-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الرابع عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الرابع عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الرابع عشر

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الرابع عشر

مرت عدة أيام ينتظر فيها سعفان مهاتفة وفيق ليمنحه الفرصة التى وعده بها ، كانت أيامه رتيبة مملة يزيدها الانتظار مللا ورتابة لكن ما يريحه قليلا أن انتظاره سيأتى بما يحب ، أن انتظاره لها هى ولأجلها يمكنه أن ينتظر .


اعتادت برلنت خلال الأيام القليلة الماضية نظرات أبيها وتلميحاته المبطنة واعتادت أيضا تجاهلها ومتابعة الحياة ، تتسلم البضائع وتعلن عنها واليوم عليها تسليم الطلبية لعدد من زبائنها ، الوضع مريح لها فى التعامل مع النساء .


خرجت من المنزل بعد أن اعلمت أبيها بوجهتها وأخبرته عن دعوة ايناس لها لقضاء بعض الوقت بصحبتها بعد نهاية جولتها القصيرة ورغم تأفف حسين لذلك إلا أنه رأى أن صحبة صديقتها قد تفيدها حاليا .


أنهت برلنت جولتها واتجهت لمنزل ايناس عازمة على القضاء على ما تشعر به من قلق ، يمكنها الحديث بأريحية مع صديقتها بدلا من تبادل الحديث مع نفسها كل ليلة .


****


اليوم ككل يوم بالنسبة ل سعفان ، وصل ورشته وبدأ أعماله التى تزايدت فى الأيام الأخيرة .

كان منهمكا بعمله حين وصله إتصال من وفيق يدعوه لمنزله ، إنها فرصته التى انتظرها مذاك اليوم .

لا يملك وقتا للتأنق ولا يريد أن يفعل ، يريدها أن تراه بهيئته تلك ، بطبيعته الكاملة .


وصل لمنزل وفيق الذى رحب به لكنها لم تصل بعد ،جلس بصمت مفكرا ؛ من الطبيعى أن يصل أولا .. فهو تقوده أشواقه ولهفته أما هى ربما إن علمت بوجوده فلن تحضر من الأساس .


****


استقبلتها ايناس بحفاوة وقد اقتنعت تماما برؤية زوجها ، صديقتها تحتاج هذه الفرصة ، هى مدينة له بدقائق يوضح فيها موقفه منها ، يشرح فيها رغبته فيها .


جلستا لتهمس ايناس : فى حد مع وفيق 

اضطربت برلنت وتلفتت فورا : طيب نقوم من هنا ؟؟

أمسكت ايناس كفها تبثها طمأنينة : لا ما تقلقيش .


لحظات وفتح الباب لتنظر برلنت أرضا وهى تستمع للخطوات التى تقترب منها لتتعجب ؛ لما يقترب وفيق وضيفه منهما ؟؟

باب الخروج من الإتجاه المعاكس لموضع جلوسها وصديقتها .

حمحمة حرجة تبعها صوت دافئ : ازيك يا  برلنت ؟

رفعت رأسها وقد احتلتها الصدمة ، نظرت نحو ايناس بإستنكار ليتحدث وفيق فورا : برلنت انت لازم تسمعيه ..المرة اللى فاتت هو سمع والمرة دى انت هتسمعى .. ده حقه .


انتفضت بحدة : مالوش حق عندى لا هو ولا غيره .


وقبل أن تولى هاربة وقف بطريقها بشكل صدمها فعليا لترفع رأسها وهى على وشك رميه بوابل من التوبيخ الذى لم يتجاوز شفتيها .


انطبقت شفتيها تلقائيا وعجزت عن متابعة ما انتوته وقد غمرتها تلك النظرة بعينيه فألجمت ثورتها وأخمدت احتراق غضبها غير المبرر .


لحظة صمت أحكمت السيطرة على الجميع قبل أن يخرق سعفان ذلك الصمت متمتما : مش طالب اكتر من دقايق .


ارتخى جفنيها ليمسك وفيق كف ايناس معلنا قبوله : احنا قاعدين قدامكم اهو .


تعلقت عينا ايناس بصديقتها لترى بسهولة ما تحاول إخفائه وطمره بإرخاء جفنيها لترخى هى أيضا جفنيها وقد وصلت لها معاناة برلنت كاملة .


ظلا واقفين حتى عاد صوته المغلف بهمس يحتل حواسها : ممكن تقعدى .. مش هأخرك .


دارت على عقبيها لتنشق شفتيه عن ابتسامة رضا وهو يلحق بها .

جلست فوق مقعد جانبى ليتخذ من الأريكة الملاصقة له مجلسا .

جالت عينيه فوق ملامحها المسترخية لحظات قبل أن يبدأ حديثه : انا لما أجرت الورشة فى البيت اللى انت فيه كانت صدفة .. لما رفعت عينى وشوفتك أول مرة كانت صدفة .. ولما شوفت وشك اليوم إياه كانت صدفة .. بس كانت اخر صدفة .


اختلست نظرة لوجهه لتصطدم بنظرة مختلسة منه قبل أن يتابع : من يومها بقيتى ذنبى بالنهار وندمى بالليل .. ذنب مش قادر اتوب عنه لما عينى تغلبنى وتجرى على بلكونتك يمكن تطلعى والمح صورة جديدة احفرها جوايا .. وندم طول الليل وانا ...


شعرت به يلتقط نفسا عميقا دلالة على صعوبة تواجهه للمتابعة فعادت تختلس النظر لترى الألم متجسدا فوق ملامحه وكأنه بإنتظار لقاء عينيها ليتابع : وانا عارف انك مش ليا .. مش حقى .. إنك لراجل تانى راضية بيه وبعيشتك معاه .


انتقل الألم ليحتل ملامحها فتتشابه القسمات فى المعاناة ، اختلجت عضلات وجهه قبل أن تظهر ابتسامة شاحبة ليتابع : ويوم ما حسيت إنك مش راضية بعيشتك كان من اسعد ايامى.


اخفضت عينيها مجددا ليشعر بكم الحماقة لمجرد تفكيره فى لحظة ما أن يتخلى عن حلمه فيها ليتابع بإصرار : انا لما طلبتك للجواز سألتينى لو اعرف إنك عاقر ؟؟


ارتفت عينيها بحدة ليتابع بحزم : ايوه عارف .. وعارف من زمان وده مامنعش قلبى يتعلق بحلم .. 

بصى لى 


أمرها بصوت يغلفه الرجاء بمجرد أن لمس هروبها مجددا ولدهشتها انصاعت عينيها له لتتلاقى الأعين مجددا فيتحدث بخفوت : الولاد رزق من ربنا مش هم الحياة .. إحنا ابويا ربنا رزقه عملنا له إيه !! مات واحنا اتلطمنا بعده .. اخواتى عملوا لأمى إيه !! ده بيعدى شهور محدش منهم بيزورها .. اختى ربنا رزقها وماتت ما شافتش بنتها .. انا ممكن اعيش من غير ولاد بس اعيش سعيد لأنى راضى .. راضى باللى ربنا يكتبه و واثق إن ربنا مش هيكتب عليا إلا الخير ليا .


ظلت صامتة وظل يتحدث ، كأنه يتحدث للمرة الأولى بحياته .. أخبرها عن طفولته .. عن معاناته حتى استطاع بشق الأنفس الحصول على شهادة متوسطة فقط ليشعر أمه أنها لم تقصر بحقه .


تحدث كثيرا عن سما وعن أمها الراحلة لترى مأساة موتها بين كلماته رؤيا العين فتلمس كم هو شغوف بهذه الصغيرة .


مر الوقت دون أن ينتبه له حتى أقبل وفيق معلنا نهاية الوقت المتاح والذى أسرف فى منحه إياه لتنتبه برلنت أنها لم تشعر بمرور الوقت .


انتفضت تتلفت حولها لتسرع إيناس نحوها فتتمسك بكفيها بتوتر فيتحدث وفيق : اتمنى يا برلنت أنك تفكرى تانى . 


زاغت نظرات برلنت لتسحبها إيناس بعيدا عنهما ثم تهمس : برلنت انت اكتر واحدة عارفانى وعارفة أنا عشت ازاى وبفكر ازاى وانا بقولك انت تستحقى الفرصة دى .. تستحقى السعادة .


هزت رأسها عدة مرات قبل أن تهمس : انا عاوزة اروح .


واتبعت قولها بتنفيذه ليتحرك سعفان فورا فيمسك وفيق ذراعه يمنعه من التقدم : استنى يا سعفان اديها وقت ومساحة .


نظر نحوه سعفان دون أن يهتم بإخفاء اللهفة البادية عليه : هطمن عليها من بعيد .


ابتسم وفيق وحرر ذراعه لينطلق خلفها خوفا من حالتها التى يرى تشوشها بوضوح .


لاحقها حتى وصلت للمنزل ليشعر ببعض السكينة ويقفل عائدا ، لم يعد للورشة فهو يثق أن فتاه سيهتم بأمرها لذا عاد للمنزل حاملا بعض الحلوى للإحتفال بمناسبة لم يفصح عنها لكنها ارسلت فيض من سعادة من بين نظراته لتشعر أمه بالسعادة لأجله وتسعد سما بمجرد الإحتفال .


****


مرت ثلاثة أسابيع حاولت فيها برلنت التهرب من الجميع ، تساؤلات والدها غير المعلنة ، اتصالات صديقتها حتى نفسها وأفكارها احسنت التهرب منها بالانغماس لكن ما عجزت تماما عن التهرب منه هو رؤية سعفان الذى تراه كلما غادرت المنزل ولا تعرف كيف يفعل ذلك .


ورغم عدم محاولته التعرض لها أو التحدث إليها إلا أن إحساسا بالأمان بدأ يتسرب لقلبها رغما عنها كلما لمحت طيفه يراقبها أو يصحبها .


غادرت برلنت المنزل لتسليم عدة طلبيات كالعادة مؤخرا ، تلك العميلة تتعامل معها للمرة الأولى وتريد أن تكسب رضاها فقد تكون بابا للعديد من العملاء الجدد وهذا سيفيدها كثيرا ويزيد عملها رواجا .


تلفتت خفية لترى طيفه تابعا لها فتعجز تماما عن وأد شعاع السعادة الذى اشرق بصدرها وغلفه بالدفء ليمتد ساطعا فوق ملامحها فارضا إشراقة وتورد يزيدانها فتنة .


وصلت للعنوان لتختلس نظرة أخيرة نحوه فتراه مبتسما وكأنه يعلم أنها ستنظر إليه أو ينتظر نظرتها .


لم تشعر بالإرتياح لنظرات تلك السيدة التى استقبلتها بود واضح زيفه فجلست تنتظر معاينتها للبضائع بترقب تعلمته مؤخرا وتحفز اكتسبته من التعامل مع أمثالها .


رفعت عينيها عن المشتروات لتنظر نحو برلنت مباشرة : خلينا صرحاء مع بعض انا مش زبونة وكل بضاعتك دى عندى فى الدولاب .


رفعت برلنت حاجبيها استنكارا : ولما بضاعتى عندك عملتى اوردر ليه ؟؟ انا معرفكيش قبل كده علشان تخسرينى بالشكل ده !!


تنهدت المرأة بتثاقل : انت فعلا ماتعرفنيش بس تعرفى جوزى 


اللهجة الساخرة المستفزة التى تتحدث بها المرأة أسرت رجفة غاضبة بصدر برلنت التى انتفضت : جوزك !! انا لا اعرف جوزك ولا غيره انت غلطانة 

هبت الأخرى واقفة بتحدى : انا جبت رقمك من موبايله انا مرات المعلم احمد محروس ولما سألت كويس عرفت انك مطلقة مرتين 


انتقلت السخرية والاستنكار لملامح برلنت التى قالت : اه قولتى لى عموما علشان تطمنى اللى انت خايفة عليه ده مافيش بينى وبينه اى تعامل تعامله مع والدى ورقمى معاه علشان بحول له الحساب مش اكتر وإن كان كونى مطلقة مرتين فى نظرك يعيبنى فوجهة نظرك ماتهمنيش فى حاجة زى جوزك بالضبط مايهمنيش فى حاجة .


انحنت تلملم بضائعها قبل أن تستقيم وتنظر لها بحدة : وبلغى جوزك إن التعامل بنا انتهى وانا واثقة انك هتلاقى سبب يقنعه عن إذنك 


وانطلقت مغادرة بوجه غير الذى دخلت به ، سارت طيلة الطريق تفكر لم تحاكم لكونها مطلقة !!

ومن يحاكمها ؟؟ امرأة مثلها !! 

عليها أن تعترف انها ستقابل هذه النوعية كثيرا .. لقد أكتسبت القدرة على التصدى لسهام كلماتهم السامة .. هى راضية تماما عن هذه المقابلة .

أصبحت راضية عن نفسها إلى حد ما أيضا رغم ما تشعر به من غضب لكنها لا تنكر احرازها تقدما .


عادت إلى المنزل وقد قررت فورا الاستعانة بشخص لتسليم الطلبيات من اليوم فصاعدا وهذا الشخص ستكون له شروط صارمة لتقبل به .


*****


مر يومين بحثت فيهما جديا عن شخص يسلم بضائعها للزبائن ، من الصعب عمل الفتيات بتلك المهنة حاولت أن تجد واحدة ففشلت تماما .

يمكنها إلتماس العذر لهن فى ذلك فقد لمست بنفسها ما قد تتعرض له فتاة فى مهنة كهذه .

اضطرت إذا للبحث في الخيار الأخر المتاح رغم اعتراض أبيها الشديد على ذلك فهو لا يأمن لأحدهم أن يقترب من ابنته بدعوى العمل وقد تكون له مآرب أخرى .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة