-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السادس عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.

رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السادس عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السادس عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

أشارت إلى النافذة التي كانت بجواره ورددت بصوت مرتفع لكي يظهر من بين صوت إطلاق الرصاص العالي:

- أنت من هنا وأنا من هنا بس خلي بالك لأنهم في كل حتة

هز رأسه بالإيجاب وارتفع ليطلق الرصاص من نافذته ثم عاد إلى الأسفل مرة وفعلت هي كذلك قبل أن تقول بجدية:


 - لازم نخرج من هنا العربية هتولع بينا، هعد لغاية تلاتة هتغطيني وتطلع تضرب عليهم علشان اطلع وبعدين لما اطلع هغطيك لغاية ما تخرج أنت تمام

- تمام

- واحد اتنين تلاتة


ارتفع مرة أخرى وأطلق الرصاص من سلاحه الرشاش في كل مكان وأصاب أحدهم واستمر في إطلاق الرصاص حتى خرجت هي فانخفض هو وانتظر حتى اختبأت خلف شجرة ضخمة وأطلقت الرصاص تجاههم فتسلل وخرج من السيارة وتألم كثيرًا من جرحه لكنه تحامل على نفسه وزحف حتى وقف خلف حجر ضخم، وضع يده على مكان جرحه بتألم شديد وشعر بالدوار فصاحت بصوت مرتفع:

- استحمل يا طيف وركز متستسلمش، هعد لغاية تلاتة ونطلع نضرب مع بعض تمام؟

هز رأسه بالإيجاب فعدت هي لرقم ثلاثة وخرجا معًا ليطلقا الرصاص على اتجاه الضرب ولم تكتفي هي بذلك بل شعرت بالغضب وخرجت من خلف تلك الشجرة وركضت بسرعة وهي تطلق الرصاص من سلاحيها وأوقت اثنين منهم.


بحث «طيف» عنها بجواره فلم يجدها مما جعله يتحرك من الخلف ويلف من حول هذا الطريق وأثناء ذلك تصادف بأحدهم أمامه وقبل أن يطلق هذا المجرم الرصاص أصابه وقتله في الحال وتابع تحركه حتى ظهر أمامه من بعيد ثلاثة أشخاص أحدهم يطلق الرصاص في جهة أخرى يبدوا أنه يُطلق على «سيزكا» والاثنين الآخرين كانا يبحثان بأعينهما عنه فرفع سلاحه الرشاش ونظر من خلال المنظار وأطلق على أحدهم وأوقعه في الحال وأطلق على الثاني لكنه تراجع بسرعة ولم يُصيبه، اختبئ ونزع خزانة سلاحه فلم يجد سوى رصاصة واحدة فلوى ثغره وهو يقول بعدم رضا:

- كدا رصاصة في السلاح ورصاصة في الخزنة واكتر من عشرين واحد قصادنا، فل الفل


على الجانب الآخر ظلت تركض بسرعة حتى توقفت خلف شجرة وألقت بالمسدس الذي كان بيدها اليسرى بعدما نفذ منه الرصاص ونزعت خزانة المسدس الآخر فوجدت به رصاصتين فقط، تأففت بضجر ولم تعرف كيف ستتغلب عليهم، فكرت قليلًا وهنا تحكم الخبرة والتدريبات الكثيفة فأمسكت بسلاحها الخالي من الرصاص وخرجت من خلف تلك الشجرة وضغطت على الزناد وهي تصوب ناحية أحدهم، مثلت الصدمة عندما وجدت أن سلاحها نفذ فعادت إلى حيث تختبئ مرة أخرى وضحك أحد هؤلاء المجرمين وهو يقول:

- يبدوا أن سلاح رئيستنا قد نفذ، جائت النهاية بالنسبة لها، هيا بنا


بحث «طيف» بعينيه فوجد هذا الرجل الذي قتله فتسلل إليه بهدوء وسحب سلاحه وهو يقول:

- شكرا على السلاح يا كبير

تركه وعاد إلى مكانه مرة أخرى ونظر من خلال المنظار الموضوع أعلى السلاح ليجد ثلاثة يتحركون إلى الجانب الآخر من الطريق حيث «سيزكا» فشعر بالقلق وتوقع نفاذ سلاحها لكنه وثق بأنها ستتعامل جيدًا مع هذا الموقف فهي قائدة تلك المنظمة وحصلت على الكثير من التدريبات، أبعد بصره عن هؤلاء والتف بهدوء شديد حتى ظهر أمامه أحدهم فأطلق عليه وأوقعه، في تلك اللحظة خرج ثلاثة أخرون وأطلقوا الرصاص بكثافة تجاهه فاختبأ خلف أحد الأشجار وردد بقلق:

- هم مبيخلصوش ولا أيه؟ يارب ساعدنا


على الجانب الآخر انتظرت «سيزكا» اقترابهم وما إن استمعت إلى خطوات أرجلهم حتى خرجت بشكل مفاجئ وأطلقت رصاصة على من يتقدمهم وحركت يدها بسرعة لتطلق على الآخر ثم اختبأت على الفور وأطلق ثالثهم النار بغزارة لكنها لم تصيبها، فكرت في حل للتغلب على هذا المسلح لأنها الآن نفذت ذخيرتها بالكامل، نظرت للأعلى فوجدت جذع لتلك الشجرة التي تحتمي بها فكسرته بسرعة قبل أن تلقيه في جهة، تشتت انتباه هذا المسلح ونظر في الجهة التي ألقت بها الجذع فاسرعت هي في تلك اللحظة وخرجت من مكانها لتركله بقدمها بقوة ليقع أرضًا، تقدمت ونزعت سلاحه منه ثم أطلقت الرصاص تجاهه لتقتله في الحال


ركض بسرعة وسط الرصاص المنطلق تجاهه واختبأ خلف شجرة أخرى، تنفس بصعوبة لأن ألم جرحه لم يعد يتحمله فهو ضغط عليه كثيرًا تلك المرة، شعر برجفة تسير في يديه وبدأت الرؤية تصعب له كثيرًا، جلس مكانه وسند رأسه على تلك الشجرة وردد بضعف:

- يارب نجيني مش علشاني، علشان أهلي اللي حياتهم هتتحول جحيم لو حصلي حاجة، يارب

وفقد الوعي بعد أن نطق تلك الكلمات


تقدم خمسة مسلحين إلى حيث مكان «طيف» بحذر فهو لم يخرج ليطلق الرصاص منذ وقت طويل فظنوا أن ذخيرته قد نفذت، قسموا أنفسهم على مجموعتين، الأولى مكونة من شخصين وكانا يتحركان ببطئ خلف المجموعة الثانية المكونة من ثلاثة أشخاص وهم من كانوا يسيرون في المقدمة، اقتربوا من مكانه ليتفاجئوا باغماءه فتقدم أحدهم وتحسس نبضه قبل أن يقول بصوت مرتفع:

- إنه على قيد الحياة

ابتسم قائدهم قبل أن يقول بثقة:

- انتهت اللعبة الآن، سنستخدمه لنجعلها تستسلم وبعد ذلك سنقتلهما معًا


***


توقفت السيارة أمام بناية سكنية في مكان شبه خالي من المارة، خرج «عمر» وساعد صديقه «يوسف» على النزول قبل أن يحمله بين ذراعيه فصاح هو بصوت شبه مرتفع:

- أيه يبني بتعمل أيه نزلني هو أنا بيبي

ضحك «عمر» وتحرك به إلى داخل البناية وهو يقول:

- لو مش أنا اللي هشيلك يا قائد وقت تعبك مين هيشيلك يعني وبعدين أنت تعبان وماشي بالعافية، إن شاء الله هتبقى بخير وترجع ترعبهم مرة تانية

نظر إلى نقطة بالفراغ قبل أن يقول بحزن:

- مش قادر أصدق إني وقعت في فخ زي ده مع إني متدرب على المواقف اللي زي دي كويس أوي

نظر إليه وردد بجدية:

- مش حكاية تدريب، أنت اتوقعت الضربة هتيجي بالسلاح وش لوش لكن متوقعتش إنهم تعالب بيضربوا من الضهر، لو مكنتش قوي وخايفين من مواجهتك مكنوش عملوا كدا، متفكرش أنت بس في حاجة دلوقتي وحقك أنت هترجعه بايدك إن شاء الله


***


عادت مرة أخرى إلى مكان تواجد «طيف» بعدما اختفى أصوات الطلقات النارية من الجهة التي يتواجد بها، تحركت بحذر وهي تمسك بسلاحها لتتفاجئ بخمسة أشخاص أمامها، أربعة أشخاص يوجهون سلاحهم تجاهها وقائدهم يوجه سلاحه إلى رأس «طيف» الذي كان فاقدًا للوعي، شعرت بالغضب ووجهت سلاحها تجاههم فصاح قائدهم الذي كانت تعرفه «سيزكا» جيدا وقال بنبرة مهددة باللغة الإنجليزية:

- لو خرجت رصاصة واحدة من سلاحك سأفجر رأسه في الحال

نظرت إليه بتحدي قبل أن تردد بسخرية:

- زيتش الذي قمت بتدريبه بيدي هو من يهددني الآن! عجبًا لهذا الزمن، أنا القائدة هنا لذلك اتركه ونفذ أوامري

ضحك بصوت مرتفع قبل أن يرفع حاجبيه وهو يقول بفخر:

- القائدة التي وضعت المنظمة بأكملها في خطر من أجل قلبها! ليتكِ أحببتي شخص بقوتك، لقد أحببتي فأر وها هو لم يتحمل وسقط دون أن تصيبه رصاصة

ابتسمت بسخرية قبل أن تتقدم خطوة واحدة وهي تقول:

- هذا الفأر أوقع الكثير من رجالكم وهو مصاب برصاصتين ولم تستطيعوا الوصول إليه إلا عندما فقد وعيه وهذا يدل على ضعفكم أمامه أما عن قلبي فلا تتحدث عنه حتى لا أقتلك الآن

ضحك مرة أخرى بصوت مرتفع وردد بجدية:

- سأعد حتى ثلاثة إن لم تتركي سلاحكِ سأقتله، واحد اثنان ثلاثـ..

أوقفته ورددت باستسلام وهي تنخفض إلى الأرض:

- حسنًا سأترك سلاحي، لا تؤذيه


انخفضت ووضعت سلاحها أرضًا قبل أن تقول:

- تركت سلاحي لكنني أعلم أنك لن تتركه لذلك

رفعت سلاحها مرة أخرى واطلقت رصاصة أصابت رأسه مباشرة ثم أسرعت واطلقت الرصاص على البقية بسرعة كبيرة قبل أن يفكروا حتى في إطلاق الرصاص

نهضت من مكانها مرة أخرى ونظرت إلى جثة هذا المجرم قبل أن تقول:

- لقد أخطأت عندما ظننت أنك ستتفوق عليّ


تركته وأسرعت إلى «طيف» وحملت رأسه ثم مالت على صدره لتتأكد أنه على قيد، تأكدت أنه بخير لكنها شعرت بالصدمة عندما رأت الدماء التي غطت التيشرت الخاص به فجرحه تأذى كثيرًا بكل هذه المقاومة والحركات القوية وهذا ما تسبب بالاغماء له.


رفعت الهاتف الخاص بها بعدما هاتفت «هادي» وقالت بصوت منفعل:

- هادي أنا عايزاك حالا في المكان اللي هبعتلك اللوكيشن بتاعه، أنا قريبة منك وكلم الدكتور اللي عالج طيف، خلي بالك علشان رجالة مجلس الريد لاين في كل مكان


***


اقتربت من المكتب وطرقت الباب بهدوء ليقول من في الداخل:

- أدخل

فتحت الباب ودلقت إلى الداخل قبل أن تقول:

- فيه حد يا مستر أشرف عايز يقابلك بيقول انه ظابط شرطة

ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يقول:

- ظابط! طيب دخليه

- تمام يا فندم

خرجت وماهي إلا ثوانٍ حتى دلف «زين» إلى الداخل فوقف «أشرف» وردد بابتسامة:

- أهلا وسهلا، اتفضل

أشار إلى المقعد المقابل له فجلس عليه قبل أن يقول الأول:

- ممكن اتعرف بسعادتك وأيه سبب الزيارة دي؟

وضع قدمًا فوق الأخرى وصمت للحظات قبل أن يجيبه:

- أنا الرائد زين الجيار، سبب وجودي هو اللي حصل لنائل نائب مدير شركة الجيار لمستحضرات التجميل، طبعا عرفت اللي حصله

هز رأسه بالإيجاب قبل أن يسأل بعدم فهم:

- أيوة طبعا عرفت باللي حصل واستغربت مين ممكن يعمل كدا لكن بردو معرفتش سبب زيارة سعادتك!

ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول بنبرة تحمل معنى:

- أنا هنا علشان السؤال اللي أنت لسة قايله وهو مين ممكن يعمل كدا، طبعا في اليوم ده نائل انفعل عليك أنت واتنين شركائك من المستثمرين في الشركة بعد ما وقفتوا شغل وهو هددكم بدفع الشرط الجزائي أو هتدفعوا زيادة ده غير إن الشرط الجزائي زاد للضعف، يُصادف إن في نفس اليوم وهو مروح يحصله ده معنى كدا أيه؟


ابتسم ورفع أحد حاجبيه وهو يقول:

- اها سعادتك جاي تتهمني أنا واللي معايا إننا اللي عملنا كدا!

ضم «زين» كفيه وأردف بهدوء ماكر:

- أنت شايف أيه

- شوف يا باشا، أنا واللي معايا شغلنا نضيف تمامًا وعمرنا ما اتعاملنا بالطريقة اللي بتتهمنا بيها دي خالص، عندنا كل حاجة خاصة بالشغل فقط وعايزك تعرف كويس أوي إن سبب وقفنا للمشروع كان لانفصال مدام ياسمين ومستر نائل بسبب قلقنا على سير الشغل واللي عمله مستر نائل في الاجتماع بسبب غلطنا وغبائنا إحنا لكن بأكدلك إن إحنا مش كدا خالص ولا السبب في اللي حصله وسعادتك ممكن تسأل عننا وعن شغلنا وبعد ما تسأل أنا تحت أمرك

ظل موجهًا بصره تجاهه ليحاول أن يدرسه ويعرف هل يتحدث بصدق أم لا فوجده ثابتًا ويبدوا أنه ومن معه ليس لهم علاقة بما حدث ليبقى السؤال الذي لم يعرف أحد إجابته "من المتسبب في هذا الحادث وما علاقته بنائل؟"


***


"بعد مرور ثلاثة أيام"


- لقد أخبرتك أن تقتل عائلته بأكملها ولا تقترب من شقيقته الكبرى! أرسلت الرجال وأول من حاولوا قتله هي!

قالها «باسل» بانفعال لأحد رجال مجلس الريد لاين الذي أجابه بهدوء:

- شقيقته لم يعد لها علاقة بك لذلك لا تفكر بها، جميعهم سيموتون

ابتسم ليقول بسخرية:

- أرى أن رجالنا هم من يتم قتلهم، لم يستطيعوا قتل تنة ولم يستطيعوا قتل طيف وسيزكا، هل تعلم كم من الرجال أرسلنا؟

ضم هذا الرجل المدعو بـ «كين» كفيه وردد بثقة واضحة:

- نحن نعلم جيدًا قوة عدونا، يجب أن نتحمل الخسائر في حرب صعبة، سيزكا كانت قائدة تلك المنظمة ومواجهتها شبه مستحيلة لكن المجلس يفوز بالنهاية، ما نفعله هو مواجهة هادئة لجعلهم يظنون أن النصر حليفهم لكن المواجهة الأشرس عندما تقوم لن يبقى أحد على قيد الحياة

رفع حاجبيه وهو يقول بتفهم:

- أنا أعلم ذلك لكن لا تقتربوا من تنة مرة أخرى، هي لا تشكل خطر ولا مانع من قتل البقية

وضع «كين» قدمًا فوق الأخرى وردد بابتسامة:

- حسنا لن يمسها أذى، حان وقت المهمة ريد ويجب تنفيذها في الحال ليحل الرأس الجديد

ابتسم وقال بثقة كبيرة وهو ينهض من مكانه:

- لا تقلق سيتم تنفيذ المهمة اليوم، أنا على تواصل مع أصدقائنا في مصر


***


ظلت موجهة بصرها إلى وجهه ولم تبعد نظرها عنه منذ أن جلست على هذا المقعد، تمنت لو يفتح عينيه وتراه بخير مرة أخرى، أخبرها الطبيب بالأمس بأن الخطر قد زال وأنه سينقل لغرفة أخرى وها هو أمامها من جديد، تذكرت ذكرياتهما الجميلة معًا وابتسمت بشكل تلقائي عندما تذكرت مزاحهما معًا، قربت رأسها منه ورددت بأسف بعدما انهمرت عبرة من عينيها:

- أنا آسفة والله يا نائل، أنا عارفة إن كلمة آسفة دي عمرها ما هتصلح اللي اتكسر بس أنا بعترف إني غبية، أنا بني آدمة وحشة وسطحية وكل حاجة وحشة فيا، أنا مكانش قصدي أقولك كدا والله، أنت ليك حق تزعل وتبعد بس أنا مستعدة اعوضك عن كل ده بمجرد ما تديني فرصة تانية، أنت عارف أنا مفيش يوم مفكرتش فيك من ساعة ما سيبنا بعض، كل يوم كنت بحلم باليوم اللي هنرجع فيه لبعض وننسى كل اللي حصل، أنت كل تفكيري وعقلي وقلبي، مبركزش في الشغل علشان مركزة في كل تفاصيلك وكلامك وشكلك، كنت بفتح صورك كل يوم وأعيط وبعدين احضن الموبايل وأنام، أنا محدش استحوذ عليا كدا غيرك يا نائل، أنا نفسي أحضنك دلوقتي وأعيط بس مش هينفع، فوق وأوعدك إني أتغير للأحسن دايما وهعمل حاجات كتير حلوة


زاد بكائها ورفعت رأسها للأعلى وهي تقول:

- يارب قومه بالسلامة واحميه علشان أنا مليش غيره، يارب والله هتغير للأحسن كتير بس يبقى بخير، ياااارب

في تلك اللحظة اهتزت رموش عينيه وفتحها بضعف ليرى ضباب كثيف أمام عينيه فردد بضعف واضح:

- أنا فين

انتبهت لحديثه واسرعت لتمسح دموعها وهي تقول بتعلثم:

- نائل! أنت كويس؟

نهضت بسرعة وضغطت على الزر ثم عادت لتنظر له قبل أن تقول:

- متتعبش نفسك الدكتور جاي

ظل يغلق عينيه ويفتحها عدة مرات وهو يقول بتساؤل وصوت ضعيف:

- أنا فين، أنا فين

اقتربت منه أكثر ورددت بهدوء:

- اهدى يا نائل أنت في المستشفى، أنت الحمدلله بخير

وجه بصره تجاهها ليقول بتلقائية:

- أنتي مين؟ أنا أعرفك؟

ضيقت ما بين حاجبيها بصدمة قبل أن تردد بعدم فهم:

- أنا ياسمين يا نائل! للدرجة دي الزعل خلاك تنساني!

هز رأسه بخفة لقول بتعب شديد:

- نائل مين وياسمين مين! أنا فين!


حضر الطبيب في تلك اللحظة واقترب منه وهو يقول:

- أهدى يا نائل أنت هنا في المستشفى والحمدلله إنك بخير

حاول النهوض من مكانه لكنه لم يستطع فردد بغضب:

- بردو هتقول نائل زيها؟ أنا جيت هنا ليه وهي تعرفني منين! وليه بتقولولي نائل؟

نظرت إلى الطبيب بخوف ورددت بعينان دامعتان:

- فيه أيه يا دكتور هو ماله؟

نظر إليها ثم عاود النظر إليه وهو يقول:

- الضربة اللي على دماغه متسببش فقدان ذاكرة! أنا الصراحة مستغرب لكن هرجع لدكتور رأفت هو المسؤول عن حالته

ضمت حاجبيها ونظرت إلى «نائل» وهي تقول بصدمة:

- فقدان ذاكرة!


***


سارت بخطوات هادئة قبل أن تدفع باب الغرفة بقدمها لكي تعبر إلى الداخل، تقدمت ووضعت الطعام أمامه وهي تقول متسائلة:

- اللواء أيمن بلغك بحاجة جديدة!

هز رأسه بالنفي وأجابها قائلًا:

- بعتله رسالة على الايميل اللي متفقين عليه لكن لسة مردش، المفروض يقولنا على الخطة من يومين مش فاهم فيه أيه، أنا لازم أرجع

أسرعت لتقول باعتراض واضح:

- ترجع إزاي أنت لسة تعبان ومتنساش اللي حصلك من كام يوم

ابتسم وردد بجدية:

- لازم أرجع زائد إن وجودي هنا زاد عن اللزوم

فضلت الصمت وأغلقت هذا الموضوع قبل أن تشير إلى الطعام وهي تقول:

- طيب اتفضل كل

ابتسم ابتسامة هادئة وردد بنبرة ممتنة:

- تسلمي على الأكل

ثم بدأ في تناول الطعام وأثناء ذلك رددت هي بجدية:

- صاحبك اتسمم

توقف عن الأكل وضم حاجبيه بصدمة وهو يقول:

- صاحبي مين؟ أوعي تقولي يوسف!

لوت ثغرها ونظرت إلى الأسفل بحزن قبل أن ترفعها مرة أخرى وهي تقول:

- هو يوسف ورجالتي لحقوه لكنه اختفى من المستشفى بعدها، تقريبا رجالتكم هربوه

نظر إلى نقطة بالفراغ وشرد قليلًا قبل أن تكسر هي هذا الهدوء قائلة:

- بتفكر في أيه؟

ظل موجها بصره إلى تلك الجهة وردد بحزن:

- بفكر في المصيدة اللي إحنا فيها، رجالة الريد لاين في كل مكان لدرجة إن جوز أختي طلع منهم، أنتي قولتي إني لازم أتوقع اللي مش ممكن يحصل منهم لدرجة إني بشك في صوابع رجلي دلوقتي

ضمت حاجبيها ورددت بتساؤل:

- شاكك في مين؟

نظر إليها وأجابها بثقة كبيرة:

- شاكك في كل رجالتك اللي برا دول، شاكك فيهم بلا استثناء حتى هادي، نصيحة حاولي تعرفي مين في صفك ومين ضدك علشان الضربة متجيش من ضهرنا

ابتسمت وأشارت إلى الطعام الموضوع أمامه وهي تقول:

- خلص أكل وتعالى معايا، هنكشفهم سوا


***


- فقدانه للذاكرة مؤقت وهيرجع يفتكر كل حاجة مش عايزكم تقلقوا من حاجة

قالها الطبيب الخاص بـ «نائل» لـ «ياسمين» بحضور «نايا» و «يارا» فهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:

- طيب أيه التصرف الصح دلوقتي يا دكتور؟

نظر إلى «نائل» النائم بعد أن تم إعطائه حقنة منومة قبل أن يجيبها:

- التصرف الصح هو إن محدش منكم يبقى معاه هنا علشان وقت ما يفوق كل ما هيشوف ناس مش عارفهم كل ما هيتعرض لصدمة وضغط أكبر ومتنسوش إن فيه كسور كتير في جسمه يعني أي حركة انفعالية ممكن تتسبب في عاهة مستديمة زي إنه ميقدرش يمشي تاني لاقدر الله

أسرعت لتقول بموافقة:

- لا لا إن شاء الله يبقى بخير واحنا هنقعد في الاوضة اللي جنبه وهتابعه من بعيد لغاية ما يرجع يفتكر كل حاجة تاني

ابتسم الطبيب واستعد للرحيل وهو يقول بجدية:

- يبقى أفضل، بعد اذنكم


***


خرجت وهي تحمل مسدسها وخرج هو من خلفها بينما انتبه جميع رجالها لهما فوقفوا على الفور، نظرت إلى عين كلٍ منهم لكي تبث الرعب في قلبهم قبل أن تقول:

- طبعا أنتوا عارفين أنا مين! أنا سيزكا قائدة منظمة الريد لاين أكبر منظمة في العالم وطبعا عارفين إن وجودي هنا شرف ليكم لأن محدش كان يحلم يشوفني أصلا، أحب أقولكم إن فيه خاين بينا أو بمعنى أصل خاينين، فاكرين إن هزيمتي سهلة لكن جيه وقت الحساب، كل واحد خاني هخلي طيف يعاقبه بس فيه فرصة إنه يرجع ويختار الجهة الصح اللي يكمل معاها

تابع «طيف» على ما قالت وردد بغضب:

- كل واحد فيكم أنا درسته كويس أوي وعارف مين الخاين من الوفي علشان كدا عايزكم كلكم تقفوا صف وتدوني ضهركم وأنا هقتل الخاين بينكم لكن هرجع وأقول نفس الكلام وهو إن لسة فيه فرصة، اللي هيعترف ويختار سيزكا هينقذ نفسه وحياته لكن اللي هيفضل ساكت رصاص سلاحي هيسلم على دماغه


صمت هو فتابعت هي بغضب:

- كله يقف صف ويديني ضهره واللي هيرفض هعتبره خاين وهيتقتل

نظروا إلى بعضهم في شيء من القلق قبل أن يقفوا صف واحد وينظرون إلى جهة أخرى بينما أخذ «طيف» السلاح من «سيزكا» وشد أجزائه بصوت قوي ليبث في قلوب الخائنين الرعب ووجه السلاح إلى رأسه الأول الذي صرخ وقال:

- هتكلم وهبقى في صف سيزكا بس متقتلنيش

ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بذكاء واضح:

- طيب خليني أختبر ولائك وهقولك طلع اللي معاك من هنا واللي بيساعدوا المجلس، طبعا أنا عارفهم بس علشان أعرف كلامك حقيقي ولا بتنقذ حياتك بس

التفت هذا المجرم وأشار إلى رجل آخر ثم أشار إلى «هادي» وتابع:

- هم دول اللي معايا، المجلس كلفنا بنقل كل الأخبار عنكم والنهاردة فيه قوة كبيرة من المجلس هتهجم على المكان علشان تقتلكم


أخذت السلاح من «طيف» ثم وجهته تجاه هذا الخائن وأطلقت الرصاص عليه ثم حركت يدها وأطلقت على الخائن الآخر فالتفت «هادي» لتوجه السلاح تجاهه وهي تقول بغضب:

- أنت يا هادي! أنا اعتبرتك دراعي اليمين وأقوى رجالتي

لم يهتز وردد بثقة كبيرة:

- أنا كنت كدا فعلا لكن لما كنتي رئيسة الريد لاين فعلا لكن دلوقتي أنتي بتدمري المنظمة ومبقتيش الرئيسة لأن المجلس اختار القائد التاني خلاص

ضمت حاجبيها لتقول بتساؤل:

- مين القائد التاني؟

ابتسم ابتسامة واسعة ليقول بشكل غامض:

- هيكون مفاجأة

ثم نظر إلى «طيف» وتابع بغموض أكثر:

- أنت بنفسك دخلت المحفل بتاعه يا سيادة الرائد ...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة