-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والثلاثون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثاني والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والثلاثون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثاني والثلاثون

كان يترنح بين جدران المنزل بغثيان يهمم بعبارات غير مفهومه وكأنه شبه فاقد للوعي..! فقد تجرع كميات كبيره جداً من الكحول مما جعله بين الحلم واليقظه..!


دق الباب عده مرات متتاليه وهو يحاول الوصول اليه، فقد ثمل جسده مثلما ثمل عقله، يصارع حتي يستطيع اخذ خطواته تجاه الباب..


فتح اكرم الباب بعد معناه وهو يلهثت وجسده يفيض بعرقه وكأنه فاز بسباق مارثون للتو..!


تطلعت به كندا بعيون متسعه وفم مفتوح من الصدمه عندما رأت حالته هذه ومنظره المزري..!


تقابلت عيناهم في نظره لم تلاحظها من قبل فقد كانت نظره شهوانيه خبيثه، اخذت تتراجع ادراجها بأنفاس مضظربه وقلبها يصرخ بها ان ترحل كما يحاول عقلها تخطي الصدمه ولكن يده كانت اسرع منها ليجذبها داخل المنزل يغلق الباب بعنف، هنا شعرت انها امام شخص اخر..! اغمضت عيناها تحلم بأكرم الرجل الوسيم ذو الاخلاق الرفيعه ولكن افاقت علي رجل ثمل ذو اخلاق دنيئه ونظرات شهوانيه وقد كان معدوم الانسانيه فحتي لم يستجيب لتوسلها له بل دفعها بعنف لتصطدم بالارض وقد اخذت دموعها طريقها علي وجنتيها بحرقه..!

حرقه علي مستقبلها المجهول، وحرقه علي حب قلبها الاول والاخير الذي اصبح الان شيطان من شياطين الانس..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


: قسماً بربي ما هرحمه، ولو متراجعش عن الي في دماغه هدفنه حي وبأيدي


هتف سليم بهذه الكلمات في غضب صارم في قوته كالرعد كما تطل من عيناه نظره داميه تقشعر لها الابدان من الرعب..!،


حتي اسيل اخذت دموعها تنسدل علي وجنتيها وشهقاتها تتعالي بداخل احضان ساميه وقد وصل الي مسامعهم صوت سليم الجوهري من داخل مكتب عبد العزيز


"عبد العزيز": اهدي يا سليم، انا هتكلم مع احمد الاول يروح يخلص الموضوع ده ..


شد "سليم" علي شعره بغضب : انا مليش فيه يخلص ولا ميخلص انا حذرته وهو حر


"عبد العزيز" بغموض يربك : طب ومراتك؟


فهم "سليم" ما يرمي له ليقول بحزم : مش هطلقها يا جدي، مش هسيبها ويخبط دماغه في الحيط


"عبد العزيز" بهدوء مريب وتوعد : انا كنت واقف مع معتز عشان عارف ان ابني غلط، ومستعد اسلمه ابني بنفسي ويصفوا حسابتهم مع بعض، لكن بالي بتقوله ده، يبقا كدا بيعاديني انا وبيعادي العيله، وكدا جاب اخره معايا وهتبقي نهايته علي ايد عيله المنشاوي..!


"سليم" بغموض ونبره ينشق لها الحجر رعباً: محدش يقدر يعادي عيله المنشاوي هو الي بيعادي نفسه لما بيرميها في التهلكه..


نظر عبد العزيز لحفيده وهو يضيق عيناه، يعلم ان هناك شيئاً ما في تفكيره ولكن هو يعلم حفيده جيداً فلن يصرح به الا اذا هو اراد ..! واذن فلتكون مفاجأه من مفاجآت سليم المنشاوي..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


: اكرم ونبي سيبني، اكرم فوق انا كندا.. ابعد عني يا اكرم الحقوووننييي


صرخت كندا بهذه الكلمات وهي تري اكرم يقترب منها عيناه تلمع بشهوة ونظراته متفحصه لها، ظلت تتراجع للخلف حتي وجدته ينقض عليها كالثور الهائج يكبل يدها ويكتم صراخها بيده وقد ضغط علي فمها بعنف لتتألم جسدياً ونفسياً..!


ظلت تركله بقدمها وهي تحاول ابعاده عنها فترنح بعيداً عنها بألم لتستغل هي الفرصه وتقوم بالرقض لأحد الغرف تغلق عليها الباب بإحكام وتأخذ هاتفها بيد مرتعشه تحاول الاتصال بأول رقم يأتي امامها لنجدتها..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دخل مازن المنزل بفزع يهرول بذعر متجهًا لغرفه والده يبحث في كل مكان وقد اصبح المكان فوضوياً ، ولكن لم يكترث فقد وصل لمراده..

اخذ مازن سلاح والده بلهفه وترجل من البيت يقفز لتخطي الدرج بإرتباك ولهفه ، حتي وقف امام منزل جده ليسمع الضجيج يعم منه وصوت سليم يهز الجدران.. فتنهد براحه لوجود سليم فهو يعلم أن سليم وحده من يستطيع السيطره علي الامرر ..!


دلف مازن للمنزل بلهفه يبحث عن سليم في كل مكان بجنون ، لتشهق والدته عندما تري السلاح في يده وقد جن جنونها ولكن مازن اخذ يهتف بأسم سليم حتي ترجل من المكتب متسائلاً عما يحدث.. !


لمح سليم السلاح بيد مازن فنظر له بنظرات غاضبه كاددت ان تفتك به ولكن تحولت نظراته لذعر عندما قال بصوت لاهث : الحق كندا يا سليم .. الحقها هتروح مننا


"سليم" بذعر : ايه؟ هي فين؟!


"مازن" بذعر هو الاخر : معرفش هي طلبتني وكانت بتعيط وتصرخ وبتقولي الحقني وقبل ما اسألها عن مكانها، الخط قفل


علي الفور قام سليم ببعض اتصالاته الخاصه ليعرف مكان كندا عن طريق تتبع المكالمة وقد لمعت عينيه بشراسه يعلم ان هذه الليلة هي ليله احياء الاسرار المدفونه داخل قبورها.. وفي الحال أمر حراسه باللحاق به علي هذا المكان..


شد "سليم" السلاح من مازن بعنف قائلاً بغضب لم يستطيع مازن الصمود امامه : ما اشوفكش تاني ماسك السلاح غير لما تبقا تتعلم تستعمله عشان متأذيش نفسك سامع؟


اومأ له "مازن" بعنف وهو يقول برجاء : طيب سيبني اجي معاك


"سليم" بنبره غير قابله للنقاش: لا انت هتخليك هنا واياك تتحرك من البيت يا مازن الا بالحراسه. فاهم؟


خفض مازن رأسه بيأس وهو يعلم ان لا يوجد مجال للمزاح مع سليم اثناء غضبه..


هرول سليم ناحيه الباب ليوقفه صوتها الباكي التي مزق قلبه فألتف لها وصدم من منظرها المزري وقد كانت تنهار بالبطئ وكأنها تحتضر


"اسيل" بضعف من وسط بكائها: سليم خلي بالك من نفسك.. متسبنيش..!


كانت نظرات الشفقه من الكل تغلفها حتي عبد العزيز الذي دائما كان قلبه صلب لا تشغله المشاعر ولا يعترف بها حتي..!

صدم الان من عشق هذه الحوريه لحفيده حاد الطباع..! والصدمه الاكبر حين رأي الخوف في اعين سليم ولأول مره في حياته..! تيقن انه متيم بحبها وانها تستحق خوفه عليها..!


ضمها "سليم" ثم قبل جبتها طويلاً ثم نظر في عينها بنظره ثقه وقال بصدق : متخافيش، انا وعدك ان عمري ما هسيبك وهفضل علطول جمبك، وسليم المنشاوي ما بيخلفش وعده يا اسيل..


ابتسمت ابتسامه وهنه تومئ له برأسها في خفوت ثم تشعر بالفراغ من حولها حين تركها وذهب مهرولاً لسيارته وسط جو من التوتر تملك من الكل..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وصل سليم للمكان وقبل ان يترجل من سيارته اخذ سلاحه يؤكد علي تعبأه خزنه بالصراص جيداً ثم اشار للحراس بإنتظاره علي بعد ومحاوطه المكان وعدم التسرع فنفذه اوامره بالحرف..


صعد الدرج مهرولاً ولم يأخذ وقتاً فقد كان يعلم وجهته وكان هذا عجيباً..! سمع صراخ مكتوب يأتي من الداخل فتوجه للباب سريعاً وبدون مقدمات رفع قدمه ليركله بعنف وبكامل قوته ، ليهشم القفل ويقع الباب اثر ضربته القويه..!


رفع سلاحه مستعداً لأي مواجهه وظل يتتبع الصوت حتي وصل لمصدر الصوت وقد كانت غرفه مغلقه .. حاول فتح بابها ولكنه كان مغلق من الداخل جيدا فإذن لجأ للطريقه الذي دلف بها للمنزل..!


صفعه عنيفه هوت علي سليم حين وقع الباب ورأي هذا المشهد امامه..!


اخته تترنح علي الفراش مكبله الايدي يلتف حول فمها قطعه قماش تعزل صوتها وقد تمزقت ملابسها بوحشيه، واكرم يعتلي الفراش يحاول تكبيل قدم كندا الذي اخذت تركله بها بعنف حتي يبتعد عنها وهي تصرخ بحرقه ودموعها تفيض علي وجهها...!


لم ينتظر سليم كثيرا فقد وصل الان لذروته وهذا ما يسمي الجحيم بعينه..!


انقض علي اكرم كالاسد الذي ينهش من لحم فريسته ، فقد فتك به بالمعني الحرفي، اخذ يسدد له اللكمات والضربات العنيفه بغير وعي حتي فقد اكرم وعيه بالكامل ولكن ظلت تتوالي لكمات سليم حتي افاق علي صراخ كندا بضعف وهي تحاول ان تنهض من الفراش..


نفضه سليم بشمإزاز من يده وذهب ليحرر كندا من قيودها ثم اعطاها بقميصه حتي تخفي به ملابسها الممزقه، كانت نظرات سليم لها كافيه علي جعلها تلعن نفسها ألف مره وقد تمنت الموت في لحظتها وهي تعلم انه ارحم من جحيم سليم..!


رفع "سليم" اكرم علي كتفه ونظر لها نظره داميه وهو يشير نحو الباب وقال بصوت عاصف : قدامي..


هرولت كندا من بين دموعها امامه حتي وصلت للسياره فأختفت داخلها سريعا تنكمش في بعضها ذعراً وهي تري سليم يقذف اكرم لأحد حراسه الذي اخذه و وضعه داخل سيارته ثم بدأ في التحرك خلف سليم الذي دلف للسياره ثم بدأ يقودها بجنون...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


افترشت "كريمه" الارض لا تحملها ارجلها من الصدمه والخوف وقد اخذت تبكي وتندب بهستريا : يعني ايه؟ بنتي ضاعت؟ خلاص دخلت في الصراع الي بينهم وحياتها بقت علي كف عفريت؟


ثم امسكت بقدم محمود الجالس فوق المقعد يدفن رأسه في يده ويتنهد بأسي


"كريمه" بتوسل وضعف : هاتيلي بنتي يا محمود، انا عايزه بنتي..


"محمود" بصريخ : بس بس يا كريمه اسكتي.. كفايه بقا حرام عليكي انا بموت ومش عارف اعمل ايه..


نهضت "كريمه" فوراً بغضب كاسح : تعمل ايه؟ اقف قدام اخوك، هاتلي بنتي، اعمل اي حاجه..!


"محمود" بأسي : هقف ادبح انا واخويا في بعض؟ ولا اروح ادبح في جوز بنتي وعيلته مع اخويا؟


سقطت كريمه مجدداً علي الارض تبكي كما كانت نور اشبه بالموتي فقد شحب وجهها وجفت عيناها من دموعها ولكن صلبت نفسها لتنهض وتتقدم منهم بخطوات وهنه وتستجمع شجاعتها لتلقي عليهم بكلماتها بصرامه ..


"نور" بصرامه : انا دلوقتي حياه اختي في خطر ، وممكم تموت في اي لحظه علي ايد عمي..! ، وكل ده بسبب انها اجوزت سليم..!


لتكمل بنفاذ صبر وصريخ : هو ايه الي بيحصل ده؟ حد يفهمني، ردوا عليا قوليلي ايه كل ده؟


"محمود" بغضب: انتي شايفه ان ده وقت مناسب للحكاوي؟


"نور": اختي بتموت وبتقولي هو ده وقته؟ انا لازم اعرف حالاً ايه الي بحصل هنا

ثم صرخت بعنف : حد يرد عليا هموت


نظرت كريمه لمحمود بقله حيله فخفض رأسه بأسي يعلم ان قد دقت الساعه لكشف الحقائق..! وتوضيح المجهول..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دخل سليم المنزل كالاعصار المدمر بخطوات عنيفه يجذب كندا خلفه حتي كاد يقتلع كتفها ولكن لم تجرؤ علي الحديث فقط تهرول خلفه بدموع وألم وندم..


شهق الجميع من منظرها ولكن لم يترك لهم سليم الفرصه ليجذبها داخل المكتب ثم يغلق الباب بعنف وهو ينفض مصعمها بشمإزاز تحرقها نظراته الجهنميه في شدتها وقسوتها..


كانت كندا ترتعش من الخوف فهي تعلم الان انها ستتمني الموت ولن تطوله..!


"سليم" بهدوء مريب يغرس الرعب داخل اوصال كندا : كنتي هناك بتعملي ايه؟


لم ستطيع كندا تحريك شفتيها حتي .. فخفضت رأسها بخجل منه وقد ذابت من خوفها


"سليم" بغضب مكتوم وقد كان صوته يشبه فحيح الافعي : اقولك انا ليه..

عشان حضرتك واحده غبيه، حتت عيله ما بتفهمش بتصدق اي كلمه بتتقالها، صدقتيه لما قالك انه اتغير.. صدقتيه لما كان بيتصعب عليكي عشان تساعديه يوقعني من الشركه، صدقتيه لما اكلم وحش عني وكرهك فيا، حتي صدقتيه لما قالك بحبك..


رفعت كندا له رأسها وعيناها تتسع بذهول وقد فتحت فمها بصدمه فكيف له ان يعرف بكل حديثم هذا..!


اكمل "سليم" بنفس النبره : صدقتيه واديتي له الامان لحد ما كان هيضيعك.. كان هيخليكي في ثانيه تندمي عمرك كلو وتعيشي موطيه راسك في الارض عشان مكنش هيبقا ليكي قيمه


"كندا" ببكاء هستيري : سيلم انا اس..


صفعه عنيفه هوت علي وجنتي كندا لتقع ارضاً باكيه يرتجف جسدها من سليم الذي كان نيران غضبه تضوي من حوله


"سليم" بغضب : اخرسي.. مش عايز اسمع صوتك .. بسب غبائك وتهورك كنتي هتضيعي نفسك ، اسفك مش مقبول ومن النهارده مفيش خروج من اوضتك غير بأمري انا، طلامه هما مش عارفين يربوكي ومدلعينك، انا الي هربيكي


"كندا" بضعف وندم : عاقبني زي ما انت عايز، بس سامحني اني صدقت اي كلمه في حقك انا اسفه


"سليم" بجمود ودون مشاعر : اتفضلي علي اوضتك ومش عايز اسمع صوتك


نهضت كندا وقلبها يتقطع إرباً بندمها علي ما فعلته وما ارتكبته في حق اخيها..!


لتهرول خارج المكتب باكيه ثم خارج المنزل بأكمله غير عابئه بوالديها او بجدها الذي اخذوا يهتفون بأسمها في ذعر..!


انتقل نظرهم نحو سليم الذي ترجل من المكتب بكبرياء ونظرات ثابته تغلفها القوه، حتي اسيل ارتبكت من هذه القسوه التي تظهر في عينيه الان..! وكأن قسوته تكاتفت كلها ليبثها من خلال نظراته هذه.. !


كان احمد يقف بجوار والده ينظر لأبنه فاقد الوعي بصدمه وهو يري والدته تجسي علي ركبتيها تضم رأسه بين احضانها وهي تبكي بهستريا وتلعن سليم


اما كرم ومازن عقد لسانهم من الصدمه ينتقلون بنظرهم بين سليم واكرم وباب المنزل علي اثر كندا بذهول..!


اشار "سليم" لأحد الحراس قائلا بلهجه آمره : خدولي الحيوان ده فوقوه


رفعه احد الحراس علي كتفه وهو ينفذ تعليماته بحرفيه فقد كان يعلم ماذا يفعل..


اخذت تطلع به والدته وتصرخ بالحراس كي يفلتوه ولكن بلا فائده فتوجهت لسليم تضربه علي صدره بهستريا وهي تصرخ بغضب وغل : انت ايه ؟ شيطان؟ انا بكرهك وبكره اليوم الي اتولد فيه وبلعنك كل دقيقه في سري وبتمني موتك..


شهقت اسيل كما شهق الجميع من كلماتها وقد ظهرت الان ما كانت تخفيه بجوفها.. !


كان "سليم" ثابتاً يسمع لها بعدم اكتراث ثم بنبره صارمه : ككرررم، ابعد امك عني وخليها تتقي شري دلوقتي


كان كرم يعلم جيداً معني كلماته فهرول تجاه والدته يأخذها بعيداً عنه وهو يري الحراس يدلفوا من جديد ومعهم اكرم وقد فتح عينه بوهن .. ثم ألقوه علي الارض بإهمال فترنح عليها بضعف..


"سليم" بثيات ونظره إشمإزاز : تحب تعرفهم بإنجازاتك يابن عمي ولا اقولهم انا؟


رفع "اكرم" عيناه بغل وحقد قاتم يقول من بين ألمه : ما بتهددش وما باخفش من حد..


"سليم" بثقه : هعتبرها موافقتك اني احكي انا واعرفهم بقذراتك الي بسببها هندمر كلنا..


"عبد العزيز" بصرامه : سليم، اكلم علي طول في ايه بيحصل هنا؟


"سليم" بثبات : في ان البيه اول لما ساب البيت رجع دبي وسحب الفلوس تمويل المشروعات الي هناك وده كان هيخسرنا الشركه قبل ما يخسره هو نفسه لما اخد الفلوس عشان يصرفها علي السهر والشرب والستات واخرهم المخدرات والخمره..


شهق الجميع حتي عبد العزيز صعق من كلام سليم حتي كاد ان يترنح للخف من صدمته بحفيده لولا ان هرول له محمد ليتكئ عليه يسمع سليم يتابع حديثه..


"سليم" بنفس النبره : بس كان في حاجه اهم من الفلوس وهو كارت الميموري بتاع فيديو الحادثه الي حصلت زمان وخطط ونفذ صح..!

خطط انه يراقبني كويس عشان يمسك عليا غلطه وساعتها يقدر يلعب هو.. ولما لعب، لعب مع معتز السيد الجمال عم اسيل .. لما فبرك الفيديو وعمل عليه تأثيرات عشان يثبت ان ابويا كان مع عمي وهو بيحرق مخازم معتز عشان ينتقم لما كسب الصفقه وكان ده في اليوم الي واخد مراته وابنه يتباهي قدامهم بالصفقه الي كسبها والمخازن الي بقت عمرانه بس للاسف الحريق مسك فيهم ومفيش غيره الي نجي.. وساعتها جدي راح لمعتز وسلمه عمي بأيديه بس هو كان ناوي علي الشر


شهقت اسيل بصدمه و وقعت علي المقعد تدفن رأسها بين كفيها وهي شبه فاقده للوعي..!


"سليم" بشمإزاز : والشر ده ساعده عليه ابن عمي..! الي نقل اخبار جوازي من اسيل وطبعاً نقل كل تحركاتنا ولعب بدماغه بالفيديو ان ابويا مشترك في الحادثه وطبعاً ساعتها الطار هيبقا مني انا وابويا..


هوي عبد العزيز علي الكرسي بصدمه مما فعله حفيده بهم..! طوال عمره يبني هذا الامبراطورية ليأتي هو ويهدمها بخبثه وحقده..!


"سليم" بشمإزاز وعينان تشتعل منهم النيران : واخرهم عايز يكسرني في اختي لما يغيرها من نحيتي يزرع في دماغها اني قتال قتله وناوي علي قتله عشان تساعده انه يتحامي مني وتنفذ الي هو عايزه بس طبع الدنائه وطبعه القذر سمحوله انه يتهجم علي بنت عمه الي من دمه ولولا اني روحت في الوقت المناسب كانت، هتضيع من ايدي..


صدمه موضيه بالالم احاطط بالجميع حتي والدته التي كانت تدافع، عنه فقدت وعيها آبيه ان تكتشف ان ولدها بهذا الشر..!


تقدم منه احمد بخطوات بطيئة بوهم ثم صفعه تصاحبها الكثير من مشاعر الندم والخذلان تهوي علي وجه اكرم..!


كان اكرم فارغ الفااه لما يحدث فكيف لسليم ان يعلم بتحركاته بتلك الدقه وهو لم يلحظ اين من رجاله يراقبه..! حتي وان مخططاته تلك لم يلقيها علي احد عبر الهاتف فكانت مقابلاته كلها علي ارض الواقع لعدم ترك فرصه لسليم بأن يصل له..!


كما اندهش عبد العزيز، ايضا ولم تكن صدمته اقل من صدمتهم جميعاً فكيف لسليم بهذه المعلومات؟


فهم "سليم" نظراتهم حوله فألتف لأكرم بغرور وثقه يرفع رأسه بكبريائه المعتاد ويهتف بنيره صارمه : انا فعلا مكنتش براقبك لأني كنت معاك...


صدم الجميع وظلوا يترقبون حديثه في دهشه من امرهم..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


عندما قص عليها والدها سر العداوه بين عمها وعم اسيل، هوت نور علي المقعد من خلفها تهطل دموعها بغزاره فهي لم تتوقع هذا في اسوأ احلامها.. !


ظلت تدعوا وتصلي طوال ليلتها تدعوا الله خالقها عز وجل ان ينعم، عليهم برحمته وان يساندهم في تخطي هذه المحنه..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


اقترب سليم من اكرم بخطوات بطيئة ثم جثي علي ركبتيه امامه ينظر له بشمإزاز ويقول بكبرياء ودهاء فاق كل الحدود : انا الي بيتحداني حياته بتتحول لجحيم ، لسه ما اتخلقش الي يحاول بس يضحك علي سليم المنشاوي


ثم تابع بتحدي وعينان كالصقر : فاكر الفندق الي كنت قاعد فيه في دبي؟ فاكر اول ليله هناك كانت مع مين؟


لينطق اكرم الحرف بوهن وتفكير : رودي..

ثم عاد بتفكيره الي هذه الليله التي ذهب بها للبار المخصص للفندق واتت تلك الفتاه ذو الملابس الفاضحه والتي كانت تغازله بمياعهه حتي اذابت عقله واخذ يسكر معها حتي خرج من عالمه لعالم المحرمات حين اخذها لغرفته ليلاً وعندما افاق صباح اليوم التالي لم يجدها وكأنها تبخرت من المكان ولكنه لم يكترث ولم يأتي في شكوكه ان هذه مكيده دلف لها بقدميه ليفتك به اعصار سليم المنشاوي..!


"اكرم" بوهن : بس دي مالها؟


"سليم" بكمر وذكائه المعتاد : لو فاكر ان رودي قابلتك بالصدفه تبقي غبي ولو فاكر ان حصل حاجة بينكم ليلتها تبقي غبي بردو

لان رودي ما هي الي وسيله استخدمتها لما عرفت انك سافرت دبي وبسهرك كل ليله في البار واكيد مش همشي وراك حرس لان عيبه في حقي ان ابن عمي يبقي بالغباء الي يخليه ميكتشفتش ده،


ثم اكمل بكبرياء : لكنه مش في ذكائي عشان يكتشف جهاز التتبع والتصنت الي علي شكل كبسوله و الي اتحطله في الاكل ونزلت ثبتت في جدار معدته بفضل رودي الي نفذت مهمتها زي ما امرت ..


كانت هذه نقطه فاصله بالنسبه للجميع..!

فإن كان الجميع يخشي سليم المنشاوي كمن يخشوا مواجهه الاسد..! فالان ذكائه ودهائه يجعله يفوق الاسد ليصبح ضبع..!


لم يستطيع عبد العزيز منع نظره الفخر لسليم علي ذكاءه الذي فاقه هو شخصياً اما عن محمد فعقد لسانه وهو يشعر انه الابن ليس الاب.. كما صدمت اسيل من هذا الذي يقف امامها ظلت تحملق به بإفتخار لا تصدق مدي ذكاءه ..!

ولم تقل دهشه كل من ساميه وكرم ومازن..!


حتي اكرم تيقن الان ان خصمه كان اقوي مما توقع بمراحل لينهض بوهن وعيون حاقده يلهث من ألمه ولكن تمرد عليه حين سأله سيلم ...


"سليم" بشمإزاز : ليه؟ .. ليه كل ده جواك من نحيتي؟ ليه عايز تكسرني وتحطمني وانا وانت دم واحد؟ ده انا طول عمري واقف في ضهرك وساندك وعمري ما فكرت اضرك ؟ ده احنا كنا اخوات مش ولاد عم..! كنا ما بنفارقش بعض ..!

ليه دمرت كل حاجه ؟ كل ده عشان الفلوس والسلطه..!


ليتنحي الكل جانباً الان فقد بدأت المعركه الداميه الان وصدع صوت الرعد معلناً عن ليله عاصفه بالحقائق الذي اخفت لسنين..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


في مكان اخر تفوح منه رائحة الدماء وقد كانت من الجثه الغارقه في دماؤها تحت قدم معتز الممسك بسلاحه ويجول بنظرات شرسه للرجال الذي يلتفون حول الطاولة امامه


"معتز" بغضب وهو يشير لجثه الرجل : ده جزاء اي حد هيفكر يلف ويدور عليا، انا بجمع فيكم من 9 سنين مش عشان تيجوا وقت الجد وتجيبوا ورا..!


هتف رجل من الرجال بشر : لا نجيب ورا ايه ده احنا ما صدقنا نخلص من حفيد المنشاوي الي مش سايبلنا ولا مناقصه ولا صفقه الي لما يبلعها هو ونطلع احنا من المولد بلا حمص..!


ثم هتف رجل اخر بغل : احنا كلنا هنا كنا بنافس شركات المنشاوي من زمان ايام جده وابوه وعمامه قبل ما هو يمسكها وكان يوم لينا ويوم علينا ، انما دلوقتي من ساعه ما هو مسكها واحنا اتحط علينا في السوق خالص..


أيده باقي الرجال بغل وحقد واضح ليبتسم "معتز" بشراسه ويقول بمكر إبليس : وعشان كدا انا كنت مستني ال 9 سنين دول، عشان اجمع جيش من اعداء سليم واعداء عيله المنشاوي، هو قدر عليكم كل واحد لوحده بس خلينا نشوف هيعمل ايه لما يلاقيكوا كلكم مع بعض، كل اعدائه بتهاجمه في وقت واحد..!


ابتسم احد الرجال بخبث ليقول بمكر : وطبعاً ده هيدمره ومش هيبقا فايق يدور وراك ويخلالك الجو عشان تنفذ الي في دماغك..


ابتسم معتز بشراسه وتوعد مؤكدًا علي كلام الرجل..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


استجمع اكرم شجاعته وقوته حتي يقف يصرخ امام سليم بغضب وغل من لهيب الذكريات..!


"اكرم" بحرقه : عايز تعرف ليه؟ لا عشان السلطه ولا عشان الفلوس زي ما الكل فاهم، بس عشان احرق قلبك زي ما حرقت قلبي..!


تطلع له سليم بدون فهم ليكمل اكرم حديثه بغضب هستيري : رودينا..


"سليم" بتفكير ودهشه : رودينا؟ مش دي الي كنت بتح..


قاطعه "اكرم" بحده : ايوا دي البنت الي حبيتها من 10 سنين اول ما سافرت دبي، حبيتها وماحبتش غيرها، وعشان طبعاً هي حتت سكرتيره متلقش بعيله المنشاوي، حرمتوني منها ومن حبها، خلتوني اموت الف مره وانا بتخيلها مع واحد غيري، ومترددش لحظه اني اضحي بكل ده عشان خاطرها، ولما اجوزتها عرفي ونزلت بيها علي مصر من وراهم كلهم عرفتك انت بس عشان عارف انك كنت دايما بتبقا في ضهري بس كنت غبي.


ليشدد علي كلماته وهو يلكم الجدار بعنف حتي نزفت يده ويكرر كلماته بغل : غبي.. غبي.. غبي..


"اكرم": انت اه ساعتها وقفت ضدي وحاربتني ورفضت الفكره بس ده مصدمنيش اد ما اتصدمت وقت ما عرفت انها حبتك..!

حبتك وكانت بتجري وراك من ورايا..! ، كنت عارف وعارف ان كل مره بترجعها مذلوله ومتهانه بس مكنتش قادر ابعد عنها..! عملت نفسي مش واخد بالي من خيانتها ليا وحبها ليك وقولت اول ما نحدد معاد الفرح هتنشغل في الترتيبات وتنساك..! بس هي اكتشفت متأخر انها محبتش غيرك ومش هتقدر تكمل مع حد تاني..!


ثم اكمل بمراره : وانتحرت يوم الفرح..


ما هذا اليوم الحافل بالصدمات فقد هرع الكل وانعقد لسانهم يشعروا وان الزمن قد توقف بهم وهم يرون كم الاسرار التي خفت في ثنايا الزمن وقد اخفاها بحرفيه..!


"اكرم" بمراره وحرقه كما اشتعلت عيناه بالغل والغضب : انتحرت ووماتت وموتت ابني الي كان في بطنها..! ماتت يوم فرحنا عشان مش قادره تكمل معايا..! ،انا الي اتحديت الدنيا عشانها و كنت مستعد اضحي بروحي عشان سعادتها سابتني وحبيتك انت..! حبت الي ذلها واهانها وفضلتك عليا..! فضلت الموت علي انها تكمل معايا عشانك..!


ثم اكمل بغضب جامح وهو يصرخ بهستريا : ليه؟ ليه كل ده فيك ايه زياده؟ ليه اتحرمت من حب مراتي وابني بسببك، دايماً انت الكسبان في كل حاجه، ليه واخد كل حاجه والعيون عليك وانا محدش شايفني ،حتي يوم ما حبيت سابتني عشانك..!، وحرقت قلبي وكسرتني وانت كنت لسه واقف زي ما انت متهزتش..!


حقي بقا يجيي اليوم الي اكسرك فيه واحرق قلبك، زي ما طول عمري بتعذب بسببك، حقي احرمك من ايامك الحلوه عشان تدوق المر الي انا عشت فيه بسببك، حقي يا سليم حقي


كان سليم صامد ينظر له بكبرياء وثقه، يعلم انه لم يخطئ ولكن يتحسر علي عقله المريض وقد ظهر امامه انه غير سوي..!


تعالت شهقات اسيل تضع يدها علي اذنها رافضه سماع اكثر من ذلك فكان هذه كفيلاً للفتك بأعصابها وهي لا تصدق ان هناك اناساً تصل لهذه المرحله من الخبث والكراهيهه، هرولت اسيل خارج المنزل تصعد الدرج باكيه متوجه لكندا فلحقتها ساميه هي الاخري وتبقي الرجال الذي كان يغلفهم صدمه عمرهم..


"سليم" بإحتقار : انت اقذر انسان شوفته في حياتي، سمحت لتفكيرك المريض يسيطر عليك و يوصلك للمرحله دي..! انا ما ببررش تصرفاتي عشان انا ما بلغطش بس انت غلطت يا اكرم، غلطت لما سبت نفسك للشيطان لحد ما عملك نسخه منه..! انت ما انتقمتش مني ..! بس بالي انت عملته ده بتنتقم من كل العيله اولهم ابوك وامك اخوك، الي معتز الجمال مستحيل يسيبهم في حالهم وكل ده لانك غبي، ومريض ولازم تتعالج..!


هنا اشار سليم بيده للحراس الذي دلفوا للداخل جميعاً ليتراجع اكرم بخطوات واسعه للخلف يبتعد عنهم وهو ينظر لهم في ذعر ولكن هيهات..! لقد احاط به رجال سليم الاقوياء وقد كان يتعد عددهم العشره حتي يكبلوه جيداً ثم يدلف بعدهم مدير اكبر مستشفى علاج نفسي بالوطن العربي يتوجه نحو اكرم ببطئ تحت اعين الجميع وقد كان منظراً أليماً حين يحاول اكرم الافلات منهم بكل ما اوتي من قوه حتي يفقد الامل وقد بدأت دموعه تنهمر وهو يصرخ بحرقه في والده حتي يخلصه ثم الي كرم الذي انشق قلبه علي حال اخيه واخذ يهرول خارج المنزل لا يستطيع رؤيه هذا المنظر بعينه، اما عبد العزيز فجلس يدفن رأسه في كفيه ويغمض عيناه بقوه من شده غصه قلبه التي كادت ان تفتك به..


اما احمد تمردت دمعه فوق وجنتيه علي حال ولده ولكنه يعلم ان هذا الافضل له وعن والدته فقد وقعت علي الارض بسكون لا تتحرك ولا حتي عيناها ترمش وكأنها اصيبت بشلل كلي..!


اخذت دموع مازن تنسدل علي وجنتيه بهدوء كما عصف قلب محمد بأسي واخفض رأسه يحاول تجنب المنظر


وقف سليم يتابعه بإشفاق ولأول مره ولكن يعلم ان هذا سيتشكره عليه لاحقاً ردد في نفسه بأسي : اسف يا صاحبي بس ده الصح عشان مصلحتك..!


حقن الدكتور اكرم ليتخدر تماماً ويصبح كالجثه الهامده بين ايدي الحراس الذي اشار لهم الدكتور لوضعه في السياره المخصصه للمشفي


"سليم" بإمتنان للدكتور قبل رحيله : شكرا جداً يا دكتور، ياريت تاخدوا بالكم منه كويس وتبلغوني اول بأول


"الدكتور": لا شكر علي واجب يا سليم بيه واكيد طبعاً هنكون علي تواصل مع حضرتك، بس مش عايزك تقلق انت لما كلمتني و شرحتلي الي حصل، انا قدرت اشخص الحاله والنوع ده من الامراض النفسيه انشالله اختفاءه سريع، وبيرجع المريض كأنه اتولد من تاني بعد شفاءه التام..


تنهد "سليم" بأسي : اتمني ده يا دكتور.. تقدر تتفضل دلوقتي


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت حبيسه غرفتها لم تخرج قد منذ صعودها لها في مراره ولكنها لا تعلم انها احتمت من سيل ذكريات عنيف ألمهم جميعاً..!


بعد محاولات عده استطاعت اسيل الدلوف لكندا الغرفه فتطلعوا لبعض بحالتهم تلك فأرتمت كلاهما في احضان بعض كل منهن يبكي علي ليلاه.. اما عن ساميه فقد توجهت لغرفتها بسكون واغلقت الباب من خلفها منعزله عن هذا العالم القاسي بطبعه والغامض بأسراره..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


تطلع عبد العزيز لسليم في ايمائه منه ليفهما سليم وقد كان يؤيده علي فعلته..!


ثم توجه النظر لأحمد الذي يدفن رأسه بين يده .. اقترب منه محمد يربت علي كتفه : شد حيلك يا احمد انشالله يبقي كويس


"احمد" بدموع حبيسه : كل ده يعملوا ابني من ورايا؟ كل ده يحصل منغير علمي.. !، ابني دمر نفسه ودمر حياته ودمرنا كلنا ..!


"سليم" بثقه : عمر عيله المنشاوي ما تقع طول ما انا عايش


نظر له جده في فخر بحفيده الذي تيقن الان انه عمود العائله..!


"احمد" بخزي: سليم يا بني انا مش عارف اقولك ايه بعد الي حصل..! واني كنت طول السنين دي بعملك بجفاء.. ! دلوقتي ابني الي دمرنا كلنا وانت الي ساندنا..! حقك عليا يا بني


"سليم" بثقه : مفيش ابن بيعتذر من ابنه..


لحظتها نظر الكل لسليم بإمتنان وفخر حتي تبادل محمد وعبد العزيز البسمه..!


ولكن نهض "احمد" بحزم يقول بتشدد : انا هروح لمعتز الجمال بنفسي، وهاخد كفني معايا، الموضوع ده لازم ينتهي، دي غلطتي وانا لازم اصلحها


"عبد العزيز " بغموض : الموضوع بقا اكبر من طار يا احمد..!


"سليم" بثقه و مكر : اقعد يا عمي ومحدش ياخد اي خطوه من دماغه.. كل الي عليكو تثقوا فيا


"عبد العزيز" بفخر : طول عمري بثق فيك بس بعد الي شوفته النهارده ده.. انا اتأكد ان ذكائك فاقنا كلنا فعلاً..


"محمد" بصدق : واثق فيك يابني ومسلمك روحي مش حياتي بس..!


انتقل بنظره لأحمد لينهض احمد ويتقدم منه في خطوات بطيئه ينظر بتلك العينين التي كانت كالدوامه من الصعب معرفه ما بها ولكن قال بصدق : واثق فيك يا بني و بتمني تسامحني


اكتفي سليم بإبتسامه هادئه وقد شرع في الترجل من المنزل ليوقفه هتف عمه بأسمه..


التف سليم ينظر لعمه في ترقب ليجده ينظر له ويقول بإمتنان وخجل : شكراً..


فهم "سليم" ما يقصده ليقول بثقه : هيبقا كويس..!

ثم تنهد بأسي واكمل : هيبقي كوييس يا عمي.. اكرم هيبقا احسن من الاول..


خفض احمد رأسه بأسي لتيركه سليم متوجهاً بلهفه لطفلته الصغيره التي بالكاد كان سيل الصدمات عليها ليس هين مما مزق قلبه..!

ولكن من حقها التام بمعرفتها للحقيقه بعد ان مرت بتلك المحن الصعبه..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة