-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الرابع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الرابع من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الرابع

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الرابع

 أفاق "قُصي" من شروده العظيم وقدت ارتاحت ملامحه وشعر أخيرًا بقربه من تحقيق هدفه ، هدفه الذي يسعى إليه منذ وصوله لتلك القرية وقلبها رأسًا على عقب ، هتف "قُصي" محدثًا نفسه وقد اسودت عيناه قائلًا بشموخ:


-قريب هخلص على القرية دي واحد واحد !


ابتسم بتلذذ ومن ثم جال بخاطره أمر "بيان" ونظرتها له ، تذكر تلك الأعين التي بدت مألوفة لكن مجرد تذكره أنها ابنة "مجدي" يُحفز بعقله شر الشيطنة والانتقام ولكن تلك المرة على طريقته الخاصة !


قرر الذهاب إلى والدته كي يخبرها بما وصل إليه ويرسل أمل جديدًا في آخذ حقهم .


فتح باب الغرفة فوجدها جالسة على الفراش تمسك بتلك الصورة التي لا تفارق يدها ودموعها على خدها ، تنهد مشفقًا عليها ومن ثم أغلق الباب جيدًا واقترب منها وهو يطالع معها تلك صورة هذه الطفلة الصغيرة التي لا تفارق حياته .


ربت "قُصي" بحنو عليها وقبَّل رأسها وهو يهتف بنبرة واعدة:


-أنا وعدتك إني هدور عليها وألاقيها بس صدقيني مش هينفع دلوقتي


نظرت له والدته ببعض العتاب والحسرة فأكمل متابعًا بنبرة جادة:


-أنا مش هينفع أجيبها أو أعرف عنها حاجة إلا بعد ما أخلص من مجدي ، عشان ترجع من غير مشاكل وترجع لحياة طبيعية .


تنهدت "رحمة" وقد تحولت ملامحها للغضب وهي تقول بألم:


-ترجع ؟ مش لما أعرف هي عايشة ولا ماتت زي أمها !


تابعت دون أن ترأف بحاله الذي تبدل للتو فقد تحملت الكثير ، فهتفت وهي تعني كل كلمة تقولها :


-وأنتَ هتتغير ؟ ، مش شايف حالك عامل ازاي ، هو أنتَ بقى عندك قلب من أساسه !


جمدت ملامح "قُصي" وهو ينظر لها نظرات قاسمة فعلمت أن ما فعلته ليس من حقها تنهدت نادمة وهي تمد يدها له:


-سامحني يا قُصي بس أنتَ مش حاسس بيا أنا كل يوم بنام خايفة عليك وعلى نفسي مش ضامنة الحياة دي اللي كلها قتل من ساعة اللي حصل لأبوك مش متحملة زيادة .


لم ترمش عين "قُصي" ولم يمسك بيدها بينما هتف بجمود:


-لما أبقى أموت ابقي خافي براحتك .


ومن ثم أكمل وهو يقترب من باب الغرفة:


-كنت حابب أفرحك وأقولك إن كشفت البنت اللي هنا وطلعت بنت مجدي يعني بنت الخولي ونفذت انتقامي وقربت أخلص من "مجدي"


وقص لها سريعًا عن خطته وماذا فعل فلم تصدق "رحمة" وعندما انتهى فتح الباب وأغلقه بقوة معبرًا عن غضبه الكبير من كل ما يحدث معه .


بينما تنهدت "رحمة" بقلة حيلة ومن هتفت داعية :


-يا رب طمني على ابني وريح قلبه من اللي هو فيه .


...............................


فتح "قُصي" باب غرفته بقوة والغضب يتغلل في كل ذرة من جسده ، اشتعل جسده بجمرة جديدة بعدما شعر بضياع أغلى إنسان على قلبه يرفض ألا تكون على قيد الحياة لكن لا يستطيع أن يبحث عنها ، لم يتحمل فكرة أنها قد تكون ماتت وتركته .


مدد على فراشه متذكرًا لحظاته معها فهو كان بمثابة ولي أمرها عندما تُوفِى والدها ..........................


........................................................


بكت "ثُريا" وحدها في الحديقة عندما علمت بأنها لن ترى والدها مرة أخرى، كانت "ثُريا في ذلك الوقت في الثامنة من عمرها هادئة وجميلة وتحب الحياة .


في ذلك الوقت أخذ "قُصي" يبحث عنها قلقًا عندما لم يجدها بالمنزل خشى أن تكون قد فعلت شيئًا بنفسها ، ترجل إلى الحديقة وبحث عنها بيعنه حتى وجدها منكمشة في إحدى الزوايا تبكي بصمت .


ركض "قُصي" إليها سريعًا وقد كان في الثالثة عشر من عمره ، اقترب منها وجلس إلى مستواها وهو يقول بعتاب:


-ينفع كده يعني تقلقيني عليكي ؟


نظرت له ثُريا بأعين منتفخة من البكاء ومن ثم ارتمت بأحضانه تبكي بقلب محروق صغير ، فربت عليها "قُصي" وضمها قائلًا:


-متخفيش ، أنا معاكي


هتفت "ثُريا" من بين شهاقتها:


-بابي مش هثوفه تاني يا قثي .


ابتسم دون أن تراه بسبب لدغتها تلك التي تضحكه ، ومن ثم أمسك بوجهها يمسح دموعها التي تؤثر فيه وهتف بنبرة جادة:


-عمو راح عن ربنا يا ثريا وهو في مكان أحسن دلوقتي وهو شايفك كمان ومعاكي دايمًا متخفيش ، وبعدين أنا هفضل جنبك علطول ومش هسيبك .


نظرت له "ثُربا" بحب وقالت بلهجة آمرة وهي ترفع أصبعها الصغير:


-أوعى تثبني وتمشي اتفقنا ؟


هز برأسه وأمسك بيدها وقال حاسمًا:


-أوعدك يا ثُريا" ، يلا بطلي عياط وتعالى معايا .


كانت تلك الأيدي المتشابكة هي بمثابة ربط الأمان المفقود في حياتهما فكل واحد منهم قد تعلق بالآخر ولا يمكن أن يُقطَع ذلك الرباط!


..................................................


تنهد "قُصي" من ذاكرته وهتف باختناق:


-أكيد هلاقيكي ، زي ما وعدتك مش هسيبك .


وقف وقرر أن يأخذ حمامًا ساخنًا ومن ثم توجه إلى مكتبه ليجد "نبيل" يخبره بأنه تم الإمساك بأحد عائلة الخولي فاستعد "قُصي" بكل نشوة للقضاء عليه .


....................................


مر يومين ولم يسأل "قُصي" أو يرى "بيان" اكتفى بإرسال الطعام مع "سنية" حتى يضمن أن تعيش ، وقرر اتخاذ أمرًا آخر لخطته لكنه منتظرًا زيارة خاصة يعلم حتمًا أنها قادمة .


..........................


حاول في ذلك الوقت أن يستعيد "مجدي" عافيته كي ينتقم لابنته ، لن يتحمل أكثر توعد ل"قُصي" بقتله بأي طريقة استعد "مجدي" وجهز نفسه حتى أتت له "كاميليا" وعلى وجهها الصدمة قائلة:


-أنتَ هتروحله ، شايف إنك هترجع بالبشاير يعني !


نظر لها "مجدي" بأعين خالية من المشاعر ومن ثم هتف بتصميم:


-أنا مش هخاف منه وهخليه يندم على اليوم اللي حرمني فيه من مراتي وبنتي .


نظرت له "كاميليا" بغل وحقد وأكملت ساخرة:


-ما تخدش قفا في نفسك أوي كده ، ومتعشش دور الملقب اللي عمله في نفسك.


اقترب منها "مجدي" ووضع يده على فهما يسكتها فقد أغضبت كل كيانه وقال بهستيرية قليلة :


-ششش اسكتي ، أنا معملتش حاجة سامعة معملتش !


أمسكت "كاميليا" بيده وأزاحتها بقوة وهي تقول:


-بدل ما تتشطر عليا روحي اتشطر عليه و وريني هتعمل إيه مش بعيد يخلص عليك أنتَ كمان .


أغمض عينه وكز على يده بغضب كبير يحاول تحمل شعوره بعد فقدان "بيان" وهتف بنبرة كالفحيح:


-المرة دي مش هسمحله ولو على جثتي ، بس هلعبها بطريقتي .


تنهد "كاميليا" بقلة حيلة وهي تقول تاركة إياه في قرارته الحمقاء بالنسبة لها قائلة:


-أما نشوف .


تركته "كاميليا" يفعل ما يريد فاستعد "مجدي" جيدًا وهاتف أحدهم وقال بنبرة آمرة:


-اجمع الرجالة كلهم في المستودع الخلفي للقرية .


-تحت أمرك يا باشا .


أغلق "مجدي" الهاتف وعينه تلمع بالانتقام بينما تنهد وهو يطالع صورتها على التسريحة ونزلت دمعة حارة هاتفًا:


-وعدتك إنك هتكوني بأمان لكن فشلت سامحيني .


ومن ثم عاودت نظراته إلى الجحيم وهو يقول:


-أوعدك هجبلك حقك وحق أمك .


هكذا أخمد قلبه عن التفكير ومن ثم ذهب لكي يبدأ رحلة جحيمه إلى الشيطان .


.........................................................


أخبرت "سنية" "قُصي" أن طعام الغذاء جاهزًا فطلب منها أن تنادي "سماح" ، حتى أتت له "سماح" منتظرة أوامره قائلة:


-تحت أمرك يا باشا .


هتف "قُصي" بنبرة جامدة دون أن ينظر لها:


-اسمعي اللي هقولك عليه ده كويس ، وتنفذيه بالحرف .


هزت "سماح" برأسها عدة مرات قائلة:


-من عينا أؤمر .


سلط "قُصي" عينه بحدة يخبرها ما يريده ...


............................................


لم تكن حالة "بيان" بخير تريد أن تخرج من ذلك السجن حتى تستطيع أن تنفذ خططتها ولكن بهذا الوضع لن تنجح أبدًا ، تمنت في تلك اللحظة وجود "سماح" كي تساعدها وفجأة سمعت صوت أقدام أحدهم ، خشيت أن يكون الشيطان من جديد لكنها تفاجأت عندما ركزت أبصارها ووجدت "سماح" !


لم تصدق عينها أخيرًا وجدت طوق النجاة ركضت مسرعة وهي تهتف بلهفة:


-سماح !


ابتسمت لها "سماح" ومن ثم نزلت إلى أسفل كي تضع صينية الطعام في تلك الفتحة التحتية من الزنزانة التي تقبع بيها "بيان" ، نظرت لها "سماح" بحزن على حالها وقالت:


-حضرتك كويسة يا هانم .


هزت رأسها بالنفي وبكت بحرقة قائلة:


-أنا اتخنقت يا سماح عايزة أطلع من هنا خرجيني .


تنهدت "سماح" مشفقة عليها وقالت:


-متقلقيش هانت .


تفحصتها "بيان" وقالت بنبرة حائرة:


-قصدك إيه ؟ ، وبعدين أنتِ عرفتي ازاي تيجي هنا


أجابتها "سماح" بخفوت شديد:


-قولت لقُصي باشا إن سنية تعبانة ولو أقدر أبعتلك الأكل وهو معندوش مشكلة فجتلك .


هزت "بيان" رأسها ومن ثم هتفت تترجها:


-طيب شوفيلي حل لازم أطلع من هنا هو أصلًا حابسني ليه ؟


أجابتها "سماح" بنبرة جادة وهي تخفض صوتها:


-اللي سمعته أنه بيتأكد إنك ملكيش علاقة بحياته من أي جانب يعني بيعمل احتياطته إنك مش من الخولي أو أي حد من أعدائه


هتفت "بيان" بنبرة ساخرة كبيرة:


-ما شاء الله وهو كله أعداء .


ومن ثم تابعت "بيان" متسائلة :


-وبعدين معرفتيش هيعمل إيه مش يمكن ناوي على موتي عشان أخلص .


هزت "سماح" رأسها وقالت مبتسمة:


-لو كان عايز يعمل كده كان عمل من أول ما جيتي بس هو مش من النوع ده ، ولو اتأكد إنك ملكيش علاقة بحاجة أكيد هتعرفي تخرجي وتنفدي اللي عليكي .


أكملت "سماح" مطمئنة:


-ومتقلقيش ، مجدي بيه مأمنك كويس ، وعامل حسابه عشان لو حد سأل عليكي تبقى الإجابات بعيدة عن القرية دي وعلى حسب حكايتك اللي قولتيها .


هزت "بيان" رأسها وسألتها بلطف:


-وبابا كويس بيسأل عليا ؟


تصنعت "سماح" الابتسام وقالت مؤكدة:


-طبعًا متقلقيش وهو بيقولك على مهلك ومعاكي دايمًا .


هزت رأسها برضا ومن ثم هتفت "سماح" قائلة:


-قريب هتطلعي اطمني ، لازم أمشي دلوقتي


أومأت "بيان" ممتنة لها وقالت:


-ماشي يا سماح تسلمي .


تركتها "سماح" فعاودت "بيان" الشرود وفي داخله شعور غريب لا تعرف مصدره .


..............................................................


وصل "مجدي" إلى مستودعه وتقابل مع رجالته الخاصة بعيدًا عن أعين الشيطان ، أخبرهم "مجدي" بجدية ما يريده قائلًا:


-المرة دي مش هنهجم ويشوفنا عايزين نتصرف بتخفي ، هنولع في المزرعة بتاعته حتى لو فيها ناس مش مهم ، المهم نعلم عليه .


اتفقوا الرجالة معًا على خطته وهتف "مجدي" قائلًا:


-أنا هروح لقصره أشغله عقبال ما تنفذوا وبأسرع وقت .


هتف الجميع موافقين:


-متقلقش يا مجدي باشا .


اتفق الجميع وذهبوا إلى المزرعة بالتخفي حتى يشعلوا نيرانهم البطشة، ومن ثم ذهب "مجدي" إلى قصر "قُصي" كي يرسل له رسالات تهديدية كبيرة .


في ذلك الوقت كان "قُصي" بمكتبه منتظرًا زيارة "مجدي" له التي يعلم أنه لن يتخلى عنها حتى يبدأ انتقامه ولذلك اصر على إبقاء "بيان" بعيدًا عن أصوات "مجدي" وبعيدًا عن رؤيتهما حتى لا ينكشف سره ، ابتسم بسخرية عندما أتى له "نبيل" وأخبره قائلًا:


-مجدي برا وعاوز يقابلك و تأكدنا أنه لوحده .


هز "قُصي" رأسه وقال باستخفاف:


-هو لحق يخف من رئدته


وقبيل أن يذهب إلى مقابلته فكر قليلًا ومن ثم هتف ل"نبيل" بنبرة جادة للغاية:


-اسمع يا نبيل تروح دلوقتي ومعاك رجالة تتفقد الأماكن اللي حوالينا كويس ، المزرعة والمصنع وأي حاجة تبعنا وتخلي الناس فورًا وتكثف الحراسة ، مجدي مش هيلعب معايا المرة دي .


هز "نبيل" رأسه وتحرك سريعًا وقال:


-متقلقش .


....


توجه "قُصي" إلى صالونه الكبير ليجد "مجدي" في حالة غضب كبيرة بينما نظر له "قُصي" ببرد وهو يضع قدمًا فوق الأخرى:


-إيه عجبتك هديتي ؟


نظر له "مجدي" بغل وقال:


-أنت اللي بديت وصدقني مش هرحمك .


ضحك "قُصي" بشدة وهتف بقوة:


-وأنا مستني


-اوعدك إني مش هتردد لحظة في كل حاجة تحرق دمك لأنك حرمتني منها .


قالها "مجدي" بتهديد فهتف "قُصي" ببرود:


-أنتَ اللي غبي وضحيت ببنتك وكنت فاكر إنك هتضحك عليا .


نظر له "مجدي" شزرًا وقال وهو يهم بالخروج:


-أنا جَي أوجهلك رسالة يا ابن هاشم من انهاردة هخلي كل يوم يمر عليك أسود .


نفث "قُصي" دخان سيجارته التي أشعلها لتوه وقال بغموض:


-ادعي بس يبقى في أيام لعمرك يا ابن الخولي .


تركه "مجدي" بعد أن أرسل له نظرات وعيدة بينما قال "قُصي" بجمود:


-هانت !


هتف مناديًا "سماح" بصوت عالى وقال يأمرها :


-طلعي بيان وانقليها جناحي بسرعة .


هزت "برأسها سريعًا وذهبت كي تفعل ما قاله ، ولم تصدق "بيان" أن الآن هي حرة وأنه يصدقها ولا يشك بها .


تنفست الصعداء وهي تدلف إلى الغرفة ومن ثم أخبرتها "سماح":


-تقدري تاخدي دش وتريحي حبة .


هزت "بيان" برأسها ولكنها قالت ببعض الخوف:


-بس أنا مش ضامناه ممكن يعمل فيا حاجة .


هزت "سماح" رأسها بعدم المعرفة وقالت:


-حاولي على قد ما تقدري مينفعش نعصي أوامره دلوقتي وبعدين لازم تعرفي هو ناوي معاكي على إيه


هزت "بيان" برأسها وقالت وهي تدلف إلى المرحاض:


-أما نشوف أنا عايزاه يثق فيا هحاول أتمسكن له عشان أصعب عليه لازم أخليه يتأثر بيا .


حاولت "سماح" كبت ضحكتها فالمسكينة لا تعلم ما ينتظرها وقالت مؤكدة:


-أيوة حاولي تعملي كده عشان نقدر نجيب معلومات لمجدي بيه ، أنا هسيبك ترتاحي ، وهتلاقي هدوم في الدولاب ليكي


هزت "بيان" برأسها وذهبت كي تأخذ حمامًا يريح أعصابها ، وعندما انتهت لفت جسدها بمنشفة قصيرة ، وعندما خرجت من المرحاض وجدته يجلس أمامها يطالعها ببرود ، شهقت "بيان" بفزع وقالت بحدة:


-بتعمل إيه هنا ؟ ، اتفضل اخرج !


تفحصها "قُصي" بنظراته الجريئة وهتف مستفزًا:


-كده الواحد يصدق إنك أنثى بدل الرمرمة اللي شوفتك بيها .


أشارت له بإصبعها بتحذير كبير وقالت:


-بطل سفالة واتفضل اخرج


نظر "قُصي" حوله ومن ثم قال وهو يهز كتفيه بنبرة باردة:


-دي أوضتي على ما أظن .


اشتعل الغيظ برأسها وهي تقول:


-ما هو أكيد مش هغير قدام سيادتك .


وقف واقترب منها وقربها له قائلًا بشموخ:


-ده أنا اللي أقرره ولا نسيتي إنك آسيرتي .


اضطرب جسد "بيان" من لمساته وقربه وقالت تدفعه وهي تصطنع المسكنة:


-أرجوك أنا مليش حد ، ابعد عني بقى أنا مش هقدر أتحمل أكتر من اللي عشته .


ابتعد عنها "قُصي" وهو ينظر لها بغموض وأظهر تصديقها وقال:


-طيب هسيبك ، بس بمزاجي .


وهم بالخروج وتبعته "بيان" حتى تغلق الباب بالمفتاح لكنها تعثرت من تلك السجادة المثنية أثر مشيت "قُصي" التي رفعها بها دون قصد ، فأصدرت صريخًا وهي تمسك به حتى لا تقع فالتقطتها على الفور بعد سماع صوتها لتصبح بأحضانه وهو يمسكها بشدة .


ضمها بقوة لا يعرف لماذا خشى من وقوعها ومن ثم نظر لها مليًا وتلاقت العيون المألوفة لهما وهتف بخفوت:


-كويسة ؟


هزت برأسها وقد تعلقت بتلك العيون التي تشعر وكأنها على معرفة بها من قبل قائلة:


-أيوة !


شعرت بالتراخي بين يديه دون سبب فقط تشعر شعور مألوف لكن لا تتذكره ، ظلا هكذا لوقت طويل كل واحد ينظر للآخر حتى هم "قُصي" بتقبيلها فعاد عقل "بيان" وهي تدفعه بعيدًا قائلة بتلعثم:


-لا لا ، ابعد .


ابتعد عنها على الفور وقد قست ملامحه ومن ثم تركها وقد صفع الباب بقوة ، بينما هي جلست على الفراش تحاول تهدئة روعها وهي تقول بتفكير:


-إيه اللي حصل ده ، و ازاي كنت كده ؟ ، ليه حاسة كأني أعرفه ليه ؟


تنهدت من كثرة التفكير وهي تقول بتصميم:


-مش هسمح لحاجة زي دي تحصل تاني ده عدوك ، عدوك وبس .


.................................................................


نيران في كل مكان مشتعلة وقد تجمعت في المكان كله و الناس يركضون ويصرخون حتى أمسكت النيران بهم ولكن هل سينجو أحدهم ؟

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة