-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل العشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل العشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل العشرون

 بكر خرج من اوضة مليكه وهو حاطط اديه فجيوبه ومبتسم بنشوة نصر ممزوجه بفرحة اول قطفه لحلاله، وكسر حواجز البعد، راح علي اوضته وقفل الباب علي روحه وفتح كتابه وابتدا يحاول يذاكر، لكن كل اللي حصل معاه النهاردة حال بينه وبين التركيز وخصوصا اللي حصل بينه وبين ماليكه، سلب عقله وحال بينه وبين المنطق والقدره علي التفكيرفأي حاجه غير لحظات قربه منها ..

قفل كتابه وقام راح علي الشباك فتحه وفضل واقف فيه وحاطط اديه فجيوبه ويتأمل فالبيوت وشبابيكها، مابين نور قايد، ومطفي، ويتخيل ورا الشبابيك حبايب، جمعهم جناح الليل ووحدتهم الاشواق،

ويسأل روحه ياتري هييجي اليوم اللي فيه يكون هو ومليكه حبايب ويدوب التلج اللي بينهم وتظهر مروج المودة؟!! ولا هتفضل أمواج عندهم تتلاطم لآخر المطاف؟


وبعد مده طويله قضاها بكر فالتفكير والتأمل بعد عن الشباك ورجع لسريره، رفع ايده وبص علي العضه بتاعتها فساعده، وابتسم وهو عيمسد عليها برغم الالم اللي عيحس بيه لما يلمسها،

فضل دقايق وبعدها نام وحط ايده تحت دماغه، ومسك تليفونه بالايد التانيه وفتحه ببصمته وكانت صورة مليكه هي اللي جايه عالشاشه، وفضل يتأمل فيها ويمشي صباعه الابهام عالصوره كيف مايكون بيحثها عشان تتحرك قدامه وتتكلم ويأنس بيها ومعاها بكلام طالع من القلوب بمحبه، كلام يريح قلبه ويسعد روحه، وفضل عالحال دا لحد ماسلطان النوم اصدر فرمانه بالنوم وبكر اعلن السمع والطاعه.


اما مليكه فبعد مامشي قعدت على الكرسي بتاع مكتبها بالراحه وبصت للنسكافيه والجاتوه وزفرت وهي عتمد يدها وتاخد حتتة جاتوه وتاكلها وتهمس لنفسها :

مهما حاولت تتداري ورا حيطان القسوه يابكر برضك مكشوف، مش انت عتخجل من مشاعرك وحنيتك؟

حاضر اني هفضحك قدام الناس كلها..وكملت وكل وشربت النسكافيه اللي كان طعمه جميل ومختلف عن اي نسكافيه شربته قبل اكده فحياتها، كان مدوب فيه شوية خضوع وتنازل مع السكر واعتراف متداري بالخطأ زادو حلاه اضعاف،

وبعدها قامت راحت اتمددت علي السرير واخدت السلسله من علي الكوميدينو وفضلت بصالها تتأملها كتير قبل ماترجعها مكانها وتنام وهي عتفكر فكل اللي حصل ومن بين التفكير قلبها دق لما وصلت للحظات القرب ودفنت دماغها بالمخده ونامت هروب من احساس بالاستمتاع والعطش للزياده كان واقف علي ابواب قلبها وعايز يهاجم ويدخل ويحتل لكنها هربت منه للنوم..


تاني يوم الكل قام فميعاده علي صلاة الفجر وبكر لبس تيشرت بكم غير اللي كان لابسه عشان يداري عضة مليكه اللي لو حد شافها هتفتح عليه ابواب جحيم استهزاء مالوش اخر من كل اللي يشوفه واولهم تمره اخته...

خلص لبس وطلع اتوضي ولقاهم سابقينه للوضوء صلى بيهم ركعتين الفجر كيف ماعاهد نفسه وبعدها نزل للجامع لكنه كان متكدر عشان طول الوكت كان واعي مليكه لساها زعلانه منه ولا رفعت عينها عليه ولا حتي نطقت بكلمه ليه او لتمره..


نزل صلي ورجع لقاهم قاعدين عيقروا قرآن قعد جارهم شويه وقرر انه هينكش مليكه عشان تكلمه لكن مليكه سبقت بالنكش..

تمره : يلا يامليكه نحضروا الفطار

مليكه وهي عترفع اديها لفوق وتتمطع ردت عليها... له اني تعبانه النهارده ومهحضرش فطور مقادراشي.. اني هدخل اوضتي وانتي جهزي وافطري انتي واخوكي اني اصلا مليش نفس .. وبصت لبكر وكملت كلامها.. وانت يابكر لو عملت نسكافيه ابقي صبلي معاك مج عشان المج اللي عملتهولي امبارح عجبني قوي.. طلع نفسك حلو فالنسكافيه يامضروب.. قالتها وضحكت بخفه وقامت وهملت بكر مبلم من الاحراج قدام تمره اللي كانت بصاله ورافعه حواجبها باستغراب وفاتحه خشمها وعرف انها مش هتعدي الموضوع ابدا واتأكد من دا لما سمع تمره عتقوله :


نيسكافيه ياولد ابوي! عتعمل نسكافيه يابكر بيدك واني اللي لما كنت اتأخر عليك بكباية الشاى هبابه الاقي الخمسه وخميسه طبعت فوشي!!!

ماذا بينك وبين الله يابت عواد عشان بكر يعملك نسكافيه بنفسه وهو معيلافيش روحه بوق ميه؟


بكر طول ماهو عيسمع كان باصص للسقف وبيلعب فدقنه وبيمثل اللامبالاه لكنه من جواه عليعن مليكه الف لعنه على ذله مسكتها لتمره عليه وعارف انه مش هيخلص منها بسهوله ابدا..

قامت تمره اخيرا بعد ماقالت كل اللي قدرها عليه لبكر ورزلته بالكلام رزاله عدله وراحت علي الموطبخ تحضر الفطار..


اما بكر فقام وراح علي اوضة مليكه وفتح الباب عليها مره وحده وكانت عتغير وارتبكت ودارت دراعاتها وصدرها قوام بالطرحه اللي فيدها وقالتله وهي جازه علي سنانها : لاه دا كتير قوي عاد..

بكر وهو بيتسند على الحيطه ويحط اديه فجيوبه رد عليها بمنتهي البرود : مرتي وبراحتي عجبك او معجبكش..


مليكه بغيظ : يعني يابني أدم انت اعمل فيك ايه ولا اقولك ايه عشان تبطل تفتح الباب مره وحدة اكده...

يااخي فين اللي اتعلمته فبيت الشيخ حكيم لما تعمل اكده وعارف زين ان الراجل واجب عليه الاستئذان حتي علي مرته قبل مايدخل عليها!!.. فما بالك بوحده غريبه عليه ومافيش بيناتهم اي صله؟

بكر اتقدم منها وهي كل مايتقدم منها ترجع لورا بارتباك لغايه ماوقف قصادها وهمسلها وهو عيتأمل فيها بعيون دايبه ورد عليها بهمس وهو عيسرق بعنيه نظرات للجمال اللي كان مستتر تحت طيات الهدوم وحظه المتعوب خلاه يشوفه :

كيف يعني مفيش بينا صله، وفين هي الغريبه دي؟ قالها وضاعت علومه وهو عيغرق فجمال وطول شعرها وهمس بدون وعي :عايزه تعملي فيا ايه تاني يامليكه غير اللي عاملاه فيا؟

مليكه بنبرة لؤم : واه.. واني عامله فيك ايه عاد انت هتتبلي عليا ولا ايه شوف مين اللي عيعمل فالتاني كنك مضيع عقلك.. خلصت جملتها وبكر انتبه لروحه وكمل كلامه لكن مع رجوعه لصواب عقله :

معارفاش عملتك يامليكه.. عتسلميني لاختي عشان تمسكلي زلقه وانتي خابره زين كد ايه كبيره ان بكر يعملك حاجه بيده وحاجه عزيزه خصك بيها مصونتيهاش؟


مليكه وهي واعيه عنيه اشتعلوا وهو عيتطلع فيها ومهما حاول يسيطر علي حاله مقادرشي اتكلمت بدلع زادت علي النار حطب وهي عتقوله :

واااه.. طب وانت لما خجلان من الحاجه عتعملها ليه؟ واصلا الواحد المفروض ميدسش مَحنته... وإلا ليه الواحد يعمل الحاجه من اصله لو خايف منها ومستحي؟


بكر خد نفس لما عرف ان مليكه عتلاعبه وميل عليها وقرب من ودنها وابتسم وهو عيقولها..

اقولك اني ليه مادامك سألتي.. لان ربنا امرنا باخفاء الصدقات عشان تتقبل يامليكه ...


قالها وبحركه مفاجئه شد الطرحه اللي كانت مداريه بيها نفسها، وضحك ضحكه عاليه لما مليكه اتخضت ودارت نفسها بأديها وبصلها بصه اخيره قبل مايرفع الطرحه بيده لمستوي وشه ويسيبها تقع علي الارض، ويدوس عليها ويطلع وهو حاطط اديه فجيوبه ومبتسم وسايب اللي كل ماتيجي تكيده يقلب عليها الطربيزه ويهملها شايطه ويأكد عليها زياده انها مش كده ابدا ولا هتقدر عليه ولا عمر جمالها هيخليه يتزلها لو حتي روحه فيها..


وبعد ماطلع بكر ورد الباب وراه قعدت مليكه علي السرير بعنف وهمست لنفسها بغضب مكتوم... صدقه يابكر؟ يعني عتتصدق عليا؟!! ... طيب ياواد جماره حاضر.. هشيلهالك عالكوم الكبير واوريك صدقه ولا عشق يابو عيون عيطلعوا من محجرهم لما تبص لمليكه وعتكابر.. بس لميته عاد هنشوفوا.


وقامت كملت لبسها وتمره حضرت الفطور وحطته علي الطربيزه ودخل بكر لبس ومفطرش ولا مليكه ولا هي لما ملقتش حد فيهم فطر رضيت تفطر وشالت الوكل زي ماهو..

نزلوا وركبوا العربيه وطلع بكر بيها وفالطريق وقف قدام مطعم ونزل ونزلهم ودخلهم فطروا وفطر معاهم وطول الوقت عينه علي مليكه اللي ممعبراهوش بنظره وحده وبعدها اخدهم وراحوا على الكليه...


مليكه راحت علي القاعه بتاعتها وبكر كمان،

اما تمره فوقفت شويه مع صاحباتها اللي كانوا واقفين علي باب القاعه واستغربوا وهما شايفين خالد جاي من بعيد، ودخل القاعه حتي من غير مايصبح عليهم، ولا يبص لتمره،

ودي حاجه غريبه وحتي تمره هي كمان كانت ولا كأنها شايفاه ودا برضو اغرب من بعد النظرات اللي كانت بينهم فالفتره الاخيره..


وكالعاده البنات ماقدروش يكتموا فضولهم ومي سألت تمره باستغراب :

ايه ياتمره الموضوع هو انتي وخالد حصل بينكم خلاف ولا ايه؟

تمره بهدوء : وهو مييته كان بينا وفقاق لما يكون فيه خلاف؟

روميساء : احنا بنقول كده استنادا علي اللي كان بيحصل الفتره الاخيره واللي استنتجنا منه انه بقي في اعجاب متبادل مابينكم اخيرا..

وكل الحكايه اننا عايزين نعرف ايه الحكايه وايه اللي حصل بس؟

تمره وهي عتتحرك تدخل القاعه وهي واعيه الدكتور جاي ناحيتهم ردت عليهم بابتسامه :

الحكايه ان مفيش بين الارانب والسباع انساب.

قالتها وكملت طريقها والبنات بصوا لبعض وهما مش فاهمين تقصد ايه وحركوا كتافهم بلا مبالاه ودخلوا وراها وقعدوا وبعدها دخل الدكتور وابتدا يدي المحاضره...


اما عند بكر فاطول المحاضره وهو سارح بخياله فاللي بيحصل معاه من امبارح وفمشاعره المتلخبطه واحساس السعادة اللي بيتسرسب لقلبه، وفمليكه اللي بقت مستحوذه علي كل تفكيره، ومبقاش عقله فيه غيرها،

ومش عارف يعمل ايه فالحاله اللي وصلها دي وهي عامله قدامه زي السراب كل مايقرب منها ويقول هيوصل يلاقيها بتبعد اكتر.. كيف سحابه تمر على القلب فنهار صيف وتنزل قطرة مطر وحده وقبل مايفرح القلب المتصحر بنزول المطر ويقول خلاص هروي شوقي وتنبت بزور الفرح تبعدها ريح العند عنه من تاني.


قعد طول المحاضره يراجع نفسه ايه اللي دهول قلبه فحبها اكده وهو مشافش منها غير كل قسوة ونفور وجاوب روحه بروحه ان بعيدا عن لسانها وعنادها،..

كل حاجه فيها حلوه وتأسر اي حد مهما كانت درجة ثباته،

وبالذات عنيها اللي عاملين كيف دوامه كل مايدخل فيها بيجاهد بكل قوته عشان يطلع منها مره تانيه وفالاخر عيطلع منهك القوي متعوب الفؤاد..


نفسه يقرب منها ويلغي كل المسافات اللي بتفصلهم لكن المسافات مابينهم طويله وعشان يطويها لازم يغيرها ويخليها زي مايحب ويتمني ويكسر غرورها وعنادها، اللي برغم كل محاولاته فعمل دا الا انه كل مادا عيزيد ماعيقلش .


فقرر انه يغير معاها اسلوبه ويلينلها هبابه، ويشوف اللين معاها هيجيب نتيجه ولا له..

بس اهم حاجه عنده انه اثناء لينه معاها ميخسرش ذره من كرامته ولا يتنازل عنها مهما كانت المغريات ،


وبعد اكده لو كل دا مجابش نتيجه، يبقي الوصال بينهم محال، ويقطع ساعتها حبال الامل وكل واحد فيهم يروح لحاله ويشوف طريقه وبكفايه فالقلوب تعذيب..


خلصت المحاضره وطلعوا هما التلاته واتجمعوا مع بعض فالكافتريا وطلبلهم بكر عصير وقعدوا يشربوه،

وهو اطمن بطريقته علي تمره ان موضوع خالد معادش شاغل تفكيرها واتخطته تماما ودا واضح من طريقة كلامها وضحكها وهزارها..

اما مليكه فكان السكوت حليفها طول القعده واللي مجنن بكر ان عنيها مبيترفعوش عليه واصل كيف مايكونوا حلفوا يمين بالجفا.


خلصوا محاضرات وروحوا، وعدا باقي اليوم بروتينه المعتاد لغاية ماكل واحد دخل اوضته ينام، وكل دا ومليكه لسه علي زعلها من بكر.


ومرت الليله ومر ليالي وراها،


التلاته يقوموا الفجر ويصلوا جماعه وبعدها يطلع بكر للجامع ويرجع،

يفطروا ويلبسوا ويمشوا،


واستمر الحال على دا الحال، وبكر طول الوكت يحاول يقرب من مليكه ويتودد بكلمه ولا كلمتين،

لكنها رافضه تصفاله قبل مايعتذر ويعترف بغلطه ومتعرفش انها بكده عتحط اكبر عقده فالمنشار لان فيه ناس اعتذارها مواقف وكلمة آسف لا يمكن تطلع منهم من شدة الكبر وبكر واحد من الناس دول...


ولكن رغم كل الرفض اللي جواهم الا ان حالة من الهدوء النسبي سيطرت علي حياتهم وتصرفاتهم وبقا التعامل مابينهم اخف حده..

مليكه تعمل اللي عليها وهي ساكته وبكر هو كمان بعد مامل من التودد التزم الصمت ومبقاش يجمعهم غير صباح الخير صباح النور،وبرضو من غير مامليكه ترفع عنيها ولسه متجنباه، وداه مدي الفرصه لعنيه يسرحوا ويمرحوا فكل شبر فيها براحتهم من غير مقاطعه ليهم من عنيها..


وفي يوم بكر صحي الفجر كيف عادته اتوضي وخرج عشان يصلي بيهم، لكنه مشفش غير تمره بس هي اللي قاعده بالاسدال ومستنياه علي المصلايه...


بص ناحية اوضة مليكه واستني دقايق عشان تطلع لكنها مطلعتشودي مش عوايدها! .. بص لساعته لقي انه هيتأخر اكده علي الصلاة فالجامع وهيقيموا الصلاة ومش هيلحق صلاة الجماعه... سأل تمره ولسه عنيه علي باب الاوضه : مصحتيش مليكه ليه عشان تصلي الفجر ياتمره؟


تمره ردت عليه وهي بتاخد موقعها المعتاد للصلاة: لا مليكه مش هتصلي معانا النهارده

بكر باستغراب : ليه يعني!!

تمره : ليها اسبابها

بكر بعدم فهم : ايه اسبابها دي اللي تمنعها من الصلاة يعني؟

تمره بصتله وميلت دماغها وديقت حواجبها باستغراب وردت عليه بقلة صبر : اسباب فسيولوجيه يابكر تمنعها من الصلاة.. جرالك ايه يادكتور امال؟!!!!

بكر ديق حواجبه وبمجرد مافهم السبب لف قوام وهرب من عيون تمره خجلاً وفوراً رفع اديه وكبر للصلاة..


تمره ابتسمت علي اخوها وخجله وبدأت صلاة وراه وبمجرد ماخلص صلاة بيها سلم وقوام نزل عشان يلحق الصلاة فالجامع..

اما تمرة فحضرت الفطار ودخلت تصحى مليكه اللي كانت تعبانه وباين عليها الالم جدا..


مليكه وهي بتحط ايدها علي بطنها :

صباح الخير ياتمره

تمره : صباح النور.. ايه لسه تعبانه ياك؟

مليكه : وهقعد تعبانه اكده يومين كمان..

تمره: امال او نوبه اشوفك فالحالة دي من التعب يعني؟

مليكه: معرفش ياتمره اول نوبه الالم يشد عليا اكده اصلا كنت عتعب كل مره ومابينش تعبي عشان اخوكي ميفهمش اللي فيها، لكن النوبادي الوجع شديد ولولاش عليا محاضره مهمه مكنتش نزلت الجامعه من اصله..


تمره بضحكه : له اطمني ماهو فهم النوبادي

مليكه وهي بتتعدل قوام : فهم كيف يامري؟

تمره : انتي ناسيه انه عيصلي بينا كل يوم ولما ملقيكيش سأل وانا قولتله.


مليكه بغيظ : له فيكي بركه .. طب كنتي قولتيله اي سبب تاني تعبانه وخلاص مش تفضحيني ليه ياتمره اكده مش عيب.. طيب ابص كيف فوشه اني دلوك؟


تمره وهي عتقوم من جارها : وفيها ايه يعني هي دي حاجه تكسف؟ دي حاجه طبيعيه وجزء من تكوينك مش لازم يسببلك اي حرج.. ثم ان دا جوزك مش حد غريب.. وداكتور ودارس الحاجات دي وفاهم... وبعدين تعالي اهنه داللي يسمعك يقول مقطعه و شه بص وانتي لا عتبصيله ولا عتعبريه كيف مايكون قاتلك قتيل.. مع اني شايفه ان اليومين دول اخوي عيجر واطي فالحديت والبعيده بومه ماحساش ولا مقدره..


مليكه وهي عتقوم من السرير : اني لا عايزاه يجر واطي ولا عالي انا كل اللي عايزاه انه يبعد عني.. وبعدين ميغركيش الهدوء بتاعه اليومين دول وكلامه الزين وضحكه وسطنا، عشان الهدوء دا هتيجي وراه عاصفه عاتيه انا متأكده..


تمره وهي عتتحرك لبره ومليكه وراها : غلطانه يامليكه، عشان بكر بدأ يتغير ودا عشانك عشان حس انه ظالمك فحب يديكي ويدي نفسه فرصه لرفع الظلم ويبدأ بالمعروف لكن صدقيني لو مقدرتيش معروفه هيشوف ان اللي كان فاكره ظلم ليكي هو قمة العدل وانك متستاهليش المعامله الزينه وان صنفك نمرود خساره فيه اللين..


مليكه وهي عتروح علي الحمام : هو شايف اكده من دلوك لعلمك..


تمره وهي بتدخل اوضتها وتعلي صوتها : نكاره يامليكه كيف البسس يعني عايزه تفهميني ان بكر بتاع النهاردة هو بكر بتاع اول جوازكم اللي كان ايده والضرب ومكنش يتحمل منك كلمه الا ويردها جرح واهانه!

مليكه دخلت الحمام وقفلته وهمست لنفسها.. هو فعلا فيه تغيير فبكر وتغيير كبير كمان، لكنه برضك مش كفايه ومش هرضي بالقليل منه واقول نعمه وافرح بيه،

بكر لازم يتغير كليا عشان اعرف اسامحه واعيش معاه واديله محبه وطاعه علي كل مايديني حنيه واحترام... قالتها وابتدت تفك شعرها واتقدمت فتحت الميه وظبطت حرارته و خدت دش وطلعت وشافت بكر قدامها فالصاله قاعد..

خدودها طلعوا صهج من الكسوف منه، وخصوصا لما رفع عينه عليها بلهفه كنه هيشوف فيها حاجه غريبه، ونزل عنيه تاني وهو بيبتسم ابتسامه خفيفه،


صبحت مليكه عليه وبسرعه مشيت من قدامه، وقعدت علي السفره عشان تفطور وانضمتلها تمره وبكر كمان قام عشان يفطور ولما وصل السفره بص على مليكه لقي ملامحها بتنقبض اثناء مابتاكل ولاحظ انها بتاكل بأيد وحده وايدها التانيه علي بطنها عاصراها من تحت الطرابيزه..


بكر قام وراح علي المطبخ وجاب برطمان فيه قرفه وصب كباية لبن وحط عليها معلقة قرفه وحطها قدام مليكه وسط استغراب مليكه وتمره اللي بصوله بعيون متسائله وهو بص بعيد وجاوب علي سؤال متسألش :

اللبن مع القرفه هيفيدك وكمان كلي صابعين موز اوكام تمره قبل ماتطلعي عشان يريحوكي شويه وتعرفي تركزي فمحاضراتك زين.. خلص كلامه وهو بياكل ومرفعش عينه ومليكه بصت لتمره بعتب وخجل وتمره بصتلها وابتسمت وتبعت ابتسامتها بغمزه زي ماتكون بتفكرها بالكلام اللي قالتهولها من شويه واللي اكده تصرف بكر الغريب...


اما بكر فاطول ماهو بياكل مستغرب هو كيف ملاحظش الموضوع دا قبل سابق علي مليكه مع انهم مع بعض بقالهم حوالي ٣ شهور!!

وجاوب علي روحه بانه عشان قرب واهتم ابتدا يشوف ويلاحظ كل التفاصيل ولما شال من علي عنيه غمامة القسوة وضحت حداه الرؤيه وابتدا يشوف المها وياخد باله من كل حاجه تخصها ...


بص لمليكه بطرف عينه لما مدت يدها اتلافت كباية اللبن وابتدت تشرب فيها وميعرفش ليه فاللحظه دي شافها ضعيفه،، اضعف من قسوته عليها وخصوصا مع هدوئها فالايام اللي فاتت واللي اكدله انه جاي من هدوئه وانه لما بطل الهجوم هي بطلت الدفاع والهدوء عم النفوس..


خلصوا واكل وقاموا كل واحد دخل اوضته يلبس وطلعت مليكه اول وحده ولما حست بشوية راحه بعد اللبن بالقرفه دخلت المطبخ واكلت كام تمره زي مابكر قالها لانه واضح انه عارف اكتر منها فالموضوع دا ماهو دكتور عاد وسابقها بمراحل...


طلعت من الموطبخ وهي بتمضغ فتمره وفأيدها وحده تانيه شافتها تمره وابتسمت وبكر كمان طلع من اوضته بص عليها ولما نكست عنيها للارض بص بعيد وراح علي الباب فتحه وسبقهم لبره وهما حصلوه،

وراحوا على الكليه بتاعتهم علي يوم جديد لكن بكر حاسس ان فيه حاجه مختلفه وعينه طول الوكت على مليكته منزلهاش وهي عنيها هربانه كالعادة ..


اما في البلد....

حكيم فالمندره شاف تميم داخل بعد ساعات غياب استقبله بابتسامه حنونه وهو عيسأله : كنت فين ياولدي وقافل تليفونك ليه قلقتني عليك؟

تميم وهو عيقعد جار ابوه بتعب : سلامتك من القلق يابوي حقك علي راسي بس غصب عني والله.. اصلي بعد ماعاودت من البندر حودت علي الفلاحين اشوفهم عملو ايه فالارض القبليه ولما لقيتها لساها متجهزتش للزرع وقفت علي يد العمال لحد مافضوها من حطب الويكا والناس كل اللي عايز شويه خد علي كد عازته واكتر والباقي خليتهم حرقوه فالارض سماد وبعدها حرتوا الارض عشان تتهوىَ قبل الزرع ونرووها لاجل الحشيش يطلع وتاخد تقليبه اخيره قبل بدر التقاوي .. وتليفوني واني وهناك فصل شحن ولا قدرت اطمنك ولا اطمن ام سلسبيل اللي تلاقي القلق كل قلبها عشان مكلمتهاش اطمنها.


حكيم بحنيه : الله يعطيك العافيه والصحه ياولدي.. سامحني ياتميم عارف ان الحمل تقيل عليك وحدك والارض واسعه وتعبها معيخلصش لكن نصيبك عاد انك تكون الكبير ووعد ومكتوبك شيل الحمول كيف مااتكتب على ابوك قبل منك.. نصيبك تكون خليفتي فكل حاجه حتي التعب ياتميم...


تميم بابتسامه ونبره حنونه : اني راضي بتعب الدنيا يابوي لو فالاخر التعب هيخليني اكون خليفتك صوح واتشبه باعظم شيخ شافته عيوني... ربنا يديمك على راسى ياشيخى يا عزي وقدوتي ورفعة راسى ...

حكيم بصله بعيون مليانه فخر وقاله : ويديمك ليا ياولدي انت واخواتك ويهديكم دايما لما يحب ويرضى..

تميم : امين يارب.. وبص لساعته وقاله وهو بيقوم : طيب اروح اني السرايا اشوف سلسبيل اصلي اتوحشتها قوي النهارده..

حكيم رد عليه بابتسامه وايمائه من دماغه خلت تميم اتحرك فورا عشان هو الوحيد فالدنيا اللي حاسس بيه وعارف يعني ايه الشوق اللي فعنيه ديه واللي مش لسلسبيل لحالها ابدا...


اما فالقاهرة..


بكر بعد ماخلص محاضراته هو والبنات طلعوا وركبوا العربيه ومروحين وتمره قعدت جار بكر فالكرسي القدماني ومليكه ورا كالعادة والوضع دا برغم ان بكر كان كارهه وعيتمني ان مليكه هي اللي تاخد مكانها الطبيعي جمبه الا انه كان راضي فالوكت الحالي بانه يبصلها فالمرايه ويرصد كل حركه منها وكل رمشه من عنيها... وهما فالطريق بكر وقف بالعربيه وفتح الباب ونزل والبنات بصوا لقوا نفسهم قدام مطعم مكتوب عليه مهرانى للأكل الهندي والاتنين بصوا لبعض وتمره غمزة لمليكه غمزه ذات مغذي لانهم لسه من يومين كانوا بيتكلموا عن الاكل ومليكه قالت لتمره انها نفسها تجرب الاكلات الهنديه، وانها ناويه تتعلمها وتعملها وكان بكر قاعد علي اللاب توب بتاعه ومندمج وفاكرين انه مش معاهم لكن بعد الحركه دي اتأكدوا انه كان سامعهم ومعاهم فكل كلمه..


بكر غاب يجي ربع ساعة جوا المطعم مليكه فيهم وصلت لقمة حماسها اللي نساها حتي بقايا الالم اللي كانت حاسه بيه واللي خف عن الاول كتير، وهي مستنيه تدوق الاكل الهندي اللي كان نفسها تدوقه وتمره كانت بتضحك عليها وهي شايفه عنيها متعلقين بباب المطعم،


لغاية ماخرج منه بكر شايل اكياس فيهم اكل سفري وفورا مليكه رجعت لبست قناع التقل والوقار وبصت الناحيه التانيه وعملت نفسها مش مهتمه وتمره زاد ضحكها لماشافت حركة مليكه ومليكه تهمسلها من بين سنانها عشان تسكت قبل مااخوها يقرب لكن تمره مكانتش قادره تسيطر على روحها ابدا ...


وبمجرد مابكر فتح باب العربيه و حط الاكل ورا جمب مليكه تمره بطلت ضحك ومليكه حصون التقل اللي كانت متداريه وراها انهارت ومعدتها هددتها بالضعف فأي لحظه قصاد الريحه اللي وصلت لتلافيف رأتينها،،

وعشان تلهي نفسها طلعت التليفون وابتدت تلعب فيه وعملت نفسها غير مهتمه حتي للي فضل مراقبها عشان يشوف اي رد فعل ليها لكنه ملقيش ونزل عنيه من المرايه وبص قدامه على الطريق لحد ماوصلوا..


طلعوا الشقه ومليكه غيرت بسرعه بسرعه وطلعت اول وحده وراحت علي المطبخ وابتدت تحط الاكل فاطباق وكل ماتحط حاجه فطبق تدوق منها ويعجبها الطعم جدا لكن اللي معجبهاش كمية الشطه اللي فيه واللي كانت زيادة حبتين لكن بالمجمل طعم الاكل كان حلوا قوي وعجبها وطلع كيف ماكانت متخيلاه ..


خلصت وابتدت تطلع فالوكل عالسفره وانضمتلها تمره وابتدت تساعدها وخرج بكر وقعد على السفره وابتدوا ياكلوا، وبرغم ان مليكه لا اتكلمت على الاكل ولا عقبت، الا ان استمتاعها بيه كان واضح لبكر جدا وخصوصا من الكميه اللي اكلتها واللي اول مره تاكل قدها...


ابتسم بكر وقام بعد ماشبع اتوضي ونزل عشان يصلي العصر اللي كان فاضل على ميعادة ٥ دقايق ومليكه وتمره لموا السفره واتوضت تمره عشان تصلي، ومليكه دخلت عملت الشاى وبكر جه وقعدوا كلهم فالصاله يشربوا وكل واحد مسك كتبه وابتدوا يذاكروا جمب بعض ودا نوع من انواع التشجيع لبعض وحث بعض عالمزاكره تمره اقترحته والفكره عجبت بكر مع انه هيكون مشتت فقرب مليكه نسبيا لكن مش مهم... هيعوض فوقت تاني المهم انه يفضل معاها اطول وكت ممكن حتي لو مفيش بينهم كلام وحتي لو مش عترفع عينها عليه لكن برضو وجودها جاره وقربها منه فيه راحه لقلبه..


خلصو مزاكره عالمغرب وقام بكر نزل يصلي وتمره كمان اما مليكه فدخلت اوضتها ترتاح شويه علي ماييجي ميعاد العشا واللي هياكلوا فيه باقي الوكل الهندي اللي فاضل من الغدا يعني مش هيحتاجوا يحضرو اكل..


اما في البلد

بشندي على الدكه فالحوش وسامع صوت بكا طفل صغير جاى من اوضة سخاوي صحاه من احلى نومه ... بص حواليه عشان يلاقي حد يقوله يروح يسكت العيل اللي عمله صداع ديه ملقاش حد... يوسف كان فحضانته، عيشه كانت عتصلي، خديجه كانت واخده الغسيل اللي غاسلاه ورايحه تنشره فالبيت من ورا..


بشندي فضل قاعد شويه وصوت ابن سخاوي الصغير كل مادا بيزيد وخلاص مبقاش متحمله.. قام بوهن ومسك النشو بتاعه فيده وراح على الاوضه اللي جاي منها الصوت وفتحها ودخل للعيل الصغير وقف قدامه يبصله شويه وهو عيبكيي ومد ايده طبطب عليه عشان يسكت لكن الواد معيسكتش، كلمه وقاله يسكت لكن مفيش فايده.. زعق فيه عشان يبطل بكا لكن الواد زاد فالبكا مقلش ودا خلي بشندي وصل لاخر مراحل صبره وزعق فيه بحسه كله : بس ياد بطل فلقه هوستني عاد..

خلاص اسكت طيب...اسكت دلوك حد ياجي ويروح يشوفلك امك الفاجر اللي رامياك وعتلف ومعارفشي راحت فين داي ..

دقايق عالحال دا وبشندي خلاص جاب آخره من الصداع ومتحملش صوته اكتر من اكده فزعق فيه بعلو صوته وهو عيشاورله بالنشو فالهوا : مخلاص ياواد الغازيه عاد... امك تغور تلف على حل شعرها واحنا نتبلي... تعالا غور من اهنه مناقصيناكش احنا... وساب النشوا بتاعه ومد ايده عشان يشيل الواد لكنه كان صغير معرفش يشيله فمسكه من رجليه بيد وحده ورفعه بالشقلوب ومسك النشو بتاعه باليد التانيه وطلع بيه والواد مع الشيله سكت...

طلع من الاوضه وطلع من الحوش ومشى لغاية باب البيت وبصله لقاه مقفول بقفل من جوه... اتجن وزعق بعلو حسه..


عيشه.. ياعيشه يابت الكلب غورتي وين انتي كمان.. تعي افتحي القفل بتاع الباب عايز ارمي واد المحروق ديه...

عيشه كانت بتسلم من الصلاة واول ماسمعت صوت بشندي قامت وجريت عليه على كد حيلها وبمجرد ماطلعت وشافت بشندي ماسك الواد من رجليه بيد وحده صرخت وجريت عليه وهي عتقول بعلو حسها :


الله يجازيكي ياخديجه علي عملتك دى... خديجه.. بت ياخديجه

خديجه سمعت صوت الزعيق وسابت اللي فيدها وجات جري شافت منظر ولدها فيد بشندي صرخت بعلو حسها وجريت عليه سبقت عيشه وثواني كانت واصله عنده وخاطفه ولدها من يده وحضنته بخوف ام علي ضناها، وبعدها قعدت عالارض وفضلت تفتش فيه بخوف، وفجأة حست بلبعه علي ضهرها هي عارفاها زين،

لبعه خلتها فطت من الالم من نشو بشندي اللي عتحاول تتجنبه على كد ماتقدر لكن لبعته عامله كيف المكتوب ممنهاش مهروب.. وبصت لبشندي وهو عيقولها : عتفتشي فيه ليه عملتلهوشي حاجه اني كنت هرميه بره الباب بس عشان تاخده وحده زينه احن منك ترضعه وتسكته وتعرف تربي العيال مش تسيب ولدها يتفلق من البكي ومعرفش عتروح وين!!!


خديجه بغلب : عروح وين ياحزني مااديني مكفيه فالبيت ومرزوعه... قالتها وهمت عشان تقوم وعيشه كانت وصلت حداهم تنهج من الخوف عالواد وهدت فمشيتها لما شافت خديجه سبقتها وخدت الواد من يد بشندي واطمنت عليه وبصتلها بعتب ولسه هتتكلم معاها سمعوا خبط عالباب بأيد صغيره عرفوا ان يوسف عاود من حضانته هو وابوه اللي عيجيبه كل يوم عشان مدرسته قريبه عليه ويقعده جاره فالجمعيه ويفضل يساعده يكتب الواجب اللي عليه لحد ماميعاد مرواح سخاوي يحين ويعاودوا البيت سوا

عيشه راحت عالباب ومسكت طرف طرحتها اللي مربوط فيه نسختها من مفتاح الباب وفتحت واول مالباب اتفتح دخل يوسف يجرى على امه وحضنها وسخاوي اول ماشاف خديجه قاعده عالارض وحاضنه ولدهم الصغير بخوف، جري عليها وخد الواد منها وشاله وهو عيتفحصه ويسألها بقلق... ماله الواد ياخديجه وقاعدة بيه اهنه ليه!! ايه اللي حوصول؟


بشندي : اللي حوصول ان الواد ديه وجع راسي بكا وفلقه من صباحة ربنا والفاجر داي مهملاه ومش عارف عتعمل ايه واني عقلي شت منه وقمت عشان اخده وارميه بره الباب تاخده وحده حنينه عليه تربيه بدال ماهو هيموت من البكا ويطق..


سخاوي وهو عياخد ولده من خديجه ويحبه همس لنفسه... يامرك ياسخاوي!! .. وبص لخديجه بعتب وهي فهمت ومن غير مايسأل جاوبته بسرعه.. والله كنت عغسل وكل هبابه اطل عليه ومسافة مارحت انشر واللي حصل حصل اني معغفلش عنهم وانت خابر ياسخاوي..


سخاوي اخد نفس متعوب وضم ولده عليه ومشي بيه ناحية الدكه اللي فالجنينه اللي جار دكة ابوه وقعد وبص بعيد بتفكير وخديجه رجعت للي كانت عتعمله عشان تخلص نشر،

طالما اطمنت علي ولدها مع ابوه وبعدها تحضرلهم الغدا،،

ومفاقش سخاوى غير علي ايد امه عتتحط علي كتفه والتفت لقاها عتقعد جاره بعد ماقعدت ابوه علي الدكه بتاعته ونقلت يدها من كتفه علي ضهر الواد الصغير اللي فحضنه ومسدت عليه بحنان وقالتله بهمس وصوت متعوب... خدلهم دار تاني ياسخاوي ياولدي وحطهم فيه وعذرك كبير ومحدش يلومك فيه... بعد بعيالك ياولدي اللي طلعت بيهم من الدنيا..

سخاوي بص لولده ورجع بص لابوه اللي كان باصص بعيد وسرحان كنه فدنيا تانيه ورد على امه : مقدرش اقسم قلبي نصين يمه نص اهنه ونص اهناك وبالي يكون متشتت واني قاعد اهنه اقول ياتري اهناك عيجري ايه ولو قاعد هناك اقول ياتري اهنه عيجري ايه وانتو بخير ولا له.. اني مههملكمش لاني ولا عيالي واللي يعمله ربنا يكون وربك هو الستار... وكيف ماعيالي صغار واخاف عليهم ابوي كمان عامل كيف العيل الصغير وعندي زيه زي يوسف بالظبط محتاجلي جاره ليل نهار..


عيشه ميلت علي كتفه وحبته ورجعت بصتله بعيون عيلالي فيها الدمع وقالتله :

اصيل ياولدي وواد اصول... طيب اقولك علي حل ياسخاوي.. انت تكمل بني الدور الفوقاني وتشطبه وتطلع فيه مرتك وعيالك ولما تنزل خديجه تسيب الواد الصغير فوق وتقفل عليه واهو لا يكون فيه خوف عليه من ابوك ولا ابوك يسمع حس بكاه ويتدايق منه واهو الدور مش باقي غير عالصبه كمله ياولدي عشان فكرك وبالك يرتاح اني خابره انك طول مانت برة بالك مشغول على عيالك..


سخاوي هزلها دماغها بموافقه بعد ماشاف ان ديه هو الحل الوحيد اللي قدامه دلوك وقام بولده دخل علي اوضته ونيمه عالسرير وفضل يلاغي فيه وهو عيغير خلجاته عشان ميبكيش وبعد ما خلص شاله وطلع بيه راح علي خديجه اللي كانت فالموطبخ عتحضر الوكل وقرب منها بهدوء وباس دماغها من سكات وهي ابتسمتله ولفت مسدت بيدها علي وشه عتطمنه عشان عارفه ان بوستة دي اعتذار واسف علي وضع هي وعياله فيه لكنه مش بيده يغيره او يعترض عليه وهي دايما تثبتله انها معاه وهتتحمل اي حاجه عشانه...


اما يوسف فغير هدومه واخد شنطته وراح على الشجره قصاد جده وجدته وطلع طباشير وابتدا يكتب على جزع الشجره اللي اخده فالحضانه النهارده ويقول ويخليهم يقولوا وراه هما التنين وعامل حاله استاذ وكل يوم عالحال ديه وبشندي يفضل يقول وراه لحد مايتعب وبعدها يقوم وراه بالنشوا عشان يخليه يبطل وش ويوسف يضحك ويجري من قباله...


اما حكيم فقاعد فالمندره بعد ماخلص قعدته مع الرجاله اللي كانو معاه ومشيو مفضلش منهم بس غير عواد نسيبه ومنعم واد اخو عواد وولده مختار وكانو جايين يشوروه علي مشروع شراكه مابينهم وهو محلج قطن ضخم بدال مامحصول البلد والبلاد المجاوره عتاجي تجار من الفيوم تاخد القطن برخص التراب بحجة مصاريف النقل والسفر وان دا مشروع هيدرلهم اموال كتيره بس لازمن يتعمل ضخم وبفلوس كتيره وعواد اللي معاه ميغطيش المصاريف كلها وبدال مايشارك حد غريب جه لنسيبه وحبيبه والاقرب لقلبه عشان يشاركه..


حكيم بعد ماسمع كلام عواد ومنعم ومختار رد عليهم بمنتهي الهدوء : كلام زين وربح وفير علي حسب كلام منعم ودراسته للموضوع واللي يقول للرزق له يبقي جاحد..


عواد بفرحه : يعني نقول مبروك ونبدأو علي بركة الله؟

حكيم : مبدأيا اني موافق لكن برضك مش هديك كلمه قبل مااشور علي الشيخ تميم واشوف رأيه يابو مختار وهو يوافق ويقتنع..


عواد باستغراب : واه!!! هو يعني لو انت قولت موافق الشيخ تميم ممكن يقول حاجه ولا يعارض ياشيخ؟


حكيم : عمره مايعملها لكني برضك متخطاهوش ولازمن كل حاجه تتم بشوره ورضاه عشان هو اللي هيتابع المشروع ويقف عليه معاكم.. مش يمكن وقته او جهده ميسمحوش انه يدخل فمشروع كيف ديه وموافقتي تبقي ورطه ليه.. وكمان لازمن امرنا يبقي شوري بيننا وماخاب من استشار.. ومش يبقي ولدي شيخ البلد اللي الناس كلها عتاخد شوره واني اعمل حاجه من غير مايكون عنده علم بيها.. الاحترام عيبتدي من جوه قبل بره ياعواد..


عواد هز دماغه باقتناع ووقف والكل وقف وراه ورد على حكيم بابتسامه : دايما معاك كل الحق ياشيخ ومفيش كلام يتقال بعد كلامك.. خلاص نستأذنو احنا وشور علي عيالك واللي هتقرروه احنا راضيين بيه حتي لو الشراكه معانا مناسبتش الشيخ تميم واني هشوف شريك تاني..


حكيم : استبشر خيرا ياعواد وبأذن الله باكر هعاودلك الخبر الاكيد ونبتدو طوالي بدون تأخر لو لينا نصيب..

عواد اتهللت ملامحه وبص لمنعم بفرحه بعد ماسمع كلام الشيخ حكيم ومد يده سلم عليه وهو عيقوله :

اللي فيه الخير ربنا هيقدمه بأذن الله.. يلا يابوي نفوتك بعافيه عطلناك كتير،،

حكيم : ولا عطله ولا حاجه يابو مختار وهو اني يعني ورايا ايه اتعطل عنيه... قالها وقلبه كدبها وانتفض محتج بين ضلوعه وعقله عيهمس بأسمها... وراك جمارتك ياشيخ وايد القلب والعين والروح همس العقل وماصدقوا ان عواد واللي معاه مشوا وطار على جناح الشوق علي السرايا لجمارة قلبه وروحه...


وصل الجنينه وكانت مستنياه فالمدخل كيف عادتها بضحكتها الحلوه ووشها البشوش اللي عيهون عليه متاعب الدنيا كلها وهدى الخطاوي اول ماقرب عليها واتقدم لغاية ماوقف قبالها وهمستله بنبره حانيه وهي عتتأمل طوله الحلو وملامح وشه :


يعطيك العافيه ياشيخ ... نورت سرايتك ونورت قلب وعيون جمارتك بطلتك ياحكيم القلب..

والله اني مخابراش لميته هتفضل الناس واخداك مني ليل نهار اكده.. معتشتاقليش كيف معاشتاقلك ؟ قلبك معيهملكش ويفارق يطوف حوالين جمارته كيف ماقلبي عيعمل وطول الوكت هارب مني ورايحلك؟


رد عليها حكيم الهمس بهمس : ياااابوي ياجماره كيف ديه... كيف مشتقتش دنا


اشتَقتْ لَك ياعمري بالأمس واليُوم مِشتَاق


وباكِر إنْ شُفْتك يزيد اشتِياقِي

لَجلَك زَاد الحُب وزَادَت الأشواق

وزَاد مِن بين الضُلوع احتِراقِي


دانت اللي الله جَمَع فيك الحَلاوة والأخلَاق

و مثْلَك لو دَوّرت وين الاقي؟

كلّ شي يهُون إلا غيبتَك عنّي

كيف أعتَذِر لقَلبي وكيف أدَاري غَلَاك

فِي غيَابك إيه اللي تَاخذه النّاس منّي

ما دَام قَلبِي والمَشَاعر معَاك

دنا مُستَحيل أتخَيّل الدنيا بَلاك

وجَاك قَلبِي بالهَوى مَلْيان جَاك

واجتَمَع حُبّك ودَمّي في العُروق

وميته بس يالغالي تعرف غلاك وتبطل عن اشتياقي ليك تسأل..


جماره اتبسمت واتقدمت عليه ولغت المسافات ومسكت يده وحبتها وهو ميل حب على راسها وطوقها بدراعه ودخلو الاتنين السرايا سوا عاملين كيف الصقر اللي خد يمامته تحت جناحه بعد ماعاود لعشه فأخر يوم قضاه تحليق بعيد عنها....


واول مادخلوا كان تميم قاعد يلاعب فسلسبيل ومرته زينه جاره قاعده وباين عليها الكلل من حبلها ...

اتقدم حكيم منهم ورمي السلام والتنين ردوه وقعد جار تميم وميل علي سلسبيل وباسها وهي اتعلقت برقابته بفرحه وهملت ابوها، وقامت زينه تتمايل ببطنها العالي ودخلت ورا جماره الموطبخ عشان تجهز معاها العشا، وعلي الرغم من اعتراض جماره المستمر علي دخلتها الموطبخ وهي تعبانه وفشهورها الاخيره، الا ان زينه كل مره بتصر انها متسيبهاش تعمل اي حاجه لوحدها وعتدخل تساعدها بالي تقدر عليه...


حكيم بص لتميم اللي عينه ملازمه زينه لغاية مادخلت المطبخ وبعدها طبطب على رجله قبل مايستهل كلامه :

تميم ياولدي عواد وولده مختار وواد اخوه منعم جولي بعد ماانت مشيت طوالي وكلموني ففكرة مشروع محلج قطن ينبنى فالبلد اهنه وعايزين يشاركونه عليه وصراحة ربنا الفكره عجبتني بس مرضيتش اديهم كلمه قبل ماارجعلك واشوف رأيك هتقدر على حمل جديد ولا اللي حداك كفايه..


تميم كان عيسمع وهو مندهش وفاتح عنيه وبعد ماابوه خلص كلامه تميم قاله : ومين فيهم اللي فكر فبها الفكره دي من اساسه؟... دنا لسه كنت عدرس ففكرة المشروع ديه وكنت هقولك عليه ونعملوه لحالنا!!! سبحان الله؟

حكيم : هههههههه ليهم فيها باب رزق ياولدي وعشان اكده هداهم ليها... واني اللي خايف يزيد حملك وانت شريك اتاريك عتخطط تعمل المشروع لحالك؟ عموما الشراكه زينه والحمول خفافي عليك عشان اللي وراك مش قليل ومدام اكده، رجع خبر لعواد بالموافقه وابدأو علي بركة الله والتوفيق حليفكم بأمر الله تعالى.

تميم هز دماغه لابوه بالموافقه وهو عيقوله : بأذن الله يابوي.. ورجع اخد سلسبيل من ابوه وفضل يلاعبها ويبوس فيها لغاية ماطلعت زينه من الموطبخ شايله طبقين فأديها وعينيه حاوطوها من تاني وحكيم اتبسم علي وليده اللي عشق بت الشام معشش فثنايا روحه واتمني زيه عشق لبكر عشان يشوف السعادة زيه وزي تميم...


حطوا الوكل جماره وزينه وقعدوا كلهم يتعشوا وبعدها كل واحد خد وليفته ودخل غرفته وابتدت مناجاة الحبايب..


اما حدا سخاوي :

قاعد وبيفكر بجديه ميته هيبدأ بني فالبيت وقرر ان الموضوع مش هيحتمل تأجيل وفورا طلع تليفونه ورن علي سمسار مواد بنا وطلب منه يجيبله زلط ورمل واسمنت ويبعتله مقاول عشان يبتدي الشغل من بكره، وخلص وقال لخديجه ان فيه ناس هتاجي بكره للبنا وانها تاخد احتياطها وتشيع لحد من حريم اخواتها تساعدها فالوقفه للعمال شاى ووكل وكمان تودي العيال حدا امها طول النهار مخافة عليهم من شقاوة يوسف او انشغالها عن الواد الصغير...


اما في القاهره...


فبالليل طلعوا التلاته من اوضهم عشان يتعشوا وكان عشاهم باقي وكل الضهر وبعد ماشبعوا بكر نزل يتمشي شويه وتمره عادت لاوضتها عشان تستأنف مزاكره اما مليكه فبعد استمتاعها النهارده بالاكله اللي كان نفسها تجربها وبكر حققلها امنيتها قررت انها تردهاله ودخلت المطبخ وطلعت المكونات وابتدت تعمله الرز بلبن اللي عيحبه وخلصته وصبته فاطباق وزينته وسابت منه طبق متغطي عالرخامه والباقي حطته فالتلاجه ودخلت اوضتها من تاني وابتدت تزاكر لكن صورة بكر واللي عمله ونظرة الشوق واللهفه اللي شافتها فعيونه حالت مابينها وبين التركيز وقفلت كتابها وقامت وقعدت على السرير ومسكت السلسله وفضلت بصالها وبعدها قامت وراحت بيها ناحية المرايه ولبستها وابتسمت وهي شايفه اسمها اللي عتعشقه وجمال حروفه علي رقبتها ومسدت عليها بيدها وهي عتهمس لروحها... وبعدهالك معاي يابكر... ونزلت يدها علي قلبها تتأكد من نبضه جديده مختلفه زادت لما ذكرت اسمه كنها نبضة جنين دخلت فيه الروح لاول مره وابتسمت وراحت علي تليفونها مسكته وطلعت رقم زهور ورنت عليها وابتدت تفضفض معاها وتحكيلها كل اللي حصل وتنبأها ببوادر محبه ابتدت تنبت فقلبها لبكر.. والتانيه طارت من الفرحه لصاحبتها وحبيبتها اللي متأكدة انها لو اتنازلت عن عنادها هتكون اسعد وحده فالعالم ونصحتها بده وانها تفتح بيبان قلبها لبكر وتغفر وتسامح ومادام هو اللي عيسعي للقرب هي متحبطش المساعي..


واستغربت وهي حاسه لاول مره من مليكه القبول لكلامها وضحكت بسعادة بعد مااتأكدت ان قلب صاحبتها عيتعرض لغزو من جنود الحب القويه وقريبا هتعلن الاستسلام وترفع الرايه ويعم السلام والود وترتاح القلوب المتعوبه....


خلصت مليكه مكالمتها مع زهور وقفلت التليفون مع سماعها لصوت مفتاح الباب ودخلة بكر ونامت علي السرير وكانت عايزه تروح تشرب لكنها اجلتها لبعد مايدخل بكر اوضته عشان متتصادفش معاه...

اما فالاثناء دي..

بكر دخل الشقه وراح علي المطبخ يدعبس علي اي حاجه خفيفه ياكلها قبل ماينام ودي عاده غير صحيه اكتسبها من زمان ومش قادر يبطلها لانه غصب عنه فالوقت دغ بيحس بالجوع، ودخل المطبخ واول مادخل بص علي الرخامه وشاف طبق الرز ابتسم وراح عليه شال الغطي وجاب ملعقه ومسك الطبق وابتدا ياكل منه بشهيه رجعته لزكرياته مع امه وهي بتعمله الرز هو وابوه ويفضل ياكل منه رايح جاي لغاية مايخلص عليه كله،، اكل الطبق اللي فأيده وراح علي التلاجه فتحها وفرح لما شاف فيها تاني كتير واخد طبق كمان وابتدا ياكل وهو مدي ضهره لباب المطبخ ووشه للتلاجه المفتوحه ومش حاسس باللي خرجت من اوضتها وواقفه وراه تراقبه وهو بياكل ولف دماغه صدفه شافها واقغه وسانده عالحيطه ومربعه اديها وبمجرد ماشافت وشه ضحكت بخفه وهي شايفه اثار رز علي جوانب بوقه وهو مع ضحكتها ابتسم وقرب عليها بعيون عتلمع وماسك فيده عربون محبتها ورضاها عنه ولأول مره من مده يشوف جرتين العسل ويتطلعوله وهي مع كل خطوه كان يخطيها ناحيتها ضحكتها كانت تخفت وتتلاشي لغاية ماوقف قبالها وهي عدلت وقفتها وبلعت ريقها مع النظره اللي شايفاها فعنيه ليها واللي خلت قلبها غاص بين ضلوعها، اما هو فكان حاسس انه واقف علي بعد قاب قوس او ادني من السعادة....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة