-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس والعشرون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس والعشرون

 أصابه التيه في لحظةٍ صُعق حينها بالحقيقة، وتوقف عن التفكير ليندفع، وللوقت الراهن أبى التصديق؛ رغم أنه تمنى ذلك بداخله، والعجيب عدم ندمه، بل تعسّف أكثر ليعيد ما له، وألقى اللوم عليها في استلاب حقه، ورأى أنها المخادعة، ليس هو..

استقر زين في غرفته منبث الفكر، يجلس على مقعده منكبًا، يلومها تارة، ويسترجع ذكرياته في حضرة الصغير تارة أخرى، وكان النصيب الأكبر كان له، حيث مر طيف الصغير أمامه وهو يلعب، وهو يتحرك من حوله؛ حتى حين جرح يده بالكوب المكسور، وهنا تأكد لما اضطرب حينها، لما دفعته عاطفته نحوه ليحمله ويركض به لتطبيبه؛ رغم تكبره في الإفصاح عن الحنو الكامن بداخله.

حين رفع رأسه انتبه لوقوف والدته أمامه تحدق به، واستنتج من هيئتها أنها هنا من فترة، ولم يشعر بها.

خاطبته مريم بهدوء عجيب حين انتبه إليها:

-حصلك أيه، ليه قاعد زعلان كده، المفروض تفرح، عندك ولد، والتاني في الطريق.

لمعت عيناه بحزن وهو يستمع مرة أخرى لذلك، وبنزق سألها:

-بجد يا ماما، متأكدة؟!

استنكرت أنه غير مصدقٍ رغم حديثهم قبل قليل، قالت:

-فيه أيه يا زين؟، مش اتفقنا خلاص، وقولت هتاخد الولد وترجعه لحضنك وتمنعها من السفر.

حرك رأسه في ضياع وقال:

-ماما أنا مش فاهم حاجة، مش مصدق، ومصدوم، هي خدعتني

سحبت المقعد لتجلس عليه في مقابلته، قالت:

-إنت مظلوم، ولو بتلومك على شكك فيها، فهيا السبب، هي كذبت عليك، فهمتك إن الولد مش ابنك، هي كمان غلطانة

نظر لعينين والدته بألم وقال:

-بسبب إنها خبت الحقيقة أنا في المقابل كنت بنتقم منها، كنت بفكر اقتلها واقتل نفسي!

مسحت على وجنته في قلق وقالت:

-إنت عاقل، الحمد لله إنك معملتش كده

ثم تابعت بجدية وهي تحثه على الثبات:

-لازم تشوف هتعمل أيه، الولد دا حقك زيها، هي حرمتك منه سنتين، وكانت عاوزة تكمل كدبها، وتسافر وتبعده عنك

تشدد ليقول في عزيمة:

-ماما أنا عاوز يونس، لازم يتكتب باسمي

-هينكتب يا حبيبي متقلقش

قالتها في حماس وهي تبتسم، فارتاح زين قليلاً، وفجأة تتوق لرؤية الصغير، ومن ثم معاملته كابنه، وتعويضه عما افتقده في غيابه؛ أو في وجوده وتحجر قلبه تجاهه، ولذلك قال في لهف:

-ماما ساعديني، عاوز يونس يجي عندي وأشوفه.........!!

____________________________________


أمرت الخدم بنقل حقائبها للسيارة، ثم هبطت الدرج في عجالة وهي ممسكة بيد ابنها، وكانت مضطربة، وعند سيرها في اتجاه باب الفيلا، استوقفها زوج والدتها السيد كارم مناديًا:

-لمى استنى!

توقفت لمى قلقة، ثم التفتت له كأنها تتساءل لما يريدها؟، فتقدم السيد منها ومن خلفه والدتها، خاطبها بجدية:

-إنتِ رايحة فين؟!

كونه تفهم سبب خروجها بهذا الشكل، تابع في استنكار:

-لو مفكرة إنك هتهربي فمش هتعرفي، زين وأهله عرفوا الحقيقة، وكل المطلوب دلوقتي إن يونس يتكتب باسم أبوه

ارتعبت بشدة وهي تهتف رافضة ذلك:

-مش من حقه، هو بهدلني، وكان عاوز يقتل ابني، أنا مش هسمحله يشاركني فيه

تحدث السيد بعقلانية غير مقتنع بما تقوله:

-لمى إنتِ كدبتي، فمعاملته ليكِ كانت في المقابل، لو كنت صارحتيه كان الموضوع اختلف

اغتاظت بشدة من إلقاء اللوم عليها، ثم نظرت لوالدتها تستنجد بها، فخاطبتها الأخيرة في قلة حيلة:

-باين كدبنا كان غلط يا لمى، كلهم بيقولوا زين مظلوم، وكان مستعد تعيشي معاه كويسين وحتى يطلق مراته علشانك

-دا كان بيخدعني، بيلعب بيا

هدرت لمى بانفعال وصريخ هائج، فدنت منها والدتها؛ لتربت عليها، قالت:

-حاسة بيكِ، مش هيتحاسب على دلوقتي، بس ممكن تحاسبيه على زمان، وشكه في أخلاقك

احتجت بشدة على الرضوخ هكذا وهتفت:

-لأ، لازم يدفع تمن إهانته ليا، وتسويئ سمعتي

رد السيد عليها في تفهم:

-محدش هيجبرك ترجعيله، إنتِ حرة، بس الولد من حقه زيك

أرادت البكاء؛ حسرةً على ما آلت إليه الأمور، ثم وقفت يائسة، قالت:

-محدش فيكم هيساعدني يعني؟!

هز رأسه في عدم قبول وقال:

-للأسف، كله محملك الذنب، وكان رد فعله كان على إنك ادعيتي جوازك وإنتِ على ذمته، والغلط الأكبر عليكِ إنتِ

اخفضت لمى نظراتها لابنها تتأمله، وخشيت سوء معاملته من قبل والده في أوقات تركه معه، ثم قرّبته بشدة منها وهي تعارض كل ما يحدث، فحزنت والدتها من أجلها، ثم أخذت تواسيها، فتنهدت لمى بأسى لتستفهم:

-أيه المطلوب دلوقتي؟!.............

__________________________________


وهي تجمع متعلقاتها بمكتبها، اغتمت نيفين كثيرًا، وأخذت تتابعها بنفس غير راضية، وحين أفرغت الأخيرة واعتزمت الرحيل، وقفت تعترض طريقها وتقول في حزن:

-خلاص يا مايا ماشية!

ردت في تجهم:

-عاوزة أبقى هنا بعد اللي حصل، وعمومًا الحمد لله إن الموضوع مكملش.

دافعت نيفين باستماتة عما حدث موضحة:

-أنا مش عارفة الموضوع فيه أيه، بس اللي فهمته إن سيف ولين فيه بينهم حاجة غامضة، يمكن حب متبادل أو..، مش عارفة أقول أيه، بس مش بأيدي!

أشارت مايا بكفها لا تريد المزيد من الكلام عن ذلك، قالت:

-قولت حصل خير، وكويس إن حصل كده؛ لأن مكنتش هقبل اتجوز واحد متعلق بحد تاني.

أعجبت نيفين بوعيها وتفهمها، قالت:

-هنفضل أصحاب زي ما أحنا، اتفقنا؟

تبسمت مايا وقالت مؤكدة:

-أكيد، وكمان أنا هشتغل مع لمى، يعني ممكن يكون فيه شغل بينا قدام لو ربنا سهل

قالت نيفين في تمنٍ:

-يا رب، لأن كمان زعلانة من انفصال لمى عننا، كنا حلوين قبل لين ما تدخل بينا.

ودعتها مايا بصدرٍ رحب ثم تحركت لتغادر المكان، فرافقتها نيفين حتى الباب، وحين رحلت وقفت لبعض الوقت شاردة فيما حدث؛ حتى انتبهت لأخيها يحدثها من خلفها:

-هتفضلي واقفة عند الباب كتير!

استدارت له وهي تزفر بقوة، ردت وهي تتقدم منه:

-بنت كويسة، زعلانة قوي من اللي حصل، كان نفسي تكمل معانا

رد عليها في صراحة:

-أنا هتجوز لين، يعني مالوش لزوم نعلقها معانا

قالت في تهكم:

-ومالك متأكد كده ليه، على أساس بيفكروا ومقالوش قرارهم؟

قال في ثقة وحذر شديدين:

-لين بتحبني، وعلشان كده متأكد

رغبت نيفين في صلاح حال أخيها، لذا قالت في مناشدة:

-ربنا يسعدكم ببعض، الأهم عندي تكون سعيد معاها وخلاص

عانقها سيف في تودد، قال:

-ربنا ما يحرمني منك، كان نفسي تتجوزي الأول.

ردت برضى كبير:

-مش مستعجلة، بكرة ربنا يبعتلي ابن الحلال.........!!

_____________________________________


وهو معه بغرفة المكتب، شرعا في لعب الطاولةِ معًا، ومنها يتحدثا أيضًا، وأثناء لعبهم استفهم آيان:

-قولت أيه في موضوع سيف ولين؟

قبل رد زين عليه أردف موضحًا في جدية:

-سيف مالوش علاقة بـ لمى خالص، هما علشان أصحاب اشترك معها في كذبها عليك

اغتم زين من ذلك ثم رد في عدم اكتراث:

-أنا ماليش دعوة، اللي بابا يقول عليه

ألقى آيان حجر النرد، قال معلقًا:

-بس هما عاوزين رأيك، فأنا بقول توافق علشان لين، هي متعلقة بيه وشيفاه مناسب ليها، وهو كمان!

رد في اذعان:

-قولهم موافق، بس مالوش دعوة لو طلع مش كويس بعدين

-كده عين العقل، وإن شاء الله مش هيحصل مشاكل

اختلس زين نظرة غامضة نحوه ثم سأله بفضول:

-هتفضل هنا كتير، مراتك هتسيبها كده؟

قال بلا مبالاة:

-خليها تتربى، لحد إمتى هستحمل قلة أدبها ومخها الصغير

قال زين في استنكار:

-مش اتصالحوا، حصل أيه تاني؟

لم يشرح آيان ما حدث، بل قال في تأزق:

-خلاص قررت أهجرها زي ما بيقولوا، أنا مش هضعف تاني

لم يقتنع زين البتة وقال:

-معقول، دا حتى إنت بتحبها.

ترك آيان اللعب ثم نظر له في ثقة وقال:

-لازم تيجي لحد عندي وتعتذرلي، ومش بس كده، هرفض اعتذارها وأخليها تتعذب كمان.

زاد آيان في كلامه الذي رفض زين تصديقه، لذا سأله مدهوشًا:

-يعني لو جتلك كمان هتتقل عليها!

قال راسمًا ثقة أشد:

-أيوة، لازم أربيها من أول وجديد.

تعجب زين من وضعه الجديد عليه؛ لكنه لم يعلق، ولم يصدقه بالطبع، فدخل حنفي البواب عليهما يقول:

-مرات سعادتك يا آيان بيه والولاد وصلوا بالسلامة.

نهض آيان على الفور ملهوفًا، قال وهو يتحرك للخارج وسط ذهول زين:

-همـا فين؟!......

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

خرج آيان من الغرفة متهللاً حال رؤيته لابنائه يلجوا من الباب، ثم تحرك شبه ركض ليستقبلهم في لهف واشتياق كبيرين، هتف وهو يحمل كل من الولدين على كتف:

-أيه المفاجأة الحلوة دي

ثم وزع قبلاته بينهما وهو يتابع:

-وحشتوني قوي.

كل ذلك في ظل معانقة الولدين له، فاقتربت زينة حاملة للصغيرة وهي خجلة وقلقة من زجره لها، قالت:

-ونور موحشتكش.

انتبه لها ثم رفع رأسه في شموخ وكأنه لا يبالي، ثم أنزل الولدين ليأخذ الصغيرة منها، قال:

-بنتي أكيد وحشتني

ثم قبّل وجنتها في لطف، فردت زينة بحزن مرسوم شابه الدلال:

-وأمها موحشتكش؟!

ثم قرّبت المسافة بينهما أكثر كأنها تغويه بتقبيلها، فنظر آيان لثغرها متوترًا، مشتاقًا، رد بجفاء مزيف:

-لأ!

لفت ذراعيه حوله ثم قبلت وجنته، وباتت هيئتها تطلب المغفرة منه، قالت:

-بس إنت وحشتني قوي

شددت من نطق الكلمة الأخيرة لتخبره عن مدى اشتياقها له، وبمجرد أن توسلته بعينيها وقُربها الشديد منه، أذاب الجليد بينهما، فتحول للعاشق مرة أخرى حين قبّلها في حب ظهرت معالمه عليه، وذلك ما جعل زينة تتراقص دقاتها، ابتعد عنها قائلاً في عتاب:

-عاجبك اللي بتعمليه فينا ده؟

لامت نفسها وقالت بندم:

-أسفة، دا باين هرمونات الحمل، أنا باحبك وواثقة فيك.

علق على كلامها بسخرية:

-هرمونات الحمل دي عندك حتى لو مش حامل

ضحكت بخفوت وقالت في ترجٍ:

-سامحني بقى ميبقاش قلب قاسي، أنا جيتلك لما حسيت بغلطي.

ضمها بذراعه إليه كبادرة منه لتقبل اعتذاره، وتناسى حديثه الواثق لـ زين، قال:

-علشان بحبك، بس الزعل بين الأحباب وحش، متكرريش الموضوع تاني علشان بضايق.

ردت بصدق وقد تابت عما تفعله:

-خلاص هاعقل، وهشغل بالي بيك وبولادي وبس

خرج زين من المكتب بفضل حنفي الذي يدفع مقعده؛ ليتابع هذا المشهد الحميمي بينهما والابتسامات المتبادلة وكذلك المزح، ثم سخر من حديثه قبل قليل، وحين لمحته زينة ابتسمت في رقة لتخاطبه:

-حمد الله على سلامتك يا زين!

توقف حنفي به أمامهم، ولم يعلق زين، بل ألقى نظرة متهكمة لـ آيان يذكره بحديثه، فشعر آيان بالحرج ثم ابتسم له ببلاهة، لعاد زين ينظر لـ زينة، سألها في ترقب:

-كنتِ عارفة إن يونس ابني؟!

ركز أيان نظراته على زينة؛ منتظرًا في شغف ردها؛ كونه استنكر أن تخفي الأمر عنه؛ لكن خذلته زينة حين قالت في حرج:

-أيوة كنت عارفة

صُدم آيان وبات عاتبًا، بعكس زين الذي استشف ذلك، وحين لاحظت زينة ضيق آيان زكت موقفها بـ:

-لمى شرطت عليا مقولش، واحترمت رغبتها.

قبيل نهر آيان لها، خاطبه زين في هدوء ظاهري:

-خلاص حصل خير يا آيان، الموضوع ميضايقش، لأن اللي عاشت معايا نفسها كذبت

حدثها آيان في استياء:

-مش حرام تعمل كده، لا وجايين يلوموا زين على اللي عملوا معاها، ليه مقالتش الحقيقة، هو بيحبها وكله كان هيبقى تمام، ليه تعمل كده، أكيد بتكرهه.

زفر زين بضيق وقد اختنق، هتف بضجر:

-خلاص يا آيان، اللي حصل حصل، المهم ابني يرجعلي ومتحرمش منه.

دافعت زينة بطلعة مغمومة:

-لمى كانت فكراك هتاخد الولد وتحرمها منه، كانت خايفة، هي كمان ملهاش ذنب، الظروف بينكم كانت مش في صالحكم.

وجد زين كثرة العتاب والندم لن تجدي نفعًا، فرد بتقبل:

-أنا خلاص مبقتش عاوز حاجة غير يونس، هي حُرة في حياتها تعمل اللي يعجبها.

تفاجأت زينة من رده لتسأله:

-إنت هتطلقهــا؟!.............

___________________________________


شاركته مثل هذه اللحظة وأصرت مرافقتها للسفر مع والدتها وزوجها؛ لتعلن أمام الجميع مدى الاستفادة التي نالتها بفضل اختراعها المنقذ لها. وكذلك أيهم الذي يساندها دائمًا، ها هو يقف بجانبها وتتفاخر به.

وفي حفل جهزه المؤتمر الأمريكي، دعا المسؤول رسيل لتلقي كلمتها نحو دوائها الجديد، والذي بفضل الله يخلص الجسد من أمراض كثيرة، وحين انتهت ابتسمت في امتنانٍ على حُسن استقبالهم لها ثم هبطت من على المنصة، فاندفع بعض الصحفيين نحوها ليستفهموا منها عن بعض الأسئلة الخاصة بالأمر..

وهي كذلك بينهم تجيب في جو من السرور، طالعها أيهم ببسمة معتزة بها وبإنجازاتها، ثم قف عبد الرحمن بجانبه يقول:

-مبروك يا أيهم بيه، الصراحة أنا كنت واثق في دكتورة رسيل، بس وقوفك جنبها كان ليه فضل كبير

ابتسم أيهم فقالت نور في فخر:

-أنا كمان كنت قلقانة، بس كنت متأكدة إن رسيل جواها حاجة، لأن وقت اللي بكون معاها بتشتغل بضمير وبذكاء

بينما أضافت ماريان بامتنان:

-مش عارفة أشكرها إزاي على وقفتها جنبي، كمان على خوفها عليا، زي ما أكون مسؤولة منها.

استمع أيهم إليهم وهو محدق بـ رسيل التي تتحدث بعفوية منتصف الصحفيين، وعاد يتذكر مشاكستها معه وعقلها الصغير في فهمه، وما كانت تفعله من سذاجة، الآن بات يمدح وعيها ورزانتها؛ ثم ابتسم بشرود شديد أثناء تذكره سنوات مروا بها، ولم ينتبه أنها قد أنهت حوارها الصحفي وجاءت عنده.

باركت نور والجميع لها، بين وقف أيهم كما هو محملق أمامه زائغًا، فدنت منه رسيل متعجبة، ثم فجأة انزعجت من عدم اهتمامه حين جاءت إليه وغمغمت في نفسها:

-يا ترى مين اللي واخد عقله كده ومطنشني.

ثم صرت أسنانها بقوة مغتاظة حين وجهت نظرها إلى ما تقع عيناه عليه، ووجدت فتاة حسناء تبتسم له، وهنا لكزته في كتفه بقوة وصاحت:

-عجباك؟

انتبه أيهم لها مضطربًا، ليخرج من حالة شروده، هتف بجهل:

-فيه أيه؟

أشارت برأسها للفتاة وهي تحدجه باحتدام، هدرت به:

-شاغل بالك بيها وناسي مراتك

وجه أيهم بصره للفتاة التي تنظر إليه ثم تلعثم متفاجئًا، عاد ينظر لـ رسيل في ارتباك وهو ينفي:

-أنا كنت سرحان فيكِ، ومبصتلهاش خالص

-لا يا شيخ!

قالتها باستهزاء فخاطبها بتعقل:

-رسيل عيب، إحنا في مكان الناس حوالينا وهياخدوا بالهم

ثم لف ذراعه حول كتفيها فزمجرت قائلة:

-ما هو لو يهمك الناس مكنتش بصيتلها، فيها أيه أحلى مني، أنا كمان عيني زرقا وشعري أصفر!

لم يتركها أيهم حين حاولت الابتعاد عنه وابتسم من غِيرتها، بل شدد من ضمها في حبٍ وقال:

-يا غبية واللهِ كنت مشغول بيكِ، إنتِ اللي في القلب وبس، معقول يا رسيل بتشكِ فيا

لولا ادراكها بمدى تفانيه في اسعادها لكانت ثارت كثيرًا؛ لكن أجبرت نفسها على تصديقه، فنظر لها أيهم باستنكار شكها به، قالت:

-خلاص مصدقاك

ثم انتبهت لتصفيقات من حولهما، فنظرت مرتبكة لهم، فوجدت نور وماريان وزوجها وعبد الرحمن، كذلك آلاء، يصفقوا لهما، فشعر أيهم بالحرج من انتباههم لما حدث، صاحت نور:

-برافو عليكِ يا رسيل، جوزك لازم تثقي فيه، كفاية اللي بيعملوا علشانك.

نظر لها أيهم في عتابٍ وقال:

-كده يا رسيل!

أحست رسيل باندفاعها؛ لكن هي حقًا شعرت بالغِيرة، فشرود زوجها مزامنةً مع نظرات الفتاة أصابتها بالهياج، فقالت له في أسف:

-إنت عارف إنت غالي عندي قد أيه!

قبّل رأسها في ود، وأيقن من ذلك أن الأنثى ستظل كما هي، مهما أصبحت؛ أو حتى كبُرت بالعُمر؛ ورغم أنه يود ثقتها به، يحب الغِيرة الصادرة منها، فهذا أيضًا في كثير من الأحيان، عشق يتحكم به التملك، ولربما التعسف.

لحب رسيل الكبير له حين لاحظت هدوئه أثناء مغادرتهم مقر الحفل، طلبت منه العفو قائلة:

-اوعى تكون لسه زعلان مني، أسفة؟!

احتج على كلامها بشدة أن يكون هكذا، قال:

-لا طبعًا مستحيل أزعل منك

ثم جذبها نحوه من خصرها فابتسمت، فقال متسليًا بمرح:

-أنا محضرلك سهرة في جناحنا هتبسطك قوي...........!!

___________________________________


طلبت مقابلته في إحدى المقاهي، حين أبدى والداها الموافقة على الزواج، ثم صدمته بما اتخذته من قرار بعد زواجهما، فعارض بشدة قرارها ليهتف بعدم قبول:

-لا يا لين مش هنطلق، أنا هتجوزك وخلاص.

ردت برفض قاطع:

-مش ممكن أعيش مع واحد زيك، إنت عيشتني في عذاب، خلتني مبقدرش أنام، ولولا آيان كان زمانك هربت

صحح لها ما حدث باستياء:

-أنا اتصلت بيكِ كتير، وتليفونك كان مقفول

علقت في سخرية وسخط:

-مفكرني ساذجة علشان أصدق، المفروض مين فيا اللي يجري ورا التاني.

لم يعارضها فهي محقة، وما تقوله حقيقي ومعترف به، فقال:

-ما أنا حتى استغربت، ومعرفتش اعمل أيه، تليفونك كان مقفول

ردت في ملل من دفاعه غير المقنع:

-دا قراري ومش هغيره، بعد ما نتجوز هنطلق

ثم نهضت لتغادر، فمنعها حين أمسك بيدها، هتف باحتجاح:

-لين اقعدي نتكلم، اللي بتقوليه ده مش هيحصل، أنا بحبك

ثم نهض وهو ما زال ممسك بيدها ويترجاها؛ لكن انزعاجها الفترة الدابرة حيال تجاهله لها، جعلها لا تتقبل منه أي شيء، ثم نفضت يده في غيظ لترحل من المكان، فوقف سيف يتابعها في اغتمام، واضحى متحيرًا، ولم يتفهم للآن سبب ضغينتها الموجهة إليه، فهي من استغنت، ثم ارتمى مكانه مرة أخرى مقطبًا، وأخذ يفكر في هذه النكبة التي حلت عليـه........!!

___________________________________


توقفت سيارة السيد كارم خلف سيارة زين الذي حضر معهم لفيلا زين ابن أخته، وحين علمت مريم بحضورهم، توجهت لتستقبلهم، بالأحرى لتستقبل الصغير، ثم وقعت عيناها على سيارة السيد من الخلف فوجدته؛ لكن ولمى معه تحمله على حجرها وهي تحبس دموعها، وتفهمت سبب الحزن الطارئ عليها، ثم وقفت بجانب أخيها زين في صمت ورزانة شديدة..

بينما توجه السيد كارم ليخاطب لمى عبر النافذة، قال:

-هاتيه يا لمى!

أمسكت يونس بقوة كأنها ترفض، فقال بوعد:

-الليلة هيكون عندك، هو بس هيشوفه، دا حقه

ثم فتح الباب لتعطيه الولد متابعًا:

-إحنا اتكلمنا واتفقنا، هاتيه يلا

هم السيد بسحبه من بين يديها التي تتشبث بثياب الصغير، وبدون تحكم منها أجهشت بالبكاء، فأخذه السيد بهدوء وقد تفهم سبب حالتها، ثم سار به ناحية مريم ليعطيها إياه، وسط نظرات لمى الحانقة والغاضبة..

حملت مريم الولد على ذراعها وقد أحبت وجوده في حياتها، ثم شرعت في تقبيله في تلهف واضح، فقال زين بجدية:

-الولد كل فترة هيجي يا مريم، والليلة هيرجع لمامته.

امتعضت من ذلك واكتربت، ثم اومأت مستسلمة لكلام أخيها، وباحتراس تحركت لداخل الفيلا وهي تحمل الولد، فانتفض قلب لمى بشدة، فالمطلوب منها الآن الرحيل وتركه، ثم بارتعاشة جسد ظلت تتابع اختفاء الولد للداخل وهي تنتحب، فدنا زين منها ليتحدث معها في تعقل، قال:

-لمى إنتِ غلطانة، مش إحنا اللي ناخد طفل من أمه، كان المفروض متخبيش، شوفتي وصلتي لأيه.

لم ترد لمى لتبكي فقط، فهتف السيد كارم بحسم:

-يا ريت تخليه يطلقها.

تفاجأت لمى بقرار زوج والدتها الذي أتخذه دون مشورتها قبله، فقال زين مؤكدًا ليفاجئها أكثر:

-الوقت اللي تكون فاضي فيه هيتم الطلاق قدامك.............!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة