-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثالث عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الثالث عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثالث عشر

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثالث عشر

 سار هائما لا يدرى أين سيستقر به قارب حياته مع هذا الإعصار الذى يواجه ، إن رفضته لتندى مستوى تعليمه لقبل ذا .

إن رفضته لتندى مستواه الاجتماعي لقبل ذا .

إن رفضته للفارق الشاسع بين حياتها وحياته لقبل ذا .

لكن رؤيتها له بهذه الصورة لن يقبل مطلقا ، كانت حلما ويبدو أنها ستظل كذلك . لكنه سيغير تلك الصورة اولا .


عاد لحجرته لا يعلم كيف ومتى !! 

فقط وجد نفسه متسطحا بملابسه يتساءل ؛ ما الذى يهمه فى كيفية رؤيتها له !!

لم يهتم بصورها وأفكارها !!

اعترف أنها كانت حلما وليس هذا زمن تحقق الأحلام .


***


استيقظ وفيق الذى لم يحظ بنوم جيد بسبب أرق زوجته التى لا يعلم ما الذى ألم بها منذ مهاتفة صديقتها مساءا ؟


رأها تعد فطوره وتعد صغيرها ليلحق بمدرسته دون أي تعليقات عما تقوم به .


غادر صغيرهما ساهر وصحبه وفيق حتى العربة التى تقله للمدرسة وعاد مسرعا كما يفترض أن يستعد لعمله لكنه عازم على اكتشاف ما يحدث معها أولا .


دخل الغرفة وقد أعدت ملابسه وبدأت تبدل ملابسها للتوجه لعملها أيضا ، وقف ينظر لشرودها : مالك يا ايناس ؟؟

نظرت نحوه : بتكلمنى !!

اقترب بدهشة : هو هنا حد تانى أكلمه !! مالك من ساعة ما برلنت كلمتك امبارح وانت حالك اتبدل ؟؟

هزت رأسها كمن ينفض أفكاره بعيدا : ابدا مفيش .


أمسك كفها وجذبها نحوه ليحيط وجهها بدفء : مفيش ازاى !! هو انا مش عارفك ؟؟

رأى حيرتها وتضارب أفكارها دون أن تتحدث ، يعلم أن ما ستخبره به سيؤلمه حتما .

لذا هى عاجزة عن البوح .. تخشى ألمه وترفضه .

يالها من حمقاء !!!

مسد وجنتها متسائلا : انت خايفة تتكلمى ليه ؟

زفرت بضيق وتهربت بعينيها : علشان كلامى هيضايفك .. انا مش مصدقة ومش هصدق إن فى راجل ممكن يضحى علشان ست .. يحبها اه . يعيش معاها طول ما هو مرتاح اه .. لكن يتوجع علشانها لا .. يضحى لا .. يتنازل لا .


ابتلع بصعوبة غصته المؤلمة وقبل أن يتحدث رفعت كفها بتحذير : وماتقارنش بنفسك انت مش زيهم .. مش زى باقى الرجالة .. انت مش مصدق انى واثقة فيك .. انى بحبك .. انى بحاول انسى كل اللى شوفته فى حياتى علشان حياتنا تستاهل 


نظرت لعينيه مباشرة بحدة : ماتقارنش نفسك بحد .


تسللت بعض السكينة تحيط قلبه بينما ابتسم بحنان : طيب ممكن تحكى لى ونفكر مع بعض ؟؟ 

أمسكت كفيه تبعدهما عنها : بعدين هنتأخر على الشغل .


ابتعدت خطوة واحدة أعادها إياها : هو انت ماتعرفيش ؟؟

نظرت له بتساؤل ليتابع : النهاردة إجازة عرضة 


*****


استيقظت برلنت صباحا بمزاج عكر وكان هذا متوقع من أبيها لذا بادر بإعداد الفطور وطرق بابها لتفتحه بعد قليل ودون حديث دار على عقبيه متجها للطاولة لتتبعه بصمت .

سمح للصمت بالسيادة لفترة وجيزة قبل أن ينظر نحوها متسائلا : وبعدين يا برلنت ؟ 

بادلته بحيرة : بعدين فى إيه يا بابا ؟؟ 

زفر متطلعا للطعام قبل أن يعد بأنظاره لها : انا ماعارضتش لما حبيتى تشتغلى .. ساعدتك ووقفت جمبك لأنى حسيت أنى ظلمتك لما جوزتك تانى غصب عنك .. ولأنى حسيت إنك محتاجة يبقى لك كيان مستقل يعنى حتى لو اتجوزتى بعد كده يبقى لك استقلالية مادية لكن أنا ماوافقتش ولا هوافق انك تعيشى عمرك وحيدة .. انا إن عشت النهاردة مش هعيش بكرة .

رفعت رأسها تطالعه بصدمة واضحة : ربنا يطول في عمرك يا بابا 

قاطعها مجددا : إن طال ولا قصر كلنا رايحين وانا قلبى واكلنى عليك يا برلنت .. انت مش عارفة انى اخترت اسمك ده يوم ما اتولدتى اول ما شوفتك .. انت يا بنتى جوهرة اللى زيك يتخاف عليها من كل العيون . ماتفكريش إن الناس اللى بتجرح فيك دى بتجرح غير غيرة منك .

استبد الأسى فوق ملامحها وهى تستمع لأبيها ، كانت تعلم أنه لن يتركها طويلا دون زواج ، لكنها لا تريد هذا العالم مجددا . 

هى لا تتحمل أن تكون فى رعاية رجل له عليها حق القوامة . له عليها حق الطاعة . له عليها حق الوفاء . له عليها حقوق هى عاجزة عن الوفاء بها فعليا .

هى لا تريد هذه الحياة مجددا ، لن تتحمل أن يتحكم بها رجل ، أن يأمرها رجل ، أن يمارس عليها ضغوطه وينفس عبرها عن عقد ذكوريته اللعينة .


اختنق صدرها ولا زال أبيها يتحدث محاولا إثناءها عن هذا الرفض المتعسف الذى يراه .

لكن مهلا ، أبيها حتى الآن لم يعدد مميزات سعفان ولم يذكره من الأساس .


أبيها كل ما يهتم به أن تتزوج مجددا حسنا لتختبر الأمر .

رفعت رأسها بحدة اجفلت والدها الذي صمت لتتحدث ببطء : انا ممكن فى يوم افكر اتجوز بس لما اقابل شخص مناسب .. اللى متقدم ده مش مناسب .

تهربت عينى أبيها لترى فورا رؤيته الحقيقية التي حاول أن يخفيها منذ عادت إلى منزله محطمة ، لازال يرى أن عليها تقديم التنازلات ، لا زال يراها معيبة ويجب أن تقدم فداء لذلك العيب الذى يراه الجميع .

أنها عاقر 

أنها مطلقة 

أنها أنثى فى مجتمع يدفن الإناث فى حياة كريهة مجبرات خانعات .

تنهدت بحزن وغادرت الطاولة دون أن تنهى طعامها أو تنهى الحوار .


******


غادر وفيق بعد ساعات لتجلس إيناس تفكر مجددا ، لطالما كان وفيق رجل مكتمل الرجولة ، صبره معها الذى لا تنكره 

حبه لها الذى لا تنكره 

تفهمه وحنانه واحتواءه .

حركاته وسكناته وكلماته 

كل ما فيه يعبر عن رجولة حقة 

كم هي محظوظة به !! 

لكنه الرجل الوحيد الذي قابلته بحياتها يحمل هذه الصفات ويتحلى بهذه المكارم .

ما فرصة أن يكون سعفان هذا كحبيبها ؟؟


فرصة ضئيلة للغاية ، لكن صديقتها بأمس الحاجة لهذه الفرصة . هى لا تنكر أن هدوئها بالأمس بعد أن وضعت سعفان متعمدة فى خانة أقل منها تماما .

لقد عانت صديقتها طويلا من سلبية زوجها الأول ونرجسية زوجها الثاني .

أغمضت عينيها وقد اتخذت قرارها بعدم التخلى عن برلنت ، يكفيها ما عانت مسبقا .


*****


منذ وصوله لورشته وهو يجلس حاملا همه فوق كتفيه وقد اثقلا به ، ينظر أرضا ويحمد الله للمرة الأولى بحياته على عدم وفود زبائن للورشة ، فهو ليس بحالة تسمح بالعمل .

تركيزه منعدم تماما .

ارتشف قهوته بصمت ومرر الساعات بصمت أطول وأثقل .

زفر بضيق مع توقف سيارة أمام الورشة لترتفع عينيه بنظرة حادة سرعان ما تبدلت وهو يرى وفيق يترجل عن السيارة 


أقبل عليه مرحبا ليبادله وفيق بود حتى جلسا فيصيح طالبا من رجب سرعة إحضار القهوة .

لم ينتو المراوغة بل نظر نحو وفيق : الزيارة دى بخصوص  برلنت مش كده ؟؟

اتسعت ابتسامة وفيق فهو أيضا لن يقبل بالمراوغة وقال فورا : كده يا سعفان .


تنفس بهدوء محاولا إيقاف ثورانه : أنا مش عارف هى شايفة نفسها كده ازاى ؟؟ هى مش كده .. انا مش شايفها كده .

احتفظ وفيق بصمت سامحا ل سعفان بالتحدث ليتابع : انا مش بس راضى بيها .. انا شايفها كتير عليا .. انا ولا عاوزها تربى بنت اختى ولا عندى عقد عاوز اطلعها .. انا ابسط من كده .. انا راجل عادى وكل احلامى بسيطة وعادية ومش عاوز اكتر من حياة هادية مع الست الوحيدة اللى اتفتح لها قلبى .

تطلع لوجه وفيق متسائلا : احلامى دى كتير يا استاذ ؟ 

ربت وفيق فوق ذراعه : أول حاجة انا مش استاذ .. انا وفيق وبس .. تانى حاجة انت انسان جميل واحلامك كلها من حقك بس المشكلة إن انت وهى شايفين نفسكم قليلين . كل واحد مركز فى عيبه رغم إن اللى انتو شايفينه مش حقيقى .

تجهم وجه سعفان ليتابع وفيق : انا شوفت حبك ليها من يوم وقفة النيابة بس حبك ده محتاج تدافع عنه . 


صمت وشرد لوهلة متحدثا بلهجة شاردة : انا اعرف واحد بقى له سنين بيحارب علشان حبه وصدقنى رغم إنه تعب كتير بس خلاص قرب يكسب حربه وقلب حبيبته .

تساءل سعفان فورا : مين ؟؟

عاد وفيق لرشده ليبتسم مجددا : خلينا فيك انت دلوقتى .. انا مستعد اساعدك انا وايناس إذا انت مستعد تحارب .


انتفض سعفان تبعا لانتفاضة بين أضلعه متشبثا بذراع وفيق : مستعد طبعا لأخر نفس فيا 

عاد وفيق يربت فوق ذراعه : كنت متأكد إنك هتحارب .

أقبل رجب يحمل القهوة لينقطع الحديث دقائق قبل أن يحسن سعفان إلتقاطه مجددا .

اخيرا بدأ وفيق يحدثه عما عانته برلنت فى الماضى ، لم يقتصر الأمر على ما شهد عليه ، كان يعلم أن جرحها عميق لكنها لم تسمح لقلبه بتقطيبه بل رفضته ورفضت قلبه بأسوأ طريقة ما كانت لتلوح بأفق عقله .


مر الوقت مؤلما وكل دقيقة تحمل خبر يزرع نصلا بصدره .

اخذ شهيقا عميقا نافثا كل تلك الأنصال السامة بعيدا عن صدره كإستعداد أولى لنزعها عن صدرها لاحقا مع قول وفيق : دلوقتى هقولك انا هساعدك ازاى والباقى عليك انت .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة