-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل العشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل العشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل العشرون

 استفاقت شادية مبكراً كعادتها وبرغم أن زوجها هاني قد أخبرها بأنه سيعود مبكراً من عمله،إلا أن هذا لم يمنع ذهابها إلى أميرة ،يحدوها الفضول في معرفة بقية الحكاية المُشوقة.

استقبلتها جارتها ببشاشة، وماكادت شادية تخطو داخل المنزل حتى هتفت بحماس: هل تصدقيني لو أخبرتك أنني كل ليلة انتظر انبلاج النهار لآتي إليكِ فأسمع باقي القصة؟؟

استدارت نحوها عندما وصلت إلى الأريكة في الصالة متابعةً: أميرة ،أشعر أنتي أسيرة حكايتك الآن!!


ابتسمت أميرة بلا حياة مجيبةً: صدقيني أنتي شادية إذا أخبرتك بأن القادم ليس سهلا أبداً.

عقدت حاجبيها بريبة لتطالع أميرة التي جلست قبالتها لتسألها: ماذا تقصدين؟؟؟

رمقتها أميرة بنظرات ذابلة واكتفت بتنهيدة مُتعبه خرجت من جوفها ،تناولت أوراقها لتتابع سرد الأحداث.


Flash Back.


جلست بجانب يوسف في السيارة لتنطلق بهما عائدةً إلى القصر،كانت أميرة صامتةً تراقب الطريق بوجهٍ جامد الملامح حتى وصلا، لكنها لم تترجل منها بل بقيت داخل السيارة مما أثار استغراب يوسف الذي سألها بهدوء: مالأمر أميرة؟؟ لمَ لمْ تنزلي؟؟


تطلعت إليه ترمقه بنظرةٍ غامضه لم يستطع تفسيرها، لتقول بعد برهةٍ بهدوء: لمَ فعلتَ هذا مع الضابط مجدداً يوسف؟؟؟

قطب جبينه بعدم فهم فأضافت مُوضحةً: لمَ أخبرته أنني خطيبتك ثانيةً؟؟ ألم تملَّ من توبيخي الدائم لك؟؟؟


احتدت نظراته وقست نبرته وهو يجيبها: ومالذي يُزعجكِ في إخباري له بأنك خطيبتي؟؟؟ ولمَ أنتي مهتمةٌ به اساساً؟؟؟ هل أعجبك جماله؟؟

صُدِمت من حديثه لتجيبه بانفعال: لا يحقُ لكَ بثّ هذه الشائعة عني يوسف.

فتحت الباب لتنزل إلا أنه قبض على رسغها بقسوة ليسألها و هو يصرُّ على أسنانه غيظاً: هل أنتي مُقتنعةٌ أنها مُجرد إشاعات ؟؟ متى ستشعرين بحبي لكَ أميرة؟؟

لم تجبه فصرخ بها باهتياج : أخبريني متى؟؟

نفضت يده عنها لتقول له بثباتٍ مُرددةً: أنا لستُ خطيبتك يوسف،ولن أكون كذلك يوماً.


وقبل أن يتهور عليها ترجلت من السيارة متجهةً إلى القصر بخطواتٍ أشبه بالركض،تاركةً يوسف خلفها يضرب مقود السيارة و هو يصرخ غيظاً.

مرّت ثوان معدودة حتى هدأ أخيرا، سحب هاتفه ليطلب أحد رجاله الأوفياء، ماإن استجاب الطرف الآخر حتى أخبره يوسف بكلمات مقتضبه لكنها تحمل دلالةً مفهومة: لقد حان الوقت، سأرسل إليك عنوانه حيث يتواجد الآن، قم بالتنظيف دون أخطاء.


أنهى المكالمة قبل أن يسمع الرد من الطرف الآخر، عبث بهاتفه قليلا كأنه يكتب شيئاً ما ، ماإن انتهى حتى رمى الهاتف بإهمال وهو يطالع شرفتها، وقد بانت علامات الغدر واضحةً في عينيه الزرقاء.


..............................................................


قاطعتها شادية مشيرةً بيدها: حسناً دعيني أسألكِ سؤالاً، ما كان شعورك حيال يوسف حقيقةً؟؟؟

التزمت الصمت لثوان معدودة بدت فيها كمن يفكر، ثم انشقّ ثغرها عن ابتسامة بسيطه قائلةً: أنا أعرف يوسف مذ كان عمري سبع سنوات، دخل منزلنا للمرة الأولى برفقة زوج والدته الذي كان صديقاً لوالدي حينها، توطدت صداقتنا بسرعة حتى أننا ارتدنا المدرسة ذاتها برغم أنه يكبرني بسبعِ سنواتٍ تقريياً.


تنهدت بضعف وهي تضيف: لقد كنا سوياً دائما و كان يُدافع عني أيضاً ، لذا لم أكنّ له يوماً سوى مشاعر الصداقة والأخوة، فقط.

- لكنه كان يحبك بالفعل؟؟أليس كذلك؟؟

سألتها شادية وهي تطالعها بتفحص، رمشت وهي تحدّق في نقطة في الفراغ ،لتقول بنبرةٍ بلا روح: نعم،لكنّ حبه كان قاتلاً.

لم تفهم مقصدها، وقبل أن تسألها انطلق صوت هاتفها وقد كانت راشيل تخبرها بعودة هاني من عمله.


أغلقت الهاتف ثم استأذنت من أميرة لتخرج إلى منزلها تاركةً إياها تحارب مرارة الذكريات وحيدةً .


................................................ ....................


استيقظ جواد صباحا وهو يشعر كأنه وقع من الطابق العشرين،نظراً لكل تلك الآلام التي تغلغلت في عظامه، فرك رقبته برقة ليحررها من تيبسها المؤلم، استقام من جلسته بهدوء لينظر حوله،مرت ثوانٍ عدّة حتى استطاع تمييز مكانه فهو الآن في منزل براء، وفي البهو تحديداً حيث غفا بالأمس بينما كان براء يتحدث، عض على شفته بخجلٍ وهو يلوم نفسه ، لم يحتج لأن يبحث عنه فقد خمّن مكانه.


كان براء يجلس كعادته على كرسيه مقابلاً للبحر حين شعر بحركة خفيفة خلفه، فتحدث بسخرية طفيفة: عِمتَ صباحاً حضرة الطبيب المُخضرم.

ابتسم جواد بخفه ولم يعقب، ساد الصمت بينهما لثوان قبل أن يقطعه جواد مُتسائلاً: أخبرني براء، ماسرُّ علاقتك بالبحر؟؟؟

تنفس بعمق ليجيبه: لأنه يشبهني.

عقد جواد حاجبيه بعدم فهم، فأضاف براء بنبرة حزينة: قلب البحر مظلمٌ كقلبي، وفي داخله أسرارٌ كثيرة مثلي تماما.

رمقه جواد بإشفاق، ،ثم تحدث بشرود: أتعلم براء، اشعرُ أنني أتعرف إليكَ لتوي.


استدار براء نحوه يتابعه باهتمام بينما أضاف جواد:أنا أعرفك منذ سبعة عشر عاماً، لكنني دائماً ما كنتُ أشعر أننا غرباء ، طوال الوقت كنت هادئاً، وعاقلاً ايضاً ، لم يكن لك أصدقاء سوى عادل في صغرك ،وسمير في الجامعة، حتى إذا ضحكت، دائماً ماكنتُ أشعر أنك تخفي خلف ابتسامتك ألماً عظيما.


أغمض براء عينيه بألم عائداً إلى وضعيته السابقة، بلع ريقه بصعوبة هامساً: نعم أعلم هذا.

أبتسم بتهكم وهو يضيف: أتعلم أنت؟؟ لولا والدتك لما استطعت متابعة حياتي.

عقد حاجبيه بعدم فهم ليردف براء وهو مازال مغمض العينين: نعم لاتُحدّق بي هكذا، والدتك ساعدتني وساعدت أبي أيضاً.

سكت لثانية قبل أن يتابع بحشرجه: لولاها لانتحرتُ خلف والدتي أيضاً .


اتسعت حدقتاه بدهشة ليسأله بتعجب واضح: مالذي قلته براء؟؟

- كمن لم يصدقه فهمس له بشك: كلّ ماأعرفه أن والدتك توفيت في حادث مروري، وهو السبب أيضاً في أن والدك مُقعدٌ الآن!!

فتح عيناه ليطالع السماء المُلبدة بالغيوم هامسا بشرود: بعض القصص حقيقية لدرجة الخوف من سردها.

رمش بعينيه و هو يحرّك رأسه للجانبين مُردداً بضياع: لم أعد أفهم شيئا !!

طالعه بنظراتٍ باردة معقباً: ستفهم جواد أعدك، فقط كن صبوراً.


ضغط على شفتيه وهو يومأ بتفهم، عاد براء إلى وضعيته المُعتادة ليسرد له اعترافات عليا.


..................... . ......................................


كانت عليا مُدللة والديها تحيا حياة سعيدة مُستقرة مع والدين مُحبين وشقيقٍ لها من والدتها.

كانوا عائلة ميسورة الحال، فوالدها امتلك العديد من المحالّ التجارية، اما والدتها فقد كانت تملك العديد من الأراض والمزارع ورثتهم عن زوجها الأول.


تعرفت إلى عمار عندما بلغت الستة عشر عاماً، حيث كان صديقاً لشقيقها أي أنه كان يكبرها بعامين ،وقد وقعت في حبه منذ الوهلة الأولى.

بدأت علاقتهما كصداقة عادية ،حدّثها عن نشأته وهو ابن عائلة فقيرة، كانت ذووه يملكون فرناً صغيراً ،انفجر بهم عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بسبب بعض التسريب في الغاز، فكفله عمه الذي توفي بعد أن بلغ عمار السبعة أعوام.


تشرّد في الأزقة حتى وجد محلّ حدادة، يعمل فيه نهاراً ويبيت به ليلاً، وقد ساعده ربُّ عمله في الدخول إلى المدرسة، حيث تعرف إلى شقيقها واصبحا أصدقاء منذ ذلك الحين.


................


تنهدت عليا بتعب وهي تتابع قصّ حكايتها على مسامع براء: توفيت والدتي بأزمة قلبية ،ولم يلبث أبي بعدها طويلاً، حيث كان بعدها بأسبوع واحد.

لقيتُ مع شقيقي وحيدين ولم يتركنا عمار أبداً ،بل دائماً ماكان يبثُّ فينا الأمل لنمضي في حياتنا.


بعد فترةٍ وجيزة بدأ أخي يتغيرُ وأصبح عصبياً للغاية ، وايضاً كان يتغيب عن المنزل لفترات طويلة حتى اختفى نهائياً، بحثتُ عنه مُطولاً حتى فقدتُ الأمل في عودته.


ارتخت تعابيرها قليلاً لتضيف وهي شاردةٌ في السقف: حينها اعترف لي عمار بحبه وطلب مني أن نتزوج.

قاطعها براء قائلاً: وهل وافقتِ؟

ابتسمت بتهكم مجيبةً: بالطبع وافقتُ فقد كنتُ أحبه، ماإن سمع موافقتي حتى هرول ليجلب رجل الدين وشاهدين ليعقد قراننا.


قاطعها ثانيةً مُتسائلاً بجدية وهو عاقدٌ حاجبيه: ولكنني لم أجدْ في السجلات الرسمية أيُّ شئٍ بهذا الخصوص؟؟؟

طالعته بنظرةٍ باردة قائلةً بسخرية: طبعاً لن تجد براء ، لإننا لم نتزوج.

رفع حاجبيه بدهشة مما قالت، فأضافت: كما سمعتَ سيادة الضابط، لقد كان الأمر برمته مسرحيةً رخيصةً من عمار،وقد لعب دوره ببراعه.


ظلّ يرمقها بنظراتٍ مُتفحصه ليشعر بصدقها، فيما تابعت هي: بُعيد زواجنا المزعوم بفترة قصيرة طلب إليّ توقيع وكالةٍ عامةٍ له بكافة أملاكي ، ليتسنى له العمل بحرية دون الرجوع إليّ في كلّ أمرٍ صغير.


زفرت بحرارة وهي تضيف: لاأعلمُ ماحدث بالضبط، كلّ ماأعرفه أنني نمتُ يوماً في منزلي، واستفقتُ في اليوم التالي في أميركا.


ضيّق براء عينيه مُتسائلاً بجمود: كيف ذهب بكِ إلى أميركا وهو لم يكن يمتلكُ حتى قوت يومه كما قلتِ؟؟؟

انشق ثغرها عن ابتسامة ساخرة مُرددةً: عرفتُ فيما بعد أنه باع أملاكي كلها بوساطة التوكيل الذي وقعته بيدي.

تنفست بعمق وهي تضيف: عشتُ معه هناك سبعة سنوات كانت كالجحيم بالنسبة إلي، رأيتُ فيها وجه عمار الحقيقي وعايشتُ قذارته بحذافيرها.


ابتسمت بسخرية وهي تُطالع وجه براء لتخبره: أتعلم؟؟؟ لقد كان تاجر مخدرات وأيضاً مُهرب آثار؟!!!

- بدى كمن لم بصدقها ،فابتسم بتهكم قائلا: أرجوكِ، لاتخبربني أنه أعترف لكِ بهذا؟؟؟

اجابته بثقة وقد اكتسبت ملامحها جديةً واضحة : نعم، لقد اعترف لي بهذا عندما شرب حتى الثمالة ذات ليلة، وايضاً أعترف لي بأنه قتل شقيقي بعد أن ورطه في عمله القذر.


قطب جبينه بتفكير سائلاً: إذاً لمَ لمْ تَشي به لدى السلطات هناك؟؟؟

ودون أن تهتز ملامحها الواثقة أخبرته: لم يكن يسمحُ لي بالخروج إلا مع حرسٍ شخصي، ولا وسيلة اتصال لي خارج جدران قصره هناك،فكيف لي أن أشيَ به؟؟

فضلاً عن مُحاولتي للهرب منه والتي باءت بالفشل، ثمّ قام بضربي يومها حتى.....

قطعت كلماتها لتبتلع غصةً حارقةً في صدرها ثم أضافت بدموع: حتى أجهضت حنيني.


وضع إصبعه السبابة تحت شفته السفلى يحركها بحركة خفيفة، ثم ضيق عينيه بتركيز متحدثاً: إذاً، ألم يكن يأتيكم زوارٌ هناك؟؟

- بلى ،لكنّ زواره جميعهم كانوا مثله، خارجون عن القانون يمارسون عملهم القذر بشرعية ،أفهمت مقصدي؟؟؟

- استند برسغيه على فخذيه مقترباً بجسده منها سائلاً باستفسار: أتعنين أنه كان مدعوماً من رجالات السياسة هناك..؟؟؟


- أشارت له بالإيجاب مجيبةً: نعم، وقد كانوا يغطون أعماله مقابل حصةٍ من الأرباح، وكذلك كانوا يساهمون في تبييض أمواله.


ضيق عينيه وهو يتفحصها، لقد كانت صادقةً إلى حدٍّ مريب، قاطع خلوتهما صوت طرقات على الباب، اتبعها دخول أحد رجاله الذين كانوا يقفون حارجاً، أدى الرجل التحية العسكرية فسأله براء بجدية: مالأمر مؤمن؟؟

أجاب مؤمن برسمية : سيدي، إتصل سيادة المحقق عادل يريد محادثتك لكنك لا تجيب على اتصالاته.


مدَّ يده إلى جيب سترته يبحث عن هاتفه، فلم يجد سوى سلاحه الذي لايفارقه، فأجاب بقلة حيلة وقد تهدل كتفاه: يبدو أنتي نسبته في السيارة، مالأمر ؟؟؟


- تحدث مؤمن باحترام: السيد عادل يطلب حضورك إلى القسم على عجلٍ لأمر ضروري.

أشار له بالإيجاب، حياه مؤمن مرة أخرى ثم استدار خارجا، التفت نحو عليا من جديد قائلاً بوعيد : سأعود في الغد .


استقام خارجاً دون أن يسمع منها، وصل إلى موقف المستشفى حيث أوقف سيارته عند قدومه، لكنه شعر بأمرٍ مريب، حدسه الأمني أخبره بأن ثمة من يراقبه، تمهل في مشيته وهو يحاول أن يُخمن مكانه، التقطت أذناه حركة خفيفة في ركنٍ منزوٍ من الموقف، اتبعها صوت احتكاك إطارات سيارةٍ ما بالأرضية الصلبة، التفت للخلف فرأى سيارة سوداء بلا أرقام تتجه نحوه بسرعة،ركض بأقصى سرعته محاولاً تفاديها، حتى ألقى بنفسه على الأرض، بحركة سريعه خبيرة استلقى على ظهره مُخرجاً سلاحه وهو يطلق النيران باتجاه إطارات السيارة حتى أصابها، انزلقت السيارة حتى اصطدمت بالحائط، فاستقام من مكانه راكضاً نحو السائق ليجده مازال على قيد الحياة يحاول إخراج سلاحه.


صوب براء مسدسه نحو الرجل صائحاً بتحذير: إياك.

بانت علامات الذعر على ملامح الرجل وهو يرفع يديه بارتجاف للأعلى، ابتلع ريقه بصعوبة حينما أمره براء بحزم: ترجل من السيارة بهدوء ودعني أرى يداك.


ترجل من السيارة وجسده يرتعش بشدة، استدار نحو السيارة ليدفعه براء عليها وهو يقبض على كلتا يداه، أرخى رابطة عنقه التي يلبسها ليكبل الرجل وقد ارتخت تعابير وجهه بانتصار.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة