-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال سالم - الفصل التاسع والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والثلاثون من رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال محمد سالم .

رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال سالم - الفصل التاسع والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 

رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال سالم

رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال سالم - الفصل التاسع والثلاثون

 شعرت وكأن جسدها يسبح على موجات هادئة، تدللها، تداعب أطرافها، مما أجبرها على الاستيقاظ، نهضت بكسلٍ، واعتدلت في رقدتها الغريبة على هذا الفراش الوثير، لتنظر حولها بدهشةٍ يشوبها كل القلق. أمعنت "فيروزة" النظر في أركان هذا المكان غير المألوف عليها والمكسو باللون الأبيض، مدت ذراعيها للأمام، وأخذت تقلب كفيها لتنظر إلى الأكمام الواسعة المتدلية أسفل معصميها، شعرت بالملمس الناعم للقماش على جلدها، تلقائيًا امتدت كلتا يديها أعلى رأسها تتحسس حجابها، لم يكن موجودًا، كان شعرها طليقًا، ينساب على ظهرها.

أدارت وجهها للجانب، تحاول رؤية الندبات البارزة على جانب كتفها؛ لكنها لم ترها، وبكل ما يعتريها من خوفٍ ورهبة تجرأت على تحسس موقعها، فلم تجدها، خفق قلبها بقوةٍ، وتساءل صوتٌ ما بعقلها:

-أنا فين؟ وإيه اللي بيحصل؟

شعرت بوجوده قبل أن تبصره، فأخذت عيناها تبحثان عنه في لهفةٍ وتوق، إلى أن رأته يتقدم نحوها حاملاً بين ذراعيه سلة خشبية مستديرة، بها ثمار التفاح الحمراء، أحست بلعابها يسيل، وبنبضاتها تتسارع، تركزت عيناها على وجهه البشوش، ونظراته الدافئة، تسلل إليها المزيد من شعور الدفء والأمان، رأته يُقبل أكثر عليها، وهو في كامل الوجاهة والوسامة، دققت النظر في ثيابه، كان يرتدي ألوانًا فاتحة، تميل للأزرق السماوي، في كلٍ من قميصه وبنطاله، ظل يتقدم ناحيتها إلى أن جلس عند ركبتيها، ورأسه مرفوع نحوها، يُطالعها بنفس الطريقة المحببة إليها.

بادلته النظرات الحالمة، وابتسامة صافية تزين شفتيها، سمعته يهمس لها بشيءٍ مبهم، فتساءلت دون أن تنبس بكلمة عما يريد قوله، أرهفت السمع إلى نبرته الساحرة وهو يغازلها:

-التفاح للتفاح.

ضحكت ملء شدقيها، وراحت تردد في سعادة:

-برضوه، معندكش إلا كده؟

زاد الخفقان بقلبها وهو يُخبرها بنفس الوجه المشرق:

-وحشتيني.

توهجت بشرتها بدموية ساخنة، وأظهرت حدقتاها هذه اللمعة المثيرة، رأته يمد يده بثمرة تفاح يستحثها على تناولها، وقبل أن تتمكن من الرد عليه، صدح حولها طنين مزعج، زفرت في تأفف لإفساده هذا التناغم والانسجام، حاولت تجاهله، وسعت بشتى الطرق للتغاضي عنه؛ لكنه ظل يرتفع أكثر فأكثر، مما جعل تفاصيل المشهد الناعم تتداخل بشكلٍ أصابها بالضيق، وسرعان ما تلاشى ما حولها، لتستيقظ من نومها على صوت المنبه المنفر.

فتحت "فيروزة" عينيها، وظلت ترمش لعدة مرات حتى تستفيق كليًا، وما زالت آثار حلمها اللطيف حاضرة في ذهنها، عفويًا تقلبت على جانبها، وامتدت يدها لتلتقط هاتفها المحمول من على الكومود، لتنظر إلى الرسالة الرمزية التي بعثها بالأمس لها (ثمرة التفاح)، فأغاظته بإرسـال رمز (الطاووس) فمنحها رمزًا لقلبٍ يخترقه سهم الحب، ضحكت وقتئذ، وهي تستشعر تسارع الخفقات في تلك العضلة الرقيقة حبيسة ضلوعها.

أحست "فيروزة" بنفسها تبتسم مع استحضار الذكرى اللطيفة، والتي تم تدعيمها بحلمٍ يليق بحالتها المزاجية الرائقة. تنهدت بعدها بعمقٍ، وأعادت الهاتف إلى مكانه لتستعد إلى النهوض وهي في قمة نشاطها، وسعادتها!

....................................................

انتهى من ممارسة بضعة تمارين للضغط، كنوعٍ من تفريغ الطاقة المكبوتة بداخله، وأيضًا لتقوية عضلاته التي أهمل الاعتناء بها في الفترة الأخيرة، قبل أن يتجه إلى الحمام ليغتسل، ويبدل ثياب المنزل بالعمل. مشط "تميم" شعره، وهذب ذقنه، ليخرج من غرفته متجهًا إلى المطبخ، وجد والدته مشغولة بتحضير طعام الإفطار، دنا منها وهو يُلقي عليها تحية الصباح، ليضيف بعد ذلك:

-تاعبة نفسك يا ست الكل.

أجابته وهو تضع حشوة الجبن في رغيف العيش الساخن:

-أنا قولت ألحقك من بدري عشان تاكلك لقمة قبل ما تنزل.

علق عليها وهو يلتقط ثمرة الخيار ليقطمها:

-هابقى أفطر بعدين في الدكان مع الرجالة.

ناولته الرغيف قائلة بوجهٍ مبتسم:

-وماله، بس دي تصبيرة.

أحنى رأسه على كتفها يقبلها منه وهو يردد:

-ربنا ما يحرمني منك.

ثم بدأ في تناول الرغيف، ورأسه مشغول بأمرٍ ما. راقب والدته وهي تعمل إلى أن قرر سؤالها أخيرًا بلمحة من التردد:

-بقولك إيه يامه؟

انتبهت إليه متسائلة في اهتمامٍ، ويداها لا تكفان عن التنظيف:

-قول يا حبيبي.

تنحنح موضحًا بنفس رنة التردد المحسوسة في صوته:

-عايزك كده .. تكلمي حماتي.. وترتبي معاها نزورهم.

اتسعت ابتسامتها على الأخير وهي تخبره بترحيبٍ:

-حاضر يا ضنايا، على الضهر هكلمها، وأشوف ظروفها.

ملأ الحماس كامل قسماته، كأنما حققت له إحدى أمنياته الغالية، وهتف يشكرها:

-تسلميلي يا رب.

استطردت "ونيسة" معقبة في لهجةٍ هادئة:

-تعرف يا "تميم"، حساك المرادي مبسوط عن أيام جوازك بـ "خلود"، فرق بين المرادي والمرة اللي فاتت.

لم يحبذ التطرق إلى سيرتها بمحمود الكلام أو عكسه، تحت أي ظرف أو حجة، لذا ما كان منه إلا أن قال:

-الله يرحمها، هي في مكان أحسن.

شملت "ونيسة" ابنها بنظرة غير عادية، وأكدت له عن يقينٍ:

-قلب الأم عمره ما يكدب، وأنا إحساسي صح.

تهرب من عينيها الفاضحة لأمره، فدعت له بتضرعٍ:

-ربنا يرزقك الفرحة اللي تتمناها ويريح قلبك.

بلع آخر لقمة في رغيفه، وأمن من ورائها:

-يا رب أميــــن ..

ثم مشى متجهًا نحو باب المطبخ، وقبل أن يخرج منه أكد عليها بابتسامة لم يخفها:

-ما تنسيش بقى.

استخدمت سبابتها في الإشارة لأسفل جفنيها وهي ترد:

-عينيا!

تابع سيره نحو الخارج، وقد ذهب بعقله ووجدانه بعيدًا، إلى عند من ملكت الفؤاد وتربعت على عرشه.

.....................................................

بدت حجة مناسبة للذهاب إلى دكان عائلته، والالتقاء به ولو لبضعة لحظاتٍ، بعد هذه الليلة المشحونة بالعواطف من قِبلها، خاصة أن طبيبتها النفسية قد عززت كذلك من دوافعها لتقوية تلك النواحي الشعورية بداخلها، كوسيلة فعالة للاستقرار النفسي والعاطفي. بخطواتٍ خفيفة نشطة خطت "فيروزة" في اتجاه مدخل الدكان الجانبي، جالت بنظراتٍ سريعة شاملة على المتواجدين في تلك البقعة، لم تجده بين الواقفين، فغامت ملامحها نسبيًا، طرأ ببالها أن تتحرك نحو الجهة الجانبية الأخرى، لعله يكون متواجدًا هناك، فاستدارت بتؤدةٍ وعيناها تدوران على المجتمعين؛ لكن للأسف خلا المكان منه. أطلقت زفرة محبطة وهي تردد مع نفسها:

-هو فينه؟ ده كان بيبقى واقف من النجمة هنا!

لم تجد بدًا من الالتفاف والعودة، فتابعت السير المتهادي إلى أن توقفت عند المدخل، رحب بها أحد العاملين، وصاح عاليًا:

-حاج "بدير"! الجماعة عايزينك برا.

جاء الأخير على إثر ندائه ليستقبلها بحرارةٍ، ثم دعاها للجلوس معه عند المكتب، أخرجت من حقيبتها مظروفًا مغلقًا، وأعطته له وهي توضح:

-ده جالي بالغلط من المحامي.

تفحص "بدير" المظروف، وقلبه على الجانبين، ليقرأ ما دون على ظهره، كان مرسلاً من واحدٍ من البنوك المودع بها أرصدتهم، على ما يبدو تم إعطائه لها بالخطأ ضمن بضعة أوراق استلمتها من مندوب المحامي. وضعه في الدرج، وقال مبتسمًا:

-وجايباه بنفسك، كنتي بعتي أي حد يا بنتي بدل ما تتعبي.

ردت مبررة ببسمة مهذبة:

-أنا قولت عشان لو في حاجة مهمة، وبعدين مافيش تعب، ده أنا بمشي رجلي شوية.

شبك "بدير" كفيه معًا، وأضاف في لطافةٍ:

-عمومًا دي فرصة إني شوفتك، احنا خلاص حددنا ميعاد فرح "هاجر"، وكنا هنعرفكم بده.

هنأته بسرورٍ ظاهر عليها:

-ألف مبروك، ربنا يتمم على خير.

حل تشابك يديه، وأشار بسبابته نحو وجهها وهو يخاطبها:

-إنتي مش محتاجة عزومة، دي أختك.

هتفت دون تفكير:

-أكيد طبعًا.

رمقها بنظرة ذات دلالة معينة وهو يتابع في كلماتٍ موحية:

-وعقبال ليلتك إنتي كمان، هتلاقي الكل واقف معاكي فيها.

لم تراوغه في الرد، وقالت دون أن تفتر ابتسامتها الرقيقة:

-لما ربنا يأذن.

أومأ برأسه معقبًا:

-إن شاءالله، كل شيء بميعاد.

تحفزت في جلستها، وشعرت بقلبها يقفز بين ضلوعها عندما سمعته يهتف وهو يشير بعينيه لما خلفها:

-"تميم" أهوو جه.

تلقائيًا استدارت برأسها لتنظر إلى حيث أشار، فرأته مقبلاً عليها بابتسامة متسعة، جعلت الجلد أسفل جفنيه ينكمشان من سعادته. استطرد "تميم" مرحبًا بها بغزلٍ بدا عفيفًا:

-يا صبــاح التفاح، والمانجة، وكل حاجة حلوة.

خجلت من النظر إليه، وحادت بعينيها بعيدًا عنه، لتتطلع إلى معصمها الملفوف بمنديلٍ للرأس، سمعت "بدير" يعلق عليه ممازحًا:

-السلامات دي ليا طبعًا؟

تلجلج "تميم" وهو يرد بنفس الابتسامة العريضة:

-أه يا حاج، ليك ولكل الناس الحلوة اللي في الدكان.

بدا صوته قريبًا من أذنها وهو يرحب بها على وجه الخصوص:

-منورة يا أبلة.

نظرة سريعة سددتها إليه قبل أن تخفضها وهي ترد في لعثمة بسيطة جراء حرجها من تواجد والده:

-ده .. نورك يا معلم.

ضحك "بدير" على أسلوبهما في الحوار، والذي اتخذ طابعًا رسميًا، ليقول بعدها:

-أبلة ومعلم! عقبال ما يترفع التكليف بينكم في بيت العَدل إن شاءالله.

هلل من ورائها "تميم" في رجاءٍ صريح:

-يا رب يا حاج، يا رب.

شدد عليه "بدير" في تزمتٍ:

-طب مش نشوف أشغالنا ولا إيه؟!!

ظنت "فيروزة" أنها المقصودة بكلامه الأخير، فنهضت واقفة وهي تعتذر بتحرجٍ كبير:

-أنا أسفة، عطلتكم، وآ...

قاطعها موضحًا وقد نهض بدوره:

-الكلام مش ليكي، إنتي قاعدة معايا للفجر حتى، ده الكلام للمعلم اللي واقف سادد الهواء علينا.

كتمت ضحكة عفوية على طرفته، في حين علق عليه "تميم" في تبرمٍ:

-دايمًا كسفني كده يا حاج قصاد الغاليين.

أشــار له "بدير" بإصبعه قائلاً في لهجةٍ لا ترد:

-يالا الأقفاص مستنياك، شيلها في إيدك، بدل ما تاخدها في وشك.

غمغم في عبوسٍ مصطنع:

-وعلى إيه الطيب أحسن.

بالكاد حافظت "فيروزة" على ثبات تعبيراتها المبتسمة وهي تستأذن بالانصراف:

-أنا همشي، عشان أشوف شغلي، ومبروك مرة تانية لـ "هاجر".

تحرك معها قائلاً في حبور:

-الله يبارك فيكي يا بنتي ...

ثم أشار لها بيده ليستوقفها مرددًا:

-خليكي لحظة.

نظرت له في حيرةٍ، وتبعته بنظراته وهو يسبقها بخطوتين لينادي بنبرة جمعت بين التهكم والشدة:

-إنت يا سيد المعلمين.

عاد "تميم" إلى داخل الدكان وهو يسرق نظرة سريعة نحو وجه القمر المرابط خلف أبيه، ليتكلم في طاعة:

-أيوه يا حاج.

وضع يده على كتفه ضاغطًا بقبضته عليه وهو يوصيه مشددًا:

-مع الأبلة بتاعتك توصلها لدكانها، 5 دقايق وتكون عندي.

ابتهجت أساريره بشدة، وقال في انصياعٍ:

-حمامة، مسافة السكة.

تنحى "تميم" للجانب ليفسح المجال لـ "فيروزة" للمرور، وناداها:

-اتفضلي يا أبلة.

خفضت من رأسها وهي تمر من جواره قائلة في وداعةٍ:

-شكرًا يا معلم.

قبل أن يتبعها استوقفه والده بالإمساك من ذراعه مكررًا عليه توصيته الحازمة:

-إيــاك!

بكلمةٍ غير قابلة للشك قال:

-اطمن.

انتظر للحظة حتى تجاوزت محيط الدكان، فراح يتبعها، ويسير إلى جوارها، توقع أن تتجاذب معه أطراف الحديث؛ لكنها بقيت صامتة، فاتخذ الخطوة الأولى لمخاطبتها بمدحه المتواري:

-منورة الفيس بوك يا أبلة.

وكأنه وجد السبيل لتذكيرها بلحظاتها الحافلة بكل ما هو مُبهج، فالتفتت تنظر إليه نظرة سريعة، قبل أن تحول عينيها عنه لترد موجزة:

-شكرًا.

لئلا يسود الصمت بينهما من جديد استمر في الكلام معها:

-الصراحة فرحت لما لاقيتك طالبة الصداقة.

لم تنظر ناحيته، أو تعلق بشيء، واستمرت في سيرها غير المتعجل معه، حاول "تميم" قراءة تعبيراتها الجامدة؛ لكنه لم ينجح، فواصل الحديث في نفس الموضوع قائلاً بنبرة ذات مغزى:

-نورتي الصفحة ...

انخفضت نبرته إلى حدٍ كبير وهو يختتمها:

-وعقبال يا رب ما تنوري بيتي.

تأثرت بجملته الصريحة رغم خفوت صوته، وتباطأت خطواتها نسبيًا، وهي تقاوم تلك الرجفة الملبكة التي انتابتها، تجرأت على النظر إليه من طرف عينها، وجدته محدقًا أمامه وصوت تنهيداته يكاد يكون مسموعًا لها، لا شعوريًا تحولت كل نظراتها إليه، لتتأمله دون حرجٍ، أمسك بها عندئذ، فأشاحت بعينيها في وجلٍ خجل.

غمرته السعادة للشعور بمدى تأثيره عليها، حمحم متسائلاً بعد ذلك في توجسٍ، وقد رأى ما يحيط بمعصمها من ربطة عجيبة:

-هو مال دراعك؟ إنتي متعورة ولا حاجة؟

جاوبته موضحة بتعابيرٍ جادة وهي ترفع ذراعها للأعلى:

-لأ، أنا تمام، بس عشان لابسة الإسورة اللي إدهاني جدو "سلطان"، فأنا مخبيها، بحيث ماتتسرقش، وأهوو محدش ياخد باله منها.

أبدى إعجابه بذكائها قائلاً:

-برافو ..

ثم أتبع كلمته المقتضبة بسؤالٍ استفهاميٍ مباشر:

-يعني جدي إدالك الإسورة؟

استغربت من سؤاله، وبادلته بآخرٍ، وقد انعقد حاجباها:

-أيوه، إنت مش مبسوط ولا إيه؟

قال في بساطةٍ، وهو ينتصب بكتفيه:

-لأ بالعكس، فرحان جدًا، ده معناه إنه بيحبك أوي.

ابتسمت في نعومة وهي تشاركه الرأي:

-جدو "سلطان" أصلاً يتحب لوحده.

تلك الإشراقة المغرية في وجهها، والمدعمة ببسمتها الآسرة جعلته صريع عشقها! فما كان منه إلا أن قال في تنهيدة هائمة:

-يا بخته!

ضمت شفتيها في قوة لتخفي ابتسامة أخرى أكثر إشراقًا، فتنحنح مضيفًا وهو يشملها بنظراته:

-احم .. تعرفي "هاجر" كمان خدت (ماشاءالله) ستي الله يرحمها، كانت عزيزة عليها، ولما جت تتجوز أول مرة جدي طلعها من الشكمجية، وادهالها هدية، مش قادر أقولك فرحتها بيها كانت عاملة إزاي، وخصوصًا إنه مش متعود يفرط في حاجاتها.

أدارت رأسها لتنظر إليه متسائلة بنبرة مهتمة:

-هو جدك متعود يعمل كده؟

توقف عن السير ليغدو في مواجهتها، ثم أسبل عينيه ممعنًا النظر في لؤلؤتيها السارقتين لكيانه، ككل مرة تنجح في سلب عقله قبل وجدانه، تجعل أسير عينيها، وسجين محبتها. أبقى "تميم" نظراته المتيمة عليها وقد استطرد مجيبًا إياها، بما اعتمر صدره بكل صنوف الرغبة، التمني، العشق، والشوق:

-مش لأي حد، الغالي بس بيطلعله الغالي ............................... !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية الطاووس الأبيض ج4 بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة