-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثالث عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.

رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثالث عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثالث عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

  زين الحقني نائل بيموت

كانت هذه الكلمات آخر ما قالته قبل أن تلقي بهاتفها وتحاول هز رأسه الغارقة بالدماء، انهمرت دموعها بغزارة ورددت بقلة حيلة:

- يارب ساعدني أنا مش عارفة أتصرف إزاي

ثم نظرت إليه وأردفت:

- متسيبنيش يا نائل بالله عليك أنا مليش غيرك، أنا غبية وأستاهل كل اللي يحصلي لكن أنت ملكش ذنب تبقى كدا

مالت برأسها وسندت على صدره وسط الطريق وهي تبكي بصوت مرتفع ولسوء حظها أن هذا الطريق كان طريق جانبي ولن يساعدها أحد، توقفت عن البكاء وخطر ببالها فكرة جعلتها تنهض من مكانها على الفور، مالت عليه ورفعت نص جسده الأعلى وضمته بكلتا يديها ثم سحبته إلى الخلف بصعوبة حيث سيارتها، استمر هذا الأمر خمس دقائق حتى وصلت إلى السيارة وفتحت الباب بسرعة ثم انخفضت ورفعته بصعوبة، حاولت إدخاله السيارة لكن هذا كان صعبًا للغاية وقواها أضعف من أن تحمله إلى الداخل لكن حبها له وخوفها على فقدانه أعطاها القوة لكي ترفعه وأدخلت نصف جسده الأعلى أولا ثم أدخلت بقية جسده وفتحت باب السيارة الخلفي وجلبت قميص له كانت تحتفظ به ثم ربطت به رأسه لمنع خروج تلك الدماء المخيفة، قامت بإغلاق الباب ثم التفت حول السيارة واستقلت المقعد الأمامي خلف المقود وأدارت سيارتها بيد مرتعشة.


***


أطلقت الرصاصة من سلاحها وألقته وهي تبكي بصوت مرتفع، ضمت وجهها بين كفيها وارتجفت بشدة بينما اتسعت حدقتي «طيف» بصدمة فهي لم تصبه هو بل أصابت الحائط من خلفه، رمقها بحيرة فهي لم تقتله على الرغم من معرفتها أنه ضابط شرطة وفي مهمة رسمية للإيقاع بها، حاول الجلوس بصعوبة بسبب إصابته لكنه فشل في ذلك بسبب قوة الألم لذلك عاد برأسه إلى الخلف مرة أخرى وهو يقول:

- ممكن تساعديني أقعد؟

بعدت كفيها عن وجهها لتكشف عن وجهها الغارق بالدموع والذي يظهر عليه الضعف رغم قوتها وصلابتها، تحركت بتلقائية تجاهه وساعدته على الجلوس قبل أن تعود لتجلس مكانها مرة أخرى فرمقها بحيرة كبيرة فهو لا يصدق أنها تعشقه إلى هذا الحد، سعل بصوت هادئ وهذا ما ذات ألم إصابته قبل أن يردد بهدوء:

- سيزكا الواحد مش بيختار حياته ولا بيختار أهله ولا حياتهم، الواحد ساعات مش بيبقى قدامه غير طريق واحد يا إما يمشيه يا إما يفضل واقف مكانه والحياة مفيهاش غير إنك تمشي الطريق أو تموت وأنتي اختارتي الحياة وأي حد هيختار الحياة، لقيتي والدك صاحب منظمة عالمية بتهدد أمن أي دولة وفجأة مات قصاد عينك والمجلس كمل الباقي، كنتي طفلة متعرفيش حاجة وهم اللي مسحولك دماغك وربوكي على طريقتهم ورغبتهم علشان تبقي سيزكا اللي قاعدة قدامي، ده مش ذنبك لكن ذنب المجلس، أنتي جواكي خير أكتر من الشر لكن للأسف ملقيتيش اللي ينمي الخير ده لغاية ما شوفتيني اتعلقتي بيا علشان أنا اللي عالجتك وخليتك تشوفي الجزء التاني من الحياة وهو الحياة اللي بجد مش حياة الدم وتجارة المخدرات والأسلحة وكل ده، الحياة البسيطة اللي أي حد عايشها مش حاسس بيها وبيحسوا بيها في حالة واحدة بس وهي إنها تضيع منهم


انهمرت دموعها مرة أخرى ورمقته وهي تردد بعدم فهم:

- أنت أيه؟ أنت ظابط ولا دكتور ولا أيه بالظبط؟ كلامك بيريحني وبيهدي نار قلبي بسهولة أوي حتى الموقف ده بكلمتين منك حسستني إني ضحية وإني كويسة وريحت قلبي! أنا مش عارفة أنت ساحر ولا أيه بالظبط، مكنتش أعرف إن ظباط الشرطة درسوا طب نفسي

ابتسم بهدوء قبل أن يوضح لها قائلًا:

- أنا فعلا دكتور نفسي لكن في لحظة معينة حسيت إني فاشل في شغلي ده فقررت أغير مجرى حياتي وبقيت ظابط شرطة وهنا لقيت نجاحي

هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول:

- فاشل! أنت دكتور مش هتتكرر تاني وباللي عملته معايا ده تقول فاشل؟

- مش القصد يا سيزكا الفشل اللي فهمتيه، هنا مهنة الدكتور النفسي الاقبال عليها مش زي أمريكا، هناك في أمريكا لو حد طلع يجري وراه كلب هيروح لدكتور نفسي يتعالج من الخضة لكن هنا في مصر بيجيبوا للكلب اللي جري وراهم مرض نفسي

ضحكت رغم حزنها وصدمتها على جملته الأخيرة فتابع هو:

- إحنا شعب قوي والمواقف الصعبة بتقويه مش بتخليه يروح لدكتور نفسي علشان كدا فشلي كان في إني مش لاقي زباين مش علشان مش عارف أعالج المريض وبعدين الضحكة اللي ضحكتيها دي فيه ناس كتيرة محرومة منها، طول ما أنتي بتضحكي اعرفي إنك في نعمة كبيرة أوي، مش عيب إن الإنسان يمشي في طريق واحد كان متحددله وهو طفل، العيب هو إن بعد ما تظهر له الطرق الكويسة يكمل في الطريق اللي اتحددله

ضمت حاجبيها ورددت بحيرة:

- أنا قتلت ناس كتيرة أوي، افتريت وهددت وعملت حاجات كتير وحشة

ابتسم ابتسامة هادئة قبل أن يقول ببساطة أراحتها:

- باب التوبة مفتوح دايما، فيه واحد قتل 99 نفس وسأل عن أعلم أهل الأرض فدلوه على حد وراحله قاله أنا قتلت 99 نفس وعايز أتوب هل ينفع ليا توبة؟ قاله لا فقتله وكمل 100 وراح سأل تاني عن أعلم أهل الأرض فدلوه على واحد وراحلوا قاله أنا قتلت 100 نفس هل ينفع ليا توبة قاله ينفع أيوة، فيه أرض فيها ناس بيعبدوا ربنا روح هناك واعبد ربنا معاهم وسيب أرضك دي لأنها أرض سوء وفعلا سابه وراح للأرض دي وهو في نص الطريق مات وجت ملايكة الرحمة وملايكة العذاب، ملايكة الرحمة قالت إنه كان رايح يعبد ربنا ويسيب السوء وملايكة العذاب قالت إنه معملش خير أبدا في حياته راح جيه ملك قال قيسوا المسافة بينه وبين أرض السوء وبين الأرض اللي رايحلها واللي يكون قريب منها تاخده الملايكة المحددة وفعلا قاسوا المسافة لقوا إنه أقرب لأرض الطاعة فخدوه ملايكة الرحمة، شوفي بقى رحمة ربنا بيه علشان نيته كانت إنه رايح يتوب!


كانت تستمع إليه وعلى وجهها تلك الابتسامة الهادئة التي لم تعرف مصدرها وما إن انتهى حتى رددت:

- مش بقولك كلامك بيريحني! بحسه مسكن لكل وجعي وتعبي، طيب دلوقتي أنا اللي هطلب مش هو، أنا عايزة أتوب وأسيب كل ده وأفضل هنا في مصر بس مجلس الريد لاين مش هيسمح بده وممكن يقتلوني ويقتلوك ويقلبوها حرب

أغلق عينيه للحظات قبل أن يفتحها مرة أخرى وهو يقول:

- ما أنتي هتستخدمي قوتك ومنصبك في المنظمة إنك تحاربيهم معانا وكمان تساعدينا بكل المعلومات عن المجلس وعن اللي بيخططوه لمصر وبعد ما ينتهوا كلهم ساعتها تسيبي أي حاجة تخص المنظمة وتقربي من ربنا وصدقيني كل اللي هتعمليه ده أجره كبير جدا عند ربنا لأن هتحاربي الظلم

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها ورددت على الفور:

- ونتجوز وأعيش معاك طول العمر؟

تبدلت ملامح وجهه وصمت لعدة ثوانٍ ليفكر ما الذي سيقوله لها فنظرت هي له وحركت رأسها بمعنى "ماذا" فرفع بصره وتحدث بهدوء:

- سيزكا أنا متجوز وبحب مراتي جدا، أنا زي ما قولتلك أنتي اتعلقتي بيا علشان أنا اللي عالجتك ووريتك نص الحياة اللي مش شايفاه، لكن أنا واثق مليون في المية إنك هتلاقي اللي هيحبك وهتحبيه وتعيشوا حياتكم مع بعض

لمعت عينيها بالدموع واكتفت بهز رأسها لكن داخلها يرفض هذا الكلام لأنها تحبه هو فقط ولن تحب إلا هو


***


وقفت بسيارتها أمام المستشفى وخرجت منها قبل أن تركض بسرعة كبيرة إلى الاستقبال وما إن وصلت حتى رددت بصوت مرتفع:

- حد يلحقني جوزي في العربية وعايزة حد يجيبه هنا!

تحرك معها اثنين وفتحت هي لهم الباب ليحملوه إلى الداخل، شاهد الطبيب رأسه وكم الدماء الذي سال منه فردد بصوت مرتفع:

- جهزوا أوضة العمليات حالا وحد يبلغ دكتور هيثم

نفذوا ما طلبه وتحركوا به إلى غرفة العمليات وبعد خمس دقائق تم تجهيز كل شيء وطلبت «ياسمين» أن تدخل معه الغرفة لتكون بجواره لكن الطبيب رفض وقال:

- مينفعش يا مدام دي أوضة عمليات وبعدين أنتي كدا بتضيعي وقتي اللي ممكن أنقذ حياته فيه

هزت رأسها بعشوائية وهي تردد بعينين دامعتين:

- خلاص خلاص اتفضل يا دكتور بس ابقى طمني ارجوك

هز رأسه بالإيجاب وردد بهدوء:

- إن شاء الله

ثم دلف إلى غرفة العمليات وبقت هي وحدها بالخارج، جلست على المقعد ودفنت وجهها بين كفيها لتنفجر في البكاء، ظلت هكذا لخمسة عشر دقيقة ثم بعدت كفيها عن وجهها ورفعتهما إلى السماء وهي تقول باكية:

- يارب متحرمنيش منه يارب، أنا مكنتش عارفة قيمة النعمة اللي معايا، محدش بيعرف قيمة النعمة اللي معاه غير لما بتروح منه للأسف، يارب أشوفه بخير تاني، ده اللي عايزاه بس يارب إني أشوفه بخير وبيمشي على رجله قدامي تاني مش عايزة أكتر من كدا، يارب خد من عمري واديله هو، أنا مستحقش الحياة بس هو يستحق، يارب خليه لأخته اللي ملهاش غيره ومتحرمهاش منه.


***


لفت ذراعها حول رقبة هذا الطفل ورفضت تركه بينما تحدث رماح بداخل مكتبه إلى «خالد» :

- ابنك قال إنك بتضربه بأبشع الطرق ده غير اللي بتعمله فيه مراتك

شعر الأب بالحزن كثيرًا مما يسمعه وردد بصوت هادئ:

- والله يا باشا أنا ما أقدر أمد ايدي عليه، أنا الفترة اللي فاتت دي حاسس إنها اتمسحت من دماغي، صحيت من النوم لقيت نفسي متجوز واحدة معرفهاش وابني مش موجود وبعدين بسمع منك إني كنت بضربه، والله أنا روحت كشفت لكن للأسف طلعت سليم ومش قادر أفسر كل اللي حصل ده لكن أوعدك إن ده مش هيتكرر تاني وهعوضه على كل اللي حصل

نظر رماح إلى ابنة خاله «نيسان» في حضور زوجها «فهد» ثم عاد ببصره إلى الأب مرة أخرى وهو يقول:

- تمام يا خالد هتمضي تعهد بعدم التعرض للطفل مرة تانية ولو حصل واتعرضتله أو ضربته بالوحشية دي تاني أنا هحبسك ومش هتشوف ابنك تاني فاهم؟

هز رأسه بالإيجاب عدة مرات قبل أن يقول بلهفة:

- أنا موافق يا باشا وده مش هيحصل إن شاء الله


تقدم وقام بالإمضاء على تلك الورقة قبل أن تنخفض «نيسان» وتضم وجه الطفل بين كفيها قائلة:

- هتوحشني أوي يا معاز

شعر الطفل بالحزن وردد بصوت طفولي هادئ:

- وأنتي هتوحشيني أوي يا ماما نيسان

انهمرت دموعها لجملته الأخيرة وحضنته بقوة لأكثر من دقيقة قبل أن تبتعد قليلا عنه وتقول:

- خلي بالك من نفسك والموبايل اللي معاك ده خليه معاك علطول ورقمي متسجل، أي حاجة تحصل كلمني وأنا هكلمك كل يوم اتطمن عليك ماشي؟

هز رأسه بالإيجاب وأجابها:

- حاضر

وقفت ووجهت بصرها إلى والده قائلة:

- خلي بالك منه

- ده ابني يا ست هانم وأنا عمري ما أضر ابني وبإذن الله أعوضه عن كل اللي حصله الفترة اللي فاتت

وقبل أن ينطلق الطفل إلى والده اقترب منه «فهد» الذي تعلق به كثيرا وردد بابتسامة:

- متنساش بقى تسأل علينا يا سيادة النقيب معاز

ضحك الطفل وردد بهدوء:

- متقلقش يا سيادة الرائد عُلم ويُنفذ

حضنه بحب شديد قبل أن يتركه ليرحل مع والده.


نظرت هي إلى زوجها ورددت بعينين دامعتين:

- هيوحشني أوي

أمسك هو يدها بحب وردد بهدوء:

- هنكلمه كل يوم نتطمن عليه يا حبيبتي وإن شاء الله ربنا يرزقنا بطفل يملى حياتنا ونبقى عايشين علشانه

تمنت ما قاله كثيرًا لذلك رددت بشوق كبير:

- يارب


***


حضر شقيقها بصحبة زوجته على الفور بعد معرفتهم ما حدث من «ياسمين»، اقتربت «نايا» منها وضمتها وهي تقول بهدوء:

- اهدي يا حبيبتي ربنا هيقومه بالسلامة إن شاء الله

رددت بصوت باكي ومتقطع:

- خايفة يروح مني يا نايا، خايفة مشوفهوش تاني

- متقوليش كدا إن شاء الله فترة وتعدي وهيبقى كويس

اقترب «زين» من شقيقته ومسح على رأسها بهدوء قبل أن يقول:

- اهدي يا ياسمين هيبقى بخير إن شاء الله المهم بس عايز أعرف منك أنتي شوفتي نمرة العربية دي؟

رفعت بصرها لتنظر له بضعف وأجابته بأسف:

- بصيت على العربية وهي بتهرب وشوفت النمرة بس دلوقتي مش فاكراها خالص

انخفض ونظر إلى عين شقيقته وهو يقول بجدية:

- افتكري يا ياسمين علشان خاطري، صفي ذهنك خالص وافتكري علشان أعرف أوصل للي عمل ده وأحاسبهم

صمتت لأكثر من دقيقتين لكي تحاول التذكر، عادت المشهد في رأسها مرة أخرى لكي تتذكر وأخيرا رددت بلهفة:

- افتكرت، نمرة العربية كانت -----

نهض من مكانه وأردف بصوت مرتفع نسبيًا:

- تمام، خليكي معاها يا نايا وطمنوني أول ما يخرج من العمليات، أنا لازم أجيب العربية دي وأصحابها حالا


تحرك وهو يرفع هاتفه على أذنه وانتظر لثوانٍ قبل أن يقول:

- أيوة يا فهد بص أنا هبعتلك دلوقتي نمرة عربية عايزك تجيبلي كل حاجة عنها وعن أصحابها، معلش ضروري لأن دول اللي ضربوا نائل وأنا جايلك حالا


***


كانوا يجلسون على طاولة مكونة من خمسة مقاعد والمكان شبه مظلم من حولهم، ضم كلٍ منهم يديه وقربها من وجهه، أغلقوا أعينهم مع استماعهم لتلك الموسيقى الهادئة والمرعبة في آن واحد، فتح الذي كان يترأسهم عينيه وحل عقدة يديه قبل أن يقول:

- Now we can have the meeting

(الآن يمكننا عقد الاجتماع)

حلوا عقدة أيديهم وفتحوا أعينهم قبل أن يفردوا أذرعتهم على تلك الطاولة بشكل منظم، تحدث كبيرهم بصوت هادئ نسبيًا:

- Now that it has been proven that this doctor is an Egyptian officer, I think that the organization will stabilize after Sizka returns to it

(الآن بعد أن تم إثبات أن هذا الطبيب هو ضابط مصري أعتقد أن تستقر المنظمة بعد عودة سيزكا إليها)

تحدث أحدهم بعد أن ضم كلتا يديه:

- What if she lied and did not come back

(وماذا إن كذبت هي ذلك ولم تعود)

هنا نظر إليه بعد أن ارتسمت تلك الابتسامة على وجهه وأردف:

- There is no doubt that he is a police officer. She will believe when she watches the video and will kill him immediately. If she refuses to do so, we will resort to the second plan, which includes killing Seska and appointing a new leader for the organization.

(لا مجال للشك أنه ضابط شرطة، هي سوف تصدق عندما تشاهد الفيديو وسوف تقتله على الفور، إن رفضت ذلك سنلجأ إلى الخطة الثاني والتي تتضمن قتل سيزكا وتعين قائد جديد للمنظمة)

تحدث أحدهم وقال متسائلًا:

- How will our response to the Egyptian police?

(وكيف سيكون ردنا على الشرطة المصرية؟)

ضم كبيرهم كفيه معًا وردد بابتسامة:

- At first we will kill this officer's friend who is here, and then we will kill his family one by one so they know who the Red Line organization is.

(في البداية سنقتل صديق هذا الظابط الذي يوجد هنا وبعد ذلك سنقتل عائلته فردًا فردًا لكي يعرفوا من هي منظمة الخط الأحمر)


***


وضعت أمامه الطعام ورددت بابتسامة هادئة:

- يلا لازم تاكل علشان تبقى كويس، الأرنب ده كله لازم يتاكل

رفع أحد حاجبيه وردد بحزن:

- أرنب يا سيزكا؟ قولتيلي ليه ما كنت كلته وافتكرته فرخة وخلاص أنا مبحبش الأرانب

ضمت ما بين حاجبيها بتعجب قبل أن تقول باعتراض:

- فيه حد مبيحبش الأرانب يا طيف؟

هز رأسه بالإيجاب عدة مرات وهو يقول:

- أيوة أنا

قربت الطعام منه أكثر ورددت بإصرار:

- معلش جربها بس ومش هتندم ده طعمه حلو وهيعجبك

نظر إلى الأرنب الموضوع بالطبق أمامه وردد بحيرة:

- الصراحة أنا جعان أوي هاكل منه وأمري لله بقى

ابتسمت وساعدته في تقطيعه وحاولت أن تضع الطعام في فمه لكنه رفض بهدوء وأخذ منها الطعام وتناوله وأثناء ذلك ردد قائلًا:

- الأرانب طلعت مش وحشة أوي بس يمكن علشان جعان، المهم قوليلي فيديو أيه اللي شوفتيه ليا وبيقولوا مقتل الرائد طيف؟

انتظرت لثوانٍ قبل أن تمسح يديها بالمنديل وتجلب هاتفها، نقرت على شاشته عدة نقرات قبل أن تضعه أمام وجهه ليشاهد نفسه يُقتل فرفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:

- الفيديو ده ازاي وصل للسوشيال ميديا؟

ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول بجدية:

- معرفش بس ده مش سوشيال ميديا بس لا ده تليفزيون كمان ومطلعين هاشتاج حق الرائد طيف لازم يرجع

اتسعت ابتسامته وأردف بسعادة:

- والله فيهم الخير

ثم اختفت ابتسامته على الفور عندما تذكر والدته وقال بحزن:

- ماما زمانها شافت الفيديو ومقطعة نفسها من العياط دلوقتي

اختفت ابتسامتها هي الأخرى ورددت على الفور:

- إحنا ممكن نصورك فيديو وأنت بتقول إنك كويس ونبعته ليها علشان تطمن عليك

هز رأسه بالرفض ونظر إلى نقطة بالفراغ وهو يقول:

- لازم أشوفها بنفسي واحضنها وأقولها إن ابنك عايش وهيفضل دايما جنبك، الفيديو ممكن يكشف إن أنا لسة عايش لمجلس الريد لاين

رفعت أحد حاجبيها ورددت باعتراض:

- ومين قال إن مجلس الريد لاين ميعرفش إنك عايش؟ دول بنسبة مية في المية عارفين إنك عايش لأن دول ميخفاش عليهم حاجة وأكيد فيه حد من رجالتي اللي برا دول وصلهم الخبر، أنا عارفاهم كويس أوي

نظر إلى الأسفل لثوانٍ قبل أن يرفعها مرة أخرى وهو يقول بإصرار:

- لازم أروح وأطمنها وأطمن مراتي واخواتي بردو

- يا طيف أنت لسة تعبان والجرح لسة ملمش وبتقوم أصلا بالعافية

ابتسم وردد بهدوء لكي تنفذ طلبه:

- معلش ما هو بردو مش هروح مشي، أكيد أنتي هتجهزيلي عربية محترمة كدا أروح بيها ولازم محدش من رجالتك يعرف خالص بده علشان مبقاش في خطر والزيارة دي هيبقى فيها كلامي مع بابا اللواء أيمن علشان أقوله إنك هتساعدينا

صمتت للحظات قبل أن تحرك رأسها بالإيجاب وتوافق على مضض، لكنها شرطت عليه قائلة:

- موافقة بس هاجي معاك

وافق على عرضها وردد بسعادة:

- موافق


***


كانت الساعة الثانية عشر مساءًا عندما فقدت «اسماء» الوعي بسبب ضغف تنفسها فنهضت «تنة» على الفور وارتدت ملابسها لكي تذهب وتجلب دواء والدتها فلحقت بها «نيران» وهي تقول:

- استني يا تنة أنا جاية معاكي وهوصلك بالعربية

هزت رأسها بالرفض ووضعت يدها على كتفها وهي تقول:

- العلاج مش موجود في الصيدليات اللي هنا، الصيدلية اللي فيها العلاج بعيدة عن هنا يا نيران أنا هاخد تاكسي وخليكي أنتي مع ماما وحاولي تعمليلها تنفس صناعي وخلي بالك منها لأن رنة مش هتعرف تتصرف

هزت رأسها بالإيجاب وتركتها تذهب ثم عادت إلى «رنة» التي كانت تمسك بيد والدتها وتبكي بشدة، وضعت يدها على رأسها وقالت بهدوء:

- اهدي يا رنة، المواقف اللي زي دي لازم تبقي قوية علشان تعرفي تتصرفي، ماما هتبقى كويسة إن شاء الله بس ساعديني نفوقها ونساعدها تتنفس بصورة طبيعية عقبال ما تنة تجيب البخاخة بتاعتها

هزت رأسها بالإيجاب ورددت بصوت باكي:

- حاضر


على الجانب الآخر أوقفت «تنة» سيارة أجرة وأخبرت السائق بأن يتحرك إلى العنوان الذي أخبرته به، تحرك السائق إلى وجهته ووقف مباشرةً أمام تلك الصيدلية فأخبرته بأن لا يتحرك وأنها ستعود إليه مرة أخرى لكي يعيدها، ترجلت من السيارة وركضت إلى الداخل وأعطت الطبيب اسم الدواء فجلبه لها على الفور وأعطته المال قبل، خرجت من الصيدلية راكضة لكنها لم تجد سيارة الأجرة التي أتت بها وهذا ما أثار تعجبها إلى درجة كبيرة فهي ستسير مسافة طويلة لكي تصل إلى الطريق وتقوم بإيقاف سيارة أخرى، زفرت بضيق وتحركت بسرعة إلى الطريق الخارجي والذي كان بعيدًا عن هنا وكان الشارع كلما سارت به كلما أظلم أكثر وأصبحت تسير وحدها بهذا الشارع المظلم والمخيف، لم تهتم بهذا كثيرًا فشاغلها الوحيد هو الذهاب والدتها بالدواء الخاص بها.


في تلك اللحظة أضاء الطريق من خلفها بضوء سيارة سوداء اللون والتفتت لتجد تلك السيارة تتحرك بسرعة كبيرة تجاهها وكادت أن تدهسها لولا هذا الخفي الذي ظهر من الظلام وقام بسحبها من الطريق، رفعت بصرها لتجده ينظر إليها بقوة وهو يقول:

- متخافيش أنا هنا لحمايتك

وقبل أن تتحدث خرج أربعة أشخاص من تلك السيارة واقترب قائدهم منهما وهو يقول بإبتسامة:

- مجلس الريد لاين مش هيسيب حد عايش، كله هيموت لأن اللي بدأ الطريق وهو ميعرفش مخاطره أهله هم اللي هيدفعوا التمن


أشار «بارق» إليها بأن تقف خلفه لتحتمي به ونظر تجاههم وهو يقول بشجاعة كبيرة:

- لو كدا فمحدش هيلمس شعرة منها قبل ما تقتلوني

ابتسم كبيرهم وردد بسخرية:

- بس كدا! لك هذا

ثم تقدموا جميعهم باتجاهه فتقدم هو الآخر ولكم أحدهم وانخفض على الفور قبل أن يتلقى لكمة من أحدهم ثم اعتدل وركله بقوة ليوقعه أرضًا، كان قويًا للغاية أمامهم ولم يستطع أحد أن يتسبب في لكمة واحدة له، قفز في الهواء ولكم أحدهم بقوة في وجهه ليوقعه أرضًا ثم التفت وتصدي لضربة سكين من كبيرهم وركله بقوة، اتجه إلى أحدهم وجذبه من الأرض بقوة ثم لكمه عدة مرات قبل أن يخرج مسدسه لينهي كل هذا في الحال.


صرخة مدوية من «تنة» جعلته يلتفت على الفور ليجده يقيد يديها وبيده الأخرى يضع تلك السكين على رقبتها فوجه سلاحه تجاهه على الفور وردد بغضب:

- سيبها حالا يا إما هدفنك هنا

حب هذا المجرم أن يتسلى قليلًا قبل أن يذبحها أمام عينيه لذلك ردد بقوة:

- هسيبها بس ارمي سلاحك ده!

نظر «بارق» حوله ليجد من قام بضربهم قد نهضوا من جديد ويوجهون أسلحتهم تجاهه فنظر إلى كبيرهم وفكر لثوانٍ قبل أن يقول:

- حاضر هسيب السلاح بس متأذيهاش!

ثم انخفض ووضع سلاحه على الأرض قبل أن يقول:

- أنا سيبت سلاحي، سيبها؟

ابتسم ذلك المجرم ابتسامة واسعة وردد بجدية:

- إحنا هنا علشان نقتلها أصلا، فاكرني هسيبها بجد! بلغ سلامي لرئيسك في الشغل واحكيله ازاي أنا دبحت بنته ...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة