-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثاني والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

 ركضت وركض معها ألمها .. تهطل دموعها كما تهطل السيول في ليالي البرد العاصفه


اخذت تبتعد عن كل الضوضاء بغير وعي لتجد نفسها اصبحت امام الشركه داخل الحديقه الواسعه التي تحيط بها .. هوت علي اقرب مقعد توصلت له عينها بوهن وهي تخفي وجهها بين كفيها واخذت صوت شهقاتها تتعالي


اخذت رنات هاتفها تدوي مره تلو الاخري حتي استسلمت ومسحت دموعها بكفيها تحاول اخراج صوتها من بين شفتيها المرتعشه


"اسيل" بصوت متحشرج باكي: ايوا يا لوجي


لتصرخ "لوجي" بها : ايده؟ صوتك ماله؟ حصل ايه يا اسيل انتي بتعيطي؟


لم تتمالك اسيل نفسها مره اخري لتبدأ في نوبه انهيار

"اسيل" بصوت وهن وضعيف من وسط شهقاتها : انا تعبانه اوي يا لوجي


"لوجي" بلهفه : طب انتي في الشركه صح؟


"اسيل": ايوا فيها بس انا هقوم امشي


"لوجي": ابعتيلي عنوانها حالاً ومتتحركيش من مكانك.. متمشيش لوحدك وانتي في الحاله دي انا هعدي عليكي ونروح سوا


همت اسيل بالاعتراض ولكن قاطعتها "لوجي" بتحذير : اسيل مفيش نقاش في الموضوع ده.. ابتعيلي العنوان حالاً


وبالفعل لبت اسيل طلبها فقد كانت هي الاخري بأشد الحاجة لهذا


لاحظت اسيل انها هرولت للشركه دون وعي وقد تركت حقيبتها فوق مكتبها بالاعلي..!، عصرت ذهنها لإيجاد حل تحضر به حقيبتها بعيداً عن دخولها للشركة مجدداً ولكنها لم تتوصل لنتيجه مرضيه فقررت هي القيام بهذه المهمه في توجس خشيه ان تلتقي به


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


_____: لا لا كلو إلا عياطك قوليلي بس مين زعلك وانا اجيبلك حقك


هتف حمزه بهذه الكلمات وهو يقف امام اسيل يمنعها من التحرك والخروج من المكتب وقد وصلت له بعد عناء كبير وهي تري تهجم وجوه من في الشركه عند دخولها بهذه المنظر فكانت عيناها شديدي الحمار كما تلونت وجنتيها وانفها بالحمره ايضاً ليزيد منظرها جاذبيه تثير كل من يراها وقد تصلبت جميع عيون من في الشركه نحوها لتتوتر هي وتهرول داخل مكتبها تخطف حقيبتها سريعاً من فوق المكتب تتجه بها نحو الباب للخروج ولكن وجدته مغلق بحاجز بشري وقد كان حمزه ...


"اسيل" بنفاذ صبر : حمزه ونبي ما فيقالك ابعد خليني اعدي لوسمحت


"حمزه": طب اعمل ايه في قلبي الي ال..


لم تكن اسيل في حاله تسمح لها والنقاشات

وقد اشتد غضبها حتي اصبح الشرار يتطاير من عينها مما اذهل حمزه لبره وهو يراها بتلك الحاله لأول مره ولكن ما زاد اندهاشه هو دفعها له في كتفه بعنف جعلته يترنح قليلاً للخلف فأخدت تهرول خارج المكتب وهو يتابعها بذهول وتوعد


"حمزه" وهو يضغط علي اسنانه : اه يابنت ال...

بس انا الي غلطان اني كنت حنين معاكي انتي صنف مينفعش معاه غير العنف زي ما ميس قالت .. لازم اجيبك تحت رجلي راكعه


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


اخذت اسيل تهرول خارج الشركه ومن ثم للشارع بدون وعي لم تستطيع المكوث في هذا المكان اكثر من هذا.. تخشي ان يلحقها احد او يراها احد اخر..

لتستأجر اول سياره اجره مرت من امامها وهي تنوي الاتصال بلوجي جعلها تتراجع ادراجها هي الاخري..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


____: طب خلاص يا شذي انا جاي حالاً


هتف مالك بهذه الكلمات لشذي الذي اتصلت تستعين به فقد خرج الوضع عن سيطرتها وهي تسمع صوت تكسير حاد داخل غرفه مكتب سليم لتهرول سريعاً داخل الغرفه وتشهق عندما رأت سليم يضرب لوح ازاز الطاوله بقبضه يده حتي سالت منه دماؤه وقد وقع لوح الازاز مهشماً اثر ضربته القويه.. عيناه شديدي الاحمرار من غضبه وصدره يعلو ويهبط بعنف كما تنبض عروق رقبته بجنون..


"سليم" رفع عينه لشذي ليقشعر جسدها من نظرته الداميه : انتي ايه الي جابك هنا؟ اطلعي برا


صرخ بكلماته بحده فلم تستطيع حتي مقاومه هطول دموعها من ذعرها وقد هرولت خارج الغرفه سريعاً تتصل بمالك تخبره بما حدث وتستعجل قدومه


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دلفت لوجي لمقر الشركه مهروله تحاول صب تركيزها علي مرادها وليس علي فخامه الشركه الذي خطفت انظارها


"لوجي" ل موظفه الاستقبال : لو سمحت في طالبه من الطلاب الي بيدربوا عندكم هنا اسمها اسيل متعرفيش هي فين؟


"الموظفه": لا حضرتك ممكن تسألي استاذ ماهر في الدور الي فوقينا هو المسؤول عنهم


اخذت لوجي تتبع وصفها للطريق حتي وصلت لمكتب ذالك الرجل ولكنها وجدته خالي فأخذت تزفر بقله حيله


"لوجي": يوووه يا اسيل، اجيبك منين انا دلوقتي وحتي موبايلي فاصل مش عارفه اتصل بيكي..!


لتتراجع ادارجها بضيق تعصر ذهنها كيف ستتصرف حتي استقرت انها ستذهب لمكان اسيل المفضل فغالباً هي تعلم ان صديقتها لن تعود للمنزل وهي بتلك الحاله خشيه ان تفزع اهلها..


هرولت خارج الشركه بدون وعي وهي تصب كل انتباهها علي هاتفها الذي اخذت تحاول فتحه ولو لدقيقه واحده..


"لوجي" وقد ترنحت للخف وبدون وعي تعلقت في معصم من امامها حتي لا تقع : اه انا اسفه اوي بج..


قطعت كلماتها عندما رفعت نظرها لمالك الذي يقف متصلباً يتابعها بعين ثاقبه وهي متعلقه في معصمه تحاول ان تعدل من هيئتها


تركت لوجي معصمه بسرعه وحاولت ان تتحدث مره اخري ولكن هربت منها الكلمات ليقوم هو بتلك المهمه الصعبه

"مالك" : حصلك حاجه؟ انتي كويسه


"لوجي" بتوتر: ها؟ ..اه تمام.. تمام الحمدلله


"مالك": طيب مالك كنتي بتجري ليه؟


"لوجي" وقد تذكرت سبب قدومها لتصرخ بذعر : اسيل..!، لازم اروح بسرعه


"مالك" بإستغراب : اسيل مالها؟


"لوجي": معرفش طلبتني منهاره وبتعيط وكنت جايه اخدها عشان متمشيش لوحدها في الحاله دي


"مالك" وهو يعقد حاجبيه بتفكير : اصل بردو شذي سكرتيره سليم كلمتني وقالتلي انه دخل في نوبه غضب عمال يكسر في المكتب ومش طايق حد ومش شايف قدامه...!


ثم اكمل بتفكير : تفتكري يكون ليهم علاقه ببعض؟


لتتسع حدقه لوجي وتشهق بصدمه كما رفع مالك نظره ينظر لها بتوجس يخشي ان يكون تحليله للموقف صائباً ليصرخ الاثنين في نفس الوقت بفزع


"لوجي": اسيل... !

"مالك": سليم....!


وهرول الاثنين في نفس الوقت دون وعي مالك يتجه للشركه ولوجي تهرول خارجها ولكن ألتف مالك في نصف الطريق يهتف لها ان تقف


وقفت لوجي ونظرت له في ترقب وعقلها مشغول مع اسيل لتجده يقول بحزم


"مالك": هكلمك اطمن عملتي ايه


اومأت لوجي له موافقه وقد تعلقت عيناهم ببعض للحظه حتي التفت لوجي لتكمل طريقها مهروله كما فعل مالك ولكن وهو يبتسم رغماً عنه يشعر وانه قد فتح له طريقاً يحاول الوصول إليه منذ فتره


"مالك" لنفسه : والله وربنا جعل البركه في مصايبك يا عم سليم...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دوت ضحكه ساخره تهز اركان الغرفه وقد شدد علي حروف اسم اسيل ببطئ وقد اخذ يتابع بعض الاوراق بيده بإهتمام..


___: اسيـل محمـود السيـد الجـمـال...!

ومش لاقي غير بنت اخو معتز الجمال..! ، ده انا حظي من السما عشان تجيلي في ملعبي بالسهوله دي ومنغير ما اتعب ..


ثم التمتعت عيناه بخبث وهو يضم حاجبيه بتفكير : والله وجه اليوم الي اشوف سليم المنشاوي فيه بيقع ..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كان مالك يجلس يسند بمرفقيه علي ركبتيه ويسند رأسه بكفه يتابع سليم الجالس امامه ويده ملفوفه بشاش بعدم اكتراث بعد عاصفه عاني بها مالك حتي هدأ و وافق علي تطهير جرحه ولف يده بالشاش


مالك يجلس في سكون عيناه معلقه علي سليم الذي اخذ يعبث بهاتفه بضيق والذي زفر بنفاذ صبر و القي الهاتف بعنف حتي كاد يتهشم


"سليم" بضيق حقيقي : ما بتردش وموبايلها اتقفل دلوقتي


"مالك": وهو انت فاكر انها ممكن ترد عليك؟


"سليم" بنفاذ صبر : مالك انا مش ناقصك.. انا مش عايز ارغي معاها، انا بس مجرد لما تفتح الخط اطمن عليها انها كويسه، انا خايف يكون حصلها حاجه او يحصلها حاجه..!


ثم اكمل بحده : هكره نفسي يمالك لو حصلها حاجه بسببي ..!


نهض "مالك" واتجه نحوه يجلس بجواره ويقول حازماً : طب اهدي ومتقلقش انا قابلت صحبتها تحت .. اسيل كانت كلمتها ولما عرفت انها تعبانه جت تاخدها عشان متبقاش لوحدها في الحاله دي، يعني هي مش لوحدها متخافش اكيد صاحبتها عرفت توصلها ..!


اومأ "سليم" بشرود ثم تابع بحزم و وجه خالي من التعابير : بس لازم ابعد عن اسيل يا مالك..! طول ما هي قدامي انا مش عارف اتحكم في اعصابي ولا مشاعري بحس اني اتاخدت لملكوت تاني مش شايف فيه غيرها ..! ولا عايز حد غيرها كمان..! ، علي الاقل هخف التعامل معاها وهحاول ما اشوفهاش كتير كدا يبقا احسن، لحد ما والاوضاع تهتدي بينا وهي كمان تهدي والاهم اني ارتب افكاري عشان اعرف هتصرف ازاي

بس ده ميمنعش اني مش هشيل عيني من عليها ولاد ال... لسه محدش عارف ناويين لها علي ايه


ربت "مالك" علي كفه وهو يحثه مشجعاً : انت صح يا سليم ، ومتقلقش كل حاجه هتبقي كويسه انا معاك وفي ضهرك ومش هسيبك


نظر له سليم بإمتنان ليبتسم مالك بهدوء يترك العنان لفكر سليم الذي اخد يفكر في حديثه السابق وهو يفكر كم سيشتاق لها ولمغازلتها لتتورم وجنتيها ولكن من زرع شئ عليه ان يحصده وعليه ان يترك المجال لعقله قليلاً يتسيد تصرفاته فقد اكتفي من جني ما زرعه قلبه دون وعي منه..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"نور": طيب يا اسيل يا حببتي اكلمي عرفينا مالك؟!، انا جيالك علي ملي وشي لما كلمتيني وسمعت انهيارك


"لوجي": وانا والله وروحتلها الشركه ملقتهاش، وتوقعت انها هنا وجيتلها علي طول


كانت "اسيل" تجلس بسكون تنظر للنيل امامها في مقهي راقي هادئ ويعتبر هو مكانها المفضل.. تنظر امامها بشرود وبوجه خالي من التعابير


هتفت نور بأسمها مره اخري لتلف تنظر لهم بعيون لم يستطيعوا قراءة ما بها وكان ذلك غريب لنور فهذه اول مره لا تستطيع قراءة عيون شقيقتها اما عن لوجي فظلت تترقب حديثها


"اسيل": انا عايزه اسيب الشركه


شهقت لوجي ونور بصدمه في نفس الوقت وهتف الاثنين معاً : ايه؟


"اسيل": زي ما قولت، عايزه اسيب الشركه


"نور": ازاي؟ ده انتي كنتي هتموتي وتدربي هناك وكمان طايره من الفرح انك اتقبلتي ومشروعك اتقبل وكمان عشان كنتي بتبقي قريبه من سلي...


مقاطعتها "اسيل" بحده : متجبليش سيرته يا نور انا مش عايزه ابقا قريبه من حد، انا كنت مرتاحه وانا بعيد عن كل القرف ده، من ساعه ما عرفتوا وان ما اخدتش غير وجع القلب والمشاكل


"لوجي" بلهفه : ايوا يبقا الي في دماغي صح، هو ليه علاقه بالي حصلك في ايه حصل بينكم خلاكم انتم الاتنين تنهاروا بالشكل ده؟


"نور" بعدم فهم : هما الاتنين ينهاروا ازاي يعني وايه الي حصل انا مش فاهمه حاجه..!


"لوجي": لما روحت الشركه لأسيل لقيت صاحبه داخل يجري وقالي ان السكرتيره بتاعت سليم اتصلت بيه يجي يلحقه عشان طايح فيهم ونازل في المكتب تكسير ومحدش قادر عليه


نظرت" نور" لأسيل في توجس وهي تقول بذعر : اسيل حصل ايه؟ عملك ايه يا اسيل انطقي؟!


"اسيل" لم تتمالك نفسها وانهارت واخذت شهقاتها تعلو : معمليش حاجه يا نور معملش بس كان هيعمل ، خلف وعده معايا يا نور كان واعدني يحميني حتي من نفسه بس محصلش وانا لا يمكن كنت هسامحه ولا هسامح نفسي


اخذت نور اسيل بين احضانها تربت علي كتفها بحنان وتهمس لها بعبارات تهدأ من روعها كما فعلت لوجي وهي تربت علي كف اسيل


ابتعدت اسيل تمسح دموعها بكفها لتحيط "نور" وجه اسيل برقه : ينفع تهدي يا اسيل؟ اهدي الموضوع خلص وعدي ونقدر نخليه ميتكررش لكن فرصتك في الشغل ومستقبلك ده الي منقدرش نعمل فيه حاجه ونخلي الفرصه دي تتكرر


"اسيل": يعني يا نور عيزاني اروح ليه برجليا بردو بعد الي عمله؟


"نور": وهو عمل ايه يا اسيل؟


صمتت اسيل تهرب بعينها من نظرات نور الثاقبه والتي اكملت : معملش حاجه صح؟ هو معملش يا اسيل هو مخلفش وعده معاكي هو فعلا حماكي من نفسه ولحق نفسه وبعد عنك علي اخر لحظه...!


"اسيل" بتوجس : نور.. ! انا غلط لما اتهاونت في التعامل معاه وده الي محسسني ان انا السبب في الي حصل انا مش قادره اتخيل ان ده ممكن يكون رخصني في عنيه عشان كدا اتجرأ في التعامل معايا


"لوجي": وهو انتي اتهاونتي يا اسيل؟ ده انتي شويش في تعملاتك يا ستي..!


"نور" مؤكده : علي ما اظن انت كل يوم بتيجي تحكيلي كل الي حصل معاكي بالتفصيل وتصرفاتك مكنش فيها اي حاجه غلط..!


"اسيل": لا يا نور، الاحاديث الجانبيه واني مكنتش بعرف اتكلم من كسوفي لما يقولي كلام حلو ده كان غلط بس انا مكنتش بقدر ارفع عيني في عنيه كان غصب عني والله.. !


"نور": اسيل انتي مينفعش تشيلي لوحدك الغلط انتو الاتنين غلطتوا بس ده ده ميخلكيش تضحي بمستقبلك


"لوجي": انا شايفه نور بتتكلم صح


تنهدت "اسيل" بألم : انا عايزه ارتاح عشان اقدر افكر وهصلي استخاره واشوف انا هعمل ايه


"نور": طب يلا قومي نروح زمان بابا علي وصول ولازم نكون في البيت


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


جائنا القمر مصاحباً للنجوم لتضوي سمائنا نوراً..


كانت تجلس في غرفتها تضم ركبتيها لها حتي سمعت رنين هاتفها فأخذته تنظر للمتصل وقد ضوت بسمتها تنير وجهها هي الاخري


___: كنت مستني اتأكد انك فتحتي موبايلك


"لوجي": فتحاه من زمان اوي اصلاً


"مالك": علي كدا مستنيه اتصالي من زمان اوي


خجلت "لوجي" وهمهمت بحرج : لا مقصدش يعني انا قصدي انه اا..


وصلت لاذانها ضحكه مالك الرجوليه لتبتسم رغماً عنها وهي تسمعه


"مالك": خلااص خلاص انتي اتكسفتي كدا ليه بهظر معاكي.. المهم طمنيني انتي اسيل عامله ايه؟


"لوجي" بغيظ: والله صاحبك ده عايز حد يخنقه، انا اسيل صعبانه عليا اوي مش فاهمه هو بيعمل فيها كدا ليه يعن...


"مالك" مقاطعاً بحزم : هي الي بتعمل فيه كدا ليه؟


"لوجي" بغيظ: نعم نعم؟ هي بتعمل في ايه؟ هو عشان صاحبك هتحاميله ..!


"مالك" بتنهيده : ونبي انتي ما فاهمه حاجه والاحسن ان محدش يحاول يفهم ولا يتدخل بينهم غير لما هما يفهموا بعض


"لوجي" بعدم فهم : يعني ايه؟


"مالك" : يعني نسيبنا دلوقتي من مغامرات سليم و اسيل دي ونركز شويه مع لوجي المفتريه ومالك الغلبان


ضحكت "لوجي" رغماً عنها وهي تسأل بغيظ : انا مفتريه؟ ده انت الي مفتري زي صاحبك


"مالك": ما هو ده الي عايز اكلم فيه ان انا لازم احدد معاكي معاد نتقابل فيه واعزمك علي الغدا عشان نتناقش في الموضوع ده وخلي بالك لو ما وافقتيش وزعلتيني مش هيبقي في مفتري غيرك هنا ....


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مر يومان علي اسيل بعد ان استخارت ربها وقررت المواظبة في دراستها وتدريبها ولكن مع اجتنابه الي اقصي حد والتعامل معه في ايطار العمل فقط كان هو فيهم مذهول من حضورها للشركه وقد تخيل انها لم تأتي..! ولكن وجدها تمارس دراساتها ولاحظ تجنبها له كما تلقي منهي اكبر كم من نظرات اللوم والعتاب حين تلتقي عيناهم للحظه.. كان يرتدي وجه الجمود هو الاخر ويكاد ينعدم تعامله معاها فحتي في الاجتماعات عندما تضطر لتوجيه الحديث له يقابلها هو ببرود ويكتفي بئيماء رأسه ليسود جو من التوتر بينهم...


كما بدأ يفقد صبره من معاملتها له هكذا وهو يراها تتعامل مع الجميع بطبيعه ومرح فشعر بنيران الغيره تغص قلبه هو الاخر مما جعله يكابر وقد اشعلت اسيل دون وعي نيران غضب وغرور سليم المنشاوي وعليها ان تستعد لما هو قادم...


خرج سليم من مكتبه يتوجه لقاعه الاجتماعات بخطوات واسعه ولكن ابطئ خطواته عندما رأي ساعي يحمل صندوق هدايه كبير ويبحث بعينه في المكان قبل ان يهم بسؤال شذي الذي تبتعه مهروله تحاول مجراه خطواته الواسعه تراجع عن سؤاله وهو يسمع الساعي يسأل احد الاشخاص عن اسيل..!


تصلبت عيناه علي الورقه المعلقه بالصندوق وعلي الساعي وتشتت عقله وهو يعلم انه لها..!

يري الساعي وهو يتقدم مع الموظف نحو المكتب التي تقنط به اسيل


"شذي" من خلفه وقد لاحظت نظراته المصلبه و بخبث : ايه ده؟ ايه المسخره دي شركه محترمه دي ولا كافيه للحبيبه..!، جايه تحب وتتحب هنا ويتبعتلها هدايه ما الكلام ده يبقا بعيد عن الشغل..!


لتشعل هذه الفكره في ذهن سليم سرداب افكار جعله يمشي في طريقه ولكن عقله سارح في ملكوت اخر يري معاملتها الجافه له منذ ايام والان هذا ما رآه ايعقل ان تكون تحب غيره..! ظل يبعد هذه الفكره عن ذهنه حتي لا يفقد اعصابه مدمراً من حوله...!


حضر الاجتماع بشرود وبعد انتهاءه حاول تخطي الأمر وهم بالخروج من القاعه ولكن تصلبت قدمه عندما سمع احد الموظفين يتحدث للاخر


"الموظفه": شوفتي الهديه الي جت لأسيل النهارده؟ ده باين علي حبيبها انه بيحبها اوي


"الموظفه الاخري ": لا ولا وشها الي نور اول ما قرأت الكلام الي كاتبهولها شكلها بتحبه اوي هي كمان..


هنا فقد سليم السيطره علي اعصابه وذهب لمكتبه يغلق الباب خلفه بعنف يشد علي شعره يحاول ان يهدأ من روعه ولكن هاجمت هذه الفكره اعصابه بشده.. !


"سليم" لنفسه : لالا مستحيل تكون بتحب حد تاني..!

لو بتحبه كنت عرفت من زمان!


ليصمت قليلاً ثم يقول بتفكير : طيب ما بردو انتو الجو متوتر بينكم اليومين دول مش يمكن عرفت حد وحبيته؟ وبعدين متلومهاش ما انت ما صارحتهاش بأي حاجه


ليقول من بين اسنانه : ولو ده انا ادفنه حي الي يفكر ياخدها مني..!


شعر انه يريد استنشاق بعض الهواء الطلق فخرج للتراس يأخذ نفس عميق ولكن سمع صوت يعلمه جيداً وخطوات انوثيه تقترب..


تراجع سليم حتي يكون بعيداً عن الانظار و وقف يستمع لكلماتها التي كانت كالسكين تغرز في قلبه


دخلت اسيل تضحك من قلبها تمسك بورقه في يدها مطويه وملفوله بشريط ساتان وقد كانت الرساله مع الهديه


"اسيل": يااااه يا لوجي، كان واحشني اوي بجد مش قادره اقولك اول ما شوفت الهديه فرحت اد ايه..!


لتصمت قليلا تستمع للوجي ثم تكمل : بطلي قر بقا ربنا يخليه ليا يارب انا بحبه اوي فعلاً، نفسي اشوفه اوي يا لوجي لو كان هنا دلوقتي مكنش سابني لحظه وفضل جمبي وهون عليا كل الي انا فيه بجد وحشني حضنه اوي ..


وإن كانت النظرات تقتل فكانت اسيل الان متوفاه من نظرات سليم..!

وقد شعر عند وصول اسيل لهذه النقطه انه سقط من علي الهاويه..!

ايعقل ان يكون قلبها ملك لغيره؟ ايعقل ان تكون بين احضان رجل اخر ويكون هو امانها بدلاً منه؟

لم يتمالك اعصابه وهو يتخليها في احضان رجل غيره وقد كان بالاستعداد علي قتل اي شخص يأتي امامه الان، تحول لوحش كاسر صدره يعلو ويهبط بعنف ، عروقه تنبض بشده، هرول للمكتب واغلق بابه بعنف ارتجت له الشركه بأكملها بعد ان سمع همهمات طول طريقه عن هديه اسيل وحبيبها وقصه العشق الذي بينهم ليقف يصرخ بالكل


"سليم" بصوت جوهري تقشعر له الابدان : ما كل واحد يبلع جزمه ويخليه في شغله


اختفي الجميع من امامه في ذعر يهرولون لمكاتبهم كالفئران الهاربه


بعد ان دخل سليم المكتب هوي علي اقرب كرسي امامه يخفض رأسه يشد علي شعره وهو يشعر بدمائه تغلي بداخله


سمع صوت طرقات علي الباب خفيفه فتجاهلها ولكن عادت الطرقات اشد فزفر بنفاذ صبر وهو يتجه للباب يفتحه بعنف ويهم بتوبيخ من خلفه الي انه بلع كلماته ...!


وفي غضون ثانيه قبض علي معصم اسيل يسحبها للداخل ثم يغلق الباب يسند ظهرها علي الباب ويحاوط رأسها بيده يقرب وجهه منها تخبط انفاسه الساخنه بوجهها بعنف وهي متصلبه مكانها تنظر له في ذعر حقيقي من نظراته التي لم تري في قسوتها من قبل...!


"سليم" وقد فقد اعصابه وخرجت كلماته كفحيح الافعي يشدد علي كلماته : هو مين يا اسيــل؟


ليصرخ بها بحده : انطقي


كانت اسيل ترتجف امامه فلا احد بإمكانه ان يقف في وجه مثل هذا البركان الثائر..!


"اسيل" بصوت متحشرج: م..ي..ن؟


"سليم" بحده : انتي هتستعبطي؟ ما انتي عارفه انا بكلم علي مين، ابن ال... الي باعتلك الهديه و قاعده تحبيلي فيه وسيرتك انتي وهو بقت علي كل لسان


شهقت "اسيل" بصدمه : انت ازاي تشتمته انا ما اسمحلكش تشتمه بالطريقه دي و..


عندما وجدها "سليم" تدافع عنه وتقف في وجهه من اجله، شعر وانها تغرز نصل حاد في صدره يجعله يتحول لأفعي علي هيئه بني ادم يخرج من بين اسنانه كلماته بحده : بتدافعي عنه اوي؟ مدايقك اوي اني بشتمه؟ اومال لو عرفتي انا هعمل فيه ايه؟ ده انا هدفنه حي ولا يكفيني فيه تعذيبه وموته..!


اتسعت حدقه "اسيل" بصدمه وهي تهز رأسها بعنف واخذت تبكي : لا لا ونبي متقربلوش، عشان خاطري لا اوعي تعمل كدا..


ذعرها وخوفها الظاهر بعينها بوضوح قتل سليم داخلياً ليشعر انه قد اصبح روحاً فانيه وجسد علي قيد الحياه..!


شعر انه كان مغيب من البدايه ولم يكن له ملجأ في قلبها..! شعر انه الان هو المؤذي القاسي اما عنه فهو حبيبها من يغمرها بحبه ولكن لا تعلم ان لا احد يحبها مثله هو..! ، يحمل لها من الشوق واللهفه والحنان بقدر ما تحمله الارض من حبات رمل..! وما تحمله السماء من حبات مطر..! و ملئ البحر وعرض السماء والمزيد...!


ابتعد سليم عنها ببطيء وفي سكون اربكها لتهطل كلماته عليها كدلو الماء البارد


"سليم" بقسوه: اطلعي برا انا مش عايز اشوف وشك مش قادر ابصلك


هطلت دموع اسيل في لحظتها فحتي وان كانت تتجنبه وتعامله بجفاء الايام الماضيه إلا انها لم تستطيع اخماد حبه في قلبها فقد حفر بداخله ليأتي هو ويردم عليه بجمر من نار..!


"اسيل" بوهن واستنكار : ســليم؟


"سليم" بصريخ: متنطقيش اسمي مش طايق اسمع صوتك، واسمي سليم بيه متنسيش نفسك انا هنا مديرك وانتي طالبه بتدربي هنا لفتره وبعد كدا دورك هينتهي ومشروعك من النهارده هيستلمه حد من المهندسين القدام تقدري تتابعي معاه بعد كدا، واعرفي كويس ان من اللحظه دي انا هبدأ اخد معاكي الاجراءات اللازمة الي كان المفروض اخدها من زمان واي غلط منك هتكوني برا الشركه فاهمه؟


احتدت نبرته في اخر كلماته ولم يرمش له جفن حتي مع هطول دموع اسيل الذي كانت تقتله فهو الان يعاني من جرح اكبر بكثير..!


اسيل كادت ان تفقد الوعي من شده وقسوه كلماته لها شعرت ان العالم يدور بها وانها ستهوي ارضاً سندت علي الباب بضعف وهي تنظر له في ألم شديد


"اسيل" بنبره متألمه : انا عمري ما حد في حياتي وجعني كدا..! ، انا عمري ما اتوجعت قد ما اتوجعت منك...! ، انت الوحيد الي وجعك كسر قلبي كدا، كسره لدرجه انه ما بقاش قادر يتقبلك.. انا بكرهك وبكره اليوم الي شوفتك فيه..


"سليم" بيرود : شابو عجبني ادائك


هزت "اسيل" رأسها رافضه بعنف موقفه لا تصدق ان هذا سليم الذي عشقته وتشبع قلبها بعشقه: انا عمري ما هسامحك عمري..


ثم خرجت تهرول خارج المكتب تحت انظار شذي الشامته الذي اخذت تبتسم بإنتصار..


اما عن سليم فقد هوي علي الكرسي بضعف يخفض رأسه ويضع يده خلفها محاولاً تهدأه دماؤه التي تغلي بعنف ومحارباً مشاعره وقلبه الذي يلعنه رافضاً موقفه فهو يعلم انه لن يستطيع التشافي من حبها فقد تملك منه وها هو الان يحصد ألماً من حبه لا يستطيع النظر لها او سماع صوتها وهو يتخيل ان قلبها مع رجل اخر غيره..! لا يستطيع التظاهر بطبيعة وهو يتخليها في احضان رجل غيره..! سليم المنشاوي بقسوته وجبروته ها قد وجد ما يؤلمه ويشعره بالضعف..! فهو الان اضعف من ان يتحمل الموقف لا يستطيع منع قلبه من نطق اسمها مع كل نبضه ولا يستطيع ايضاً الصمود وتحمل رؤيتها امامه وهو يعلم انها ليست له..! او لم تكن له من البدايه...! 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة