخذت تستعد بلهفه لتتوجه لغرفه نور وتدلف في لهفه افزعت نور وجعلتها تستفق تماماً


"نور": ايه يا بنتي في ايه؟ السقف وقع


"اسيل" بمرح ولم تستطيع اخفاء سعادتها: تؤ تؤ


"نور": السيفون باظ؟


كررت اسيل اجابتها


"نور": البطاطس خلصت ومش هنحمر بطاطس النهارده ؟


"اسيل": تؤ تؤ بردو ، مش هقولك غير لما تفوقي كدا وتستعدي للصدمه


ازالت نور غطاءها بلهفه وهي تقفز من علي الفراش تجلس منتبها لأسيل الذي اخذت تلف خصله من شعر النور المبعثر علي اصبعها وهي تقول بترقب


"اسيل": كلمني


"نور" بعدم فهم: ها؟ مين؟


رفعت اسيل نظرها تنظر في عينها وتبتسم فوصلت لنور المعلومه لتشهق بصدمه


"نور": لالالالا بتهظرري، والله بتهظري


"اسيل": انا مكنتش مصدقه بردو اول ما سمعت صوته بس هموت من الفرحه الله...!!!


"نور": لا لا ده يا اما مجنون فعلا، يا اما مافيا ومشغل ناس تراقبك


"اسيل" بمرح : ميهمنيش المهم انه كلمني واني فرحانه


"نور" بترقب: ها ربنا يفرحك اكتر بس بعد كدا ايه بردو؟


انتبهت اسيل لها ونظرت اها بتساؤل


"نور": يعني كلمك بعد كدا هيحصل ايه بقا؟ يعني لو..


"اسيل" مقاطعه: من قبل ما تكملي انا عمري ما هقابله من ورا ماما ولا بابا، حتي انا فرحانة اه بس مش هوافق انه يفضل يكلمني من وراهم، انا عارفه قيمه نفسي كويس، وعمري ما ارخص نفسي


"نور": ايوا عين العقل يا حببتي، يعني هتعملي ايه لو اتصل تاني؟


"اسيل" بتفكير : بصراحه مش عارفه، ممكن ارد وهقوله ان مش هينفع اكلمه كدا واسأله هو عايز مني ايه اصلا واني مستحيل اكون واحده من ضمن الي ضاممهم لقيمته، انا كرامتي فوق اي حاجه ومش هسمح ان حد يلعب بيا


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


زادت مقابلات نور وكندا في الاواني الاخيره بما زاد رؤيه كرم لنور وقد اصبح الواصي علي ايصال كندا في كل مره تذهب لمقابله نور متحججاً انها في طريقه ولكنه كان يرمق علي رؤيه نور عينه كمان اطلق عليها بينه وبين نفسه مؤخراً


كانت اسيل تذهب معها من حين لاخر امله ان تلمحه حتي ولكن كأنه حرم المكان..!


ولكنها لا تعلم انه حرم راحته واجبر نفسه علي العزله بعيد عنها لأجلها، ولأجل راحتها ،وفي كل مره يعلمه كرم انه قد رآها في المطعم وهو يوصل كندا كان يذهل من رد سليم المقتضب..!


"سليم": ماشي يا كرم براحتها هعملها ايه يعني


ولكنه كان يخفي وراء هذه الجمله القاسيه جبل من المشاعر يهاب انهياره ..!


اسيل فقدت الامل مع مرور يومان دون اتصاله وظلت تردد لنفسها في عتاب كل مره يعتصر قلبها من الالم : غبيه، غبيه وبيضحك عليكي، انتي مجرد رهان عايز يكسبه ومكالمته ليكي مجرد عند عشان يثبت انه يقدر يعمل الي عايزه، و كلامه كله كان بيضحك عليكي عشان شايفك هبله وهاديه معاه...! انتي الي غلط انتي الي ادتيله فرصه يوم المطعم وكلمتيه براحه، اهو كمل لعبته عليكي وشويه يقرب و شويه يبعد


"اسيل " في حزم : انا لا يمكن ارد عليه بعد كدا ولو شوفته في مكان مش هدخله اصلا من الاساس، ولا هسمح بالمهزله دي بعد كدا انا مش لعبه يلعب بيها يكلمني وقت ماهو عايز ويبعد وقت ما هو عايز انتي لازم تفوقي..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مرت الايام ببطئ وكانت ثقيله كالدهر علي ابطال روايتنا وها قد نفذت الايام وتبقي يومان فقط علي بدأ الفصل الدراسي الثاني لأسيل في كليتها..!


وايضاً مازن اخو سليم الذي كان يجلس يتابع الاجتماع الذي يترأسه اخيه وهو مذهول وقد عقد لسانه من المفاجأه فهو لم يري سليم من قبل في العمل..! هو يعلم قوه شخصيته وشدته وذكاءه ولكن لم يتوقع قد ان يكون بتلك الحرفيه و الاهميه فقد اهتزت لصوته الابدان من حوله والتي كانت لأشخاص من اكبر الشركات العالميه..! كان يراقب اهتمامهم بسليم وخنوعهم امامه ويراقب سليم بغروره وذكاءه وهو يتسيد الحديث كما لاحظ نظرات الاعجاب من المندوبين النساء الذي اخذت تنهش في سليم بوسامته وثقته بنفسه.. !

وفي هذه اللحظه تيقن من امنيه والده بأن يصبح مثل اخيه.. ! فبالفعل سليم خير قدوه بل ويمكن اخيرهم..!


انتهي الاجتماع بسلام وتقدم مازن وكرم يلتفون حول سليم يدونون ملاحظاته ويلقون عليه ما دونوه من ملاحظات ايضاً ولكن قطع سير عملهم هاتف سليم الذي اخد يرن فأراح ظهره وهو يستمع للطرف الاخر وقد انتفض فجأه من جلسته وصاح بغضب


"سليم" بغضب: وازاي ما تبلغونيش بحاجه زي دي؟


يعني ايه انتو فاهمين المشروع الي احنا خدناه محتاجين سيوله قد ايه؟


ده انا هحرقكم يا شويه اغبيه عشان تبقوا تتصرفوا من دماغكم بعد كدا


انا قولت اي حاجه تحصل تبلغوني مش تقولي قولنا يمكن نعرف نتصرف. .! انا الي بيشتغل معايا رجاله مفيش عندهم يمكن انما انتو شكلكم عايزين تقعدوا في بيوتكم زي الستات


اقفل انا جاي حالاً بطياره خاصه مش هستني طياران انا لحد ما نروح في الداهيه


كان كرم ومازم يتابعون ما حدث بذعر ولكن لم يعطيهم فرصه للسؤال بل اخذ يلقي عليهم كلماته وهو يهرول خارج المكتب


"سليم": كرم الشركه تحت ايدك لحد ما ارجع، ومازم خليك مع كرم وانا هبعتلكم مالك عشان هو الي عارف ارقام الخزنه والحسابات في البنوك عشان لو احتاجتوا حاجه هو يتصرف


ثم اختفي من امامهم والاثنين ينظرون لبعض بدهشه ويدعون الله اللطف بهم فمن الواضح ان الامر اصعب مما يتصوروا..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مر اليومان وسليم لم يعد ولم يعرف احد بما يحدث وقد اخبرهم في اقتضاب انه في فرع الشركه بفرنسا يراجع بعض الاعمال ولكنه لم يكن هناك بالفعل فهو يعلم اذا قال مكانه فستبدأ شلالات الاسئلة والهمهمات حول الموضوع وهذا ابعد ما يريده..!


__فلااااااش باااكك__


قطع رنين هاتف سليم سير اعماله مع كرم ومازن ليفتح الخط مستمع للجهه الاخري


____" : سليم بيه احنا اسفين نقول لحضرتك كدا، بس فرع شركه دبي بينهار ، استاذ اكرم كان هنا من اسبوع و وقف كل الشغل من الفرع ده وسحب كل السيوله وقال اننا منجبش سيره، وطبعا حضرتك هو رئيس اداره الشركة فمحدش فينا عرف يمنعه، لكن كل الشركات الي شاغلين معاهم لما وقف الشغل معاهم دلوقتي جايين بيطلبوا فلوسهم ومفيش سيوله وبيهددوا انهم هيفضحوا الشركه لو مرجعناش فلوسهم


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كان يجلس في مكتبه بعد انتهاء جميع الاجتماعات اللازمه لتعود المياه لمجاريها، كان يشعر بغضب يسيطر عليه يجعله يقتل من يقف امامه الان..! ، ظل يجول المكتب كالبركان الهائج ومن ثم عندما اقترب من المكتب رفع يده واطاح ما عليه من اثاث قيم بعيداً ليتحطم ويتناثر قطعه وهو مازال يطيح بأي اثاث يقابله غير عابئ بنزيف يده ..!


اخد يصرخ لعله يخرج ما به في كلماته : ماشي يا اكرم ... وديني لا اوريك..! بقا توقفلي الشغل لكام شهر قدام عشان السيوله تكفي واسد الي انت سرقته...! ،بتسرق مالك يا غبي، بتسرق فلوسك الي لو كنت طلبتها بإحترام مكنش حد هيمنعها عنك...! ، انت كدا جبت اخرك معايا وانت الي اخترت انت عايز اعاملك ازاي اتحمل اختيارك بقا..!


جلس وهو يتنفس بعنف يمسك بالهاتف ينوي الاتصال بمالك ليخبره بقراره الذي حزمه ولكن توقف و وجه اصبعه يعبث بالهاتف يفتح صورها الذي اخذها من مواقع التواصل الاجتماعي من قبل يري ملامحها البريئه وعيونها الساحره.!

لانت قسمات وجهه وبدأت تهدأ انفاسه وتتعالي دقات قلبه، همس بحب وشوق صادق : وحشتيني اوي يا روح قلب سليم

غصب عني بعيد عنك بس مش عايز اطغط عليكي، صدقيني كل الي بعمله ده عشانك، بتحمل عذابي و وجع قلبي ده عشان راحتك ، بس صدقيني مش هسيبك، و قريب اوي هتبقي معايا ومحدش هيعرف يبعدك عني ابداً


اغلق هاتفه وتنهد بأسي وهو يترك المكتب وقد اخذ يلف ضماده حول يده بعدم اكتراث ليتوجه للرحيل والعوده الي مصر فوراً وهناك سيلتقي بمالك وجهاً لوجه افضل


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


اخذت نور اسيل بين احضانها تربت عليها بحنان

اسيل صامته تجلس بين اذرع نور بسكون


"نور": اسيل انتي كويسه؟ اسيل عيطي، صرخي اعملي اي حاجه بس متكتميش جواكي كدا


ظلت اسيل صامته فأكملت "نور": يا اسيل يا حببتي ردي عليا انتي راحه بكره الجامعه والساعه بقت 2 بليل هتلحقي تنامي امتي وتصحي بكره بدري امتي؟


ابتعدت "اسيل" عنها بوهن وقالت بصوت خافت : روحي يا نور نامي انا هبقا كويسه


"نور": ربنا ينتقم منه يا شيخه الي عمل فيكي كدا و واجع قلبك كدا


"اسيل" : متدعيش عليه يا نور انا الي كنت غلط، انا الي حبيته وده مش معناه ان مطلوب منه يحبني، هو مقاليش حاجه انا الي غبيه وافتكرت انه ممكن يكون حبني زي ما حبيته


"نور" بحنيه : منا مش قادره اشوفك قدامي زعلانه كدا! من ساعه مكالمته الاخيره ليكي ولما بعد كدا ما اتكلمش وانا عارفه انك زعلتي


"اسيل" بخفوت : انا زعلانه علي تسرعي وغبائي الي خلاني اتعشم في شئ وهمي


"نور" محاوله ان تخفف عنها : وهمي ليه بس يا حببتي مش بتقولي انه راجل مهم؟ يعني ممكن يكون مشغول عادي مش كان بيلعب بيكي او اي كلام من ده


"اسيل": خلاص يا نور الموضوع انتهي، سيبيني انام


ظلت نور تنظر لها في سكون، تراها وهي تندس تحت غطاءها وتلتف حول نفسها كوضع الجنين


تنهدت نور بأسي وتركتها تسقط في غفوتها


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


في صباح اليوم التالي كان يجلس في مكتبه وقد انهالت عليه الاعمال المتراكمه بسبب سفره المفاجئ


دخل عليه مالك ليترك الاوراق من يده يريح ظهره ويصب كل اهتمامه وهو يقص لمالك قراره في حزم، اندهش مالك من قراره وحاول منعه ولكن يعلم انه معه كل الحق فيما يقوله


"مالك": انا بس مش عايز نتعامل بالطريقه دي من اولها


"سليم" باقتضاب : من الاول او من الاخر هي متنفعش غير الطريقه دي مع اشكاله


"مالك": خلاص الي تشوفه وانا معاك ..بس كان في حاجه كدا...


"سليم" بترقب: ايه؟


"مالك": فاكر الموضوع بتاع اسيل؟


انتبهت كل خلايا" سليم" لحديثه واعتدل في جلسه يقول بأهتمام : ماله هو مش خلص خلاص وكل حاجه تمام؟


"مالك": تمام بس في حاجه عرفتها دلوقتي


واخذ مالك يقص عليه ما علم به وسليم يتابع بأهتمام


"سليم" بخبث: حلوو اوي، دي سهلت عليا كدا اللعبه، خليها تجيلي برجليها وانا بقا هعرفها تبقي تفكر تأذي اسيل حتي لو بكلمه ازاي


"مالك": يعني مش هنتدخل؟


"سليم": لا انا عايزها تيجي هنا وتبقي تحت عيني خلي كل حاجه ماشيه طبيعي وانا بقا الي هتابع مين الي هيترمي في الشارع من الي ساعدوها هنا بس تيجيلي بس


"مالك": طب والتاني الي معاها؟


"سليم": منعرفش ايه حكايته ده بس طلامه تبعها يبقا وراه مصيبه وهي عايزه توقع اسيل يبقا هو كمان ده الي همه ولو مسكت واحد وسبت واحد الي سبته هيسن سنانه...! انا لازم احاوطهم كلهم زي الكلاب واخلي عيني عليهم لحد ما اجيبهم الارض عشان بس فكروا يأذوها


اكمل "سليم" وقد اعتصر قلبه خوفاً عليها : المشكله دلوقتي لحد ما ده يحصل هما معاها في الجامعه.. يعني سهل اوي يوصلوا ليها..!


"مالك": طب وهتعمل ايه؟ ده تقريباً زمانهم كلهم في الجامعة دلوقتي..!


اخذ الالم يعصر قلب سليم يتذكر غرقها ومحاوله قتلها ، يحاول ابعاد فكره التعرض لها في الجامعه يحاول ان يهدأ مانعاً نفسه من التهور..! يفكر في الاحراج اذا ذهب لها الان يدون حجه واضحه..!

وكيف لهيبته وغروره ان يسمحه بهذا؟!


حاول تهدأه نفسه اثناء تبادل اطراف الحديث مع مالك وسرعان ما رحل مالك يعود لشركته هو الاخر وحاول سليم الاندساس بين اوراقه ولكن فشل فشل ذريع في مقاومه غصه قلبه واشباح افكاره التي تهاجمه انها في خطر الان..! لا يريد هدم ما يفعله ولكن أيضا لا يتحمل فقدانها..!


نفض القلم من يده بعنف وزفر بقوه : يوووه لا مهو انا مش هقدر اقعد هنا وانا عارف ان ممكن يحاولوا يأذوها زي المره الي فاتت، مش هسمح لحد يقربلها ولا يمس شعرها منها


نهض من مقعده يأخذ جاكت بذلته يمشي بخطوات واسعه خارج المكتب وهو يقول في عقله : انا هروح اقف بعيد استني اشوفها واطمن عليها بس، هطمن انها كويسه من بعيد ومش هقرب غير لو الامر احتاج اني ادخل


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


انتهت المحاضره واسيل قد وصلت لذروه غضبها من نظرات استاذ فريد "المعيد " طوال المحاضره.. !


اخذت لوجي وندي تنظر له بشمأزاز و يطمأنون اسيل قليلاً ولكن عقد لسانهم عندما اقتربوا من باب الخروج و وصلت لأذانهم صوته الخبيث الذي اصبح ابغض الاصوات لهم


"فريد": اسيل


وقفت اسيل والتفت بتأفف وهي تنظر له بمجمود كما تنظر له لوجي وندي بشمأزاز


نظر "فريد " للوجي وندي وقال وهو يشير للباب : تقدروا تتفضلوا تستنوا اسيل برا... وانتي يا اسيل ورايا علي مكتبي


انقبض قلبها وتصلبت مكانها تآبي تنفيذ امره


كما نطقت "لوجي" بسرعه : لا مش هنمشي ونسيب اسيل حضرتك ممكن تقولها الي انت عايزه هنا


"فريد" بتحكم : انا قولت اسيل ورايا علي مكتبي وانتو برا يبقي كلامي يتنفذ منغير نقاش ولا نسيتوا نفسكم ولا ايه؟ عايزين تشيلوا الماده ومن اول يوم انا موافق


"اسيل" بجمود: خلاص يا لوجي انتي وندي روحوا وانا هحصلكوا


همست لها "ندي": مش هنسيبك انتي هبله؟


"اسيل": اسمعوا الكلام انا مش مستعده تتأذوا بسببي روحوا بس خليكم قريبين


وجدته ينظر لها بترقب فشاورت له ان يتقدم فاتقدم وتقدمت خلفه تتبعه لمكتبه...!


دخل المكتب واسيل خلفه تقف عند الباب فاتحه اياه تحاول اصتناع الجمود


ذهب وجلس علي الكرسي امام مكتبه واشار لها بالجلوس فآبت ولكن اصر


"اسيل": استاذ فريد لو سمحت حضرتك قول عايز ايه لاني مينفعش اتاخر اكتر من كدا ولازم اروح


اقترب منها" فريد" بخطوات بطيئه : ما الي عايزه اقوله لازم تكوني قريبه مني .. لو مش عايزه تقربي خلاص انا اقرب


اخذت اسيل تتراجع بخطوات واسعه للخلف حتي رأته يقترب منها بسرعه يحاول اغلاق الباب ، ففزعت واسرعت تمسك بالباب ولكن قبض علي معصمها بقوه يجذبها بعيدا ويغلق الباب بعنف وهو يصرخ بها


"فريد" بخبث ورغبه ونظرات كلها شهوه : قولتلك تعالي بالذوق مرضتيكش خلاص اجيبك انا بقا بالعافيه


اسرعت اسيل تركله بقوه في مفصل قدمه فترك يدها يتآوي ، استغلت اسيل الفرصه وهي ترقض خارج الغرفه شعرت به يهرول خلفها بصعوبه اثر ألمه ولكن لم تتوقف حتي بعد ما رفع يده يحاول منعها فلم تطل يده غير حجابها الذي جذبه عن رأسها بعنف ولكن نفضت يده بعيداً تأخذ حجباها تلفه بعشوائيه وقد انهالت دموعها علي وجنتيها كشلالات لا تهدأ ابداً اخذت تهرول خارج الكليه تبحث عن اقرب مخرج لها لتهرب من هذا الكابوس اللعين..!


لا تعلم الي اين وصلت هي فقط تريد الخروج ولكن لا تري من كثره دموعها تلتف حولها وقد رأت مخرج للجامعه وقد كان في آخرها وهادئ بعض شيء توجهت سريعا تخرج خارج الجامعه غير عابئه بما يحدث حولها هي فقط في عالم اخر تفكر فيما كان سيحدث لها وتزداد دموعها علي وجنتيها اكثر


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


ركن سليم سيارته في مكان بعيد الي حدٍ ما وترجل منها يقف خلفها يستند علي سقفها بسهوله فقد ساعده طوله الفارع في هذا، يتابع الماره من خلف نظارته الشمسيه بإهتمام ينتظر خروجها..


"سليم" بنفاذ صبر : يوووه انت واقف في نص الشارع يعني لو خرجت من اي بوابه هتشوفها، اهدي بقا


ظل سليم واقفاً ثم تنهد بضيق وقد بدأ الشيطان يلعب في افكاره : طب ما في بوابه ورا ممكن تكون هتخرج من هناك وانشالله محصلهاش حاجه


نظر لسيارته ثم للطريق وبعدها قرر الذهاب للبوابات الخلفيه فهي هادئه بعض الشئ ولا يوجد عليها تزاحم مثل البوابات الرئيسية تلك مما يتيح كشف الجامعه من الداخل عن طريقها بسهوله ..


حزم قراره وبدأ في تنفيذه، كانت عيناه معلقه علي البوابه وهو يقترب منها ببطئ ويركن السياره في مكان بعيد عن الانظار ايضاً


اخفض رأسه ينظر لساعه يده وللوقت وقد بدأ الشيطان يتسيد افكاره..!


رفع عينه بلهفه ينظر للبوابه ولكن لمح شبح بني ادم يعبر الطريق بسرعه وعدم اكتراث فالتف له في ذهول ولكن سرعان ما يتحول ذهوله لصدمه وذعر عندما يلاحظها في حالتها المزريه تلك وقد اصتدمت بشخص دون وعي وارتدد للخلف اثار الصدمه تقع علي الارض بضعف ويلتف حولها الناس بسرعه وكل منهم يحاول الفوز بمساعتدها لم ينتظر لحظه بل اخذ يهرول تجاهه ويزيح الناس بعيد عنها وهو ينظر بشرار يتطاير من عينه لمن يراه يقترب منها يحاول اسنادها اخذت الناس تنظر له بإستنكار وتتعالي الهمهمات عن هويته لم يكترث لهم واقترب منها يمسك بمعصمها ويجذبها لتنهض وسط دموعها وهي تخفض رأسها تخفي وجهها داخل كفيها واصوات شهقاتها تتعالي، ولكن حين بدأ في سحبها بهدوء للسياره اوقفته الناس مستنكره ببضع الكلمات مثل ..

" ايه ده واخدها علي فين " ، " حيلك حيلك، انت مين اصلا " ، "استني هنا انت تعرفها؟"


اخذت الاصوات تتعالي من حوله ليرفع رأسها لهم بنفاذ صبر


"سليم" بحده : مراتي، عرفتوا تقربلي ايه؟ جاي اخدها من الجامعه وشوفتها بالحاله دي ينفع اخدها بقا ولا اقعدها في الشارع عشان اجاوب علي اي اسأله تانيه؟


هنا تجمدت دموعها ورفعت رأسها له بسرعه لتراه يحاوطها بيده بتملك ينظر للناس بثقه وجمود ويسحبها معه ، كانت في حاله لا يرثي لها مما لم يسمح لها بالحديث ظلت تسير معه بضعف وهي تري الناس تهمهم بإحراج وتفسح لهم الطريق في ذعر من شده وقسوه صوته الذي عقد لسانهم..


هدأت دموعها ولكن لم تكن لنفاذها بل للطمأنينه التي غمرت قلب اسيل وشعورها بالامان في وجوده كانت تعلم انها هذا كل ما كانت تحتاجه في هذا الوقت، تريد الشعور بالأمان وهذا معناه انها... اردته هو بجانبها...!


كم تمنت ان يكون بجانبها وذلك الحقير الذي يسمي فريد يتعرض لها، كانت ستهرول تحتمي به غير عابئه بأي شئ تعلم انها بأمان وان لن يصيبها مكروه.. ولكن حمدت الله فالله يعلم انها كانت بالمقدره للتصدي لفريد لكنها لم تكن بمقدره طمأنه نفسها ..!


وها هو يأتي وقتما احتاجته وينقذها مره اخري ..


ها هو ينقذها من مخاوفها ويحميها بين ضلوعه كما احتمت كل مره..!


ها هو يصعب عليها الامر مجدداً ويرسخ في قلبها انه امانها ..!


ها هو يهتف بثقه انها زوجته وهي تصرخ بداخلها كم اتمني هذا..!


ولكن تنهدت بأسي وقد انسدلت دموعها مره اخري وهي تتذكر كم الحشد من حولها وان هذه طريقه للنفاذ منهم ليس إلا...! ، غطت في دوامه بكاء من ألمها النفسي، والعصبي وتعرضها لضغوطات فوق طاقتها والاهم.. من ألم قلبها..!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة