-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العاشر

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العاشر

مرت ساعات و خالد مازال يسير بالمدينة.. و لم يتوقف عقله عن التفكير.. حتى وجد نفسه يقترب من بحيرة واسعة.. فأسرع إليها وحين تذوق ماءها وجده عذبا.. فشرب منها كثيرا.. ثم أسند ظهره على شجرة بجوارها.. وضحك حين جال بخاطره أن يأتي والد منى إلى تلك المدينة.. وأقسم أنه سيذبح على الفور.. حتى منى لو جاءت ستذبح هي الاخرى.. يتذكر أصدقاءه وأنهم لا يمتلكون من الذكاء شيئا بل سيذبحون كلهم.. ثم ضحك و تحدث لنفسه ساخرا : عايز آكل مقابل وحدتين ذكاء..
ًثم ضحك مجددا حين تذكر أحد أصدقائه.. وكان سمينا للغاية و يأكل كثيرا.. و أنه لو كان بزيكولالفقد ثروته كلها مقابل أن يأكل .. ثم تحدث إلى نفسه: بتضحك يا خالد.. فعلا مصري ابن مصري.. نضحك في أشد أوقات الكرب.. ثم سأل نفسه:هتعمل إيه يا خالد؟
فأجاب نفسه.. و كأنه شخص آخر: هعيش زي الناس هنا.. انت قدامك حل تاني؟
فرد كأنه الشخص الاول :لا..
فابتسم.. وجعل صوته غليظا : يبقي تكيف مع الوضعوأهلا بكفي زيكولا..
ً بعدها نظر إلى السماء التي
يخيم عليها الليل فوجد ألعاب نارية غريبة عما يعرفها تزينها فابتسم:يوم زيكولا.. :
ثم أكمل بعدما صمت برهة... كلها ساعات و ينتهي.. و أشوف زيكولا على طبيعتها.. ثم نظر إلى البحيرة و
إلى شاطئها فلم يجد أحدا غيره.. فوجدها فرصة أن يستحم..
و ما إن تجرد من ثيابه.. وكاد يكون عاريا تماما حتى شعر بحركة غريبة.. وسمعهمسا و بعض الضحكات فالتفت فوجد فتاتين تنظران إليه.. فارتدى ملابسه على الفور ثم أسرع عائدا إلى الشجرة مرة أخرى و أسند إليها ظهره من جديد.. وحدثنفسه مازحا: لا .. أنا بقول أنام أحسن..

مرّ الليل، وأشرقت الشمس.. وخالد نائم بجوار شجرة شاطئ البحيرة.. حتى
انتفض حين سمع صرخات.. وحين نظر بعيدا وجد امرأة تصرخ بأن ابنها يغرق في
البحيرة.. فأسرع إلى الماء بملابسه.. يريد أن يصل إلى ذلك الفتى، والذي كان بعيدا بعض الشيء.. ولم يتخيل أن تكون البحيرة عميقة هكذا.. حتى اقترب منه فجذبه تجاهه، وعاد به مرة أخرى إلى الشاطئ.. وقد فقد الفتى وعيه، ولم تتوقف أمه عن الصراخ -.. فأرقده على ظهره.. وبدأ يضغط بيده على صدره.. يريد أن ينعش قلبه.. يضغط بعض الضغطات المتتالية ثم يضع فمه على فم الفتى ويملأ صدره بالهواء.. ثم يعود ليضغط بعض الضغطات مرة أخرى .. واجتمع الناس من حوله،
وبينهم أسيل التي أسرعت إلى الفتى وطلبت من خالد أن يبتعد عنه لكنه لم ينظر إليها ولم يرفع نظره عن الفتى.. وأكمل ضغطه على صدره وإعطاءه من أنفاسه.. حتى شهق الفتى.. وشعر خالد بنبضاته حين وضع أصبعيه على رقبته.. فحمد الله
ًثم نظر إلى أمه قائلا: الحمد لله.. هو بخير.. فنظرت إليه الأم باكية، واحتضنت ابنها: شكرا لك.. ثم سألته : كم تريد مقابل هذا؟
فأجابها: أنا مش عايز حاجة.. أي حد مكاني كان هيعمل كده.. خدي بالك منه بعد كده..
والناس ينظرون إليه في غرابة..
حتى سألته أسيل: كيف فعلت هذا؟!.. ولماذا لم تتركني أساعدك؟!
فرفع خالد رأسه.. ونظر إليها للمرة الأولى بعدما لم يفارق نظره الفتى حين كان
ينقذه، وفوجئ بأنها صاحبة الصوت الذي طلب منه أن يتركه.. فشعر بقلبه يخفق
سريعً ا حين وجدها قريبة منه إلى هذا الحد.. لا تفصلهما سوى أقل من خطوة..
وحدث نفسه في سره: إنها جميلة جمالا لا حدود له، ونظر إلى شعرها الأسود
الطويل، وعينيها الضيّقتين ورموشهما السمراء الطويلة.. وتذكر ضحكتها حين كانت ترمي الورد، وتضيق عيناها كلما ضحكت فتزيد جمالها جمالا، ولاسيّما مع
شفتيها الرقيقتين.. حتى نطق هامسًا: أسيل!!
ففوجئت هي الأخرى بأنه من تجاهلها، ومضى حين اصطدم حصان عربتها به..
فسألته: كيف فعلت هذا؟
فضحك: أول مرة أحس إني اتعلمت حاجة مفيدة.. دي دورة إسعافات أولية كنت اتعلمتها في القاهرة.. ثم أسرع، وأخرج وردة من ملابسه المبتلة.. والتي قد التقطها في اليوم السابق.. ونظر إليها مبتسمًا: دي وردتك.. أنا محتفظ بيها..
فتجاهلت حديثه عن الوردة.. وسألته: لماذا لهجتك غريبة.. ثم أكملت: وأين القاهرة تلك؟
فابتسم : دي قصة غريبة جدا.. وأكيد مش هتعرفي القاهرة.. أنا مش من زيكولا.. ثم أراد أن يتحدث إليها بلهجتها فأكمل لست من زيكولا.. وقد دخلت إلى زيكولا أول أمس.. ولم أكن أعرف أن بابها سيُغلق..
فصمتت أسيل كأنها تتذكر شيئا ما.. ثم نظرت إليه وقالت: مثلي تمامًا..
رد خالد في لهفة : مثلك؟ !!
ردّت أسيل: نعم مثلي.. أنا أيضا لم أكن من أهل زيكولا ثم نظرت إلى حاجبه الذي لم يلئم جرحه .... أنا آسفة..
فسألها: على إيه؟
أجابته: أرى أن اصطدام حصان عربتي بك قد أصاب حاجبك..
فابتسم: أيّ حصان؟
اسيل :حصاني بالأمس ..
فتذكر خالد: لا.. لا.. مش الحصان.. أنا المفروض اللي اعتذر ليكي لأني امبارح مكنتش في حالتي الطبيعية بعد ما شفت الفقير اللي دبحتوه.. بس أرجوكي كمّلي حكايتك وازاي انتي مش من زيكولا..
انصرف الناس، وحملت الأم ولدها وانصرفت.. وجلست أسيل بجوار خالد على شاطئ البحيرة وبدأت تتحدث: كانت هناك حروب كثيرة منذ سنوات طويلة بين زيكولا والبلاد الأخرى .. ومن بينهم بلدي (بيجانا) .. فكان جيش زيكولا يخرج يوم زيكولا ولا يعود إلا يوم زيكولا الذي يليه.. حتى جاء يوم منذ أربعة عشر عامًا.. واستطاعت زيكولا أن تهلك بلدتي.. وأخذت الكثير منا عبيدا لهم.. وقد كنت منهم.. كنت ابنة عشرة أعوام وقتها..
فقاطعها خالد: عبيد؟!
أجابته: نعم.. كان الرق يتواجد في زيكولا حتى أعوام قليلة.. ولكنه لم يعد متواجدا الآن.. وأكملت: دخلنا إلى زيكولا.. وبالطبع كما حدث لك حين دخلت إلى هنا، أصابتنا لعنة زيكولا.. وأصبحنا مثلهم.. تعاملنا بوحدات الذكاء، والأفقر يُذبح.. ولكني كنت أوفر حظا من غيري .. فقد اشتراني رجل حكيم كان ذو قلب رحيم.. وكان يدرس الطب والحكمة.. وأعطاني الكثير من علمه ثم أعطاني حريتى قبل أن يموت..وأعطاني ما هو أهم.. أعطاني كتبه عن الطب والحياة.. فتعلمت منها الكثير،وأصبحت طبيبة زيكولا.. وعاملتهم بطريقتهم؛ أداويهم مقابل جزء من ذكائهم.. وهنا يمرضون كثيرا، وأنا أجني الكثير.. فأصبحت من أثرياء زيكولا، وأنا ابنة الأربعة والعشرين..
فقاطعها خالد مجددًا: ومفكرتيش تخرجي من زيكولا.. وترجعي لبلدك
فابتسمت وأكملت :كنت في البداية أنتظر اليوم الذي أعود فيه إلى بلدي.. ولكن بعد أربعة عشر عامً ا أصبحت زيكولا حياتي.. أحببت الحياة هنا.. قد أذهب أحيانا إلى بلدي القديمة يوم يُفتح باب زيكولا.. ولكني لا ألبث أن أعود سريعًا قبل أن يُغلق الباب مجددً ا ..
فسألها: لأنك غنية؟
أجابت: ربما يكون هذا سببًا.. ولكن سببي الأكبر هو حبي لقوة زيكولا..
وأردفت : رغم ما بها من مساوئ تظل هي الأقوى بين البلدان.. لا تستطيع أي بلد أخرى الاقتراب منها.. ستعرف مع وجودك هنا ما الذي يعطيها تلك القوة.. وأعتقد أنك ستحبها مثلما أحببتها..
فصمت خالد قليلا مفكر ا في حديثها.. ثم سألها: زيكولا.. وبلدك اسمها بيجانا.. إحنا فين من العالم؟
ولكنه لم يلبث أن يسأل سؤاله حتى جاءت فتاة مسرعة إلى أسيل تخبرها بأن هناك مريضا في حاجة إليها.. ولابد أن تسرع.. فنظرت إلى خالد: إنني أريد أن أعرف قصتك أيضا.. أين أجدك لاحقا؟
فضحك : هنا.. هنا مسكني.. بجوار شجرة البحيرة..
اسيل :حسنا، أتمنى أن نكمل حديثنا قريبًا.. وابتسمت: هنا.. بجوار البحيرة..
وغادرت، وتعجب خالد من حديثها،
وحدث نفسه : يمكن تكون زيكولا مدينة غريبة.. لكن واضح إنه عالم غريب بالكامل زيكولا جزء منه.. فين بيجانا دي هي التانية.. وازاي بيتعاملوا فيها.. ثم ابتسم: كدة بقى فيه اللي ظروفه زي ظروفي، ومين؟.. دي أسيل.. ممكن أكون من الأغنياء هنا؟.. ممكن أكون زيّها؟ .. ثم أفاق : لا.. أنا مش عايز أبقى أغنى الأغنياء.. أنا عايز أمشي من البلد دي.. ولكن هروح فين؟.. وازاي هرجع بلدي مرة تانية حتى لو خرجت من زيكولا؟ المهم إني أمشي من زيكولا الأول وبعدها أفكر ازاي أرجع بلدي، ولكن علشان أمشي لازم أفضل عايش ثم نهض مجددًا وقد جفت ملابسه
محدثا نفسه: لازم ألاقي شغل..
اتجه خالد إلى شوارع المدينة وعزم على أن يجد عملا يساعده أجره على بقائه حيا في تلك المدينة.. ولكنه ما إن يذهب إلى أحد ليسأله عن عملٍ حتى يرفض طلبه.. فيذهب لآخر فيرفض هو الآخر.. وظل يبحث ويبحث حتى تعبت قدماه.. وجلس على جانب أحد الشوارع.. ففوجئ بيامن يقترب منه، ويصافحه:
أين أنت يا صديقي..
فابتسم: أهلا يامن.. يامن، أنا عايز اشتغل.. وحاولت ألاقي شغل بس الكل رفض يشغلني..
فسأله: أين بحثت عن العمل؟
خالد :في المنطقة دي.. المطاعم ومحلات البيع ..
يامن :إنك أخطأت في بحثك.. هنا يريدون أن يوفروا مكسبًا كبيرا، وعملك معهم
سيفقدهم جزءًا من مكسبهم.. ستعرف كل شيء عن حياة زيكولا مع مرور الأيام..ثم تابع إن المدينة مليئة بأماكن العمل.. هل تريد أن تعمل معي؟
فأجابه:أيوة..
فسأله: دون أن تعرف ماذا أعمل؟
فاندهش خالد، وسأله: هو عمل مش كويس ولا إيه؟
فأسرع مجيبًا: لا لا.. إنه عمل مشرّف.. إننا نعمل بجد.. عملنا يحتاج إلى الأقوياء مثلك.. قد يكون أجره قليلا، ولكنه يكفي لاحتياجاتنا..
خالد : وفين العمل دا
فابتسم يامن : حسنا تعال معي
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة