-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل السادس

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية كاملة جديدة للكاتبة شيماء جوهر والمليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية المليئة بالتضحيات , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل السادس من رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر.

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل السادس

تابع من هنا : رواية غرام

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر

رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر - الفصل السادس

 "مفاجأة"


قد يكون الشيء سار في ظاهره، ولكن عندما نقترب منه أكثر فأكثر يصبح عكس ذلك، وقد يكون باطنه خافي عما تجمله الأيام وما إلى ذلك .. فلا نعلم أي منهم خيراً لنا .


تفاجئت الممرضة وهي تزيح الستار عن النافذة بتحريك هاشم يداه، لم تستعب إلا عندما رأنه وهو يحاول فتح عيناه ببطئ .

تفاجئت مما حدث للتو وركضت سريعاً كي تبلغ الطبيب .. دقائق وعادت سريعاً مصطحبة معها الطبيب وجد هاشم ساكناً في مكانه وعيناه مغلقة، كأنه لم يفق بعد .

إندهش الطبيب والممرضة ثم نظر لها وصاح بها موبخاً إياها :

- فين ده إللي فتح عينيه، مش تشوفي كويس

تفاجئت الممرضة وﻻ تعرف ماذا تقول، فقد رأته بأم عيناها مفتوح العينين أمامها .. ردت في حيرة من أمرها والتوتر يملئ صوتها :

- والله يا دكتور لسة مفتح عينيه دلوقتي

عاد هاشم مرة أخرى وفتح عيناه، ﻻحظت الممرضة وأخذت تصيح في لهفة بالغة كأنها رأت أشباح

- أهو يا دكتور بيفوق فتح عينيه

صاح بها بسرعة :

- ناديلي دكتور إللي متابع حالته حالاً


ركضت الممرضة سريعاً ومعها الطبيب، وعين هاشم ثابتة ﻻ تتحرك


******************


سلمى في منزلها ومعها نور .. تجلس أمام حمام السباحة شريدة، تبتسم تارة وتدمع تارة، لقد أشتاقت لوالدها كثيراً .. فقد ترك عليها حمل كبير، كانت تظن في مقتبل الأمر بأنها على قوة كاملة لتحمل تلك المسؤلية، وبالفعل كانت كذلك، ولكن ما لم تستطع تحمله هو عاصم، تدريجياً أزال القناع الذي يخفي حقيقته، وﻻ تعرف أن ما تخشاه كان صحيحًا أم ﻻ .

خاصةً بعد حادث المشفى، شعرت بأنها لا تعرفه من قبل، شخص غريب عنها، بعيد كل البعد .. فلا تزال تعيد شريط الأحداث أمام عيناها .

تنهدت نور وهي تربت على منكبيها، مردفة بحزن :

- كفاية تفكير في إللي حصل بقى

مسحت عبراتها وردت وهي تنظر للأمام شريدة :

- مش بفكر في عاصم، هل يا ترى أنا بحبه فعلاً، لو كنت بحبه ليه مش مبسوطة لما بشوفه، ليه مش برتاح في الكلام معاه .. لكن بابا وحشني أوي يا نور، سنة و6 شهور دلوقتي بعيد عني نفسي يرجع تاني .

تنهدت نور بحزن فهي تشعر بحزنها وبمأساتها وهو بعيد عنها من جميع النواحي، فقد تحملت الكثير وﻻ تعرف كيف تهون عليها .. فربتت على يداها وقالت بنبرة حانية :

- إن شاء الله، تعرفي أنا متفائلة بالموضوع ده إن شاء الله هيفوق قريب، مش الدكتور قالك من فترة أن قريب هيفوق ؟ .. ثقي بالله يا حبيبتي وربنا ييسر أحوالك مع عاصم، متنسيش إنك هتبقي مراته بعد كده لازم تتفهموا أكتر من كده

إبتسمت بتهكم وأردفت :

- ونعم بالله أنا حاسة بكدة بردو، ربنا يستر بجد .. إنما عاصم مفتكرش إني ممكن أكمل معاه بعد كدة

تكاد نور الرد على جملتها الأخيرة، فدخلت الخادمة مقاطعة إياها قائلة :

- آنسة سلمى تليفون عشانك

ألتفتت إليها سلمى وردت بهدوء :

- من مين ؟

أجابت الخادمة :

- واحد بيقول المستشفى

صاحت بها سلمى بلهفة كبيرة :

- اييييييه !!

قمت تركض سريعاً ترد على الهاتف وخلفها سلمى .. أنهت المكالمة وهي تضحك بشدة وتكاد أن تطير فرحة، فظلت تقفز في الهواء .

شعرت سلمى بأن ما حدث كان على ما يرام .. أقبلت عليها نور بلهفة وإهتمام :

- حصل إيه طمنيني

صاحت سلمى فرحة :

- بابا فاق يا نور بابا فاق

إبتسمت نور بشدة وصاحت بها :

- إيه بجد!! مش قلتلك يلا بينا بسرعة


*************


ركضت نور وسلمى سريعاً إلى الخارج، ركبن السيارة وقادت الأخيرة بسرعة جنونية .. عشر دقائق ووصلن إلى المشفى، فسبقت سلمى نور بسرعتها إلى العناية المركزة بكل فرحة وحماس .

فتحت الباب وجدته ينظر إليها وهو يحاول الإبتسام، بكت سلمى من فرحتها وركضت نحوه تقبل عطر يمناه، أجشت في البكاء فرفع يداه بصعوبة وربت على رأسها .. رفعتها وهي تمسح عبرتها التى أصبحت كالشﻻل .. فأقبلت عليه بشوق ولهفة : - ألف حمد الله على سلامتك يا بابا .. مش مصدقة نفسي أخيراً رجعتلي تاني

رد هاشم بصوت ضعيف ومهزوز :

- بلاش دموع يا حبيبتي أنا جنبك أهو

إبتسمت سلمى وردت بنبرة باكية :

- غصب عني بجد من فرحتي ربنا ميحرمني منك أبداً

إبتسم هاشم وقال :

- وﻻ منك أنتِ واخوكِ

كل هذا ونور كانت تقف عند الباب بعدما لحقت بسلمى، وشاهدت المشهد المؤثر بينهم، فأدمعت عيناها وقالت باسمة :

- ألف حمد الله على السلامة يا أنكل، عقبال ما تقوملنا بالسلامة

رد هاشم :

- الله يسلمك يا نور.. فين يوسف يا سلمى ؟

سلمى مسحت عبرتها وهي تبحث عن هاتفها بلهفة :

- يوسف هكلمه حالاً، أنشغلت بيك .. المستشفى لسة مكلماني ملحقتش أكلمه

إبتسمت نور .. فهي تحاول مساعدتها، فأقبلت عليها مردفة :

- روحي كلميه وأنا معاه

إبتسمت سلمى وقالت وهي تركض للخارج :

- طيب يا نور


*******************


إتصلت سلمى بيوسف وأخبرته بأفاقة والدهما، كانت فرحته ﻻ توصف .. في قرابة ربع ساعة كان بالمشفى ولقاءهما كان حاسماً للغاية .

بعد الإطمئنان عليه إتصلت نور بوالدها وفرح كثيراً هو وتهاني على عودة محمود سالماً .. أما طارق كان سعيد بعودة هاشم إلى الشركة ويكون المشروع تحت قيادته .

بهذه المناسبة قرر يوسف وسلمى إقامة حفلة لعودة هاشم بعد فترة غياب، وبالطبع الكثير من المدعوين من ضمنهم عاصم .

محمود في حديقة الفيلا، أقبل على تهاني قائلاً :

- جهزي نفسك بقى كمان تلات أيام الحفلة إللى عاملينها وﻻد هاشم، هتكون على الساعة 7 .. هاجي من الشركة ألاقيكي جاهزة .. بقلك من قبلها أهو عشان مرجعش ألاقيكِ مش جاهزة

تسائلت بهدوء :

- تمام متقلقش .. هتبلغ طارق مش كده ؟

نظر لها وقال وهو يهم بالخروج :

- أكيد هقوله يحضر ده أهم واحد، و زمانه عرف يلا عن أذنك


******************


خلال الثلاث الأيام ﻻ تزال سلمى تباشر العمل في الشركة مثلما كانت تعمل من قبل، وتعود مبكراً كي تراعي والدها .. أما عاصم فتفاجئت بتغير معاملته لها للأفضل، الرد بهدوء، يتغاضى أحياناً عن عصبيتها وعنادها .. كانت مندهشة حقاً عن سر تغيره المفاجئ بنسبة 180 درجة منذ عودة والدها .. ولم تعرف السر بعد .

عملها مع طارق كان يسير كما هو ألا إنها شعرت بتسارعه في العمل عكس ما كان في السابق، حسبت حالة الإستعجال التي عليها بسبب عودة هاشم وأراد إنهاء الصفقة سريعاً .. فلم يروق لها الطريقة التي يعمل بها، طالما أحبت كل تفصيلة تأخذ حقها .. فنشب بينهم الخلافات على أدق التفاصيل، فسرعته جعلتها تشعر بأنها مقيدة بالوقت .. فعاد إلى حالته الأولى لمعرفته بها، لم يتحمل عنادها وعصبيتها، ولكن ﻻ يعرف أن لكل فعل رد فعل، وما بدر منه كان رد فعل طبيعي لما فعله، ﻷنه يعرف كيف تحب عملها وجديتها به .. فلم يعدا يتحملا سيرة كل منهم .


جاء يوم الحفلة والمقيمة في فيلا هاشم الجوهري .. إستعدت سلمى وكانت في منتهى الجمال والأناقة .. أرتدت فستان فضي فاتح اللون، بحمالة رفيعة مجسم من الجزء العلوى، مترز بفصوص صغيرة جداً ﻻمعة، صففت شعرها للأعلى .

أما نور كانت ترتدي فستان وردي اللون، مصففة شعرها على ظهرها وكانت جميلة حقاً، لدرجة لم يستطع يوسف إبعاد عيناه عليها بإعجاب، فلم تلاحظ نور ذلك .

في تمام الساعة السابعة نزلت سلمى ويوسف لإستقبال المدعوين .. ونور كانت تساعد سلمى في الإشراف على البوفيه .

نور طوال الوقت تنظر في ساعة يداها بقلق، ﻻ تعرف سر تأخر أسرتها .. فقد أصبحت الساعة الثامنة والحفلة مستمرة، ﻻحظ يوسف إنسحابها من الحفلة بوقفها جانباً، فإقترب منها متسائلاً :

- مالك يا آنسة نور ؟

ألتفتت إليه وردت بشرود :

- ها ﻻ مفيش حاجة

إسترد يوسف بإهتمام :

- شكلك قلقان من شوية، وبتبصي في الساعة .. أنتِ مستنية حد ؟

أجابت بهدوء :

- اها بابا وماما أتأخروا فبستغرب تأخيرهم

إبتسم يوسف وقال لطمئنتها :

- أكيد في حاجة عطلتهم متقلقيش

ردت نور دون النظر إليه :

- اها يمكن بردو

قرر يوسف خف توتر قليلاً، دقائق وقطع الصمت قائلاً :

- طب يلا نروح لسلمى


أثناء الحفل سلمى لم تزيل عيناها من البوابة وتنظر في الساعة، منتظرة شخصاً ما .. حتى عاصم ﻻحظ ذلك، الذي كان يراقبها طوال الحفل .. أقبل عليها يوسف ونور قائلاً :

- الجميل سرحان في إيه ؟

فاقت سلمى من شرودها وهي تقول بشرود :

- يوسف خضتني، ﻻ أبداً مش سرحانة وﻻ حاجة

نظر لها باسماً وكأنه يتحدث بالألغاز :

- تعرفي أنا حاسس إن في حاجة هتحصل النهارده، بس مش عارف إيه هي

سلمى بتفكير :

- حاجة زي إيه مثلاً

رد يوسف بتخمين :

- خبر.. قرار مش عارف أحدد، الجو العام عند بابا وأنكل حامد بيقول غير كده

تنهدت سلمى وقالت بلامبالاه :

- أكيد بيتكلموا في شغل كالعادة يعني ما أنت عارف مفيش جديد

إبتسمت نور وقالت بمرح :

- يا خبر النهارده بفلوس بكرة يبقي ببلاش

نظر يوسف لسلمى وهو يقول :

- هنعرف قريب، عموماً عندك حق .. آه صحيح اومال فين طارق ؟

شعرت بالضيق لمجرد ذكر أسمه، فردت بلامبالاه :

- طارق مين .. اها تقصد طارق الإبياري ؟

ضحكت نور وردت بمرح كالعادة :

- ههههههه أسمع بتقولك طارق مين، شكلك مش طايقاه يا سلمى هو رخم حبتين

نظرت لها سلمى بضيق ثم نظر يوسف لها ضاحكا :

- هههههههه اها فعلاً أنتوا أتخانقتوا وﻻ إيه؟ هو المفروض إنه يكون معزوم .. أنتِ معزمتوش ولا إيه؟

رد سلمى عليهم بضيق وﻻمبالاه :

- ﻻ متخانقناش بس هو فعلاً رخم، خليت السكرتيرة تكلمه .. ثم أنا مالي هو راح فين عموماً هو حر

إبتسمت نور وردت بمرح :

- إيه يا حبيبتي أنا أقول رخم .. لاحظي إنك بتتكلمي عن اخويا، شكلكوا أنتوا الاتنين عايزين تضربوا بعض

لم يتحمل يوسف كبت ضحكاته، فهو يعرف مناغشتهم التي ﻻ تنتهي، فألتفت إلى سلمى وقال ملطفاً :

- مفيش فايدة منك يا لوما .. ﻻ ده العادي من ساعة ما أشتغلوا سوا

حاولت نور تغيير الموضوع تلطيفاً للجو العام، فغمزت لسلمى باسمة وأردفت مارحة :

- بس إيه يا عم الحلاوة دي بس وﻻ ورجعت إبتسامتك تاني

إبتسمت سلمى وردت قائلة :

- أنتِ كمان زي القمر .. وبعدين الإبتسامة دي سببها بابا .. بجد يا نور مش مصدقة أخيراً فاق

ترددت نور قبل أن تسأل، ﻹنها تعرف الإجابة جيداً :

- آه صحيح وأخبار الشركة إيه ؟

أجابت بأريحة :

- كويسة وأخيراً بقى هرتاح من الصفقة دي .. مش المفروض بابا يمسكها ؟

ضحكت نور فكما توقعت الإجابة، فﻻ تعلم بأن وقت الراحة لم يحن بعد .. فصدمتها لتقول :

- هههههه باباكي حالته الصحية متسمحش دلوقتي هو آه أتحسن بس لسة

أغمضت سلمى عيناها في غضب لما سمعته، هذا يعني عليها إحتمال طارق قليلا، فردت بتذمر :

- اممممم قولي كده .. يا ستي سيبيني أفرح شوية


إقترب منهم عاصم، أقبل على سلمى باسما وبمرح :

- إيه الحلاوة دي بس

إبتسمت سلمى باصطناع وردت :

- ميرسي يا عاصم

نظر لها مطولاً ثم قال بتردد :

- ممكن نتكلم مع بعض شوية يا سلمى ؟

نظرت لها نور وغمزتها، بمعنى يجب التحدث بمفردكم قليلاً .. ألتفتت إلى يوسف وقالت :

- طيب هسيبك أنا دلوقتي، يلا يا أستاذ يوسف

فهم يوسف نظرة نور، فذهب معها وهو ينظر لسلمى وعاصم :

- يلا عن أذنكوا يا جماعة

إنتظرت سلمى مغادرتهم ثم ألتفتت إلى عاصم وهي عاقدة ذراعها، متسائلة بجدية :

- ها يا سيدي عايز إيه ؟ ....

أبتعدوا قليلا ثم أشارت لها نور لكي تعطي له فرصة ليتحدث .. فقطع عاصم الصمت :

- حرام عليك يا سوسو أسبوعين بحايل فيك يا حبيبتي موضوع وعدي وأنتِ عارفة أد إيه بغير عليك

عندما تذكرت ما حدث لم تتحمل، فصاحت به غاضبة :

- دي مش غيرة يا عاصم ده شك .. عارف أنت خليت شكلي ازاي

نظر لها وقال بحب :

- بحبك يا سلمى .. أنتِ حبيبتي وخطيبتي وقريب هتكوني مراتي .. أنتِ عارفة إن مفيش في القلب غيرك

نظرت له بعدم تصديق وقالت بضيق :

- ﻻ واضح إنك بتحبي فعلاً .. طالما بتحبني ليه عمايلك معايا كل شوية بالشكل ده!!، ما أنا كمان بغير عليك يا عاصم بس مش بالشكل بتاعك ده وقلت كتير هيتغير بس مفيش نتيجة يا اخي

حاول عاصم تغيير الموضوع فقال بلهفة :

- سيبك بس من الكلام ده .. المهم وحشتيني

لم تستطع سلمى تصديق ما يقول، فرفعت حاجبها باستنكار قائلة :

- مممممممم ﻻ والله !!!

نظر لها عاصم بحزن وقال :

- إيه مش وحشتك ؟

تنهدت سلمى وقالت بجدية :

- عمايلك دي إللي مش بتخليك توحشني

أمسك يداها وقال بحماس :

- أنا بقى محضرلك مفاجاة هتعجبك أوي

إبتسمت سلمى وردت متعجبة :

- مفاجاة إيه دي ؟

إبتسم لها بحب وقال :

- هتعرفي دلوقتي


نور ويوسف ﻻيزالون في مكانهم لمراقبة الحال، إذا تهورت سلمى كعادتها .. وأثناء حديثهم تنهدت نور وهي تقول بهدوء :

- ربنا يصلح الحال ما بينهم مصيرهم في الآخر الجواز ﻻزم يتفاهموا سوا

رد يوسف بهدوء، فكان على إعجاب بطريقة تفكيرها :

- يا رب الفترة إللي فاتت وعلى طول بيكلمها عشان تصالحوا بس برافوا عليكِ إنك خلتينا نمشي

نظرت له وردت بجدية :

- مكنش في حل إلا كده


*******************


عاد محمود من الشركة على أمل أن يجد تهاني مرتدية مﻻبسها ومستعدة .. دخل إلى مكتبه وهو ينادي عليها

- يلا يا تهاني أنتِ لسة ملبستيش أتأخرنا زمانهم مستنينا

أقبلت عليه تهاني وهي تحمل حقيبتها قائلة :

- أنا خلصت أهو أنت إيه إللي أخرك كده ؟

رد محمود وهو يفرغ حقيبته من اﻷوراق والمستندات :

- كان في أوراق مهمة في الشركة مكنش ينفع تتأجل، يا دوب خلصتها وجيت على طول .. فين نور ؟

ردت تهاني مذكرة إياه :

- ما أنت عارف .. نور مع صاحبتها من الصبح

نظر لها وقال باستعجال :

- آه صحيح زحمة الشغل نستني .. طارق موجود في اوضته ؟

ردت بتفكير :

- ﻻ شكله مع أصحابه وﻻ حاجة

عقد حاجبيه ورد بغضب :

- أصحاب إيه دلوقتي هو مش عارف الأستاذ إن في ميعاد منبه عليه

حاولت تهاني تهدئة روعه قليلاً :

- طيب براحة بس وشوف هو راح فين


****************


الهروب من الواقع بالنسبة له أسلم حل، ﻻ يعرف إنه مهما هرب مصيره بالعودة والمواجهة .. فرغم علمه بشأن الحفلة ألا إنه قرر الإبتعاد بشتى الطرق، فذهب بعيداً مع أصدقائه .

يجلس طارق أمام شاطئ البحر في شرود تام، جلس إيهاب بجانبه وقال :

- إيه يا بني من ساعة ما جينا وأنت قاعد كده يبقى إيه لزمته مجيتنا

رد طارق بجدية دون أن يلتفت إليه :

- لو زهقت ممكن تنزل عادي مفيش مشكلة

شعار إيهاب بضيق طارق، فحاول اﻹستفهام منه عما حدث :

- ﻻ يا سيدي مش كده .. طب فيها إيه لو كنت روحت يعني

إلتفت إليه طارق وصاح به بغضب :

- هو أنا كنت بطيقها في الشركة لما أجي الحفلة، ثم أنا جي هنا ليه مش عشان كده .. دي حتى مش هي إللي عزمتني خلت السكرتيرة تكلمني، كمان عايزني أروح !

لم يعرف إيهاب أن يحمل عنه، فرد بهدوء :

- ربنا يستر وأبوك مش يكلمك عشان تروح

كاد أن يرد طارق فسمع رنين هاتفه، تناوله بكلل ثم نظر إلى إيهاب وقال بضيق بعدما رأ أسم المتصل :

- قريت فيها يا عم أهو أبويا بيتصل

لم يتحمل إيهاب نظرته فضحك بشدة :

- ههههههههههه


تغاضى عنه طارق ورد على المتصل قائلاً :

- ألو ايوة يا بابا

رد محمود بكل غضب :

- أنت فين يا أستاذ مش عارف إن في ميعاد منبه عليه النهارده .. أنت فين دلوقتي

ﻻ يعرف طارق ماذا يقول بشأن سفره المفاجئ، حسم أمره وقال :

- ايوة يا بابا أنا في الساحل

أتسعت عين محمود صدمة ودهشة، ﻻ يعرف كيف يفكر هذا الابن العنيد .. تعالت نبرة صوته وإنفعل بغضب شديد :

- بتقول إيه ؟ ساحل إيه ده كمان !! أنت تنزلي دلوقتي حالاً

تنهد طارق بضيق شديد ثم صاح بضجر :

- يا بابا مش عايز أجي هو بالعافية ..ثم حضرتك وماما ونور كفاية أوي

إنفعل محمود أكثر ورد بنبرة تهديدية محذراً إياه :

- أسمع ..هتيجي الحفلة حالاً وإلا هيكون في تصرف تاني

رد طارق بحزم :

- يا بابا .....

ولكن لم يستطع أكمال حديثه، فقد قطع محمود الخط


كاد أن يهشم هاتفه غيظا وغضبا، فوقفه إيهاب سريعاً .. فتنهد بحيرة وهو يقول :

- ها مفيش فايدة بردو ؟!

صاح بغضب :

- قفل في وشي السكة

ربت إيهاب على منكبه وقال بحسم :

- مفيش مهرب هتعمل إيه دلوقتي أنت مضطر تروح

تنهد طارق بعمق ورد بشرود وتفكير :

- هييييييح مش عارف أفلت من الحفلة دي إزاي .. بس هتصرف


********************


أغلق محمود الخط وهو في منهى العصبية والإنفعال، وأطلق ما تبقى منها على تهاني التي تحاول تهدئة روعه قليلاً، فصعد ليستعد ورحﻻ معاً إلى الحفلة .

بعد السلامات والحديث عن صحته أخذا يتحدثان في أحاديث عامة ومن ضمنها العمل

- شركتك نورت يا هاشم، إيه يا راجل الغيبة الطويلة دي

تنهد هاشم ورد بشرود :

- حاسس إنهم مية سنة

ربت عليه محمود باسما :

- عموماً حمد الله على السلامة والشركة في غيابك ماشية زي الفل البركة في سلمى

ضحك هاشم وهو يفكر في حديث محمود :

- مصدقتش إن سلمى تعمل كل ده طلعت بميت راجل صحيح .. وطبعاً طارق المجهود إللي بنهم في المشروع الجديد

إبتسم محمود ورد قائلاً :

- ربنا يخليهالك وتفرح بيها إن شاء الله

إبتسم هاشم وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن شئ وهو يقول :

- ان شاء الله قريب جدا في أخبار كويسة، اومال طارق فين مشوفتوش لحد دلوقتي

توتر محمود من كلماته، فأردف وهو يسير :

- اها ثانية واحدة هشوفه


تركه وذهب إلى تهاني وهو في قمة غضبه وإحراجه قائلاً :

- ممكن أفهم ابنك فين لحد دلوقتي .. كده يطسفني قدام هاشم !

رد تهاني وهي تتلفت حولها .. ثم قالت بصوت منخفض وهي تحاول تهدئته :

- أهدى بس ألا حد ياخد باله

نظر لها وصاح بها بصوت يكاد أن يكون مكتوم :

- يعني مش شايفة عمايل ابنك إللي هتجنني !

ردت مدافعة عنه وإعطاء عذر له :

- زمانه جي.. أكيد في حاجة عطلته

قال بغضب دون أن ينظر إليها بحزم :

- ابنك ده علاجه الوحيد هو الجواز إللي هيربيه ويتحمل المسؤلية بجد

تنهدت تهاني بحزن وقالت يأسة :

- أنت عارف رأي ابنك في الموضوع ده

نظر لها بجدية وهو يقول بنبرة تنذيرية :

- بعدين هنتكلم فيه المهم أشوفه فين دلوقتي


******************


مر الوقت قرابة ساعة والحفلة تسير على ما يرام، تعجبت سلمى من عدم حضور طارق مع والديه، بعدها أدركت بأنه يمكن ﻻ يريد رؤيتها بعد الخلافات بينهم، تغاضت عن تلك الفكرة وهي ﻻ تزال تفكر في سر تأخره .

منذ أن تركها عاصم وقلبها غير مطمئن، تشعر بتدبير شيئاً ما حولها .. فأقبل يوسف عليها وعلى وجهه عﻻمات تعجب قائلاً :

- صحيح إللي سمعته ده يا سلمى ؟

تفاجئت سلمى من بداية حديثه الغامضة، فردت بتساؤل وإهتمام :

- سمعت إيه ؟

ألقى عليها يوسف المفاجأة الكبرى :

- عاصم حدد ميعاد الفرح مع بابا لقيته بيتكلم أنكل حامد مع بابا

أتسعت سلمى عيناها دهشة، إذاً هذه كانت المفاجأة التي أراد عاصم أن يصدمها بها !! .. يا ويلها منهم، صاحت به في صدمة وإنفعال :

- اييييييه .. كده من نفسه مش المفروض ياخد رأيي في حكاية زي دي !

ربتت نور على يداها كي تهدئ من روعها، فقد تعالت نبرة صوتها دون دراية منها أثر إنفعالها، وبدأت الإنظار تلتف حولها :

- كده كده المفروض إنكوا مخطوبيين وهتتجوزوا بالنسباله مش فارقة تعرفي وﻻ متعرفيش طالما باباه واونكل هاشم أتفقوا على الميعاد

ضربت سلمى كف على الأخرى وهي ناظرة لها بحنق، لتقول في غضب شديد :

- بذمتك لو كنت مكاني هتقولي الكلمتين دول، احنا في زمن سي السيد وﻻ إيه .. بقى كده يا عاصم هي دي المفاجأة إللي محضرهالي مش معقول بجد .. وأنا إللى قلت هيصالحني على عمايله بتاعة الفترة إللي فاتت دي

ضحكت نور وصاحت بمرح :

- هههههههه وﻻ وهتدبسي يا جميل

صاحت بها سلمى بغضب، وقالت قبل أن ترحل :

- بس يا نور هو أنا ناقصة .. ﻻزم أفهم إللي بيحصل كويس


*******************


ذهبت سلمى بخطوات سريعة أشبه بالركض لتستفهم عن تلك المهزلة التي حدثت منذ قليل، ﻷنها يجب أن تتحدث مع عاصم ووالدها سريعاً .. ركضا نور ويوسف وراءها ﻷنهم يعرفون جنونها وعصبيها جيداً في تلك المواقف .

وجدت عاصم يقف مع هاشم ومحمود وحامد، أي تجمع بموافقة الأغلبية وﻻ كأنها هي من تتزوج .. تنظر إليهم بصدمة وغضب شديد، رأها هاشم فأشار إليها قائلاً :

- تعالي يا سلمى خلاص أتفقنا على ميعاد كتب الكتاب الشهر الجاي

نظرت له سلمى ببلاهة وعدم تصديق، ولم تتفوه بكلمة .. أقبل عليها حامد باسما :

- ألف مبروك يا وﻻد عقبال فرحكم إن شاء الله

نظر لها عاصم باسما ورد بنبرة مرحة :

- ألف مبروك يا حبيبتي .. إيه رأيك في المفاجأة دي

أرمقته بنظرة غاضبة ومنفعلة للغاية، ﻻ تريد سماع صوته حتى .. وأيضاً لم تتفوه بكلمة، إندهش الجميع من سكوتها الغير معتاد، فألتفت إليها هاشم متسائلاً :

- ها إيه رأيك يا سلمى ؟

إبتسمت بتهكم، ثم ردت بضيق :

- هو يفرق رأيي يا بابا بعدما قررتوا ! وﻻ كأني صاحبة الشان وﻻ إللي هتتجوز أساساً .. بس إيه القرار المفاجئ ده ؟!

أرمقها هاشم بنبرة غاضبة، فلم تروق له الطريقة التي تحدثت بها أمامهم، تغاضت عن نبرته ورأت إن ما فعلته هو الصواب

أقبل عليها حامد ورد قائلاً :

- وﻻ مفاجئ وﻻ حاجة انتوا مخطوبين بقالكم 3 سنين كفاية كده عايزين نفرح ييكم

ردت سلمى بثبات وحزم :

- تفرحوا بينا لما تاخدوا رأيي الأول، ﻻحظ حضرتك إنك بتتكلم بصيغة الجمع مش المفرد، مش تقرروا براحتكم وﻻ كأني هنا .. عن أذنكوا


حالة من الصمت والإحراج الشديد والتعجب مما بدر من سلمى، وﻻ يعرف ماذا يقول هاشم معتذرا لهم .

رحلت سلمى وهي تشعر بداخلها قليل من السﻻم النفسي، تحسنت قليلاً عندما أطلقت ما كبت في داخلها، لو لم تتحدث فكاد أن يحدث لها شئ .

وعلى الرغم من ذلك فهي على علم ودراية كبيرة أن ماحدث لن يمر مرور الكرام لهاشم أبداً، فهي غير مبالية لما يحدث، فعلت ما يرضي عقلها فقط .


******************


لقد تفاجئا يوسف ونور بحديث سلمى، ولكن كان على يقين بأنها لن تصمت وهي تراهم يقررزن حياتها دون علمها، بناء على شخصيتها وكان في باطن نفسه سعيد بما حدث حتى ﻻ يفهموا صمتها ضعف منها، وفي نفس الوقت يخشى ما يحدث بعد الحفلة .

عادت سلمى إلى أدراجها وهي تشع غضب وإنفعال :

- عجبك إللي بيحصل ده كدة يتفقوا من غير ما أخد قرار حتى

رد يوسف بحماس :

- إحساسي كان في محله .. كما توقعت في حاجة هتحصل .. بس أنتِ كنت جبارة يا بنتي ثبتيهم كلهم

قالت نور بحزن عما حدث :

- هي حاجة تضايق إنهم ماخدوش رأيك بس مصيركوا هتتجوزوا يا سلمى

ردت سلمى منفعلة :

- عارفة يا نور بس أنا لسة مش مستعدة للجواز أخدوني على سهوة

أردف يوسف بجدية :

- إللي حصل يا سلمى كده كده دلوقتي أو بعدين هتتجوزوا ثم مش هتعرفي تعترضي على بابا

تنهدت سلمى بضيق شديد، فالخبر جاء بموعد غير مناسب، كأنهم يضغطون على قرارها بحالة هاشم .. فردت بضيق :

- عارفة حالته الصحية متسمحش .. أعمل إيه بس ياربي دبرني

يوسف بتفكير :

- كدة مفيش حل إلا إنك تقعدي مع بابا وعاصم وتتفاهمي معاهم

ضحكت سلمى بسخرية :

- ﻻ أنسى .. بابا ﻻ يعني ﻻ مفيش نقاش، بذمتك مش ناسي أتخطبنا ازاي .. عاصم هيتحججلي بمية حاجة وباباه شور يعني هيأثر عليه بقالكوا كام سنة مخطوبين ومش عارفة إيه، ومش هيلغوا قرار كتب الكتاب وﻻ هعرف أخد منهم حق وﻻ باطل .. إللي مضايقني في الموضوع ده كله مش عطيني أي أهمية في أخاذ القرار وبيتصرفوا على كيفهم .

ربتت نور وقالت ضاحكة :

- معنى كدة مبروك مبدئياً .. مبروك يا لوما والله وأشوفك عروسة

نظرت لها سلمى بغرابة وقالت :

- أنت خلاص عملتيني عروسة

ضحك يوسف على طريقة نور، ثم نظر إليها باسما :

- عقبالك يا أنسة نور

شعرت نور بالإحراج من نظرته وإبتسامته، فتنحنحت مردفت :

- أحم إن شاء الله وأنت كمان

ﻻ يزال يوسف معلقاً نظره عليها :

- ياااا رب

ﻻ تعرف كيف تهرب منه، شعر بها فإبتسم .. غيرت الموضوع قائلة :

- احم غريبة أوي كل ده ومجاش

تسائل بتأكيد :

- مين ده طارق ؟

ردت نور بجدية :

- اها أتأخر أوي


*******************


سلمى كل حين تختلس عيناها خلسة وتنظر إلى الباب .. مرت ساعتان وإنتهت الحفلة بعدم مجئ طارق، وهذا ما جعل محمود يزيد في غضبه .. فسأله هاشم عن سر غيابه :

- إيه إللي حصل يا محمود مجاش ليه لحد دلوقتي ؟

نظر محمود للساعة بلهفة، ثم قال بقلق :

- أنا قلقت والله كلمني وقالي إنه في السكة

ركضت نور نحو محمود وصاحت بلهفة :

- بابا طارق وصل أهو، يا خبر إيه ده ....

ذهب معها محمود ثم صاح عندما رأه :

- هو فين ده إيه إللي عمله في نفسه ده


طارق يقف بجانب سيارته أمام الفيلا، سلمى تبحث عنه بعيناها إلى أن تقابلت نظراتهم في ثواني صامتة بينهم .

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس من رواية صفقة حب بقلم شيماء جوهر
تابع من هنا: جميع فصول رواية المؤامرة بقلم منة محسن
تابع من هنا: جميع فصول رواية غدر الزين بقلم مروة محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة