-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الرابع عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الرابع عشر من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الرابع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الرابع عشر

وصل إلى مكان إلقاء جثة سيمون بعد منتصف النهار ، حيث تمَّ إلقاؤها بالقرب من مكبٍّ للنفايات، وضع يده على أنفه لبشاعة الرائحة التى انبعثت من المكان، قابله عادل هناك حيث قَدِمَ برفقة الطبيب جميل وعدد من رجال الشرطة.


وصل إلى حيث أُلقيتِ الجثة فهاله منظرها ، نظر إلى طبيب التشريح مُتحدّثاً بعملية : أعطني تقريرك الأولي عن حالة الجثة؟؟؟


نظر إليه جميل وهو يجيبه باشمئزاز من الرائحة الكريهة: تمّ تعذيبه لساعات طويلة، حروق في أماكن كثيرة بالإضافة إلى الكثير من السحجات والكدمات وجروح كثيرة قد تجلّط الدّم عليها ويَبِسْ.


هز رأسه متفهما قبل أن يردف بجمود: ساعة الوفاة؟؟؟

أجابه جميل بعملية: نظراً لانتفاخ جسده فأنا أُرجح زمن الوفاة منذ مايقارب الأربع وعشرين ساعة.


زمّ فمه بتفكير وهو يحلّل المعطيات التي أمامه، احتسب مدّة اختفاء سيمون ليدرك أنّه تمّ اختطافه منذ خمس أيامٍ على الأقل، ومنظر الجثة يخبره كم عانى من تعذيب وجروح ،إذاً مايعلمه سيمون أكثر بكثير مما يتوقع، فلم يُخطأ عندما أسماه صندوق عمار الأسود.


تحرّك مبتعداً عن مكان الجثة عندما شرع جميل ومساعديه في وضعها في كيسٍ خاص بالجثث ،رنّ هاتفه من جديد ليطالع الشاشة فوجدها والدته ، زفر باختناق فلم يكن في مزاجٍ جيد لسماع أسئلتها فرفضَ المكالمة ، تبعه عادل متحدّثاً: ماتحليلك الأوليّ لهذه الجريمة براء؟؟

أجابه وهو يتأمل المكان من حوله دون النظر اليه: أظنّ أنّ قاتل سيمون هو ذاته من قتل عمار.


زوى عادل مابين حاجبيه وهو يردف باستغراب: أتقصد عليا؟؟؟ لا اعتقد ذلك!!

ابتسم بخفه وهو يستدير ليقابل صديقه قائلاً: لا ، بل أقصد شريك عليا في جريمتها.

أعاد نظره إلى مكان الجثة متحدّثاً بنبرة ذات مغزى: ليست مُصادفةً ابداً أن يموت عمار ،ثم يُقتل مرافقه الشخصي بعد أيامٍ من التعذيب، أكادُ اجزمُ أنّ من خلف هذه العمليات يسعى خلفَ شئٍ ما ،ويجب أن أعرف ماهو.


لم يعقبْ عادل على حديثه، فهو متأكدٌ ايضاً مما قاله براء، مازال الغموض هو المسيطر الأكبر على ظروف هذه الجريمة العجيبة.


......................................................................


كان القلق والتوتر مسيطر على منزل الطبيب محمد عادل ،خاصة بعد أن رحل براء أمس ولم يعدْ للآن، حاولت زينب كثيراً أن تُهدّأ زوجها حتى هدأ أخيرا ووافقها على الراحة لينام قليلاً.


جلست في الصالة تحملُ هاتفها، تردّدت كثيراً في الاتصال ببراء حتى حسمت أمرها أخيراً واتصلت به لكنه تجاهل اتصالها، أغمضت عينيها بقوة وهي تفكر كيف تصلُ إليه ،في هذه اللحظة انطلق جرس الباب ،استقامت من مكانها لتفتحه لكنها لم تجدْ أحداً، استغربت الأمر وكادت تعاود الدخول إلى المنزل لولا أن لفتَ نظرها مظروفٌ صغير مرمي بجانب الباب، انحنت عليه لتحمله بتفحص لم يكتب عليه أي شئ، قلبته بيديها عدة مرات قبل أن تفتحه، ففوجئت برسالة تهديد مُقتضبة داخله،سارعت لتحمل هاتفها وصوّرت المظروف مع الرسالة ،ثمّ بعثتها إلى براء.


وصلته الرسالة بينما هو في طريقه إلى سيارته ليذهب إلى مكتبه ،عقد حاجبيه وهو يرى صورة مرسلة من والدته وكانت المفاجأة من نصيبه أيضاً، خاصة بعد أن قرأ نصّ الرسالة التي حملت عبارات تهديد مُوجزة لكنها كافية لبثِّ الذعر فيه خوفاً على عائلته. (( إن كنتَ ترغب ببقاء والدك المُقعد ووالدتك الطبيبة على قيد الحياة، فاتركْ القضية وابتعد،وإلا فتحمّل مسؤولية ماسيحصل لعائلتك ولك))


لم يهمّه نفسه بل والده ووالدته، في لحظة استقلّ سيارته متجهاً إلى منزله بسرعة جنونية، و بعد ربع ساعه وصل إلى المنزل ودخل من فوره حيث تركت زينب الباب مفتوحاً، دخل إلى الصالة ليقابله وجه والدته القَلِقْ،ابتلع ريقه بوجل وهو يتفحصها بعينيه ثم اندفع إلى الداخل ليحتضنها، بادلته زينب لشعورها بالأمان بوجوده.


أخرجها من أحضانه لينظر إليها متحدّثاً بلهفة: أخبريني أمي هل أنت بخير؟؟ ووالدي أين هو؟؟

ابتسمت بخفة على لهفته فأجابته مُهدّأةً إياه: لاتقلق ولدي فنحن بخير،ووالدك نائم في غرفته.


هز رأسه متفهماً ليردف وقد وقع نظره على الطاولة الصغيرة الخشبية أمامه حيث وضعت زينب الرسالة، أخرج من جيبه منديلاً ورقياً ثمّ حملها به ليتفحصها بعينيه، تحدّث إلى والدته قائلاً: امي اجلبي لي كيساً من فضلك.


سارعت والدته لتنفيذ ماأمرها به، غابت للحظات ثم عادت لتناوله كيساً ورقيّاً تناوله منها ثمّ وضع الرسالة والمظروف داخله، استدار نحو والدته ليقول: أمي، سيحضر بعد قليل اثنان من رجالي ليقفوا بجانب الباب للحماية، أرجوكِ لاتقلقي.


كاد يخرج قبل أن تمسك بيده تتحدّث بلهفة: وأنت براء، ماذا عنك أنت ؟؟ من سيحميك منهم؟؟

قابل نظراتها المتلهفة بأخرى جامدة فتابعت زينب: بالله عليك براء اتركْ هذه القضية المشؤومة أرجوك.


سحب نفساً عميقاً ثم أردف مجيباً بحزم: انا آسف أمي، لا أستطيع التخلي عن هذه القضية بالذات.

وقبل أن تضيف والدته حرفاً خرج تحت نظراتها الخائفة منه وعليه، لكنها لاتستطيع شيئاً.


...............................


هاتف عادل ليأمره بإرسال اثنين من رجاله الثقة إلى منزل عائلته دوم الإفصاحِ عن السبب، ثمّ وقف يطالع المكان بتفحّص ،اتجه نحو حارس المبنى ليسأله عمّا إن كان رأى او سمع، أو حتى إن تركَ محلّ حراسته ،ليخبره بأنه لم يرَ أو يسمع ،لكنه غاب داخل منزله لدقائق معدودة،.

اعتقد براء أن هذه الدقائق كافية بالنسبة لمن وضع الرسالة أمام باب منزله أياً كان.


انتظر لدقائق أخرى قبل أن يصلَ رجاله،أمرهم بالبقاء إلى جانب باب منزل عائلته وعدم ترك أماكنهم تحت أي ظرفٍ كان، ثم توجه بسيارته مجدداً نحو مكتبه .


................................


تحدّث جوادٌ مقاطعاً إياه: لم أعلم بشأن الرسالة إلا الآن!!!

سحب براء نفساً عميقا زفره ببطء وهو يقول: لمْ نخبرك حينها لئلا تقلق وتحضر ،فتتعقد الأمور أكثر.

أومأ جواد متفهّماً، ثم نظر حوله ليكتشف أنّ الظلام قد لفّ المكان دون أن يشعرا، فابتسم ليقول بمشاكسة: ياألهي انظر، لقد حلّ الظلام وخَلي المكان من البشر فلم يبقَ سوانا!!!


بادله براء بابتسامة مقتضبة، ثمّ استقام من مكانه ليخرج من المقهى يتبعه جواد، وصلا المبنى حيث منزل عائلته،لكنه رفض الدخول فاختار الهرب إلى منفاه الاختياري، تاركاً جواد ينظر في أثره مفكرا كم عانى براء ومايزال.


...................................................................


عادت أميرة إلى منزلها قبل عودة هاني زوج شادية، رغم إلحاح الأخيرة عليها بالبقاء إلا أنها لم تُحبذ أمر لقاء هاني، على الرغم من أنها لم تعرف عنه مايُشين.


صنعت لنفسها بعض الفطائر السريعه فهي ليست من هواة الطبخ، وجلست تتناولها بينما تتفحص حاسوبها المحمول، لفتَ انتباهها عدة رسائل من محامي والدها القديم ليخبرها بضرورة أن تهاتفه لأمرٍ هام، وهي تعلم مايريد، لقد عرضتْ كلّ أملاك والدها للبيع منذ سنة ، ومن بينها القصر والشركة ،لكنّ المحامي رفض موافقتها على بيع الشركة، فهناك آلاف العوائل التي تعيش بسببها.


وأيضاً وجدت رسائل من محاميها الخاص يبلغها بآخر تطورات عقدها مع دار النشر ، حيث طلبت الدار إصدار جزءٍ ثانٍ من رواية دفءْ ،والتي كتبتها هي منذ مايقارب الثلاثة أشهر وحققتْ أعلى مبيعات الدار.


شردت لثوان في تلك الإحصاءات التي أرسلها إليها محاميها لترى مدى نجاح تلك الرواية، تجاوز مبيعاتها المليون ونصف المليون نسخة منذ إصدارها، ومازال الإقبال عليها كثيفاً، لم يكن يهمها المال يوماً ولا الشهرة، هي كانت تكتب فقط لتنفس ذلك الألم المكبوت داخلها، وجدت نفسها وبعد إلحاحٍ من طبيبتها السابقة تتوجه للتعاقد مع إحدى دور النشر فنشرت رواية واحدة، وكانت اعتزمت ألا تعيد الكرّة،لكنها وجدت نفسها تكتب مراراً وتنشر من جديد حتى تجاوز عد الروايات التي كتبتها التسع روايات خلال سنتين ونصف تقريباً،وجميعهن حققنَ مبيعات عالية وشهرة واسعه،ولكن ظلّت شخصيتها الحقيقية مجهولة للكثيرين،فلم يعرفها أحدهم سوى باسم (( بتلة الياسمين)).


كذلك وجدت رسالة من ملك ترجوها بأن تكلّمها، اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقرأ سطور رسالة صديقتها المقربة، مازالت تذكر كيف أثرت ملك على حياتها بالإيجاب، لكنها لن تستطيع أن تحادثها مجددا، فلا تريد أي صلةٍ لها بالماضي الذي تجاهد لأن تنساه.


أغلقت حاسوبها دون أن تردّ على أحدهم ، وقعت عينها على أوراق قصتها فتسائلت في سرّها ترى هل وصلت رواياتي إلى لبنان؟؟؟ هل قرأها وعرف أنني من كتبتها؟؟؟ هل كان فخوراً بي أم أنه حمل ضغينةً تجاهي وقام بنسياني ؟؟؟ آهٍ ليته يفعل وينسني ليستطيع أن يعود إلى حياته القديمة..


أغمضت عينيها بقوة وهي تضع يدها على رأسها لاتريد أن تفكر ولا يجب أن تفعل،تنفست بعمق لعدة لحظات تحاول ألا تبكي، كم هي مريرةٌ تلكَ الذكريات، إلى متى سأظلّ حبيستها، إلى متى؟؟؟!!!


.......................................................................


صوت الأمواج المتلاحقة وكأنها تشاطره همومه وحاله ، عيناه تأبى الإنصياع لسلطان النوم كالعادة، ذكرياته التي باتت تؤرقه وتلهب حواسّه ، اعتاد براء عليها وكأنها شريكته في كلّ ليلة،مذ أن قدّم على إجازة من عمله منذ سنة وهو على هذه الحال، حاول كثيراً منذ أن رحلت أن يعود من جديد وينخرط في عالم التحقيق والجرائم لكنه لم يُفلح.


كان يحلُّ الغاز الجرائم خلال مدةٍ قصيرةٍ للغاية، كان يدفن نفسه بالتفكير فيها كي ينساها، ولكنه كان كمن يجري وراء سراب دوحة النعيم في صحراءٍ جرداء.


كان يراها في كلّ شئ وأي شئ، لم تغبْ عن باله لحظةً واحدة وهي الحاضرة الغائبة، هي الداء والدواء، هي الحياة والممات.


تعب من التظاهر بالنوم فاستقام من فراشه متجهاً نحو شرفته، ليشاطر أمواج البحر بعضاً من آلامه علّها تأخذها بعيداً عنه،جلس على كرسيّه وهو يتأمل ظلام البحر الدّامس كم كان مشابهاً لذاك الظلام داخله.


لا يعلم متى ولكنه استفاق من تفكيره على صوت جرس الباب، ليفطن لتوّه أن النهار قد أطلّ دون أن يشعر، رفع رأسه للسماء ليرى الغيوم السوداء تتجمع وتهدد بالهطول.


توجه ليفتح الباب لاعتقاده بأنها مدبرة منزله،والتي تحضر صباح كلّ يومٍ لتنظف وترحل،لكنه تفاجأ بجواد يقف أمام بابه ويبتسم ببشاشة، استغرب من حضوره في هذا الوقت المبكر فسأله بدهشة: جواد!! مالذي جاء بك في هذا الوقت؟! و كيف علِمتَ عنوان منزلي أصلاً ؟؟!!


اتسعت ابتسامة جواد وهو يخبره: مابك سيادة الضابط؟؟ أعطني مجالاً للدخول أولاً.

رفرف براء بعينيه وهو ينظر بجواد الذي دخل للمنزل وهو يضيف: أولا عرفتُ عنوان منزلك من والدتي، ثانياً.


قطع حديثه وقد وصل إلى الشرفة ليجلس على كرسي ما ثم تابع : أتيتُ إليك لأنني خمنتُ أنك لم تنم.

ثم زمّ فمه متظاهراً بالتفكير لثانية وهو يتأمل ملامح براء المُتعبة، قبل أن يضيف: وكما أرى فقد كنت على حق.


تنهد براء بتعب وهو يسير نحوه ليجلس قبالته، قبل أن يسمع سؤال شقيقه التالي: لم تنم ،أليس كذلك؟؟

دفن وجهه في راحتيه يوفر بتعبٍ شديد وهو يشير برأسه نافيا، ربت جواد على فخذه قائلاً : لقد اخبرتكُ سابقاً براء، دع ذكرياتك تتسلسلُ لوحدها ،لا تتعب نفسك في التفكير.


ثم أردف وهو ينحني بجذعه نحوه: التفكير يستهلك طاقتك العقلية والجسدية، ويتسبب بإرهاقك جسدياً ونفسياً.


أغمض براء عينيه وهو يعيد رأسه للخلف قائلاً: لا استطيع جواد، احياناً اشعر أن عقلي يعمل بشكلٍ منفصل عن جسدي، لاأستطيع التوقف عن التفكير وذكرياتي تزيد الأمر سوءاً.


قطب جواد حاجبيه متحدّثاً: إذاً هيا ،اذهب لتبدل ثيابك لنخرج.

استدار براء نحوه و هو عاقدٌ حاجبيه بعدم فهم فأضاف جواد: هيا، سأدعوك لنتناول بعض السحلب، الجوُّ باردٌ وهذا انسب وقت لشربه،هيا.


يعلم براء أنها حجةٌ من جواد ليخرجه من عزلته ودفعه للحديث ، تنهد بقلة حيلة ثم استقام متوجهاً نحو غرفته الخاصة، خرج بعد قليل وهو يلبس ملابسه الشبابية والتي زادته جاذبيةً ، خرجا معاً من المنزل متجهان إلى إحدى العربات المتوقفة على جانب الطريق، حيث حصلا على بعض ( السحلب ) ثم جلسا على مقعدٍ خشبي قريب من البحر .


بقيا على حالة الصمت ولم يردْ جواد أن يضغط عليه ليتكلم،اكتفى بإخراج آلة التسجيل أمامه هذه المرة، حتى قطعه براء متحدّثاً: لم احتجْ الكثير لأتأكد من أمرٍ هام ، أنّ من قتل سيمون هو ذاته من بعث رسالة التهديد إلى منزلي، ومعنى ذلك أنني امشي على الطريق الصحيح لاكتشاف من خلف هذه الجرائم.


Flash Back.


عاد براء إلى مكتبه واستدعى عادل على الفور ،سلّمه رسالة التهديد ليفحصها علّه يجدْ عليها أي آثار أو بصمات تساعده، رغم تيقنه من صعوبة الأمر لكن فليحاول.


وقف عادل أمامه متردداً وكأنه يخشى بأن يخبره بأمرٍ ما،وقد قرأ براء بذكائه هذا فتحدّث محاولاً دفع صديقه للكلام: مالأمر عادل، مالذي تخفيه عني؟؟


تنحنح عادل بحرج ليقول: المديرُ عيّن شخصاً جديداً ليأخذ مكانك في التحقيق، وقدْ عرفتُ أنه سيحضر إليك قريباً لتخبره بكافة تفاصيل القضية ، لكننا لم نعرف من هو بعد.

قطب براء جبينه وهو يحاول التفكير في اسم الشخص الذي حلّ محلّه، بينما هما هكذا طُرِقَ باب مكتبه، ليظهر من خلفه شابٌ ذو ملامح رجولية بشوشة وطول فارع وبشرة سمراء عربية، صاحَ بهما: هل لي أن أدخل أيها السيّدان؟؟؟


ظهرت تعابير الدهشة والصدمة في آن على وجهيهما وهما يريان ( سمير) صديقهما القديم في الجامعة لأربع سنواتٍ وقدْ ظهر أمامهما، لم يكن براء يحتاج للكثير من التفكير ،ابتسم بمكر وقد علم أنّ صديقه القديم هو من سيأخذ القضية مكانه.


....................................................................


حلّ الليل على قصر والد أميرة وهي ماتزال جالسةً في مكتب والدها برفقة محاميه الخاص ،كان يساعدها في فهم تلك الأوراق أمامها والتي جلبتها ملك صباحاً، انتهى اجتماعهما بتوقيعها الأوراق ثم انصراف المحامي، خرجت من المكتب وهي تفركُ جبينها بتعبٍ شديد.


صادفت يوسف في طريقها ورغم مُحاولتها التهرب منه لكنه لم يسمح لها، فوقف أمامها متحدّثاً بعتاب: لمَ تهربين مني أميرة؟؟

ازدردت ريقها بتوتر وهي تجيبه بتقطع: لستُ أهربُ منكَ، لكنني متعبة للغاية.


رغم تيقنه من كذبتها لكنه حاول الابتسام وهو يقول: لقد دعوتك أمس للخروج ولم تسنح لنا الفرصة، مارأيك أن نخرج الآن؟؟؟

كادت أن ترفض ،لكنها فعلاً بحاجةٍ إلى الخروج قليلاً علّها تُصفّي ذهنها، أماءت له بالإيجاب ثم استأذنت لتبدل ثيابها.


ماإن اختفت أميرة من أمامه حتى بعث برسالةٍ إلى أحد رجاله بأن يُنفذ أوامره ماإن يخرج برفقة أميرة.


بعد وقتٍ قليل كان يوسف ينتظرها في سيارته خارج القصر، وأحد رجاله يقف بالقرب منه ليتأكد من خروجهما سوياً، نزلت أميرة وقد تأنقت بملابس سوداء أنيقة ،طالعها يوسف بنظرات متفحصه عاشقة، جلست بجانبه ثم انطلق بسيارته الحديثة، وما إن تأكد الرجل من مغادرتهما حتى دلف إلى المنزل مسرعاً.


وصل الرجل إلى المطبخ من فوره ،ثم أمر الخدم جميعاً بالذهاب إلى غرفهم بحجة قدوم الشرطة ليتابعوا التحقيق وانهم سيفتشوا غرف الخدم، وأمرهم بعدم الخروج تحت أي سبب كان.

ورغم تأفف بعض الخدم الا إنهم نفذوا الأوامر حرفيا، لبث الرجل قليلا حتى تأكد من رحيل الجميع، أخرج كأس عصير برتقال محضر سابقا من الثلاجة، وضع فيه قرصين من المنوم حركه جيداً حتى ذاب، ثم تناول وعاءً وضع فيه طبقاً به بعض الطعام، وضع هاتفه على وضعية الصامت لئلا ينطلق رنينه فيشعر به أحد رجال الأمن خارجاً، ثم اتجه إلى غرفة عمار حيث تواجد حارس فرزه براء خصيصاً لمنع أحد من الدخول إليها.


وصل رجل يوسف إلى الحارس ،حيث أخبره بأنه قد أشفق عليه فجلب له بعض الطعام والعصير ، ماإن تأكد من شرب الحارس العصير وغطه في نومٍ عميق ،حتى دلف إلى الغرفة ليبحث عن حقيبة ما.


في هذه الأثناء وبُعيد مغادرتهما القصر ،تذكرت أميرة أنها نسيت هاتفها في غرفتها، فأرغمت يوسف على العودة بعد إلحاحٍ عظيم منها.


نزلت مسرعةً من السيارة لتصعد إلى غرفتها، فحاول يوسف الاتصال برجله ليخبره بتأجيل العملية لكنه لم يجبْ على اتصاله ، فاضطر أن ينزل مسرعاً ليتبع أميرة للأعلى.


دلفت أميرة إلى القصر مسرعةً، صعدت الدرج المؤدي إلى غرفتها لكنها توقفت فجأة أمام غرفة والدها حيث قتل، فوجدت الحارس يغطُّ في نومٍ عميق، ووجدت الباب مفتوحاً قليلاً.


اقتربت حتى لمحت رجلاً ما من شقِّ الباب، وهو يبحث في غرفة والدها عن شئٍ ما ،،عادت للخلف وهي تكتم شهقةً فلتت من حلقها، لكنها اصطدمت بالأواني التي جلب بها الرجل للحارس الطعام والعصير، وقعت الأواني على الأرض فأحدثت صوتاً مسموعاً، انتبه إليها الرجل فاندفع هارباً من باب الغرفة بأقصى سرعته.


خافت أميرة لظنها بأنه سيؤذيها فصرخت في نفس لحظة دخول يوسف إلى البهوّ الكبير، صعد الدرجات مسرعاً فصادف نزول الرجل مسرعاً من الأعلى ، بانت ملامح الخوف على وجه الرجل وتقاسيم وجه يوسف لا تُبشر بالخير مطلقاً.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة