-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والأربعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والأربعون

 تطلع رئيس العمال بدهشة من الذي قفز فجأة أمامه مثل الارنب...قال جاسر بخفوت لرعد :- الضحك اللي هضحكه دلوقتي مالوش أي تلاتين لازمة

فرد سقراط يديه بحركة بهلوانية وكأنه يستعد للقتال حتى تلقى صفعة صارخة على جانب وجهه....

صمت سقراط وكأنه اصبح لوح ثلج بينما فقد جاسر ثباته وكتم ضحكة لم تكن وقتها الآن....

هتف رئيس العمال برجاله فأتوا الرجال الثلاث من غرفة قريبة ، وقال:- خدوا الواد الأهبل من قدامي السعادي

نظر سقراط للسلاح بيد الرجل حتى استطاع أن يسرقه من يده فجأة وأشهره بإتجاههم وقال :-

_ أنا مابعرفش أضرب فالرصاصة ممكن تيجي في أي حته خلي بالك

ابتعد الرجل عنه نظرا لخطورة السلاح المعمر بالرصاص في يده وأشار لرجاله بالابتعاد....قال سقراط وهو يشير لهم للغرفة :-

_ ادخلوا للاوضة دي قدامي....يلا حمار انت وهو ده انا ههريكوا ضرب

قال يوسف بتشجيع :- ايوة كده برافوا عليك يا سقراط

دخل الرجال الغرفة وكاد سقراط أد يبتعد حتى جذبه احدهم للداخل واغلقوا الباب عليهم جميعا....حاول سقراط وهو يصرخ مستغيثا :- لو مت قولوا لبويا أني خدت عشرة جنيه من تحت المخدة

جذبه الرجال مرة أخرى للداخل ويبدوا أن الشجار بدأ بينهم...

ركض الفتيات للشباب بهلع وبدأت كل واحدة تحرر قيد كل واحد منهما.....

تفاجئ الشباب بوجودهنّ ولكن لم يكن بالوقت فائض حتى يتم الشرح او النقاش....شجع يوسف حميدة وقال :-

_ فكيني بسرعة

قالت حميدة بيد ترتعش وقلبها يخفق خوفا على شقيقها بالداخل وقالت :- حاضر حاضر

قال يوسف بعجالة :- فوكيني يا حميدة بسرعة ،انا ما اتغدتش من العصر !!

نظرت له حميدة بعصبية وغيظ فدفعت المقعد الجالس عليه حتى سقط يوسف المقيد بالمقعد للخلف....

همس جاسر بابتسامة لجميلة التي كانت تلهث وهي تحرره :-

_ يارب ريس العمال يجي دلوقتي ويكتفنا احنا الاتنين لوحدنا....الله

رمقته جميلة بحدة وتابعت تحرير وثاقه


بعدما تفحص نظرات الخوف بعينيها واللهفة ، قال رعد بمكر:- خوفتي عليا صح ؟

رضوى بقلق :- ايوة...لأ

صححت قولها فابتسم بمكر !!


ركوضها إليه مباشرةً اربكه ، ظل يتأملها للحظات وابتسم سرا ولكن كلماتها تتردد بأذنه دائمًا..راقب آسر توتر سما وهي تحرره فقال بحدة:- جاية ليه ؟! مش بتكرهيني ؟!!

سما بعصبية:- مجتش عشانك اصلًا ، جيت مع البنات مكنتش هسيبهم لوحدهم

آسر بغضب:- خلاص سيبيني مالكيش دعوة بيا

زمت شفتيها بحدة وكم أرادت أن تصفعه فربما يفيق ، قالت :-

_ اسكت خالص لحد ما اعرف افكك وتلحق اللي عمال يضرب جوا بسببكم


******


أخذ أحد الرجال ينفض "سقراط" من ياقة قميصه الجينز ثم سلٌمه لزميله...استلم الآخر سقراط الذي وقع المسدس من يده وذلك اوقعه بيد هؤلاء المجرمين بيسر...قال سقراط متظاهرا بالقوة:-

_ ياعم أنت مش عايز اتغابى عليـــك ، ياتضرب في وشي وتبقى راجل لراجل يامتضربنيش خالص واعتبرني عيل وغلط ،والنعمة هدعيلك وهخلي ستي تدعيلك


هتف رئيس العمال وهو يقترب له :- قول أنا عيل ياض

هتف سقراط ثائرا والرجل يقبض عليه بين قبضته باحكام حتى لا يفلت :-

_ لاااااا ، أنا أقول بمزاجي محدش يجبرني !!

سقطت صفعة على وجهه فصحح :- الا أنت يا معلم ، فكرني اقول ايه اصلي حاسس ان دماغي نملت ، أنتوا مش شايفين الا وشي ليه ؟!

رفع الرجل الثالث سلاحه فرمقه سقراط بخوف وقال :-

_ انت هتعمل ايه استهدى بالله كده ده أنت مجرم اد الدنيا وعيب اوي تضيع سمعتك وبلاويك في حتت عيل زيي ساقط تانية اعدادي

صفعه رئيس العمال فاضاف سقراط وهو يتحسس وجهه بألم :- وخمسة ابتدائي وتلات ملاحق...نسيت انا اسف

قال رئيس العمال بهتاف:- تعرف العيال اللي برا دي منين ياض ؟! ومين اللي جاي معاك ؟

قال سقراط بتلعثم وقد فكر سريعا فيما يقوله ...قال :- بصراحة بقى أنا مخبر للحكومة

نظر له رئيس العمال بسخرية فتابع سقراط ليقنعه :- ايوة ، اصل محدش هيشك فيا شوفت النباهة ، والبوليس عارف اخباركم ومراقبكم

توتر وجه الرجال ليقل رئيسهم باستهزاء:- الحكومة هتستعين بيك أنت ياعيل ؟!

قال سقراط بثقة رغم أن موضعه بقبضة أحد ال جال تدعي للقلق وقال :- ماهو عشان اللي زيك مش هيصدقوا الحكومة استعانت بخبراتي ، شوفت انت ما صدقتش أزاي؟! بنعتمد على غبائكم حضرتك

هتف رئيس العمال بحدة وعصبية :- غبائنا !! طيب يا سيادة المخبر خلي خبراتك تنفعك

اشهر الرجل السلاح على وجه سقراط الذي تعرقت جبينه بخوف حقيقي فتح باب الغرفة فجأة....

نظر الرجال للباب الذي فتح ولم يوجد أحد !!

قال رئيس العمال لرجاله :- روح شوف مين اللي فتح الباب

تحرك الرجل باتجاه الباب حتى تفاجئ بهروب الشباب واماكنهم فارغة !!

صاح بغضب وقال :- هربوا !!

لم يسعفه ذكائه بمن فتح الباب وخانه الفكر حتى أشارت له يد انثوية من احد الغرف...تحرك بوجهتها ليكتشف الأمر...


اختبأت سما سريعا بعدما فردت احد ذراعيه وهي تختبأ خلف الحائط باتجاه الباب حتى دلف الرجل للغرفة وتلقى ضربة على رأسه فجأة من آسر الذي كان خلفها ينظر لها بغيظ....

قفزت سما بحماس وابتسامة :- ضربنا وااااحد

قال لها بسخرية:- قصدك ضربته !!

زمت شفتيها بضيق وغيظ منه حتى أخذ آسر من الرجل الملقى فاقد الوعي "مسدسه" وأشار للشباب الذي تفرقوا بأماكن متعددة للأختباء...ّ


خرج الرجلان الآخران لتفقد المكان بعد سماعهم لصوت غريب حتى تجمع حولهم الشباب ضربا وركض آسر للغرفة الذي بها سقراط....

اشهر السلاح بوجه رئيس العمال وهتف:- ماتفتكرش أننا سلمنا غصب عننا ، كل ده متسجل وانت اتكشفت ، اظن دلوقتي ماتقدرش تنكر زي ما انكرت قدام جاسر لما كشفك

نظر رئيس العمال بتوتر لآسر ومع أنه يحمل سلاحه ولكن خوفه قد اثر عليه بعض الشيء...هتف آسر :- ارمي السلاح اللي في ايدك

القى الرجل ما بيده ولكن يضمر بعيناه الغدر حتى عندما أمره آسر بالخروج من الغرفة خرج ببطء...هتف سقراط وقد عادت شجاعته :- مجرم عرة بصحيح ، قول أنا عيل ياعرة

لم يجيبه الرجل حتى هتف سقراط :- هتقول أنا عيل والا هعلقك من ودانك ؟!

اتى الشباب بعدما اوثقوا المجرمين بالحبال للآمان وقال جاسر وهو ينظر للرجل باحتقار:-

_ البوليس جاي دلوقتي ، وهنسلمهم الفيديو بكل اللي حصل واعترافك ، حلوة اللعبة دي ؟

أحاب الرجل بنظرات شر :- حلوة يا جاسر بيه ، ما تفتكرش أني هعديهالك ، لو اتسجنت هطلع ومش هسيبك

جاسر بسخرية :- لو البوليس مش جاي دلوقتي أنا كنت عرفتك مين هو جاسر الزيان

صفعه سقراط على وجهه وقال :- ده أنت وشك هيبقى جزامة من النهاردة ، وشك ده ولا غطا بلاعة ؟!

ركضت حميدة لشقيقها وضمته بلهفة قائلة :- رعبتني ...يخربيت صريخك !! ده أنا قلت بيحدفوك من شلال !!

قال سقراط بابتسامة بلهاء :- ده تمويه يا غبية ، قال يعني خايف وكده انما انا نينجا ، دول كانوا مرعوبين مني جوا ، كلتهم ضرب ، حتى اسألي العرة ده ...صح يا عرة ؟

وجه سقراط الحديث لرئيس العمال ، صفعه سقراط بقوة فقال الرجل بغضب :- اااااه


اتى يوسف ومعه رعد الذي كان يتفحص الكاميرا ، قال يوسف :- دلوقتي نفذنا خطتنا وكشفناه وهنسلمه للبوليس ، نفدنا بجلدنا.

نظر آسر للفتيات الذين تجمعوا مع بعضهن وهتف :- انتوا جيتوا ليه اصلا ومين اللي قالكوا تيجوا ؟!

صرّت سما على اسنانها بغيظ واجابت :- معلش يعني في اللي هقوله...انت ناسي اننا اللي انقذناكم ؟!

آسر باستخفاف :- ده حصل بمزاجنا على فكرة

جاسر بابتسامة :- مش بمزاجنا اوي يعني ، أتاخدنا غدر واحنا داخلين وضربونا من ضهرنا ، ردينالهم اللي عملوا

رمقه آسر بغيظ ليقل رعد بابتسامة ماكرة :- مصيبة عسل

اخفت رضوى ابتسامتها حتى أرادت ان تظهر بعض العصبية فصاحت بالمجرم بحدة وعصبية:- ياااامجرم ياعررررة

كتم رعد ضحكته من الكلمات التي اظهرت عقدة لسانها بالحديث

تطلع جاسر بوجه جميلة وهمس قائلا لها وهي تقف بجانبه :-

_ فاتني اخدك معايا المهمة دي ،المرة الجاية هقولك أنتي وبس

اجابت جميلة بسخرية :-

_ كويس ،عشان انقذك زي ما عملت النهاردة

جاسر بتضيقة من عينيه :- والله !

وقف سقراط وهو ينفض ملابسه ويقول بغرور :- الحمد لله عملت اللي عليا معاكم يا شباب ، ماتنسوش أي حاجة تكلموني على مكتبي في الورشة ،أي خناقة ،عركة ، سبوع... انا معاكم أن شاء الله

انتبه الجميع لصوت سيارة الشرطة حتى اقتحم قوة من العساكر المكان وتم القبض على المجرمين....سلٌم رعد شريط الفيديو للضابط المسؤول حتى ذهبوا جميعا لقسم الشرطة ليدلوا بأقوالهم...


بعد عدة ساعات.....

أتى الاسطى "سمعة" للقسم راكضا حتى التف حوله الفتيات وسردوا عليه ما حدث بالتفاصيل ،هتف بيهن بعصبية :-

_ كنتوا كلموني وبلاشوا انتوا !! ، انتوا اغبيا مش فاهمين كان ممكن يحصلكوا ايه !!

صمت الفتيات بخجل وكل واحدة منهن على علم بأن حديثه صحيح ، اضاف :- اللي حصل حصل،المهم سقراط ابني فين والشباب؟!

كادت أن تجيب حميدة حتى خرج الشباب ومعهم سقراط ، توجه سقراط لأبيه بنظرات واثقة وقال :- شوفت ابنك عمل ايه ؟ اربع مجرمين محدش فيهم لمس شعرة مني

قال جاسر بضحكة :- ده انت وشك بقى كنافة تحت ايدهم بس أنت صح...كمل يا وحش

سقراط بسخرية وتقليد حركات جاسر :- لأ وأنت اللي فندام !! مكنتش متكتف ولا حاجة وبتحارب في المعركة وانا اللي جيت عطلتك !

يوسف بتأكيد :- اللي قاله سقراط صح يا عمي

سقراط بمحبة :- حبيبي يا خطيب أختي ، والله أنت ارجل من اختي

لكمته حميدة بغيظ حتى اخفى يوسف ضحكته....

قال الاسطى سمعة :- طب يلا معايا من هنا ، الحمد لله انها عدت على خير ، هتتعشوا عندي النهاردة

قال يوسف بتأثر :- حمايا...أنت أزاي بتحس بيا كده ؟!


******


بمنزل الاسطى سمعة....

جهز الفتيات مائدة الطعام وهم يتحدثنّ بما حدث خلال الساعات الماضية.....كانت رضوى تختلس النظرات لرعد الجالس بصالة المنزلةالمقابلة لها ولم يذهب عن فكره النظر اليها كلما مرت امامه....

وضعت حميدة عدة أطباق اضافية على المائدة وكلما تذكرت جملة يوسف تكتم ضحكتها ، تساءلت رضوى بتعجب :-

_ حطيتي اطباق زيادة ليه ؟!

حميدة بضحكة :- دول اكنهم راجعين من حرب وشكلهم جعانين ، وبالذات ماكدونلز اللي هتجوزه ، في عز الخناق يقولي ما اتغدتش ،قلبته لحد ما وقع بس كنت هموت واضحك

ضحكت رضوى على حديثها ثم قالت :- دول مجانين والله

وضعت سما طبق من السلاطة على المائدة حتى لاحظت بالذي يتطلع بها شاردا وحينما التقت اعينهما احتدت نظراتهم للغيظ حتى ذهب كلا منهما لاتجاه آخر....


****بغرفة الجدة حميدة****

اعتدلت الجدة حميدة وعلى ملامحها الذهول فقالت :-

_يا مصيبتي يا سقراط ؟! وأنت عملت ايه يا منيل ؟

كان سقراط يروي لها ما حدث ومدى شجاعته فأجاب :-

_ عارفة يا ستي الاربع عواميد اللي برا دول ماعملوش ربع اللي عملته ، العصابة سابتهم كلهم وركزوا معايا انا بس لما لقوني النينجا اللي فيهم...أنا وقفت قدامهم صامد كده ولا اتهزيت وشخط فيهم كده...

الجدة بلهفة :- وهما عملوا ايه ؟!

سقراط وهو يسرد لها المشهد بحركات يديه :- ولا قدروا يعملوا حاجة معايا ، الخوف منعهم ، ياستي انا كنت رهيب رهيب ده انا اتصدمت في شجاعتي !! اللي حصل النهاردة ده لازم التليفزيون المصري ياخد علم بيه ، انا معجزة القرن والقرون اللي جاية

صدح صوت الاسطى سمعة هاتفا حتى ياتي سقراط فقال سقراط لجدته :-

_ هروح اتعشى معاهم وراجعلك تاني

*******

خرج سقراط ويبدو عليه النظافة فقد استحم قبل أن يتحدث مع جدته...اقترب للشباب وهما حول المائدة حتى ضرب على كتف جاسر بمزاح وقال بثقة :- منور يا جاسر

تطلع به جاسر للحظات بعصبية مكتومة ثم همس :- جاسر كده حاف !!

جلس سقراط بالقرب من ابيه حتى قال مرة أخرى :- منورين يا رجالة ، بعد العشا عايزة اعلمكم كده شوية حاجات تنفعكم

كاد أن ينهض جاسر بعصبية حتى جذبه رعد وهمس له :- قول آه وأنت ساكت

هتف جاسر :- اااااااه

همس يوسف لرعد وتساءل :- هما البنات مش هيجوا يتعشوا معانا يا رعد ؟!

نظر رعد له بابتسامة وأجاب:- وتفتكر هتحب تشوف وشك بعد ما اتأكدت انك مهما وقعت في مشاكل همك على بطنك؟! ، كلامك خرم ودني ساعتها وكنت هديك بالقلم مابالك المسكينة خطيبتك !!

يوسف بغيظ :- ما انت عارف أن كل ما بضايق بجوع !

رعد بمكر :- ولما بتفرح ؟!

أجاب يوسف بتعلثم :- ببقى جعان بس مش أوي يعني

هتف سقراط على شقيقتها :- هاتي البطيخة من التلاجة يا حميدة وأنا هقطعها هنا..تقيلة عليكي

كتم رعد ضحكة كادت أن تفلت منه حتى قال الاسطى سمعه عندما أشارت له حميدة من مدخل المطبخ :- يلا العشا جهز يا شباب

نهض الجميع وتوجهوا حول مائدة الطعام التي كانت عبارة عن "طبلية" خشبية مستطيلة الشكل ، بلون البيچ الداكن....

ظل الفتيات يراقبون الشباب من المطبخ بخفاء ويتهامسون بضحكات خافته....حتى انتهى الطعام وقال سقراط بنبرة آمرة :-

_ تعالوا بينا على السطح عشان ناخد راحتنا وانا بشرحلكوا

جاسر بسخرية :- انا مخلص هندسة وانت في الحضانة !

سقراط بضيق وحدة :- اللي هقوله ده أهم من اللي دراسته ! مش كل مرة هبقى موجود وانقذكم ! لازم تعتمدوا على نفسكم

ضحك الاسطى سمعة وقال :-

_ كل ما تعارضه هيزيد قوله آه وخلاص

جاسر بيأس :- كفاية آهات بقى ! بس عموما يلا يا سقراط على السطح

يوسف بتساءل ومقت :- طب والشاي ؟!

أجابه سقراط :- هخلي البنات يبعتهولنا فوق

نهض الاسطى سمعه ومعه الشباب حتى قال :-

_ أنا عارف أن النهاردة كان كله دوشة ، هخلي الكلام لوقت تاني بخصوص اللي حصل ، بالأذن انا بقى عشان سهرتي صباحي في الورشة

ذهب الاسطى سمعه ثم هتف سقراط :-

_ جيبلنا الشاي يا حميدة فوق

ثم صعد للسطوح ومعه الشباب.....

********


بغرفة السطوح.....

وقف سقراط أمام الاربع شباب باستقامة جسده....نظر لهم نظرة ثاقبة وقال :- دلوقتي نبدأ نتعلم الكارتيه ،الكاته الأولى

جاسر بضحكة :- كاته خطي العتبة..عضلاتك مقوية قلبك بزيادة

رعد بضحكة عالية :- انا مبسوط من الفقرة دي أوي ، كمل ياحبيبي

يوسف بتوتر :- هو انا ليه سمعتها كباب ؟!

آسر بنفاذ صبر :- ياعم اخلص عايز اروح انام


صعد الفتيات ومن بينهن سما التي حملت بين يديها صينية معدنية وعليها عدة أكواب زجاجية يملأها مشروب الشاي الساخن....تقدمت لهم وخلفها الفتيات...

تابع سقراط بهتاف :- لازم تعرفوا قدرات اللي قدامكوا ، بصوا في عنيه

التفت الشباب جميعا للفتيات ونظر كل واحدا لحبيبته ليقل جاسر بابتسامة ماكرة وهو يتطلع بعين جميلة :-

_ بصيت في عنيه أوي ، لقيت الشوق بيناديني وبيقول بحبك يا معصبني ومطير من عيني النوم...هجوووم


نظرت جميلة لجهة أخرى وبالكاد استطاعت كتم ضحكتها....

قال رعد وفعل كما فعل جاسر بابتسامته الخبيثة :-

_ نفسي اسجل اللحظة اللي بيبتسم فيها القمر ، وافق بقى يا قمر دوختني !

تظاهرت رضوى باللامبلاة بينما هي تخفي ابتسامات هائلة بداخلها....

نظر يوسف لحميدة وقال بابتسامة عريضة :- انا كده جوعت اكتر !!

وضعت حميدة يدها على قلبها وقالت باقتضاب :-

_ هتشل ، هيجبلي شلل


اقتربت سما وتحاشت النظر لآسر الذي كان يرمقها بغموض وظهر عليه الشرود....هتف به سقراط وقال :-

_ بطل سرحان يا آسورة أنت مش عاجبني في العراك ، طري كده

رفعت سما رأسها اليه وجاهدت للحظات حتى ارتفعت ضحكتها عاليًا بشكل مفاجئ وهي تنظر له....

نظر الشباب له بابتسامات على شفير الضحكة حتى هتف آسر بغيظ :-

_ أنا غلطان أني واقف وبسمعلك ، وبعدين مين الطري ؟ ده أنت اضربت قلم عنيك طلعت متر قدام ورجعت تاني !

صاح سقراط بتمرد :- ضحيت عشانكم

رفعت سما كوب من الشاي وكافحت كي تخفض ضحكتها ، اقتربت لآسر قائلة :- اتفضل الشاي ، عشان تنشف

حملق بها بغضب فابتعدت وهي تضحك رغما عنها....دلفت لغرفة السطوح مباشرةً...

تابع سقراط حديثه وقال :- تاني حاجة ما تخليش مسافة بينك وبين عدوك كبيرة عشان لو فكر يغدر تصطاده

غمز جاسر لجميلة بضحكة وقال :- سامع يا محسن بيه ، يارب تكون سامع ، هنفذ الكلام ده بالحرف

تمتمت جميلة بضحكة خافته :- الله يخربيتك يا سقراط


رعد بمكر :- طب والعدو اللي مصمم يبعد عنك يا سقراط تعمل معاه ايه ؟

سقراط بتأكيد :-يبقى خايف منك يا معلم ، خايف تقربله ، عامله رهبة حضرتك

رعد بابتسامته الماكرة نظر لرضوى وقال :- لو يبطل خوف ويقرب ويواجهني يمكن نبقى حبايب ، عدوي قلبه قاسي اوي أوي

توترت رضوى من حديثه المستتر وركضت للغرفة تختبأ فيها عن احمرار وجنتيها بشدة....وقد سبقتها جميلة للغرفة


رمق يوسف حميدة بابتسامته البلهاء وقال :- طب افرض عدوي مش عايز يقولي بحبك يا سقراط غير بشروط اعمل فيه ايه؟

سقراط بتعجب :- عدوك ويقولك بحبك ؟! يوسف أنت جعان !

يوسف بصدق :- آه

سقراط :- اسكت

قالت حميدة بغيظ :- كلهم جروا مكسوفين الا انا هجري مشلولة

ركضت للغرفة بنظرات غيظ تشتعل..

******


بااليوم التالي.....في الصباح

دلف الفتيات للمكتب لعملهم اليومي....

**بمكتب آسر**

دلفت للمكتب ولا زال مرح الأمس يتمايل بعينيها ،ادركت أنها ستضحك عند رؤيته....لم يكن بالمكتب وتنفست الصعداء لذلك...

كادت أن تبدأ بالعمل حتى ظلف آسر ومعه كوبين من "النسكافيه"

رمقها بتعابير غامضة...لم تريد النظر اليه وكتمت ابتسامتها بالكاد....قال بحدة:- جبتلك نسكافيه معايا

مرت ثوان...دقيقة ،دقيقتين وهي صامته....اقترب ووضع الكوب أمامها على الطاولة وقال بغيظ :- ما بترديش ليه !!

رفعت رأسها ببطء حتى عندما نظرت له انفجرت من الضحك بقوة لترداد جملة سقراط بفكرها...

لأول وهلة شعر بغيظ شديد ثم انخفض غيظه لتصبح ابتسامة يحاول اخفائها...ضحكتها طفولية تبدو...

جميلة...ممكن...

مثيرة..ويشعر بذلك

جلس أمام مكتبه وهو يحمل كوب النسكافيه وقال بنبرة ظهر بها المرح :-

_ اكتبلك جملة سقراط في ورقة عشان تفضل تضحك كده !

هزت رأسها بالرفض ثم قالت بصدق :- لأ...بصراحة أول مرة أشوف حد بيهزأك

انفجرت من الضحك مرة أخرى مع ملامحه ونظراته العصبية..

********

**بمكتب جاسر**

تطلع بها وهي تدخل المكتب بهدوء تام ، ابتسامة ماكرة ، نظرت له بتعجب وقالت :- مالك ؟ ايه سر الابتسامة الخبيثة دي ؟!

أجاب بعد تنهيدة :-

_ هسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة

نظرت له بتعجب مرة أخرى وتعجبت أكثر أنه اتى للعمل ورأسه ملتفه بالشاش الأبيض إثر ضربة الأمس...نهض من مقعده واقترب اليها متساءلا :- افرضي كنتي لقتيني مضروب أو مقتول

رفعت رأسها اليها بحدة وقالت :- بعد الشر عليك

ابتسم بمحبة وقال :- خدت الاجابة ، أصل بحب أشوف في عنيك الخوف عليا ، عموما كلها شهر واحد وتبقي معايا لآخر عمري...

احمرت وجنتيها بخجل واهتمت بأوراق بيديها حتى لا يظهر عليها ذلك

**********


**بمكتب رعد**

وقفت أمامه بتوتر وقرر أن يأخذ اجابتها وقال :-

_ أنتي موافقة ، والله انتي موافقة وخايفة تقولي !!

تلعثمت رضوى وبدأ جبينها بأفراز حبيبات العرق من التوتر فأضاف :-

_ يعني امبارح قلقك وخوفك عليا كان مش حقيقي ؟!

أجابت بضيق :- لأ حقيقي

رعد بحدة :- تبقي موافقة ، فيها ايه لو تقولي ؟! انا حليتهالك وطمنتك أنك هتاخدي وقتك براحتك ليه بقى قلقانة

ازدردت ريقها بارتباك واجابت :- يعني...يعني أنت...مش هترجع

قاطعها بحدة :- مش هرجع في كلامي...اوعدك

نظرت له بتعجب....لما يصر هكذا ؟! لما يتحمل هذا الأمر لأجلها ؟! قالت بارتباك :- موافقة

ابتسم ابتسامة واسعة وقال :- نجهز بقى رحلتنا لسنتوريني

********

مر عدة أيام.....قرر فيهما آسر الاعتراف نظرا للهدوء الذي خيم علاقته بسما بالايام الفائتة....ابتسم كثيرا معها ،كانت تخبأ ابتسامتها كعادتها ، تهرب بنظرات عند الخجل....هكذا عادت اليه مجددا...

انتظرها بهذا الصباح لتأتِ بينما أنى الفتيات دونها !!

سأل حميدة وهي تعمل على الحاسوب :- هي سما فين ؟!

رفعت حميدة رأسها اليه وقالت بجدية:- جاية ورانا ، سيبتها بتتكلم مع استاذ خالد ، تقريبًا كان مستنيها تحت !!

اسودت عين آسر من الغضب وتملكه شعور قوي بأقتلاع رأس هذا الخالد.....

تحرك باتجاه مدخل الباب بينما رمقته حميدة بثبات وقالت بعدما خرج :-

_ انسان غريب !! ، الله يكون في عونك يا سمكة


*****

لا تعتقد أنك إذا وضعت الزهرة بين أناملك فأنك امتلكتها!!

طالت غيبتها فهبط بالمصعد كي يبحث عنها مشتاقا للاعتراف التي أصبح هو الغاية والهدف ولكنه رأها تقف مع "خالد" يبتسم وتبادله الابتسامة، ينظر لتفاصيل وجهها بنظرة رجل فتنته امرأة!! وترمقه بنظرات يظهر فيها شيء من الامتنان؟!!

رغما تحركت قدميه إليهما، ليس لشيء سوا أنه يريد هدم ظنونه.. وتمنى أن تكن صورة مضادة لصورة امرأة هي حقل الآمه...

كانت تتحدث مجاملة، وتبتسم بالكاد، وتحاول إنهاء الحديث ولكنه اتى لا تعرف من أين!!

توترت بعض الشيء وهي تنظر لملامحه الغاضبة وقالت:-

_ استاذ خالد...

قاطعها بحدة ونبرته اتهامية:-

_ وايه اللي يوقفك معاه من اصله؟!! اظن حتى لو شغل فامفيش مجال لوقفتك دي!!

صمت خالد ورأى أن مصلحته في الصمت...ليرى كيف يفكر هذا الآسر....قالت سمـا بعصبية من اتهامه الواضح:-

_ تقصد ايه يعني؟!

احيانا عندما يتملّك مننا الغضب نأخذ قرارات غاضبة،متسرعة، لم يتمعن العقل بالتفكير فيها... أجاب بشيء سقط على مسمعها كالصراخ :-

ملفك جاهز عشان تاخديه....لقيت البديل وتقدري تسيبي الشغل

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة