-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثانى والعشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والعشرون

رغم تأخر الوقت، ونيته قبلاً بأن يرجئ الاستماع لباقي قصتها للغد ،إلا أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة اضطرته للعودة إليها، شعر بأنها من تملك الإجابات على جميع تساؤلاته، خاصةً فيما يتعلق بذلك الأفعى الكوبرا، يكاد يجزم أنها من ستوصله إليه.


اوقف سيارته بعيدا عن المشفى بمسافة قصيرة بسبب الازدحام الخانق، لكنه لم يستطع البقاء داخل السيارة مُطولاً لذا عمد إلى ركنها على جانب الطريق ثم ترجل منها وابتعد مشياً على أقدامه بعد أن أقفل سيارته وأخذ متعلقاته.


كان الازدحام الشديد بسبب حادث سير فظيع، لاحظ سيارةً سوداء وقد انقلبت واشتعلت النيران فيها ،وعدة رجال إطفاء يحاولون إخمادها ليخرجوا الرجل الذي تقريباً تفحم نهائياً ،ومن حولهم وقف رجال الإسعاف قدموا من المستشفى القريب، وايضاً عدة رجالٍ من الشرطة يحاولون تنظيم السير للسيارات العالقة ،والتي بدأ اصحابها بالصراخ فيهم ليسمحوا لهم بالمرور نظراً لاقتراب الليل من انتصافه.


لاحظ براء أثناء مروره بالقرب من السيارة المُشتعلة طيف رجل يعرفه ، تطلع إليه يحاول استكشافه من خلال النيران التي انعكست على وجهه ليكتشف أنه مؤمن الذي عاد إلى المشفى بأمرٍ من براء، ليجد الطريق مغلقاً بسبب الحادث.


التفت براء نحو مؤمن صارخاً باسمه، اقترب منه مؤمن فحياه بالتحية العسكرية فسأله بجدية: ماذا تفعل هنا مؤمن؟؟ ألم آمرك بالعودة إلى المستشفى؟؟


ازدرد مؤمن ريقه بارتباك وهو يحاول الحديث بتبرير: سيدي لقد كنت في طريقي إليها بالفعل ،لكنني اصطدمتُ بهذا الحادث كما ترى.

نظر براء إلى السيارة التي لم تزل مشتعلة، ليسأله من جديد: وماشأنك أنت بهذا الحادث؟؟ ألا ترى كم من الرجال مجتمعين حول السيارة لإخمادها؟؟


تحدث مؤمن بسرعة: سيدي، هذا مدير المشفى.

تطلع إليه بعدم فهم ليردف مؤمن: نعم سيدي،فهذه سيارته،انا أعرفها جيدا.

طالعه براء بريبة، عقد حاجبيه اكثر ماهذه الصدفة العجيبة؟؟ تحرك وهو يشير له بان يتبعه متجهين نحو المشفى الذي انقلب رأساً على عقب فور توارد نبأُ وفاة مديرها بحادث مروع.


لم يكترث بكلِّ ما يجري لكنه شعر بأمر مُريب للغاية ،ليست مصادفةً أبدا أن يموت مدير المستشفى في ذات اليوم الذي يتعرض به لمحاولة اغتيال.

اتجه من فوره ليسأل نعيم بجدية: أخبرني نعيم، هل حضر أحد ما إلى هنا لزيارة عليا؟؟؟


أجاب نعيم برسمية بعدما أدى التحية العسكرية: لاسيدي ،لم يحضر أحد ابداً.

- ضيق عينيه وهو يفكر في أمر ما ،ليسأله مجدداً: هل رأيت مدير المستشفى اليوم؟؟

استغرب نعيم من سؤاله العجيب فظن في نفسه بأن براء قد علم بأمر تغيبه عن حراسة الباب للحظة، ازدرد ريقه بارتباك وهو يحاول أن يكون صادقاً لئلا يطاله غضب براء ،فتحدث بتقطع: سيدي في الحقيقة، لقد رأيته وقد طلبتُ منه الانتظار هنا مكاني وتغيبتُ لدقيقتين فقط أحضرت لنفسي بعض العصيرالمُثلج.

ثم تابع بتبرير: صدقني سيدي لم اتغيب سوى دقيقتين فقط.

رفع رأسه وهو يسأله مجددا: وهل كانت بسمة في الداخل عندما غادرت؟؟

أجاب بتوتر وقد تعرق وجهه: لا ،لقد كانت في الحديقة تهاتف والدتها.


لم يحتج براء لأكثر من هذا الحديث، رفع رأسه للأعلى وهو يدور حول نفسه كأنه يبحث عن شئ ما، فوجد كاميرات مراقبة مثبته في الزاوية لترصد الرواق حيث غرفة عليا، قطب جبينه ثم أمر مؤمن دون الالتفات إليه: اتبعني مؤمن.


مشى بخطوات سريعة نحو مكتب مدير المشفى فتح الباب فجأة ليجد المكتب فارغاً، اتجه من فوره ليفتح حاسوب المدير ليجده مفتوحاً دون قفل ، عبث بالحاسوب قليلاً لتظهر أمامه تسجيلات الكاميرات في المستشفى، حدّد هدفه ففتح ملف الكاميرا الخاصة بالرواق حيث يتواجد رجاله، أعادها للخلف مدة ساعتين ،ليرى مدير المشفى وقد وقف في مكان منزوٍ يستمع لمحادثه نعيم وبسمة،ثم لاحظ تقدمه نحو نعيم وإقناعه له بالمغادرة،و ماإن تأكد من مغادرة نعيم حتى دلف إلى غرفة عليا ليتغيب فيها لمدة أقل من الدقيقة، ثم خرج قبل عودة نعيم.


كان مؤمن يقف خلفه ويشاهد التسجيل بعينين مُتسعتين ،وهو يحدث نفسه بإعجاب واضح: لقد دخل الغرفة لدقيقة ثم خرج!! ماذا فعل في الداخل.؟؟؟


اظلمت عينا براء وضغط على أسنانه بغضب، مالذي جرى بينها وبين مدير المشفى في هذه الثوان المعدودة مما استدعى قتله؟؟ نعم هو متأكدٌ من هذه الجزئية جداً ،أياً كان مادخل لأجله إليها فهو بالتأكيد سبب مقتله ،لكن لا ضير من التأكيد مرة أخرى.


خاطب مؤمن بصوت غشيه الغضب: اسمع مؤمن، اذهب الى مكان الحادث وتأكد من رواية الشرطة.

أومأ مؤمن بالإيجاب دون حديث وخرج عائداً إلى حيث ترك السيارة مشتعلة.


اما براء فقد عاد إلى الاستقبال حيث كانت بعض الممرضات يبكين بانهيار لصدمتهن بوفاة مديرهن بهذا الشكل المروع.

اتجه نحو موظفة الاستقبال التي ظهر الحزن جلياً على قسماتها ليسألها بجدية: متى خرج المدير من هنا؟؟؟


طالعته بنظرة حزينة لتجيبه بضعف: منذ نصف ساعةٍ تقريباً .

ضيّق عينيه مضيفاً باستفسار: ولماذا خرج الآن؟؟أليس من المفترض أن يبقى هنا لغاية الصباح؟؟

أجابت وقد وقفت أمامه باحترام وهي تضغط على أعلى أنفها: لقد أتاه اتصال من مجهول إلى الاستقبال يخبره بأن إبنه الوحيد قد أصيب في حادث سير وأودع في أحد المشافي.


صدح رنين هاتفه مُقاطعا حديث الممرضة، فتح الاتصال ووضعه على أذنه متحدثاً بأمر: تكلم.

أتاه صوت مؤمن على المقلب الآخر قائلاً بعملية : سيدي تقرير الشرطة الأولي يشير إلى أنه تمّ التلاعب بفرامل السيارة، فلم يستطع السيطرة عليها وانقلبت به ثم اشتعلت.


أغلق الهاتف وهو ينظر في نقطة في الفراغ، إلى هنا ولم يعد لديه أدنى شك بأنه حادث مدبر،ثارت دماؤه في عروقه وقد زاد يقينه بأن عليا لها يدٌ في مقتله، ومن المؤكد أن شركاؤها هم من قاموا بهذه الجريمة.


....................................................


قاطعه جواد مُتحدثاً بجدية: دعني أسألك براء،لمَ شككت في وجود شركاءٍ لها من الأساس؟؟

تطلع إليه براء بحاجبٍ معقود ليضيف : أعني حتى قبل رسالة التهديد وخطف سيمون ،لمَ لمْ تصدق حديثها بأنها بمفردها في هذه الجريمة؟؟؟

تنهد براء بخفة ليجيبه: اتعلم؟؟ لقد كانت صادقة في حديثها وسردها للجريمة بشكلٍ مُريب، لدرجة تجعل من أمامها يصدق فعلاً بأنها وحيدة في هذا الأمر،لكن ليس انا.


قطب جبينه مُتسائلاً من جديد: مالذي جعلك تشكك في الأمر أساساً؟؟؟

اراح رأسه للخلف وهو يطالع السقف: بكاؤها في حِجْرِ عمار كان جزعاً وليس ندماً كما أخبرتني.

عقد حاجبيه بعدم فهم ليردف براء : عندما ينتوي أحدهم قتل شخصٍ ما إذاً فهو قد داس على إنسانيته وتخلى عنها.

سكت لثانية ثم ليضيف: ولكن عليا لم تكن لتجرؤ على قتل عمار ،لذا كان لِزاماً عليها اللجوء إلى شخصٍ متمرس ،أو رجل عصابات بمعنى أدق.


ضيق جواد عينيه باستفسار مردداً : لمَ باعتقادك لم تجرؤ على قتل عمار لوحدها؟؟؟

التفت نحوه ليجيبه بابتسامة باردة: لإنها تحبه،وهذا سبب بكائها.

بدى جواد كمن لم يفهم ما قيل، وقبل أن يتابع أسئلته فُتح الباب ليطالعهما وجه زينب الناعس ،وقد حضرت لتوقظ جواد وقد تفاجأت بوجود براء فصاحت بدهشةٍ بائنة: براء!! عزيزي مالذي تفعله هنا؟؟


ابتسم بخفه وكاد أن يجيبها ،قبل أن يقاطعه جواد مُتحدثاً بمزاح؛ لقد ايقظني أبن زوجك منذ الخامسة فجراً قاطعاً عليّ حلما رائعا.

قطب براء جبينه ليسأله بتهكم: بمَ كنت تحلم دكتور جواد؟؟

عقد يديه خلف رأسه مسنداً ظهره للخلف هامساً بتنهيدة حالمة: العشرات من الفتيات الحسناوات يركضن خلفي وهن يعرضن عليّ الزواج.

أغمض عيناه مجددا بارتياح، فنكزه براء في كتفه قائلاً بغيظ : وهل عبث أحدهم بإعدادات الأرض لتنقلب الأدوار؟؟؟


فهتفت زينب وهي ماتزال مُتكأةً على الباب: دعه يحلم براء ، فلا شكّ عندي بأنه لن تقبل به أية فتاه على الأرض ..

فتح عيناه ليصيح بهما بغيظ: والآن اتفق عليّ كلاكما، أليس كذلك؟؟؟

تعالت ضحكاتهما أولا ثم شاركهما جواد بالضحك ،وبرغم تحفظ براء حتى في ضحكته، الا أنه يشعر الآن بقليل من الحرية من آلام ماضٍ قريب وآخر بعيد.....


تحدثت زينب موجهةً حديثها إليهما: هيا أيها الشابان،سأحضر الإفطار ،يجب أن نرحل باكرا لنعودقبل عتمة الليل .

أومأ كلاهما بالإيجاب ثم نهضا ليساعداها.

.............................................................


حلّ الصباح أخيرا على ملك التي لم تنم تقريبا وهي تشعر بالذنب بسبب سيارة شقيقتها، لذا ماإن اطلت الذهبية لتملأ الأرض بضيائها، حتى قفزت من فراشها متجهةً صوب الحمام،لتخرج بعد قليل بهيئتها الرسمية وشعرها المرفوع.


نزلت عن درج منزلها مسرعةً، وهي تنتوي الذهاب اولاً إلى الورشة لجلب السيارة ،ثم الاتجاه إلى قصر عمار لتحضر الأوراق من أميرة ثم أخيرا تتجه إلى الشركة.


ماان فتحت الباب حتى تجمدت خطواتها واتسعت عيناها بذهول وهي ترى السيارة ماثلةً أمامي ومصطفة في المكان المخصص لها، رمشت عيناها وهي تتجه صوبها لتتفحص مكان الضربة التي اختفت كأنها لم تكن أساسا.


ظلت تنظر إلى السيارة بدهشة، تذكرت مفاتيح السيارة عبثت في حقيبتها لتستخرجها منها مما زاد من صدمتها.

حصرت عقلها بتفكير وهي تمسح على شعرها بإحباط، مالبثت أن تذكرته فلم يخطر على بالها سواه، من المؤكد أنه هو من جلب سيارتها إلى هنا.


يجب أن تشكره وترد له دينه، ولكن كيف وهي لاتعرف شيئا عنه حتى اسمه!!

تنهدت بخفة وهي تفكر في نفسها أياً كان اسمه فهي ممتنةٌ له ،فقد وفر عليها عناء الذهاب إلى الورشة لاستحضارها.

ركبت سيارتها لتنطلق بها وعلى وجهها ابتسامة مختلفه هذه المرة.


...................................


وصل سمير إلى القصر هو الآخر ليعيد استجواب الحرس الذين كانوا برفقة حازم علّه يحصل منهم على أي شئ قد يفيده، لذا أمر رئيس الحرس بأن يكتب له أسماء الرجال الذين كانوا معه، ثم بدأ باستجوابهم كل واحد منهم على حدة.


كانت أميرة في الصالة الرياضية تلعب على جهاز المشي ، لكنها كانت شاردة في الحلم الذي أرقها ليلة أمس ،إنه الحلم ذاته الذي تراه دائماً ولكن هذه المرة كان براء هو من يقف أسفل تلك الشجرة.


دلف يوسف إلى الصالة هو أيضاً ،استند بكتفه على الباب وكتف يديه أمام صدره يتأملها بشرود، مرت لحظات عدة مرات قبل أن يلاحظ شرودها ، قطب جبينه باهتمام وتقدم نحوها حتى وقف بقربها لكنها لم تنتبه له بعد.

وضع يده على كتفها فانتفضت مذعورة حتى كادت تسقط أرضا لولا أنها امسكت بالجهاز في اللحظة الأخيرة .حاول مساعدتها لكنها أشارت له بالابتعاد هامسة بصدر يلهث من فرط المفاجاة : لا داعي انا بخير.


ابتعد عنها وهو عاقد حاجبيه بضيق من نفورها منه .كور قبضته وضغط على اسنانه بشدة وهو يحاول السيطرة على انفعالاته .لايريد أن يزيد الامر سوءا بينهما.


اوقفت أميرة الجهاز ولبثت ثوان معدودة حتى تلتقط انفاسها .لتنزل منه وهي تمسح رقبتها بمنشفة قطنية كانت ملفوفة حولها .مشت نحو صنبور مياه متواجد في اخر الصالة متجاهلة نظراته المتفحصة .فتحت الصنبور لتغسل وجهها ثم رفعت رأسها لتنظر في المرأة فلاحظت يوسف الواجم خلفها ، ظلت لثوان تبادله نظرات غريبه ، لاتعلم لم تراه بشكل مختلف هذه المرة ، دققت النظر في عينيه الزرقاء لتلاحظ للمرة الأولى، وميضا غريبا فيهما.


بينما يوسف كان يشعر باختلافها ، حاول أن يجد تفسيرا لتبدل حالها معه ، لكن الاسباب كلها كانت تفضي اليه وحده، مايزيده كراهية وحقدا نحوه.


........... ......


قاطع شرودهما دخول أمال تخبرها بقدوم ملك وطلبها مقابلتها .

خرجت أميرة من الصالة تاركة يوسف خلفها يكاد ينفجر غيظا ، حسنا هو الان يرى تأثير وجود براء في حياتها بشكل واضح ، ويرى أنه يخسرها لصالحه، يجب أن يتخلص منه بسرعه قبل أن يتطور الأمر أكثر .


أخرجه من أفكاره السوداوية رنين هاتفه، طالع الشاشه ليرتسم الذعر على وجهه وهو يرى رقما دوليا ، تلفت حوله ليتأكد خلو الصالة من أي أحد عداه ثم انزوى في ركن بعيد ليجيب على الاتصال باللغة الانكليزيه : نعم سيدي؟ ؟


هتف به الشخص الأخر بغضب واضح في نبرته : أين أنت جو؟؟؟

أجابه يوسف بارتباك: في قصر عمار سعادتك.

-صاح به رئيسه بنبرة خطيرة:ماذا تفعل هناك جو؟؟ متى ستتوقف عن العبث وتجلب لي تلك الحقيبة اللعينة؟؟

ازدرد ريقه بوجل ليتحدث بهدوء محاولا امتصاص غضب سيده : سيدي لقد بحثت عنها في كل مكان محتمل لكنني لم أجدها، اختطفت سيمون وعذبته حتى مات تحت التعذيب ألا انه لم يعترف عن مكانها أيضا .


ساد الصمت لثوان كانت ثقيلة على يوسف، حتى أتاه صوت الرئبس سائلا: وابنته؟؟ ألا تعلم مكانها؟؟؟

احتدت نبرته وهو بجيبه بغضب مكتوم: سيدي أنت تعلم أن أميرة لاتعلم عن عمل والدها شيئا .

تنهد الطرف الاخر ليتحدث بهدوء: ابحث مرة أخرى جو، يجب أن تجد تلك الحقيبة قبل أن يصل اليها شخص أخر، فتلك المستندات والاوراق قد تحرق المنظمة بأسرها.فهمت؟؟


-بالطبع سيدي.

أغلق المكالمة مع سيده وهو يمرر يده في شعره هاتفا بغيظ : عمار أيها اللعين، أين وضعت تلك الحقيبة؟؟؟.يجب أن أصل اليها بسرعة قبل أن يثور المجلس عليّ.

ضيق عينيه ثم تابع بغل: بعدها سأتفرغ لك سيادة الضابط.

لبث لثوان حتى قرر البحث عن الحقيبة لدى محامي عمار ،خرج من فوره ليذهب إليه.


.........................................


أمضى براء ليلته في المستشفى محاولا الوصول الى صاحب الرقم الذي اتصل بمدير المشفى قبيل وفاته لكن بلا فائدة، فبعد البحث الحثيث اكتشف أنه رقم كابينة هاتف عام، وأيضا هاتفه عادل ليخبره بأنهم وجدوا وائل مقتولا بذات الطريقة التي قتل فيها حازم ،أطل الصباح أخيرا ليعتزم مقابلتها.


دخل إلى غرفتها ليجد بسمة تلملم أطباق الطعام بعد أن تناولت عليا افطارها، أشار لها بالخروج فأماءت بطاعة وامتثلت لأمره فورا.

جلس قبالتها بصمت دام لثوان قبل أن يقطعه فجأة قائلا بجمود: لقد مات مدير المشفى.

زمت شفتيها بحزن مصطنع لتقول : حقا؟؟ ياالهي كيف حصل هذا؟؟

ضيق عينيه مجيبا بهدوء مربك: حادث سيارة....سكت لثانية ثم أضاف بحاجب مرفوع: مُدبر.


تنهدت لتقول بلا مبالاة: رحمه الله، وما شأني انا لتخبرني؟؟.

بقي للحظات يتأملها دون إجابة ،يدرك جيدا أنه يجلس أمام أفعى ملساء متلونة.


تنفس بعمق ليسألها بغتة: من هو الكوبرا عليا؟؟

رفعت رأسها اليه كمن لُسعْ ، تسارعت انفاسها وارتجفت شفتاها بذعر، كانت تعلم بذكائه لكنها لم تتوقع أبدا أن يصل لاسمه بهذه السرعة.

حاولت ضبط انفعالاتها لتسأله بهمس مبحوح: أين سمعت بهذا الاسم؟؟؟


انفرجت زاوية فمه بابتسامة منتصرة وقد استطاع استدراجها.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة