-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى عشر

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى عشر

تسارعت ضربات قلب خالد، وانتفخت عرو قه بدمائه حين سمع العجوز ينطق
كلمة "سرداب فوريك" وأرضا أخرى غير زيكولا..
وسأله في لهفة: سرداب فوريك؟!!
رد العجوز : اتذكر هذا الاسم جيدا
سأله مرة أخرى : والكتاب كان بيتكلم عن إيه في سرداب فوريك؟
ر د العجوز في هدوء: لا أتذكر يا ولدي.. كان هذا منذ وقت طويل.
خال :والكتاب كان كامل؟.. مكتمل؟
العجوز :نعم يا ولدي..
خالد وقد بدا متوترا: فيه منه نسخة تانية؟
رد العجوز :لا أعتقد.. إنني لم أر كتابًا يتحدث عن ذلك السرداب إلا ذلك الكتاب..
خالد: وألاقي الرجل ده فين؟.. هو موجود في زيكولا؟..
أجابه العجوز وقد اندهش من أسئلته الكثيرة : لم أري هذا الرجل إلا مرة واحدة.. قد يكون هنا في زيكولا، ولكنه ليس بمنطقتنا.. وقد يكون خرج منها.. لا أحد يدري .. وسأله :لماذا أنت مهتم إلى هذا الحد.. هل تحب الخيال؟
رد خالد: أنا لازم ألاقي الكتاب ده.. الكتاب ده الأمل الوحيد لي لما أخرج من زيكولا.. ثم سأله: تقدر توصف لي الرجل اللي اشتراه؟
فصمت العجوز وكأنه يتذكر: كان رجلا عاديًا.. كان طويلا مثلك، وكان ذا كتفين عريضين مثلك أيضا.. ثم تابع بعدما صمت لحظاتٍ أخرى : ومثل لهجتك كانت لهجته غريبة ، تشبه لهجة تجار الشمال التي نفهمها بصعوبة..
فسأله خالد على الفور :هل تذكر اسمه؟
فابتسم العجوز : إنني أتذكر اسمي بصعوبة..
فهمس خالد إلى نفسه: طويل.. وجسمه يشبه جسمى.. ولهجته غريبة.. وكان بيدوّر على كتاب سرداب فوريك.. معقول يكون هو؟
فقاطع تفكيره العجوز : لماذا الصمت؟ أين شرد ذهنك؟
ر د خالد: لا.. مفيش حاجة.. أنا محتاج أشت ري أقلام وأوراق..
ابتسم العجوز: بالطبع يا ولدي.. لك ماشئت
اشترى خالد بعض الأوراق والأقلام التي احتاجها.. بعض كانت الأوراق سميكة
الشيء تميل إلى الصُفرة.. أما الأقلام فكانت أسطوانات خشبية رفيعة ذات سن مدبب، وبداخلها خزان صغير للحبر.. واشترى معها زجاجة من الحبر الإضافي.. وانصرف عائدا إلى البحيرة، وتفكيره لم يتوقف لحظة واحدة منذ حديث هذا العجوز .. يسأل نفسه :معقول يكون الرجل اللي اشترى الكتاب هو والدي؟!.. ثم يعود لنفسه: ليه لأ؟ الكل كان بيقول إني طويل زيّه.. وإني عريض برضه زيّه.. وكمان نزل السرداب.. وكلام العجوز ، وإن لهجة الرجل كانت غريبة.. أكيد هو.. ثم نظر إلى السماء: معقول يكون لسه عايش هو وأمي.. معقول أشوفهم بعد السنين دي كلها.. هنا.. في زيكولا؟ !!
ونظر إلى البحيرة، وسأل نفسه: - طب لو كان حد تانى؟ ومين اللي هيشت ري كتاب زي ده بأغلى سعر.. وهنا الناس كلها بخيلة، وكتاب زي ده ملوش أي قيمة عندهم؟ ممكن يكون حد بيحب المغامرة.. عنده نفس الدوافع اللي نزّلتك هنا.. أو ممكن
يكون حد نزل السرداب غيرك أو غير أبوك أو أمك ..
لا.. هو أبوك ..
لا.. حد تانى..
لا.. أكيد أبوك..
يجلس أمام نار أشعلها على شاطئ البحيرة.. ويواصل حديثه إلى نفسه:مهما كان الشخص ده، سواء كان والدي أو غيره.. معنى إن الكتاب موجود إن
الأمل أصبح موجود.. أكيد اللي كتب الكتاب ده، عارف ازاىيأقدر أرجع لمصر تاني..
ثم علا صوته : أنا لازم ألاقي الكتاب ده.. لازم..
ًحتى سمع صوتا من خلفه: أي كتاب؟
التفت خالد حين سمع هذا الصوت، ففوجئ بأنها أسيل وقد اقتربت منه.. فنطق
مبتسمً ا: أسيل؟!
فردّت مبتسمة: نعم.. ثم سألته بعدما جلست بجواره هل تتحدث إلى نفسك هكذا دائمًا؟
فأجابها: أوقات.. بس أنا خلاص تفكي ري مش قادر يتحمل..
اسيل :لماذا؟
خالد :النهارده اكتشفت إن فيه أمل أقدر أرجع به لوطني.. بس أمل بعيد..
اسيل :أي أمل؟
خالد :عرفت إن فيه كتاب...
فقاطعته أسيل: مهلا.. أتعلم أنني لا أعرف اسمك بعد أيها الغريب.. وتابعت مبتسمة :لم تخبرني به المرة السابقة..
فابتسم خالد: اسمى خالد.. خالد حسني..
فابتسمت: خالد.. اسمٌ جميل..
فتابع : اكتشفت إن فيه كتاب تاني كان بيتحدث عن السرداب اللي جيت منه..
فسألته : أي سرداب؟!!
فأجاب: سرداب فوريك..
اسيل : في الحقيقة أنا لا أفهم شيئا .. لقد جئت اليوم كما أخبرتك أنني أود أن أستمع إلى قصتك.. وكيف دخلت إلى زيكولا..
فابتسم مداعبًا لها: أيوة جيتي.. بعد شهر!!
فابتسمت: نعم، كان شهرا مزدحمًا بالعمل.. ولم يسمح وقتي أن آتي إلى هنا.. ولكنني دائمًا كنت أتذكرك.. ولم أنسي إنقاذك للفتى دون مقابل.. وكنت أعلم أنني سآتي إلى البحيرة يومً ا كي أستمع إلى قصتك..
فضحك خالد :كنت في بالك؟!!
فأومأت برأسها: نعم.. لم تغادر تفكي ري ، لا أد ري لماذا..
فزاد سروره.. ثم سألته: هل كنت تنتظرني؟
- أنا.. لا.. ثم ابتسم: الصراحة.. آه.. و كنت بدأت أفقد الأمل.. بس النهارده كأنه يوم الأمل.. أعرف إن فيه كتاب موجود.. وإن أسيل الجميلة كمان هنا.. فاحمرّ وجهها خجلا ونظرت إليه:
اسيل : هيا حدثني عن بلدك.. وعن هذا الكتاب الذي وجدته..
ًفصمت قليلا.. ثم بدأ يتحدث:
- انتي تعرفى إني من أول ما دخلت إلى زيكولا من شهر.. ومحدش يعرف أي حاجة عن بلدي.. حتى يامن صديقي كل اللي يعرفه إن بلدي موجودة في الشمال.. وأنا مش عارف فين الشمال ده أصلا.. وأكمل في البداية كنت فاكر أهل زيكولا مجانين.. دلوقتي خايف اتكلم عن بلدي يفكروني أنا المجنون .. ثم نظر إليها وسألها: انتي هتصدقيني يا أسيل؟
فابتسمت، وقد ضاقت عيناها: نعم.. أرى أنك صادق يا خالد..
أكمل: أنا مش عا رف فين زيكولا دي.. أو بيجانا اللي هي بلدك.. أول ما جيت هنا فكرت إن زيكولا من البلاد المعزولة اللي عم ري ما سمعت عنها.. زي البلاد اللي كنا بنشوفها في التلفزيون ..
فقاطعته أسيل في دهشة: ماذا؟
فضحك خالد: أكيد انتي متعرفيش التلفزيون .. بس هشرح لك كل حاجة بعدين.. وتابع: المهم إني كنت مفكر إن زيكولا معزولة .. وإن أهلها معزولين، وميعرفوش حاجة عن العالم.. زي الهنود الحُمر كده لما اكتشفهم كريستوفر كولومبوس..
فقاطعته مجددً ا: من؟ !!
فضحك خالد :أقولك على حاجة.. اسمعيني وبس.. مش هتفهمي مني حاجة دلوقتي.. ثم سألها: انتي تعرفي مصر؟
أجابته وكأنها تسمع الاسم لأول مرة : مصر؟! لا أعرفه..
خالد :طب تعرفي أمريكا.. الصين.. أفريقيا.. استراليا؟!
اسيل :ما تلك الأسماء؟!
خالد :دي أسامي بلاد العالم بتاعي.. أنا بلدي اسمها مصر.. بنتكلم نفس لغتكم.. اللغة العربية.. بس بالعامية زي كلامي كده..
اسيل :أه.. وأين مصر؟!
أجابها: زي ما بسأل نفس ي بالظبط أين زيكولا.. هتكون نفس الإجابة لينا..
فسألته: هل هي كبيرة مثل زيكولا..
فضحك وسألها :هو عدد الناس في زيكولا كام؟!
فابتسمت ووقفت وتحركت تجاه البحيرة.. ثم إلتفتت وردّت: كثيرون للغاية.. قد يتعدى ثلاثمائة ألف.. هذا غير البلاد الأخرى .. آلاف أخرى ..
فوقف خالد هو الآخر: عدد سكان مصر فوق التمانيين مليون نسمة..
فنطقت غير مصدقة:ماذا؟ !!
ًفأكمل ضاحكا : أمّال لو عرفتي عدد سكان بلد تانية اسمها الصين اللي عدى المليار ولا عدد سكان الهند.. أقولك.. عدد سكان العالم بتاعى أكتر من ستة مليار نسمة..
فنظرت إليه وبدأت تعد على أصابع يدها، وكأنها تتخيل العدد ثم سألته: وكيف يأكل كل هؤلاء الناس؟
ًفضحك قائلا : اطمني.. كله بياكل..
ثم سألته: ومصر بلدك.. جميلة؟.. تحبها؟!!
ًابتسم خالد ثم نظر بعيدا إلى البحيرة.. وصمت مفكرا .. ثم تنهّد وتحد ث: كان عندنا شاعر جميل اسمه صلاح جاهين قال:
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء..
ثم توقف وحدثته أسيل وكأنها تريد المزيد: ماذا بعد.. أكمل
فضحك: لا.. أنا حافظ دول بس..
فضحكت أسيل.. ثم أكمل خالد: العالم بتاعي بيختلف عن هنا كتير.. عندنا كهربا وإذاعة وتلفزيون .. وانترنت وبنتعامل بالنقود..
اسيل : ماذا.. ما كل هؤلاء؟!
ردّ : مش هتفهمي قصدي لو قعدت أشرح لك سنة كاملة.. بس إحنا عالمنا متطور إلى حد كبير ..
فسألته: هل تعيشون بالفضاء؟
خالد :لا لا.. إحنا بنعيش على الأرض.. وعندنا مياه، وصحرا.. وبنات حلوة زي هنا..
فتغيّر وجهها ثم سألته على الفور بعدما تحدث اعن جمال البنات: وكيف جئت إلى هنا؟
خالد :كنت في يوم زعلان.. فحب جدي يخفف عني، فكلمني عن سرداب تحت قريتي اللي اسمها البهو فريك.. اسمه سرداب فوريك.. ومن أول ما حكى لي، ومش عارف إيه اللي حصل لي.. لقيت عندي رغبة قوية إني أنزل السرداب ده، وأكتشف اللي فيه

بعدها ظل خالد يحكي ما حدث له منذ نزوله إلى السرداب حتى وصل إلى تلك الأرض.. وقابل الفقيرين بالصحراء.. وتشبث بعربتها مع يامن.. ودخوله إلى زيكولا.. وعلمه أن التعامل بها بوحدات الذكاء.. ثم نظر إليها: - لما شفت العربات، والأحصنة، والدروع، والسيوف.. فكرت إني انتقلت بالزمن
في الماضي.. بس فوجئت إن الجميع هنا بيقولوا إننا في أواخر 2009 .. وده نفس التوقيت في بلدي..
ردّت أسيل : نعم نحن على أعتاب العام العاشر بعد الألفين..
أكمل خالد: دي الحاجة اللي هتجنني.. ومش قادر أستوعبها.. ازاي احنا في 2009 .. وحياتكم هنا بتقول إنكم من قرون؟!.. وتابع: و لما اتأكدت من إن التعامل بالذكاء فعلا مش كلام مجانين.. بقيت متأكد إن السحر هنا مسيطر على المدينة.. أنا خلاص مش قادر أفكر..
فقاطعته: لا أعتقد أنك محق بهذا.. إن الحياة هنا هكذا.. لماذا لا تقول إن السحر يسيطر على بلدك أنت.. ويجعلكم تتعاملون بطريقة أخرى .. كيف تتعاملون بورق؟!.. أرى هذا سحرا.. في بلدي القديمة بيجانا كنا نتعامل بالمقايضة
رد خالد: أيوة المقايضة حاجة طبيعية..
اسيل :هنا في زيكولا التعامل هكذا يا خالد.. هل كانت عملة بلدك مصر في كل البلدان؟
خالد :لا.. كل بلد لها عملة..
اسيل :وهكذا هنا.. العملة الذكاء.. لست أنا أو أنت من فرضها..
فصمت لحظات ثم قال :الواقع دلوقتي بيقول إنه اتحكم عليا إني أفضل سنة كاملة في زيكولا.. ونفسي السنة دي تعدي بأقصى سرعة.. نفسي أرجع لبلدي.. أرجع لحياتي الطبيعية..
في الحقيقة أنا مش عارف هي بتقيس الوقت ازاي.. ثم سألها وكأنه يريدها أن
تبقى معه مدة أطول وألا تغادر: هو الوقت بيتحسب ازاي في زيكولا؟
أجابته :ترى ضخامة سور زيكولا.. كلما أشرقت الشمس حتى تشرق اليوم التالي يحسب يومًا.. و تنحت علامة على السور .. ثم تمر سبعة أيام فتحت علامه اخري للأسبوع.. وما إن يأتي الشهر بعد ثلاثين يومًا نحت علامة مختلفة حتى يأتي العام بعد إثنتي عشرة من علامات الشهور .. فتنحت دائرة مميزة.. إنهم عمال كثيرون ولهم أجر لعملهم.. يُسمّون عُمّال الوقت.. وأكملت :
ولكن الغريب والذي لاحظته.. أننا ندرك أننا في نهاية عام ألفين وتسعة.. وهذا لا أعتقد أنه يتوافق مع عدد السنوات على السور .. والتي لا تكمل نصف هذا العدد من السنين.. ولكنني لا أشغل بالي بهذا ..
فقال خالد: زيكولا.. كل ش يء غريب تجده في زيكولا.. ثم أكمل: النهارده بالصدفة عرفت إن فيه كتاب تاني عن سرداب فوريك.. وإن حد اشتراه من سنين.. والكتاب ده بيمثل الأمل ليا.. وإني أرجع لبلدي.. وتابع: الأكبر من كدة إني حاسس إن اللي اشترى الكتاب ده ممكن يك ون والدي..
فصمتت أسيل وكأنها تفكر ثم قالت: إنني لم أسمع عن هذا الكتاب من قبل.. ثم سألته:ماذا ستفعل؟.. هل ستسأل كل شخص عن هذا الكتاب؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة