-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل الثالث عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية كاملة جديدة للكاتبة شيماء جوهر والمليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية المليئة بالتضحيات , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثالث عشر من رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر.

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل الثالث عشر

تابع من هنا : رواية غرام

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل الثالث عشر

 "أين القرار؟"


عندما يكون الضغط فوق الإحتمال، تنفجر الأعصاب تلقائياً دون سابق إنذار مثل مشاعر الإنسان عند إخفاءها لإرضاء من حوله في سبيل سعادته ويعود إليه بالسوء مرة أخرى، يا لها من مقدرة تحمل البشر

قلقت نور كثيراً من إختفاء سلمى المفاجئ، فلم تذهب إلى الشركة ولا الكلية منذ يومان .. كذلك هاتفها مغلق أو غير متاح، ﻻ تستطيع الوصول إليها إلى أن جاءت لها فكرة، ولكنها ترددت كثيرًا كي تقوم بتنفيذها .. فهي حقًا تشعر بالخجل .

تناولت هاتفها وقامت بالإتصال على يوسف، فلا يوجد حل سوى هذا .. يجب الإطمئنان عليها بأي طريقة .

نور بتوتر :

- ألو أستاذ يوسف

فرح يوسف كثيراً عندما رأ أسمها ينير شاشة جواله، فرد على الفور باسما

- أهلًا أنسة نور .. أخبارك إيه ؟

ردت نور بنبرة هادئة :

- الحمد لله تمام .. المهم سلمى فين فونها مقفول وﻻ بتروح الشركة ولا الكلية .. طمني عليا لو سمحت

تنهد يوسف ورد بحزن :

- من ساعة إللي حصل وهي حابسة نفسها في اوضتها لا بتشوف حد وﻻ بتكلم حد .. وبسمع عياطها كل ما بعدي عليها .. صعبانة عليا أوي بجد حاسس إني متكتف ومش عارف أعملها حاجة

تنهدت نور بقوة وردت بحزن هي الأخرى :

- طارق كمان نفس الوضع والله أنا تعبت ربنا يعدى الموضوع ده على خير بس .. طيب أنا مضطرة أقفل عشان رايحلها

رد يوسف بهدوء :

- تمام مش عايزة حاجة ؟

نور وهي تغلق هاتفها سريعًا :

- لا شكرًا سلام


أنهت معه المكالمة وهي تتناول حقيبتها وخرجت من مكتبها إلى خارج الشركة

أستقلت سبارتها وقادت مسرعة إلى أن وصلت إلى فيلا الجوهري .

فتح لها الخادم وصعدت إلى غرفتها على الفور .. قرعت على الباب عدة مرات ﻻ تستجيب، إلى أن سمعت صراخ من الداخل يقول :

- إيه مبتفهموش مش عايزة أشوف وﻻ أتكلم مع حد .. سيبوني في حالي بقى

سقطت بعض العبرات من نور تأثراً بحال صديقتها واختها، قرعت عدة رقعات متتالية وهي تقول بإصرار :

- أفتحي يا سلمى أنا نور

دقائق وسمعت صرير الباب، دخلت نور لترى حالة سلمى المزرية .. سواد كبير في أسفل عيناها، التي أصبحت مثل البندورة من شدة تورمها من كثرة البكاء .. تسير في الغرفة ذهاباً وإيابا بخطوات سريعة بكل عصبية، وتعلم نور جيدًا تلك الحالة عندما تكون فقدت صبرها

نور بحيرة صاحت بها :

- يا بنتي أقعدي بقى خيلتيني

ردت سلمى بإنفعال دون النظر إليها :

- أقعد إيه وزفت إيه دلوقتي كفاية إللي أنا فيه

إقتربت منها نور تربت عليها محاولة تهدئتها :

- أهدي بس عشان تعرفي تفكري كويس

صاحت بها سلمى بعنف :

- هو بقى فيها تفكير ما خلاص

صاحت نور هي الأخرى بخوف وحب :

- يا حبيبتي أعصابك مش كدة أنتِ عارفة نتيجة إللي بتعمليه ده كويس

نظرت لها سلمى وإبتسمت بسخرية :

- ﻻ ما خلاص أنا أخدت على كده مبقتش تفرق

مسكت نور يداها وهي تسير بها إلى أن إقتربت من فراشها :

- يعني ايه ﻻ طبعًا .. طب اقعدي عشان خاطري

جلست سلمى وهي تقول بصدمة :

- هو أنا ما صدقت أفوق من عاصم شوية أدخل في دوامة طارق أنا تعبت


شرعت في البكاء وأرتمت في أحضان نور تربت عليها بحب وحنان، التي أدمعت هي الأخرى .


***************


عادت نور منزلها وهي ﻻ ترى شئ أمامها، صديقتها من ناحية واخيها من ناحية أخرى .. صادفت المربية وهي تصعد درجات السلم فألقت عليها السلام بتعب

- سلام عليكم يا دادة

المربية بقلق :

- وعليكم السلام يا بنتي .. شكلك مرهق

ألتفتت لها نور بأرهاق لتقول بهدوء :

- أوي يا دادة على أخري

إبتسمت المربية بحنان وقالت بحب :

- أرتاحي شوية عقبال ما أحضر الغدا .. البيه مستنيكِ لما ترجعي

تنهدت نور بإرهاق لتقول :

- مش قادرة بجد هموت وأنام لما أصحى هاكل

تنهدت المربية في حزن وقالت بشفقة :

- هو أنتِ وطارق كمان

ردت نور بتساؤل وحزن :

- هو كمان لسة ماكلش

المربية بحزن :

- آه يا بنتي من ساعتها

ردت نور وهي تكمل صعودها :

- طيب شوية وصحيني

المربية بحب :

- حاضر يا بنتي تصبحي على خير

نور دون الإلتفات إليها :

- وأنتِ من أهله


رحلت المربية مكان ما آتت .. نور دخلت غرفتها وألقت بحقيبتها على أقرب مقعد، وبعدها جسدها على فراشها بكل تعب وارهاق، فمازالت يومان تعمل بالشركة وتحل مكان سلمى بالإضافة إلى دراستها بين العملي والنظري .. لم تشعر بنفسها وذهبت فس سبات عميق .


***************


لا تزال أعين تهاني بين كل فترة وأخرى تنظر إلى الساعة، تنتظر رجوع محمود .. منذ إن طلب رؤية طالب لم يعود بعد، وهي تشعر بالقلق الشديد وإن شيئاً ما قد حدث .

لم تنتظر رجوعه أكثر من ذلك، فدخلت غرفة مكتبه ورفعت سماعة الهاتف وقامت بالإتصال بالشركة، ولكن دون جدوى فلا يوجد رد .


في هذا الوقت حالة من الحيرة تسيطر على المكان منذ يوم الإجتماع، كان العقل واقف عن التفكير لإتخاذ أي قرار مصيري ﻻ يهدد حياة أشخاص إعتبارية فقط، إنما حياة افراد طبيعيين شبه سلبت حريتهم وأختياراتهم .

يجلس محمود واضعا رأسه بين كفه، مسندًا على ساعديه .. شارد الزهن على وجهه نوع من الحيرة والحزن

قطع الصمت صوت هاشم الحزين :

- وبعدين يا محمود العمل إيه دلوقتي

زفر محمود بشدة وهو يقول بهدوء :

- العمل عمل ربنا القرار الأول والأخير في أيدين الولاد، هما إللي يقرروا مش إحنا نظر له هاشم بضيق وقال بشراسة :

- عارف معني كلامك إيه، يبقى الدنيا اطربقت فوقينا كلنا

طرق محمود بكفه على سطح المكتب بحدة وهو يقول بجدية وإنفعال، فلم يتحمل الطريقة التي يعامل بها هاشم أولاده :

- أصل مش معقول يا الموضوع ده يتم والشركات تكون تمام يا نجلب التعاسة ليهم

رمقه هاشم نظرة ﻻ مبالاه لما يقول ببرود :

- جوزازهم مصلحة كبيرة للشركة، فيها إيه لو يستحملوا شوية دي في الأول والأخر كل حاجة هترجعلهم

محمود :

- بس مش بالشكل ده، شوفت عملوا إيه لما عرفوا بقرار زي ده .. ثم مقدرش أجبر ابني إنه يتجوز بالأسلوب ده .. مفكرتش في بنتك ذنبها إيه في كل ده وﻻ سارة خطيبة طارق وعاصم ﻻ يمكن يوافق بحاجة زي دي

رد هاشم بلا مبالاه وبرود :

- أنا مستعد أعمل عكس إللي قولته بس أنت عارف النتيجة كويس، وبنتي أنا عارف مصلحتها كويس ثم عاصم في الأول وفي الأخر أسهمه معانا فهيهمه مصلحة الشركة أوي ومقدر الخسارة إللي عليها إزاي

لم يتحمل محمود السماع تلك المهاطرات أكثر من ذلك، فهو مهما قال ﻻ يغير موقفه .. سيكون البرود والقسوة جزء منه .. فنهض وقال بحدة وجدية :

- أنا قولتلك إللي عندي والقرار الأول والأخير ليهم هما .. عن أذنك


خرج محمود وأغلق الباب خلفه بعنف وغضب، فضحك هاشم بشدة بكل برود


*****************


عاد محمود المنزل وهو يشعر بثقل شديد فوق رأسه، ﻻ يعرف ماذا يفعل .. أصبح منحصر بين حدين وﻻ يستطيع الإختيار بينهم ﻹن النتيجة ستكون عكسية ومدمرة للخيار الثاني .

أستقبلته تهاني بلهفة وشوق وهي تحتضنه بشدة، قبل رأسها بهدوء وصعدا معاً لغرفتهما .. قص عليها ما دار بينه وبين هاشم الجوهري .

إنفعلت تهاني بشدة لتقول :

- الراجل ده إيه ده معندوش ريحة الدم ! يا ساتر على البرود .. مكنتش عارفة إنه قاسي أوي كدة، ياعيني عليك يا سلمى يا بنتى وعلى إللي بيجرالك

جلس محمود بجانبها بعدما أنهى من تبديل ملابسه وهو يقول بإنفعال :

- الراجل أتجنن خلاص، كل همه الفلوس والسلطة ومفيش في دماغه أي حاجة تانية وﻻ وﻻده وﻻ مراته الله يرحمها إللي راحت بسببه

تنهدت تهاني بحزن وهي تقول :

- الله يرحمك يا فريدة ياما أستحملته وفوتت كتير .. وفي الأخر دفعت حياتها التمن

محمود بتحذير :

- إياك تجيبي سيرة الموضوع ده قدام وﻻدها، خاصةً سلمى .. لو عرفت ممكن تنهار .. وﻻ حتى نور تعرف .. مفهوم !

تهاني بقلق :

- متقلقش يا محمود محدش هيعرف حاجة.. المهم الموضوع رسى على إيه ؟

تنهد بعمق وهو يقول بهدوء :

- القرار الأول والأخير في أيد سلمى وطارق، ومهما كان قرارهم أنا موافق عليه


****************


مرت الأيام دون حديث أو أي إتصال بينهم، متجنبين بعضهم البعض غير كل مرة .. في هذه المرة الوضع يختلف أشد الإختلاف .. ومهلة الرد والتفكير أوشكت على الإنتهاء، ومن المفترض الرد في أسرع وقت بقرارهم المصيري الذي سوف يدفعون ثمنه باقي حياتهم، فهذا القرار لا يتخذ بسهولة قط .. ولم يجد أحداً منهم وسيلة للفرار من هذه الأزمة .


في صباح اليوم التالي، أستيقظت نور وهي تشعر بألم كبير في أنحاء جسدها، كأنها لم تنم جيدًا منذ سنوات .

نهضت وأغتسلت وصلت فرضها، بدلت ملابسها إستعدادا للذهاب إلى الشركة .. نزلت ومرت على الحديقة كي ترى والدتها، وجدتها بالفعل تجلس وتحتسي فنجال الشاي المعتاد .. جلست نور بجوارها بعدما طبعت قبلة على وجنتيها، لتقول باسمة :

- صباح الخير يا مامي

ردت تهاني باسمة :

- صباح النور يا نور عيني .. صحي النوم

نور بإطمئنان :

- طارق خرج وﻻ فوق ؟

تهاني بحزن :

- لسة فوق متعرفيش الموضوع رسي على إيه ما بينهم

نور تنهدت بحيرة وحزن لتقول :

- معرفش بجد، سلمى حالها متغير بتفكر كتير وطارق نفس الكلام على طول ساكت .. معرفش أخرة الموضوع ده ايه هي سلمى ناقصة أصلا .. لو كانت طنط فريدة عايشة مكنتش سمحت بده أبدًا

تهاني إبتسمت بحزن عندما تذكرت فريدة، إنتبهت لنور وهي تتنهد وتقول بحزن :

- عندك حق، الله يرحمها .. ربنا يستر هي علاقتها بطارق إزاي ؟

نور بحماس :

- مش طايقين بعض من الأول والموضوع زاد أكتر ربنا يستر أنا هطلعله


تركتها نور وصعدت لاخيها، وذهبت هي للعيش مع ذكرياتها مع فريدة


****************


صعدت نور وقرعت على الباب عدة قرعات، دخلت بعدما سمعت الأذن بالدخول

تنحنت نور وقالت بإبتسامة ومرح :

- يا صباح العسل

إبتسم طارق فهي الوحيدة التي يسمح لها بدخول غرفته، شقيقته الصغرى والأقرب إلى قلبه .. فقال بحب :

- تعالي يا نور

إقتربت منه وجلست على طرف فراشه وقالت بمرح : ها يا سيدي عامل إيه دلوقتي تنهد طارق ورد بهدوء :

- زي ما أنا مفيش جديد

ربتت على قدميه وقالت بحزن :

- معلش يا حبيبي اكيد لها حل وبكرة هتتعدل، وأعذر سلمى بردو مهما كانت شايف الضغط عليها إزاي

صاح بها طارق بعنف :

- طيب وأنا يا نور مش بني آدم بردو وﻻ إيه !! .. لايمكن هتجوز بالأسلوب ده أبدًا، من حقي أتجوز إللي بحبها وتحبني مش واحدة ﻻ أنا وﻻ هي طايقين بعض

قالت نور بحيرة من أمرهم :

- مش عارفة أقولكوا إيه بس طيب .. هتعملوا إيه دلوقتي ؟

رد طارق بحنق :

- اديني بفكر أنا تعبت بجد يا نور

نور بإبتسامة إقتربت منه وهي تحيط ذراعها بمنكبيه لتقول بحب :

- إن شاء الله ليها حل، يلا قوم نفطر سوا وقوم شوف حالك يا أستاذ عندك شركة وكلية

أعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول بشرود :

- ﻻ مليش نفس يا نور

إبتعدت عنه وجلست قبله وهي تقول بطفولة :

- عشان خاطري ﻻزم تفوق لنفسك شوية يا طارق وسيب الموضوع علي ربنا، يلا بقى


إبتسم طارق على طفولتها ونهض ليغتسل وصلى فرضه ونزلوا سويا ..

فرحت تهاني لسماع صوت طارق أخيراً، نهضت وركضت ناحية الصوت وقامت بأحتضانه، وهو قام بأحتضانها بشدة وعلى ثغره أرتسمت إبتسامة عريضة، لقد أشتاق بالفعل لحضن والدته كثيرًا .

قطعت نور هذه اللحظة الجميلة بمرحها كالعادة وهي تقول باسمة :

- إيه يا توتو ده غاب عنك كام يوم اومال لو شهر وﻻ سنة كنت عملتي إيه

ضربها طارق بخفة على جبهتها وهو يقول بغضب :

- أطلعي منها أنتِ بس يا لمضة .. أنتِ مالك أمي

ردت نور بطفولة وغضب :

- يا سلام ما هي أمي أنا كمان

ضحكت تهاني على طفولتهما، فمازالوا منذ صغرها وهما ناقر ونقير .. أحتضنتهم وهي تقول بحب :

- ربنا ما يحرمني منكوا أبداً يا حبايب قلبي، كان ﻻزم تطلع نور عشان تنزلك يا طارق ؟

إبتسم طارق وهو بنظر لنور بحب :

- أعمل إيه رغم إللى بتعمله مقدرش أستغنى عنها

أرسلت له نور قبلة في الهواء وقالت بحب :

- حبيبي يا طروق، على قلبك


أدمعت تهاني عيناها فرحة على علاقة أبناءها وهي تدعوا الله أن يحفظهما، ويمر تلك الأيام العصيبة عليهم على خير .

بعد إنتهاء هذه اللحظة الرائعة تجمعوا وتناولوا الفطور سويًا .


******************


في مكتب أنيق بإحدى الشركات يجلس عاصم على مكتبه، يشعل سيجاره بضيق بوﻻعة فضية أنيقة جدا، يقذفها أمامه بكل عصبية .

تجلس أمامه فتاة، التي كان يتحدث معها دائما .. توترت من عصبيته ﻷنها تعرف ماذا من الممكن أن يفعل :

- أهدى شوية مش كدة

نظر لها عاصم وعيناه تطلق شرار وهو يقول :

- أهدى يعني إيه أنتِ كمان، مش شايفة إللي حصل يعني إيه يتجوزها

رمقته نظرة جنونية وصاحت به بغيرة وشراسة :

- مالك بتتخلق عليا ليه يا عاصم، ما أنا زيي زيك .. ثم تعالى هنا من أمتى دي تفرق معاك زيها زي غيرها

نظر لها عاصم بغضب وقال بشراسة :

- ﻻ تفرق يا حبيبتي دي كنز من العيار التقيل أوي، ثم أنا ليا شغل مع أبوها وﻻ نسيتي الشراكة إللي بينه وبين أبويا .. وعشان أضمن كل حاجة تحت أيدي خطبتها فهمتي بقى

ضحكت سارة عندما أطمئنت بأنه لا يكن لها مشاعر، فصاحت بمرح :

- هههههه أنت معلم ومنك نتعلم

ضحك عاصم وقال بخبث :

- ما إحنا في الهوا سوا يا جميل وﻻ عايزة تفهميني إنك بتحبيه

ردت سارة بدلال وميوعة :

- وإيه إللي يمنع منكرش إني كنت بحبه في الأول بس قبل ما أعرفك يا حبيبي

تحولت نبرة عاصم للجدية ليقول :

- كلمتيه وﻻ لسة ؟

أجابت سارة بقلق :

- بقاله أسبوع قافل تليفونه والكلية مبيروحهاش، يا خوفي ألا يتجوزها فعلًا

تحول عاصم ورد بشراسة :

- الجوازة دي ﻻيمكن تتم

إنفعلت هي الأخرى وقالت بغضب :

- على جثتي مش أنا إللي حد ياخد مني حاجة بتاعتي


***************


تناولت الفتاة حقيبتها وخرجت على الفور، وعقلها يفكر إلى أن كاد بنفجر، ﻻ يمكن أن تتصور بأنه سوف يكون لغيرها بعد أخر مرة تحدثا فيها سوياً .

ركبت سبارتها وهي تتذكر .


خرج من الشركة عقب الإجتماع، وبعد لقاءه بإيهاب قرر بأن بواجهها

كل ما يشغل تفكيره الآن هو سارة، كيف يصارحها ويخبرها بأن زواجهم محتم عليه بالدمار .. فقام بالإتصال بها

سارة بإبتسامة :

- خير يا حبيبي قلقتني

طارق بتوتر لا يعرف من أين يبدأ :

- سارة ممكن أسألك سؤال وتجوبيني بصراحة ؟

سارة بقلق :

- اه طبعاً قول في إيه

طارق بترقب :

- سارة هل هيجي يوم وفي حاجة تأثر على علاقتنا مهما كانت ؟

إلتسمت سارة وهي تقول بحب :

- ﻻ طبعاً ليه بتقول كدة

أطمئن قلبه قليلاً .. تنهد ثم قال بهدوء :

- أسمعي إللي هقولهولك ده للآخر تمام .. بصي يا ستي .....

قص عليها طارق كل ما حدث، والقرار الذي سوف يتخذه وهي تستمع إليه بصدمة .. إلى أن أنهى حديثه وصاحت به بغضب :

- أنت بتقول إيه أنت بتهزر يا طارق !!

نظر لها طارق وقال بهدوء شديد :

- أسمعيني بس

ردت سارة بنفس الحالة :

- أسمع إيه أنت مش شايف بتقول إيه، يعني إيه واحدة تانية تاخدك مني يعني إيه تتجوز ومن مين من دي

زفر طارق بقوة لم يتحمل صياحها وصوتها العال .. فرد بصوت حازم :

- مش معقول كدة أهدي شوية، كلمتك عشان تفكري معايا بعقل مش تزوديها عليا .. عشان خاطري أهدي

قالت بإنفعال وهي تقول بغضب :

- اديني هديت أهو، الموضوع مش داخل دماغي الموضوع بالساهل كدة إنك تسيبها بعد كدة

شعر بالغضب وقال بصوت عال :

- الموضوع ده يخصني أنا مش كفاية هيخلوني أتجوز واحدة مش طايقها غصب عني وده شرطي للصفقة دي متقلقيش فكيها بقى

نظرت سارة في الفراغ بحنق ووعيد وهي تقول :

- ماشي يا طارق أما نشوف أخرتها


كانت تشعر حينها بأنه مجرد حديث عبثي وقت غضبه وسوف يعيد تفكيره مرة أخرى، ولكن تفاجئت بإختفاءه مدة كبيرة ﻻ تعلم عنه شيئًا .


******************


نور أثناء قيادتها قامت بالإتصال بسلمى، كي تخرجها من حالتها هي الأخرى وتلتفت إلى مستقبلها، فكفى الأيام الماضية من حزن وسجن .. بعد إلحاح شديد من نور وافقت سلمى على النول للكلية .. وكانت هي المرة الأولى ترى بها الشارع .

تقابلوا في الكافتريا قبل المحاضرات، طيلة مدة جلوسها وهي شريدة للغاية ﻻ تتحدث .. قطعت نور الصمت وهي تقول :

- عشان خاطري ﻻزم تطلعي من حالتك دي أنتِ كمان

قطبت سلمى حاجبها بغرابة، تقصد من بنفس حالتها، فقالت بعدم فهم :

- أنا كمان !

تنهدت نور وقالت بحزن :

- آه يا ستي طارق بنفس حالتك دي وﻻ بيروح الكلية وﻻ الشركة، سيبيها على ربنا

اندهشت سلمى مما سمعت، فلم تتوقع بأنه يكون بحالها .. أعتقدت بأنه يعيش حياته كأن ما حدث لم يكن، ولكن أتضح عكس ذلك .

كادت أن تتعاطف معه ولكن فاقت من مشاعرها وقالت بغضب :

- ونعم بالله بس مش ممكن أتجوز اخوكِ المجنون ده، شوفتي بيعاملني ازاي !!

ضحكت نور على طريقة حديثها وهي تقول :

- ههههه أنا معاك إنه ساعات بيرخم بس طيب أوي والله

رمقتها نظرة وقالت بضيق :

- رخم على نفسه بقى

ضحكن نور بشدة وقالت :

- فصلتيني بجد يلا قومي نخلص المحاضرة دي ونكمل مشروع التسليم كمان يومين وفكيها شوية

إبتسمت سلمى، فنور القادرة على إخراجها من هذه الحالة بروحها المرحة .. فقالت ضاحكة :

- هههه حاضر يلا يا لمضة

استردت نور قائلة:

- هتعملي إيه بعد الشغل ؟

تنهدت بعمق ثم قالت باسمة:

- هروح لعمتو .. محتاجة أتكلم معاها أوي

صفقت نور بطفولية وقالت بإلحاح :

- الله .. خديني معاكِ عشان خاطري .. طنط سميحة وحشاني خالص

ضحكت سلمى وقالت :

- حاضر يا ستي أمري لله


******************


نفس محاولات نور مع سلمى، تتكرر بإيهاب مع طارق .. الذي لم يستطع الوصول إليه .. فذهب إلى الشركة لعله بجده هناك .

إقترب من السكرتارية وبعد دقائق من التساؤلات أتجه إلى مكتب طارق .. قرع على الباب ودخل بعدما سمح لها بالدخول .

عندما رفع طارق رأسه ووجد إيهاب أمامه إبتسم، فلقد أفتقده طيلة هذه المدة ..نهض وتبادل الأحضان وذهبا ليجلسا .

فقال إيهاب بعتاب :

- إيه بابني فينك مختفي كل ده ليه ! .. تليفونك مقفول والكلية مبتجيش سألت عليك في البيت مامتك قالتلي إنك نزلت الشركة مصدقتش

رد طارق بهدوء أشبه بالبرود :

- موجود تشرب إيه الأول ؟

رد إيهاب بهدوء :

- مفيش داعي

إبتسم طارق وقال بنفس النبرة وهو برفع سماعة الهاتف ويطلب القهوة المعتادة :

- ﻻ إزاي عشان نتكلم براحتنا

ثم تنهد وهو يسترد حديثه قائلًا بهدوء شديد اندهش منه إيهاب :

- كنت محتاج أقعد مع نفسي شوية في هدوء .. وﻻ عايز أتكلم وﻻ أشوف حد

إيهاب بغرابة من حديثه اليوم قال :

- حتي أنا !! .. كويس بس خد بالك من الكلية شوية وركز في مستقبلك

إبتسم طارق عندما تذكر الحوار الذي دار بينه وبين نور صباح اليوم ليقول :

- عارف يا إيهاب، أنت الي بعرف أتكلم معاه .. نفس كلام نور بالظبط هي إللى فضلت فوق دماغي وطلعتني من الكهف وخلتني انزل الشركة .. إن شاء الله هنزل من بكرة

ضحك إيهاب بإعجاب وهو يقول :

- هههههه تصدق نور بتفهم أهو .. والله جدعة عامل .. إيه مع سلمى ؟

عبث وجه طارق بمجرد ذكر أسم سلمى، فرد بوجوم :

- مفيش، متجنبين بعض تمامًا حتي سارة أسبوع مكلمتهاش مش ناقص صداع أنا عارف هتقول إيه

إيهاب بإهتمام قال :

- هو الرد أمتى ؟

تنهد طارق وهو يقول بتفكير :

- كمان اسبوع كدة

رد إيهاب بمفاجأة :

- إيه ده بسرعة كدة !


سمع صوت رنين هاتفه، تناوله وجد المتصل سارة .. وجم وجه نظر لإيهاب وقال وهو يرد بضيق :

- سارة يا سيدي .. ألو ايوة يا سارة

صاحت به سارة بشراسة :

- أنت فين يا طارق .. أسبوع معرفش حاجة عنك

لم يكن بحالة لمجادلتها فرد ببرود :

- معلش يا حبيبتي أنتِ عارفة الفترة إللي فاتت كنت مضغوط إزاي

ردت سارة بنفس الطريقة :

- وأنا مش خطيبتك بردو متسألش فيا عايزة أشوفك

تنهد طارق بحيرة وشرود، نعم هو مضغوط ولكن ما ذنب سارة لتتحمل كل هذا .. هدء قليلًا ثم قال بهدوء :

- متزعليش حقك عليا، أنا كمان محتاج أشوفك، هبقى أكلمك بعد الشركة تمام

هدئت سارة هي الأخرى قليلاً وهي تقول بحب مصطنع :

- ماشي يا حبيبي متتأخرش عليا

رد طارق سريعاً وهو ينهي معها المكالمة بهدوء :

- ماشي متقلقيش سلام

زفر بقوة وحيرة، أغمض عينيه بتعب وإرهاق كبير، يشعر بأنه في دوامة كبيرة لا يستطيع الخروج منها .. زواجه من سلمى الذى لم يتخذ فيه قرار بعد من ناحية، وإرتباطه بسارة وغيرتها من ناحية أخرى .. فلا يريد ظلمها معه، والشركات من ناحية ثالثة .

عقله وقف من كثرة التفكير بلا جدوى .. قلق إيهاب على حالته وهو يشعر بالضغط الذي يمر به، قطع الصمت عدة دقائق ليقول :

- ها مالك ؟

طارق رفع رأسه وهو يجيب بشرود :

- مفيش بفكر هعمل إيه ؟

تنهد إيهاب وتسائل بإهتمام :

- هتقابلها النهاردة ؟

تنهد طارق وعاد بظره إلى الخلف وهو يفكر ليقول :

- اها ﻻزم، ربنا يستر شكلها متعصب على الآخر .. ﻻزم أنهي الموضوع ده بأسرع وقت

نهض إيهاب وهو يهندم ملابسه، يشعر بالأسف على الحال الذي مر به، ليقول بهدوء :

- تمام هكلمك بعدين وأبقي طمني

رد طارق بهدوء :

- ماشي تمام

إيهاب وهو يتجه نحو الباب :

- يلا سلام دلوقتي كمل شغلك


*****************


بعد الإنتهاء من موعد الشركة قام طارق بالإتصال بسارة، وتم الإتفاق على أن يتقابلوا في كافيه .. وصل قبلها بعدة دقائق وهو يفكر ماذا يقول .

وصلت سارة ووجهها يطلق الغضب والشرار .. فقال في نفسه "ربنا يستر ويعدي اليوم علي خير"

قام وقال باسما :

- إزيك يا سارة ؟

ردت سارة بغضب مصطنع وهي تجلس :

- أنت لسة فاكرني

جلس طارق قبلها وهو يقول بضيق :

- قدري ظروفي سارة لو مكاني هتعملي إيه .. مضغوط من كل ناحية

فصاحت به بغضب :

- وأنا أعمل إيه أنا كمان يا طارق ها ! .. هتعمل إيه دلوقتي ؟

طارق بضيق قال :

- بفكر يا سارة بفكر

نظرت له سارة بتوعد وهي تقول محذرة :

- خليك فاكر الجوازة دي على جثتي

لم تروق له النبرة التهديدية التي تتحدث بها، ﻻ فهو طارق الإبياري ﻻ يعتريه التهديد على الإطلاق، لينظر لها بغضب ويقول بشراسة :

- ﻻ فوقي يا سارة مبتهددش .. مش وقته خناق فيا إللي مكفيني .. مش بدل ما نقعد مع بعض شوية تقلبيها خناق

نهض على الفور فلن بتحمل الحديث معها بعد الآن .. كاد أن يتحرك أمسكت بيديه في غضب وهي تصيح :

- إيه ده أنت رايح فين وسايبني !

أفلت يداه من قبضتها وقال بضيق شديد :

- لما تهدي يبقى نتكلم، سلام تعبان عايز استريح شوية نتكلم بعدين


تركها وخرج سريعاً، جلست في مكانها تبكي على غباءها، ليس من المفترض أن تقوم بأغضابه في هذا التوقيت .


*****************


في صباح اليوم التالي، تحديدًا شركة الجوهري .. يجلس هاشم على مكتبه بكل وقار و معه مكالمة تليفونية، أنهاها وهو يتنهد بقوة وظهر عليه الحيرة، تطلع اليه محمود الذي ﻻ يعرف سبب تجهمه .. فقال بتساؤل :

- خير دول الجماعة ؟

هاشم رد بتهجم دون الإلتفات إليه :

- ايوة بيقولوا إن ميعاد التنفيذ قرب ومفيش أي رد

رد محمود سريعاً وقد ظهر عليه الضيق واليأس من تنفيذ الشرط :

- معني كدة إن الوﻻد لازم ياخدوا قرارهم في أسرع وقت

رد هاشم بجمود :

- بالظبط كدة مفيش حل تاني .. يا أما كدة يا أما ال3 شركات هتتنصف النص

مسح محمود وجهه بغضب وهو يحاول تهدئة أعصابه :

- يا ربي طيب فاضل أد إيه ؟

هاشم بنفس الجمود :

- الأسبوع ده بالكتير، وﻻزم يكونوا على الأقل مكتوب كتابهم .. يا أما كده يا أنت عارف الباقي

وقف محمود ولم يستطع التحامل على أعصابه أكثر من ذلك ليقول بإنفعال :

- بجد مش عارف أفكر إزاي، هقول لابني الموضوع ده ونفس القرار هيبقي صعب على سلمى

نظر له هاشم ببرود ليقول عندك حل تاني ؟

طرق محمود على سطح المكتب بعنف وهو يقول بقلة حيلة مفيس :

- بس ربنا يستر على قرارهم بقى

رد هاشم ببرود :

- إن شاء الله خير


******************


مر يومان في التفكير والمهلة تقترب أكثر وأكثر، ولم يتوصل أحداً منهم على حل بعد .

طارق في غرفته في حيرة كبيرة، يفكر محاولة منه الوصول إلى حل بديل ولم يجد .. إلى أن توصل لحل ليفقذ الجميع .

تناول هاتفه وقام بالإتصال بسلمى على الفور ليبلغها بقراره أولاً .


تتنهد بقوة وهي تتصفح إحدى المواقع بملل شديد لإنهاء عملها .. وجدت هاتفها ينير بوجود إتصال جديد، تناولت هاتفها وجدت طارق المتصل .. شعرت بالغرابة والضيق في ذات الوقت، ترددت كثيرًا قبل الرد ثم حسمت أمرها وبدأت المكالمة :

- ألو

رد طارق بهدوء :

- ايوة يا سلمى أخبارك إيه ؟

تنهد بضيق ثم قالت ببرود :

- كويسة عايز حاجة ؟

تغاضى طارق عن نبرة صوتها الباردة ليقول :

- ممكن نتقابل بكرة ؟

اندهشت سلمى من طلبه، فمنذ الإجتماع الأخير لم يحدثها قط، فقالت ببرود :

- بخصوص ايه ؟!

تنهد طارق وقال بنفاذ صبر :

- الكلام مش هينفع في التليفون

سلمى بعد تفكير ردت بنفس البرود :

- تمام عدي عليا في الشركة

رد طارق سريعًا بجدية وحزم :

- أفضل مكان عام عشان ناخد راحتنا في الكلام أكتر

سلمى بعد تفكير وهي تتغاضى هي الأخرى عن نبرته، لترى ما نهاية هذا الأمر :

- تمام ماشي فين وأمتى ؟

تحدث طارق بهدوء هذه المرة وقال :

- إيه رأيك بكرة في ... الساعة 2 كويس ؟

سلمى بنفس النبرة :

- تمام كويس يلا سلام

وأنهت المكالمة على الفورر، ليقول طارق ببرود :

- سلام


أنهت معه المكالمة وهي تفكر فيما يكون يريدها بشأنه، خطر على تفكيرها شروط الصفقة، ولكن قررت أن تنتظر للغد .

شعر بالغيط من طريقتها المستفزة وقرر ترويدها، ﻻ يعرف كيف سيتعامل معها بهذا الأسلوب يا ترى ؟! ..


قفلت معاه وهي محتارة من المكالمة دي يا تري عايزة ليه واشمعني التوقيت ده

هو حسم امره وواجه وبيدعي ربنا أن الخطة تمشي مظبوط يا تري بكرة هيحصل ايه !! .

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثالث عشر من رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر
تابع من هنا: جميع فصول رواية المؤامرة بقلم منة محسن
تابع من هنا: جميع فصول رواية غدر الزين بقلم مروة محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة