-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الأربعون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأربعون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأربعون

 منذ لقائهما الأخير لم تره أو تسمع منه، قام الطبيب بنقلها إلى غرفةٍ عادية بعد أن نفذت من الموت بمعجزة منذ آخر زيارة لبراء لها،بيَدْ أن الممرضة والحرس بقوا ملازمين لغرفتها.


لم تفكر في أمر نفسها كثيراً ،بل كان شغلها الشاغل أميرة ويوسف ومصير كلٍ منهما، خاصة وأن براء قد كشف أمر يوسف، من المؤكد لها أنه هاربٌ لحدِّ اللحظة، ودليلها على ذلك الرجال الذين أرسلهم هو لاختطافها من المشفى يوم أمس ، وقد علمت بالأمر عن طريق الصدفة ،لكن أحداً لم يخبرها بما جرى بين براء ويوسف ومصير أيٍّ منهما.


تنهدت بحزن وهي تسند ظهرها على حافة السرير خلفها ، كم اشتاقت لابنتها، خاصةً أنها لم ترها منذ آخر زيارةٍ جمعتهما في المشفى بحضور براء، لاتعلم بعد إن كان براء قد أخبرها بأنها ويوسف من قتلا عمار أم لا ، أغمضت عينيها بوهن وهي تبتهل إلى الله داخلها بأن تراها وتطمئن عليها.


كانت نسمة خارجاً عندما دلفت أميرة إليها، جحظت عيناها بسعادة وانشقّ ثغرها عن ابتسامة عريضة ،وكأن الله استجاب لدعائها وتوسلاتها، هتفت بفرح اقتحم قسماتها: أميرة، حبيبتي!!


تقدمت ناحيتها بخطوات ثقيلة ،ازدردت ريقها وهي تحدثها بجمود: كيف حالك؟؟

استغربت برودها معها لتنتبه لتوها إلى ملابس أميرة الداكنة كأنها في حدادٍ جديد، وحالها المُزري ووجهها المُجهد كأنها لم تنم منذ أدهر.


ساورها القلق في شأنها، لكن أميرة لم تترك لها فرصة التفكير حين سألتها بغتةً: هل صحيحٌ أنك من قتل والدي؟؟؟

تجمدت حواسها وانقطعت أنفاسها للحظة، طالعتها بصدمة وهي تعتقد أنّ براء من أخبرها، في حين أضافت ابنتها كمن قرأ أفكارها: والدي من أخبرني بالأمر.

سكتت لثانية تُعاين تعابيرها المصدومة ثم أردفت ببرود: بمشاركةِ يوسف.


تسارعت أنفاسها باضطراب وهي تبحث عن صوتها، إلا أن أميرة تابعت بقسوة اكتسبتها من أحداث اليومين الأخيرين: لقد علمتُ بالحقيقة كاملةً، عليا.

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تهمس بجزع: أميرة.


لم تبالي الأخيرة ، بل أضافت بذات النبرة القاسية وهي تحدق في عمق عينيها بقوة: هل تعرفين أنني قد قتلتُ يوسف؟؟؟

شهقت عليا بصدمة حقيقية وقد حررت دموعها، أزدادت حدّة صدمتها عندما أردفت الأخرى بتمهل: وبراء الآن في المستشفى.

ازدرمت ريقها بمرار قبل أن تضيف: في غيبوبة.


حبست دموعها داخل عينيها، تنفست بعمق لتثبط انفعالاتها ثم تابعت بحشرجة: بعد أن حقنه يوسف بسم كوبرا مخفف...

صمتت لعدة ثوان ثم همست بخفوت: بسببي أنا.

عادت ورفعت صوتها قائلةً بثقة وهي تحرك رأسها بإيجاب كأنها تحدث نفسها: لكنني متأكدةٌ أنه سيكون بخير.


ارتجفت شفتاها بصدمة موجعة وهي تطالع وجه ابنتها ذو الملامح الواجمة، وقد اكتسبت تعابيرها حدّةً وقسوة غير مألوفةٍ لها،وكأن من أمامها هو شخصٌ آخر.


........................................................................


ترجلت ملك من سيارة الأجرة التي استقلتها إلى القصر، لتطمئن على أميرة فهي منذ أن طمأنهم الطبيب عن حالة براء غادرت المشفى ولم تعد إليها.


كانت باحة القصر الخارجية فارغة تماماً، حتى لاوجود لسيارة أميرة، خمنت أنها ربما ماتزال في الشركة حيث تركتها قبل أن يختطفها يوسف، حتى الحرس قد غادروا.


وصلت إلى الباب لتضغط على الجرس، انتظرت ثوانٍ حتى حضرت آمال وفتحت لها الباب، طالعتها بابتسامة صغيرة هاتفة: اهلا وسهلا آنسة ملك، تفضلي بالدخول.

خطت ملك داخلا لتتحدث وهي تتجه صوب الصالة: شكرا لك آمال، أريد أن أرى أميرة،هلّا أخبرتها أنني بانتظارها هنا؟؟


تصنمت آمال مكانها وهي تجيب ملك بجبين مقطب: ولكن الآنسة أميرة قد خرجت منذ الصباح الباكر حتى أنها لم تحدثني، لقد ظننتُ أنها قد ذهبت إلى المستشفى.


التفتت ملك نحوها وهي تردد باستغراب: خرجت منذ الصباح؟؟؟

رمشت عيناها وهي تقول بدهشة: لكنني لم أرها في المستشفى.

زمت فمها بتفكير ثم اردفت بحزم: ربما تكون قد عرجت إلى الشركة قبل أن تذهب إلى براء.

تحركت خارجةً وهي تحادث آمال: سأذهب لأراها هناك ،وانتي آمال إن حضرت أميرة إلى هنا أبلغيها بأن تحادثني فوراً.


تبعتها آمال وهي تشير برأسها إيجابا، أغلقت الباب خلف ملك وقد بدأ ينتابها الشك، لاتظن أن أميرة قد ذهبت إلى الشركة فهي عندما نزلت صباحاً لم تكن في وضعٍ مُهيأ للعمل، فهناك أمرٌ ما يشغلها ، عرفت هذا عندما دخلت إليها بعد عودتها لتسألها إن كانت تريد أن تتناول الطعام ،رفضت أميرة أن تتناول شيئا لكن لاحظت آمال أوراق كثيرة متناثرة حولها وقد انكبت على قراءتها باهتمام، استبعدت أن تكون الأوراق متعلقة بالعمل فأميرة لم تجلب معها أية أوراق.


تنهدت بتعب وهي تتحرك ناحية المطبخ، لكن ظلّ عقلها يعمل ويحلل مارأته من وضع أميرة ليلة البارحة.


..............


ساد الصمت للحظات كانت أميرة تحاول استجماع قوتها ثم تابعت حديثها بشقاء: براء في المشفى بسببي،..... كما أن حياته قديماً تدمرت بسببي أيضاً .


لم تجد ماتقوله لها في هذه اللحظات، شعرت بأنها لاتعرفها وكأنها غريبةٌ عنها.


لم تأبه أميرة بملامح الصدمة التي اعتلت وجه عليا وقسماته، فأخذت نفساً عميقا زفرته بتمهل، بللت شفتيها وازدردت ريقها، ثم تقدمت نحوها بخطى ثابتة وهي تدسّ يدها في حقيبتها، أخرجت منها ورقة ما ومظروفاً ورقياً ثقيلاً وضعتهما بجانبها، ثم اعتدلت في وقفتها هامسةً بصوت لاأثر للحياة فيه : لقد علمتُ من المحامي أنه سيتمّ نقلك إلى السجن في آخر النهار، ستتم مُحاكمتك بتهمة القتل العمد، وقد كلّفتُ المحامي بأن يتولى الدفاع عنك.


سكتت لثانية لتأخذ نفساً عميقا فالحديث قد أنهكها، ثم تحدثت بآخر جملها قبل المغادرة للأبد: لقد استرجع والدي منزل عائلتك القديم وسجله باسمك، وفي هذا المظروف مبلغٌ من المال يكفيكِ لفترةٍ طويلة ، هذا آخر مااستطيع منحكِ إياه قبل رحيلي.


ازدردت ريقها بآسىً على حالها ثم أضافت بنبرة ثابتة: أنا راحلةٌ ولن أعود إلى هنا ثانيةً.


ترافقت آخر جملها مع شهقة مُرتاعة فلتت من عليا ثم هتفت بهلع: أميرة، ابنتي!!!


لم تأبه أميرة بندائها ولا بعبراتها التي سالت كالشلال وهي تحرك رأسها بإنكار بحركة خفيفة كأنها لاتصدق بأن تتخلى عنها ابنتها بهذه السهولة،وهي من ذاق الأمرين لأجلها.


استدارت خارجةً من الغرفة بعد أن كادت تختنق استندت على حائط الرواق وهي تتنفس بعنف، حررت دموعها وهي تقنع نفسها بأنها فعلت الصواب معها، فوالدتها تتحمل بطريقةٍ أو بأخرى مسؤولية ماآلت إليه حياتها.


............................................................................


كان يمشي في كرم الزيتون القديم،بين أشجاره المعمرة وهو يناظر قريته التي كان يعيش فيها بإعجاب، فقد اكتست القرية وحتى المنازل باللون الأخضر.


سمع صوتها مُنادياً خلفه : براء،حبيبي.

التفت بعنف ليرى والدته تتقدم نحوه حاملةً بين يديها طبقاً من الخزف أخضر اللون، راسمةً على شفتيها ابتسامتها البشوشة، نظر إلى الطبق الذي تحمله في يدها فرأى فيه قطع من الحلويات التي يحبها.


تقدم نحوها مُهرولاً بسرعه،لكنها فجأة عقدت حاجبيها ونهرته بإشارةٍ من يدها ،تجمد مكانه وهو يتابعها بعينيه حتى وقفت أمامه لتخاطبه بغضب: منذ متى وأنت تهرب؟؟


استغرب مقالها فأضافت هي بحزم: ولدي أنا ليس جباناً.

رمشت عيناه وهو يطالع وجهها الذي اشتاقه بشدة ليهمس بضعف: أمي!!

لم تتبدل تعابيرها الغاضبة وهي تزجره: أنا لم أُربكَ على الضعف والهزيمة.

ظلّ للحظات يناظرها بدهشةٍ بائنة، فجأة ارتخت ملامحها لتعود الابتسامة تُزين وجهها ،رفعت الطبق أمام وجهه مُرددةً بحنان: هيا عزيزي، كُلْ من هذه الحلوى، إنها حلواك المفضلة، أتذكر؟؟


أماء لها موافقا بشرود، رفعت إحدى القطع بين يديها قم قربتها من فمه حتى وضعتها فيه، مضغ اللقمة بتمهل وهو شاردٌ فيها ،ماإن انتهى حتى امتدت يدها لتديره من كتفه برويّة ، استدار ليرى أميرة واقفةٌ على الجانب الآخر من الحقل، ترتدي ملابس سوداء وتحني رأسها في خزيّ،قُبِضَ قلبه لمرآها في هذه الحال، سمع والدته تهمس له وهي تدفعه من كتفه بهدوء: لاتتركها لتضيع منك مرة أخرى، إياكَ بُني.


ظلّ لثوانٍ يُحدق في وجهها الباكي، لينتبه لتوه إلى كلمات والدته ،لم يفهم مغزاها فالتفت إليها فلم يجدها، أعاد نظره إلى أميرة ليجدها موليةً إياه ظهرها وهي تركض هاربةً ،حاول اللحاق بها لكنه سقط في حفرةٍ لم يتبينها.


..............................................................


انتفض جسده بخفة ليفتح عينيه فجأة، طالع السقف فوق رأسه باستغراب أغمض عينيه ليفتحهما ثانيةً وهو يدير وجهه يتفحص الغرفة ،صوتُ جهازٍ رتيب يصدح قربه، مشبكٌ ما مُعلق على إصبع يده اليمنى، أسلاكٌ عديدة غطت صدره العاري وإبرةٌ مغروزةٌ بيده ، استغرقه الأمر لحظاتٍ عدة ليدرك أنه يرقد الآن على سرير المشفى.


ازدرد ريقه الجاف بصعوبة وهو يشعر بوهنٍ عظيمٍ في جسده ،عيناه زائغتان لدرجة لم يتبين والده الجالس إلى يمينه يتلو القرآن الكريم بصوتٍ خفيض، ابتسم بضعفٍ عندما تعرف إليه من كرسيّه المُدولب.


استشعر الطبيب محمد عادل حركةً خفيفة من ولده ،صدّق ليغلق المصحف ثم ناظر ابنه بابتسامة صغيرة وعينين دامعتين.


أسند الكتاب الكريم على طاولةٍ خشبيةٍ قريبة، ثم حرّك كرسيه حتى أصبح بمحاذاة ولده ،رفع كفه المُجعد ليضعه على وجنته هامساً بنبرة متحشرجة: علمتُ أن الله لن يمتحنّي فيك، ليس بعد كلّ ماكابدناه سوياً.


ابتسم باقتضاب مردداً بصوتٍ مُجهدٍ وماتزال البحةُ واضحةً فيه : والدي، اشتقت إليك.

اتسعت ابتسامة والده تدريجياً حتى تحولت إلى ضحكاتٍ خافتة ،وانهالت عبراته فرحاً بعودة وحيده إليه، انحنى صوبه ليطبع قبلةً على جبينه هاتفاً: حمداً لله على سلامتك يا قلب أبيك.


......................................................


دلفت ملك لتوها إلى المستشفى وهي تزفر بثقل، قابلتها زينب في الرواق لتسألها بابتسامة صغيرة: مابكِ ملك؟؟ لمَ تنفخين هكذا ياابنتي؟؟


ابتسمت ملك لها باقتضاب لتردف: سيدة زينب، كيف حالك؟؟

وقفت زينب أمامها وهي تحمل دورقاً من الماء كانت قد ذهبت لجلبه من أجل دواء زوجها مجيبةً: أنا بخير ياابنتي، وأنت؟؟

-هزت رأسها وهي تتمتم: انا بخير.

ثم قطبت جبينها سائلةً إياها: هل حضرت أميرة إلى هنا اليوم؟؟


عقدت زينب حاجبيها باستغراب لتردد: لا، مذ رحلت بالأمس لم تعد إلى هنا، ولكن لمَ تسألين؟؟؟

نفخت ملك بضجر وهي تمرر يدها بين خصلاتها،قائلةً بضيقٍ حقيقي: لم أجدها لافي منزلها ولا في الشركة، هاتفها مغلقٌ وآمال أخبرتني أنها خرجت باكرا ولم تكلمها حتى، ظننتُ أنها ربما جاءت لترى براء.


تفكرت زينب قليلاً وقد بدأ القلق ينتابها، ،ثم همست لملك: تعالي لنراها في غرفة براء، لربما جاءت ولم أرها.


هزت رأسها في استحسانٍ للفكرة ،ثم تبعت زينب إلى غرفة براء حيث فوجئتا بإفاقته من الغيبوبة.


...........................................................................


تفركُ يديها ببعضهما وهي تطالع سمير الذي عكف على قراءة الأوراق التي جلبتها له مع القرص، وضع آخر ورقةٍ من يده، رفع رأسه نحوها ثم وضع يديه على الطاولة شابكاً إياهما ببعض، وتحدث بجدية: آنسة أميرة هذه الأوراق خطرةٌ للغاية، أخبريني من أين أحضرتها؟؟؟


ازدردت ريقها بتوتر وهي تجيب بصوت خفيض: لقد وجدتها في غرفة والدي.

رفع حاجبيه بدهشة ثم تمتم كمن لم يصدقها: لكننا بحثنا في غرفة والدك اكثر من مرة ولم نجدها.


عقدت حاجبيها بضيق عندما وصلها شكه فهمست: لقد كانت مُخبأةً في مخبأٍ سري حضرة الضابط، في صندوقٍ سري في سقف غرفة والدي أعلى السرير. هزّ رأسه بتفهم ،قبل أن تضيف: هلّا أخبرتني بما يوجد في هذه الأوراق، لإنني قرأتها ولم أفهم منها شيئا؟؟


ابتسم سمير بخفة مجيباً: إنها تتحدث عن مافيا كبيرة جداً،ومجموعة يوسف أو المشهورة باسم مجموعة الكوبرا هي منبثقة عنها، وهي تتولى إدارة أعمال المافيا في الدول العربية.


هزت رأسها بتفهم ثم تحدثت:وهل هذه الأوراق نافعةٌ القبض عليهم،أليس كذلك؟؟؟.


- طبعا.

ازدردت ريقها بوجل وهي تتمتم مجدداً: إذا ،متى ستقوم بتقديم هذه الأوراق سيادة الضابط؟؟؟

رمقها بنظرة متفحصه وهو يخبرها، : لن أقوم بتقديم أي شئ، بل يجب عليك أنت أن تقدميها إلى براء عندما يستفيق.


اشاحت بوجهها عنه وهي تغمض عينيها بقوة تحاول أن تمسك دموعها لئلا تنهار أمامه فيكتشف مخططها، فيما هو يتفحصها قاطعه رنين هاتفه، اجاب على ملك لتخبره بأن براء قد استفاق.


سيلٌ من المشاعر غزا روحها و هزت كيانها عندما أنتفض سمير من مكانه واقفا يصرخ بسعادة لأن صديقه قد فتح عينيه أخيراً ،صاح بملك يخبرها بأن أميرة هنا وسيحضرها معه .


ابتسمت بسعادة وقد تسابقت دموعها في إعلان فرحةٍ باكية، كم اشتاقت للنظر في عينيه لكنها لم تعد تمتلك هذا الحق، كيف لها أن تقابله بعد أن كانت السبب في معاناته؟؟؟


نعم ربما لم يخبرها أحدهم بكمِّ العذاب الذي عاناه في السنوات التاليه لتلك الحادثة، لكنها بالتأكيد لن تكون أمراً هيّناً، صبي صغير عمره تسع سنوات يشهد هتك عرض والدته وضرب والده حتى أصابه العجز، من المؤكد أنه عانى وتحمل مالم تحتمله الجبال.


اقتنعت يوم أمس بعد رسالة والدها أن لاحق لها بالتمتع بحب براء وطيبة عائلته، لذا سترحل بعيداً ،ستتخلى عن كل شئ حتى قلبها ستتركه بجانبه هنا وترحل، تحمل معي يا قلب قليلاً، لم يتبقى على إقلاع الطائرة سوى وقتٍ قصير ، لاتعلم حقاً إلى أي بلدٍ ستسافر، المهم أن ترحل، علّ رحيلها يهديه بعض السلام، فهي من سينتقم له منها.


استفاقت من شرودها على حركةِ سمير أمام وجهها يسألها إن كانت ستحضر معه لترى براء، أعتقد أنها ستطير من الفرح ماإن تسمع بهكذا نبأ، لكنها استقامت بكل برود وهي تردد بابتسامة لم تصل لعينيها: لا بأس، سأذهب وحدي .


خرجت من فورها وهي تقاوم دموعها، يجب أن ننهي هذا الوجع ،،،الآن.

قادت سيارتها بسرعة كبيرة متجهةً إلى قصرها،صعدت الى غرفتها راكضة غير آبهةٍ بنداءات آمال خلفها،التي أصابها الذهول عندما صعدت خلفها لتجدها واضعةً حقيبة صغيرة على سريرها وهي تضع ملابسها بإهمالٍ ودون ترتيب.


صاحت آمال باستغراب: آنسه أميرة، مالذي حدث؟؟

رفعت عينيها الدامعه لتقابل وجه آمال السائل، ازدردت ريقها بتوتر وهي تحدثها بصوت متعب: أنا مسافرةٌ آمال، أغلقي القصر بعد رحيلي وابعثي بالمفاتيح إلى المحامي في الشركة.


ألقت كلماتها تلك بعجالة جعلت آمال تقف مصدومة، لم تستفق من صدمتها الا بإغلاق أميرة لحقيبتها، ثم توجهت إلى الطاولة المجاورة السرير لتخرج جواز السفر وبطاقتها وبعض المال، دستهن في حقيبتها ثم توجهت لتخرج،توقفت بجانب آمال طالعتها بغموض للحظة ثم انقضت تعانقها وبكت بكل ماأوتيت من قوة.


.........................................................................


رغم شعوره بالريبة والانزعاج من تصرفها البارد، إلا أن هذا لم يمنع ذهابه لرؤية صديقه بكل حماس، دخل المشفى بخطوات راكضة حتى وصل إلى غرفته،فتح الباب دون أن يطرقه ليظهر من خلفه وجه صديقه وهو يبتسم بتحفظٍ شديد،وقد جلس نصف جلسة.


وقف للحظات يطالعه باشتياق، ثم مالبث أن هجم عليه يعانقه ،انطلقت ضحكات خافتة من براء بسبب تعب جسده هامساً: سمير أيها الوغد، لقد قتلتني.


ابتعد عنه وهو يغالب دموعه ليهمس وهو يربت ع لى كتفه بخفة : حمداً لله على سلامتك أيها البطل، لقد اشتقنا إليك.


أهداه ابتسامة فاترة وهو يطالعه بتساؤل ،فقد علم من ملك أن أميرة برفقته وستأتي معه ، فيما بان التوتر على وجه سمير .


سأله براء بجدية: أين أميرة ؟؟

سكت سمير وهو لايعرف بما يجيبه،ساد الصمت للحظات كان براء ينقل نظره بينهم يبحث عنها بين الوجوه ،شعر بنغزة تضرب قلبه وقد استشعر حدثاً لايبشر بخير.


همّ بتكرار سؤاله عندما صدح صوت هاتف ملك،عقدت حاجبيها بريبة ثم رفعته لتجيب على اتصال آمال : آنسة ملك أرجوكي ساعديني؟؟


صاحت بها الأخيرة بلهفة وهي تظن أن مكروها حدث لاميرة: خيراً آمال،مالذي جرى تكلمي؟؟


اشتدت حواسه كلها مع حديث ملك وقلبه غير مرتاح لاتصال آمال، ساد السكون للحظات قبل أن تنطق ملك بصدمة: أميره ستسافر!!!!!


توقف الزمن عنده في هذه اللحظة، هل سيفقدها مجدداً؟؟؟

لا مستحيل، فهو لن يتحمل، لذا نفض الغطاء عنه ثم ....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة