-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل السابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل السابع عشر من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل السابع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل السابع عشر

 خرج براء من غرفة التشريح ،مشى في الرواق بضع خطوات حتى صادف سمير الذي ابتسم في وجهه ببشاشة هاتفاً: صباح الخير.

ابتسم بخفه وهو يجيبه: صباح الخير.

ثم تابع بنبرة متوجسة: مازلت على وعدكَ لي باستجواب عليا، أليس كذلك؟؟؟


وقبل أن يجيبه صدح رنين هاتفه معلناً عن ورود اتصال، طالعه بجمود وهو مُقطبٌ الجبين، فسأله سمير بقلق: مالأمر براء؟؟

اجاب دون أن يحيد بنظراته عن الشاشة: رقم غير مُسجلٍ في قائمة اتصالي.

رفع الهاتف مجيباً ببرود: نعم؟


استمع الى مُحدّثه للحظات، ثم أغلق الهاتف وهو يضيق عينيه بتفكير، التفت نحو عادل الذي خرج لتوّه من غرفة التشريح مُنادياً: عادل ،هيئ قوة اقتحام بسرعة.

ودون أن يسأل ،أماء بالإيجاب ثم انصرف ليفعل ما اُمِرَ به، استدار نحو سمير الذي سأله بتوجس: إلى أين تذهب براء؟؟ ومن الذي حدّثك؟؟؟


أجابه براء بغموض مُثير للريبة: أحدهم يخبرني بالمكان الذي سأجدُ فيه الرجل الذي اقتحم غرفة عمار بالأمس.

زوى سمير مابين حاجبيه باستغراب مُتسائلاً: لا أفهم، وكيف عَلِمَ هذا بشأن الرجل بماحدث أمس؟؟؟

ثم تابع بنبرة قلقة: أخشى أن يكون فخاً براء، لعلّهم شركاء عليا وقد نصبوا لك كميناً؟؟


طالعه براء بغموض ثم أخبره بجدية: ربما، لهذا طلبتُ فرقة اقتحام لتذهب معي.

كاد يتحرك من أمامه قبل أن يهتف خلفه سمير: انتظرني، انا قادم معك.

- اوقفه براء بإشارة من يده مُتحدثاً: لا سمير، اذهب أنت إلى قصر عمار واستجوب رجال الأمن هناك مجدداً، علّك تصل إلى خيطٍ قد يفيدنا.


وقبل أن يستمع لاعتراضه مُجدداً،تحرّك براء من فوره تاركاً سمير يُشيعه بنظراته القلقة حتى اختفى.


......................................................................


دلفت شادية برفقة أميرة إلى غرفة الفحص في عيادة الطبيبة، جلست أميرة على كرسيّ قريب،بينما تمددت شادية على السرير المخصص وهي ترفع ثيابها للأعلى ، حضرت الطبيبة التي وضعت سائلاً لزجاً على بطنها، بعدها أحضرت جهازا صغيرا مررته برفق فوقها،وماهي إلا ثوان حتى ظهرت صورة الجنين على الشاشة الكبيرة.


طالعت أميرة صورة الفتاة بدهشة واضحة، إنها مكتملة النمو، ويبدو انها ستكون قوية .

استفاقت من شرودها على صوت الطبيبة وهي تخبر شادية بأن ابنتها بأفضل حال، لكنها يجب أن تبقى مُلتزمةً بالنصائح المُعتادة.


شكرت شادية طبيبتها، ثم خرجتا من العيادة وماتزال أميرة على هُدوئها المُقلق.

جلست كلتاهما على مقعدٍ خشبي في إحدى المتنزهات القريبة، كان الطقسُ دافئاً يبعث على الارتياح.

تطلعت شادية نحو رفيقتها التي هتفت فجأةً: شعور رائع، أليس كذلك؟؟


رفعت رأسها بتساؤل نحو شادية التي ابتسمت بسعادة لتجيب وهي تمسح على بطنها بحنان: نعم،إنه كذلك.

تنفست بعمق وهي تضيف: شعور الوالدة بجنينها وحبها له لهو أسمى درجات الحبْ، صدقاً.

ابتسمت أميرة بحزن، ثم التزمت الصمت لبرهة من الزمن، لم ترغب شادية بقطع صمتها حتى لمحت بعض الدموع التي تشكلت في خضراوتيها،فسألتها بتوجس: مالأمر أميرة؟؟ لمَ تبكين؟؟


تحدّثت أميرة من بين دموعها بنحيب: صديقتي الوحيدة ملك حاملٌ كذلك، وأعتقد أنها في أيامها الأخيرة أيضاً.

طالعتها شادية بإشفاق، فسألتها في محاولةٍ منها لإخراجها من حزنها: هل حضرتي حفل زواجها؟؟

أشارت لها بالنفي وهي تقول: لا ، لقد شهدتُ حفل خطبتها فقط.


سكتت لثانية قبل أن تضيف بابتسامةٍ حزينة: لقد كانت تحلمُ بحفل زفافٍ ملكي، وأن أكون بجوارها وأساعدها فيه.

تسائلت شادية باهتمام: وهل كان كذلك؟؟ أقصد هل كان ملكياً فعلاً؟؟

تنهدت بحرارة وهي تمسح عبراتها قائلةً: لا ،بل كان عادياً للغاية.


ابتسمت بخفة وهي تضيف : الحمقاء، لم ترغب بإقامة حفل ضخم إن لم اكن بجانبها، انتظرت بضعة أشهر بعد أن اختفيت، حتى خضعت اخيراً لرغبة خطيبها وأهلها ،فتمّ حفل الزفاف بشكل بسيط.

ساد الصمت مجددا، لتقطعه شادية متحدثةً بحماس وهي تشبك يديها: إذاً، هل احضرتي الرواية معكِ كما طلبتُ منكِ صباحاً؟؟؟


ارتسمت ابتسامة باردة لم تصل لعينيها وهي تشير برأسها إيجابا، ثمّ امتدت يدها نحو حقيبتها لتُخرجَ أوراقها.


........................................................


زفرت بمللٍ وقد عادت اخيراً إلى القصر، ألقت حقيبتها بإهمال على إحدى الآرائك، لتجلس في البهوّ حيث تبعها يوسف، ساد الصمت بينهما حيث كان يوسف يتأملها بشغف، حتى قاطعت شروده بها متسائلةً فجأة: متى نستطيع استلام جثة والدي يوسف؟؟


عقد حاجبيه بعدم فهم فأردفت موضحةً : أعني يجب أن نسأل إذا ما كانوا قد انتهوا من تشريحها، فيجب أن نستلمها حتى ندفنها.

رمقها بنظرة لم تعجبها ثم نطق بغموض: سأسأل أحدهم ونرى مايمكننا فعل....

قاطعته وهي تهتف مُسرعةً: لمَ لا تسأل الضابط براء؟؟؟


ازدادت نظراته حدّةً وهو يجزّ على أسنانه قائلاً: ولمَ نسأله أصلاً؟؟

رفعت حاجبيها مجيبةً بدهشة: أليس هو المسؤول عن القضية ؟؟؟

زمجر بضيق ثم انتصب واقفاً مولياً إياها ظهره، ليردف بعد ثوانٍ بهدوء مخيف: سنرى بشأن جثةِ والدك قريباً .


عاد إلى صمته من جديد، بينما أميرة تنظر إليه باستغراب شديد، وهي فعلاً لاتفهم سبب غضبه منها، برغم أن سؤالها يبدو عادياً ، دون أن تعلم أنه قد قرأ في عينيها لهفةً ووميضاً عندما ذكرت اسم براء، وليس لهما سوى تفسيرٍ وحيد.


...................................................................


خارج القصر.


وصلت ملك لتوّها إلى الطريق الفرعي المؤدي إلى القصر، حيث حضرت كما وعدت أميرة لتستلم منها الأوراق الخاصة بالعمل.


وبينما هي تحاول الالتفاف برويّة لتدلف إلى الطريق، صدمتها سيارة أخرى من الخلف ،ارتدّت إلى الأمام بعنف قبل أن تترك عجلة القيادة وهي ترمش بعينيها بعدم تصديق، ياآلهي حقاً صدمها أحدهم؟؟؟ السيارة ليست ملكها، بل هي لشقيقتها الكبرى التي قد تقتلها إذا ما أُصيبت السيارة بخدشٍ مهما كان بسيطاً.


أيقظها من شرودها صوت فرامل السيارة التي صدمتها وقد فرّت هاربةً، فتحت الباب لتنزل وهي تبتهل داخلها ألا تكون السيارة قد تضررت كثيراً.


كان سمير أيضاً في طريقه إلى القصر ،عندما لاحظ سيارة ما مركونةً في منتصف الطريق، وبجوارها تقف فتاةٌ جميلة ترتدي ملابس رسمية وتمسح على خصلاتها السوداء بإحباط .


تمهّل عندما أصبح بمحاذاتها، انزل نافذته متحدّثاً: ماذا حدث يا آنسة؟؟

استدارت نحوه فلاحظت سيارته الفارهة وهندامه المُرتب، لتُخمّن على الفور بأنه أحد الشباب الذين يتصيّدون الفرص للحديث مع الفتيات، فرمقته بنظرة منزعجة ثم اشاحت بوجهها بعيدا وهي تتأفف بضيق.


استغرب سمير الأمر، فتح باب سيارته لينزل حتى وقف بجانبها ليتحدّث مجددا بتهذيب: هل أستطيع مساعدتك في شئ ياآنسة؟؟؟

ثم جال بنظره على السيارة مضيفاً بأدب: يبدو أنّ أحدهم قد صدمك!؟.


لم تجبه بتاتاً مما أثار استغرابه أكثر، طالعها بتعجب هاتفاً بنبرة شبه متهكمة: أنا أُحدّثكِ هنا، أمّ أنك صمّاء؟؟؟

استدارت نحوه بجسدها لتصيح به بحدّة وهي تشير بيديها: وما شأنك انت؟؟

اتسعت عيناه بشدة من هجومها الغير مبرر، لتضيف ملك بصوت عالٍ: لم توقفت هنا أصلاً؟؟ هل طلبتُ مساعدتك؟؟؟


احتدّت نظراته اكثر وهو يجيبها باستنكار مشيرا بيده أمام وجهها: لقد حاولتُ المساعدة فقط، لمَ أنتي غاضبةٌ هكذا وكأنني من صدمك؟؟؟

طالعته بازدراء، ثم اشاحت بوجهها عنه وهي تنفخ بضجر، ماكادت تتحرك عائدةً إلى سيارتها حتى امتدّت يده لتعيدها أمامه قائلاً بغضب وهو يصرُّ على أسنانه: قِفي هنا، لم أُنهِ حديثي مع.....


بتر كلماته فجأة عندما صفعته على صدغه، اتسعت عيناه بصدمة وهو لايكاد يصدق أن فتاةً تجرأت على صفعه، طالعها بنظرات دموية وهي ترفع سبابتها في وجهه لتقول بتهديد وكأنها لم تكتفي ا: أبعد يدك القذرة عني وإلا ندمت!!.

رمش بعينيه بصدمة من جرأتها، ارتخت يده عنها لتبتعد عنه مُستقلّةً سيارتها،أدارتها مجددا لتعود من حيث أتت، ثم هاتفت الشركة لتطلب من أحد مُساعديها الاتصال بأميرة وإبلاغها بعدم قدوم ملك،لسبب قاهر خارج عن إرادتها.


بينما بقي سمير يتأملها بدهشة ممزوجة بغضبه منها حتى أدارت سيارتها وبدأت بالابتعاد، وجد نفسه يستقلّ سيارته ليتبع تلك الجميلة الغاضبة.


...................................................................


وصل براء بسيارته إلى العنوان الذي ارشده إليه ذاك المجهول تتبعه قوة المداهمة برفقة عادل، بعد أن أرسل العنوان ورقم الهاتف إلى سلاف لتصل إلى صاحبهما.


صعدوا إلى الشقة المقصودة، قاموا باقتحامها لكنها كانت فارغة، بحث العناصر داخل الغرف، حتى وصلوا إلى غرفةٍ ما منعزلة ذات جدران عازلة للصوت ،كان بابها مفتوحا، دلف براء اولاً ليجد جثة حازم على كرسيٍّ حديدي تآكله الصدأ، وبدى أنه تعرّض للضرب المبرح قبل أن يتمّ إعدامه برصاصة وحيدة في الرأس ،وقد رآى المسدس في يده اليمنى، تماماً كما حدث مع عمار.


لاحظ أيضاً وجود حافظة نقود بالقرب منه مع بطاقةٍ شخصية تحمل اسم حازم جابر، ضيق عينيه بتركيز فخمّن أنها تخص الضحيّة.

مسح الغرفة بعينيه فلم يجد ما يُثير الريبة سوى منظر الدماء على الحائط.

،

ترك صديقه عادل برفقة بعض الرجال يمسحون الشقة بحثاً عن أي بصمات أو آثار قد تفيد،بينما خرج هو ليحقق مع الجيران الذين أخبروه انهم لم يلحظوا شيئاً غير اعتيادي، فقط بضعة رجال يبدو أنهم أصدقاء ويترددون بشكل متقطع على المكان.


قاطعه رنين هاتفه، أجاب ليأتيه صوت سلاف متحدثةً باحترام: سيدي الشقة مُستأجرة باسم شخصٍ يدعى حازم جابر، وخط الهاتف أيضاً باسمه.


نفخ بضيق وهو يعود أدراجه إلى الشقة، حيث أخبره عادل بعدم وجود أي بصمات أو آثار، كأن أحدهم قام بتنظيف الشقة قبل أن يُغادر، مسح على شعره بإحباط وهو يشعر بنفسه يدور في حلقةٍ مُفرغة، فقد علّق آمالاً كثيرة أنه قد يجد حازم حيّاً فيوصله إلى من هم أكبر منه،لكنه عاد إلى نقطة الصفر مجددا.

زاد يقينه أن عليا من يملك الإجابات على تساؤلاته كلها،ترك عادل ورفاقه هناك مُستقلاً سيارته وهو يعلم وجهته جيداً.


................................................................... ..


اتصل أحد موظفي شركة عمار بالقصر، ليخبر أميرة بعدم حضور ملك إليها اليوم، وقفت في شرفتها تطالع الحديقة أمامها بنظرات شاردة وهي تفكر في مُربيتها ، سرعان ماحسمت أمرها لتبدل ثيابها ،ثم نزلت مسرعةً لتخرج من القصر.


تجمدت خطواتها على الدرج الخارجي عندما أتاها صوت يوسف المتسائل: اميرة؟؟ إلى أين انتي ذاهبة ؟؟

زفرت بإحباط واغمضت عينيها لثانية، ثم استدارت نحوه لتجيبه بهدوء مصطنع: ذاهبةٌ إلى المشفى يوسف،أريد أن أرى عليا.


وقف أمامها متحدثاً بعتاب: ولمَ لم تخبريني عزيزتي؟؟ اتحاولين الهرب مني مثلاً ؟؟

ثم أضاف وهو يشير لها لتتقدمه: هيا، سنذهب سوياً.

لم تعاند، بل مشت بجواره عدة خطوات قبل أن تقف مكانها، استدارت نحوه متسائلة بجدية: لكن ماذا لو انهم لم يسمحوا لنا رؤيتها كالمرة الفائتة؟؟؟


ابتسم يوسف مُطمئناً إياها بثقة كبيرة: لا تقلقي، سأهتمّ بأمر الحرس، سأحدّثهم واقنعهم.

ثم دفعها برفقٍ من ظهرها لتتابع مسيرها، غير آبهٍ بدهشتها من ثقته المفرطة بنفسه.


.........؟ ................................


وصل يوسف برفقة أميرة إلى المشفى، تزامناً مع وصول براء الذي طالعهما بريبه ،ثم تقدّم نحوهما متسائلاً : مالذي تفعلانه هنا؟؟؟


بدت الدهشة واضحة على ملامح يوسف الذي وقف أمامه يرمقه بنظراتٍ مُتحدية ، ثم تسائل هو الآخر: مالذي تفعله أنت هنا حضرة الضابط؟؟؟


بادله براء بنظرات مُتغطرسة، رافعاً رأسه بكبرياء ليجيبه وهو يرفع حاجبه بتحدٍّ: لديّ تحقيق أقوم به هنا سيد يوسف.


ضيّق الأخير عينيه دون أن يحيد بهما عنه ،ليتحدث بهدوء خطر: ولكن على حسب علمي، فإنك قد أُبعدْتَ عن القضية.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة