-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل التاسع والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والثلاثون

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والثلاثون

 ربما يكون دائماً ما لا نتوّقعه هو الأجمل..! 💛


وصلت ليلى إليهم وهي تردف فور دلوفها بقول...

- إزيك ي يحيى، ازيكم عاملين ايه؟!


طالعها اثر بهدوء وهو يقول...

- اقعدي ي ليلي، يحيى عايز يكلمك ف موضوع كده.


ليلى بتعجب وهي تجلس قائله...

- خير اللهم اجعله خير!


تنهد يحيى بهدوء عكس ما كان عليه منذ قليل ليهتف متطلعاً إليها...

- ليلى انتى عارفه إنك بقيتي جزء من عيلتنا البسيطه دي، وأنك لازم تكوني عارفه كل كبيره وصغيره فيها.


تعجبت من لهجته وما يقوله ليقع بصرها ع دهب التي كانت تحدق بالفراغ ومن الواضح أنها بحاله غريبه لتقول بفضول..

- خير ي يحيى؟!! هي دهب مالها، طمنيي !


يحيى بتجاهل..

- سيبك من دهب دلوقتي، والأهم من ده اللي هقولهولك، وعايزك تسمعيه كويس.


شعرت ليلى بأن هناك شئ كبير وراء تجمعهم وملامحهم المنزعجه ايضاً لتهز برأسها سامحه له بأن يحكي ويخبرها بما يود قوله.


شرع يحيى بإخبارها الحقيقه المُره، ليُنهي حديثه ناظراً إلى الناحيه الأخرى بخنقه وهو يحكم الغلق ب قبضه يديه بقوه ويعيد النظر إليها بعد عده ثوانيٍ ملاحظاً علامات الصدمه والابهام تتقسم وجهها ليردف ساخراً...

- اتصدمتي صح؟!


طالعته ليلى بغصه بحلقها غير قادره ع ابتلاعها، لكنها صمدت وهي تقول راغبه بتهدئته هو ودهب...

- اا.. إيه المشكله ي يحيى!!، انا شايفه إنها حاجه عاديه يعني، طنط مرتكبتش جريمه علشان تعملوا كده! آه من حقكم تزعلوا شويه أنها بس خبت عليكم لكن اكيد طنط محبتش تقولكم علشان متزعلكمش ولأنها عارفه ردود افعالكم.


صدمته ليلى برد فعلها واخذها لهذا الموضوع بشكل مفروغ منه ليهتف وقد اعماه غضبه ناهضاً من مكانه وهو يلقى المنضده التي كانت بمقابلها بقوه صائحاً....

- انتوووو عاوزين تجننونييييي!!!!... هو إيه اللي مش جريمهههه! انتو بتستهبلواااااا ، يعني إيه أم تكون ع علاقه مع حد سنين واكتر بدون علم ولادها وكمان يطلع عندها أبن منههه!!! اعقلوا الكلام شويه...انا خلاص فاض بيا ومش طايق اشوف اي حد قدامي..تركهم يرحل من أمامهم بعصبيه وغضب سيطر عليه، بينما هو كان يرحل، تأوهت ليلى بصوت مرتفع قليلاً محاوله اكتتامه وهي تقبض ع يديها بشده بعدما أصابها جرح زجاج اثر ما فعله يحيى... لاحظ اثر ودهب يد ليلى المُصابه بإصابه بالغه وهي تنزف بشده لتشهق دهب فزعه وهي تقول...

- ليليي!! ايه الدم دده! قومي بسرعه معايا احاول أوقف النزيف ده.


توقف يحيى وهو ينظر خلفه بعد ما سمعه، تبدلت ملامحه من التهجم والغضب إلى القلق والاضطراب مقترباً منها مُحرجاً، فقد علم أن يديها أصُابت بسبب تكسيره لهذه الاشياء، رفضت ليلى وهي تقول بنبره هادئه ثابته..

- لأ م.. مش ضروري.. ايدي مفهاش حاجه عادي.


اثر بتعجب..

- مفهاش حاجه إيه ي ليلي!! إيدك بتنزف جامد بلاش عناد، يلا روحي مع دهب علشان توقفوا النزيف ده.


اخذتها دهب معها بالقوه إلى الداخل، ليتقدم اثر من يحيى الذي كان مُصمراً مكانه لا يعرف بما يفعل او يقول بمثل هذه الحاله قائلاً بضيق من ما فعله...

- عاجبك يعني اللي عملته ده!!.. فيها إيه يعني لو كنت سمعت كلامها بهدوء بدون ما تتعصب وتعمل كده، مرتاح انت كده بعد ما شوفتها بتنزف قدامك؟!


صمت يحيى صمت تام، يرحل من أمامه وهو يجلس ع الكرسي مجدداً بضيق وغضب من نفسه بعد ما فعله، ندم وحزن لأجلها، ف هي ليس لها ذنب كي اُعاقبها هكذا..!


خرجت ليلى برفقه دهب بعد قليل مُصوبه النظر تجاه يحيى الذي كان يراقبها وينظر ليديها بتمعن ولهفه لِ يهم بالنهوض مقترباً منها بضع خطوات قائلاً بنبره هادئه...

- اا.. انا آسف ي ليلي، مكنش قصدي إني اعمل كده! إيدك عامله ايه؟


بعدت نظرها عنه وهي تردف بهمس...

- الحمد لله.


اخذتها دهب وجلست بها ع كرسي قائله بحب وحنان كعادتها....

- حاسه بألم ي ليلي ولا فيه تحسن؟


امآت لها ليلى بإبتسامه مُبهجه وهي تجذب يديها هاتفه...

- انا تمام ي حبيبتي، المهم انتي تكوني بخير ومتزعليش من طنط ي دهب إلا لما تعرفي إيه اللي حصل وازاي متجوزين، ف حاجات كتيره جايز نكون مش عارفينها، منقدرش نحكم ع اي حد بدون ما نسمعه او نعرف ظروفه.


أصدق اثر ع كل ما تفوهت به ليقترب منهما قائلاً يمدح ليلى...

- يسلم ف أمك ي ليلي، هو ده الكلام اللي بجد قوليلهم الاتنين اللي مش مقتنعين بكلامي ومحسسيني اني بدافع عن أمهم وخلاص، محدش فيهم راضي يسمع مني!


طالعته دهب بحزن وهي تقول...

- مهو علشان انتو مش حاطين نفسكم مكاني انا ويحيى!.. تعرفوا يعني إيه امكم اللى كانت ابوكم واختكم وكل حاجه ليكم ف الدنيا تخون ثقتكم وتخبي موضوع كبير زي ده!!... إحنا مش صغيرين علشان كانت تخبي موضوع بغايه الاهميه وهي عارفه أن اكيد لو كنا عرفنا بأي وقت، كان هيبقى رد فعلنا زي مانتو شايفين كده!.. متلوموناش ع حاجه إحنا مش قادرين نتقبلها او مصدومين منها، انا حقيقي مصدومه من اللي عرفته ودماغي مش قادره تستوعب اي حاجه، انا قاعده زي التايهه، مش عارفه انا بقول اي ولا بفكر بأيه.


كلماتها والمها الواضح بتعبيراتها، تحادفوا كالاسهم بقلب اثر، التي ما زالت تؤلمه بكل ما فيها، تؤلمه بجفائها وعدم حبها له منذ زمن وحتى بهذه اللحظه عندما تحدثت معه بلين ورفق ولأول مره، أيضاً اوجعته وجعلته يُود اغراسها بقلبه كي يخفف عنها وعن المها.


بينما يحيى كان يتابع ما يتحادثون به بعدم اقتناع ليردف مسرعاً مُطالعاً ليلى بقول...

- ليلى تعالي اوصلك بيتك علشان الوقت.


رمقته ليلى بِحده وتمرد وهي تهتف بنفي...

- لأ انا مش همشي، انا هنام مع دهب النهارده.!


رفع حاجبه الأيمن بتذمر وهو يقول...

- طيب اللي يريحك، يلا ي اثر.


دهب بترنح وهي تردف...

- انت رايح فين؟!


يحيى بلوم نفسه..

- رايح اقعد عند اثر، مكنش ليه لزوم إني آجي هنا...! أسرعت إليه بصدمه وهي تلتف حوله قائله بسخريه...

- يعني انت زي ما بيقولوا تسديد نِمر وجاي تمشي دلوقتي وتسبيني زي الأول..! يلا وانا هلومك بقى ليه وانتو كلكم بقيتوا كده، بعدتوا عني وسبتوني وحيده، انا عايشه ليييه!! ليه ربنا مأخدنيش وريحني من حياتي بدل الحياه دي.. بس برافو عليكم ع إنكم قدرتوا تكونوا بالقسوه دي،. اهنيكم! انهت كلامها بتحسر وهي تولج إلى الأعلى بخطوات سريعه، تغلق باب غرفتها بقوه، تقع ع ركبتيها ورائه وهي تنهمر بالبكاء، تتحسس وجهها بصدمه من كل ما تمر به، لا تعلم لما تود أن تصرخ بكل قوتها لإخراج ما بداخلها من هموم والم، وبالاسفل رمق اثر يحيى بغضب، يهز رأسه بإستياء صائحاً بوجهه...

- انت ايه ي اخييي .... هتفضل طول عمررررك كدددده!!! مش حرام عليك اختك!!.. ليه مُصر إنك توجعها وتتعبها بالشكل ده وهي ملهاش غيررك...انا مصدوم فيك، مصدوووم.!


ليلى بتهجم...

- إزاي يعنييي هتسيبها ف ظروف زي دي،. ودي اكتر وقت هي محتجالك فيهه؟!!! أنت بتفكر ازاااي ي يحيى.! إنت لازم تقعد معاها وتهديها وتكون ليها الصدر الحنين مش كل ما تزهق وتضايق تسيبها وتاجي عليها..! إنت جراالك ايه، أنت مبقتش يحيى بتاع زمان اللي بيعشق اخته ومبيطقش عليها حاجه..!


كان يتابع حديثها بصمت وتمعن بنفس ذاك الوقت ليردف بشرود...

- انتو عندكم حق،. وانا عندي حقين.. تركهم متجهاً لدهب بعدما علم غلطته وانه لا ينبغي أن يتركها بمثل هذا الوقت، فقد يأتي كثيراً عليها هذه الفتره لأجل نفسه وهذا لم يتأقلم عليه من قبل..! اقترب من باب غرفتها وهن يدق بهدوء يردف بنبره حب صادقه...

- افتحي ي دهب، انا آسف ي حبيبتي.. حقك عليا، انا عارف إني بقيت باجي عليكي الفتره دي، بس ده كله ناتج من اللي بنمُر بيه ومش عارفينله اول من اخر.. انا عارف إنك فهماني واكيد اللي بمر بيه انتي كمان بتمري بيه، بس صدقيني الموضوع ده هينتهي وهيتحل بأقرب وقت علشان نخلص.. متزعليش مني ارجوكي، ي ريت تفتحيلي، بوعدك اني عمري ما هسيبك أي أن كان السبب بس افتحيلي.!


عم صمت لمده دقيقتين تقريباً وهي لم تفتح له حزن لأنه احزنها وآلمها بهذه الطريقه، ليهم بالرحيل يائساً لكنه وقف عندما فُتح الباب، سامعاً صوتها وهي تقول ببكاء...

- يعني مش هتسيبني تاني لأي سبب؟!!


عاود بصره، يقترب منها بلهفه، يحتضنها بألم قائلاً بصدق...

- اوعدك ي دهب بس متعيطيش وتعالي اغسلي وشك واقعدي معانا تحت ومتخافيش هنام هنا بالبيت.


ابتسمت بفرحه متناسيه ما فعله منذ قليل لتومأ له تنزل معه الي الأسفل، تود أن تنسى ما رأته بين رحيم وأمها و عن هذا الخبر اللعين.


******************************************


فقد وصل نادر بهذا الوقت هو وكارما، التي نادت بأبيها ع امل ان يكون هُنا لكنها تفاجئت من تجمع صديقات والدتها لتقترب بترحيب حار قائله...

- الله إيه التجمع القمر اللي حاصل بدوني دده؟!!!


ردت أحد من صديقات والدتها مُردفه...

- اتصلنا بيكي كتير وفونك كان بيدي مغلق، بس يلا كويس إنك هتتعشي معانا.


كارما بسعاده...

- احلى عشا وربناا.


رجاء : روحي بسرعه غيري ي كارما وتعالي علشان ناكل، وآه صحيح فين نادر ورحيم؟!


كارما بتعجب...

- نادر برا اهو، هو بابا مش هناا!!


رجاء بنفي...

- لأ مش موجود، يمكن يكون حاجه حصلت ف شغله! المهم يلا اطلعي غيري.


امآت لها بسعاده، تولج إلى الأعلى، شارعه بتغيرر ملابسها والارتداء بعد ذلك.


وبالاسفل، كان نادر يركن سيارته وهو يدلف بحماس بعدما رأي هذا الشاب..! لكنه توقف عندما لاحظ طلعت يترجل ذهاباً واياباً بالمطبخ بتوتر واضح تعجب نادر من توتره وما يبدو أن هناك شئ.! أسرع إليه بقلق متسائلاً...

- خير ي عمي طلعت؟!!! ف مشكله ولا أيه؟!


طالعه طلعت بخجل بدايهً من أن يخبره هذا الموضوع لكن تحلى بالشجاعه وهو يعلم أنه سيتفهم ما يقوله ليقول...

- والله ي بني انا مكنتش عاوز ابلغك،. بس علشان إنك نادر وانا عارف قد إيه انت إنسان ف هقولك!


قلق نادر اكثر من حديثه ليردف ع الحال بقول...

- خير ي عمي طلعتت، طمنيي الله يخليك.


- ثناء اتصلت بيا من شويه وبتقول أن رُقيه تعبانه وسخنه اوي وغمي عليها مره واحده ودلوقتي مفيش إلا هي معاها وبتحاول تفوقها ومش بتفوق والمفروض اروحلهم بسرعه دلوقتي اوديها المستشفى بس مش عارف من رجاء هانم لأنها عازمه اصحابها وانا المفروض بعمل الأكل ومش عارف اعمل حاجه من سعت اللي سمعته، فلو مش هت... لم يمهله نادر من الحديث اردف سريعاً بعصبيه وخوف كبير يحيطه بقول....

- ازاااي ي عمي طلعت!! ازاااي تسيبها ف الحاله دي كنت مشيت بدون ما تتكلم حتيييي!! يلا بسرعه ي عمي طلعت انا جاي معاك نوديها المستشفى.


طلعت : طيب ورجاء هانم؟!


نادر بضيق...

- مش ضروري دلوقتي،. انا هتصرف المهم رُقيه!.


تعجب طلعت من اهتمامه الزائد لكنه لم يفكر كثيرا خرج معه مسرعاً وقبل أن يرحل، دق نادر ع هاتف كارما يُبلغها بأن تطلب اكل دليفري للضيوف دون توضيح شئ الآن...


ركبوا السياره، يقودها نادر أشبه بحاله من الجنون وهو فقط يتخيل أنها تَعِبه او تمر بشئ قاسي..! بينما طلعت كان يراقبه بتعجب من حين لآخر عندما لاحظ توتره وقلقه الواضح دون جدوي! ف شعر بأن يوجد شئ آخر وراء قلقه.!


وبعد مرور وقت قليل،وصلوا أمام المنزل ليخرجوا مسرعين متجهين إليه، يفتحه طلعت بقلق وأيضاً نادر الذي كان يشعر بشعور غريب يسيطر عليه، دلفوا إلى غرفه رُقيه فوراً، كانت ع فراشها دون حجابها وشعرها الأسود سواد الليل يلتف حول عنقها بجاذبيه اضافهً لتلك البيجامه البيتيه التي تظهر يديها ونقائهه، ليغض نادر بصره مسرعاً بقول...

- بسرعه غيرليها لبسها وحطيلها حجابها علشان نوديها أقرب مستشفى.


أسرعت ثناء بفعل ما قاله بعدما خرج هو وطلعت وهم بغايه توترهم بعدما رأوها لا تنطق اي حرف******* خرجت ثناء تخبرهم بأنها انهت ليدلفوا ثلاثتهم، كاد طلعت ع وشك ان يحملها لكن عجز عن ذلك بسبب يديه المُصابه بشده ليراه نادر وهو يخبره...

- عنك انت ي عمي طلعت، حملها بين يديه بلهفه ف كانت كالجثه بين يديه.. حرارتها تسري بعروقه جعله يشعر بقشعريره تجتاحه لوهله، لكنه نفض تلك الأفكار وهو يسطحها بالوراء تجلس ثناء جوارها تعتني بها وبالامام طلعت ليقود نادر بسرعه الصاروخ وهو يراقبها من الخلف خلال تلك المرايا الاماميه إلى أن وصلوا أمام المستشفى يدلفون، أسرع نادر بإدخالها إلى غرفه الفحص وظلوا منتظرين ف الخارج


طلعت بدعاء...

- أن شاء الله ي رب خير.


نادر : أن شاء الله ي عمي هتبقى كويسه، اطمن.


خرج الدكتور بعد قليل متجهاً إليهم يخبرهم بأنها نزله برد خفيفه وانها ع ما يرام الان، تحتاج قسطاً كافياً من الراحه وعدم الإجهاد والتعرض لاشعه الشمس الحارقه، كتب لهم بعض الادويه التي تخص هذه النزله وبعد ذلك اخبرهم بأنها يمكن أن تخرج الآن.


ثناء بحمد...

- أحمدك واشكرك ي رررب.


نادر : طيب ادخلوا انتو عندها دلوقتي وانا هروح اجيب الادويه دي من الصيدليه اللي تحت.


طلعت : طيب استنى ي بني آجي معاك... قطعه نادر ورفض ذلك ثم بعد ذلك اتجه هو للأسفل ودلفت ثناء وطلعت إلى ابنتهم بلهفه، مسرعين إليها بعدما رأوها تفيق لتردف ثناء...

- عامله إيه ي قلب أمك، أن شاء الله هتكوني احسن من الأول.


رُقيه بنبره ضعيفه...

- ان شاء الله ي ماما، هه.. هو مين جابني هنا؟


اسرع طلعت حينها بالرد يقول...

- نادر ي بنتي اول ما عرف أصر أنه ياجي بنفسه ويجيبك المستشفى وهو دلوقتي بيجيب علاجك من الصيدليه اللي تحتينا دي... ربنا يكرمه ويخليه ودايماً إبن أصول كده.


عقدت حاجبيها مُتعجبه بعد ما قاله لتردف بقول...

- يعني هو دلوقتي هناا؟!


ثناء : ايوه ي بنتي، ربنا يكتر من أمثاله ويباركله ف حياته.. راجل ونعم الرجوله بصحيح.


لا تعلم لما شعرت بفرحه ولو قليله لكنها ابتسمت إبتسامه خفيفه بأنه يهتم بها ويتدخل الآن بأي شئ يخصها وبما يقوله خلفها..! اغمضت عيناها بسعاده وراحه وهي تزفر بحاله غريبه رغم مرضها وبهذا الوقت دلف نادر بهدوء يردف متسائلاً...

- عع.. عامله إيه ي آنسه رُقيه دلوقتي؟ ي رب تكوني أحسن.


اتسعت حدقتيها وهي تفتح عينيها بصدمه لوجوده فجأه لترد بتعلثم...

- ب.. بخير الحمد لله، شكراً لحضرتك ع اللي عملته علشاني ماما وبابا قالولي، مش عارفه اشكر حضرتك إزاي.!


هز رأسه مسرعاً بنفي يقول...

- انا معملتش حاجه ي آنسه رُقيه، دي حاجه بسيطه اوي وده واجبي والحمد لله إنك بخير.


وضع طلعت يده ع كتف نادر بإعجاب وثناء يقول...

- انا مهما اوصفك ي نادر ي بني مش هكفيك حقكك أنت اسم ع مسمى ربنا يزيدك ي رب.


- ربنا يخليك ي عمي طلعت، ربنا يعلم إنك زي ابويا.


طلعت بحب...

- القلوب عند بعضها ي بني.


ثناء : طيب الدكتور قال إننا ممكن ناخدها.. المفروض ناخدها ونمشي.


نادر : تمام ي طنط.


ساعدوها بأن تنهض وهمت بالرحيل معهم متجهه لمنزلها بعدما شعرت بتحسن كبير إلى حد ما بعدما منعها من ان تأتي هذا الأسبوع للعمل إلى أن تتحسن بشكل كلي.


*****************************************


وع الجهه الأخرى وصلت حوريه ورحيم مهرولين إلى غرفته وبالكاد حوريه تتنفس بصعوبه ليدلفوا فوراً لكن وجدوا الغرفه فارغه لم يوجد بها احد نظرت له حوريه بتعجب وهي تقول...

- فين يوسف ي رحيم!


طالعها رحيم هو الاخر متعجباً وهو يهتف...

- مش عارف! انا كنت سايبه هنا لما جيتلك، هيكون راح فيين؟!!


حوريه بعصبيه وبكاء...

- اتصرررف ي رحيم، انا عاوزه اشوف إبني.


- أهدى اهدي،. تعالي اشوف الدكتور هو راح فين رحلت معه بالفعل متجهين إليه يسألونه عن ذاك المريض الذي كان يوجد بالغرفه رقم 7 ( غرفه العنايه المركزه) ليجاوبهم الدكتور قائلاً بتعجب...

- هو انتو اهله؟!


أسرعت حوريه بلهفه مُجيبه...

- أيوه انا أمه وهو أبوه، هو فين ي دكتور طمناا.


طالعهم بصدمه بعض الشئ يقول غير مقتنعاً...

- مش ممكن!! ده لسه ماشي دلوقتي بالعافيه برغم ان حالته لسه مستقرتش ولما منعناه رفض ده بالقوه وسألناه يستنى لما حد من عيلته ياجي ياخده، قال إنه ملوش عيله ومشي.


كانت حوريه بموضع لا تُحسد عليه، من أنه رحل بهذه السهوله ولن ترااه!!..بل وجملته الذي اوجعتها بأنه لم يملك عائله..! عنفت نفسها بشده، لم تستطع ان تمنع نفسها من البكاء المرير ليجذبها رحيم معه خارجين من هذه المستشفى تاركين ذاك الدكتور بحاله إبهام.. أسرع رحيم بالركض معها وهو يقول...

- هو أكيد مبعدش عن هنا ي حوريه، متقلقيش ان شاء الله هتشوفيه.


تمسكت حوريه بكلامه وظل تركض معه، صائحين هما الاثنان كالتائهين بإسمه، لكن بعد ذلك وجد رحيم أنه يجب أن يناجيه بسيف ليس بيوسف... شرع يناديه بسيف وهم يمرون ع أناس غريبه، ليتصمر رحيم مكانه عندما لاحظه بمكان بعيد يجلس أمام البحر بسكون وشرود ليصرخ فرحاً بقول....

- يوسف هناك اهو ي حوريه، الحمد لله ي رب، نظرت حوريه إلى ذاك المكان وهي ترى شاباً،. لم تتعرف عليه او ترى ملامحه جيداً لكن يبدو من الخلف أنه جميلاً ووسيماً، ترقرت الدموع ف عينيها وهي تدنو نحوه بخطي سريعه صائحه...

- يوسفففف!.


لم يعلم سيف لما شعر بأنه يجب أن ينظر إلى الخلف، لينظر بعدم اكتراث لما تنادي لكن بعمق شديد، شهقت حوريه عده شهقات متتاليه بأنها أخيراً رأته بعد هذه المده لتركض اليه، تجلس ع ركبتيها ببكاء، تحتضنه بشده وهي تقول...

- ي حبيبي ي بني، ي حبيبي ي بني، ي مانت كريم ي رب، اللهم أحمدك واشكر فضلك، يوسف ي حبيبي أخيراً لقيتك أخيراً شوفتك بعد كل السنين دي!! بعدت عنه وهي تمسك وجهه بكفيها تتفحصه قائله...

- ما شاء الله زي القمر ي قلب ماما، شبه وانت صغير اوي متغيرتش كتير، كان سيف يتابعها ببلاهه لما فعلته ولا يعلم ماذا يقول او يفعل بمثل هذا الموقف فمن الواضح أنها امرأه تتشبه ع إبنها فقط ليبتسم لها إبتسامه وسيمه هادئه وهو يقول...

- انا اسمي سيف ي طنط وباين حضرتك بتشبهي عليا.!


ليعيد بصره تجاه رحيم متأمله وهو يتذكر أنه رآه قبل!.. أعاد بذاكرته للوراء ف تذكر سريعاً مردفاً...

- انا شوفت حضرتك من شويه فوق، كننت مع، توقف ثوانيٍ بتعجب قائلاً...

- هو حضرتك مش تبقى والد نادر وكارما؟!


كان رحيم ينظر له بتوهان وهو يراه أمامه ويتحدث مع بهذه السهوله!! ليردف مبتسماً بحب يقول...

- ايوه انا ابوهم.


لم تهتم حوريه بما يقولونه، فكل ما يهمها هو فقط لتشدد من احتضان وجهه بين يديها وهي تردف بحنان...

- وحشتنيييي اوووي ي يوسف!.. كنت فين ي حبيبي!! كنت بتبات وبتشرب منين، كنت عايش ازاااي بدون اهل ي قلب أمك.! انا عارفه إنك اللي مريت بيه ده كله بسببي انا ورحيم، احنا السبب، احنا اللي رمناك ف الشارع وسبناك زي المتسولين بدون اهل، بس غصب عننا ي يوسف، صدقني والله، احنا كنا بنتقطع ميه مره ف اليوم ع اللي عملناه، بس رحيم كان بيراقبك دايماً وكان عارفك وكان مستني الفرصه المناسبه اللي نقولك فيها إنك ابننا، وقالي كمان ي يوسف إنك اتغيرت وبقيت حد تاني وبقيت بتشتغل ف حاجات مش كويسه واسمك بقى سيف الحديدي، أنت إسمك يوسف رحيم الجارحي، أنت من دمناا وليك أربع اخوات ي حبيبي، نادر وكارما يبقوا اخواتك وبرضو يحيى ودهب أخواتك.


تصنم سيف مكانه، يحدق بعينيها، لا يقتنع بما تقوله هذه المرأه، كان يراقب حركاتها وطريقتها بالحديث معه ولهفتها الواضحه بإندهاش وما زاد اندهاشه اكثر أنها تعرف أن ليس لديه عائله وأنه تربى بالشوارع!. بل وأنها تعلم وظيفته واسمه أيضاً! نعم نعم إنها تخرف، من الواضح أنها تتشبه ليس اكثر من هذا، بعد يديها عنه وهو يقول بِحده بعض الشئ...

- حضرتك بتقولي اييه؟!!! انا قولت ان ملياش اهل ولا عيله، ايه اللي بتقوليه ده كله! وإزاي عارفه أسمى؟ لينهض من مكانه بتعجب وابهام ينظر لرحيم هاتفاً...

- هي إزاي بتقول كده!! حضرتك مش بترد ليه، قولها وهديها وفهمها اني مش إبن حد وانها فاهمه غلط مش أكتر.


ظل يتابع صمتهم هما الاثنان وبكاء حوريه بقهره، جعله يغمض عينيه بضيق وهو يقول معتذراً...

- آسف ي طنط مش قصدي اضايقك، بس انا بفهمك بس ممكن تكوني مشبهه عليا بإبنك يوسف ده اللي بتقولي عليه بس انا مش اسمي يوسف، انا سيف الحديدي زي ما قولتي دلوقتي ومش عارف عرفتي ازاي؟!


كان رحيم صامتاً، يُدرك أنه لم يتقبل هذه الفكره ولم يستوعب ما تقوله حوريه ببدايه الأمر لهذا قرر الاقتراب منه وهو يهمس بعيداً عنها غير راغباً بسماعها ...

- معلهش ي بني استحملها علشان انت فعلاً زي ما بتقول أنها بتشبه عليك بإبننا اللي توفى الله يرحمه وهي مش قادره تستوعب ده، ف معلهش استحمل كل اللي هي هتقولوا وبتقولوا.


لم يقتنع سيف بما يقوله هذا رحيم!، ف لو كان صدقاً ما يقوله، كيف قالت كل هذه المعلومات الصحيحه عني!! هذا الرجل يكذب ليبعد عنه بإستهزاء وهو يقول...

- ع أساس برضو أن ابنكم كان اسمه سيف الحديدي واتربي ف الشارع!!! بعد ازنك متحاولش تكدب عليا وفهم زوجه حضرتك أن اللي هي قصدها عليه مش اناااا، يلاا سلام.


رحل من أمامهم بسخريه وتعجب لكن بنفس ذاك الوقت يشعر بشئ غريب ينمو داخله!! لا يعلم لما شعر بنبره الصدق تتخلل حديثها ودموعها الصادقه لكن هذا الرجل لما كذب ونفى ما قالته! توقف بإندهاش وهو يدير وجهه إليهم بعدما سمع هذا الرجل يستنجد به ويصرخ صائحاً...

- استنى ي بني الله يخليك، متمشيش وتسيبها وانا هفهمك كل حاجه صدقني بس تعالي سندها معايا وانا هحكيلك.


هرول سيف إليه فزعاً بعدما رآها ساقطه ارضاً مغماً عليها، جلس جوارها بقلق يربت ع وجهها بخفه يدعوها بأن تفيق لكن لم يجدوا منها اي استجابه، ف حملها ع الفور وذهب مع رحيم يشير له بأن يضعها بسيارته وبعدما وضعها، كان ع مهب الرحيل، ف امسكه رحيم بإستنجاد وتوسل يقول...

- ارجوك ي بني لتاجي معايا البيت وهناك هتعرف كل حاجه ومن بعدها تقدر تقرر، لكن دلوقتي شوف حالتها عامله ازاي، لو فاقت ومشفتكش قدامها هيجرالها حاجه، وحياه أغلى حد بحياتك ي بني لتيجي معايا دلوقتي وبعدين انت حالتك لسه مستقرتش ولسه تعبان، هتقعد شويه ترتاح عمل ما نقول كل اللي عندنا قدام كل العيله وبعدين اللي يعجبك اعمله مش هغصبك ع حاجه.


لم يجد وسيله للرفض ،ف وافقه وذهب معه والابهام والاندهاش حليفيه !.


وع الجهه الأخرى بمنزل صبا، قد فاقت رنيم منذ وقت قصير وكانت تحاكيها بشئ ما لتنهي حديثها ببكاء وهي تخفي وجهها بين يديها قائله بخجل...

- صدقيني والله ي صبا ما اعرف حبيته ازاي!. كنت بعتبره اخ كبير ليا مش اكتر والله، من ساعه ما اتخطبتوا وانا بدأت احس بالاحساس ده دايماً وكنت بلوم نفسي دايما وكنت كل مره بحاول ابعد عنه ومشفهوش ف طريقي علشان اللي بيحصلي سعت بشوفه وخصوصاً انه خطيب اختي، يعني مكنش ينفع اللي بفكر بيه ده! جيت ع نفسي الفتره دي جامد واستحملت وجع كبير لغايه ما انتي اختفيتي كده الفتره دي وحصلي المشكله اللي قولتهالك مع شريف وحسيت من بعدها اكتر اني بحبه فعلاً وده مكنش مجرد إعجاب وخلاص، من ساعتها وانا دايماً بحس معاه بالأمان ومبقدرش اتمالك نفسي زي زمان وأكون طبيعيه، مشاعر كتيره جوايا من زمان مش قادره اقولها او حتى ابينها لفكره أنه خطيب أختي رغم اني عارفه إنك مش بتحبيه بس برضو مكنتش اقدر اهوب جمبه، صبا انا مش عارفه ليه بعد كل الفتره دي قدرت احكي واطلع اللي جوايا بالسهوله دي، كنت مواعده نفسي كتير اني هنساه ولا عمره هياجي اليوم اللي اتكلم فيه بحاجه زي دي، انتي أقرب حد ليا ي صبا، كان لازم احكيلك كل حاجه بمر بيها علشان خلاص تعبت وفاض بيا وخصوصاً بعد اللي قاله لهشام وانا حاسه ان الدنيا بتلف بيا لفكره أنه مُعجب ببنت تانيه.

استوقفتها صبا بإبتسامه ناصعه، لم تكن مُتعجبه او مُندهشه لما قالته رنيم وما اعترفت به، قامت بإحتضانها وهي تقول...

- تعرفي ي رنيم انا مش مستغربه كل اللي قولتيه عارفه ليه!! علشان انا كنت حاسه بحاجه زي دي من زمان وكمان من ماجد، كان بياجيلي إحساس كتير بآخر فتره ان في إعجاب مُتبادل ما بينكم، كنت بطنش ومبفكرش كتيرر، زي مانتي عارفه وقولتي اني مبحبهوش ف فعلاً ماجد زي اخويا وابن خالتي وصديقي مش اكتر من كده، انا فرحانه أخيراً أن رنيم الغامضه الكتومه اللي مكنتش بتقول اللي جواها بسهوله، تفضفض كده وتقول كل حاجه احييكي ي رنيم وع فكره بقى ماجد اكيد كان قصده بيكي انتي، مش حد تاني زي مانتي افتكرتي كده وخصوصاً إنك بتقولي أنه كان بيبصلك وبيبتسم، انا والله مش عارفه ليه واثقه كده أنه قصده عليكي وبيحبك برضو، كان مزغوف خالص ومتوتر وانتي نايمه وبتهلوسي بإسمه وكان خايف عليكي، لولا الملامه مشي مع خالتك.. رنيم بوعدك اني خلاص جيت هظبط كل حاجه هنا، هعترف بكل حاجه للعيله وهقولهم ع اللي مريت بيه وكمان لازم انتو الاتنين تتلحلحوا وتعترفوا بحبكم لبعض، وكمان هشام ونيروز اللي لحد الآن بيشاكسوا ف بعض لازم اعرف ايه اللي وراهم، ما يمكن هما كمان واقعين ف حب بعض واحنا ولا داريين!! بعدت رنيم وهي تبتسم رغماً عنها لما قالته ع هشام ونيروز ف هي الأخرى تشعر بهذا الشئ لكنها لم تتحدث لتردف بإبتسامه بشوشه...

ترنحت صبا قليلاً لذكرها له، خفق قلبها من سماع إسمه فقط!! طالعتها رنيم بضحك وهي تقول....

- ي عيني ي عيني ع اللي بيعشق مش بيحب بس!


ابتسمت صبا بخفوت وهي تردف بنبره غير مُتزنه لكنها حاولت اخفائها...

- اتوقع ان شاء الله ليكوا لكن انا!! انا مفوضه أمري لربنا وواثقه فيه وف رحمته وان ليه حكمه من كل اللي عمله من بدايه ما قابلته للنهارده!. اكيد لقائنا كان مُقدر وبرضو فراقنا! بس مين عالم جايز نتقابل تاني.! ربنا كبير اوي ي رنيم ومش بينسى حد وعارف قد إيه أنا بحبه ومريت بأيه معاه.! انا معرفش اذا كان فعلاً بيحبني وكانت مشاعره صادقه معايا ولا كان بيكدب ومصطنع وش البراءه بس قدامي، ده ربنا وحده اللي يعرفه، انا مش قادره احدد حاجه ولا قادره افكر، سايبه أمري ليه وحده وانا عارفه أنه هيعملي اللي فيه الصالح ان شاء الله.


وافقتها رنيم الرأي بكل ما قالته وتثق بربها كثيراً وبأنه سيجمعهم من جديد، سيجمع قلبين عاشقين التقوا قدراً دون معرفه بعضهم البعض وسكنوا بمنزل واحد وتعايشوا بسعاده ومرح وتزوجوا ايضاً، من المؤكد ان كل ما حدث كانت بتدابيره وحده هو يعلم.


وصل رحيم ومعه سيف الذي حمل حوريه بحيره شديده ينظر لرحيم وهو ع وشك ان يردف بشئ لكن وقع نظره ع جدار كبير كاللوحه الفنيه بقمه المنزل وبها مكتوب قصر الجارحي ليتذكر أيضاً أنه سمع منذ قليل من كليهما هذا الإسم، ترنح محلقاً بقمه المنزل مصدوم بعض الشئ لينظر لرحيم الذي كان يتابعه متعجباً...

- هو انت ليك حد قريبك شغال ظابط؟!!!


رحيم بتعجب وهو يجيب بتأكيد...

- أيوه ماجد إبن اخويا.. انت عرفت منين؟!


تجاهل سؤاله ليردف بسؤال آخر وهو يحملق بهذا الإسم...

- هو كان خاطب؟!


رحيم بنفاذ صبر...

- ايوه ي سيدي كان خاطب بنت خالته وهي دلوقتي مُغيبه ومحدش يعرف عنها حاجه، انا مش فاهم إنت عرفت الحاجات دي منين؟!!


فصاب شكه وهو يتذكر هذه الليله عندما كان يتحدث معها بمرح وبهذا الوقت أخبرته بأن خطيبها يعمل كظابط وأيضاً من عائله الجارحي، لم يعرف لما آتي به القدر إلى هنا؟! هل لمغزي معين! وجد ان وجوده هُنا سيحل به المشاكل، ف لابد من الرحيل ع الحال.. قطع رحيم شروده وهو يأخذه معه للداخل بعدما شعر بأن هناك شئ ما... ادلفه معه بالقوه رغماً عنه وهو يساعده بحملها.. ليقف سيف بمنتصف هذا القصر الكبير ذو التراث القديم الذي يحمل كل معاني الفخامه لبراعه تصميمه.... كان يحمل أمه بين يديه ينظر لها ومن الحين للآخر لهذا القصر... ظل ع هذا الوضع لأكثر من دقيقتين إلى أن رجاء خرجت مع اصدقائها تودعهم... خرجوا وتوقفت رجاء تنظر بصدمه لصديقتها حوريه التي كانت بين يدين شاب ما وبجواره زوجها رحيم، اقتربت مسرعه وهي تقول بشهقه...

- حوريهه!!! مالها ي رحيم طمني عليها حصلها اييه؟!!


آتت كارما هي الاخره عندما رأت والدها لكن عندما نظرت جيداً وجدت نفس هذا سيف، شهقت بصدمه وهي تقترب منهما تنظر لسيف بتعجب قائله...

- سيف!! ههوو.. هو إزاي جيت هنا وأنت مريض ولسه... انا مش فاهمه حاجه!! طالعت أبيها راغبه بأن يفسر لها ما يحدث وأيضاً عن وجود حوريه وهي بهذه الحاله، ليخرج رحيم عن صمته محاولاً السيطره ع نفسه وع دموعه التي كادت ع الهطول يقول بصوت مُحتقن...

- تعالي ي سيف بسرعه قعدها هنا علشان انت لسه شكلك تعبان وانتو تعالوا اقعدوا وفين نادر؟!


دلف نادر، يفرك بشعره بشرود بعض الشئ متجهاً لغرفته، ليوقفه رحيم، طالباً منه أن يأتي إليهم اتسعت حدقتيه من هول الصدمه وهو يرى أمامه سيف، لم يفقه ما يحدث، اخذ يبربش بعينيه اكثر من مره ليتأكد ان هذا ليس حلم او تهيؤات، اقترب مردفاً بإندفاع...

- سيف! انت جيت هنا ازاااي ؟! ازاي خرجت من المستشفى اصلا وانت بالحاله الحرجه دي؟!


طالعه سيف بنفاذ صبر وهو يردف ساخراً...

- أبوك بيقول إني ابنه!!.. مش غريبه شويه! ، انا لازم امشي دلوقتي بعد ازنكم، جبتها معايا بناءً ع طلبك ودلوقتي همشي علشان مش فاضي اسمع اي حاجه من كلامكم انتو الاتنين.


اتجه للخروج لكن اسرع رحيم بضيق،. يخبر رجاله الخاصه الواقفين أمام البوابه الرئيسيه بأن يمنعوه وبالفعل منعوه ليأخذه رحيم بغضب يعنفه بقول...

- قولتلك استنييي، انا دلوقتي لاممكم علشان هتكلم ف موضوع مهم ولازم الكل يسمع علشان الحقيقه اللي بقالها اكتر من ٣٠ سنه تظهر بقى ونرتاح، اجلسه جوار حوريه بينما كانت رجاء وكارما ونادر يقفون صامتون لا ينطقون من ما سمعوه، شعرت رجاء بشئ كبير مَخفّي وأيضاً كارما التي لم تعرف لما قلبها يخفق هكذا وكأنه يخبرها بقدوم شئ كارثي! أما نادر الذي كان لا يفقه ما يحدث، كان يراقب فقط ما يحدث.


التقط رحيم هاتفه هاتفاً ....

- هتصل بماجد وفاتن ياجوا بسرعه وانت ي نادر اتصل بيحيي وقوله ياجي ضروري هو واخته هنا علشان الموضوع اللي هيتحكي لازم الكل يسمعه.


نادر بعدم فهم وهو يقول...

- بابا انا مش فاهم حاجة، هو ايه اللي بيحصل وإيه الموضوع الكبير ده اللي لازم كلنا نسمعه!!


رحيم بِحده...

- نادر أسمع الكلام بدون نقاش وبلغهم انهم لازم ياجوا وامهم هنا تعبانه، أنهى حديثه وهو يدق ع ماجد.


وع الجهه الأخرى بمنزل ماجد أغلق معه وهو يدلف لأمه قائلاً بتعجب...

- ماما عمي رحيم اتصل وبلغني اننا لازم نروحله دلوقتي علشان ف موضوع كبير مجمعنا فيه عاوز يقوله.


فاتن بإندهاش...

- موضوع إيه ده ي بني!


ماجد : معرفش ي ماما بس كله اللي اعرفه ان شكله كبير ومُعقد ويلا قومي البسي بسرعه علشان استعجلني.


كان يجلس سيف بغضب شديد لما يحدث معه وهو غير قادراً ع استخدام قوته وسلطته ف الرحيل وتعنيفهم.. كان فقط يحترمهم بسبب ما فعله نادر وكارما معه، ف انقذاه من الموت ولهذا جلس كي يعرف ماذا سيحدث، بل كان متوتراً لفكره أنه سيري هذا الشاب الذي يُدعي ماجد الجارحي اي خطيب زوجته!! بل هذا التفكير فقط يجعله يشتعل غيظاً وغيرهً... احكم غيظه وهدأ من نفسه قليلاً قبل مجيئه.


وصل ماجد وأمه يدلفون متعجبين لهذا التجمع تبادل ماجد السلام وهو يردف بقلق غير منتبهاً لهذا الشاب ...

- خير ي عمي،. طمني!!


جلس ماجد يزفر متعجباً إلى أن لمح نفس ذاك الشاب الذي رآه هو وكارما ونادر ع وشك الموت بسيارته! ليردف بصدمه موجهاً سؤاله لنادر وكارما...

- هو ده مش نفس الشاب اللي كان عامل حادثه؟!!


امآ له نادر بالإيجاب ليردف مجدداً وما زال مصدوماً....

- هو إزاي هنا؟!! إزاي سمحوله يخرج من المستشفى بحالته دي؟!


كان سيف يتفحصه جيداً، يتفحص هذا الشاب الذي كان خطيب حبيبته! شعر بضيق وغضب وهو يراه أمامه لا يعرف لماذا لكن لفكره انها الان بمنزلها ومن الممكن أن تعود له، لكن كيف وهي زوجتي؟!! بل انا المخطئ، فقد افهمتها أنني طلقتها لكن لم يحدث شئ كهذا، كيف أطلقها؟!! ليخرج من أفكاره نافضها ورائه يقول بتعجب...

- وهو انت إزاي عرفت إني كنت عامل حادثه؟!


أجاب نادر مسرعاً...

- مهو احنا كنا راجعين من نفس الطريق وشافك معانا وخلانا نوديك لاقرب مستشفي وهو اتصرف بالعربيه بتاعتك.


هدأ سيف قليلاً، يتنهد براحه عندما علم انه ساهم بمساعدته ومن الواضح أنه شاب جيد!


ف هذا الوقت دلف يحيى بالمقدمه بوجه عابس قادراً ع تدمير كل من يراه وبالخلف دهب وليلى واثر... ليقتلع نظارته السوداء متجنباً النظر لأمه لكن عندما رأت دهب امها هرولت إليها بشهقه فزع تجلس جوارها، تبكي من أجلها، صائحه بها كي تفيق،.. طالعها سيف وهو ينظر إليها يتفحص وجهها جيداً تعجب قليلاً بأنها تشبهه وأيضاً هذا أخيها يشبهه بطباعه وملابسه وكل ما فيه!! ظل هكذا يتابع الكل بصراع شديد، لا يعرف لما أحب أن يراقبهم او يجالسهم، شعر بالحنان والالُفه بجانبهم، صدع ف هذا الوقت صوت يحيى الغاضب وهو يقول....

- عاوز إيه ي رحيم بيه!! عاوز إيه تاني، مش كفايه لحد كده!


تنهد رحيم وهو يغمض عينيه بألم يقول...

- اقعد ي يحيى ي بني وانت هتعرف كل اللي بيدور ف بالك وف بالهم كلهم، خلاص لازم الموضوع يتعرف، احنا صبرنا عليه اوي بس خلاص آن الأوان.


كاد يحيى أن ينفجر بوجهه لكن منعته من ذلك ليلى التي وقفت جواره تقول...

- اهدي ي يحيى!! دلوقتي المفروض نسمع اللي هي قوله لأنه يهمنا بلاش عصبيه دلوقتي.


رحيم : أسمع كلام خطيبتك ي يحيى وتعالي اقعد واستعيذ بالله وانتو اتفضلوا اقعدوا.


جلسوا جميعهم ومن بينهم يحيى الذي كان ينظر لسيف بتعجب، فهو لم يراه من قبل، فمن هو ي تُرى؟!


كانوا جميعاً جالسين وبداخل كل شخص منهم صراع وحيره وصدمه من ما يحدث وبما سيقول رحيم الآن..!


زفر رحيم بقوه قبل أن يسرد لهم كل شئ منذ ثلاثين عاماً تقريباً ليردف سارداً، يتابع أعين الجميع....

- ف البدايه عاوز اقولكم محدش يقاطعني إلا لما اخلص كل كلامي وبعدين تقدروا تتكلموا براحتكم.


ليلى : اتفضل ي عمو محدش هيقاطعك.


أبتسم لها رحيم ليعيد نظره صوب سيف يردف...

- ماشي ي سيف؟؟ تسمع وانت ساكت وبعدين قولوا كلكم اللي عاوزين تقولوه.


امآ له سيف ولم يعلم كيف وافقه..! ليبدء رحيم بسرد لهم كل شئ قائلاً....

- الحكايه بدأت من حوالي ٣٠ سنه، يوم ما شوفت حوريه مع عمي جميل.. عمي جميل ده كان بيشتغل عندنا طباخ وف يوم كانت حوريه جايه تشوفه ضروري، ف الوقت ده شوفتها واعُجبت بيها وكُنت دايماً اتحجج بأي حاجه علشان اقابلها، حبيتها فعلاً وحلمت إنها تبقى زوجه ليا ف يوم من الأيام وتحبني زي ما بحبها.. ف يوم اعترفت ليها بُحبي واللي استغربته اكتر برد فعلها، هي كمان طلعت بتحبني! ساعتها مكنتش الفرحه سيعاني وقولتلها انا هكلم ابويا يكلم عمي جميل اللي هو ابوها علشان يطلب ايدها ليا.. هي منعتني كتيررر، كان عندها وجه نظر ان عمره ما هيوافق ع بنت طباخ عندهم وان احنا فين وهما فين، انا اعترضت ع اللي هي بتقوله ومكنتش فاهم الحكايه دي كنت دايماً مفكر أن الجواز بيمشي كده عادي، احنا طالما بنحب بعض يبقى خلاص هنتجوز ومحدش هيمنعنا، لكن اللي حواليا، من اخويا لأبويا منعوني من كده بالقوه وكان عندها حق أنهم هيرفضوا لأنها بنت طباخ مش حاجه.. جرت الأيام بعد ما بعدوني عنها بالغصب وطردوا عمي جميل من الشغل عندنا.. فضلت فتره ادور عليهم علشان اشوفها، كنت مُصر اني اتجوزها مكنتش بحب غيرها.. وف يوم عرفت مكانهم وروحتلها وقعدت معاها وطلبت منها إننا لازم نتجوز حتى لو غصب عن الكل، طبعاً هي موافقتش محبتش تضحي بيا ولا بنفسها وهي عارفه ابويا كان شديد قد إيه.. خافت ع نفسها وع ابوها الراجل الطيب لأحسن يتلطوا بحاجه.. رفضت الموضوع بشكل كلي وطردتني من بيتهم ساعتها وطلبت مني اني مقبلهاش تاني اي ان كان.. روحت من عندها مكتئب وهمجي وكنت كل ما اقابل حد اشخط فيه بدون سبب.. جيت ف يوم لقيت ابويا جايبلي عروسه... كانت رجاء، اتعرفت عليكي بالغصب واتخطبنا غصب برضو رغم إنك كنتي شايفه نفسك اوي ي رجاء ومتعنتزه لكن برضو عمري ما كرهتك.. كنت بحترمك جدا.. وافقت ابويا وخطبتها بس مقدرتش اكمل ف العلاقه وفسخت الخطوبه مره واحده وقعدت تعبان فتره، ابويا واخويا بالوقت ده عرفوا قد ايه انهم ظلموني واني فعلاً مش هعرف اعيش من غيرها.. أخيراً كانوا فاقوا، دوروا عليها ورجعوا ابوها الشغل تاني وجوزوهاني فعلاً.. كان أجمل يوم ف حياتي،. شكرت ابويا واخويا الكبير ع معروفهم وأنهم فهموا أخيراً اني بحبها وان الجواز ملهوش علاقه بعيله مين وهيناسب مين بعدها بشهر بالظبط بس مقعدناش معاهم بالقصر، اخدت بيت بسيط ليا انا وهي علشان تبقى مرتاحه اكتر وبعد جوازنا بشهر ابويا مات وسابلنا الشركات وفلوسه وكل حاجه نرعاها إحنا... وقفت انا واخويا وقفه مُحترمه لشركاتنا لكن بعد أسبوع بالظبط جالنا خبر بإن فوزي ابو رجاء ناوي يفض الأشتراك وكل حاجه معانا بعد ما كان مشارك ابويا وداعمه ف كل حاجه.. اتصدمنا، ازاي هيفض كل حاجه، احنا كنا هنضيع لو عمل كده، كنا هنخسر شركاتنا وكل فلوسنا اللي ف البنك ده أن كمان كفو، طبعاً قابلناه وعرفنا هو ليه عمل كده.. عرفنا ساعتها إنه عمل كده علشان رجاء اللي جالها حاله انهيار بعد جوازي لأنها بتحبني.. مقدرش ع زعل بنته وحب زي ما بيقولوا يعلمنا الأدب.. حاولنا معاه كتير نلاقي حل لكن كان مُصر ع اللي ف دماغه.. لحد ما في يوم اتصل بيا وبلغني لو مش عاوز اخسر كل حاجه انا واخويا اطلق حوريه واتجوز بنته وكده هنكون سمنه ع عسل، رفضت بالبدايه بدون ما افكر وقفلت بوشه وبعدها بفتره حوريه كانت حامل وعدي شهور من حملها وف الوقت ده خلاص عرفت إن ابوكي ي رجاء خلاص استعمل سُلطته وهيخلينا ع الحديده، اخويا دخل ف حاله اكتئاب وانهيار بعد التعب ده كله، ويروح هدر.. مقدرتش اشوفه بالشكل ده وطبعاً مكنتش قادر ابعد عن حوريه، وهي كمان حامل ف إبني... حكتلها كل الموضوع وهي كان فيها الخير، دايماً اصيله من يومها حاولت كتير معايا اني اطلقها لكن انا موافقتش، خليتها ع ذمتي بدون معرفه حد واخدتلها شقه بمكان بعيد اوي عن هنا هي وابني واتجوزت فعلاً رجاء وشُغلنا رجع زي الاول بل واحسن بقينا بنتطور اكتر.. رجاء حبتني من كل قلبها انا عارف، بس انا مقدرتش ابادلها نفس الحب، لكن بادلتها احترامي ليها مكافأه لحبها ليا، مكنتش اقدر اقدم غير كده.. وبعدين بفتره حوريه خلفت صبي وسميناه يوسف، طبعاً رجاء لا تعرف حوريه ولا حوريه عمرها شافت رجاء، كل اللي كانوا يعرفوه انهم كانوا متجوزين نفس الراجل اللي هو انا وف يوم وانا راجع من عند حوريه لقيت ابوكي ي رجاء ف وشي مش عارف إزاي وصل للمكان ده او عرف ان حوريه هنا، دخل البيت بالغصب ولقى حوريه قاعده بترضع ابننا يوسف، عرف ساعتها إني كنت بشتغله وانها لسه مراتي وان ده إبني، كان قاسي اوي معانا هددني بقتلهم وقتل ابني، اترجيته كتير لكن كان أعمى، كيف وكيف اكون سايبها ع ذمتي وانا متجوز بنته، شرط عليا إني أطلقها قدامه وبمأذون وطلقتها فعلاً ساعتها وكمان مرحمناش من الفراق لأ خلانا نسيب ابننا ف الشارع!! شفتوا مدي القسوه! يعني طلقتها وكمان خلانا نفقد ابننا، اخدنا يوسف لدمنهور بالتحديد بالبحيره وسبناه ف الشارع بناءً ع طلبه وكأننا عاملين خطيئه واحنا سايبينه بالشارع كده! عشنا أسوأ ايام حياتنا بعد اللي عملناه، حوريه اتفرقت عني ومعرفتلهاش مكان بعد اللي عملناه لكن انا كنت مخطط إني اراقب ابني لحد ما يكبر ولما يكبر اعرفه أنه ابني او ع الأقل لما ابوكي ي رجاء يتوفاه الله ... فضلت اراقبه لحد ما بقى شاب وانا خلفت نادر وكارما.. كنت معرف اخويا الله يرحمه كل حاجه،

اكيد ذكر أي حاجه قدامك ي فاتن تخص جوازي من حد إسمه حوريه، عكس توقعاتي ابوكي مات متأخر ي رجاء بعد ما عيالي كبروا ويوسف برضو كبر كأنه كبر قصاد عنيا.. كان المفروض ساعتها ادور ع حوريه وارجع يوسف واعرفهم لأن خلاص اللي كان السبب ف فراقنا راح، لكن مقدرتش، مقدرتش اواجه رجاء ولا عيالي اللي كانوا كبروا ونضجوا وكانوا هيحاسبوني ع اي غلطه.. سبته وتوكلت ع ربنا وقولتله حلها من عندك انت ي رب وبأي وقت.. وللأسف ف الفتره دي عرفت ان يوسف ابني انا بقى إسمه سيف الحديدي وبقي من أكبر رجال المافيا ف مصر ودي حاجه وجعتني وعانيت، ندمت ع كل اللي عملته، وف الوقت ده اتصاحبت ع أبوك ي يحيى من غير ما اعرف أن حوريه مراته، قابلتها بالصدفه وعرفت ساعتها انها اتجوزته بعد ما اختفت.. وعرفت ان عندها يحيى ودهب وعرفتها ان انا كمان عندي نادر وكارما.. فرحتلها وهي فرحتلي وكمان، ورجاء اتصاحبت عليها وهي اتصاحبت ع رجاء اوي رغم أنها كانت عارفه ان ابوها هو اللي عمل فينا كده وان حُزنها وانهيارها خلانا نفقد كتير لكن هي بالعكس حبتها وكمان رجاء حبتها واعتبرتها أقرب حد ليها من غير ما تعرف ان دي اللي كنت متجوزها قبل كده وولادنا اتصاحبوا ع بعض، كنا كل ما نقابل بعض واحنا جوانا نفس الألم والوجع ع اللي عملناه ف ابننا، كان هو زنبه إيه ف كل ده،، ده كان بيدور ف دماغنا دايماً ما اخواته عايشين اهم بنعيم ومعانا، ليه هو يبعد ويتشرد ونوصله لدرجه أنه يشتغل بشغلانه زي دي!! احنا السبب، أو بمعنى أصح انا السبب، انا السبب ف كل حاجه حصلت من ٣٠ سنه.. ، بعد ما صاحبي واخويا التاني اللي هو ابوك ي يحيى توفي حزنت عليه، كنت بعتبره اخويا بعد اخويا الله يرحمه، بعدها بفتره قررت اتجوز لتاني مره حوريه ف السر، اقنعتها كتير ان محدش عمره هيعرف، اقتنعت بالعافيه بحكم انها كانت لسه بتحبني زي ما كنت بحبها وفعلا اتجوزنا بالسر وكنا بنتقابل بشقه خاصه لينا كل فتره، اللي شوفتها ي يحيى لما جيت كده، يعني احنا مكناش بنعمل حاجه غلط، احنا متجوزين ع سُنه الله ورسوله.. يمكن كل اللي حكيته ده متستوعبهوش من ان ازاي كل ده يحصل عادي كده ومحدش عرف! معاكم حق مش هعتب عليكم، رجاء انا آسف ع إني ف يوم محسستكيش اني جوزك او اديتك ريق حلو زي ما كنتي بتعملي دايماً، اتمنى من كل قلبي تسامحيني بعد اللي سمعتيه وعرفتي ابوكي عمل ايه واظن انتي اكتر واحده هتكوني مصدقه كل كلمه بقولها لأنك عارفه ابوكي وفعلا انتي انهارتي لما عرفتي بجوازي وكمان عارفه اني كنت متجوز قبلك ودلوقتي عرفتي انا كنت متجوز مين! سامحينا احنا الاتنين، وأنت ي سيف، سيف إيه بقى انا عاوزه انسي الاسم ده واناديك بيوسف، يوسف ابني اللي كبر قدامي برغم كل الظروف اللي مريت بيها، يوسف ابني البِكر ليا، .. يوسف ي بني سامحنا ع اللي عملناه فيك، ربنا أعلم احنا مرينا بأيه الفتره دي كانت كفيله لتدمير اي حد، اللي عمله فينا ابوكي ي رجاء انا مش هسامحه عليه، لحد الآن مش مسامحه ولا عارف اسامحه.. يوسف ي بني انا مش مصدق إني لقيتك أخيراً بعد ما اختفيت فتره، ربنا عاوز يجمعنا بيك وأمك تشوفك وتحضنك بعد الفتره دي.. أخيراً رجعتلنا ي يوسف ورجعت لعيلتك الاساسيه عيله الجارحي من هنا ورايح انت إسمك يوسف الجارحي، انسى سيف ده خالص، وليك اربع اخوات، دهب وكارما اللي زي القمر ويحيى ونادر...ف هذا الوقت لم تستطع رجاء السيطره ع نفسها اكثر من ذلك لتقفز من مكانها تركض إلى أعلى وهي تنهمر بالبكاء والشهقات المتتاليه.. نظر رحيم لاثرها بحزن، فقد كان يعلم بماذا ستشعر وخاصهً بعد علمها بأنها حوريه.. نعم فمن الطبيعي ان تكون هكذا.. طالع ف هذا الوقت كارما التي كانت تجلس مُصنمه لا تعي شئ، لا تتحرك وتبحلق بالفراغ فقط وهذا ما اقلقله كثيراً، عاود بصره تجاه نادر ليراه هو الاخر مُصنماً


نظر لسيف الذي كان يسكن مكانه دون نطق ينظر تجاه حوريه بصدمه ليردف رحيم...

- مكنتش مصدق كلامها ي يوسف!! مكنتش مصدق كلامها ازاي وهي قالتلك المعلومات دي كلها عنك، ازاي مصدقتش وحسيت ان ف حاجه! بس مش مهم، اهم حاجه إنك صدقت واقتنعت دلوقتي بكل اللي قولته ولو لسه عندك شك لو بنسبه واحد ف الميه اسألني ف اي حاجه عنك وانا هقولك... انت قاعد بالبحيره بدمنهور وكمان كنت بتدور ع البيوت تنام عندهم وتاكل، انا كنت بشوف كل ده وكنت بوفرلك الحاجات من غير ما تعرف لحد ما كبرت وعرفت إنك اتلميت ع رجال المافيا واشتغلت معاهم لأن مكنش قدامك حل غير ده وفعلاً اشتغلت وبرغم شغلك وطبيعته إلا إن عمرك ما اذيت حد ي يوسف، لسه نقي ي حبيبي وقلبك ابيض.. آخر فتره انت اختفيت فيها ومعرفتش عنك حاجه، كنت فين ي يوسف؟!! روحت فين الفتره دي؟!


وجده ينهض والدموع تتجمع بعينيه، يقترب من حوريه، يجلس ع ركبتيه يتفحصها وكأنه يرسل لها لومه وعتابه من خلال نظراته المؤلمه التي جعلت الجميع يحزن من أجله.. مسك يديها بين يديه يهمس غير مقتنعاً بكل ما حدث وان له اسره واخوات... هل هذا خيال؟! هل هذا فيلم؟! نعم أشعر بأنني احضر فيلم درامي ليس اكثر من هذا!!...هبطت الدموع من اعينه كالشلالات وهو يناجيها بإنهيار تام...

- قدرتي تعملي فيااا كده!!! جالك قلب تسيبني ف الشارع زي كلاب السكك اللي رايح وجاي بينهش فيها! ثم طالع والده بنظره لائمه وهو يقول...

- وأنت كمان زيهاا، سبتوني ليه اتعذب ف الحياه ويجرالي اللي جرالي!! مكنتش هبقي كده!! مكنتش هبقي بتاع مافيا ولا زفت ولا كنت هتعرض للذل والاهانه اللي جبرتني اني اكون أقوى حد علشان محدش يكسر عيني! ليه سبتوني وخليتوا الناس تلقبني بأني أبن حرام؟! مصعبتش عليكم بيوم!


اغمض رحيم عينيه ببكاء وهو يضع يديه عليها غير راغباً برؤيته وهو بهذا الانهيار والبكاء، أعاد سيف نظره إليها يخاطبها بأن تفوق كي يلومها وجهاً لوجه فقد الأمل من عدم فياقها ف ظل مكانه بحاله يُرثي لها من كل ما مر به وما يحدث الآن، فهذا يحدث بالاحلام فقط، أرى عائلتي بعد ثلاثون عاماً وأكثر وأيضاً اعرف انني لستُ ابني حرام كما كان يُقال كنت أصدق هذا، لأن وعيت لأجد نفسي متجولاً بكل منزل ومأواي هو الشارع فقط، كيف لم أصدق أنني لستُ ابن حرام وانا مررت بكل هذه الاشياء.. لا يعرف يحيى لما خفق قلبه عندما اكتشف ان له اخ يُدعي يوسف! بل وأيضاً انه اخوه الأكبر، نهض من مكانه يقترب منه وهو يراه يبكي بشده ع ما مر به ليجلس جواره كالطفل، ف تبدل يحيى كثيراً بعدما علم حقيقيه الأمر، ربت ع يديه يردف وهو يطالعه بإبتسامه واسعه...

- منور بيتك ي اخويا، نظر له سيف ولأول مره يشعر بمعنى كلمه الأخ او يسمعها من أحد،.. ف رغم حُزنه ولومه إلا أنه احتضن يحيى بشده وأيضاً يحيى الذي كان أكثر من فرحاً بأن له أخ، مقابله الآن، رغم الظروف التي ابعدتهم كل هذه السنين إلا انهم تقابلوا.. نهض ف هذا الوقت نادر هو الاخر يقترب منه، يحتضنه بسعاده وفرحه كبيره يردف...

- كان المفروض قلبي يبقى حاسس إنك اخويا من ساعه ما شفتك وانت عامل حادثه وكنت مخضوض عليك وخايفه وكأنك حد من أهلي انا وكارما، أخيراً رجعتلنا ي كبيرنااا.


زاد سيف من احتضانه يقول بإبتسامه صافيه...

- انا كمان كنت حاسس اني اعرفكم من زمان وكنت سعيد انكم معايا وكنت حاسس انكم قريبين مني اوي انت وكارما.. طالع كارما التي كانت تنظر لهم ببكاء ليفتح يديه مشيراً إليها بفرحه كي تأتي وتحتضنه وع الحال ركضت كارما اليه ببكاء وهي تقع بحضنه تشهق بشده ليربت ع ظهرها بحنان اخوي طالباً منها ان تتوقف عن البكاء الآن ف لاحظ ف هذا الوقت اخته الثانيه التي تشبهه حقاً تنظر إليهم بعينيها العسليتين ف كانوا يلمعوا من شده بكائها هي الأخرى، بعد عن كارما بعدما هدأت قليلاً ليلتقط يدين دهب بحب، يجلسها أمامه وهو يقبل رأسها قائلاً...

- من اول ما دخلتي وانا شايفك شبهي واستغربت ده وقولت ازاي الشبه ده! انتي إسمك دهب صح؟ إسمك جميل اوي ي دهب وانتي أجمل.. وجد دموعها تفر هاربه من عينيها وهي تنظر لعينيه بصدمه إلى الآن ليأخذها بحضنه يبث فيها حنينه وبعدما هدأت اقترب ماجد بضحك وهو يمد يديه وهو يقول....

- والله وبقت حياتنا زي الافلام ي بن عمي.!


ابتسم له سيف هو الاخر، ينهض من مكانه يضع يده بيديه يقول مُصدقاً لكلامه...

- عندك حق ي ماجد بيه.


ماجد بتعجب...

- ماجد بيه إيه بقى، احنا دلوقتي ولاد اعمام.. بس برضو ميمنعش اني ماجد بيه ف الشغل... قهقه الجميع لخفه دمه، اشاح رحيم يديه بتعجب عندما سمع أصوات ضحكاتهم بل وما صدمه تجمعهم وسعادتهم، لم يصدق ما يحدث وبإنهم تقبلوا بهذه السهوله.. حمد ربه ببكاء كثيراً لتقبلهم وبأن يوسف تقبلهم واقتنع أنني والده وحوريه أمه...


وبهذا الوقت رحل ماجد وأمه التي كانت تبكي لشده فرحتها بوجود ابنهم.


اتجه إليهم رحيم، راغباً بإحتضان ولده ليجده اقترب منه دون إعتراض يحتضنه بسعاده وشوق، ف كان عناقهم طويلاً للغايه لكن اردف سيف بهذا الوقت...

- انا لسه لحد الان مش قادر اسامحك ولا اسامحها ع اللي عملتوه ومش عارف هقدر اسامح ولا لأ بس اللي اعرفه اني فرحان بوجودي وسط عيلتي ووسط اخواتي.


رحيم : ف دي عندك حق ي بني وخد وقت وبراحتك بس والنبي لما امك تفوق متصدرلهاش الوش الخشب علشان متتعبش، عاملها كويس وبعد كده تقدر تلومها علشان صحتها ي بني.


امآ له سيف ليردف رحيم موجهاً حديثه لكارما يقول...

- كارما ي بنتي، انا مش هقدر اطلع لأمك واقعد معاها ولا اتأسف ليها، روحي هديها ي بنتي انتي ونادر وعمل ما تكون هديت، ابقى اكلمها واعتذر عن كل حاجه عملتها ف حقها.


وافقته كارما ونادر وولجوا للأعلى متجهين لامهم وبالاسفل كانت ليلى تجلس هي واثر بقمه سعادتهم بأن السر انكشف وان اخوهم عاد لهم أخيراً بعد هذه المده لتنهض ليلى متجه اليه تبادله السلام بقول...

- حمدلله ع سلامه حضرتك.. نورت بيتك وان شاء الله الحياه الجديده هنا تعوضك عن كل اللي فاتك.


ابتسم سيف لها يردف...

- مُتشكر ي آنسه ليلي، عقبال ما افرح بيكي انت ويحيى ان شاء الله.


ليلى : ربنا يخليك ي... بادرها الرد بقول...

- يوسف.


ابتسم يحيى وهو يربت ع كتفه، بينما دهب اتجهت لأمها وهي تقول...

- طيب وماما مالها! ايه اللي حصلها ومش راضيه تفوق ليه؟!


سيف بإكتراث...

- هي تقريباً اغمى عليها، بس تسمحولي اقعد معاها النهارده.؟


يحيى : اكيد طبعاً، انا دلوقتي هروح دهب وليلى وهمشي انا وأثر وهنرجع بكره تاني عمل ما تكون فاقت وبالمره اعتذرلها ع اللي عملته.


رفضت دهب بدائياً لكن أقنعها يحيى بأن من الواجب ان يبقى هو معها الان فهو الاحق لتوافق وترحل معه وهي وليلى واثر.. بينما سيف رغم حزنه من ما فعلته إلا أنه يريدها ان تفيق كي يحتضتها ويشعر بحنان الأم ليجلس ع رجليه أمامه يمسك يديها بين يديه ويضع رأسه جوارها بتعب وانهاك فقد تعرض لكثيراً اليوم من حادثته وتعبه الجسدي الذي ما زال مؤثراً إلى تعبه النفسي بعد ما علمه ليهمس بنعاس وهو ع وشك النوم بقول...

- اا.. اسمي يوسف!! يوسف الجارحي!؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة