-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.

رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 ترك والدته بعدما وعدها أن يعود إليها مرة أخرى ثم صعد إلى الأعلى حيث شقته وتسارعت دقات قلبه وهو يفتح الباب، تقدم إلى الداخل وسار بخطوات هادئة إلى أن وصل إلى غرفة «نيران» ففتح الباب بهدوء شديد ثم سار بهدوء شديد حتى لا تستيقظ من نومها، جلس بجوارها على طرف الفراش وقدم وجهه منها كثيرًا حتى التصقت أنفه بأنفها ففتحت هي عينيها بهدوء قبل أن تصرخ بصوت مرتفع فأسرع وكتم فمها وهو يقول:

- يخربيتك أنتي اتعديتي مني ولا أيه أنا طيف يا مجنونة

هدأت قليلًا وحدقت به بعدم تصديق قبل أن تقول:

- طيف! أنا كنت متأكدة إنك عايش، كنت متأكدة

حضنته بشوق وحنين ورددت بصوت هادئ:

- أنا آسفة مكانش ينفع أسيبك لوحدك في موقف زي ده، أنا من يوميها وأنا مش بدوق النوم وبلوم نفسي ألف مرة علشان سيبتك

ابتعد عنها قليلا ثم وضع كفيه على كتفيها وردد بابتسامة:

- أنا اللي طلبت منك ده وأنتي اللي عملتيه ده كان أحسن حاجة، لو بقيتي كنتي هتموتي واللي في بطنك، أنا ربنا نجاني وكنت لوحدي لكن لو كنا مع بعض كانت هتبقى النهاية فعلا وبعدين مش جايلك نوم أيه ده أنا دخلت الاوضة لقيتك في تاسع نومة

ابتسمت وحضنته مرة أخرى بقوة فردد بتألم:

- براحة متعصرينيش أنا مضروب برصاصتين مش مسدس خرز هو

ابتعدت قليلا عنه وأردفت باعتذار:

- آسفة يا حبيبي مش قصدي

نزل ببصره إلى بطنها وردد بابتسامة واسعة:

- بنتنا القمر عاملة أيه؟

نظرت هي إلى بطنها ورددت بسعادة:

- بنتنا فرحانة علشان أنت رجعت تاني، مش لاقية اللي يجيبلها بطيخ

رفع أحد حاجبيه وأردف بتعجب:

- لسة بتتوحمي على بطيخ! حاضر هجيبلك بدل ما البنت تطلع قرعة

ضمت حاجبيها ورددت باعتراض:

- ليه يا طيف مش يمكن تبقى بطيخة حمرا! مش لازم تبقى قرعة يعني

- ده كدا تبقى أنيل هتبقى زي البنت اللي في فيلم افنجرز اللي وشها أحمر دي لا لا أنا أجيب بطيخ أحسن ونخلص من كل الحوارات دي

ضحكت بصوت مرتفع على ما قاله وحاوطت رقبته بيديها وهي تقول بحب:

- وحشتني ووحشني هزارك وكلامك ووجودك معايا

ابتسم ونظر إلى عينيها بحب وهو يقول:

- والله وأنتي وحشتيني أوي، الحياة من غيرك ملهاش طعم يا بسبوسة حياتي أنا

رددت بصوت هادئ وهي تقرب وجهها منه:

- مش ناوي تحكيلي بقى أيه اللي حصل؟

ابتسم ورفع أحد حاجبيه وهو يقول مازحًا:

- لا بقولك أيه أنا ممكن أضعف في أي لحظة وأصلا بابا مستني تحت ولو منزلتش علشان أفهمه الدنيا هياخد سيزكا ويطلع يحطها في الحجز

ضمت حاجبيها بتعجب وهي تقول متسائلة:

- سيزكا! هي سيزكا موجودة هنا؟

هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه قبل أن يقول بجدية:

- مش هحكي مرتين تعالي وهتفهمي كل حاجة تحت، قصة ولا ألف ليلة وليلة


***


تقدم بخطوات متعجلة إلى غرفة الملابس الموجودة بمقر التدريب ليجد «يوسف» على أرضية الغرفة وحوله ثلاث رجال من رجال «سيزكا» فردد بصوت مرتفع:

- ما الذي حدث له؟

أجابه أحدهم وهو ينظر إلى وجهه الشاحب:

- لقد تعرض للتسمم، اختفى نبضه ولا وجود لأنفاسه، لقد مات

ترك هذا الطبيب حقيبته وانخفض بسرعة ليضع يده على رقبته، انتظر لثوانٍ قبل أن يقول بجدية:

- إنه على قيد الحياة، نبضه ضعيف للغاية ويجب أن ننقذه قبل أن ينتشر السم في جسده بالكامل

توجه إلى حقيبته وفتحها على عجالة شديدة وهو يقول:

- سأعطيه حقنة لتوقف انتشار هذا السم وعلى أحدكم مساعدتي لكي نجعله يفيق من إغمائه، يجب أن يتقيء ليطرد هذا السم قبل أن ينتشر بأكمله


بالفعل قام الطبيب بحقنه وساعده الأخرين على إفاقته، نظر «يوسف» إلى الأعلى بضعف ولم يشاهد إلا الضباب فقط فساعده الطبيب ومساعده على التقيء وما إن انتهوا حتى ردد بصوت مرتفع:

- يجب أن نأخذه إلى المستشفى الخاصة بنا سريعًا، ما فعلته سيجعله على قيد الحياة لفترة أطول لكننا لم ننقذه بعد


***


اجتمعوا جميعًا بغرفة المكتب وبدأ «طيف» في قص ما حدث منذ البداية إلى تلك اللحظة وكان «أيمن» ومعه «نيران» يستمعان بإنصات شديد مع وجود «سيزكا» التي فضلت الصمت، أنهى سرد ما حدث قائلًا:

- ده اللي حصل بالظبط، سيزكا قررت تساعدنا وتتوب وأنقذت حياتي، بمساعدتها هنقدر ننهي خطط الريد لاين نهائي لكن كل اللي ناقصنا الخطة اللي هنقدر نحاربهم بيها

أنهى حديثه فتابعت «سيزكا» بجدية:

- مواجهة مجلس الريد لاين لازم يبقى على جبهتين، جبهة هنا في مصر لأن ليهم رجالة كتير هنا وجبهة هناك في أمريكا وزي ما قال طيف لازم يبقى فيه خطة لأن بنسبة كبيرة المجلس هيختار قائد جديد غيري ولو ده حصل نص رجالتي هينضموا للمجلس أو القائد الجديد علشان كدا لازم نكمل بعض لأن مواجهة الريد لاين صعبة ده غير إنهم عندهم خطط بديلة كتير واللي مش هنتوقعه ممكن يحصل في أي لحظة


هز «أيمن» رأسه بتفهم وظل صامتًا لوقت قصير لكي يفكر بالأمر قبل أن يقول:

- لازم قبل ما ده يتم أتكلم مع القيادة ونحط الخطة لأن الوضع صعب وأشبه بحرب

هنا تحدثت «نيران» وأضافت:

- أنا كنت ناوية أتواصل مع المقدم يوسف رأفت في أمريكا علشان ده، كنت ناوية أسبق بخطوة لكن طالما فيه خطة يبقى تمام

نظر «أيمن» لها بتعجب قبل أن يقول باعتراض:

- نيران متتصرفيش من دماغك علشان متتسببيش بمشاكل، كل حاجة هتتحل بالتفكير وبعدين أنتي واخدة اجازة علشان حملك، أبعدي عن الموضوع ده خالص لغاية ما ينتهي

صمتت للحظات قبل أن تقول بجدية:

- حاضر بس دلوقتي طيف المفروض يظهر عادي ونعلن إنه عايش ولا أيه؟

أجابت «سيزكا» على سؤالها قائلة:

- هو كدا كدا المجلس عارف إن طيف عايش وأنا واثقة من ده يعني خبر موته أو حياته مش هيفيد بحاجة، الأهم دلوقتي المقدم يوسف اللي هناك حياته في خطر خصوصًا بعد ما المجلس عرف إن هو ظابط شرطة

ضم «ايمن» كفيه وردد بثقة واضحة:

- يوسف أنا خدت خطوة ليه من غير ما أنتوا تعرفوا وهيبقى بخير إن شاء الله، أنا النهاردة هبلغ القيادة باجتماع ضروري علشان نحط الخطة اللي هنّفذها


على الجانب الآخر نزلت «تنة» إلى الأسفل بعدما استيقظت من نومها ووجدت حزاء غريب لرجل وأنثى بالخارج مما جعلها تتعجب كثيرًا فهذا الوقت مبكر للغاية، دلفت إلى الداخل لتتفاجئ بوالدتها تقف على قدميها مرة أخرى فانطلقت إليها وحضنتها بساعدة وهي تقول بعدم تصديق:

- حمدالله على سلامتك يا حبيبتي، ما شاء الله وقفتي على رجليكي وبقيتي كويسة تاني، ربنا يبعد عنك أي شر يارب

ربتت «أسماء» على رأسها ورددت بابتسامة:

- الحمدلله ربنا قومني بالسلامة ودخول طيف عليا حسسني إني رجعت شباب تاني

ابتعدت عنها قليلًا واتسعت حدقتيها بصدمة مما تقول ثم أردفت بتساؤل:

- طيف؟ طيف مين يا ماما!

ابتسمت ورددت بسعادة:

- طيف أخوكي، الحمدلله ربنا نجاه وبخير

نظرت حولها بلهفة كبيرة وأردفت بتساؤل:

- طيف هنا؟ طيف عايش؟ هو فين يا ماما؟

أشارت إلى المكتب ورددت بهدوء:

- جوا مع أبوكي ونيران وست كدا شكلها أجنبية


تركت والدتها واتجهت إلى الباب بسرعة كبيرة، فتحت باب الغرفة وبحثت عن شقيقها فوجدته ينظر إليها بتعجب قائلًا:

- تنة؟ أنتي هنا؟

انطلقت إليه فنهض هو وضمها بحب كبير، انهمرت دموعها وأغلقت عينيها وهي تقول:

- افتكرت مش هشوفك تاني، متتخيلش الفرحة والراحة اللي أنا فيها دلوقتي لما شوفتك دلوقتي

أبعدها قليلًا عنه وضم وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامة:

- أخوكي الصغير زي القطط بتسع أرواح ولا أقولك بلاش زي القطط أحسن نيران تزعل

ضحك الجميع على ما قاله بينما عبث وجه «نيران» التي قالت بعدم رضا:

- قصدك إني قطة؟

نظر إليها ورفع كتفيه وهو يقلد صوتها قائلًا:

- أنا لسة زي ما أنا عايزة أبقى قطة، نفسي أتسخط قطة، مش أنتي بردو اللي كنتي بتقولي كدا

رفعت أحد حاجبيها ورددت بتحدي:

- كنت فاقدة الذاكرة وبعدين القطط حلوة يعني مش وحشة

ابتسم وأشار إليها قائلًا:

- شوفتي أديكي ضعفتي ورجعتي تدافعي عن القطط تاني


دارت «تنة» ببصرها وهي تضحك على ما يقولونه فوقع بصرها على «سيزكا» التي كانت تبتسم لما تراه بعينيها، تركت يد شقيقها وتحركت خطوتين باتجاهها وهي تقول بتساؤل:

- أنا شوفتك قبل كدا؟ مش عارفة حاسة إني شوفتك قبل كدا

رفع «طيف» أحد حاجبيه وتابع الحوار الدائر بينهما بينما أجابت «سيزكا» على سؤالها قائلة:

- لو أنتي كنتي عايشة في أمريكا يبقى فعلا فيه فرصة إنك تكوني شوفتيني لأني أول مرة أجي مصر

ضيقت «تنة» ما بين حاجبيها ورددت بتعجب:

- أنا فعلا كنت عايشة في أمريكا، كنت متجوزة وعايشة هناك لكن انفصلت ورجعت مصر تاني

اتسعت حدقتي «طيف» بصدمة لما تقول قبل أن يقول بصوت شبه مرتفع:

- أيه! أنتي اتطلقتي من باسل؟

التفتت وهزت رأسها بالإيجاب لتجيبه بحزن:

- أيوة مقدرتش استحمل النظام الجديد وقررت قراري النهائي، كدا كدا مكنش بيعدل بينا

انهمرت عبرة من عينيها وتابعت:

- كان ..

توقفت عن الكلام عندما تذكرت وجود «سيزكا» وأردفت:

- هبقى أحكيلك بعدين

ضم «طيف» شفتيه بأسف قبل أن يقول بغضب:

- أها يا بسلة الكلب، ولا تزعلي يا تنة أنتي أميرة وألف مين يتمنا تبقى حلاله ومراته، بكرا أجوزك سيد سيده

جففت دموعها وحاولت «سيزكا» إنهاء الحوار عن هذا الأمر لذلك رددت بابتسامة:

- وأيه اللي مخليكي متأكدة إنك شوفتيني، ممكن تشابه مش أكتر

التفتت لها وحركت رأسها برفض لما تقول قبل أن تردد:

- لا أنا شوفتك واتكلمت معاكي كمان لكن مش فاكرة الموقف ولا فين بالظبط

ظلت موجهة بصرها تجاهها لعدة ثوانٍ قبل أن تسرع قائلة:

- افتكرت، كنت ساعتها في أمريكا فعلا وروحت لباسل مقر الشغل عنده وساعتها فتحت باب مكتبه لقيتك خارجة من عنده وهو قالي إن اسمك

صمتت قليلًا لتتذكر الاسم قبل أن تتابع:

- مش فاكرة الاسم أوي بس قال إنك شريكته في المشروع الجديد وأنا سلمت عليكي


في تلك اللحظة نظر «طيف» إلى والده الذي نظر إليه في نفس الوقت ثم وجهوا بصرهم باتجاه «سيزكا» التي ضمت ما بين حاجبيها قائلة:

- هو أنتي مرات باسل بجد؟

تقدم «طيف» خطوتين وردد بتساؤل:

- السؤال ده وراه مصيبة، متقوليش إن باسل عضو في المنظمة وتصدميني!

ابتسمت لما يقول قبل أن تهز رأسها وهي تقول بسخرية:

- باسل عضو في الريد لاين! لا أنا هصدمك أكتر واقولك إنه من مجلس الريد لاين نفسه

فتح فمه بصدمة لما تقول ونظر إلى والده الذي كانت صدمته لا تقل عن الجميع بينما رددت «تنة» بتعجب:

- أيه مجلس الريد لاين ده؟

لم يجيبها أحد بسبب صدمتهم الشديدة بينما نطقت «سيزكا» قائلة:

- دي منظمة عالمية بتعمل كل حاجة تيجي على بالك، قتل تجارة أسلحة تجارة مخدرات وبلاش أكمل لأن اللي بتعمله المنظمة كتير أوي

شعرت بالصدمة لما تقوله وشردت للحظات وهي تحاول استيعاب ما سمعته أذنيها بينما ردد اللواء «أيمن» بجدية:

- معنى كدا إني كنت مجوز بنتي لعضو في مجلس الريد لاين! أنا عملت تحريات عنه واتأكدت إنه سليم ده حتى من عيلة محترمة!

نهضت «سيزكا» من مكانها وهزت رأسها بالنفي لتقول بثقة:

- ولو عملت تحريات لبقية حياتك عنه مش هتعرف تثبت حاجة، اللي زي دول بيتدربوا كويس أوي على إنهم يخفوا هويتهم الحقيقة إزاي واللي حصل ده شيء طبيعي جدا وهو ماهر في التخفي وإلا مكانش عضو في المجلس نفسه، إنه يتجوز من بنت لواء دي حركة ذكية جدا كمان علشان يبعد أي شكوك عنه ولولا إن اخت طيف شافتني دلوقتي وافتكرتني محدش كان هيعرف يكتشفه

جلست «تنة» ورددت بشرود:

- معنى كدا إني كنت متجوزة بني آدم متخفي في اسمه وحياته دي وعمره أصلا ما حبني ولا فكر فيا؟

هنا نظرت «سيزكا» إلى «طيف» والذي قام بلعب لعبة «باسل» عليها فنظر إليها هو بتحدي قائلًا:

- متحاوليش تربطي ده بده يا سيزكا، أنا عارف أنتي بتبصي ليه، اللي عملته كان علشان أمنع شر وأحمي بلدي إنما اللي عمله باسل يعتبر خيانة لبلده ومش خير أبدًا

بعدت نظراتها عنه واقتربت من «تنة» وربتت على كتفها وهي تقول:

- أنا آسفة، كويس إنك عرفتي علشان تبعدي عنه وتعرفي إن نصيبك مع حد تاني

رفعت بصرها ونظرت إليها وهي تقول بابتسامة:

- أنا مش زعلانة، أنا مصدومة بس علشان عيشت معاه سنين واتضح إن كل ده مجرد شكل، أنا فرحانة لأني كنت زعلانة إني خدت قرار الانفصال عنه، دلوقتي أنا متأكدة إني خدت القرار الصح


***


خرج الطبيب من غرفة «يوسف» واقترب من أحد رجال «سيزكا» قائلًا:

- لقد أنقذنا حياته، إنه بخير الآن لكنه سيأخذ وقت ليس بطويل حتى يختفي السم بالكامل من جسده

هز هذا الرجل رأسه بالإيجاب وردد بإيجاز:

- شكرا لك، لا تخبر أحد بوجوده

- لا تقلق لن يعلم أحد بوجوده حتى لا تتعرض حياته للخطر مرة أخرى


***


- لحظة واحدة بس! معنى كدا إن باسل كان عنده علم بالناس اللي حاولت تقتلني امبارح؟ حد منهم قال إن مجلس الريد لاين مش هيسيب حد عايش وساعتها مفهمتش قصده

قالتها «تنة» التي شعرت أنها في متاهة كبيرة وقعت بها دون قصد منها فردد «طيف» ليقول بغضب:

- هم حاولوا يقتلوكي؟

ثم نظر إلى والده وردد بتساؤل:

- رد يا بابا هم حاولوا يقتلوا تنة؟

هز رأسه بالإيجاب وأجابه بجدية:

- أيوة ده حصل بس الحمدلله ربنا نجاها وبارق أنقذها من أديهم

رفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:

- بارق!

ثم نظر إلى «سيزكا» وتابع:

- معنى كدا إن المجلس هينتقم مني في أهلي

هزت رأسها بالإيجاب ورددت بأسف:

- ده تفكيرهم وده اللي بدأوا ينفذوه فعلا علشان كدا لازم يبقى فيه حراسة دايمة هنا ده غير إنك مش لازم تبقى هنا خالص لغاية ما نحط الخطة اللي هنّفذها

فرك فروة رأسه بحيرة ثم اتجه إلى شقيقته وضم كتفيها وهو يقول بحزن:

- أنا آسف يا تنة إني حطيتك في موقف زي ده، أنا السبب وأوعدك إن ده مش هيتكرر تاني إن شاء الله حتى لو هموت علشان تبقوا كلكم بخير

نظرت إلى عينيه وأردفت بجدية:

- أيه اللي بتقوله ده يا طيف! أنت ده مش ذنبك وده شغلك، بعد الشر عنك، إن شاء الله تبقى بخير والأيام الصعبة دي تعدي


***


دلف أحد الأطباء إلى غرفة «يوسف» بداخل المستشفى وأغلق الباب من خلفه قبل أن يتجه إلى فراشه، جذب المقعد وجلس أمامه لعدة دقائق قبل أن يفتح هو عينيه بصعوبة فاقترب هذا الطبيب تجاهه بسرعة وردد بجدية:

- يوسف أنت بخير؟ حاسس بأيه؟

بدأت الرؤية تضح له رويدًا رويدًا بعد أن كانت أشبه بالضباب ليظهر هذا الوجه أمامه فردد بصدمة:

- عمر؟ أنت جيت هنا إزاي وأيه اللي حصل؟

رفع اصبعه على فمه وردد بتحذير:

- ششش محدش يعرف إني عمر، أنا دكتور هنا زي أي دكتور علشان لو اتكشفت كل حاجة هتبوظ، اهدى كدا وهفهمك كل حاجة


هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى باب الغرفة قبل أن يقول:

- اتأكد إن مفيش حد برا سامعنا

نهض من على مقعده واتجه ناحية الباب ثم فتحه بهدوء ليرى من بالخارج فوجد ثلاثة أشخاص يبدوا أنهم رجال سيزكا وكانوا يتحدثون فأغلق الباب مرة أخرى برفق وعاد إليه قبل أن يقول:

- متقلقش كلهم مشغولين برا، اللواء أيمن كلمني من يومين وقالي إنك في خطر وإن الرائد طيف اللي معاك في المهمة رجع مصر واتقتل وفهمني كل حاجة، أنا طبعا سافرتلك على هنا علطول وبمساعدة حد من رجالتنا قدرت أخشلك هنا على أساس إني دكتور، عايزك تسمعني بقى كويس علشان نخرج من هنا، أنا عارف إنك تعبان لسة بس متقلقش هنخرج من هنا ودكتور مخصص هيعالجك في مكان آمن، أنا هخرج من هنا بعدها بخمس دقايق هتضغط على زرار الجرس اللي جنبك ده ولما يجي حد هتطلب منه إنك تخش الحمام، طبعا هيوديك للحمام هكون أنا مستنيك هناك والباقي عليا تمام

هز رأسه بضعف موافقًا على ما يقوله وأردف:

- تمام


بالفعل رحل «عمر» وانتظر «يوسف» لخمس دقائق ثم ضغط على زر الجرس وخلال نصف دقيقة فتح أحد الممرضين الباب فردد هو بضعف:

- أريد أن أذهب إلى المرحاض

تقدم الممرض وساعده على النهوض وقام بسنده حتى أوصله قبل أن يقول:

- أنا أنتظرك بالخارج حتى تنتهي

هز رأسه بالإيجاب وانتظر حتى خرج ثم بحث بعينه في كل مكان عن صديقه المقرب ليجده يخرج من خلف باب، اقترب منه وأمسك يده وهو يقول:

- يلا يا يوسف، اتسند عليا وملكش دعوة بالباقي، إحنا هنخرج من الباب ده علشان بيودي على الطرقة التانية من المستشفى ومحدش هناك أنا اتأكدت

اكتفى بهز رأسه بضعف ثم مال على صديقه الذي ساعده على الخروج من هنا واتجه إلى الخارج ليجدوا سيارة بانتظارهم، ساعده على دخول السيارة ثم استقل المقعد بجواره قبل أن يردد بجدية:

- اتحرك يا طارق


تحركت السيارة بسرعة بعيدًا عن هذا المكان بينما نظر «يوسف» إلى صديقه بابتسامة قائلًا:

- أنقذت حياتي تاني، أنا قولت دي نهايتي خلاص

وضع يده على كتفه وردد بابتسامة هادئة:

- إحنا اتفقنا مش هنموت غير واحنا مع بعض وبعدين مش يوسف باشا اللي يموت مسموم، اللي زيك يموت وهو واقف على رجله وماسك سلاحه وبيقاوم

أغلق عينيه ليأخذ أنفاسه قبل أن يقول يصعوبة:

- ماما واختي ومراتي عاملين أيه؟

ربت على كتفه بهدوء وأردف:

- قبل ما أجيلك زورتهم والحمدلله بخير، عايزينك ترجعلهم بس وده هيحصل إن شاء الله يا بطل

- إن شاء الله


***


ترك المنزل ورحل مع «سيزكا» بعدما وعد والدته بالعودة عندما يضع والده خطة جيدة للتعامل مع هؤلاء المجرمين الذين يشكلون خطر كبير، استقل المقعد الأمامي بالسيارة بجوارها فنظرت هي إليه وأردفت قبل أن تقود السيارة:

- متضايقش إنك هتسيبهم، كلها يومين وهترجع

ثم ابتسمت وقالت مازحة:

- وبعدين أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ملكش في الأكشن طلعت ظابط كبير وأكيد متدرب تدريب يليق بمركزك والصراحة أنا عايزة بعد ما تخف نهجم على حد منهم جنب بعض علشان أعرف أنت في نفس قوتي ولا لا

ابتسم وفرك كفيه قبل أن ينظر إليها قائلًا:

- مهما كانت قوة الست كبيرة فهي بالنسبة لقوة الراجل جرجيرة

رفعت أحد حاجبيها لتقول بعدم رضا:

- قصدك إن قوتي جرجير!

هز رأسه بالنفي وأوضح لها قائلًا:

- لا مقولتش كدا، بقول بالنسبة لقوة الراجل وبعدين هنفضل واقفين كتير ولا أيه يلا اتحركي قبل ما حد يشوفنا


فضلت الصمت وقادت السيارة إلى حيث المكان الذي يوجد به مقر إقامة رجالها، وصلوا إلى بداية الطريق المؤدي إلى مبنى إقامتهم فتفاجئا بسده عن طريق شجرة كبيرة فنظرت إليه قائلة بجدية:

- زي ما كنت متوقعة رجالة الريد لاين هنا

لوى ثغره وردد بسخرية:

- مش كنتي عايزة تشوفي قوتي! اجهزي بقى علشان هقاوم وأنا متصاب أصلا

عادت بالسيارة إلى الخلف فوجدت النيران تنطلق من كل مكان تجاههما، أخفض الاثنين رأسهما ليحتموا من النيران الكثيفة بينما تألم «طيف» بشدة لأنه كان يضغط على الجرح بقوة ولكن تلك الطريقة الوحيدة لكي يحتمي من الطلقات النارية التي تصيب السيارة من كل مكان.


فتحت حقيبتها وأخرجت مسدس منها قبل أن ترفع المقعد الذي كانت تجلس عليه لتخرج من أسفله سلاح رشاش ومسدس أخر، مدت يدها بالسلاح الرشاش ورددت بجدية وصوت مرتفع:

- هتعرف تتعامل؟

أخذ منها السلاح وشد أجزائه وهو يقول بجدية:

- كدا ميت وكدا ميت، استعنا على الشقى بالله

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة