-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل التاسع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل التاسع

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل التاسع

 سيطرت عليه حالة من البؤس الصريحة على سائر هيئته، أكدت كآبته على تبدل وضعه، وتناجزت قراراته ليختار باندفاع ردة فعله بزواجه عليها بتلك السرعة المدهشة، التي سبّبت صدمة غائرة في نفوس والديه وزوجته بالأخص، ثم اغمض عينيه وأسند جبهته على مقدمة المكتب، حيث بمكتبه الصغير في أحد البنايات جلس ريان مستاءً، يصارع أفكاره حين تمر عليه لحظات ندم خاطفة، تؤرقه بالطبع ليكون في حيرة من أمره، يرفض تارة تخليه عنها، وتارة أخرى يرجح زواجه؛ بعيدًا عن وجودها في حياته؛ لكن هي من دفعته لذلك، وبالطبع أدرك أنها الآن تذمه لربما؛ وأن زواجه دنس صفاته عندها، وتعاتبه كذلك، وأخذ يؤكد لنفسه المشوشة بأن ما فعله هو الصواب، فهو يريد حياة طبيعية، ينعم بها مع زوجة تتفهم عليه..


ولجت ندى الغرفة عليه بجذلٍ أبلج، يعلو ثغرها بسمة ودودة، فهي فتاة رقيقة وواعية، أيضًا ما يميزها هدؤها وأخلاقها، فجأة تبدلت قسماتها للغرابة حين لاحظت انكبابه ذاك؛ دنت منه وقد أدركت ما به، ثم أخذت تنظر إليه مطولاً، وحين لم يعي وجودها تحدثت، ثم تنحنحت برقة قبلها، فبداخلها أرادت أن تكشف عن كربته، وتخرجه من حالة الضيق تلك، قالت:

-مش هنروّح بقى يا ريان؟!

رفع رأسه منتبهًا، وقعت عيناه عليها في توتر، تنهد وقال:

-أيوة يلا بينا!

ثم نهض وهو يجمع متعلقاته، فاستوقفته ندى قائلة:

-مالك يا ريان؟!

حدق بعينيها لبعض الوقت، قال بنبرة حملت الأسف:

-خايف أكون استعجلت في موضوع الجواز!

كان ريان صريحًا في إخبارها عما يدور بداخله، فتفهمت ندى وردت بوعي:

-جوازنا دلوقتي أو قدام مش هيفرق، وفي الحالتين كان هيحصل، مفرقتش كتير

اقتنع بكلامها فهي محقة، قال:

-عندك حق، وكمان دا قرار مكنتش هغيّره

ثم صلّب نظراته المحبة عليها وهو يدور حول مكتبه متوجهًا نحوها، وقف أمامها ثم أمسك بيديها بين يديه، فابتسمت ندى حين رفعهما ليقبلهما، قال:

-إنتِ جميلة قوي يا ندى، مش عارف لو مكنتش قابلتك كانت ممكن تكون حالتي عاملة أيه

ردت بلطف:

-ريان إنت شاب كويس، ولازم اللي تكون معاك تفهمك، وكمان تحطك في عينيها

ثم سحبت يديها وتابعت:

-هروح أجيب حاجاتي بقى علشان نروّح اتأخرنا

اومأ لها فتحركت للخارج، زفر ريان بقوة ثم توجه ليجمع متعلقاته هو الآخر، وأثناء ذلك انتبه لرنين هاتفه، حين نظر إليه اضطرب قليلاً، وتردد في الرد أو من عدمه، ابتلع ريقه ثم قرر الرد، قال:

-أهلاً يا بابا!

هتف معتز بانفعالٍ مدروس:

-اتجوزت يا ريان، مافيش احترام لأبوك وأمك، إزاي تعمل كده!

انتظر ريان هذا التوبيخ منه؛ لكن لم يتهيأ له، فقال بطيش:

-وفيها أيه؟، أنا قولت إني هتجوز

غضب معتز من مهاتراته وحماقته، بل ونذالته مع زوجته، هتف:

-وماريان اللي كنت هتموت وتتجوزها، ذنبها أيه لما تتخلى عنها بالطريقة الحقيرة دي، وخالك وكلهم، أودي وشي منهم فين، إنت كسرت عيني يا ريان.

ابتأس ريان من توالي نهره بهذا الشكل المحزن واغتم، قال:

-محدش حاسس بيا؛ حتى ماريان، هي السبب ومحدش قالها حاجة، وحضرتك وماما شاهدين على عنادها ليا، وإني اتحملتها كتير

لم يعد بداخل معتز أدنى نصح ليردعه به عما فعله، ثم وجه بصره لزوجته التي تقف بجانبه وهو يتحدث معه، فنظرت له سلمى بحزن تكاد تبكي، خاطب ابنه بجهامة:

-اعمل اللي تشوفه يا ريان، بس خالك قال قبل جوازك تكون مطلقها، يعني حالاً تروح تطلقها.

ثم أغلق الهاتف مزعوجًا، فهتفت سلمى بألم:

-أيه اللي بيحصل ده بس يا رب، المشاكل اتكومت على راسنا، والعيال بيتهم اتخرب

هتف معتز بحنق:

-كله من ابنك، دايمًا متسرع

علقت على كلامه باعتراض:

-لأ كله مننا، المفروض هما عايشين وسطينا، يعني كنا نلم الموضوع ونحاول نصلح بينهم

رد باستياء:

-ما هو مش هنجبرهم يا سلمى على حاجة، وريان مش صغير؛ لكن ماريان هي اللي يتزعل عليها، لأنها مش واعية كفاية

ارتمت سلمى على المقعد مكتربة، قالت:

-زين أنا مبقتش قادرة أوريه وشي، ليه يا ريان تعمل فينا كده!

نفخ معتز بقوة فهو مثلها، بات غير قادر على مواجهة أحد، قال بعبوس:

-مش لوحدك يا سلمى، مش لوحدك..........!!

____________________________________


أخذ خطوة جدية في التحدث مع ابنته، فعليه فرض نصائحه عليها ومن ثم تنفذها بحذافيرها، فقد بات غير راضٍ عن ضعفها وحالتها المزرية تلك، لمحته نور من بعيد يتوجه لغرفة ابنته، فسارت بعجالة في الرواق لتلحق به، وحين لمحها زين توقف أمام الغرفة ينتظرها، فتقدمت نور منه؛ حتى وصلت إليه، قالت:

-هتدخل تتكلم معاها؟

رد مستنكرًا:

-أكيد يا نور، لازم أفهمها شوية حاجات

قالت بحزن:

-ماريان أنا خايفة عليها، حاسة كلامنا معاها مبيجبش نتيجة، هي بتحبه وزعلانة إنها هتطلق!

قال بقسماتٍ حانقة:

-الدنيا مش هتتهد بطلاقها، وإحنا معاها لحد ما تعدي محنتها دي على خير

هتفت باحتدام:

-لازم يطلقها يا زين، دا ولد قليل الأدب، مع إنك حذرته إنه يطلقها الأول، راح اتجوز، أنا خايفة يعاند و...

قاطعها بهياج حين تفهم عليها:

-هيطلقها والجزمة على دماغه، دي بنتي مش أي حد

انفعل زين وتعالى صوته، فسكتت نور تاركته يفعل الصواب، فتح زين غرفة ابنته ثم استأذن بنظراته من نور لتتركهما، بالفعل استجابت ثم اوصد الباب خلفه.

بالداخل وجدها زين مستلقية على التخت، فتحرك ببطء ناحية فراشها؛ متيقنًا أنها تدعي النوم، ثم وقف يحدق بها، قال:

-ماريان عاوز اتكلم معاكِ!

هزة جسدها العابرة جعلته يدرك أنها تسمعه جيدًا، فتابع بهدوء:

-قومي يا حبيبتي، لازم نتكلم

ثم جلس بجانبها يدعوها للتحدث، فاضطرت ماريان لمواجهته؛ رغم رغبتها في البقاء منفردة، اعتدلت بتقاعس محاولة ابقاء رأسها منخفض؛ تعبيرًا عن ألمها، سئم زين وقال:

-عارف إنك زعلانة، بس مش كده، لازم تعرفي إن ليكِ كرامة، واللي باعك تبعيه!

انفجرت فجأة بالبكاء فشُدِه من بؤسها وقلة حيلتها في مواجهة تلك النوائب، ثم سحبها ليضمها قائلاً بعقلانية:

-خلينا نتكلم جد شوية، هسيبك تزعلي ودا من حقك؛ لكن لو استمريتي على كده فدا مش هوافق عليه

قالت بقهر أحزنه:

-ليه محدش حاسس بيا، يعني لو بتحب حاجة وراحت منك هتقول عادي؟!

أيد زين كلامها وتفهمه، قال:

-لا مش عادي، بس لو الشخص التاني عاوز يبعد مش هجبره، هسيبه براحته، وأحاول أكمل حياتي، ودا بيبقى نصيب، وبلاء عارف إنه بيوجع!

استهانت ماريان بانفصالها عنه، وأجزمت أنه لن يفعلها، فهو يعشقها، ودائمًا تتفاخر بذاك الوله النابع منه؛ لكنه فاجأها بخطوته تلك، وأضحى ينفر منها؛ كأنه وجد الفرصة لإذلالها، فتشائي حبها له جعلها تستنكر زواجه، ردت بابتئاس:

-مكنتش أصدق في يوم نسيب بعض، كل أصحابنا كانوا بيحسدونا

قال زين بدراية:

-هو متقبلش تعبك، وواحد غيره صادق في حُبه كان وقف جنبك في تعبك، بس دا أناني، وباعك مع أول مشكلة!

لاح ندمها وهي ترد:

-يا رتني ما سمعت كلام مامي، دي كان نتيجته

أبعدها زين عنه وباتت نظراته قوية، حذرها بجدية:

-ممنوع تقولي كده قدام مامتك، هي أكيد مش عاوزة تخرب عليكِ، هي عاوزة مصلحتك، وإنتِ كنت وقتها صغيرة والخلفة ممكن تشغلك عن دراستك

أطرقت رأسها في شجن؛ فأردف بتهكم:

-وكمان دا كان كويس إنه يكشفه على حقيقته، وتخرجي من أوهامك في إنك تحسي إنه كان بيخدعك بحبه

هنا استقرت بداخلها مآسي جمة، وصدمة لم تتخلى عنها، تساءلت:

-هو صحيح هيطلقني!

رد بطلعة قاسية:

-أكيد، ولا عاوزة تعيشي معاه وهو مع واحدة تانية!

حركت رأسها بنفي وهي تعيد البكاء، قالت:

-لأ!

ضمها زين بحنوٍ مجددًا بين ذراعيه، قال:

-اوعديني يا ماريان تنسيه..........!!

__________________________________


تباكت بمرارة حد أنها شعرت بالضياع والتيه، خاصة أنها هاتفته كثيرًا وكانت النتيجة لا جواب، قادت سيارتها وهي ترجف بهلع، معتزمة التوجه لوالدتها، والإفصاح عن كل شيء فعلته دون علمها، بداية من زواجها السري به؛ حتى هذه اللحظة المشؤومة، وأثناء طريقها كانت في حالك يرثى لها، حين تؤنب نفسها وتعاتبها؛ وعندما اقتربت من فيلا والدتها انتبهت لهاتفها يرن، أخرجته لمى فورًا مذبذبة، شهقت حين لمحت اسمه وردت بلهفة:

-زين، ابني فين؟!

رد الأخير بنبرة متأففة:

-تعالي دلوقتي على مستشفى(...)، ما أنا مش فاضي أقعد جنب ابنك وأسيب شغلي

هتفت بقلقٍ سافر:

-ابني حصله أيه؟!

اختنق زين من خوفها ذاك وضجر، قال:

-لما تيجي هتتنيلي تعرفي!

أغلق الهاتف وتركها هكذا تنازع لفهم السبب، متوجسة من إصابة ابنها بمكروه ما، ثم غيّرت طريقها وعرجت من آخر لتصل لعنوان المشفى بأسرع وقت، من شدة جزعها وصلت في وقت قليل، وتجمدت عبراتها فجزء منها استراح إلى حدٍ ما، ثم ولجت المشفى شبه راكضة؛ حتى علمت بمكانه من أحد الأطباء.

نظر لها زين شزرًا وهي تنكتل نحوه ولهفتها على الصغير تزعجه؛ لكنه تجاهلها ليجلس كما هو غير مبال بحالتها أو حالة الولد، وذلك ما أغضبها منه، سألته:

-ابني فين وحصله أيه؟!

أحد إليها النظر ثم أمرها بتحذير:

-وطي صوتك، أنا مش ناقص قرفك إنتِ وابنك!

نبرته القاسية جعلتها تمتثل مجبرة له، جلست في هدوء ظاهري ثم أخفضت نبرتها وهي تعيد سؤالها:

-حصل للولد أيه؟!

هتف موضحًا بتضايق:

-الواد جوه بيربطوا إيديه لأنه نزف كتير

شهقت بخوف فتابع معلقًا على صدمتها بسخرية:

-ما هو دا من إهمالك، رايحة تدوري على شغل وسايباه يلعب في الإزاز اللي مرمي على الأرض، مفكرتيش حتى تنضفيه

تذكرت لمى أمر الزجاج ومن عجالتها تناسته، اغتمت وقالت:

-اتعور جامد؟

-نزف كتير، وحظه الكويس إن دمنا متطابق، فاضطريت اتبرعله

رد زين به شيء من عدم الرضى؛ كونه فعل ذلك دون رغبة منه؛ لكن امتنت لمى لردة فعله تلك وأحبتها، وسُرت بوجوده مع الولد دون غيره، فهو والده والأقرب إليه، وبحركة لا إرادية منها قبّلت خده وقالت:

-حبيبي يا زين، ربنا ما يحرمني منك، متشكرة قوي!

ابعدها عنه لا يريد منها شكرًا، قال:

-عملت كده علشان مروحش في داهية، ولا وقتها تستغلي الفرصة وتتهميني إني عاوز اقتله، ما هو في بيتي وكان معايا

رغم أنها لم تفكر مطلقًا في ذلك، تقبّلت ذلك منه وقالت:

-برضوه متشكرة، لولاك كان الولد حصله حاجة مش كويسة

كم رغب زين في التخلص من الولد؛ لكن بطريقة لا تدينه، وندم كونه السبب في تطبيب جراحه، وأن دمائه تسري بداخله الآن، وكانت لها الفضل في نجاته، نهض من مكانه لا يريد المكوث أكثر، هتف بحزم:

-همشي علشان عندي حاجات أهم، لما يخرج ترجعي بيه على البيت على طول، ومش عاوز أشوف أبوه ده معاكِ، أو حتى تكلميه يحضر

ثم تحرك فورًا وهذا ما أكمدها، وتمنت حينها أن يشاطرها الموقف، ويمنح الصغير من عطفه ما يفيض، ثم بقيت موضعها متحسرة على الموقف ككل، وبالأخص وضع ابنها، وترقبت بشغفٍ خروجه في أي لحظة..


وبعد مرور عشرة دقائق من انتظارها المؤلم، حضرت زينة عندها، اغتبطت لمى حين رأتها، فهي الوحيدة التي أخبرتها بزواجها منه، كذلك لم تجد غيرها لتشارك هذه اللحظة القاسية، ثم قابلتها قائلة:

-كويس إنك جيتي!

استنكرت زينة جملتها قائلة:

-عاوزاني أعرف إنك هنا وأسيبك، أومال هقف جنبك إمتى لو مش دلوقتي!

جلست زينة وهي تتابع حديثها:

-الواد أخباره أيه؟!

ردت ببؤس:

-الحمد لله، من شوية خرج الدكتور وطمني، هو قال مش هنخيط كل الجروح، لأن مش كلها تستاهل خياطة

سألتها باهتمام:

-قولتي لزين على الولد؟!

ردت بنفي:

-لأ، مدنيش فرصة اتكلم في أي حاجة ومشي على طول

-وناوية تقوليه؟!

سألت زينة بترقب، بينما تحيرت لمى في ذلك، وخشيت أن يحدث عكس ما تتمنى، قالت:

-خايفة لو عرف ياخده ويحرمني منه، وأنا ممكن يجرالي حاجة

ردت زينة باندهاش:

-مش كنت قولتيلي إنه معاكِ كويس، وإنك بتحسي بيه بيحبك

قالت لمى بتحير:

-أيوة، كل تصرفاته معايا فهمت منها إنه بيبقى عاوزني بجد، مش طريقة حد قاصد يذلني، بس...

سكتت لمى وقد بهتت طلعتها من ذاك الوضع، أردفت:

-بس خايفة من مامته، هي بتكرهني، وممكن تخليه ياخد الولد مني ويرميني، كمان ماما مش هتسامحني لو قلتله، أنا بين نارين، مش عارفة أتصرف.

تشتت زينة في هذه العلاقة، ولم تجد لديها ما تنصحها به، قالت:

-لو بيحبك بجد مش هيسمح لمامته تعمل كده!

تهكمت لمى وقالت:

-متنسيش إنه متجوز كمان، وبيقول مراته حامل، يعني فكرة أقوله مش قادرة أنفذها، أكيد هيختار مراته!

قالت بغرابة:

-ما إنتِ كنت هتقوليله!

ردت بتشدد مفاجئ:

-ابني بخير واطمنت عليه، أنا كنت عاوزة أحرق قلبه لو فكر يأذيه

نظرت لها زينة لبعض الوقت، وكونها فتاة مثلها تفهمت ما تفكر به، قالت:

-أنا عارفة إنك متضايقة من جوازه، وباين عليك الغِيرة وإنتِ بتتكلمي عنها، علشان كده بترفضي تقوليله، متغاظة منه

لم تعلق لمى فهذا صحيح، واكتفت بالنظر أمامها؛ كابحة لكم مشاعر الغِيرة والألم بداخلها، قالت باصرار:

-المهم ابني يكون كويس، أنا بحاول يكون مع أبوه، حتى لو التاني مش عارف كده..........!!

____________________________________


-زي ما قولتلك يا رسيل، كل حاجة محتاجة دعم وتصديق عليها، وإلا كانت تبقى سايبة لأي حد يخترع حاجة جديدة!

بعقلانية واعية قال عبد الرحمن كل هذا؛ مخاطبًا رسيل حين وقفت معه في المختبر برفقة آلاء، وكانت رسيل متفهمة كل ذلك، وقالت موضحة وجهة نظرها:

-كل ده فهماه، والوفد الأجنبي فيه خبراء في المعامل وأطباء صيدلة، بيكملوا معايا أي حاجة محتاجاها

هتف آلاء بعملية:

-ودا كمان بيخضع للتجارب، علشان يسمحوا بعدين بالاستخدام البشري لو تم التصديق بيه، يعني هياخد الموضوع وقت

توتر رسيل من أخذ هذه الخطوة كبير؛ لكن مرت قرابة العام وهي تدرس ذلك، وتنتظر الفرصة لتنفيذ ما دفعها فكرة لعمله، قالت:

-هي خطوة بدأت فيها، وهكملها بإذن الله، وبتمنى تنجح، لأن لو أنا مش جادة في كلامي مكنتش اتعاملت مع الشركة الأجنبية بخصوصها، أنا تعبت على ما لقيت حد فاهم دماغي

انضمت الطبيبة راندا لهم مبتسمة حين ولجت المختبر، فقالت رسيل:

-تعالي يا راندا!

ثم تابعت رسيل موجهة حديثها لـ عبد الرحمن وآلاء:

-راندا رغم سوء فهمها لما كلمت أيهم، بس نفعتني كتير قوي، أيهم اتولى فكرة مشروعي وهيموله

قالت راندا بتفاخر:

-طيب الحمد لله، لأن بصراحة كنت خايفة تيجي من برة تخنقيني

ضحك الجميع على كلامها فردت رسيل بمفهوم:

-قلبي دلوقتي مطمن، دكتور هانك والدكتورة إيما هيوصلوا كمان يومين، وهنبدأ في عمل المشروع، دا غير الأدوية اللي كلمتهم عنها، هيجبوا الناقص كله!

ثم نظرت رسيل لساعة يدها، وبدا أنها تترقب موعد، خاطبت آلاء بجدية:

-كمان شوية هسافر البلد مع أيهم، آلاء إنت المسؤولة مكاني في المستشفى على ما أرجع

رحبت آلاء وقالت:

-شكرًا على ثقتك يا رسيل

خاطبتهم رسيل بمعنى وهي تتأهب للرحيل:

-همشي أنا، زمان أيهم جاي ياخدني دلوقتي!

تحركت رسيل للخارج بعدما استأذنت، ثم ولجت المصعد، وأثناء هبوطه بها رن هاتفها، ابتسمت تلقائيًا وهي تجيب على المتصل، قالت:

-الوحشة اللي سافرت بقالها شهرين بتتفسح ونسيانا

ضحكت رانيا من قلبها وقالت:

-والله إنتِ على بالي، بس الولاد كان جالهم دور برد جامد قوي، فانشغلت بيهم شوية

قالت رسيل بلطف:

-سلامتهم حبايبي، المهم سمعيني صوتك، لأن بجد بتوحشيني

-دا رقمي يا رسيل، هستخدمه طول ما أنا هنا، كلميني عليه

ظلت رسيل تتحدث معها بألفة؛ حتى خرجت من المشفى، وحين أنهت حديثها انتبهت لـ أيهم يتقدم بسيارته، ابتسمت وخاطبته:

-مواعيدك مظبوطة!

وقف أمامها فاستقلت مقعد الراكب، قالت وهي تغلق الباب:

-هنقعد قد أيه هناك؟!

فكر سريعًا وقال:

-يوم، اتنين، بس أكيد مش هنطول علشان عندي شغل كتير!

ثم تحرك مجددًا بالسيارة، قالت:

-الحقيقة عمرو كل سنة بيعمل كده، هو بيقول بغرض إنه بيعمل خير، وعمي دا كان قراره!

قال بدراية:

-طالما قادر ومعاه ليه ميعملش كده، المفروض اللي زيه يكون كده، ويحاول يفكر في اللي معندوش ومحروم من حاجات كتير

تنهدت رسيل بقوة فقد مرت سبعة أشهر لم ترى القرية، وقد اشتاقت لكل ما فيها بالطبع ثم ابتسمت بشرود، تفهم أيه سبب فرحتها تلك وقال:

-سعيد قوي زيك إن هروح البلد، عارفة ليه؟!

نظرت له باهتمام فأردف بمغزى:

-علشان الجو هناك بيعجبني، بيفكرني بأول يوم شوفتك فيه، والليالي الحلوة اللي كنا بنقضيها هناك!

اتسعت بسمة رسيل ثم احتضنت ذراعه، قالت:

-لكن أنا باحبك في كل مكان!

تهلل أيهم وهي تردد كلمته التي دائمًا ما يسمعها إياها، قال:

-إنت أكتر حاجة حلوة حصلتلي يا رسيل..........!!

___________________________________


ألقت عليه الخبر كالصاعقة، ولم تتفاجأ بصدمته فقد سبقته فيها، وجلس متحيرًا مغمومًا، يفكر في كل ما حدث؛ ورغم ما علم به، كان لتلك اللحظة يحبذ انضمامها معهم، قال:

-طيب الحمد لله إن لمى مجبناش سيرتها قدامها في الموضوع!

قالت نيفين بتوغر صدر:

-هي أو غيرها كان المفروض نخبي إن لمى بتشتغل معانا علشان جوزها ميعرفش، إنما دلوقتي اللي حضرتك جبتها معانا دي أخت جوزها، يعني مشكلة كبيرة!

تجهم سيف وانكر أن تكون الأخيرة على علاقة أخوة بهذا الفظ، هتف:

-بقى البنت الرقيقة دي أخت السمج ده، دا مافيش أي شبه بينهم لا في شكل ولا أخلاق!

قالت بحنق:

-وطلعت أخته فعلاً، هتعمل أيه؟!

تلجلج وبصعوبة أذاع قبوله لها، قال:

-بصراحة أنا شايفها كويسة، بعيدًا عن قرابتها للزفت ده، دا شغل!

علل سيف سبب استمرار مشاركته لـ لين، بينما هتفت نيفين باحتجاج:

-ولمى لو عرفت، موقفك هيكون أيه؟، أنا شيفاك متسرع؛ خصوصًا إن مايا مش هتسكت، وأكيد هقولها!

نفخ بامتعاض وقال:

-ما هي المشكلة في مايا، بفكر أمشيها!

قالت برفض:

-لا طبعًا، لمى هتزعل أكتر!

زادت حيرته حد أنه لم يجد الصواب ليفعله، ثم استمر يفكر بتأنٍ أكثر، فاقترحت نيفين باطلاع:

-ممكن نخلي مايا متتكلمش، وأعتقد لين متعرفش بعلاقتك مع لمى، فنخلي الموضوع في حيز الشغل، ونبعد عن أي أمور شخصية!

وافق على ذلك مرددًا:

-كده كويس، أنا بصراحة مش عاوز أخسر لين، درست برة وفاهمة ومبين ذكية!

مرة أخرى استرابت نيفين في مدح أخيها فيها، وتمنت أن يكون الأمر مقتصر على العمل فقط لا شيء آخر؛ خاصة بأن هويتها الجديدة تشكل عائق كبير لأي اقتراب من نوع آخر، قالت:

-هحاول اتكلم مع مايا، وافهمها إن وجودها ضروري في الشغل، ويا رب تفهم عليا ومتكونش اتهورت وقالت حاجة............!!

_____________________________________


عارض تسرعها في نقل الأغراض بتلك السرعة؛ كأنها تنتظر ذلك لتنفذ، ثم بحزم أمر الخدم وهم يجمعون المتعلقات بالمغادرة، وذلك ما زاد من تبرم زينة، خاطبها آيان بعدم رضى:

-مالك مستعجلة كده ليه، زي ما تكوني ما صدقتي إن ماما رجعت

ملت من ميله اللعين لهذا المكان، قالت:

-إنت باين متعود على هنا فدا طبيعي ليك؛ لكن أنا عاوزة أروح بيتي والمكان اللي أكون فيه سِتُه!

هتف باستنكار:

-هو حد قلل منك، الكل هنا بيحترمك!

وصلت لقمتها في إعادة الحديث في هذا الأمر، قالت بتصميم:

-اتفقنا لما مامتك ترجع هنروح بيتنا، غيّرت رأيك ليه؟

زكا تريثه ذاك بـ:

-حاجات كتير بتمنع نمشي دلوقتي، أولها وضع ماريان، وتاني حاجة إننا رايحين البلد عندكم، يعني على الأقل استني لما نرجع علشان محدش يقول إننا مصدقنا نبعد!

بدا عليها حنق شديد من تلك المماطلة، جلست على طرف التخت وأحست أنها تتحمل مشاكل الغير، وكل ذلك فوق طاقتها، قالت:

-من حقي يكون ليا مكان لوحدي، مش هفضل أشغل بالي بمشاكل الناس، كفاية اللي أنا فيه

اقترب آيان ليجلس بجانبها، قال:

-حبيبتي مش ممكن أضايقك، واللي يريحك هاعمله، وكمان إنتِ في أيه مش فاهم، قوليلي عاوزة أيه وأجبهولك، إنتِ قلبي من جوه

ثم حاوط وجهها بكفيه وقبل خديها، نظرت له مبتسمة وأحبت نعومته معها، ثم بهدوء جعلها آيان تستلقي على التخت بجانبه، وقد تبين أنه يريدها، ليشبع ذاك الشغف الصارخ على هيئته، حين تبادل بوادر الحب، الذي لم يستمر بفضل هذا الصراخ العنيف والعويل المقلق، فانتفض آيان أولاً مضطربًا، كذلك زينة التي أخذت تجمع شعرها وتقول:

-ليكون جدك حصله حاجة!

قالتها زينة بعفوية، كونه الرجل المسن بالمكان، وقارنت الصراخ به، هتف بقلق:

-جدي، مش ممكن!

تبدلت هيئة آيان للخوف على جده، وبعجالة ركض ناحية الخارج متوجسًا، ثم لحقت به زينة حينما أحكمت حجابها عليهــا.......!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

وقفت نور في بهو الفيلا تصرخ وتبكي؛ رغم محاولة زين في تهدئتها وجعلها تكف عن ذلك؛ لكن ارتعابها على ابنتها جعلها تثور، رددت بتحسر:

-بنتي يا زين، بنتي!

هذا ما استمع إليه آيان وهو يهبط الدرج مهرولاً، وتفهم أن الموضوع خاص بأخته، وأنها أصابها مكروه، أو ربما فعلت شيء غير مستحب في نفسها، وداخليًا ارتاح لأن الأمر بعيد عن جده، دنا من والديه مستفهمًا:

-خير حصل أيه؟!

رد زين عليه بجزع:

-ماريان مش في أوضتها، خرجت ومنعرفش راحت فين!

قالت نور ببكاء مرير:

-خايفة عليها، ممكن تأذي نفسها، وكله بسبب الخاين ده!

ضمها زين ليهدئ من حزنها، قال:

-إهدي يا حبيبتي، أنا كلمت الشرطة وهما هيتصرفوا، ومش هسكت غير لما ألاقيها!

وقفت زينة تتابع، ولم تستطع السكوت أكثر، ثم اندفعت قائلة بتخمين:

-يا خوفي من زعلها تكون راحت لجوزها، أو فكرت ترجعله!

وجهوا أبصارهم لها فانحرجت، بينما أخذ زين الأمر بجدية، كذلك نور التي نظرت له بمفهوم، وخشيت أن تكون قد فعلتها، تضايق زين ثم خاطب ابنه بأمرٍ صارم:

-بسرعة اسأل في المطار عنها، وأنا هكلم الشرطة تتابع الطريق لشرم...........!!

____________________________________


عادت بعد وقتٍ طويل قضته بالمشفى برفقة ابنها، الذي أشرف عليه الأطباء بعد التأكد من سلامته، ثم تولت لمى بعد ذلك المكوث بجانبه ورعايته، وحين ولجت الشقة وجدته بانتظارها، نظرت له بعينين مجهدتين وهي تحمل الولد على كتفها، وودت لو يحمله عنها؛ لكن بالطبع لن يفعل، فهذا التناصر لن يحدث وهي تعلم، تعمقت للداخل ثم بتعب جلست والولد على حجرها، قالت:

-طلبوا مني اقعد جنبه ومسبهوش!

-مسألتكيش.

رد عليها بغلظة اعتادتها، فقالت:

-يعني علشان تعرف إني مش هسيب الولد، يعني حتى هنام جنبه!

صمت لفترة أصابتها بالحيرة، وهي تتكهن رده، ومدركة أنه سيرفض، بالفعل حدث المتوقع حين قال:

-ادخلي نيميه مكانه، علشان أنا كمان مش فاضي افضل مستنيكِ أكتر من كده

خشيت لمى على ابنها من تهوره أثناء المناقشة، فنهضت لتضعه يرتاح في فراشه أفضل، وأنه مهما فعل لن تترك طفلها.

حين اطمأنت على الصغير توجهت إليه، قالت:

-على فكرة دا ابني، يعني متفكرش إنك ممكن تخليني مهتمش بيه علشان أبقى فاضية لسيادتك!

مرر نظراته المظلمة عليها وهي تقف وتتحداه، قال:

-أنا مقولتش كده، أنا الأهم عندي تشوفي راحتي فين في الوقت اللي بجيلك فيه، أكيد هتعرفي تريحيني!

-ما تروح لمراتك التانية، هي مش بتبسطك ولا أيه؟

تجرأت لمى وتحدثت معه في الأمر، فلم تتحمل أن تخفي حنقها أكثر من ذلك، وتأكدت أنها أغاظته بهذا السؤال حين حملق بها، أثار غضبها حين رد عليها:

-لا بتبسطني، وهي عندي أحسن منك، ولو اختارت حد فيكم هتكون هي، لأنك سا***!، وهي أكيد مش زيك

وهو يتحدث ظهر حزنها مع تبرمها من حديثه المنحط عنها، فصاحت بهياج:

-أنا أشرف منك ومنها!

ثم انتظرت بقوة أن يتطاول بالضرب عليها؛ كي تستغل الفرصة وتتركه؛ لكنه كان هادئًا للغاية؛ أو كما ظهر لها، سأل:

-هو أبو الواد ده مبيسألش عنه، هو أنا ليه حاسس إنه مش ابنه!

ارتبكت لمى وخشيت أن يكون قد علم بالحقيقة، وكانت ملامح تزعزعها تؤكد له أنه يتحدث الصواب، فضيق نظراته قائلاً:

-واضح إنك فعلاً شريفة، وتلاقيكِ من كتر الشرف مش عارفة تحددي مين أبوه!

-أخرس، مش أنا اللي تقول عليها كده

نهض زين من مكانه وكانت هيئته مقلقة، تراجعت لمى خطوة وتسارعت أنفاسها برهبة، قال بجدية قوية:

-قبل ما أروح المستشفى أخدت ورقه من شنطتك علشان يدخلوني بيه، ولقيت اسم الأب مش سيف، متسجل باسم حد تاني، اعتقد اسم أبوكِ!!

وقفت لمى كالمغيبة وقد ذابت أوصالها، وهذا ما جعل زين يسخر منها، بل ويتحاقر معها، ولآخر لحظة تماسك ألا ينفعل عليها، وزاد فضوله لفهم شخصيتها الوضيعة التي فاجاته، قال:

-ما تردي يا شريفة، كنتِ مع كام واحد؟!..............

_____________________________________


قدوم والدتها إليها كان الأفضل؛ كي تشرح لها الأخيرة بدقة ما ستفعله، أيضًا خوفها وقلقها دفع الوالدة للحضور، وشرح ما سيفعلانه، وانفردت بها في غرفة النوم، قالت:

-كويس إنه هيتأخر، علشان ناخد راحتنا وافهمك هتعملي أيه!

استفاض توجس سمر وخشيت فضح أمرها، قالت:

-مش قادرة أعمل كده يا ماما، الموضوع صعب!

هتفت والدتها بامتعاض:

-خلاص سيبيه يطلقك ويعرف إنك مش حامل ولا غيره

قالت سمر برفض سريع:

-مش عاوزاه يطلقني، أنا بأحب زين قوي، ومش عاوزاه يبعد عني

قالت والدتها بنصح:

-يبقى تسمعي الكلام لو عايزاه ليكِ على طول

أنصتت إليها سمر مضطرة لتنفيذ ما خططته، فتابعت والدتها بدهاء:

-لما هتروحوا تكشفوا هيعرف إنك مش هحامل، هيزعل شوية؛ لكن إنتِ قوليله ممكن نكلم الدكتورة وتشوف حاجة تعجل الحمل، فأكيد هيوافق، وأنا وقتها هكلم الدكتورة تطلب منه تحاليل علشان الخطة تمشي تمام!

سألت سمر بجهل:

-يعني التحاليل دي اللي هتبين إنه مبيخلفش والعيب منه؟!

أكدت والدتها بحماس:

-أيوة، ووقتها هيبقى زي الخاتم في صباعك، وهتكون عينه مكسورة قدامك، ومش هيقدر يبعد عنك أبدًا، لأنه عقيم!

فكرت سمر في ذلك جيدًا، ومن محدودية عقلها وجدتها فرصة؛ ليعرف من البداية سبب عدم انجابها، ويتخلى عن ذكر الأمر أمامها كل فترة؛ ورغم ما ستفعله من أمور مبغوضة، ملأ الحزن قلبها كونها لن تصبح أمًا طيلة حياتها، ردت على والدتها بموافقة:

-هاعمل كل ده يا ماما، علشان باحب زين وعايزة أفضل معاه

ردت والدتها بنبرة قست على مشاعرها دون أن تدري:

-لازم توافقي، إنتِ واحدة شايلة الرحم، يعني عُمرك ما هتخلفي، ودي فرصتك علشان تستقر حياتك............!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة