-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العشرون

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل العشرون

وجد خالد صاحب الكتاب يذكر في بدايته أنه قد كتب هذا الكتاب في القرن الثامن عشر.. وأن تلك النسخة هي النسخة الثانية له، بعدما ضاعت نسخته الأولى دون أن تكتمل.. فتذكر خالد صفحات الكتاب العشر البالية ، والتي تحدثت عن سرداب فوريك، وقرأها قبل أن يأتي إلى زيكولا حين أعطاها له صديق جده.. مجنون السرداب..
ثم قلب خالد صفحات الكتاب في سرعة.. فوجد تلك الصفحات العشر فتجاوزها، حتى وصل إلى تلك الصفحة والتي انتهت بأنه اكتشف ما هو أهم من كنوز فوريك.. فكانت مثلما توقعه خالد بان سيتحدث عن اكتشافه لأرض زيكولا..
ثم قلب بعض الصفحات فوجده يتحدث عن أهل زيكولا وعن تعاملهم بوحدات الذكاء، ويوم زيكولا، وذبح الأفقر كل عام، وما تركه ذلك من طباع على هؤلاء الناس.. فقلب تلك الصفحات مسرعًا.. وكلما قرأ شيئا يعرفه تجاوزه.. لا يريد أن يضيع ثانية واحدة.. حتى وجد صفحة مكتوب بها..
" لقد أفنيت عمرى أبحث عن سر تلك الأرض.. ولكنني لم أجده حتى لحظة كتابة
كتابي هذا.. ولكنني أعلم تمامًا أنني لست المصرى الوحيد الذي أتى إلى تلك الأرض..
لقد عثرت صدفة على بعض المخطوطات، والتي أخبرتني بعضا من الحقائق التي
وضعتها نصب عينيّ ."
فاندهش خالد.. وأكمل قراءة:
"لقد ذكرت المخطوطات البالية أن الكثيرين قد أتوا إلى تلك الأرض بعد بناء سرداب فوريك.. فبعدما شيّد ذلك السرداب ببراعة معمارية لم يكن لها مثيل ..
اعجب به فوريك ذلك الثري كثيرا، ووضع به كل ما يملك من كنوز وثروة لم يكن لها مثيل في ذلك العصر.. حتى طمع الكثيرون بها فاتجهوا إلى السرداب كي يسرقونها.. وحين علم فوريك بذلك أمر حراسه بأن يغلقوا أبوابه.. فظلوا بداخله دون أن يجدوا مخرجًا.. حتى مات بعضهم، وظل الباقون يبحثون عن مخرجٍ حتى وجدوا ذلك المخرج إلى تلك الصحراء.. والتي لم تكن بها سوى تلك المدينة، وسورها القوي الذي لم يكن قد اكتمل وقتها.. فاستقروا بها، وظنوا أن تعاملهم بوحدات الذكاء ما هو إلا عقابًا لهم على نزولهم السرداب ومحاولتهم سرقة كنوز فوريك.. وبعدها كثر عددهم.. وعاشوا مع سكان زيكولا الأصليين.. وتكاثروا بينهم. وتقول المخطوطات إنهم لم يتذكروا شيئا عن حياتهم السابقة، سوى تقويمهم الذي كتبوه على سور زيكولا منذ دخولهم إليها.. ولغتهم العربية والتي بدأوا يعلمونها سكان زيكولا.. حتى إنهم نسوا دينهم، وأصبح الكثيرون منهم من الكسالى الذين اتجهوا للمنطقة الشمالية في ذلك الوقت قبل قرون.. حيث يكسبون ثرواتهم دون أن يعملوا بجد.."
وواصل خالد تصفحه لصفحات الكتاب متعجلا.. وكأنه لا يهمه ما فاته مما ذكره
الكتاب.. يبحث عن هدفٍ واحدٍ لا يريد غيره.. وأخذ يقلب حتى وصل إلى تلك
الصفحة التي قرأها منذ شهرين و كتب بمنتصفها
ُ- الطريق إلى سرداب فوريك .."
ًفأخذ يقرأها متلهفا.. حتى وجد الكاتب يقول :
- إنني جئت إلى زيكولا مرتين.. وأعلم جيدا الطريق إلى ذلك السرداب، ولكنني
أحببت العيش هنا.. ولن أغادر حتى أموت..
ثم قرأ خالد بعض السطور مسرعًا.. ووصل إلى سطر يقول :
حين سرت بسرداب فوريك لأول مرة، وبدأ انهياره.. وأسرعت هربًا خوفا من ذلك الانهيار.. لم يدر بخلدي وقتها أنه يدفعني إلى طريق يريده السرداب ... فتذكر خالد
نفسه حين كان بالسرداب وحدث الانهيار، وأكمل قراءة:
ولكنني تذكرت بأن هناك طريقا آخر قد أبعدني عنه انهيار السرداب.. وأدركت أنه طريق العودة مجددًا.. بعدما انهار طريق مجيئي.. واختفى بالصحراء..
فدق قلبه بقوة، وأكمل:
- إن جاء أحد من بعدي، ولم يقرأ كتابي.. سيظن أنه لابد أن يخرج من زيكولا كي يعود إلى مصر مجددًا.. وهذا الغباء ذاته.. من يأتي إلى تلك الأرض ويريد أن يعود إلى دياره، وأن يصل إلى سرداب فوريك مجددًا.. لابد أن يدخل زيكولا.. ويكون كالشمس، وينحت في الصخر.. فيجد باب السرداب الآخر أمام الرأس مباشرة.. "
وانتهت الصفحة، ومعها انتهت صفحات الكتاب.. فأعاد خالد القراءة مرة أخرى
بعدما لم يفهم شيئا :
من يريد أن يصل إلى سرداب فوريك لابد أن يدخل زيكولا ويكون كالشمس وينحت في الصخر سيجد باب السرداب الآخر أمام الرأس مباشرة..
ثم سأل نفسه:
- أي شمس؟! وأى رأس؟! ويقصد إيه بالنحت في الصخر؟ !! أي رأس؟!!
وقلب صفحات الكتاب مجددًا.. وسأل نفسه.. وسأل الكتاب.. أي شمس؟.. أي
رأس؟.. ثم نهض وتحرك مسرعًا، ودخل مكانا به الكثير من أهالي المنطقة
الشمالية.. يشربون الخمر، ويتراقصون .. فصاح بأحدهم، وأشار إلى تلك الصفحة بكتابه:
- هل تفهم ذلك؟ كيف أنحت في الصخر أمام الرأس؟!
فضحك الرجل :هل أنت مجنون ؟!
فسأل آخر فلم يجبه.. فسأل غيره فلم يجبه.. وظلّ يسأل كل من يقابله عما قرأه كالمجنون فلم يجبه أحد.. ثم جلس على إحدى الطاولات.. وبدأ يقرأ تلك السطور الأخيرة.. ويكررها بصوت عالٍ .. ولكنه لم يفهم منها شيئا.. حتى وجد أمامه كأسًا من الخمر فشربه دون أن يدرك أنه خمر.. وشرب منه مجددً ا.. وظل يقرأ ويفكر دون أن يصل لشيء.. وكلما انتهى ذلك الكأس أمامه ملأه النادل من جديد.. حتى ظهر تأثير الخمر عليه.. فوقف فوق الطاولة التي كان يجلس عليها.. وأمسك زجاجة الخمر بيده، والكتاب بيده الأخرى ..
ًثم صاح ضاحكا في سخرية إلى من يجلسون بذلك المكان: ظللت أحلم أن أجد هذا الكتاب.. وأبحث في كل مكان بتلك المدينة اللعينة.. ثم شرب قليلا من الخمر، وتابع:
وحين وجدته.. ظللت أعمل، وأعمل، وأعمل.. لا آكل.. ولا أنام حتى أحصل عليه..
ثم صمت، وضحك مقهقهًا، وأكمل: وقد حصلت عليه اليوم.. مقابل خمسمائة وحدة من ذكائي..
فنظروا إليه.. وكأنهم لا يصدقونه فأكمل، وقد احمر وجهه من الخمر: لا تندهشوا.. لو طلب مني ذلك المعتوه.. الذي قد يكون أخي، أكثر من ذلك لدفعت.. ثم شرب كثيرا من الزجاجة، وفوق الطاولة أكمل بعدما ترنح، وبدأ لسانه يتلعثم بالحديث:
- وفي النهاية علمت لماذا لم يستطع أبي الخروج من هنا، ومعه هذا الكتاب..
ًفسأله سكيرٌ يجلس على طاولة بعيدا: لماذا أيها المجنون ؟
ًفأشار إليه خالد ضاحكا ثملا: سأخبرك أيها السمين.. لابد أن القصة قد أعجبتك.. سأخبرك.. يبدو أن صاحب هذا الكتاب اللعين خشى أن يذهب أحدكم إلى ذلك السرداب..لا أعلم لماذا خشى أن تذهبوا إلى هناك.. ليت أهل زيكولا يذهبون إلى بلدي فيجعلونهم يعملون .. ولا يعتمدون على غيرهم، مثل زيكولا.. ثم ضحك عاليًا: لقد وضع لغزا بآخره..
ثم جلس على الطاولة ووضع رأسه بين يديه.. ثم رفعها مجددًا وضحك ضحكة يشوبها ألم كبير: كان يعلم أنكم تتعاملون بالذكاء.. كان يعلم أنكم أغبياء.. لن تستخدموا ذرة ذكاء واحدة لتفكروا في هذا اللغز.. وهدأ صوته: ويبدو أنني سأظل مثل أبي.. طوال عمري أبحث عن ذلك المخرج.. إنني غبي مثلكم.
ثم نهض مجددًا فوق الطاولة.. ورفع الكتاب بيده ، وصاح بصوته السكير: والآن.. من يريد أن يشتري هذا الكتاب مقابل عشر وحدات من الذكاء؟
ظل خالد هكذا يهذي لما أصابه من ألم الصدمة، ولم يجبه أحد فعاد مجددًا وصاح بصوته : ألا يستحق عشر وحدات؟!.. صدقوني إنه ثمين.. ثم أكمل: حسنا.. خمس وحدات؟
فلم يجبه أحد مرة أخرى فتمتم إلى نفسه بكلمات غير مفهومة ثم نزل من فوق الطاولة.. وسار خارجًا من ذلك المكان وسط سخرية كل من يقابلونه وتحرّشات فتيات الليل.. يسير مترنحًا لا يدري بشيء من حوله وفي يده كتابه يلوح به إلى من يقابله ويضحك ثملا.. حتى عاد إلى المكان الذي يقف به حصانه.. وما إن وصل إليه حتى سقط وكأنه فقد وعيه.
في صباح اليوم التالي، كان خالد نائمًا على جانبي أحد شوارع تلك المنطقة بجوار حصانه.. حتى فتح عينيه فجأة حين فوجئ بفيضٍ من الماء البارد ينسكب فوق رأسه.. وما إن نظر أمامه حتى وجد تلك الفتاة التي أرشدته إلى هلال من قبل.. فتاة الليل.. وبيدها إناء فارغ، وضحكت:
لست وحدك من تسكب الماء..
فنهض خالد مسرعًا ونظر إلى ملابسه المبتلة وأمسك رأسه من الألم ثم نظر إليها غاضبًا فأسرعت مبتعدة عنه وحدثته ضاحكة:
- هيا عد إلى حيث جئت.. لن يفيدك أن تبقى هنا..
فصمت، ولم يتحدث ثم أمسك بلجام حصانه وامتطاه.. وبدأ يتحرك به ببطء مبتعدا عن الفتاة.. حتى صاحت إليه:
كنت أتمنى ألا أراك هكذا ليلة أمس ..ثم صمتت، وصاحت مرة أخرى : كنت أظنك أقوى من ذلك..
فأوقف خالد حصانه ثم التفت إليها.. و تحدث بصوت هادئ: أنا آسف..
ثم استدار مجددًا، وأمر حصانه أن ينطلق بين شوارع تلك المنطقة إلى أطرافها حيث طريقه إلى المنطقة الشرقية..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة