-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الرابع والثلاثون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الرابع والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الرابع والثلاثون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الرابع والثلاثون

 تحدي الموت وصارع بأقصي جهده وهو يتفادي شظايا الزجاج بحرفيه وخفه الي ان وصل لمكتبها اخيراً .. سمع صوت شهقاتها فتتبع الصوت حتي وجدها منكمشه حول نفسها تقبع خلف الاريكه وهي تبكي بإنهيار وتدعوا الله بصوت مسموع


اقترب سليم منها بلهفه يضمها له وقد فزعت في باديه الامر ولكن حين التفت ورأت انه هو من يجذبها لداخل احضانه، ارتمت نحوه في هلع وهي تشدد علي احتضانه بإنهيار..


افترش سليم الارض ثم جذبها بين ضلوعه ليلتصق ظهرها بصدره العريض وحاوطها بقدميه ثم التفت ذراعيه القويه حول كتفها بأمان ليصبح يحيطها بجسده كلياً فقد اصبح لها هو ساترها من الرصاص وشظايا الزجاج التي تطاير بعنف .. اخذت عينيه تغحصها برهبه خشيه ان يكون اصابها مكروه وقد اخذت ذراعيه تبحث عن اي خدش او اي جرح في جسدها ..

"سليم" بلهفه : انتي كويسه؟ حصلك حاجه يا حببتي؟ في حاجه صابتك

ثم امتدت انماله تدير وجهها الغارق بدموعها له وقد اخذ يتحسسه نزولاً برقبتها : قوليلي بس حاجه جت فيكي؟


تعلقت عيناها به وبلهفته عليها كما تسرب شعور الامان لقلبها ..! لم يمر عليها محنه الا وكان هو منقذها..! دائماً بجوارها حتي وان لم تطلب هي..! دائما يكون مخلصها من آلام و اوجاع هذه الدنيا السوداويه ليصبح بنجاح منقذها وحاميها الدائم ..!

ابتسمت ابتسامه وهنه تطمأنه انها بخير ولكن شهقت بفزع عندما وجدت يده تنزف ولا يبالي ..!


"اسيل" بذعر وهي تتحسس يده : اا.. انت ايدك بتنزل يا سليم..!


نظر سليم لجرحه الغويط وقد فاضت دماؤه فوق كفيه ليسحب منديل من داخل جيبه يضغط علي الجرح ليوقف النزيف حتي تهدأ قليلاً وتتحكم في دموعها.. وقد قال بهدوء مطمئناً : متقلقيش يا حببتي ده جرح سطحي من الازاز الي مكسر، مفيش حاجه تستاهل عياطك


ثم رفع كفه الاخر يمسح به دموعها برقه حتي لا تري كفه المجروح وتذعر ولكن عيناها كانت ثاقبه فوق جرحه تاركه العنان لدموعها بإن تسيل فوق وجنتيها ثم رفعت انمالها تحيط بكفه المجروح برقه..


"اسيل" بدموع : جرح سطحي ايه بس؟ انت نزفت كتير اوي يا حبيبي لازم نوقف الدم ده..


اتسعت حدقتي سليم بدهشه حين وجدها ترفع يدها فوق حجابها وتزيله من فوق رأسها بسرعه، ليقبض علي معصمها بقوه لتكف عما تنوي فعله..


"سليم" بغضب : انتي ايه الي انتي بتعمليه ده؟ لفي حجابك كويس علي شعرك واياكي اشوفك قلعاه


"اسيل" بذعر : مينفعش لازم اربطلك جرحك عشان توقف النزيف، هقلعه دلوقتي وبعدين نتصرف


"سليم" بغضب صارم وحده : تولع ايدي وتولع الدنيا كلها، بس انتي متشليش حجابك من علي شعرك ولا هيكون ليا تصرف تاني معاكي فاهمه؟


فهمت "اسيل" غيرته وغضبه لنزعها لحجابها فقالت مطمأنه بهدوء وتوسل : يا حبيبي اهدي انا دايماً بحط معايا حجاب تاني في شنطتي احتياطي عشان لو حصل اي ظروف، خليني اساعدك وبعديها مش هطلع من مكتبي غير بحجابي متقلقش


استسلم لها سليم ليريح قبضته من فوق معصمها فأكملت ما شرعت به لتخلع عنها حجابها بلهفه ثم تبدأ في لفه حول كف سليم المجروح بإحكام لتوقف نزيفه وبالفعل نجحت في ايقاف النزيف و حين انتهت امسكت كفه برقه ثم خفضت رأسها تقبله برقه بالغه عده قبلات متقطعه تقول من بين قبلاتها : سلامتك يا حبيبي... انشالله هتبقى احسن... هتبقي كويس


وبرغم كل هذا الهرج والمرج من حولهم الا انهم نجحوا في جعل لحظتهم مغلفه بالمشاعر فقد كان سليم يتأملها بحب ويتأمل لهفتها وذعرها عليه بسعاده.. يتراقص قلبه مع كل لمسه من شفتيها يشعر بها فوق كفه ليرفع انماله ويسمح لأصابعه بأن تندمج مع خصلات شعرها المرفوع علي هيئة كعكه وتتشتت منه خصلات عشوائية زادتها جاذبيه.. ثم ضغط فوق رأسها من الخلف يقرب رأسها منه ويهبط بشفتيه يقبل جبتها برقه في قبله طويله يغمض عيناه ويستمد الراحه من رائحه شعرها، فهو يعشق ادق تفاصليها..

اسند جبينه فوق جبينها ولايزال يغمض، عينيه يقول بصوت متحشرج اثر فيضان مشاعره : انا كويس طول ما انتي جمبي ومعايا وجوا حضني


وفي لحظتها سمح لشفتيه بتملك شفتيها في شغف ولهفه وخوف من فقدانها او اصابتها بأي مكروه يحاول بث الامان لنفسه انها بخير ومعه وبداخل احضانه..!


استكانت اسيل بين يديه تتيح له المجال بإختطافها من لحظتها المرعبه للحظه شغوفه تبث لها الراحه والامان..


ابتعد سليم عنها قليلاً يتأمل ملامحها البريئه وهي مغمضه العينين وتشتعل وجنتيها بالحمره خجلاً وقد اخفضت رأسها هاربه من نظراته..


اخذت اصابعه تجول فوق شفتيها برقه ثم الي باقي وجهها ترسم ملامحها بهدوء واستقرت فوق وجنتيها حين اخرج كلماته بصوته الاجش : اسيل بصيلي


رفضت اسيل ان تنظر له فلا تريد ان يزداد خجلها اضعاف مضاعفه ولكن كرر طلبه بإصرار : اسيل افتحي عينيك وبصيلي قولت


استجابت له اسيل وبدأت ترفع وجهها له ببطئ وخجل حتي استقرت عيناها فوق عينيه التي سبحت في بحور دفئهم..


"سليم" بشرود وقد مالت نبره صوته للغموض : اسيل..انتي بتثقي فيا صح؟


اومأت له اسيل مؤكده بشده فتابع حديثه : طيب عايزك توعديني دلوقتي ان مهما حصل هتفضلي واثقه فيا وفي حبي ليكي


"اسيل" بعدم فهم : طيب ما انا دايماً واثقه فيك..! ليه اوعدك.. !


"سليم" بإصرار : اسمعي الكلام يا اسيل، اوعديني دلوقتي


"اسيل" بصدق : اوعدك يا حبيبي


تنهد سليم براحه واعطي لها ابتسامه هادئة ولكنها كانت تحمل شيئاً من الغموض لم يصل معناه لأسيل..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وفي نفس اللحظه كان يعم الهرج والمرج داخل منزل المنشاوي وفي جميع الطوابق وقد هرع الكل عندما تعالت اصوات الرصاص من الخارج تخترق الطلقات نوافذ المنزل لتتعالي اصوات الصريخ..


كالعاده كان الجميع يتناولون الافطار مع عبد العزيز في الطابق السفلي حين وصلت لهم اصوات الرصاص و وجدوا شظايا الزجاج تطاير في جميع النواحي، لينتفض الجميع ويقوم احمد ومحمد بحمل الطاوله ودفعها لتنقلب ويحتمون خلفها وقد حرصوا علي حمايه عبد العزيز جيداً بينما كان مازن يصرخ بأسم كندا بهستريا فهي حبيسه غرفتها بناءاً علي طلب سليم..


انتفض مازن وتوجه سريعا للدرج يصعده مهرولاً تجاه منزلهم، حتي دلف للمنزل وهو يصرخ بأسم كندا ويسمع صوت صراخها يأتي من داخل غرفتها حاول ان يتفادي الضربات بخفه حتي يصل للغرفه وحين استطاع ان يدلف داخلها كانت تجلس خلف الفراش تحتمي من اثر الطلقات التي هشمت نافذه غرفتها الكبيره توجه مازن لها بلهفه..


"مازن" بلهفه وهو يلهث : كندا انتي كويسه؟ متخافيش يا كندا انا معا...


قطعت كلماته مع قطع انفاسه تدريجياً وهو يسقط علي الارض بوهن فاقداً للوعي وقد دلف لعالم مظلم لا يشعر به الا بألم كاد ان يفتك صدره اثر الطلقه التي اخترقته بعنف وتسببت في فيض دماؤه حتي اصبح يرقد فوق بركه من الدماء..!


صرخت كندا بألم بالغ غير مكترثه بأي شئ من حولها حين خطت خطواته بتبعثر في اتجاهه ثم تحتضن رأسه ودموعها تنهمر بغزاره ترجوه ان يستفق..


"كندا" برجاء وألم بالغ من وسط دموعها : مازن رد عليا، مازن ونبي ما تسيبي، ونبي يامازن فتح عينك قولي انك جمبي ومعايا


لم تأخد رداً منه وقد اخذت عيناه تغلق ببطئ وهو يفقد وعيه تماماً لا بشعر بصراخها به وهي تهزه بعنف وتهرول بهلع خارج الغرفه تطلب المساعده..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


هدأت اصوات طلقات النار من حولهم كما هدأ الضجيج بالخارج ايضاً.. تركت اسيل حضن سليم مبتعده عنه وتهم بالنهوض ولكن اوقفها "سليم" بتحذير : خليكي مكانك اوعي تتحركي، لحد ما اتأكد ان كل حاجه خلصت


تشبثت "اسيل" في قميصه بذعر وقالت متوسله : لا.. عشان خاطري متطلعش انت ،انا خايفه اوي عليك


خلص قميصه من يدها ثم قبلها بحب وقال بصدق : متخافيش يا حببتي هبقي كويس وهاجي علي طول، خليكي انتي هنا وانا هجيبلك شنطتك تلبسي حجابك ماشي


استسلمت اسيل لقراره وهي تلتمس الصدق بنبرته فأومأت له موافقه بخفوت ابتسم لها برقه ثم بدأ يتحرك بخفه في المكتب حتي وجد حقيبه يدها فأخذها واعطاها لها يشدد علي تنفيذها لأوامره..


ترجل سليم من الغرفه ليجد الفوضي تعم المكان ومالك يقف في منتصف الممر يبحث عنه ويطمأن علي الموظفين بإهتمام، كما فعل سليم فأخذ يجول بأنظاره بين المظوفين يطمأن علي صحتهم وطلب من المستشفي الخاص به احضار سيارات اسعاف مجهزه علي اعلي مستوي لتنقل المصابين ويوصي برعايتهم علي اعلي مستوي وقد وعد جميع الموظفين بتعويض مادي عن ذعرهم وتعرض حياتهم للخطر..


ثم توجه لمالك الذي ينظر له بذعر يخشي رد فعله ليقول بصرامه وحزم : كدا خلصت خلاص ، معتز الجمال حفر قبره


نظر "مالك" لكفه المجروح بذعر يتجاهل كلامه : سيبك من كل ده دلوقتي، انت كويس ايدك مالها ؟ حصلك حاجه او حصل لأسيل حاجه؟


"سليم": لا محلصش ده جرح سطحي وبسيط واسيل الحمدلله بخير، بس انا مش هستني لما يحصلها..!


نظر مالك في عين سليم ليحاول فهم ما ينوي فعله ولكن هيهات فمن بإستطاعه التغلب علي غموض سليم المنشاوي..!


تابع "سليم" بحزم : اهم حاجه دلوقتي اطمن علي البيت وعلي كرم وكل فروع الشركه اكيد ضرب عليهم بس لازم اخد اسيل وامشي من هنا الاول عشان اعصابها متتعبش اكتر من كدا

وانت مشي كل الموظفين النهارده واطلب الصيانه تيجي تصلح كل حاجه .. عايز اجي بكره ملقيش خدش واحد علي جدار تمام يا مالك؟


"مالك" بصدق : متقلقش يصاحبي انا قدها متقلقش


ربت "سليم" علي كتفه بتأييد علي كلامه : عارف وعشان كدا ما بثقش غير فيك..


ثم التف وذهب مره اخري لمكتب اسيل ليجدها في انتظاره وقد اعادت لف حجابها بإحكام فأبتسم برضي واحتضن كفيها في امان ثم توجه خارج الشركه بحذر بعد ان طلب تشديد الحراسه عليه وعلي اسيل الي ان يصل لسيارته وبعد وصوله لها بأمان، اطمأن علي اسيل اولاً ثم انطلق يقود السياره بجنون تتقدمه سايرات حرس وتتبعه سيارات حرس فحاوطوه من جميع الاتجاهات.. اما عن اسيل فكانت تتابعه بصمت وهو يقول بإتصالاته المهمه..


"سليم" بصرامه : تسمع الي بقولك عليه وتنفذه بالحرف، انا مش محتاج افرغ الكاميرات لأني عارف مين الي عملها، بس محتاج احسن اطقم حرس وتكون مدربه علي اعلي مستوي وكمان اتفق مع شركات امن تانيه وميهمكش التكلفة انا عايزهم قدامي بالكتير علي بالليل وبأي تمن اديلهم ضعف اي مبلغ يطلبوه بس يكونوا قدامي علي بالليل فاهم؟


شدد علي كلماته الاخيره بنبره تحذيرية مميته ليومئ برضا بعد موافقه الطرف الاخر فبالتأكيد لم يجرؤ علي معارضته حتي وان كانت اوامره ليست بالهينه بتاتاً..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


: سليم اتصلوا بسليم بسرعه اكيد ضرب عليه هو كمان


هتف كرم بهذه الكلمات في المستشفي بعد ان تلقي مهاتفه من والده يطمأن عليه و يحثه علي لاحقهم الي المستشفى التي يقبع بها مازن بداخل غرفه العمليات وقد احتشد الجميع امامها. وساد جو من التوتر والحزن والقلق افتك بأعصابهم..


"عبد العزيز " بلهفه : واسيل كمان معاه..! اتصل بيهم يا كرم بسرعه طمني عليهم


اخذ كرم هاتفه واتصل بسليم الذي اجاب علي الفور وقد كان لم يترك الهاتف من يده بعد


"كرم" بلهفه : سليم تعالي علي المستشفي بسرعه، مازن اتصاب وهو في العمليات دلوقتي


صوت صرير عنيف صدي في الجو بسبب وقوف سليم المفاجئ كما اندفعت اسيل بقوه للأمام وكادت تجرح رأسها لولا حزام الامان الذي ثبته سليم لها بإحكام..


"سليم" بصدمه : انا جاي حالاً ، انتو في المستشفي بتاعتنا؟


"كرم": ايوا

ثم تابع بقلق : عرفت انه ضرب عليك في الفرع الرئيسي طمني عليك انت كويس حصلك حاجه او حصل لأسيل حاجه؟


"سيلم" بعد ان عاد يقود السياره بجنون ويغير مساره حتي يصل للمشفي : لا احنا كويسين الحمد لله، خمس دقايق وهكون قدامك سلام.


اغلق سليم الخط وسط نظرات اسيل المرتبعه وقد كانت ترتجف من الخوف..!


"اسيل" بخوف : سليم..؟ في ايه؟


قص لها سليم ما رواه له كرم لتشهق بصدمه تضع يدها علي فمها وقد بدأت دموعها تنسدل فوق وجنتيها بإنهيار..!


وسليم في حاله ليست هينه بالمره فكل هذا فوق عاتقه هو .. وعليه هو التصدي لكل هذه المشاكل والنجاه من اختبار القدر..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


_في المستشفي


كان الجميع يقف بإنهيار فب انتظار خروج مازن من غرفه العمليات وقد كانت اسيل تحتضن كندا ودموعهم اخذت مجراها فوق وجنتيهم، اما عن سليم فكان شارد بملكوت اخر خاص به هو محرم علي احد اقتحامه..!


لينظر له عبد العزيز ومحمد في اسي ويتبادلان النظرات فيما بينهم بسكون وق فهم كل منهم ما يرمي إليه الاخر .. ليقول عبد العزيز بصرامه مؤكدًا انه فهم ما يرمي له محمد : سليم قدها، سليم مش سهل ومحدش يعرف يغلبه، متقلقش عليه


اومأ له محمد بأسي وهو يدعي الله ان يحفظ اولاده قبل ان تجحظ عيناه حين رأي مازن يخرج يعتلي الفراش المتحرك فاقداً للوعي ليهرول تجاه الدكتور الذي كان يتحدث مع سليم بعمليه..


"الدكتور" بإبتسامة هادئه: سليم بيه الحمدلله العمليه نجحت وهو دلوقتي عدي مرحله الخطر مع ان الرصاصه كانت قريبه جداً من قلبه بس قدرنا نطلعها بأعجوبه و حالته دلوقتي شبه مستقرة لأنه بردو نزف كتير ، فأحنا دلوقتي هنحطه تحت الملاحظه وهنحاول نعوضه الدم الي فقده وقدامنا 48 ساعه لو حالته استقرت تماماً كدا هنبقا عدينا مرحله الخطر


انفجرت اسارير الامل و السعاده بينهم بالرغم من خوفهم وقلقهم من اليومان القادمين ولكن واخذوا يحمدوا الله كثيراً علي نجاه مازن ونجاح العمليه بينما تنهد سليم براحه واكتفي ببسمه هادئة للطبيب ثم توجه نحو غرفه مازن يقف خلف الزجاج يري اخيه وهو يترنح كجثه هامده يتصل بجسده الاجهزة يستمع لصوت دقات قلبه الضعيفه ليتنهد بأسي ثم يدلف لجناح خاص بالمستشفي قد حجزوه لهم بجانب غرفه مازن حتي يستريحوا به..


كانت تراقبه بشفقه علي حاله وقد قبض قلبها حين تخيلت ألمه الان، تابعته حتي دلف للجناح ثم توجهت خلفه بخطوات بطيئه


وجدته يعتلي الاريكه شابكاً يديه في تفكير ويخفض رأسه بأسي لتعلم بكم الدوامات التي دلفها الان وبشكل مفاجئ..!


اقتربت منه حتي وقفت امامه تلتصق بالاريكه ثم تخطت خجلها وهي ترفع يدها تضم رأسه بقوه وحنان لتستكين فوق صدرها وقد اخذت تربت علي شعره وظهره بحنان ليرفع هو ذراعيه يحيط بخصرها بقوه ويدفع برأسه داخل احضانها..


"اسيل" برقه وصوت باكي : هيبقي كويس يا حبيبي انشالله، ادعيله.. ادعيله يا سليم وانت ساجد لربك واطلب منه يحفظلك اخوك..!

اسجد يا سليم وسلم حمولك علي الله وهو قادر يحلها كلها..


رفع سليم وجهه يقابل وجهها الملائكي بتردد ولكن حثته وهي وتنظر له مشجعه : قوم يلا معايا نتوضي ونصلي وندعي لربنا يوفقه.. يلا قوم


القت هذه الكلمات وهي تبتعد عنه ، تقبض فوق كفيه وتسحبه حتي ينهض فأستسلم لها سليم وتبعها للمرحاض حتي يتوضئ من بعدها

ليبدأ في الصلاه و اوصاله ترتجف يشعر برهبه وراحه في نفس الوقت مما ادهشه ولكن حين سجد شعر وكأنه مثبت بالارض لا يستطيع رفع نفسه مجدداً هو فقط يريد السجود وطلب السماح والعون من ربه حتي وان طال هذا لبقيه عمره..!


طال سجوده وطال دعاؤه ولم يلحظ ان صوته قد ارتفع دون وعي منه لتصل لمسامعها كلماته الراجيه لله ، انسدلت دموعها فوق وجنتيها وهي تأمن خلفه علي دعاؤه بصوت باكي ورجاء خالص في الله..


وعندما نهض وانهي صلاته شعره وانه اغتسل من الهموم ليصبح ذهنه صافياً تتوالي عليه مشاعر الراحه والسعادة والامان فمن لا يشعر بالأمان وهو في كنف الله عز وجل؟ !


اقترب منها سليم حين وجدها تجلس فوق الاريكه بعد ان انتهت من صلاتها هي الاخري و تحتضن وجهها بيدها غارقه في دموعها ليضمها إليه بحنان وارتفعت انماله تزيح الدموع من فوق وجنتيها برقه..


"سليم" بحنان : طب ليه البكي؟


"اسيل" بصوت متحشرج : سمعتك وانت بتدعي وكنت بأمن وراك، ودموعي دي فرحه عشان رجعت لربك والطريق الصح و وثقت فيه

لتشدد علي كلماتها بتوسل : اوعدني يا سليم انك تواظب علي صلاتك وتقرب من ربنا


خفض "سليم" رأسه يقبل جبينها برقه ثم ضمها له بقوه يقول مؤكدًا : اوعدك يا روح قلب سليم، و اوعدك ان في كل سجده هسجدها لربنا، هحمده واشكره عليكي واطلب منه انه يخليكي ليا


خفضت "اسيل" رأسها بخجل اثر نظراته ثم قالت بخفوت : وانت كمان ربنا يخليك ليا يا حبيبي


ابتسم "سليم" بمكر : واخد بالي ان لسانك خد علي الكلمه يعني..!


"اسيل" بعدم فهم : كلمه ايه؟


"سليم" بمكر : الي لسه قايلاه من شويه .. عيدي كدا الي انتي لسه قايلاه بس براحه كلمه كلمه


"اسيل" ببلاهه : طيب..!

وانت... كمان... ربنا... يخليك... ليا.. يا.. حبي...

وقفت اسيل عند اخر كلماتها تشهق بخجل وهي وتخفض رأسها في الارض بخجل لتصدع ضحكته عالياً مستمتعاً بخجلها : ايه وقفتي ليه ما تكلمي..!


"اسيل" بغيظ : علي فكره انت رخم اوي..!


"سليم" بمكر وهو يشدد حصاره فوق خصرها ويثبت نظره فوق شفتيها حتي تفهم ما يرمي له : وهبقي ارخم لو مسمعتهاش تاني..!


فهمت اسيل ما يرمي له فتحنحت بحرج تخفي وجهها شديد الاحمرار خلف كفيها وهي تقول بإستسلام : لالا خلاص هقول اهو ..


ابتسم " سليم " بإستمتاع من خجلها ليتابع بمكر : لااا انا عايزها وانا بتمتع بجمال عيونك


هزت اسيل رأسها في نفي عنيف وقد اخذ صدرها يعلو ويهبط من اثر انصهارها خجلاً من مجرد فكره مقابله عينيه بنظراته التي تذيبها وهي تتغزل به..!


شدد سليم حصاره علي خصرها وخفض رأسه يهمس امام شفتيها حتي تلامست شفتيهم : خلاص يبقا اكمل رخامتي بقا..


ابتعدت اسيل عنه بسرعه وهي تشهق بصدمه وتتيقن انه فاز الان بمعركه اخري لن تنجح هي بمداهاه مستوي مكره فأزاحت يدها ببطئ من فوق وجهها لتظهر ملامحها البريئه ووجنتيها شديدي الاحمرار تطلع بها بشوق وحب وكأنه يحفر ملامحها بداخل ذهنه و قلبه الذي اخذت تضرب ضرباته...!


"اسيل" بخجل ومشاعر جارفه وهي تطلع بعيناه الذي سبحت في بحور عشقه بداخلهم واخذت تشدد علي كلماتها بدون وعي.. : حبـيـبي وروح قـلبي و دنـيتي كلهـا كمان..!


"سليم" وقد اخذ صدره يعلو ويهبط بعنف تصدع كلماتها بداخله لتزلزل مشاعره ويرتجف قلبه عشقاً لها لتخرج كلماته بشوق جارف وشغق امام شفتيها : ااخ لو تعرفي كلامك ده بيعمل فيا ايه..! بيخليني مش قادر اتحمل بعدك عني وعايزك ليا وملكي في كل لحظه من عمري، عايز ارويلك عن حبي وعشقي لكل تفصليه فيكي جننتي و خلتني انسي نفسي واسرح في جمالك..!


ثم تابع بحنان ويده تجول فوق وجهها هبوطاً بعنقها : بس مش هاين عليا اكسر فرحتك بفستانك الابيض عشان كدا مستني ومستحمل عذابي .. عشان فرحتك بفستانك الابيض وفرحك الي تستحقيه و هتبقي ملكته زي ما انتي ملكه قلبي..!


عايزك تعيشي اليوم ده زي ما حلمتي بيه طول عمرك.. اليوم الي هتبقي فيه ليا قدام الدنيا كلها وقدام ربنا..! مش عايز فرحتك فيه تقل او تحسيه يوم متكرر..! لازم بدايه حياتنا مع بعض تكون مميزه و يكون يوم ميتنساش..!


كانت هي تستكين بجبينها فوق رأسه تغمض عيناها بوهن تغلفها المشاعر اثر كلماته التي جعلت قلبها يصرخ بحبه..! ولا يشغل بالها الا شئ واحد فقط خرج من بين شفتيها بدون وعي منها و بصدق مشاعر جارف : بحبك..

نعم لا يشغل بالها ولا يتمكن منها الان الا حبه الذي يزداد في قلبها يجعله ينبض بأسمه بعذوبيه وكأنه يعذف حروفه بأعذب الالحان..


هبط "سليم" فوق شفتيها يلثمهم برقه في قبلات متفرقه يقول من بينها بمشاعر جارفه :

بحبك.. وبموت فيكي.. وبعشقك يا اسيل... بعشقكك..


ابتعدت عنه اسيل بخجل غير عابئه بإعتراضه وحاولت اخراج صوتها المتحشرج بصرامه : سليم مينفعش كدا احنا في المستشفي لو حد شافنا دلوقتي يعني هيقولوا ايه؟


تطلع "سليم" لخجلها بإستمتاع وابتسم في مكر : هيقولوا واحد مراته مفتريه و مجنناه وكان بياخد حقه منها..


لم تستطيع منع ضحكتها لتقون من بينها : انا مفتريه ؟ علي كدا انت ايه؟ دراكولا؟


"سليم" بمكر : تؤ تؤ

ثم غمز لها بخبث وبمرح : انا مليش زي


ضحكت اسيل مؤيده لكلماته ليشاركها ضحكها وهو يتأملها بحب.. يشبع عينيه منها..!

فلا احد يعلم ماذا ستحمل لنا خيوط الشمس من جديد..! 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة