-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السادس

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل السادس من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السادس

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السادس

 لا يعلم لم ظل بهذا المنزل يستمع لهذا الهراء الذى تتقاذفه الأفواه عن عودتها لمنزلها واعتذاره لها وابداء ندمه على الاستماع لشيطان نفسه ومعاملة زوجته بهذه الوحشية .

ورغم ذلك ظل جالسا بصمت يتحدث بإقتضاب أحيانا إذا استشهد به أحدهم .


سرعان ما انفض جمعهم ليهرول نحو الورشة ينتظر عودة رجب الذى أرسله فى أثرها فى غفلة عن الجميع ، لم يطل انتظاره وسرعان ما جاءه الفتى يعدو كمن تلاحقه الشياطين ليهمس : راحت القسم يا اسطى .


القسم !!!

ردد بدهشة دون أن يمنع إحساسا بالراحة أن يجتاح صدره .

ستشكوه !!

يا لها من بشرى !!


انتفض نحو تلك السيارة التى أصلحها ليستقلها ويغادر فورا نحو قسم الشرطة .


دقائق وكان يقتحم المكان بتهور ليجدها تجلس أمام أحد الأشخاص والذى يسأل برتابة وهى تجيب بهدوء دفعه للتشكك ليتراجع دون أن يلحظاه .

فكر أن يتقدم ويشهد لصالحها لكنه توقف فى اللحظة الأخيرة ، قد يكن ظهوره هذه اللحظة ضدها .

هو يعلم العقول العقيمة التى تتفشى فى المجتمع ، المرأة دائما مدانة فى هذه المواقف .


عاد أدراجه لخارج القسم ووقف يتلفت حوله حتى رأى شخص ما مهندم الهيئة يهم بالدخول فقطع طريقه فورا : انت محامى ؟؟


نظر له الرجل وكأنه اعتاد هذا الموقف : ايوه فى حاجة ؟

أخرج من جيبه بعض النقود ليقول : فى واحدة جوه بتقدم بلاغ اسمها الست برلنت ..

قاطعه الشاب : برلنت إيه ؟؟


نظر له بدهشة ، هو حتى لا يعرف اسمها كاملا ، تغاضى الشاب عن سؤاله : طيب بتقدم بلاغ ليه ؟


اجابه فورا : جوزها ضربها انا كنت موجود وممكن اشهد بس خوفت ادخل الأمين يعملها لى حكاية ويقولى صفتك إيه وجاى ليه ؟

هز الشاب رأسه بتفهم قبل أن يدفع كف سعفان الذى يحمل المال : هدخل اشوف وبعدين نشوف حكاية الفلوس دى . انت اسمك ايه ؟

أجاب بهدوء : سعفان بس هى ماتعرفش أسمى .


دقق الشاب النظر لوجهه لوهلة واتجه للداخل بينما عاد نحو السيارة يراقب الباب بترقب .


****


جلست برلنت أمام هذا الغريب الذى لا يبدو مصدقا لما تقصه عليه ورغم ذلك يسطره ويتساءل عدة أسئلة لا تدرى ما الفائدة منها .


اقترب شاب ليقف بالقرب منها : مدام برلنت ؟

نظرت له بدهشة وامأت بصمت لينظر لمن خلف المكتب : انا حسام السيد محمود المحامى . تسمح لى اتكلم مع المدام كلمتين قبل إتمام المحضر ؟


ألقى الرجل القلم زافرا بضيق لم يهتم له حسام وأشار لها : تسمحى يا مدام ؟

نهضت بتثاقل وراءه تلك الألام التى تنخر بدنها وتحركت عدة خطوات وما إن وقف أمامها حتى تساءلت : حضرتك جاى ليه ؟ ومين اللي بعتك ؟ و

قاطعها ببسط كفه : بالراحة يا مدام . واحد برة وقفنى وطلب مني ادخلك اسمه سعفان 


قطبت وجهها بدهشة صادقة : سعفان !! انا مااعرفش حد اسمه سعفان .


ابتسم الشاب : هو قال انك ماتعرفيش اسمه المهم انت عاوزة إيه من المحضر علشان اقدر اساعدك .. عاوزة تسجنى جوزك ؟ 


نظرت له بفزع ونفت فورا : لا مش للدرجة دى علشان خاطر ولاده . 

قاطعها فورا : عاوزة تاخدى منه الولاد ؟

تنهدت بحزن : مش ولادى .. انا مراته التانية انا عاوزاه يسبنى ويطلقنى وخلاص لأن حتى ابويا رافض الطلاق .


اتضحت الصورة أمام الشاب وقد تعاطف معها داخليا ليقول بتفهم : يعنى المحضر وسيلة ضغط علشان يطلق بس مش كده ؟

اومأت بتأكيد ليبتسم مشيرا لها ويعودا نحو المكتب فيقول : إحنا هنعمل محضر تعدى بالضرب وعاوزين تقرير طبى يعنى تحويل المستشفى .


أمسك الرجل بقلمه بجمود : ايوه مفهوم .


******


بعد نصف ساعة تقريبا كانت تغادر قسم الشرطة بصحبة ذلك الشاب ليهرول نحوهما فور ملاحظته الجندى الذى يلحقهما .

وقف أمامهما : فى إيه العسكرى واخدك على فين ؟


لم يفكر فى إخفاء لهفته ولم تكن محل اهتمام فى تلك اللحظة ، نظر له حسام بعملية شديدة : هتروح تكشف فى المستشفى وتعمل تقرير طبى بمدى الإصابة ومدة العلاج .. فى الحالة دى ضرورى يكون علاج اكتر من واحد وعشرين يوم .


نظرت له لتتعرف فورا لتلك الملامح الجامدة ليزداد وجهها تجهما بينما تابع حسام : انا داخل لموكل عندى قدامى ساعة على الأقل هخلص واستناكم هنا .

ودار على عقبيه فورا فقد أفضى لها مسبقا بالخطوات التالية بينما نظرت للجندى الذى يتعجل إنهاء مهمته : مش بينا يا ست .

تحركت ليتبعهما فورا : بقول إيه يا دفعة ما تيجو اوصلكم بالعربية بدل البهدلة ؟


تهلل وجه الجندى بينما نظرت له بحدة : انت جاى ورايا ليه ؟ هو اللى باعتك ؟؟ عاوز منى إيه تانى ؟


رأت اللوم بنظراته قبل أن تسمعه فى كلماته : انا !! 

صمت لحظة : عموما انت معذورة تشكى فيا لكن أنا كل غرضى مساعدتك ...

قاطعته بحدة : وانا مش محتاجة مساعدتك .

ثم نظرت للجندى : يلا بينا هناخد تاكسى .


تقدم الجندى يتبعها فهو كل ما يصبو إليه مهمة مريحة لا يرغم على السير خلالها .

تباطئت خطواتها بعد أن تأكدت من ابتعادها عن هذا المتطفل لتهمس : بقولك لو سمحت مفيش مكنة هنا اسحب منها فلوس ؟

أشار لها الجندى : ايوه من هنا ، بس كده هنتأخر 

تقدمته مجددا : لا هسحب فلوس وناخد اول تاكسى .


****


غادرت منذ ساعات وغادر بعدها الجميع ليلزم هو صمته ووحدته ، لم يقترب منه اى من صغاره وكأنهم يشعرون أنه يحتاج هذه الوحدة .

وضع هاتفه أمامه وتردد كثيرا فى مهاتفة والدها ، وكيف يفعل ؟؟


بالأمس فقط كان الرجل يوصيه بها خيرا فها هو اليوم يضربها بهذه الوحشية .

لكنها استحقت ذلك .


أحقا فعلت ؟؟


أصواته الداخلية تأتى على الصمت الذى يحتاجه بشدة .


ظل يحدق بهاتفه وأخيرا تغلب جموده وسطوة نفسه ، هى من غادرت المنزل ، عليها العودة وحدها كما غادرت وحدها وعليها الاعتذار أيضا .


لقد تحدثت إليه بإسلوب غير لائق لتشعل بنفسها نار غضبه والتى تسببت فى كل ما حدث .


نهض اخيرا متجها نحو غرفته عازما على تأديبها ، لتبق بمنزل أبيها كما تشاء هو لن يتنازل عن اعتذارها وعودتها صاغرة وإن رفضت فلتتحمل ما ستؤول إليه من مصير .


**"**


استغرق توقيع الكشف الطبى قرابة الساعة وحين غادرت المشفى كان هناك متكئا إلى تلك السيارة ، نظرت له بحدة وتابعت طريقها يصحبها الجندى ليستقلا سيارة أجرة نحو القسم مجددا .


بحثت بعينيها عن هذا المحامى والذى أشعرها وجوده ببعض الطمأنينة لكنه ليس هنا فتقدمت للداخل فما من سبيل للتراجع .


تنفست الصعداء حين وجدت حسام منهمكا فى قراءة بعض الأوراق داخل القسم لتسرع نحوه : يا استاذ 


رفع عينيه عن الأوراق ليبتسم براحة فور رؤية رباط طبى يحيط رأسها واخر يضم ذراعها الذى تعلق إلى رقبتها .

وصلت إليه وقد حفظ أوراقه بحقيبته ليتساءل : تعالى نثبت حالتك بعد الكشف .

تبعته بصمت حتى أنهى كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال البلاغ الذى تقدمت به وساعدتها خبرته فى تحسين موقفها كثيرا وتم تحويل البلاغ للنيابة على أن تمثل أمامها صباحا ثم يتم استدعاء الزوج لأخذ أقواله من قبل النيابة .


غادرت القسم وهى تخرج من حافظتها عدة أوراق نقدية وتقدمها للمحامى : مش عارفة اشكرك ازاى يا استاذ .

تناول حسام المال بود : لا شكر على واجب وبعدين اشكرى الاستاذ اللى بعتنى ليكى .


نظرت أرضا ليتابع : معادنا بكرة تسعة الصبح هنا احضر معاكى عرض النيابة وبعدين تعملى لى توكيل وانا هتفاهم مع جوزك .


تنحنحت بحرج : بس أتعاب حضرتك بعد ده كله هتبقى كام ؟ 


استنبط فورا ضيق الحال خاصة مع ما هى مقدمة عليه ليبتسم بود ويقلب المبلغ الذى أعطته إياه ثم يدسه بجيبه : زى اللى دفعتيه دلوقتى ومش هاخد منك حاجة قبل ما اجيبلك قسيمة طلاقك .

تهلل وجهها الشاحب دليلا على مدى المعاناة التى لاقت سابقا قبل أن يستأذن منصرفا .


وقفت أمام القسم وكان يقف بعيدا متكئا للسيارة ، نظرت له وتأففت بضيق ثم سارت نحو الطريق الرئيسى  بعد أن اعترض هو طريق المحامى .


وقفت تتلفت حولها بقلق ، هى فعليا لا تملك مكان تلجأ إليه ، أبيها سيرفض ما قامت به وسيثور أيضا ، لقد أمرها ذلك اليوم بالعودة للمنزل ولم ينظر لحالتها التى تشابه حالتها حاليا .


إن توجهت لأى من أشقائها ستكون نفس النتيجة بل أسوأ بالمزيد من الشماتة والتقريع .


ماذا عن الأقارب ؟؟

إن كان هذا حال الأشقاء فكيف سيكون الأقارب ؟


ضاق صدرها كمدا .. الأبواب تغلق بوجهها وهى لم تبدأ طريقها الوعر بعد .


ظلت فى موضعها لعدة دقائق حتى توقفت سيارته أمامها : اتفضلى اوصلك 

تحدث بلطف لتشيح وجهها عنه : متشكرة انا عارفة طريقى .

لم يبد عليه الاستسلام : بس علشان اطمن عليك .

لتعود لها حدتها : وتطمن عليا بصفة إيه ؟ إحنا قدام القسم امشى بدل ما أقدم فيك بلاغ انت كمان .


وبدلا من الغضب ابتسم بود زاد من غيظها قبل أن يقول : انا همشى بس مش علشان خايف من البلاغ ..همشى علشان انت خايفة منى .


ولم ينتظر إجابة منها وتقدم بسيارته فورا ليتجاوزها .


ظلت مكانها حتى تأكدت من ابتعاده تماما وقد هداها تفكيرها بالتوجه لصديقتها الوحيدة والتى لم تسأل هى عنها منذ زواجها من هذا الماهر لرفضه أى علاقة لها بالماضى ، ليس عيبا فى صديقتها قرابتها لزوجها الأول هى صديقتها وتشك أن تتخلى عنها أو تخذلها .


أوقفت إحدى سيارات الأجرة وأملت السائق العنوان لينطلق بها نحو مجهول جديد .

هذه حياتها مجهول يتبعه مجهول وهى بين هذا وذاك مدانة من قبل الجميع رغم أنها بالواقع الضحية لجميعهم .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة