-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السادس

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السادس من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السادس

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السادس

 في مطار القاهره اعلنت طائره دبي عن وصولها لمصر بأمان وقد ترجل منها "احمد عبد العزيز المنشاوي" عم سليم الاكبر مع ولديه التوأم "اكرم وكرم" وهم يكبرون سليم بضع اعوام ومعهم والدتهم "ميرفت" سيده يظهر عليها الرخاء لا تهتم بشئ علي قدر اهتمامها بالمظاهر و اولويتها الاولي هي بث الخبث في نفس زوجها ليعادي اخاه الذي من وجهه نظرها قام بتحريض اباه علي ارساله لبلاد الخليج لكي يتاح له الطريق لنهب ماله وحقه، وللأسف طال خبثها ولدها ايضاً فأصبح اكرم يصاحب الخبث والعداوه لجده، عمه، وابن عمه سليم..!

توجهت العائلة الكريمه للسياره الفارهه التي تنتظرهم خارج المطار والمرسله من قبل "عبد العزيز المنشاوي" لإصطحابهم للمنزل..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


قلبي مش مطمن وحاسه اختك فيها حاجه

قالت الجمله السابقه كريمه وهي تضع يدها فوق قلبها بألم

"نور": يوووه يا ماما بقا، انتي ناويه تنكدي علي نفسك ليه؟ ما كلمناها الصبح وخلاص

"كريمه": طب وتليفونها المقفول من بعدها ده ايه؟

"نور": ممكن تكون برا يا ماما وفصل ومش عارفه تشحنه

"كريمه": لالا اتصلي بيها علي حد من صحابها طمنيني عليها ونبي

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تتبادل اطراف الحديث مع لوجي وهي مندمجه في الاكل في المطعم الخاص بالفندق، حين رن هاتف ندي

"ندي": ايدا اختك بتكلمني!

"اسيل" بإستغراب: طب مكلمتنيش علي موبايلي ليه؟

"ندي" : معرفش خدي ردي

اخذت اسيل منها الهاتف وطال الحديث بينها وبين والدتها بعد الكثير من القسم علي سلامتها وتلقيها الاوامر والتعليمات اليوميه لحفظ سلامتها فتلقتها بمنتهي الهدوء وطمأنت والدتها ثم اغلقت الخط تبحث عن هاتفها

"لوجي": بتعملي ايه؟

"اسيل": بدور علي موبايلي، نور بتقولي مقفول من الصبح، ازاي وانتي لسه متكلمه فيه فوق!! وبعدين انا اخدته منك حطيته في الشنطه عالطول عشان منساهوش زي الصبح وقومت لبست ونزلنا مابصتش فيه و شوفت ايه الي غير النغمه


وجدت اسيل الهاتف ولكن حاولت فتحه ببصمتها كالمعتاد ولكن لم تنجح..! فحاولت مره تلو مره ولكن محاولتها باتت بالفشل..!

فتحت اسيل الهاتف لتندهش انه ليس هاتفها لتشهق بصدمه ورعب افزع كل من لوجي وندي

"لوجي" بلهفه: ايه في ايه مالك؟

"ندي": مالك يابنتي خضتيني!

"اسيل" بتوتر: ده مش موبايلي..!

"لوجي": نعم؟ ازاي يعني..!

"ندي": انتي بتقولي ايه يابنتي هو

"اسيل" : لالا مش موبايلي انا مكنتش واخده بالي منه بس انا متأكده انه مش بتاعي

"لوجي" بدهشه : اومال بتاع مين؟

"اسيل" وهي تنظر لهم برعب:و موبايلي فين؟

"لوجي": اهدي انشالله هنلاقيه، هنطلع ندور في الاوضه ونبلغ اداره الفندق لو لقته


"ندي" وهي تتذكر: يبقا المكالمه الي جت من شويه دي مكنتش المقصوده منها اسيل..!


"لوجي" شهقت بصدمه: وانا غلط في الراجل اوي الصراحه


"اسيل" بضعف و وهن: يارب بس ليه كل ده؟ يارب انا اسفه اللهم لا اعتراض بس تعبت سامحني يارب


"لوجي" جلست بجانبها وربتت علي كفها بحنان: اهدي يا حببتي كل حاجه هتبقي كويسه متقلقيش


نظرت لها "اسيل" بضعف وهي تقول بصوت متحشرج من اثر كتمانها للبكاء: يارب يا لوجي يارب


في هذه اللحظه وجدت الهاتف يرن بنفس الرقم فأعتدلت بسرعه وبدأت في تجفيف دموعها وكانت ستجيب الا ان اوقفتها "لوجي" قائله بحزم : استني عندك انا الي غلط وانا الي لازم اصلح غلطتي انتي ملكيش دعوه، هاتي الموبايل

"اسيل": بس يا لوجي..

"لوجي": مفيش بس، هاتي الموبايل انا هفهمه واعتذرله علي سوء التفاهم


اخذت منها الهاتف وفتحت الخط وعندما همت بالرد قطع كلماتها صوته الاجش وبخبث قال : مش طالبك عشان اسمعك، انتي الي المفروض تسمعيني، تليفونك معايا انا مش مع الشغاله يعني كلامك بقا معايا انا، وبعد الغلط الي قولتيه هتتعاقبي


"لوجي" بنفاذ صبر: ايوا يعني ايه ده؟ عايزني اعملك ايه يعني، انا عايزه موبايلي وكل واحد يروح لحاله


"سليم بخبث": الله! وليه الاستعجال هو الي بيغلط ينفع نطبله ونعديله؟، عايزه موبايلك تيجي تاخديه و لوحدك فاهمه؟


"لوجي": هو ايه ده؟ انا اخد موبايلي زي منا عايزه اجي اخده انا ابعت حد ياخده ملكش فيه المهم نتقابل في مكان عام


"سليم": تؤ تؤ، مش انتي الي بتقرري هنا قولتلك انتي المفروض تسمعيني وبس، انا الي اقرر هنا، قولت هتيجيلي الشاليه و لوحدك تاخدي موبايلك


"لوجي": الله طب ولو مجتش يعني هتروح تكسره ولا تبيعه؟ روح الله الغني عنه


اطلق سليم ضحكه خبيثه ارعبتها وهو يقول بخبث

"سليم": لا هفنطه

"لوجي" بدهشه: نعم؟

"سليم": هفنطه، يعني هفتحه اخد الي عليه واتصرف انا بقا معاهم براحتي، يعني العب في الصور شويه، اركب فيديوهات شويه، حسب مزاجي بقا

"لوجي" وقد نفذ صبرها: انت اتجننت؟ انا اسجنك فاهم يعني ايه؟ والله لو حاجه من دي حصلت لاسجنك


كان يحاول منع ضحكته وهو يلاحظ ارتبكها من حديثه الذي كان يتعمده لإخافتها ليس إلا

"سليم": والله لو نفذتي الي هقولك عليه مش هيحصل حاجه وتليفونك هيرجعلك زي ما وصلي

ثم اكمل وهو يشدد علي كلماته : متفتحش..


"لوجي": بإرتباك، ايوا طيب عايز ايه؟


ابتسم "سليم" بخبث وهو يقول بصوته الاجش: ساعه وتكوني قدامي في الشاليه في العنوان ده "****" وتيجي لوحدك عشان لو فكرتي تعملي حاجه وتلعبي من ورايا في اقل من ربع ساعه هتكوني بطله السوشيال ميديا مفهوم؟

قال كلمته الاخيره بحده لتنطق "لوجي" فوراً بارتباك: مفهوم، بس والله لو عملت حاجه لا هكون مبلغه عنك ومش هرح...

قطع كلمتها اغلاقه للخط في وجهها غير عابئ بمحتوي حديثها


عندما اغلق الخط ارتفع صوت ضحكه سليم وهو يقول لنفسه: ايه يا سليم ده البت صدقت وماتت، انت حنيت لأيام الشقاوه باين


ولكن في الجهه الاخري كانت اسيل تتابع تعبيرات وجه لوجي بإهتمام وارتباك هي وندي وعندما اغلق الخط قصت عليهم ما حدث لتشهق "اسيل" بصدمه وتشعر وكأن دلو ماء بارد سكب فوق رأسها ولكن تمالكت نفسها وهي تصتنع الجمود وتقف بهمه وتقول بوجه خالي من التعابير : انتي مش هتروحي في حته يا لوجي دي غلطتي وده تليفوني وانا الي هروح

وقفت "لوجي" بسرعه تقبض علي، معصمها بتوسل وهي تقول : لا ونبي يا اسيل، ونبي لا، تروحي فين بس انتي هبله؟ مش خايفه علي نفسك لا يحصلك حاجه! احنا لازم نبلغ

"اسيل" بجديه : لوجي انتي مش حاسه بالي انا فيه؟ انا تليفوني معاه يعني لما ابلغ ويعمل حاجه من الي هددك بيها انا دلوقتي هيحصلي ايه؟ واحنا مع ناس يموتوا في الظيطه يعني لو حصل شوشره وحد شم خبر الموضوع هيبقا علي لسان الكل وكل واحد بكلمه والحقيقه انا مش مستعده لكدا..! انا عارفه انه غلط اني اروح بس مش قدامي حل غير ده..! والموضوع منتهي

"لوجي": طب استني هنيجي معاكي ونستني بعيد

"اسيل": لا انتو هتفضلوا هنا عشان محدش يحس بحاجه ولو مرجعتش في خلال ساعتين بلغوا البوليس


انهارت لوجي في البكاء بعد سماعها لكلمات اسيل الاخيره

لتربت عليها اسيل بضعف وهي تقول

"اسيل": متقلقيش هاخد بالي من نفسي، بس مفيش حل غير ده و انا تبعت ولازم اخلص انا هروح وارجع انشالله اسافر القاهره انا مش قاعده هنا تاني وخلي بالكم من نفسكم لحد ما ارجع


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تقف امام باب الشاليه بعد ان مرت من البوابه ذات الحرس مما بث الطمأنينه قليلاً في قلبها واقنعت نفسها بأنه يعاقبها علي انها لوجي لكلماتها اللاذعه له في الهاتف فقط لا غير اخذت تدق الباب بحذر وهي تلتف حولها ولكن اندهشت من الحديقه المحيطه بالشاليه والتي كانت في قمه الاناقه والجمال اخذت تجول بنظرها في جميع الاتجاهات وتشهق بإنبهار من منظر الشاليه الراقي والفخم واخذت تتخيل منظره من الداخل متناسيه خوفها وسبب قدومها ، اعطت اسيل ظهرها لباب الشاليه متأمله بقايا الشاليه بإنبهار


وفجأه بدون سابق انذار فُتح الباب و وجدت من يضع يده علي فمها كاتماً شهقاتها ويسحبها للداخل متجاهلاً محاولات افلاتها، لتجد نفسها في غضون ثانيه داخل الشاليه وقد اغلق الباب من خلفها وتستند بظهرها عليه من الداخل ولا تري اي شئ من حولها نتيجه للظلام الحالك الذي يسود الشاليه فقد اغلق اي مصدر للضوء فأصبح الجو معتماً، كانت تنظر حولها برعب وهي تلتفت حولها تحاول ايجاد شعاع من الضوء تستنجد به وتتعرف علي هويه الغامض الذي يحاصرها ولكن شل تفكيرها بوصول انفاسه لعنقها وقد تخللت رائحه عطره جميع خلايا ذهنها لتصيبها كهرباء في جسدها وقد خفق قلبها وهي تحاول انكار رائحته الذي حفظتها عن ظهر قلب..!

ولكن كانت الصاعقه بالنسبه لها عندما تحدث بصوته الأجش بهدوء بجانب اذنها :مش عايز اسمع صوتك، صوتك ده لو طلع محدش هيزعل غيرك


بدأت اسيل ترتعش خوفاً وتتوتر وتنهمر دموعها علي وجنتيها دون توقف تحاول اخذ نفسها بصعوبه لتجده يبتعد عنها بيطئ وتشعر بأنماله تحيط بها ولكنها كانت ثابته لا تقدر علي اخراج الكلمات من بين شفتيها المرتعشه

خفضت رأسها بتوتر وقد شهقت بصدمه عندما فتح النور فجأه فلم تتحمل عينها المفاجأه واحتمت داخل جفونها سريعاً

شعرت اسيل بأنفاسه تصطدم بمقدمه رأسها بعنف وقد ازدادت ضربات قلبه و قد خيل لها انها تسمعها بوضوح رفعت اسيل عينها بتوجس وحذر تدعي الله ان يكون ما بذهنا مجرد تخيلات ولكن شهقت بصدمه عندما وجدته يتأملها بذهول يتصاعد صدره من سرعه تنفسه وقد ازدادت ضربات قلبها هي الاخري وظلت عينها معلقه به حاولت تذكر ما فعله به لتنهره ولكن عقلها كان مشتت لا يستطيع الخروج من عالم عينه لتسبح هي به في عالم اخر ولكن قاومت جاهده متصنعه الجمود

"اسيل": بصوت متحشرج وعينان باكيه وانف احمر مثل وجنتيها : ااا... نن. انت؟!


افاق سليم من شروده علي صوتها وهو يحاول استعاده ثباته ، وغروره وكبرياءه يرفض الاستسلام فأرتدي قناع البرود مره اخري وهو يقول بخبث

"سليم": انتي؟ ايه وحشتك بالسرعه دي؟ مش قادره تستني علي غلطتك التانيه عشان اعاقبك؟ عارفه لو كان حد تاني غيرك كان ممكن اسيبه، بس سليم المنشاوي ما بيرجعش في كلامه وانا لما قولت هربيكي كنت قاصدها


ثم اقترب من اذنها مما جعلها تشهق بصدمه وتشيح بوجهه بعيداً ولكنه تجاهلها وتابع اقترابه منها

"سليم" في اذنها وهو يبتسم بخبث : وشكل انا ما ادتكيش الدرس صح الصبح ومحتاجه تكمليه لحد ما لسانك ده ينضف ...ثم اكمل بهدوء وهو يبتسم : وبصراحه حبيت اللعب معاكي


ألجمت الصدمه لسان اسيل وثبتت مكانها لا تقدر حتي علي الحركه تشعر انها تنصهر من الحراره بسبب خجلها وتوترها منه..!

كانت تنظر له بصدمه شارده تحاول ان تنتقي كلماتها ولكن لم تنجح

شردت في ابتسامه سليم الحانيه ونبره صوته الرجوليه الواثقه وهو يقول بخبث

"سليم" بخبث: ايه متنحالي كدا ليه؟ عاجبك؟


لم تنطق اسيل ونظرت في الارض فوراً تهرب من نظراته وظلت صامته توترها يسيطر عليها تحاول الكلام ولكن كانت محاولتها جميعاً فاشله فأضاف سليم وهو ينحني بالقرب من اذنها مره اخري فيتخلل عطره ذهنها وقد كان يقصد هذه الحركة ليملأ حواسه برائحتها التي لم تفارقه و قال بخبث عندما اقترب منها حتي كادت شفتيه تلمس اذنها: او يمكن مرتاحه في حضني بما انك تقريباً واقفه فيه؟


وقعت كلماته علي اسيل كالحمم المنصهره لتتوتر وتشتعل، غضباً وتستفق من توترها تحاول جمع كلماتها والتظاهر بالجمود مره اخري

كانت تنهره بشده ليبتعد عنها ويتركها وهي تصرخ بغضب

ليتحول فوراً من هدوءه لأعصار وهو يقول بنبره صوته القويه الواثقه

"سليم" بحده: صوتك ده ميعلاش عليا، عالفكره انتي في شاليهي وانا لوحدي والحرس والامن الي برا شايفينك وانتي داخله هنا بمزاجك بس هما فاهمين انك من سيدات الاعمال الي جيالي في الشغل انما ابقا هتتجني هيبقا ولا اعرفك وشوفي بقا مين الي هيزعل ساعتها


"اسيل" بنفاذ صبر: خلاص بقا يا اخي حرام عليك انت ايه ما بتحسش كفايه بقا انا بكرهك، بكرهك


شعر سليم بغصه في قلبه نتيجه كلمتها الاخيره ولكن لا يعلم لما مما جعله يعنف نفسه وينفض اي افكار في ذهنه وقال بصوته الجوهري مما اخافها وجعلها تتراجع للخلف برعب : صوتك ده يوطي احسنلك وتتلمي انتي كل ده ولسه متعلمتيش؟!


"اسيل" وقد شعرت ان قواها جميعاً قد خارت فقالت بصوت متحشرج تحاول منع دموعها بأقصي الطرق : يا اخي حرام عليك، ارحمني بقا عايز مني ايه تاني مش كفايه البهدله الي بهدلتهاني الصبح، الله يخليك اديني موبايلي وخليني امشي و اوعدك مش هتشوف وشي تاني


"سليم" ببرود: تؤ تؤ، مش هتمشي من هنا يا قطه إلا بمزاجي، بعدين اعملك ايه ما انتي الي كل شويه تقعي في طريقي


"اسيل": انا لو عليا مكنتش عايزه اعرفك اصلاً، كانت سفريه زفت والله، ارحمني انا تعبت، قولتلك هات موبايلي وانت مش هتشوف وشي تاني خالص وهريحك مني خلاص كدا؟


تخيل سليم عدم رؤيتها ثانيه وشعر بضيق استغربه وحاول يتلاشاه..!

"سليم": لا مش خلاص قولتلك مش هتمشي من هنا غير بمزاجي ومش قبل ما تعملي الي انا عايزه واظن خلاص انتي عرفتي كويس ان كلمتي هي الي بتمشي وانا الي بقرر هنا وانتي تنفذي وبس

نظر لها بتحدي في عينها ثم التف وذهب لكرسي امامه وجلس بأريحيه واضعاً قدماً فوق قدم وهو ينظر لها بثقه و غرور


ارتبكت "اسيل" و نظرت له قائله بتوجس: وانت عايز ايه؟


نظر لها سليم متفحصاً بنظره خبيثه من رأسها لأسفل قدمها ثم عاودها بالعكس وهو يقول بخبث: ومالك خايفه كدا ليه؟ مش قولتلك الصبح انتي مش ذوقي؟ بتلفتي نظري تاني يعني يمكن تعجبيني؟


وقف من مكانه وتوجه نحوها وفي خطويتن بقدمه الطويله كان يقف امامها مباشره فشهقت بصدمه وحاولت التراجع للخلف ولكن حاوطت ذراعيه خصرها يقربها منه حتي الصقت بصدره وهمس بخبث امام شفتيها: لو مُصره خلاص معندي...

قاطعته شهقه اسيل وصراخها به

"اسيل" بعنف: انت قلي..

"سليم" بحده مقاطعاً لها: هااا؟ انا ايه؟ هتغلطي تاني هتاخدي فوق دماغك فأعقلي كدا وبلاش طوله لسانك دي


دفعته اسيل عنها بعنف وهي تنظر له بعدواه ليتجاهل هو نظراتها متوجهاً ليجلس كما كان وهو يقول ببرود: دلوقتي بسبب غلطه واحده مهمله زيك انا هضطر اقعد في الشاليه ده ليله كمان وهو في حالته الي مش داخله مزاجي دي وانا عندي الي يغلط يتحمل نتيجه غلطه


شعرت اسيل بإنهيار حصونها و بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بضعف وهي تنظر له في عينه وتقول بلوم : بكرهك

شل نظره وهو يتأملها بدموعها المنهمره وانفها ووجنتيها شديدي الاحمرار وشعر بغصه في قلبه ومشاعره اضطربت شعر بحزن رغماً عنه مع انه يعلم انها بالتأكيد لا تحبه ولكن لم يتمني ان يسمعها منها صادقه هكذا..!

استغرب من نفسه وعنفها كثيره

"فوق يا سليم ما تكرهك براحتها"

"اوعا تضعف او تفكر تسيبها وترجع في كلامك دي لازم تتربي"

"مش حلوه وفي ألف غيرها احلي بيترمي تحت رجليك ومستني اشاره منك، ومش من مستواك ومش عجباك، متنساش انك خدت عهد علي قلبك انك مش هتفتحه لحد ومش هتسمحله يضعفك بحب "

ليفوق من شروده وهو يحاول ان يثبت لنفسه انها لا تعني له شئ فقال ببرود وقسوه

"سليم": ما خلاص بقا يا قطه هنقضيها عياط ولا ايه؟ مش جايبك هنا عشان تعيطي ركزي معايا كدا وفوقي، الي موبايلك اتلخبط معاها دي كانت جيالي تنضف الشاليه وبما انها مشت بسببك فاتفضلي صلحي غلطك بقا

"اسيل" بذهول: نعم؟

"سليم" ببرود وهو يشيح بنظره عنها: تقدري تبدأي بجناحي فوق ومتنسيش ترتبي الهدوم كمان

"اسيل" بصدمه: انت بتقول ايه؟ انت عايزني اشتغل خدامه؟ انا لا يمكن اعمل كدا..!

"سليم" بتحدي: قولت انتي مش هتطلعي من هنا الا بمزاجي

ثم نظر لها بخبث واكمل: تحبي تقضي وقتك في أيه؟

"اسيل" بغل : انا بجد بكرهك، انسان قليل الادب والذوق


هنا ثار بركان غضب سليم لتشديدها علي كرهه مره اخري وكان يشعر بصدقها مما جعله يشعر بضيق لم يستطيع منعه وبصوته الجوهري صرخ بها: ابعدي عن وشي حالاً ، روحي نفذي الي قولتلك عليه يلا

واشار بيده في عنف باتجاه الدرج المؤدي للطابق العلوي الذي يحتوي جناحه

ارتعشت اسيل خوفاً من هيأته..! و فضلت ان تصمت فهي لا تضمن رد فعله ان حاولت الرد عليه فأبتعدت سريعاً عن عينه هاربه للإتجاه الذي يشير له..!

اخذ سليم يتنفس الصعداء

"سليم" لنفسه: اهدي، اهدي خلاص مشت

كان يمرر يده بين خصلاته وهو يرفع رأسه للسماء يحاول اخذ اكبر كميه اكسجين تنعش صدره بعد ضيقه ولكن تذكر خوفها منه وفرارها من امامه وهي ترتعش فعاود الشعور بالضيق يلازمه ولكن من نفسه فأخذ يلعن تسرعه و اخذ كوب الماء الموضوع امامه علي الطاوله وقذفه بعنف علي الارض ليتحطم ويصدر صوت عنيف ثم اخذ يردد لنفسه : فوق كدا انت مالك مش عارف تتحكم في اعصابك كدا فوق..!

"عقله": زعلت عشان قالتلك بكرهك وانت كنت تتمني تسمع منها عكسها؟ ولا عشان اتعصبت عليها جامد؟ ولا عشان نظره الخوف الي كانت في عنيها منك وانها بتخاف منك ومش مأمناك؟

"سليم": من كلو، غبي، غبي مكنش لازم ازعقلها واخوفها مني كدا..!

"عقله": طب ما تخاف..!

"سليم": بس انا مش عايزاها تخاف مني!، عايزها تتأكد اني عمري ما أذيها فعلاً وان قسوتي عليها دي من غضبي الي مابعرفش اتحكم فيه..!

"عقله": لا اوعي يا سليم تضعف، اوعي تكسر العهد وتفتح قلبك خليه مقفول بميت ترباس كدا احسن

"سليم" وهو يمسك رأسه بقوه: بباااااس كفايه ما بقتش قادر كفايه

ثم خلع قميصه ودلف للحمام ليضع رأسه تحت الماء البارد لعله يرحمه ويهدأ البركان الذي يغلي بداخل ذهنه من تشتت افكار واضطرابات مشاعر...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة