-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.

رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

انتهت من تجهيز حقائب السفر بمساعدة زوجها وجلست بتعب وهي تقول بحزن :

- يااه مش مصدقة إن شهر العسل خلص بالسرعة دي ! هنرجع للشغل ووجع القلب تاني

ابتسم واتجه إليها ثم قام بإبعاد الحقيبة حتى يستطيع الجلوس بجوارها وما إن جلس حتى أمسك يدها بحب وهو ينظر إلى عينيها بابتسامة مشرقة واردف بحب :

- حبيبة قلبي شهر العسل خلص لكن حياتنا مع بعض مخلصتش ، مع بعضنا نقدر نخلس حياتنا كلها عسل مش الشهر ده بس ، طول ما إحنا مع بعض سواء في الشغل أو في حياتنا الزوجية هنكون دعم لبعض ونصنع فرحتنا وحبنا بادينا .. الجواز مش شهر عسل بس .. لا ده مشاركة طول العمر

تبخر حزنها وابتسمت تلقائيا وكأن كلامه كالسحر الذي بدل حالها دون أن تشعر ، مالت برأسها لتسند على صدره وهي تقول بحب :

- بحب كلامك اللي كله تفاؤل وأمل ده ، بتحسسني إني ملكة علشان متجوزة رجل الاحلام اللي هو حلم لأي بنت ، أنا أكتر واحدة محظوظة في العالم ده كله علشان أنت ملكي ، عندك حق لسة قدامنا حياة طويلة مع بعض فيها نتشارك فيها فرحتنا ونعمل ذكرايات سعيدة بينا

لف ذراعه حول ظهرها وسند برأسه على رأسها بحب وهو يقول :

- ربنا يجعل حياتنا كلها حب وسعادة

- يارب

***


في تلك المنطقة الجبلية عاد «ابا هشام» وعلى وجهه ابتسامة واسعة وسار إلى الداخل حتى وصل إلى القائد «كارم» وردد بسعادة :

- تمت يا ابا عابد ، تحولت سيارة هؤلاء الطواغيت إلى جمرة من نار

تهللت اساريره ونهض من مكانه ثم اتجه إليه وهو يقول بسعادة :

- عظيم ، وماذا عن فيديو تنفيذ العملية ؟

تنفس بأريحية وهو يقول بثقة :

- لا تقلق يا اميرنا ، تم ارسال الفيديو لـ أبا مصعب وقام بدوره في نشره على كافة وسائل التواصل

فرك كفي يده ببعضهما وتراجع بظهره وهو يقول بسعادة :

- هذا أسعد خبر سمعته هذا العام ، ستكون ضربة موجعة لهم

ثم تحولت ملامحه وتقدم مرة أخرى وهو يقول بتساؤل :

- أخبرني ما أسماء هؤلاء الطواغيت ؟

هز رأسه وهو يعقد ما بين حاجبيه واردف :

- لا أتذكر لكن كان بينهم ضابط يدعى طيف ، هذا الاسم الذي اتذكره .. لا تقلق سيتحدث الجميع عنهم وسنعرف أسمائهم جميعا


"قبل ساعة"


استقلوا جميعًا السيارة وسارت مسافة طويلة إلى أن توقف السائق عن الحركة بسبب وجود سيارة شرطة بمنتصف الطريق ويقف أمامها أحد الضباط ، تقدم هذا الضابط باتجاه السيارة قبل أن يخفض رأسه وينظر من نافذة السيارة وهو يقول بجدية :

- بعد اذنكم انزلوا

نطق «رماح» بصفته القائد وقال متسائلًا :

- ننزل ؟ أنت مين وبصفتك أيه سادد الطريق وعايزنا ننزل ليه ؟

هز الضابط رأسه وتحدث قائلًا بجدية :

- أنا المقدم يوسف رأفت ، ممكن تنزلوا وهفهمكم كل حاجة !

تعجب الجميع من هذا الموقف وانتظروا أمر رماح بالنزول فهز رأسه وأشار إليهم بالخروج ، خرجوا جميعا من السيارة وتقدم «رماح» إلى الأمام وهو يقول بتساؤل :

- ممكن بطاقتك يا يوسف باشا علشان أتأكد إن كلامك صح وإن ده مش كمين ؟

إبتسم «يوسف» وأخرج بطاقته بهدوء ثم مد يده بها إليه وهو يقول :

- اتفضل يا سيادة المقدم

تناولها منه ونظر إليها لبعض ثوانٍ قبل أن يعيدها إليه مرة أخرى بعدما تأكد من هويته ثم قال بتساؤل :

- اتفضل يا سيادة المقدم إحنا سامعين

وضع «يوسف» بطاقته في جيب بنطاله مرة أخرى وقال بهدوء :

- هيحصل تبادل في العربيات .. هتاخدوا انتوا العربية دي وهتمشوا من طريق تاني وانا همشي من الطريق اللي المفروض كنتوا هتمشوا انتوا منه

رفع أحد حاجبيه وهو يهز رأسه قائلًا بتساؤل :

- أنا مش فاهم حاجة ! ليه كل ده

ضم «يوسف» كفيه أمامه وهو يقول بهدوء :

- للأسف مش مسموح ليا أقول السبب ، دي أوامر من سيادة اللواء كامل ودلوقتي ياريت سيادتك تنفذ الأمر

ساد الصمت لثوانٍ قبل أن ينفذ «رماح» تلك التعليمات وأمر من معه بالتحرك الى السيارة الأخرى بينما اتجه المقدم «يوسف» إلى سيارتهم الأولى وتحرك بها مبتعدا عنهم ...


تحركت السائق بالسيارة وسار لأكثر من ساعة بسبب اتخاذه طريق آخر واخيرا وصل بهم إلى المقر الخاص بالتدريب وهذا الفريق ، ترجل «طيف» من السيارة وفرد ذراعيه في الهواء وهو يقول بتعب :

- يا ضهري .. أخيرا وصلنا ده أنا جعان نوم

وضع «زين» يده على رقبته وردد بإرهاق شديد :

- اها والله فعلا الواحد عايز ينام ، أنا كان فكري إننا نصاية وهنوصل مكنتش اعرف ان الطريق هياخد ساعة ونص

رمق «فهد» المكان من حوله قبل أن يقترب منهما وهو يقول بجدية :

- هو الطريق كان هياخد نصاية فعلا لكن تقريبا مشينا من طريق تاني بعد ما قابلنا المقدم يوسف ، اشمعنا يعني ما كنا نكمل في طريقنا الاصلي !

لوى «طيف» ثغره قبل أن يقول بعدم فهم :

- مرضيش يقول السبب بس أكيد هنفهم ده حصل ليه المهم بس أنام وبعدين نفهم ونحفظ ونعمل اللي عايزينه


دلفوا إلى الداخل وقام أحد الضباط بالترحيب بهم واخبرهم بأن إقامتهم ستكون هنا ولن يتحركوا إلا لأداء المهام فقط وقام بإعطاء كل إثنين منهما غرفة بها سريرين وبعض الاحتياجات التي سيحتاجونها ، قرر «طيف» البقاء مع «زين» بغرفة وبالتالي تبقت الغرفة الثانية لـ «رماح» و «فهد» ، دلف «طيف» إلى الغرفة وجر حقيبته ثم تركها بجوار سريره قبل أن يلقي بجسده على السرير بأريحية شديدة وهو يقول بتعب :

- ياااه ده أنا كنت نسيت السرير بيتنام عليه إزاي

ترك «زين» حقيبته وجلس على سريره وهو يقول :

- عايزين نلحق ننام ساعتين قبل ما الاجتماع بتاع بليل يبدأ ونبقى قاعدين متنحين بس الاول عايز اخد دش هو مفيش حمام هنا ولا ايه ؟

نظر «طيف» حوله قبل أن يقول :

- مش عارف ، انزل اسأل المقدم فارس وهو هيقولك على مكانه

وضع يده على رأسه بتعب واردف :

- لسة هنزل تحت ؟ طيب


تركه ورحل بينما نزع هو هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر جانبي لثوانٍ حتى يقوم بفتحه فهو قام بإغلاقه قبل الانطلاق بأمر من اللواء «ايمن» واخبرهم بعدم فتحه إلا بعد أن يصلوا إلى وجهتهم ، أضاءت شاشة الهاتف وضغط على الشاشة عدة ضغطات وقبل أن يتصل بـ «نيران» وصلته عدة رسائل بوجود العديد من المكالمات الفائتة من زوجته ووالدته وأيضا شقيقته الصغرى وصديقه مازن ، ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يقول بتساؤل :

- أيه يا جدعان انتوا كلكم قررتوا تتصلوا بيا النهاردة في وقت واحد ولا أيه !

لم يعطي إهتمام وقرر أن يهاتف زوجته ليطمأنها على حاله وقبل أن يضغط على الرقم الخاص بها ظهر اسمها على الشاشة ليعلن عن إتصال هاتفي منها فابتسم واجابها على الفور وهو يقول مازحًا :

- أنا لو بفكر في قطة مشمشية مكانتش هتقول مياو ، لسة كنت هتصل بيكي

أتاه صوتها المرعوب والذي يحمل الخوف الشديد :

- طيف أنت كويس !! ازاي انت بتكلمني امال أيه اللي بيحصل ده ؟


نهض واعتدل في جلسته وهو يقول بدهشة :

- مالك يا نيران ! أنا كويس أيوة ، اهدي بس كدا وفهميني أيه اللي بيحصل

ظلت تتنفس بسرعة وصعوبة كأنها أنهت للتو سباقًا للعدو واردفت بنبرة متقطعة وضعيفة :

- فيديو تفجير العربية بتاعتكم مالي الفيسبوك والتلفزيون وقالوا إن ضحايا التفجير الإرهابي ده خمس اشخاص ، مجند و أربع ضباط واعلنوا اساميكم .. أعلنوا إنكم استشهدتوا في التفجير

رفع حاجبيه بصدمة وفرك في فروة رأسه وهو يقول بعدم تصديق :

- يعني أنا ميت دلوقتي ؟

- أيوة التلفزيون ناشر صوركم واساميكم ده غير صوركم اللي مالية وسائل التواصل ، مصر كلها عرفت إنكم ميتين

مسح بكف يده على وجهه وردد بعدم فهم :

- طيب إزاي وليه قالوا كدا واحنا اصلا بخير ولسة واصلين المقر دلوقتـ ...

قطع حديثه ووقف على الفور وهو يردد بجدية :

- المقدم يوسف !! اقفلي يا نيران دلوقتي وهكلمك تاني .. محدش يعرف إني كلمتك نهائي لغاية ما اعرف أيه اللي بيحصل تمام ؟

- تمام بس كلمني علطول متتأخرش

هز رأسه وهو يتجه إلى الخارج :

- حاضر حاضر


أنهى المكالمة واتجه إلى فوجد «زين» يتحرك باتجاه الغرفة وهو يقول :

- انا عرفت الحمـ ....

قاطعه وهو يتجه إلى غرفة «رماح ، فهد» :

- تعالى بسرعة فيه حاجة مهمة

رفع أحد حاجبيه بتعجب وتبعه إلى الغرفة دون أن يتحدث ، دلف إلى الداخل دون أن يطرق الباب ونظر إلى رماح وهو يقول بجدية :

- سمعت يا باشا باللي حصل ؟

عقد «رماح» ما بين حاجبيه وهو يهز رأسه قائلًا بتساؤل :

- أيه اللي حصل ؟

قص عليه ما عرفه من «نيران» وانهى حديثه قائلًا :

- السؤال هنا بقى هل المقدم يوسف عمل كدا علشان كان عارف باللي هيحصل ؟ وهل كدا العربية اتفجرت بيه هو !! أنا مش فاهم حاجة

فكر «رماح» قليلا بالأمر قبل أن يقول بتخمين :

- ممكن فعلا اللي حصل ده علشان عارفين إن ممكن حاجة تحصل بس عرفوا إزاي أصلا ؟ بصوا إحنا نريح دلوقتي ومحدش يفتح موبايله نهائي وانت يا طيف قول لنيران متعرفس حد خالص إنها كلمتك وبعد كدا أقفل موبايلك .. أكيد هنفهم كل حاجة في اجتماع بليل

هز «طيف» رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية :

- تمام


عادا إلى غرفتهما مرة أخرى وجلس «زين» على سريره وهو يقول بحزن :

- يا ترا ياسمين اختي ونايا عاملين ايه لما سمعوا الخبر ! زمانهم منهارين من العياط دلوقتي

عاد «طيف» بظهره إلى الخلف وسند على وسادته وهو يقول بأسى :

- ومين سمعك .. زمان ماما واخواتي مبهدلين نفسهم عياط دلوقتي والصراحة بابا لو عارف باللي بيحصل ده ومقالش لماما وسابها بعياطها كدا أنا هخليها تطلب الطلاق منه

ضحك «زين» رغما عنه وهز رأسه وهو يقول :

- يخربيت فقرك ضحكتني وانا مليش نفس


***


قامت بإغلاق التلفاز ثم نزلت إلى الأسفل حيث «اسماء» واقتربت منها وجلست بهدوء قبل أن تقول بتساؤل :

- ماما أنا يعني شيفاكي قلقانة لكن مش بتعيطي أو اللي حصل مأثر فيكي ، أنتي تعرفي حاجة

نظرت إليها قبل أن تضع يدها على يديها وتقول بحب :

- أيوة يا حبيبتي ، أيمن مفهمني إن كل اللي بيحصل ده من ضمن مهمة وإن طيف وكل اللي معاه بخير بس أنا بردو قلقانة لأن صوره مالية التلفزيون وده فال وحش

إبتسمت «نيران» وربتت على يديها قبل أن تقول بهدوء :

- أنا كلمت طيف

انتبهت لها وهي تقول بلهفة :

- طيف ؟ هو كويس وكلمك ازاي !

تابعت التحدث بنفس الإبتسامة :

- كلمني وقولتله على الأخبار دي بس مكانش يعرف أي حاجة عنها تقريبا سرية ضمن الخطة اللي بجهزوا ليها ، متقلقيش هو بخير وطمني عليه وبعدين قفل موبايله تاني .. ممكن جاله تعليمات بكدا

تنفست «اسماء» الصعداء ووضعت يدها على كتف «نيران» وهي تقول بإبتسامة :

- ربنا يطمنك يا نيران يا بنتي ريحتي قلبي ، ربنا يطمنا عليه ويرجعهولنا سالم

ابتسمت نيران وامنت على دعائها :

- اللهم امين


***


وصلا إلى شقتهما التي قام «نائل» بشرائها حديثا قبيل زواجهما وفتح هو الباب ثم قام بحمل الحقائب ودلف إلى وقبل أن تدخل هي اوقفها بإشارة من أصبعه ثم وضع الحقائب واتجه إليها ، اقترب منها ووضع يدا أسفل ظهرها ويده الأخرى أسفل ركبتيها ثم حملها بحركة سريعة وهو يقول بإبتسامة حب وهو ينظر إلى عينها :

- بقى ينفع بردو تخشي شقتك لأول مرة على رجليكي يا عروسة !

حاوطت رقبته بيديها واردفت بحب :

- أنا كنت بختبرك بس بشوفك رومانسي ولا لا بس الصراحة نجحت في الاختبار بإمتياز

ابتسم وقرب رأسه منها حتى التصقت انفه بأنفها واردف :

- لا ميغركيش ، أنا اينعم اتشقلطت في حياتي كتير بس ده ميمنعش إني اكون رومانسي مع الانسانة اللي بحبها وسيطرت على قلبي ، اللي جاي دلع وحب بس .. عايزك تتعودي بقى

ابتسمت بسعادة لأن الله عوضها عن الحنان الذي فقدته عندما توفى والدها ونظرت إلى عينه مباشرة نظرات حب وعشق ، شوق ورغبة ، بينما كان ينظر هو إليها وهو يشكر الله على عوضه الجميل فهو قد ذاق مرارة الشقاء وعاش اوقاتا صعبة فقد فيها كل شيء إلا أن عوض الله كان جميلًا ، ظلت تلك النظرات بينهما إلا أن قال هو مازحًا :

- يلا بينا نخش جوا كفاية وقوف أحسن ضهري مبقتش حاسس بيه

ضحكت هي بصوت مرتفع وسندت برأسها على صدره بحب وقد نسيت العالم من حولها فهي لا تتذكر ولا تفكر إلا به هو فقط


***


مر الوقت واستمع «طيف» لصوت يأتي من بعيد ويقترب أكثر وأكثر :

- طيف ! طيف قوم ! طيف

فتح «طيف» عينه بصعوبة ليتفاجئ بزين الذي كان يقرب وجهه منه كثيرا فصرخ من الفزع :

- اعاااااا

ابتعد «زين» ورفع أحد حاجبيه وهو يقول بتعجب :

- أيه يابني شوفت عفريت ولا أيه

أمسك «طيف» بالوسادة ثم قام بإلقائها عليه وهو يقول بعتاب :

- بعد كدا متصحينيش وأنت مقرب وشك مني كدا علشان تلقائي بتسرع حتى ماما لما كانت بتصحيني وتقرب وشها مني كدا كنت بقوم مخضوض واصرخ زي ما شوفت

ضحك «زين» وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقترب مرة أخرى من السرير قائلًا :

- يخربيت الضحك ، طيب ياعم حاضر مش هصحيك بالشكل ده تاني بس المهم قوم وانزل خد دش بسرعة وغير هدومك علشان الاجتماع كمان ساعة بالظبط ورماح نصاية وهيجي يبهدلنا

فرك عينيه بتعب ثم ردد بهدوء :

- ونبي بلاش تجيب سيرته أحسن بيجي على السيرة

في تلك اللحظة فتح «رماح» الباب ودلف إلى الداخل وهو يقول بعدم رضا :

- انت لسة مقومتش ! الاجتماع بعد ساعة

نظر «طيف» إلى «زين» وردد بسخرية :

- مش قولتلك

حاول «زين» منع ضحكاته ونظر «رماح» إلى «طيف» وهو يقول متسائلًا بعدم فهم :

- قولتله أيه ؟

نهض «طيف» من مكانه وتحرك بإتجاه «رماح» وهو يجيبه :

- قولتله إن الاجتماع بعد ساعة وهو مش مصدق ، متقلقش يا باشا انا نصاية وهبقى جاهز


مرت من الوقت ساعة واتجه «رماح» ومن معه إلى غرفة الاجتماعات السرية وجلسوا ليدخل بعدهما مباشرة اللواء «كامل» ومعه ضابط آخر ، استقر الجميع في مقاعدهم قبل أن يميل اللواء «كامل» إلى الأمام وهو يقول بجدية :

- شايف في عنيكم أسئلة كتير وكل حاجة هجاوبكم عليها ، أولا بالنسبة لتغير العربيات ده إجراء امني للحفاظ على حياتكم لأن من الممكن يكون خبر تشكيل الفريق ووصولكم وصل للجماعات الإرهابية هنا وفعلا ده حصل والعربية اتفجرت وساعتها قررنا ناخد اللي حصل ده لصالحنا ونضحك عليهم الكل ، أعلنا إنكم اتقتلتوا في الحادث ده علشان يفكروا إنهم فازوا وبعدها هنداهم مواقعهم ونعلن إن عملية القضاء عليهم تمت بقيادة رماح طيف فهد زين وانهم عايشين وبكدا نبقى ضربناهم ضربة قوية وضحكنا العالم كله عليهم

هنا اعتدل «رماح» في جلسته وردد متسائلا :

- بس سعادتك اهلنا اكيد لما شافوا الخبر فيه منهم اللي انهار واللي عيط واللي مستحملش .. ده فيه ضرر عليهم

ابتسم «كامل» ونظر إلى «رماح» بثقة وهو يجيبه :

- اللواء أيمن في القاهرة قال لأهلكم على الحقيقة وانكم بخير وقالهم يتظاهروا بالحزن عادي والحقيقة محدش يعرفها غير لما نعلن إحنا

تنفس الجميع الصعداء فهم كانوا في حالة قلق من تفكيرهم بحزن عائلتهم لكن كلمان اللواء «كامل» اشعرتهم كثيرا بالراحة وحمستهم لإكمال تلك المهمة

هنا تحدث «طيف» وقال بجدية :

- بس سعادتك فيه نسبة ولو بسيطة إن خبر إننا بخير يطلع من أي حد بدون قصد !

ضحك اللواء «كامل» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول بثقة :

- ده لو الموضوع طول .. إحنا هننفذ المهمة النهاردة وتحديدا بعد ساعتين من دلوقتي والخبر بعدها هنعلن عنه

تفاجئ الجميع بحديثه واكمل هو بجدية :

- ودلوقتي هعرفكم مهمة الفريق والمهام اللي هتنفذوها ، الفريق هيبقى بقيادتكم طبعا

ثم أشار إلى الضابط الذي دلف معه إلى غرفة الاجتماعات وتابع :

- ومعاكم الرائد بارق بما انه شغال هنا وعارف طبيعة الشغل والمهمات اللي من النوع ده وهيساعدكم كتير ، طبعا الفريق كله هيبقى بقيادة المقدم رماح لكن في غيابه هيبقى الرائد طيف وكذلك في غيابهم هيبقى القائد هو الرائد زين وبعده فهد وبعده بارق ، في الوقت اللي مفيهوش مهمات هتتولوا تدريب الفريق اللي معاكم ودول هتتعرفوا عليهم النهاردة في المهمة ، كدا فهمتوا كل حاجة هشرحلكم بقى طبيعة المهمة اللي هتتنفذ بعد ساعتين بالظبط ..


بدأ اللواء «كامل» في سرد الخطة بالكامل وسط تركيز الجميع إلى أن أنهى حديثه قائلًا :

- حد عنده سؤال ؟

انتظر للحظات قبل أن يجيب «رماح» نيابة عن الجميع :

- لا سعادتك مفيش أي أسئلة

هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية وهو ينهض من مكانه :

- تمام أوي ، بارق هيعرفكم اكتر عن المكان بس مش دلوقتي ، دلوقتي هو هيوديكم لمكان اللبس والأسلحة علشان المهمة اللي هتنفذوها ومتنسوش التحرك هيبقى الساعة 11 بالظبط

رددوا جميعا في صوت واحد :

- أوامر سعادتك


رحل اللواء «كامل» ووقف «بارق» وهو يقول بإبتسامة :

- شرف ليا إني اشتغل مع ظباط شرطة زيكم بكل تاريخكم سواء المهمات اللي نفذتوها برا مصر أو القضاء على عبدة الشياطين في مصر

شكره الجميع وقاموا بتعريف نفسهم له حتى يعرف من معه في الفريق حق معرفة واخيرا تحدث «رماح» وقال بجدية :

- تمام يا بارق إحنا دلوقتي المفروض نروح اوضة اللبس علشان نجهز للمهمة ، يادوب نلحق علشان ميبقاش فيه تأخير

هز رأسه عدة مرات وهو يقول بجدية :

- أيوة أيوة سيادتك عندك حق ، اتفضلوا معايا هوديكوا على مكان اللبس والأسلحة


بالفعل قادهم إلى غرفة الملابس الخاصة بالشرطة وأداء المهمات وارتدوا ملابس سوداء تماما تتناسب مع هذا الظلام حتى لا يلاحظهم أحد وبعد أن ارتدوا ملابسهم قاموا بدهن وجههم بمادة سوداء حتى تمنع ظهور وجههم في الظلام ويتم كشف المهمة قبل تنفيذها ، انهوا كل ذلك ثم خرجوا ليجدوا خمسة صفوف من رجال الشرطة من القوات الخاصة ، كانت اجسامهم عريضة وعضلاتهم بارزة لتعبر عن مدى قوتهم واستعدادهم التام للفتك بالعدو ، كان يوجد في كل صف عشرة رجال وما إن رأوا القادة المكلفون بهذا الفريق حتى اعتدلوا في وقفتهم ونظروا امامهم دون أن يحيد بصرهم ليعبروا عن مدى جدية المهمة المكلفون بها ، اتجه بقية القادة «طيف ، زين ، فهد ، براق» ووقفوا في صف أمام هؤلاء الرجال ونظروا جميعا إلى «رماح» الذي نظر إلى وجه كل منهم بجدية قبل أن يقول بصوت مرتفع يحمل الجدية :

- المهمة اللي متكلفين بيها مش هزار ولا أي مهمة ، إحنا متكلفين بمهمة صعبة لكن مش صعبة على رجالة الشرطة ، الفريق ده بإذن الله هيعمل رعب لكل الارهابيين اللي هنا وهيعمل رعب لأي حد يفكر انه هيقدر يدمر البلد دي ، أنا واثق فيكم واحد واحد لأنك علشان تكون واقف قدامي دلوقتي هنا يبقى أنت قد المسؤولية وقادر تنسف أي حد يمس رملة من البلد دي ، ولا أنا غلطان يا رجالة ؟

ردد الجميع في صوت واحد :

- مش غلطان يا فندم

ابتسم وردد بصوت مرتفع أكثر :

- جاهزين لأي مهمة هنعملها حتى لو كانت مستحيلة ؟

رددوا جميعا في صوت واحد يقشعر له الأبدان :

- جاهزين يا فندم

هز رأسه عدة مرات وتحرك أمامهم ذهابا وإيابا وهو يسرد الخطة عليهم :

- إحنا هنتحرك في مجموعة واحدة وبعدين في نقطة معينة هنتقسم لـ خمس مجموعات ، كل مجموعة هيبقى فيها 11 واحد ، كل مجموعة هتبقى في مدرعة ، المجموعة الأولى بقيادة الرائد طيف ، المجموعة التانية بقيادة الرائد زين ، المجموعة التالتة بقيادة الرائد فهد ، المجموعة الرابعة بقيادة الرائد براق ، المجموعة الخامسة والأخيرة بقيادة المقدم رماح اللي هو أنا ، كل قائد هيشرح للمجموعة بتاعته هنعمل ايه بالظبط أثناء الطريق وفي نقطة الانفصال كل مجموعة هتبقى جاهزة تتعامل لوحدها مع الهدف المحدد ، ومش هقولها تاني .. مهمة النهاردة صعبة يا رجالة وهيترتب عليها حاجات كتير أوي بس رغم الصعوبة أنا واثق فيكم واحد واحد يا رجالة وإن شاء الله ربنا هينصرنا ، جاهزين ؟

- جاهزين يا فندم

- جاهزين !

- جاهزين يا فندم

تنفس بأريحية وردد بجدية وصوت هادئ :

- توكلنا على الله


تحركوا جميعا ودلفوا إلى داخل المدرعات التي انطلقت بهم وكان عددهم خمس مدرعات بكل مدرعة مجموعة من رجال الشرطة ، فتح «طيف» خريطة كبيرة ووضعها أمام مجموعته بداخل المدرعة وردد بجدية :

- ركزوا يا رجالة

انتبه له الجميع فأشار إلى مكان بالخريطة وتابع :

- المكان اللي هنروحه فيه مخزن عادي والمخزن ده مفيهوش أي حاجة ومخزن قديم لكن مهمتنا مش المخزن ، مهمتنا النفق اللي تحت المخزن .. النفق ده هم بيتحركوا منوا وفاكرين إن محدش يعرفه لكن إحنا عارفينه وهيبقى مفتاح العملية دي .. إزاي بقى ؟ بصوا .. النفق ده بيبدأ بطريق واحد وبعدين بيبقى ضيق جدا وضلمة وبعدين بينقسم لطريقين .. طريق بيودي لأوضة فيها غرفة تحكم لو حد فيها داس على زرار واحد بس هيفجر 3 مدرعات وهم بيهجموا على المكان والطريق التاني بيودي بالظبط لنص المكان اللي هنهجم عليه ده ، المهمة هتبقى كالتالي .. مجموعتنا ومجموعة الرائد زين هيوصلوا للمخزن ده ، مجموعتنا هتنزل الأول وهنوصل لمكان الأوضة دي ونتعامل مع كل اللي فيها ومجموعة الرائد زين هتاخد الطريق التاني لنص المكان اللي هنهجم عليه ، هنخلص مهمتنا وبعدين نرجع من النفق تاني ونروح الطريق التاني ورا المجموعة بتاعة الرائد زين ، اول ما نبقى على وصول الرائد زين هيدي إشارة لباقي المجموعات علشان يبدأوا اشتباك وطبعا هيتشغلوا واحنا نطلع من النفق ونحاصرهم في النص ، بالعربي كدا هنعملهم ساندوتش .. إحنا جوا وبعدين هم وبعدين إحنا برا بردو وفي الحالة دي هنعصرهم بس لازم كل حاجة تتم صح يعني العملية كلها متوقفة علينا إحنا ، لو حد من الإرهابيين دول قدر يتواصل مع حد هناك كل المهمة هتبوظ .. طبعا فاهمين كويس

رددوا جميعا :

- فاهمين يا فندم

ابتسم وردد بجدية :

- حد عنده سؤال ؟


رفع أحد الضابط يديه فأشار إليه طيف بأن يتحدث فقال بجدية :

- سعادتك بتقول دي اوضة .. عندي سؤالين الأول إزاي دي اوضة واحنا مجموعتنا كبيرة مش محتاجة العدد ده كله والسؤال التاني هو إن ازاي النفق ضيق وهيشوفونا على بعد مسافة قبل ما نقرب وساعتها مش هنعرف نتصرف

إبتسم «طيف» وقال مازحًا :

- هو المفروض اجاوبك على سؤال واحد بس أما التاني مش مطلوب مني اقولك ليه الخطة كدا بس هقولك علشان أنا جدع ، بص يا بطل .. السؤال الاول بالنسبة لمصطلح اوضة فهي مش زي اوضة بيوتنا .. الأوضة هنا كبيرة جدا تقدر تقول قد بيتين جنب بعض بس علشان مربعة خدت مصطلح اوضة وفيها أكتر من 15 شخص يعني محتاجين العدد بتاعنا ، أما بالنسبة للسؤال التاني فالنفق بيبقى ضيق وقبل الأوضة دي ب100 متر بيوسع تاني ونقدر نمشي فيه ونهايتة بتبقى باب يعني محدش هيشوفنا نهائي وهنعتمد على عنصر المفاجأة ، كل حاجة وضحت كدا ؟

هز الضابط «معتز» رأسه بالإيجاب وهو يقول بإبتسامة :

- وضحت سعادتك


وصلوا إلى نقطة الانفصال واتجهت المجموعة الأولى بقيادة الرائد «طيف» والمجموعة الثانية بقيادة «زين» إلى المخزن الذي يوجد بداخله النفق المظلم ، ترجل «طيف» من المدرعة ومن خلفه مجموعته وكلٍ منهم يحمل سلاحه الرشاش وتحركوا في مجموعة منتظمة وفي مقدمتهم الرائد «طيف» الذي ما إن وصل إلى باب المخزن حتى رفع يده وأشار إلى والامام فتحرك اثنين من المجموعة ووقفوا على يمين الباب الخاص بالمخزن فأشار بيده مرة أخرى ليتحرك إثنين اخرين ويقفوا على يسار الباب فتحرك هو ومن معه قبل يفرد كفه بالهواء وينزل به بمعنى "هجوم" فدفعوا اثنين منهم الباب ودلفوا إلى الداخل وهو يرفعون اسلحتهم الرشاشة بحذر ليدلف من خلفهم الاثنين الاخرين ومن خلفهم «طيف» وباقي المجموعة ، في تلك اللحظة التي داهموا فيها المخزن نهض رجلين مسلحين من مكانهما والتفتا حتى يطلقان النار إلا أن رجال الشرطة كانوا أسرع منهما واطلقوا الرصاص باتجاهما على الفور ليسقطوا قتلى على الأرض ، انتشرت المجموعة في المكان ليتأكدوا من عدم وجود أحد وما إن تأكدوا حتى أتجه «طيف» ومعه ضابط آخر ورفعوا بوابة حديدية بأرضية المخزن ليظهر أمامهم سلم رخامي يقودهم مباشرة إلى النفق ...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة