-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الخامس والعشرون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الخامس والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الخامس والعشرون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الخامس والعشرون

 ___: بتقولي ايه؟ طلع متجوزها ازاي يعني؟


هتف هذا الغامض بتلك الكلمات في حنق شديد بعدما نقلت له شذي احدث الاخبار كما تفعل دائماً بحرفيه..


"شذي" بغيظ: هو ايه الي، ازاي؟ بقولك وقف وقال بعلو صوته انها مراته قدام الكل.!


صدعت ضحكه خبيثه ثم بعدها اتاها كلماته في غموض : ده لو صح يبقا كدا سليم المنشاوي قضي علي علي نفسه بأيديه ومنغير ما يسمي


"شذي" بذعر من كلماته تلك : ايي.. هه؟ ازاي يعني؟


ليصرخ بها بغضب : وانتي مالك انتي بتدخلي في الي ملكيش فيه ليه؟ ، انتي تنفذي الي مطلوب منك وفلوسك توصلك منغير ولا كلمه مفهوم؟


"شذي" بغيظ: خلاص ماشي سكت


ثم اعطاها اوامر بأن تتابع ما يحدث حولها بدقه الايام القادمه وتبلغه بأهم الاخبار اول بأول...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


جلست داخل السياره تنظر من النافذه بشرود تفكر في المجهول الذي قادم..!


تلاحظ نظراته لها خفيه من حين لأخر لتبتسم بخبث وهي تتوعد له بداخلها..


وصلت سياره سليم امام بيته وترجل السائق منها ليفتح له الباب ثم توجه لأسيل الذي ظلت تتابع المنزل بإنبهار فكان منزل مكون من طابقين يحاوطه حديقه مبهره وحمام سباحه كبير يليق بتدريبات سليم الرياضيه ..كما تميز بالمظهر الراقي والعصري ليصبح تحفه فنيه حقاً تقف تتأملها بإعجاب..


افاقت من شرودها علي صوت سليم الساخر


"سليم" بخبث: ايه رجعتي في كلامك ولا ايه؟


التفت له لتري تلك البسمه الساخره علي جانب شفتيه لترفع رأسها بتكبر


"اسيل" بغيظ وثقه : مش اسيل الي ترجع في كلامها يا سليم بيه اتفضل وريني الطريق


نظر لها سليم بدهشه من لهجتها العصبيه بطفوله تلك ورفع يده لها يحثها علي القدم امامه وهو يمنع ظهور ابتسامته


دخلت اسيل البيت وتصلبت تتابع عظمه الديكورات والاثاث بإنبهار فحقاً يشبه القصور من الداخل.. !


افاقت علي همهمه سليم من خلفها التفت له في حرج تراه يتابعها بعين ثاقبه لتحاول الخروج من هذا الموقف بسؤالها التي القته بجديه ودون وعي منها..!


"اسيل" بصرامه طفوليه : فين اوضتي؟


رفع "سليم" حاجبه بإستغراب وعدم فهم : نعم؟ اوضه ايه؟


"اسيل" بثقه : اوضتي الي هقعد فيها واحط فيها حاجتي

ثم تابعت بغيظ وتهكم : ولا حضرتك ناوي تقعدني في الجنينه


اغتاظ "سليم" من طريقتها ليبادلها حديثها بخبث: لا طبعا مقدرش اقعدك في الجنينه


ليري قسمات وجهها تليين فأكمل بسخريه : انا لو اقدر كنت غطستك في البسين انتي وحاجتك دي


اشتعلت عين اسيل بغيظ لتربط يدها امام صدرها وتضرب بقدمها علي الارض ضربات خفيفه ومتسارعه وهي تنظر له بغيظ


نظر سليم لحالتها ولم يتمالك نفسه ليبتسم رغماً عنه ثم تنتح وهو يتدارج نفسه يقول بعمليه : عندك جناحي فوق ده الي هتقعدي فيه، تقدري تطلعي وانا هخلي الخدم يطلعولك الشنط


"اسيل" ومازالت علي حالتها : وانا اقعد في جناحك ليه؟ انا عايزه اوضه


رفع"سليم" حاجبه بإستغراب و بغيظ قال: نعم يا روح ماما؟ هو انتي فاكره نفسك جايه عند خالتك هتتشرطي عليها؟


"اسيل" : وهو انت فاكر اني هقعد معاك في جناح واحد؟ لا يبابا تبقا بتحلم


زفر "سليم" بنفاذ صبر : اللهم طولك يا رووح، متجننيش معاكي انا دماغي واجعاني اصلا ومش فايقلك عندك البيت كلو اهو روحي اقعدي في المكان الي يريحك انشالله تقعدي في التلاجه..


"اسيل" بغيظ : تلاجه؟ هو انت بتستهزأ بيا ولا انا بتهيقلي؟


"سليم" بخبث يحاول إغاظتها : واستهزأ بيكي ليه؟ هو انا قولت حاجه غلط؟ ما انتي كلك علي بعضك شبر ونص والتلاجه هتبقا شرحه و برحه عليكي


"اسيل" بتحدي: طيب خلي بالك بقا عشان الشبر ونص دي مش سهله وما بتسبش حقها


ثم التفت تتوجه نحو الدرج بحنق وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه ظل يتاعبها حتي صعدت الدرج بإندهاش ولم يقدر علي منع ابتسامته التي داعبت ثغره وهو يقول بقله حيله : شكلك هتتعبيني معاكي يا تاعبه قلبي معاكي..!

بس خلاص بقيتي بتاعتي وفي ملعبي مش هسيبك غير لما اكسر الحجر الي جوا دماغك دي وما ابقاش سليم المنشاوي لو مخلتكيش تقولي حقي برقبتي..!


ثم ابتسم متوعداً لها وهو يحزم امره داخله انه هو الاخر سيسقيها ثمن عذاب قلبه لشوقه لها ولا يعلم انها الاخري قد امسكت برمحها تجاهه لتقرع طبول الحرب بينهم تحاوطها نيران الحب والشوق ولكن لا احد يعلم من سيربح بالنهايه...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دلفت للجناح لتشهق بإنبهار فأقل ما يقال عنه انه قصر مصغر او متحف اثري بديكوراته الرائعة واثاثه الفخم لتجول عينها تتفحصه بدقه ثم تذهب لغرفه الملابس وتفتحها لتري بعض الخزانات فارغه بالكامل ومفتوحه ففهمت انها رساله ان هذه هي خاصتها


"اسيل" بضيق : يادي النيلة هو ما بيعرفش يحط هدومه غير في ناطحات السحاب دي بردو..! طب دلوقتي هدومي انا الي هتتحط فيها يعني عايزه عربيه مطافي جمبي عشان ترفعني..!


ظلت تجول بالغرفه وهي تعيد كلمات سليم بطريقه مسرحيه وبسخريه وهي تتوعد له


: انتي ما بتحرميش؟


هتف سليم بهذه الكلمات لتنتفض اسيل فازعه وهي تراه يجلس علي حافه الفراش يستند علي ذراعه ويريح ظهره للخف ويتابع حركاتها وقد ظهر عليه انه يتابعها منذ زمن ولكنها لم تشعر بدخوله



لتهمهم "اسيل" بحرج وهي تهرب بنظرها :

ه.. هوواا... هو انت هنا من امتي؟


"سليم" بخبث وهو يغمز لها : من ساعه عربيات المطافي


خجلت "اسيل" وتورمت وجنتيها لرؤيته لها بهذا المنظر وسماعه لسخريتها منه فحاولت ان تدراي خجلها وهي تهتف بحنق : اا.. انت اصلا ازاي تدخل هنا منغير ما تخبط علي الباب؟


"سليم" ببردو : متعودتش اخبط وانا داخل جناحي


"اسيل" بغيظ : بس والله دلوقتي ما بقتش لوحدك وياريت تحفظ الحدود الي بينا


هم سليم بالرد ولكن اوقفه دق الباب لتستغل اسيل الفرصه وتهرب من امامه تفتح الباب لتجد رجل من حراس سليم يقف يحجب عنها الرؤيه بجسده العريض يحمل في يده حقائبها جميعاً وكأنها زجاجه مياه.. !


عندما رآها الشاب ابتسم بدون وعي وهو يحملق بها وبعينها ولكن اسيل ظلت تنظر له بدون فهم قبل ان تشهق ممن يجذبها يخفيها خلف ظهره العريض ومازال يقبض علي معصمها


"سليم" بصوت جوهري وعينان تشتعل غضباً بعد ان لاحظ نظرات الرجل الثاقبه لأسيل وقد بدأت الغيره تنهش قلبه ليقول من بين اسنانه : انا مش قولت الخدم الي يطلعوا الشنط ايه الي جابك هنا؟


تنحنح "الرجل" في خجل وخغض رأسه للارض في خوف من سليم : سليم بيه انا اسف بس الشنط تقيله ومقدروش يطلعوها وانا حبيت اساعد بس، اسف لو كنت دايقت حضرتك او دايقت الانس...


ليهتف به "سليم" بصرامه وهو يشدد علي كلماته : المـدام .. مدام المنشاوي


ليرفع الحارس رأسه في صدمه يعتذر بعنف وهو مندهش مما سمعه ظل سليم يتابع اعتذاره ببرود وهو ثابت حتي انصرف غير عابئ بتلك التي تتلوي خلفه تحاول فك قبضته، ألتف لها سليم لترفع رأسها وقبل ان تلقي بكلماتها اللاذعه عادت ادراجها وهي تري الشرار يتطاير من عينه لتبتلع كلماتها مره اخري..!


تركها سليم والتف يأخذ حقائبها يلقيها بعدم اهتمام داخل الجناح ويغلق الباب بعنف


"سليم" بغضب : انا قولتلك تفتحي الباب؟


لم يتلقي ردها فصرخ بها : انطقي؟


هزت اسيل رأسها بعنف رافضه وقد ذعرت من صريخه ليكمل بنفس الغضب : يبقي ايه الي يخليكي تتحركي من مكانك وتفتحي الباب؟


"اسيل" بتوتر : اا.. اصل يعني هو خبط ف....


"سليم" بتحذير : بعد كدا لو البيت كلو بيولع برا انتي ملكيش دخل ولا تتعاملي مع اي حد من الخدم او الحرس فاهمه؟


احتدت نبرته في كلماته الاخيره لتومئ اسيل رأسها بعنف وهي تتابعه يكمل حديثه بتحذير وغضب : هنا الخدم والحرس كلهم رجاله عشان طول عمري عايش لوحدي حتي المطبخ الي ماسكه طباخ وده سبب اني معرفتهمش عليكي مش هقف اعرض مراتي ليهم عشان يعرفوكي انا عندي لا عايزهم يعرفركي ولا نيله ولا يكون ليكي تعامل مع اي حد فيهم من الاساس لحد ما اغير طقم الخدم كلو بستات، ساعتها ابقي اتعاملي معاهم براحتك مفهوم ؟


اومأت اسيل رأسها في ايجاب وقد شعرت بغيرته وحاولت منع ضحكتها بشده وهي تفكر في ايغاظته لتتأكد من تلك الغيره التي جلت بعينيه ولكن سرعان ما وجدته يلتف يخطف احدي قمصانه من الخزانه ويتجه بها للحمام ثم اغلق الباب بعنف لتخبط الارض بضيق طفولي وغيظ منه علي تضيع فرصتها علي اغاظته وتتوعد له بالأثقل..!


دلف سليم للحمام و اتجه للمرآه الكبيره بداخله يستند بيده علي الحوض امامه يخفض رأسه يأخذ نفس عميق لكي يخمد ثوره غضبه ثم رفع رأسه ينظر لنفسه في المرآه


"سليم": مالك؟ حصلك ايه لما شوفته بيبصلها؟ ما تستحمل زي ما مستحمل لحد دلوقتي انها بتحب غيرك ..!


ثم ليصمت قليلاً ويصارح نفسه : ولا اعشان مش عايز تصدق ده ؟ .. وقلبك مش مصدق ده اصلا وعقلك الي بيقعنك بكدا عشان انت الي عايز تعيش في الوهم ده عشان مش قادر تعترف انك اتسرعت وما اديتهاش فرصه تشرحلك..


ثم صمت قليلاً وهو يشعر ان هناك صوت بداخله يصرخ به: انت خايف تدور علي الحقيقه

خايف تكتشف ان قلبها فعلا مش ليك..!

بس مش يمكن لما تدور علي الحقيقه تطلع ظالمها وظالم نفسك؟


لينفض رأسه بعنف : بس هي محاولتش تبرر عكس ده ..!


فتح سليم صنبور المياه يخفض رأسه نحوه أملاً ان تخمد المياه البارده نيران افكاره..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


ظلت اسيل ترتب اغراضها وهي تخطف النظر من حين لأخر لباب المرحاض فقد دخل من حوالي ساعه ولم يخرج الي الان..!


ظل الشيطان يعبث بأفكارها ليخفق قلبها بذعر تتخيل انه قد اصيب بأذي شعرت وانها تفقد السيطرة علي نفسها وستذهب لتدق الباب وتتفقد ما به ولكن خجلت من رد فعله..!


افاقت من شرودها عندما خرج من المرحاض ببردو لا يعيرها اهتمام وكأنها ليست بالغرفه من الاساس لتضرب الارض بقدمها بغيض وحاولت العبث بكل شئ في الغرفه بصخب لتلفت انتباهه ولكن طفح بها الكيل ورأته يخطف هاتفه ويتجه نحو بابا الغرفه لتشتعل غضباً وتهتف بضيق ودن وعي بأسمه..!


التف لها بهدوء لتكتشف ما فعلت وما اوقعت نفسها به لتغمض عيناها وهي تلعن غبائها


"اسيل" بتوتر : ااا.. يعني.. كنت عايزه اقولك شكراً علي الي انت عملته معايا يعني و...


قاطعها "سليم" ببرود : متشكرنيش انا معملتش حاجه قولتلك انا كنت بنقذ الشركه


لتتسع حدقه اسيل بدهشه وتلمع الدموع بعينها للحظه من رد فعله القاسي..!

ولكن سرعان ما اومأت له في جمود ثم التفت تعطي له ظهرها تكمل عملها


لمح سليم لمعه عيناها فزفر بضيق علي حدته معها وكاد يناديها ولكن تراجع ادراجه في اخر لحظه يزفر بضيق ثم يترجل من الجناح ويغلق الباب خلفه بعنف


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


__:وحشتني اوي يا حبيبي .. كدا؟ طول الفتره تقعد بعيد عني؟ ما وحشتكش يا سليم؟


"سليم" برقه : لا ازاي طبعا وحشتني اوي بس انتي عارفه ان الشغل كله عليا ومش بقدر اسيبه معلش حقك عليا


___: ولا يهمك يا حبيبي انا عارفه ان جدك ما بيثقش غير فيك .. وبعدين اعمل ايه قلبي ما بيقدرش يزعل منك..!


ابتسم سليم برقه وتناول كف والدته بين يده يقبلها بإمتنان وهي تربت علي كتفه بحنان


"كندا": الله الله الحب ولع في الضره


"سليم" بخبث : لا يختي ده انا الي هولع فيكي عشان ما بتسأليش


"كندا" بإندهاش وهي تنظر للعائله المتراصه حولها يترأسهم جدها وقالت بمرح : شوف شوف مين بيكم؟ سليم بيه الي ما بنشوفوش غير في المناسبات، يكونش النهاردة عيد تحرير سينا ؟


ضحك الجميع علي كلماتها حتي هو لم يمانع ابتسامته من الظهور علي ثغره وهو يستقبل كندا التي القت نفسها بين احضانه بشوق


ولكن ابتعدت عنه فور سماعها لجدها ينهض من مكانه ثم يحث سليم بصرامه علي ملاحقته للمكتب


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"عبد العزيز": ها يا سليم يا بني كنت عايزني في ايه؟


"سليم" بصرامه : بص يا جدي انا مليش في المقدمات وكلامي دوغري


"عبد العزيز" وهو يضيق عيناه بترقب : اتكلم يا سليم سامعك


"سليم" بحزم : انا اتجوزت...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


لم تستطيع منع فضولها من تفقد خزانه ملابسه لتفتحها وتشهق من كميه البدل الرسميه والقمصان والملابس الرياضية وكأنه محل ملابس متكامل تحمل كل خزانه عريضه نوع من انواع الملابس بكل كملياته حتي الاحذيه اخذت تمرر يدها علي بدلاته الانيقه وهي تستنشق رائحته بهم الذي عشقتها اغمضت عيناها دون وعي منها دفنت رأسها داخل احد قمصانه تستمد منها رائحته وتبتسم وهي تتذكر مغازلته لها في الشركه وغيرته الواضحه بعينه لتتنهد بشوق


"اسيل" : ااخ لو تعرف يا سليم انا بحبك اد ايه؟ لو تعرف اد ايه نفسي احضنك واخد اي ألم جواك مسيطر علي قلبك وحاطط فيه القسوه دي..!


انا بحبك يا سليم..! بحبك بقسوتك وعصبيتك وغيرتك وحنتيك.. بحبك بكل تفاصيلك حتي لو ما بتحبنيش ، قلبي بيتقطع كل ما احس ان حلمي بيضيع مني وانا عارفه انك اتفقت مع بابا تطلقني بعد شهر..!


نفسي حياتي تخلص قبل ما الشهر ده يخلص عشان مش هقدر اصمد وقت الفراق ما اقدرش ابعد عنك..!


ثم ابتعدت عن القميص ببطئ وهي تتجه لأحد الصور المتراصه علي الكومود، يوجد بها سليم في شبابه وصغره فأخذتها بين يديها تتأمل ملامحه علي مدار عمره وهي تبتسم برقه : يالهوي علي جماله يا ناس، من صغره قمر طب والله قمر..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


خبط عبد العزيز بعصاه علي الارض بعنف وتحولت عيناه للون الاحمر الدامي من وهل المفاجأه وصدمته..!


"عبد العزيز" بصرامه : انت بتقول ايه؟ انت يا سليم؟ تتجوز من ورايا انا وجاي تعرفني بعد ما اتجوزت خلاص؟ والله عال شكل ما بقاش ليا قيمه عندك ولا حتي للعيله دي .. طيب وناوي ولادك تعرفهم بأهلك ولا هتقولهم ان ملكش اهل؟


"سليم" بصدق : اسمعني يا جدي انا عملت كدا ليه بعدين احكم، انت عارف كويس اني اخر واحد ممكن يتصرف بتسرع او بإهمال


"عبد العزيز" بإندهاش : ما ده الي مستغرب عشانه ازاي انت تعمل كدا؟!!


"سليم": كان لازم يا جدي لما عرفت ان....


ثم اخذ سليم يقص علي جده ما حدث والجد يتابعه بإهتمام حتي انهي حديثه ليضيق

"عبد العزيز" عينه ويقول بترقب : طيب وانت عرفت منين انهم الي ورا الموضوع ده؟ عرفت ازاي بموضوع الفيديو قبل ما يتنشر؟


"سليم": كنت مراقبهم وجالي خبر انهم راحوا لعيل هاوي كدا معروف عنه ان شغله مش مظبوط بيلعب في الفيديوهات والصور كدا.. وطبعاً ما استنتش وبعت الرجاله لمالك وخليته يروح جيب الواد عشان انا محدش يلاحظ غيابي وافضل قدامهم في الشركه وكل حاجه تمشي طبيعي، لكن طبعا لما روحت للواد وخليته يقر قالي علي كل حاجه


"عبد العزيز " بتفكير ونظر لسليم بخبث فلا احد يحفظ حفيده مثله : مممم.. طب وليه كنت مراقبهم اصلا ؟!


"سليم" بدون وعي وغضب : عشان هما الي كانو ورا غرق اسيل ولما جالي الخبر انهم ظوروا الورق عشان يتدربوا في الشركه فتأكد انهم ناويين ليها علي حاجه وطبعا كان لازم اراقبهم عشان الحقهم قبل ما يأذوها


"عبد العزيز" بخبث: ممم متأكد يا سليم انك عملت كدا عشان الشركه مش عشان اسيل؟


نظر "سليم" في عين جده الذي يعرفه جيدا و يعلم انا لا مفر معه ليتنهد بأسي ويقول بمشاعر جارفه : عشانها يا جدي..! عشانها كل حاجه وعشانها مستعد اعمل اي حاجه..!


ربت عبد العزيز علي كتف سليم بتفهم وهو يبتسم علي حال حفيده قاسي الطباع ومتحجر القلب الذي عاني الكل من حدته وعانت الفتيات من غروره وصرامته معم ها هو الان يهوي في بئر حبها بلا رجعه..!


"عبد العزيز" بهدوء وعقلانيه : بص يا سليم انت لا صغير ولا انت قليل انت سليم المنشاوي راجل من ضهر راجل من ضهر راجل يعني تقدر تاخد قراراتك في حياتك منغير ما حد يحاسبك انت حر لكن متحرمناش من فرحتك يا بني طلامه بتحبها وهي بنت اصول اجوزها ونعمل فرح يتحاكي عنه الدنيا كلو


تنهد "سليم" بأسي : لسه يا جدي..! لسه مجاش وقته.. لسه قدامي طريق طويل معاها مينفعش افرض نفسي عليها او اجوزها غصب .. انا عايزها تبقا مراتي عشان هي عايزه تبقا معايا مش عشان انا اجبرتها علي ده


"عبد العزيز" : قصدك انك اا...


"سليم": ايوا يا جدي ما لمستهاش


ثم اكمل بحزم : ومش هلمسها ولا هقرب منها غير لما هي الي تتمني قربي زي ما انا كدا بتمني قربها وبتعذب كل مره بتبقا قدام عنيا بس مش عارف اخدها اخبيها جوا ضلوعي حتي من عنيا..!


تنهد "عبد العزيز" علي حال حفيده ليقول بحيره : مين كان يصدق انك تحب بعد ما بنات مصر والعالم كلو كانو هيموتوا قدامك عشان تبصلهم؟! ..


ولا امك الي حاولت ميت مره تخليك تتعلق ببنت! .. ولا كام رجل أعمال عرض عليك بنته للجواز وانت رفضت.. !


انا لازم اشوف البنت الي قدرت تخطف قلب وعقل سليم المنشاوي دي لازم تتوج دي عملت الي كتير وكتير اوي كمان ما عرفوش يعملوه

ولا حتي جميلات اكبر العائلات قدره يعمله نصه..!


"سليم" بمشاعر جارفه : هي عندي وفي عيني اجمل من اي حد ولا هاممني عيلتها ولا تعليمها ولا اي حاجه..! ميهمنيش غيرها ومش عايز غيرها من الدنيا يا جدي.!


ثم شدد علي كلماته : مش عايز غير اسيل

مراتي حببتي وبنتي واختي وامي وصاحبتي عايزها هي كل دنيتي ..!


"عبد العزيز" بصدق : اسمعني يا سليم يابني، مش بيقولوا من القلب للقلب؟ وانت ربنا عمره ما يحط في قلبك كل الحب الصادق ده وهيكسرك في الاخر..! ربنا ارحم من انه يكسر بخاطر عبد من عباده عشان كدا محدش بيروح لربنا عشمان في رحمته غير لما بيجبر خاطره..! اتوكل علي الله يا سليم و اوعا تتخلي عنها و انا اهم حاجه عندي راحتك وسعادتك وبس


"سليم" بإرتياح : يعني مش زعلان مني يا جدي؟


"عبد العزيز": وهو انا بقدر ازعل منك؟ ده انت الغالي يا سليم ، يعني سعادتك وراحتك عندي بالدنيا


نهض سليم يقبل رأسه بإمتنان ثم ينظر له وهو يتابع حديثه : وخليك دايماً عارف ان طول ما انت في الطريق الصح انا في ضهرك وساندك اوعي تخاف، وانت اتجوزتها علي سنه الله ورسوله وتصرفك في انقاذ سمعتها كان صح


نظر "سليم" لساعته ليكتشف ان الوقت قد تأخر فهتف بحزم: طيب ياريت يا جدي اجيب بابا وماما هنا اعرفهم قبل ما امشي لاني اتأخرت وافهمهم ان الوضع ده هيفضل ما بينا مؤقتاً


وبالفعل حضر محمد وساميه واخذ سليم يقص عليهم ما حدث في اقتضاب شديد وسط شهقات والدته المصدومه وتهجم وجه ابيه وقد رفضت والدته بشده الوضع اولاً ولكن عندما تدخل عبد العزيز المنشاوي عقد لسان الجميع فلا احد يستطيع الوقوف امام رأيه ولكن في نهايه المطاف اجتمع جميعهم علي ان سليم فعل الصواب في انقاذ سمعه الفتاه والشركات وما اهدأ ساميه قليلاً عندما علمت انه جواز مؤقت فهو لم يصارحهم بمشاعره مثلما فعل مع جده فهو الوحيد الذي يفرغ سليم اسراره له بسلاسه..


"سايمه" في نهايه الحديث : طيب حتي لو جواز مؤقت بس علي الاقل نشوفها يعني ونشوف اهلها


تذكر سليم حديث محمود والد اسيل صباح اليوم عندما ذهب إليه وقد اكد عليه قبل رحيله ارادته في التعرف علي اهله تبعاً للواجب و الاصول


"سليم" بحزم: والدها طلب مني دا بردو عشان كدا انا عازمكم علي الغدا بكره انتم وعيله اسيل


ثم قال وهو ينهض من مكانه بحزم : ياريت متتأخروش ومحدش يعرف بالكلام ده طبعاً .. وتكونوا لطاف مع اهلها انا مش عايز اي كلام في موضوع جوازنا


ثم نظر لجده بأسي : جدي كان نفسي اجيب اسيل لحد عندك بس انت عارف انو مش هينفع


اومأ عبد العزيز له متفهماً وهو يعلم انه يشير علي عمه وزوجته عمه المتواجدين معهم في البيت..!


"عبد العزيز": وانا معنديش اغلي منك اروحله بنفسي يا حبيبي


ابتسم له سليم بإمتنان ثم قبل يده واستأذن للمغادرة بعد ان القي التحيه علي جميع افراد العائلة ثم وجه كلامه لمازن وهو يغادر


"سليم" بصرامه : مازن انا سايبك اليومين دول براحتك ومش بضغط عليك في الشغل عشان تركز في مذاكرتك ، اعمل حسابك لو تقديرك معجبنيش هتشوف مني وش تاني


"مازن" بمرح: لا تقلق يا كبير كلو تحت السيطرة


"سليم": هنشوف يا مازن..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


_في اليخت القديم التابع لسليم


يقبع داخلها الاثنين يستلقوا علي الارض بتعب وقد خفت ملامحم خلف الكدمات والدماء واصبحوا شبه مشوهيين..!


"ميس" بألم وبصوت خافت تخرج كلماتها بوهن : ب..موو.. ت، بم.. وت ال.. حقوني


"حمزه" بألم وهو يحاول ان يبثق عليها بشمإزاز: انشالله تموتي ولا تولعي يا بنت ال.... انا بكره اليوم الي عرفتك فيه والي مشيت وراكي فيه كل ده بسبب افكارك القذره ، الغل والحقد عموكي وانا مكنتش شايف انك شيطان، لا انتي بني ادمه العن من الشيطان خلتيني في لحظه مش شايف قدامي والخبث و الغل اتملكوا مني بس انا الي غلطان اني مشيت وراكي وكنت عايز اشوه صوره اشرف انسانه شوفتها عشان ارضي رغبتي بيها ، كنتي عايزه تشوهي صورتها عشان عارفه انها انضف منك وطول عمرها احسن منك وانتي مش عارفه تبقي زيها


لتصرخ به "ميس" بألم : ك.. كفاي.. يه


"حمزه": لا مش كفايه ، لانك لو فاكره اني مش عارف انك بتحبيني وبتحاولي تعملي كل ده عشان تشوهي صورتها وما تبقاش احسن منك تبقي غلطانه وتبقي غبيه لو فكرتي اني في يوم ممكن ابص لواحده رخيصه زيك وخبيثه


"ميس" بألم وهي تخبط رأسها بعنف في الجدار من خلفها : كفايه بقا .. خلاص اسكت.. ايوا انا بحبك، بحبك يا حمزه من اول يوم شوفتك فيه واتمنيت اكون معاك، اتمنيت تحبني نص الحب الي بتحبه لأسيل ، اسيل الي سابتك ورفضتك بدل المره ألف ، انا بقا كنت بتمني مره واحده بس تتقدملي فيها وانا ابقا تحت رجلك، بس دايماً هي الكسبانه ، دايماً بتاخد كل حاجه وبتبقا هي احسن واحده منغير مجهود انما انا فاشله في كل حاجه ودايماً محدش بيبصلي دايماً مليش صحاب حتي يوم ما بقا ليا صحاب كانوا ملهمش غير سيره اسيل وجمال اسيل وادب اسيل


ثم صرخت بهستريا : اسيل اسيل اسيل اييه؟ كفايه بقا اسيل انا فين؟ انا ميس فين؟


"حمزه" بعيون تلمع بشراسه : انتي ولا حاجه، عشان قلبك مليان بالغل والخبث والحقد ، دايماً شايفه نفسك ناقصه وانك اقل، عشان مش راضيه بالي في ايدك وبتبصي للي في ايد غيرك، لحد ما اتحولتي لتعبان وموتك هو الحل الوحيد عشان نخلص من سمك


ألتفت له ميس وهمت بالرد عليه ولكن وجدته يمسك بقطه من الزجاج وجدها قريب منه .. ثم نهض علي ركبتيه بسرعه وانحني نحو رقبتها يغرز بها قطعه الزجاج بغل واضح وهي تصرخ بألم


هرول احد الرجال داخل الغرفه سريعاً ليري المنظر فيصرخ ببقيه الرجال حتي سيطروا علي حمزه و ابعدوه عن ميس بصعوبه وقد كبلوه وابرحوه ضرباً


وتقدم احد الرجال يجثي علي ركبتيه نحو ميس ليري تمزق اربطه عنقها بوحشه ليعلم ان روحها صعدت عند الخالق لتنال جزائها كما نال جثمانها ابشع جزاء وهو يتألم مع تمزق عروقها واحد تلو الاخر وتصفيه دماؤها حتي شحب جسدها...


تركت روحها جسدها بوضع ملائم لما فعلته فقد كادت ان تقتل و اخذت تنشر الفته وتغتال شرف انسانه شريفه و من ثم زنت..! وهذه الكبائر لم تشهد لها اليوم الاعظم بل تكاتفت عليها لتفتك بها بأبشع الصور في الدنيا وما لا نقدر توقع بشاعته في الاخره...!


ليتنهد الرجل بأسي وهو يأخد قطعه من القماش متهالكه ويغطي وجهها بأكمله ولا يتردد في ذهنه إلا آيـه واحده من آيـات القرآن الكريم في ذهنـه..


{ ٱستَغْفِر لَهُم أَو لَا تَسـْتَغفِر لَهُم إن تَستَغْفِر لَهُم سَبعِين مَره فَلَن يَغفِر الله لَهُم ذَٰلِكَ بِأَنَهُم كَــفَرُوا بِالله ورَسوُلِه، و الله لَا يَهْدِي القَوم الفٰسِقِينَ }

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة