-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع والعشرون (الأخير)

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون (الأخير) من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع والعشرون (الأخير)

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل السابع والعشرون (الأخير)

 إلى حدٍ ما بات قلبها مطمئن، سواء من ناحية ابنها؛ أو ابنتها؛ خاصةً أن وجود أطفال يحملون اسم ابنها، أفعم حياتها ببهجة لا مثيل لها، جعلتها تكن المحبة لزوجته، التي لطالما ظنتها سبب تعاسته في يـومٍ.

وبدون سابق موعد، توجهت مريم لبيت ابنتها تطمئن عليها، ثم فتحت لها الخادمة الباب لتلج، وأثناء تعمقها للداخل، استمعت لمشادة كلامية بين ابنتها وزوجها، ومن هول ما سمعته منهما، وقفت موضعها متيبسة، مصدومة؛ غير مصدقةٍ لما يقولانه...


بداخل الغرفة، وقفت لين في مواجهة سيف، تلقي عليه اللوم فيما اقترفه معها في زواجهما السري، وأنه سبب ذلك؛ كي ينتقم من أخيها؛ لكن نفى سيف كل ذلك وبرهن على حبه لها، وهو بزواجه منها؛ حتى بعد ما حدث، وأوفى بعهده معها.

ورغم ذلك، ظلت لين متعجرفة، حتى في ردودها عليه، ففتاة في موضعها، لكانت قد حمدت الله؛ لكنها لم تفعل، بل زادت من تكبرها عليه، ومعاملتها غير المقبولة تجاهه..

قالت له في زهو وهي تهم بتركه في الغرفة بمفرده:

-كام يوم بس هستحمل أعيشهم معاك، بعد كده هطلقني.

ثم تحركت للخارج ،تاركة إياه مغتم من خلفها، وحين دلفت للصالون، وجدت والدتها تجلس في صمت، فأصابتها قشعريرة مفاجئة، فقد ظنت أن والدتها استمعت لكل ما حدث، لذلك تملك منها الارتباك.

زيفت لين بسمة في باطنها موترة وهي تتقدم منها، قالت:

-ماما إنتِ هنا!

التفتت لها مريم، وادعت انتباهها لحضورها، ثم نهضت مبتسمة باتساع، هتفت:

-وحشتيني يا حبيبتي فقولت آجي أشوفك

همت مريم باحتضانها، وهي تكبح الضيق بداخلها، فارتاحت لين كثيرًا، فهذا يعني عدم استماعها لشيء، ابتعدت عنها مريم متسائلة:

-فين سيف؟

-أنا هنا!

رد سيف عليها من الخلف في توتر، ابتسمت له مريم وقالت:

-تعالى يا سيف اقعد عاوزاك في موضوع مهم.

تبادل مريم الحديث الودي مع سيف، ازعج لين بشدة؛ خاصةً بعدما تجاهلتها أمها، سوى فقط خاطبتها في أمر:

-روحي اعمليلي قهوة وشوفي جوزك يشرب أيه!

طريقة مريم كانت غليظة إلى حدٍ ما معها، وذلك ما استنكرته لين وقالت:

-حاضر هنادي الـ...

-مشيتها!

صُدمت لين من قرار والدتها ذاك وكذلك تضايقت، هتفت:

-ليه يا ماما؟!

أدارت رأسها لـ سيف المتفاجئ كذلك، قالت:

-جوزك شاب لسه في بداية حياتها، يعني المفروض تقفي جنبه، مش تجبيله خدامة يصرف عليها فلوسه

ثم عادت تنظر لها في حدة، أردفت:

-يلا بطلي دلع وروحي اعملي اللي طلبته منك.

اهتزت شفتي لين وتلعثمت حتى في معارضة والدتها، وكانت نظرات مريم الحادة كفيلة لأن تجبرها على الطاعة، نظرت لـ سيف في تبرم مكبوت وقالت:

-تشرب أيه؟

رد في هدوء:

-قهوة!

تحركت لين في غيظ لتعد ما طلبته والدتها، وحين دخلت المطبخ، التفتت مريم لـ سيف ثانيةً، قالت في جد:

-أنا سمعت كل حاجة.

اضطرب سيف فأسرعت لتتابع:

-الكلام دا بينا، حتى لين مش لازم تعرف إني عرفت

أومأ ممتثلاً لها، فاستأنفت في إصرار:

-أنا معاك يا سيف، هقف جنبك، كفاية احترامك وإنك مطلعتش غدار، صدقني بنتي مش حاسة بقيمتك، ومش هسمح بالانفصال بينكم خالص، اطمن.

ظهرت بسمة شاردة على محياه وقال:

-ربنا ما يحرمنا منك، على فكرة إنتِ أجدع حماة شوفتها

ابتسمت لتعقب في ود:

-هتقولي يا ماما، علشان نغيظها أكتر.

كتم سيف ضحكته، وبالعكس هي قهقهت عاليًا، وذلك ما أترع الحنق في ملامح لين التي أحضرت المطلوب منها ودلفت به نحوهما، نظرت لها مريم في برود استفزها وقالت:

-خلاص مليش نفس، شوفي هتغدينا أيه

شهقت لين في دهشة، بينما في صعوبة كبيرة تماسك سيف ألا يضحك، فعادت مريم تأمرها في صرامة زادتها استشاطة:

-يلا اتحركِ أنا جعانة.......!!

____________________________________


وقفت في الشرفة تتابع في قلق حضوره في أي لحظة، فقد مر وقت كبير ويونس معه بالخارج، ولم تعرف وجهتهما بعد. انتبهت لمى لسيارة تلج من بوابة الحديقة، وسرعان ما أدركت عودته، ثم في شغف ولجت الغرفة لتستقبلهما في الأسفل.

أثناء هبوطها الدرج كان قد دخل زين وهو حامل للولد، فأسرعت بخطاها نحوهما، ثم في توق سحبت الولد منه هاتفة:

-اتأخرتوا كده ليه برة؟!

تعجب زين من خوفها الظاهر ذاك وعلق عليه:

-هو معايا، خايفة عليه كده ليه؟!

تحركت ناحية الأريكة بالجوار لتجلس والولد على فخذها، قالت في استياء:

-أصلك قافل تليفونك، وكلمتك كتير، فمن حقي أقلق، لتكون عملتله حاجة.

تفهم زين سبب حالتها، فهي لم تثق به بعد، فسار نحوها في اتزان وقال:

-على فكرة الولد كنتِ بتسيبيه معايا قبل ما نرجع لبعض، وكنت بخلي باله منه.

ثم أحد النظر إليها وقد انزعج مما تكنه نحوه وتابع:

-ودا ابني، فأكيد مش هأذيه

أشاحت بنظراتها لتتجنبه ولم تعقب، بل نظرت لابنها في حب، فتأملها زين مطولاً؛ مستنكرًا أنها تعيش معه وما زالت غير متقبلة إياه، ثم جلس في مقابلتها صامتًا، لم يجد ما يقوله لها.

وفي ردة فعل مفاجئة، نزل يونس من على حجر والدته، ثم تحرك ناحية زين وسط دهشة لمى، ثم رفع ذراعيه كي يحمله زين، الذي على الفور أخذه في أحضانه، خاطبته يونس:

-شوكولا!

انتبه زين لما يحمله بيده، ثم أخرج ما يريده ليعطيه إياه، فابتسم الصغير وهو يتناولها، كل ذلك ألجم لسان لمى، وفقط وجهت النظرات نحوهما، وحين سأل زين ابنه انزعجت:

-بتحبني؟!

أومأ الصغير عدة مرات؛ تعبيرًا عن حبه له، فنهضت لمى بطلعة حاقدة لتتركهما؛ رغم أنها تريد ذلك، وأثناء سيرها أمسك زين برسغها لتتوقف، ثم نهض وهو يحدق في عينيها مباشرةً، أمر يونس:

-يونس اطلع فوق العب.

انصاع له الصغير ثم أخذ حقيبة المشتريات وصعد بها للأعلى، فوقفت لمى متوترة أمامه، قالت:

-فيه أيه؟

قرّب المسافة بينهما وذلك ما زاد من اضطرابها، قال:

-ليه بتعملي كده، أنا عارف إنك بتحبيني، وأنا كمان

نفت في تذبذب:

-كان زمان الكلام ده

قال في غرابة:

-أنا مش فاهم هتفضلي كده لحد امتى، دا كلها كام شهر وهتجبيلي بنت، هيكون عندنا ولد وبنت!

جعلته يترك يدها وقالت في مقت:

-إنت السبب، من البداية وكنت إنت سبب كل حاجة، شكك فيا من غير حتى ما يكون عندك دليل، واتهاماتك ليا، معندكش ذرة ثقة فيا، عاوزني اعاملك إزاي.

يدرك زين ذلك من البداية، ولام نفسه مرات؛ لكن أمور شتى جعلته غير مستوعب وضعهما الحالي، فقال:

-طيب ليه وافقتي تخلفي مني، ليه إنتِ معايا دلوقتي، ليه موافقة تكملي حملك ده لتاني مرة رغم كرهك ليا.

تعثرت لمى في الجواب؛ لكن ردت في حكمة:

-علشان حرام أنزله!

علق على ردها ساخرًا:

-ومش حرام تخبيه عني، ومش حرام كمان تخدعيني وتقولي إنك اتجوزتي ودا ابن جوزك، إنت كمان غلطانة، مش أنا لوحدي، ورد فعلي طبيعي يا لمى

لمعت عيناها بالعبرات حزينة كلما تتذكر ما مرت به حياتهما معًا، وبنبرة أو شكت على البكاء قالت:

-فاكرني كنت عايشة سعيدة، أنا كنت كل يوم بعيط، زعلانة على حياتي اللي باظت، مش سهل على فكرة كل اللي مريت بيه، لحد ما رجعتلك تاني.

فلتت دمعة منها فمسحها بإصبعه، قال في ندم:

-أنا آسف، اطلبي اللي عاوزاه وهاعمله، أنا دلوقتي كل حاجة بانت قدامي، وعرفت إني غلطت

لم تتحمل لمى لتظهر تقبلها البقاء معه، فذلك سبب مكوثها هنا، قالت:

-أنا هنا معاك علشان عاوزة حياة مستقرة لأولادنا، عاوزة يكون عندي بيت وأسرة، أنا تعبت كتير من الموضوع ده، ومتأكدة إن الولاد كمان في غيابنا هيعانوا، ودا سبب رجوعي

أسرع في تأكيد:

-مش هسيبهم يبعدوا عني مهما حصل، أنا كمان بحب ولادي وعاوزهم يعيشوا في حضني

صمتت لمى للحظات تعي ما يحدث الآن من حوار بينهما، قالت:

-لحد ما أولد هنعيش زي ما إحنا، ولغاية ما اتأكد إنك اتغيرت.

جاء ليعترض فتابعت في تصميم:

-دا آخر كلام عندي، لو عاوزني أرجع أثق فيك......!!

___________________________________


حين أنهت مكالمتها الهاتفية، وجدته يجلس بجوارها، سألها في انتباه:

-هي دي لمى؟!

هزت رأسها لتجيب:

-أيوة، كلمتها زي ما اتفقنا، وفهمتها إن تنسى اللي فات، وكل الناس بتمر بمشاكل، وهي باين عقلت كتير عن زمان

ثم نظرت له رسيل وابتسمت، تابعت في تلميح:

-طيب ما إحنا أهو، كان بينا مشاكل ومرت فترة اطلقنا فيها، ودلوقتي مع بعض أحسن زوجين.

ضمها إليه ليعرب عن محبته لها، قال:

-المهم الحب يكون موجود، يعني كتير كمان بيكمل حياته وهو مش مبسوط بعد مرور مشاكل كتير

-وبينا أجمل ولاد!

أضافت رسيل في امتنان، فابتسم أيهم من ذلك ثم تنهد، قال:

-بحمد ربنا عليهم، وباقول مش عايز حاجة أكتر من كده

تجمدت رسيل فجأة بين يديه، وبدت داخليًا متذمرة من جملته الأخيرة؛ لكن زيفت بسمة ظهرت سخيفة وهي تنظر إليه، قالت:

-محدش عارف ربنا بيخبلنا أيه

تذكر أيهم ما قامت به الفترة الدابرة من أمور جعلته يتفاخر بها، قال:

-حد كان يصدق إنك تفلحي، لا وكمان أنا اللي بقيت برشق معاكِ في كل صورك، بعد ما كنتِ بتتمسحي فيا، سبحان مُغير الأحوال

رمقته بتأزق كبير وعقبت:

-ما إنت طول عمرك مستقل بيا، بس ربنا وقف جنبي علشان حاجة واحدة....... يخيب ظنك!

بدت رسيل غليظة في ردها، فاعتدل أيهم مستنكرًا وقال:

-مالك قلبتي كده ليه، دا إحنا كنا لسه بنتكلم عن قصة حبنا.

تعصّبت وهي ترد عليه:

-دي حاجة ودي حاجة، أوقات بتظهر شخصيتك المتكبرة

بقبضته خبطتها أسفل ذقنها في خفة وقال:

-أما إنتِ قلبك اسود صحيح!

اغتاظت من تطاوله وهتفت:

-بتستقوى عليا، طيب خد

ثم صدمت رأسها برأسه، فدُهش من فعلتها وشرع في الاشتباك معها؛ حتى تعالى صوتهما، والذي استمعت إليه السيدة سميرة وهي تهبط الدرج، ولم تعقب؛ لكن عند سيرها ناحية السيد مروان في البهو سألها في اهتمام:

-هما دول أيهم ورسيل، بيتخانقوا ولا أيه؟!

ردت في لا مبالاة وهي تجلس منتصفة الأولاد على الأرضية:

-أيه الجديد، هما طول عمرهم بيتخانقوا

ثم انتبهت للسيد في حالة قلق حيالهما، فابتسمت وقالت:

-مالك؟، على فكرة هما كده دايمًا، فلازم تكون متعود

-أصل صوتهم عالي وباين الخناقة جامدة، خايف يزعلوا

-لا اطمن!

ثم جاءت لتركز في أصواتهما، فوجدتها قد خمدت، ابتسمت وقالت:

-خلاص سكتوا أهم!

علق مروان الصغير الذي يتابع حديثهما:

-ليكونوا قتلوا بعض!

رد عليه سليم في ذكاء:

-بابي أقوى، أكيد هو اللي قتلها

قالت رسيل الصغيرة في حماس:

-يبقى نبلغ الشرطة يمسكوه

-يلا قاعدين ليه ما تروحوا تبلغوا!

هتف أيهم في حنق وهو يتجه نحوهما ومن خلفه رسيل تبتسم بشدة، فضحكت سميرة هي الأخرى، بينما قال مروان في تعقل:

-المفروض عيالكم كبرت، يعني موضوع الخناق دا ميعرفوش بيه

زفر أيهم ثم تحرك ناحية الخارج، فتحركت رسيل خلفه لتخاطبه في غرابة:

-إنت هتروح فين؟!

ثم أوقفته عند الباب وهي تتابع في دلال:

-مش اتصالحنا، مالك كده!

ثم طوقت ذراعه وابتسمت؛ كأنها تحثه على ملاطفتها، ويبدو أنها تحمل بداخلها غرض آخر، فعقد جبينه في جهل لنواياها وتحير، وقال:

-أنا ليه حاسس إني بقيت مغفل.......!!

___________________________________


أتت أخته لتزوره لأول مرة في شقة زوجيته، وحين ولجت للصالون، همس لها وهو يراقب بعينيه ناحية المطبخ:

-بقولك أيه، لين في المطبخ بقالها ساعة عمالة تخبط، ما تدخلي تساعديها

سألت في اندهاش كبير:

-بتعمل أيه في المطبخ، مش عندكم خدامة؟!

في إيجاز شديد شرح لها ما حدث، مع التحفظ على بعض الأمور الخاصة، وحين تفهمت، نهضت وقالت:

-مش هينفع أروح أساعدها، لازم تساعدها إنت!

جاء ليعترض حين نهض، فأقنعته قائلة:

-لما تيجي منك أحسن، الحياة مشاركة، ولا أيه؟!

مط شفتيه قليلاً وبدا مقتنعًا، فابتسمت نيفين لتغادر وتتركه، ثم دلفت ناحية باب الخروج، تنهد سيف ثم خطا بحذر ناحية المطبخ، وترقب في اهتمام ما سيحدث.

ولج المطبخ مبتسمًا بزيف، ثم تلاشت بسمته حين صُدم من بعثرة الأدوات هنا وهناك، تقدم منها وقال:

-بتعملي أيه يا لين؟!

التفتت له لين وبدت هيئتها مزرية للغاية، ولمعة عينيها أوحت له بأنها تريد البكاء، ردت في قلة حيلة:

-بحاول أعمل مكرونة!

اقترب منها حتى أمسك بكفيها، جعلها تهدأ حين قال:

-طيب أنا ممكن آكل أي حاجة تانية!

على النقيض تسعر قلقها وجحظت عينيها مستنكرة، قالت:

-حاجة تانية زي أيه، أنا معرفش غير مكرونة، ومبعرفش حتى اعملها حلو كمان.

أسرع ليوضح لها:

-قصدي حاجة مبتنطبخش، عيش وجبنة، أي حاجة.

لاحت بسمة راضية على وجهها، قالت:

-حاضر، هجهزهم!

تأملها سيف في حب وهي تطيعه هكذا، وود لو نبع ذلك من شخصها، دون تدخل والدتها، ولا إراديًا لامس بأصابعه صدغها، فنظرت له في تكهن، وفي تلك اللحظة تمنت أن يرضى عنها، ويقف بجانبها، فعلاقتها الجيدة به، ستجعلها لا تبالي بتحكمات والدتها وأوامرها، ثم بغتةً ارتمت على صدره، قالت:

-سامحني، أنا كنت متهورة، أنا بحبك وكنت فكراك بتلعب بيا

طوقها بشدة ليحتويها، قال:

-لا طبعًا مش صحيح، أنا بحبك وبس!

ابتسمت له حين ابتعدت عنه، تابع في ود:

-شيلتي فكرة الطلاق خلاص؟!

هزت رأسها في تأكيد، فتوغلت الراحة لداخله، هتف:

-خلاص متعمليش حاجة، يلا تعالي

ثم سحبها لتخرج معه، فتهللت لين كونها لن تطهو شيئًا، وحين وقف بها منتصف الصالة قال:

-أيه رأيك نخرج نتعشا و نسهر برة شوية!

وافقت على الفور قائلة:

-أكيد يلا!

-طيب يلا ادخلي البسي

توجهت فورًا للغرفة؛ كي تبدل ثيابها، فوقف سيف محله يتذكر حماته وما فعلته، فهي سبب تغيُرها هكذا، ثم أخرج هاتفه ليشكرها عما فعلته من أجلـه.........!!

____________________________________


توالت مفاجآت نور وهي تسرد لـ مريم ما علمت به مؤخرًا من رسيل تجاه زوجة زين السابقة، فتعجبت مريم وتأجج فضولها، استفهمت:

-متأكدة يا نور، يعني البنت دي هتعمل عملية علشان تخلف؟!

ردت عليها في تردد:

-دا اللي عرفته من رسيل، لأنها صديقة دكتور أمريكي، كانت سمر من قريب بتابع معاه موضوع الخلفة

نظرت مريم أمامها في حيرة، فما تعرفه أن هذه الفتاة سافرت مع ابنها، من أجل علاج عقمه، ثم صارت بعدها الحادثة، وأيقنت أن الله يحب ابنها حين انفصل عنها، فها هو الآن ينعم بأسرة واطفال رائعين، عادت تنتبه لـ نور التي تخاطبها، وقالت:

-خلاص راحت لحالها، ابني دلوقتي حاله أفضل، ومع البنت اللي اختارها وعايش كويس

أبانت مريم في نبرتها ندمها على التدخل في أمور ابنها سابقًا؛ لكن نور لم تقتنع تقبلها ذاك وتعجبت، قالت:

-خلاص بقيتي بتحبي لمى؟، دا إنتِ مكنتيش بطيقي تسمعي اسمها!.

بررت مريم في عبوس:

-علشان فكرتها خدعت ابني، وهربت وسابته، لكن دلوقتي فيه بينهم ولاد، ابقى أم مش كويسة لو حاولت أفرق أسرة بينهم ولاد، حتى لو مش حباها

اعتزمت نور أمرًا ما وقالت:

-أحسن حاجة مندخلش بينهم، هما حرين في حياتهم، بس مندخلش غير وقت ما نكون عاوزين نحل مشاكلهم، زي ما عملنا مع زين ولمى

ردت مريم لتؤيدها:

-عندك حق، كلنا مرينا بمشاكل، وأهي حياتنا مكملة وماشية.....!!

___________________________________


ابتهجت من اهتمام والدتها الشديد بها في الشهور الماضية، وذلك حين تبدأ في اطعامها كما لو كانت طفلة. جلست لمى على تختها تلتقم الطعام الذي تعطيها إياه والدتها السيدة إيمان، ولسان الأخيرة يردد:

-لازم تاكلي علشان صحتك، ولادتك قربت!

لم تعارضها لمى لتفعل ما تمليه عليها، وأكلت في صمت، فاستطردت السيدة حديثها في رضى:

-الحمد لله بقيت مطمنة من ناحيتك، وزين لما عاشرته من قريب، لقيته هادي ومحترم قوي، بعكس اللي كنت بشوفه منه

تنهدت لمى ولم ترد، بل ظلت شاردة في ذلك، فتابعت السيدة في جزع:

-أنا غلطت لما طاوعتك في كدبك عليه، دا كان سبب كبير في اللي حصل بينكم، لو كان فيه صراحة من البداية، مكنش كل ده حصل

-خلاص يا ماما كفاية، أهو كله جه على دماغي لوحدي

ردت لمى في ألمٍ عليها، فربتت السيدة عليها وتعقّلت وهي تطلب منها:

-الزعل كمان وحش، وأنا مبقتش هتكلم في اللي فات خلاص

تجاهلت لمى كل ذلك، ثم وزعت أنظارها حولها، تساءلت في اهتمام:

-فين يونس.....!!

........................................................

ضحكت في خجل وهي تعاتبه:

-خلاص الواد يونس بيلعب قدامنا و هياخد باله!

ثم رسمت التشدد؛ لتجعله يكف عن مزحه معها، فتأفف آيان وقال:

-ما إنتِ على طول هنا، وباجي أزورك زي الغريب

عللت في تودد وهي تلاطفه:

-لمى الفترة اللي فاتت عانت كتير، وكان لازم كلنا نقف معاها، على الأقل علشان حياتها تستقر وتنسى

قال معارضًا:

-قال يعني بتنسى، دي لسه هي وزين زي ما هما، كان عملها أيه يعني، ما هي اللي كدبت عليه وأي راجل مكانه كان قتلها

انتبهت زينة لحضور لمى ثم توترت، نظرت لـ آيان؛ كي يصمت ونبهته هو الآخر، بينما وقفت لمى واجمة، فقط تنظر لهما، ثم في هدوء دلفت ناحية الخارج.

وقفت في الحديقة تتنشق بعض الهواء، وما زالت تفكر فيما حدث، وأدركت تهورها قديمًا، ولم تكن حينها تملك الخبرة الكافية لتتعامل مع الأمور؛ أما الآن فأصبحت أكثر اتزانًا، وكان ذلك ما دفعها لاختيار الأنسب لها، وسكبت الكثير من البرود على جروحها لتلتئم سريعًا..

شعرت فجأة بمغص أسفل بطنها وظهرها، فكشرت كونها لم تحبذ ذلك، وظنت أن حزنها هو السبب؛ لكن حين عاد الألم من جديد، أدركت لربما خطورة الأمر، فتنفست بسرعة كبيرة، وحين جاءت لتتحرك، لم تستطع، فوقفت مكانها تتوجع، وقبيل استنجادها بأحدهم، وجدت من يهم بحملها، نظرت لمى للشخص فوجدته زين، نظرت له في ذهول ممتزج بنظرة مبهمة، بعكس قلقه البادي في عينيه، خاطبته في توجس:

-باين بولد.......!!

_____________________________________


فيما بعد، وضعت لمى طفلتها، وفي المساء كانوا جميعهم بالمشفى، حيث طلبت السيدة إيمان من أيهم ورسيل أيضًا الحضور، وشعرت لمى بالطمأنينة وهم من حولها، وكان ذلك كفيل بجعلها تتناسى أي شيء قد كان، وفقط اهتمت بالوقت الحالي..

وبداخل الغرفة في المشفى، ولجت الممرضة عليهم حاملة للصغيرة، فتناولها زين أولاً وهو يبتسم باتساع، وقبّل جبهتها في حنو، ثم تحرك بها ناحية لمى، وناولها إياها.

تأملتها لمى في حب؛ رغم أنها ثمرة عذاب وقهر مرت بها؛ لكن ذلك كله جعلها تتقبلها، هي وأخيها، فقدت تحملت كبد ما تعرضت له، لأجلهما..

ثم فاقت من لحظات جموحها في ملامح الصغيرة، على صوت مريم تخاطبها في ألفة:

-بما إن اللي تعبت هي اللي تسمى، فهتسميها أيه بقى يا لمى؟

نظرت لها لمى لبعض الوقت ولم تجهز اسمًا بعد، ثم أخذت تفكر وسط ترقبهم لاختيارها أحد الأسماء؛ حتى جاء اسم على ذهنها لمحته في مكان ما وأحبته، قالت:

-شفق!

الاسم به غرابة إلى حدٍ ما، وذلك ما وضّحته نظراتهم، فابتسمت مريم وقالت:

-اسم حلو ومميز، ومسمعتوش قبل كده

نطق زين في لطف:

-حلو يا لمى

-عجبك؟!

دق قلبه من سؤالها الذي وجهته له، فرد في قبول شديد:

-أيوة عجبني قوي.

تبادلا الابتسام الودي لأول مرة، ثم جعلته يحمل الصغيرة عنها، وراقب جميعهم ما يحدث في صمت، ثم مالت رسيل على أيهم تهمس له في تمنٍ:

-نفسي قوي يكون عندي بنت!

لمح أيهم في عينيها شوق وإلحاح عجيب في هذه الأمنية، لم يرد مضايقتها، بل قال:

-طيب يا رسيل اعملي اللي تحبيه!

لم تصدق أذنيها وهي تستمع لموافقته، فأردف أيهم في جد:

-بس لو جبتي المرة دي كمان ولد، انسي بعد كده أوافق.

لم تحبذ مقايضته لها، ووجدتها ليست في محلها، وأرادت أن ترجعه عنها؛ لكن كان جادًا في قوله، فهو قد اكتفى بذلك، لم تجد رسيل ما تقوله، واكتفت هي الأخرى بفرحتها بقبوله للإنجاب مرةً أخرى.....!!

______________________________________

بعد ستة أشهر...

مكثت ماريان هي وزوجها عند والدها ثلاثة أشهر منذ ولادتها لطفلتها الأولى، والذي اهتم زين بها واختار أيضًا اسمها، "رقية"، اعترضت ماريان في البداية؛ لكن بعد اقناع وافقت، فهذه الأسماء هي الأفضل حاليًا، وفي النهاية وافقت، بل وأحبته...!!


لم تحمل رسيل؛ رغم أنها أخذت ما يسمى التصريح لذلك من زوجها، ثم دُهشت من عدم إرادة الله إنجابها طيلة هذه الفترة، ولم تيأس لتظل على وتيرتها تناشد؛ كي يمن عليها بطفلة كما تتمنى...!!


ضغوطات كبيرة تعرضت لها حياة سيف ولين، وكان لوقوفها بجانبه دافع كبير ليتخطاها، وكان لـ مريم كذلك دور كبير في إصلاح غطرسة ابنتها، بل وقضائها عليها، وتعليمها الاعتماد على النفس، التي فشلت في زرعه داخلها سابقًا، وها هي الآن تعمل مع زوجها، وتمر حياتهما بشكلٍ جيـد....!!

.................................................................

خرجت من المطبخ وهي تحمل صينية بطاطس باللحم، كانت شهية من منظرها، فقابلها زين ليحملها عنها، قال وهو يضعها على المائدة:

-فيها أيه لو كنا جبنا واحدة تساعدك، بتتعبي مع العيال وفي المطبخ.

جلست عابسة بجانب عربة ابنتها الخاصة، ثم شرعت في سكب الطعام له، هتفت في حنق:

-كفاية البت اللي ماما جبتها، كانت قليلة الحيا

باشر زين في تناول طعامه واستنكر ضيقها، قال في لا مبالاة:

-ملكيش حق، مفكراني هبص لحتة خدامة، مستحيل أعمل كده!

تركت تناول الطعام حين تذكرت ميوعتها الفارغة، صاحت:

-أنا واثقة فيك، بس هي اللي مش سهلة، مش قادرة أنسى وقت دخلت اوضتنا لقيتها بتشم في هدومك، السـ...

ضحك زين في خفوت، فازداد غيظ لمى، علق في مرح:

-كل اللي خايف منه، إنها تكون كانت عاوزة تنف فيهم

رغمًا عنها ضحكت لمى من قلبها، وكذلك هو، واستمر ذلك حتى تعبت من كثرة الضحك، قالت:

-برضوه مش هجيب، هو إنت ناقصك حاجة؟!

رد مؤكدًا برضى:

-أبدًا، إنتم حواليا ومش محتاج حاجة تانية!

اغتبطت لمى من ذلك، ثم بدأت في إطعام يونس، ثم شغلتها حياتها الحالية، وكلما رجعت بفكرها للوراء ولو صدفة، تعود سريعًا؛ وكأنها تناست بالفعل الماضي، فقد مرت فترة لا بأس بها تعيش في سكينة واستقرار..

أثناء تناولهما الطعام، قالت في جراءة باتت مصاحبة لها:

-متخرجش النهار ده، أنا هنيم البنت وخلينا نسهر سوا

ابتسم وقال:

-أصلاً مكنتش خارج............!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أســـتغفرک ربي وأتـوب إلیـکَ

ـــــــــــــــــــــــــــ❤️تمت❤️ــــــــــــــــــــــــــــ

*********************
إلي هنا تنتهي رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة