-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور - الفصل الثامن عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة أميرة أنور؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثامن عشر من رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالتشويق والغموض والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.

رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور - الفصل الثامن عشر

رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور - الفصل الثامن عشر

_استحالة!!!

اقترب منها "جبل" وبهدوء تام قال:

_لا إيه اللي هيخليه مستحيل ها إحنا كدا كدا مخطوبين إيه بقى اللي هيمنعوا

حدقت بالجميع باستغراب، فوجدتهم مصدومين، ولكنهم صامتون جميعاً، تكلمت بصوت به القليل من الأمل:

_جماعة حد يفهمه إن مش هينفع!

لم يستطيع أن يتحمل سماع صوتها فصرخ بعلو:

_اسكتي خالص وبعدين مين "حسام" اللي أول ما جى جريتي عليه وقال إيه عربيتي اتسرقت وفي ثواني بقيتي تهزري معاه وأنا أحلى كيس جوافة واقف

جذت على أنيابها ولم تتحدث قط بينما "سامية" فقالت بهدوء:

_بس يا بني إنت مش قولت بعد شهر وبعدين الحاجات دي بتكون عاوزة ناس إنتوا الانتين مشاهير ولازم تعملوا حفلة وبعدين مجهزتوش نفسكم

لم يرد عليها وابقى كما هو وكأنها لا تتكلم، حدقت "سامية" بـ "مرام" لعلها تقنعه ولكنها قالت بتوتر:

_بتبصي لي كدا ليه طالما حط حاجة في دماغه هينذها يعني هينفذها بلاش تبصي عليا

_محدش يدخل في الموضوع بعد إذنكم كدا أنا و "جبل" هنحلها حالاً

هذا ما قالته "ملاك" بنبرة منخفضة نوعٍ ما لا هي بمسموعة ولا هي بمرتفعة، مما جعل الجميع يصمت ويجلس بعيدًا عنهم..

اقتربت "ملاك" من "جبل" قليلاً ولكنه استدار بظهره، وقال بجفاف:

_بعد إذنك متقربيش ومهما قولتي أنا مش هوافق عشان تبقى حاطة في دماغك

لم تعد تتحمله، نعم تحب ولكن لا أحد عملها بتلك الطريقة غيره، الشعور بالغضب انتابها، تعلم بأنها ارتكبت خطاءً بذهبها لتلك المنطقة ولكن الخطاء الأكبر كان عليه، لا تعلم لما اشتعلت النيران بقلبها حين جاءت "مايا"، نعم تحب عملها ولكن كان من الممكن ألا تذهب وبرغم من اعتذارها لمديرها الذي لم يوافق عليه إلا أنها كانت قادرة على اقنعاه ولكنها أحبت أن تعاقب " جبل" بهذا الشيء، لذلك هو لا يحق له أن يعاقبها هكذا، فهي تسمع كل ما يقول، يجب أن يلتمس لها الإعتذار فهي إمراة لا تحب أن يشاركها أحد بحبيبها حتى وإن انتهت علقته بهؤلاء النساء، تحدثت بعد أن جذت على أنيابها بغضب:

_هو إيه اللي مقربش يا "جبل" هو إنت أما تقول حاجة لأزم تتنفذ قولتلك اتعصبت كنت غيرانة خلاص فين بقى الغلط في كدا

استدار لها وبانفعال شديد قال:

_هو إنتي بتفهمي؟

ما هذا السؤال الذي يقوله لها، نعم تفهم، انكمش حاجبيها باستغراب ومن ثم أومأت برأسها وقالت بهدوء:

_أكيد بفهم!!

تنهد بقوة ومن ثم قال ببرود:

_يبقى تمام هنتجوز يالا الشيخ جاي حالاً


.........................................................................

عاد منزله وهو يفكر بها، يخاف عليها كثيراً، يرأها ابنته وليست حبيبته فقط، لا يردها أن ترأ عالمه هذا، جلس بالأريكة متأففًا بقوةٍ، يعلم كمية الدموع التي ستنزلق بغزارة من عيناها الجميلتان، انتبه بتلك اللحظة لصوت "رحمة" الغاضب والتي كانت تقول بحد:

_أنا نفسي أعرف من أمتى وإنت معندكش ذوق؟

حملق بها بضيق، لن تشعر به، كيف له أن يشرح لها بأنه يخشى عليها كثيراً، رد عليها بكل برود:

_من النهاردة وبعدين أنا مش عاوزها تشوف السوق والحارة والبيت شايفة البيت عامل إزاي تحبي تشفي هي عايشة فين!

استغربت "رحمة" من حديث شقيقها وإلى نبرة صوته وكأنه يقول لها أننا لا نعني للمجتمع شيء، وكأنه يخبرها بأن المجتمع لا يريدهم، صرخت في وجهه بانفعال:

_البيت دا ربانا يا "أحمد" الحارة دي اللي عشنا فيها أجمل أيام حياتنا الناس الراقية ليهم معارف آه بس للمصالح قليل أوي أما تلاقي حد منهم بيجري على مصيبة التاني لكن هنا الشارع من أوله لآخره هيفرح لفرحك ويحزن لحزنك

يعلم ذلك ولكنه يعلم أكثر بأن حبيبته لن تتحمل هذا الوضع، مساحة غرفتها أكبر من مساحة شقتهم، لا يتوقع بأنها ستقاوم وستعيش معه في هذا المكان، تنهد بشدة ومن ثم ابتسم بسخرية ليجيبها بـ:

_أنا عمري ما أكره الحارة بس فكري بنت الناس دي لو جت تعيش هنا هتقدر تعيش المروحة اللي بنام عليها هتقدر تنام عليها بدل المكيف أنا عاوز يوم ما أتجوزها أعيشها في نفس العيشة عاوز أثبت للعالم إني بحبها لذاتها مش لفلوس عيلتها..!

صفقت له بيديها وبغضب شديد ردت عليه:

_الواحدة مننا لو بتحب حد هتعيش معاه لو في صحراء مفهاش حتى نقطة ماية تفكرنا غير تفكركم البت بتحبك وجتلك وكانت مبسوطة وكأنها مننا

رد عليها بيقين:

_أنا عارفة دا بس خايف من إحساسي بالذنب لو منعتها من الرفاهية اللي بتحصل عليها عند أهلها يا "رحمة"

جلست "رحمة" بجانبه ووضعت يدها على كتفه وبنبرة حنونة تحدثت:

_الفقر مش عيب وهي هتستغنى عن كل حاجة عشان بس العيب إنك تعملها وحش بعد كل التضحية اللي هتعملها عشان وعملتها أنا حاسة إنها ليها سبب في شغلك في الشركة بكرا ربنا هيكرمك وتتجوزوا

وضع يده على يدها بعد أن قبلها ثم قال بنبرة جادة:

_طب ماشي يا حبيبتي أنا مش عاوز أجبرها تقعد مع أخوتنا وتراعيهم لأزم أكون غني وابني نفسي عشان أطمن إنكم معايا وإنها في حياتي

.........................................................................

عادت للفيلا قابلت والدتها والتي كانت تنهرها بشدة ولكنها غير مستوعبة لما يحدث، تفكر به هو فقط، لم ترد عليها، وسارت نحو غرفتها ولكنها اوقفتها حين أمسكتها من يدها بعنف وقالت:

_'صباح" اتصلت وقالت إن "جبل" عاوز يكتب كتابه

حملقت بها "دنيا" بغضب شديد ولا تعلم كيف صرخت بقوة هكذا:

_كفاية بقى إرحميني أنا تعبت والله وزهقت يا ماما ما يتجوز أنا بعتبره أخويا وهو كذلك فارحميني

انكمش حاجبي "عبير" بصدمة، فكيف لها أن تتحدث معها هكذا، رفعت يدها للأعلى ثم صفعتها بقوة على وجهها مما دفعها أن تصرخ بشدة من الألم الذي انتابها، نظرت لها بصدمة ثم قالت:

_إنتي بتضربيني هو أنا قولت لك إيه عشان تضربيني عاووة أفهم ليه عاوزة تجوزيني "جبل" عشان الفلوس ها فلوسنا كتير عشان علاقتنا مع عيلتهم "مالك" هيتجوز "مرام"

كيف لها أن تفهماها بأنها ورقتها الرابحة، بتلك اللحظة أسرعت "ريناد" والتي شاهدت المشهد كامل، أمسكت يد شقيقتها والتي تبكي بهسترية ثم قالت بانفعال لوالدتها:

_مامي إنتي اللي غلطانة مش هي أنا غلطانة إني قولتلك البسي خلينا نروح زي ما "مالك" طلب بس لا حضرتك مش هتيجي

تركتهم ورحلت من أمامهم، حدقت "ريناد" بشقيقتها ومن ثم قالت بهدوء:

_حبيبتي هي مكنتش تقصد

ابتسمت "دنيا" بحزن ثم قالت بسخرية:

_لا عادي ما هو اليوم كله مقفول اللية دي هروح أنام

أمسكتها "ريناد" من معصمها ثم قال بتساؤل:

_إنتي مش هتيجي؟ زمان كتب الكتاب بدأ وبعدين أبيه "مالك" كان بيسأل عليكي

توترت كثيراً فحين خرجت كان لا يعلم بذهبها، كانت سترفض ولكن تراجعت حيثُ سيسألها الجميع عن السبب

أومأت برأسها ثم قالت بهدوء:

_طيب يالا يا حبيبتي

.........................................................................

في القسم

كان "جلال" يجوب المكان ذهابًا وايابًا، لا يستطيع أن ينعم بالنوم على الأرض أو حتى الجلوس، الجميع بتلك الغرفة ملابسهم متسخة تماماً، المكان مليئ بالمجرمين، كل منهم يجلس في أرضية مقاسها جسده فقط، من ينام يغفل في جلسته، تنهد بقوة ثم همس بحد لـ "محمد":

_يعني عجبك اللي إحنا فيه دا؟ كله بسببك

لاحت بسمة السخرية على وجه" محمد" ثم تحول فجأة وانتابه الغضب الذي تشعب في جسده بقوة وكأن هذا الغضب نيران تنهش بقوة بداخله، صرخ به بعلو:

_هو مافيش غيري اللي بتحط عليه الغلط إنت كمان وثقت فيها لا وقولت عليها ذكية بلاش توهم نفسك كتير بقى أنا زي زيك بل كمان إنت السبب في سجني دا

لم يتحمل "جلال" حديثه مما جعله يلكمه بشدة على خده الأيمن، وكأنه بفعلته هذه أشعل الحرب على نفسه ولكن المحارب ليس "محمد" حيثُ قام أحد المتعاقبين من الدولة وأقترب منه ليهمس من بين نواجذه المتسخة والتي جعلت كل منهم يشعر بالقرف:

_إنت إزاي تمد إيدك عليه وهو في مملكتي ياااااض

ابتلع "جلال" ما في عنقه بخوف ولكن ما جاء على وجهه جعله يغضب حيثُ كانت المياة تخرج من فم الآخر مع كل كلمة يقولها، صرخ "جلال" به بعلو:

_بس كفااية يا غبي بتف عليا وإنت بتتكلم وبعدين إنت مالك أضربه ولا لاء شيء ما يخصكش خالص

قهقه بعلو مما جعل الجميع يفعلون مثله، جذ على أنيابه بجموح ومن ثم تحدث بنبرة منخفضة:

_أنا غبي الغبي دا ممكن يعمل فيك اللي عمرك ما شوفته أبداً

حاول "جلال" أن يعلم ما يزعجه فقال بنفاذ صبر:

_إيه اللي مزعلك طيب يا اللي مش غبي...!!!

الحنق، الغيظ، الغضب انتابه حيثُ أن "جلال" قدر أن يستفزه، رد عليه بقسوةٍ:

_إنت بتتريق عليا؟؟

هز رأسه بلا ثم قال بهلعٍ:

_لا بس أنا معرفش اسمك إيه؟

_"حنفي"!

قال اسمه بصوت عالٍ، ساد الصمت قليلاً، مما جعل "جلال" يفكر بأن هذا الرجل سيبتعد عنه، ولكن قرب منه فخيب ظنه تحدث بتحذير:

_أنا هنا اللي بضرب مش حد تاني

انهى حديثه وبدأ يتفحصه من أعلى رأسه لأخمص أقدامه، رفع حاجبه وعاد يتحدث ولكن نبرته كانت مليئة بالطمع:

_بس إيه دا هدومك ولبسك حلوين تصدق أنا طول عمري نفسي البس بدلة اقلع ياض

ابتلع "جلال" ما في حلقه بتوتر ثم قال بتلعثم:

_هدوم إيه اللي اقلعها أنا... أنا

ملس "حنفي" على شعره وبطريقة مثيرة قال:

_يالا يا حلو من غير ما تقول أنا وآه أوعى تعترض عشان ممكن أعمل الأسخن أصل الرجالة دول يعيني مفتقدين نسوانهم فممكن أخليك انهاردة واحدة ست

الخوف انتابه بشدة، رفع يده بتحذير ثم قال بتوتر:

_إنت عارف بتكلم مين إنت ممكن تندم على اللي بيحصل دا أنا لو طلعت من هنا مش هيحصلك خير فخدمني أحسن

قهقه "حنفي" بقوة، ثم حدق بالجميع وبنبرة أمرة قال:

_قلعوا هنبدل لبسه بلبسي

ابتسم "محمد" بتلك اللحظة، شعر بأن حقه رد له ولكن سرعان ما شعر بالخوف حين صرخ به "حنفي":

_وإنت بتضحك على إيه إنت كمان هتقلع عشان دراعي اليمين يلبس نضيف

صرخ" محمد" بشدة، بينما "جلال" فكان يقول بهلع:

_هكتبلك شيك بمية ألف جنية بس ابعد عني

_يا حبيبي أنا قاعد في السجن كتير ولو عاوز أعمل مليون جنيه في يوم هعمل فبلاش تتكلم كتير

قال "حنفي" هذا بعد أن انتبه إلى حديث "جلال"، بدأ في التخلص من ملابسه ليصبح عاري الجسد، القى بملابسه نحو" جلال" ثم قال بغضب:

_اخلص عشان لو قلعوك هيطمعوا في جمالك يا حلو

..................................................................

شعر "مالك" بالملل فمازال "جبل" مصر على الجواز و "ملاك" لا تريد، من سيعقد قرانهما جاء من نصف ساعة ولازال جالس، بتلك اللحظة تحدث "مالك" بصراخ:

_خلاص يا جماعة الشيخ خلاص زهق وربنا وعاوز يمشي

ردت عليه "ملاك" بتمرد:

_أنا مش هتجوز خالص اعتبر إن الخطوبة اتفسخت يالا يا دادة عشان نمشي

بالفعل جاءت حتى ترحل من أمامهم، وقفت "سامية" لتنفذ أوامرها ولكنه أمسكها من معصمها وقال بحد:

_هتتجوزي انهاردة يعني هتتجوزي انهاردة خلصي

صرخت بعلو:

_مش عاوزة!

أومأ برأسه ثم تحدث بخفوتِ:

_تمام يا حبيبتي!!!

شعرت بالإرتياح أخيراً، ولكن تفاجئت حين قال بتهديد:

_بس هموت الشيخ وهدخل السجن وهتبقى مرات المسجون

لم تستطيع منع ابتسامتها، اقتربت منها "مرام" وقالت برجاء:

_يالا بقى مجنون ويعملها

كان هناك من يشاهدهم ويشعر بالغضب، وضعت "ريناد" يدها على كتفها وقالت بغضب:

_مامي إيه اللي جابك وإنتي مش حابها روحي طالما مش هتتمني ليهم السعادة

لا تعلم هل ابنتها طفلة أم فتاة كبيرة تتحدث باسلوب أعلى منها، تأففت بقوة ثم اقتربت من الجميع وقالت بهدوء:

_لا يا "مرام" أنا مع "ملاك" لازم نعمل حفلة كبيرة و "جلال" يكون موجود كمان

أشارت "ملاك" باصبعها نحوها ثم قالت بهدوء:

_دا اللي أنا بقوله

حملق "جبل" بـ عبير بغضب ومن ثم قال بانفعال:

_متدخليش بعد إذنك وبابا هيحضر كل حاجة وحفلة كتب الكتاب هتحصل والفرح هيحصل بس وهي مراتي

بتلك اللحظة انتبه الجميع لصوت الشيخ الذي قال بغضب:

_يا ابنتي ويا ابني في كتب كتاب ولا أروح

فقدت الأمل فقالت:

_تمام يالا اكتب الكتاب!

تنهد الجميع برأحة، فاخيراً وافقت، تم جوازهم تحت أجواء صعبة كثيراً، كانت "دنيا" بعيدة وصامتة غير الجميع، تمت المباركات ولكن ما قاله "جبل" كان صدمة للجميع حيثُ قال....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية النمر الجامح بقلم أميرة أنور
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة