-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل الرابع والعشرون

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل الرابع والعشرون برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الثالث والعشرون"

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الرابع والعشرون"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل الرابع والعشرون 

سرقت نفسًا عميقًا من الجو،
جالسة على السرير، ولصدرها ضمت قدماها بقوة، وأحاتطهم بكلتا يداها،
وعادت تنظر إلى الغرفة الفارغة حولها بهدوء ...
تفكر أن حياتها لم تكن جيدة منذ البداية، فبعد وفاة والدتها تحول كل لون إلى الأسود ..
لكنها ظلت تناضل لكي لا تخسر إبتسامتها وروحها ...
ولكن بعد ذلك لم يكن هناك حتى بارقة أمل، فها هي منبوذة من قبل جميع أفراد عائلتها، والأسوء أنها لا تجد ما تقوله !
هل هي منبوذة في السماء كما نبذت في الأرض ؟
ربما أهل السماء سيرحبون بها حالما تأتيهم ..! 


حين وصلت لتلك النقطة، أزاحت يدها عن قدميها وحركتهما بعيدًا عن السرير، وحينها وقفت، ثم سارت متجهمة الوجه صوب المطبخ 


لماذا عليها أن تفكر كثيرًا ؟
فطالما هي في تلك الحياة ستعاني، وتقاسي الأمرين ...
هي لن تفعل شيئًا سيءً لتلك الدرجة، هي فقد ستنهي عذابها بيدها،
من هم في الأعلى رحماء، لن يلوموها أبدًا على ما لم تفعله ! 


أمسكت السكين، وقربته من يدها، وما إن إستقر السكين على معصمها .. 


مهلًا يا فتاة !
ما الذي ستجنيه من الإنتحار هل تظني أن من غرس الأشواك داخلكي سيأتي عاى قبرك فيعتذر !
هاك حدثت نفسها وإستمرت ...
إن الله يعلم ما تمرين أنتِ به الآن، يعلم كم تعذب وكم آسيت في حياتك، لكن هل تظنين حقًا أن الله قد يرحم كافرة !
أتعلمين أنكِ تقدمين على شيءٍ يبغضه من أنت مشتاقة للذهاب إليه !
لك عمر، فلما تهدريه على أمر يبغضه ربكِ ؟! 


بدأت دموعها تتحرر من مآقيها، ولم تزل السكين على يدها وتذكرت .. 


"-أنتي عارفة إن العار هيلزق في اسمنا دايمًا بسببك !
-قصدك عشان تلفتي نظره أكتر !" 


أخذت قرارها وقربتها أكثر من يداها لكنها تذكرت .. 


"-حسيت ده الحكم اللي يستحقه، فنفذته بنفسي
-إرفعي راسك إنتي معملتيش حاجة غلط، إللي بيغلط هو اللي بيتعاقب فهماني !!
-أنا أختي عمرها ما تغلط أبدًا !" 


أبعدت السكين عنها قليلًا، لكنه لا يزال على معصمها،
لكنها إتخذت قرارًا بألا تـ.... 


-فيروز !
قالها سهيل بذعر قبل أن يندفع نحوها ويبعد السكين عنها بإلقائها على الأرض ...
نظر لها بغضب، وذعر، وحزن، وخوف، وألم، وبعض المشاعر المضطربة التي لم يفهمها أحدهما، ولكنه سرعان ما أردف غاضبًا :
-أنتي مجنونة ! ، عاوزة تقتلى نفسك ؟
نظرت له بصدمة، وكأنها تستفيق من كابوس ما، وهزت رأسها نافية، وحين قررت أن تفتح فمها لتجيبه، سبقها هو بـ :
-أنا قولتلك إن دول ناس أغبية مش بيفهموا إلا تقاليدهم الغبية ! ، أنا قولتلك متهميش لكلامهم، هما ... هما عمرهم ما هيعرفو أنتي بتحسي بإيه، ولا هيقدروا مشاعرك، بس أنا أهو !
أنا موجود جنبك، وبفهمك، وحاسس بيكي 
اقرأ ايضاً ... قصة العاشق المسكين من أقوى قصص الحب والرومانسية
إزداد جريان الدموع من عينيها، ومعه ظلت تهز رأسها بالنفي مرارًا حتى أردفت بإختناق من شدة البكاء :
-مكنتش هنتحر صدقني !
وضع يده على وجهها ومسح لها دموعها قائلًا بإضطراب :
-أنا مش هسيب حد يوجهلك حرف أو كلمة ! ، بس عشان خطري مـ ...
قاطعه هي ونزعت يده عنها برفق قائلًا بنبرة حانية :
-صدقني مكنتش هنتحر، متخافش أنا ..
ثم قاطعها بكاؤها الحاد الذي لم تستطع إيقافه، فقط حاولت مسخ دموعها المتجددة بغزارة، ونظرت له بحزن لما سببته له من ذعر الآن ..
حينها سحبها هو من يدها نحو إحدى الأرآئك، وجلس ممسكًا يدها أمام عينيها، وقال بهدوء :
-أنا مش عاوزك تخافي من حد طول ما أنا معاكي و..
-والله ما كنت هنتحر يا سهيل صدقني
قالتها هي بإصرار، ثم وقفت وسحبته ليقف أمامها متابعة :
-أنا مش هعمل كده والله متخافش، وأنا عارفة إن محدش هيقدر ييجي جنبي طول ما أنت موجود ... 


حينها قاطعها بأن ضمها بقوة، لم تعلم يومًا أنه كان يحبها بذاك القدر، كما كان هو لا يعلم
كان هو أكثر منها غفلة عن حبه لها، ربما لا تتجلى المشاعر الحقيقية إلا حين يسقط أحدهم !
لكن لماذا ؟ 


-بجد كنت هموت لما شوفتك ماسكة السكينة عشان تنتحري، أنا معتش متحرك من جنبك تاني !
-آسفة
-إخرسي خالص !
قالها هو بضيق حقًا فمن فرط الشعور بالتضارب في قلبه وعقله، لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه، وحتى الآن لا يزال قلبه ينبض بعنف ...
أجابته بهدوء :
-حاضر 


في السابق هو لم يكن يخشى عليها لتلك الدرجة، أو ربما كان يخشى ولم يعلم !
أيًا يكن، من الجيد أنه أبعدها عن هؤلاء القوم ..
والمهم الآن أنها معه ولم تصب بأذى، وسيعمل هو دومًا عل ذلك .. 
أمسكت فنجان القهوة مرة أخرى ووضعت على فمها وبدأت تحتسيه، بينما هو ناظرٌ إليها على الكرسي المقابل لها ينتظر أن تتابع ..
بدى على وجهه الصدمة والدهشة، كما انعقد حاجباه مقوسًا إياهما، وإنفتح فمه قليلًا كما أن عيناه لم تكونا بإتساعها الطبيعي ...
أما هي فقد إتخذت السكون حالاً، كما بدى عليها الجمود الشديد ..
-طب ليه ؟
قالها هو متسائلًا بدهشة، فوضعت هي الفنجان على الطاولة، وتابعت تجيبه بجمود :
-هو كان عاوزني شهوة مش أكتر، ولما مل بدأ يعمل فيا اللي هو عاوزه !
وضع يده أمام وجهها يستوقفها، ونظر لها بدهشة وهو يقول :
-ماشي، أنا معاكي، هو زهق، يبقى يسيبك تمشي مش يحبسك !
أرجعت رأسها للخلف، ونظرت له بثبات لمدة دقيقة، ولإستمر صمت رهيب بينهما، لكنها حلته حين أردفت ببساطة :
-أنا مدخلتش جوا مخه عشان أفهمه، الموضوع وما فيه، إني كنت مجرد فترة، بس متنساش أنا مكنتش منتهية الصلاحية !
صمتت لعدة ثوان أخذت فيها نفسًا هادءًا لتتابع بعدها :
-أنا قولتلك إن السبب اللي خلاني أتجوز مصري إني فكرت مش بيخونوا ! ، وأكيد لما هو خاني حسيت بـ .. بـ disinclination (نفور) منـه .. وهو مش كان عاوز كده، كان عاوزني وقت ما يحتاجني بس !
حينها رد عليها هو بهدوء :
-فهمت، بس المهم ها فين الوقت، في السجن لسا !
-إنتحر
عاد حاجباه لينعقدا من جديد، وكرر متسائلًا :
-إنتحر !
أومأت رأسها وقالت :
-آه إنتحر
-طب إنتي زعلانة عليه ؟
-لأ
-فرحانة ؟!
-لأ
-أومال ؟
هزت كتفاها وهزت رأسها، وقالت بنبرة جادة :
-أنا فقدت الإحساس بأي مشاعر من فترة، ومعتش بفرح أو بزعل بقى عندي فتور غريب !
نظر لها مطولًا للحظات، وأردف بعدها بإسفهام :
-إيه خططك ؟
-امممم مفيش، والمشكلة إني بمل في البيت جدًا ومش عارفة حد هنا و..
-إيه رأيك تشتغلي !
قاطعها هو بتلك الجملة، لكم كانت رائعة فقد جعلتها تبتسم فجأة وتسأله :
-بجد هتشغلني !
إبتسم الآخر لها مبادلًا، ثم قال :
-يعني موافقة !
-أكيد ..
كانت تلك إجابتها دون أن تفكر حتى، فهي حقًا كانت بحاجة إلى فرصة كهذة قد تنسيها آلآمها،
تبعتها بجملة أخرى :
-بجد هكون ممنونالك أوي لو جبتلي شغل و..
-عيب أوي لما تكوني سبب نجاحي في رابعة كلية، وإنتي اللي ذاكرتيلي وخلتيني أصم المنهج بعد ما المدرسين طفشوا مني، ومحتاجة شغل ومجبلكيش !
-شكـ..
-دا واجبني يا كاثرن متشكرينيش !
ثم وقف حينها، ونظر لها قائلًا بهدوء :
-قومي يلا نمشي عشان زهقت من المطعم ده إحنا فيه من الصبح !
وقفت حينها، وسارت معه حتى خرجا، وكانت سيارة كل منهما مصفوفة أمام ذاك المطعم، حينها إستدارت له واقفة أمامه وسألته بنبرة رقيقة :
-أبدأ إمت !
أجابها بجدية :
-وقت ما تحبي ..
أخرجت هاتفها من حقيبتها، وأعتطه له قائلة بنبرة طبيعية :
-خد سجل رقمك عندي
أمسك الهاتف منها وطبع الرقم على فوره، ثم وضع الهاتف على أذنه بعدها ليجد هاتفه يرن، وحينها أعطاها الهاتف قائلًا بإبتسامة عريضة :
-خدي سجلته، ها بقى تحبي تبدأي من امت ؟
نظرت له وكأنها تذكرت شيئًا وقالت :
-هو إيه الشغل صحيح !
ضحك لأنها لم تتذكر أن تأله عن طبيعة العمل إلا الآن، لكنه قال مازحًا :
-امممم خدامة !
رفعت حاجبها في سخرية، ولم تعقب، حينها قال مصححًا :
-أكيد بهزر
-دمك تقيل
-بس يابت، بصي تشتغلي معايا في شركة ...!! 


نظرت للساعة أمامها، واتتها الثامنة، وقد أنهت جميع الأعمال الموكلة لها،
حينها أمسكت هتفها وهي تقول بهدوء :
-أتصل ببراء وأقوله ييجي ياخدني
كادت أن تضع الهاتف على أذنها بعد أن طلبت رقمه، ولكنها وجدت من يقطع الإتصال، فتظر لإسم المتصل بهدوء ثم أجابت :
-السلام عليكم
أتاها الصوت من الجانب الآخر يحمل اللهفة بـ :
-وعليكم السلام، بقى كل ده يا جوري تختفي ومنعرفش عنك حاجة !
ظهرت إبتسامة طفيفة على محياها، ثم أردفت بعدها :
-معلش يا روز أشغال بقى، المهم أنتي عاملة إيه ؟
أجابتها الأخرى عبر الهاتف بضجر :
-آهووا كده شوية وكده شوية، بس أنا متصلة بيكي عشان آآ 

-أنتي سايبة شغلك وواقفة ترغي في التليفون !
قالها صهيب بنبرة حادة وهو يرمقها بنظرات غريبة، وبهدوء أجابته هي :
-ثواني يا روز، خلصت شغلي يا أستاذ !
هدأت روز في الجانب الآخر، بينما حدجته جويرية بنظرات ثابتة بدون أن تهتز نظراتها لثانية، وظل هو يرقبها بنفس النظرات الغامضة ..
-خلصتي الشغل على الملف الأخير اللي بعتهولك ؟
-أها
ذهل هو فكيف إستطاعت أن تفعل في ذاك الوقت القصير، لكنه لم يبدِ أي ردة فعل تجاه الأمر وصمت
وسار إلى مكتبه، لكنها كانت واثقة من رجوعه مرة أخرى، ولم يخب ظنها حين رأته عائدًا ببعض الملفات الأخرى وويضعهم أمامها على المكتب قائلًا ببرود :
-آه معلش نسيت أديكي الملفات دي من شوية، محتاجة برضوه آآ ..
بعينين مشعلتين، وبنبرة خالفتهما من شدة سكونها تحدثت :
-المفترض إن اللي ينسى يتحمل نتيجة نسيانه 

ثم تركته وأخذت حقيبتها وهي تسير بعيدًا، في حين كاد يشتعل هو من الغضب، والأدهى أنها ..
-لأ يا بنتي ده واحد بيستظرف بس، إنتي عارفة الأشكال دي كترت إزاي
قالتها هي عبر الهاتف لصديقتها، فما كان منه إلا أن وقف أمامها وقال بنبرة حاول جاهدًا أن يسيطر على إنفعاله بها :
-إنتي شكلك بتستظرفي ! ، ده شغل وأنا المـ ...
-آه كملي
صعق هو حين وجدها تتابع حديثها مع صديقتها وكأن شيئًا لم يكن، لكنه وببساطة مد يده وسحب الهاتف منها، ثم أغلق الإتصال ليردف بعدها بجدية :
-الوقت نقدر نتكلم حلو
عقدت يداها ونظرت لعينيه لعدة ثوانٍ وقد فعل هو بالمثل حتى قالت هي :
-آنت نسيت أنا مالي ؟
-بس ده شغلك !
-بس أنا خلصت كل اللي إتطلب مني !
-بس ده بقيت شغلك وأنا المدير ومن حقي أفرض عليكي الشغل !
حلت ساعديها، وأومأت رأسها مرتان قائلة بهدوء :
-مفيش مشكلة، عاوزني أكمل أوكي
إبتعدت عنه وجلست على مكتبها وبدأت تتابع العمل، أما هو فقد ظن أن في الأمر خدعة ما فحقًا من الغريب أن تتابع العمل بعد أن ...
-الملف ده جواه مشكلة تعالى شوفها بنفسك !
قالتها هي بنبرة متزنة مقاطعة شروده فيها ..
ذهب إليها ونظر إلى الملف أمامها وأمسكه، ظل يبحث عن خلل فيه وحين لم يجد ما يدعوا إلى الدهشة سألها بعجب :
-الملف ماله !
وكانت هي حينها تعمل على ملفٍ آخر، نظرت له وقالت :
-أنا مكنتش قصدي على ده كان قصدي على الأحمر ده
هدأ ولم يعقب، مع أن جنون نظرات عينيه أعلت ثورة الغضب بداخله، لكنه لم تعره إهتمامًا وهي تعمل، هي واثقة أنه لن يسألها عن الخطأ وسيفضل أن يبحث عنه بنفسه، وهو واثق أنها لن تتنازل وتخبره عن الخطأ ....
الأمر أشبه بمعركة بدون أي حاد ... 

بعد ما يقرب من الخمس دقائق وجد الخطأ بنفسه، وما أثار إنتباهه أنها أنهت في تلك الفترة ملفًا كاملًا، ومنذ الصباح يحاول إيجاد خطأ في عملها ولا يجد !
ولم يخطر بباله حينها إلا سؤال واحد ... من علمها ؟
لكن طبعدها تذكر أن مساعدته السابقة كانت قريبتها لذا فقد فهم من علمها بالفعل ... 

-الملف كان جواه غلطة صح ؟
قالتها هي بنبرة طبيعية، فأجابها بروية :
-أيوة
أومأت رأسها ونظرت للأوراق أمامه قائلةً :
-أكيد محتاجة تتصحح
إبسم بإستمتاع حي رآها تطرده بحصافة، ولكن أجابها بهدوء :
-مش مهم ده بكرة بقى !
حينها تركت القلم ووقفت ناظرة إليه مردفة ببساطة :
-معاك حق بكرة بقى، وأنا كمان بكرة بقى
صمت حينها ووضع هاتفها على مكتبها أمامها، ثم قال :
-إمشي وبكرة نكمل
نظرت له بطرف عينيها وهي لا تدرِ ما التغير الذي طرأ عليه فجأة وغير رأيه، ولكن لإنعدام فضولها حاليًا أخذت الهاتف وحقيبتها وذهبت ... 

الأمر برمته ممتع بالنسبة له، مع أنه يجب أن يتحمل كل ما يتعلق بها من برودٍ، وجمودٍ، وإستفزازٍ عقيم، بل يجب أيضًا أن يتحمل مقالبها السمجة التي تصنعها ثم تتبرأ منها ..
ضحك حين تذكر كوب النعناع، من المستحيل أن يطلب منها آخر مرة أخرى !
سيعترف لنفسه بعد مرور كل ذاك الوقت أن هناك أنثى أخطر منهم جميعًا، لا تمثل حية أو عقربًا !
بل تمثل تهديدًا على حياته، وإن دققنا فهي تمثل خطرًا كبيرًا على قلبه !
كم يعجب من نفسه، فبرغم أنه لا يريد لقلبه أن يتعلق بها، لا يستطيع إبقاءها بعيدًا !
كم مرة رآها وتحدث إليها ! ، لم يمضِ شهر على تعارفهما لكنه دومًا ما يشعر أن يعرفها منذ زمن بعيد ! 

سار هو الآخر خارج الشركة وعلى وجهه إبسامة لم تتعدى الحدود ... 
 اقرأ ايضاً ... يوميات فارس ومنار أجمل شقاوه ورومانسيه
أمسكت هاتفها وطلبت آخر من تحدثت معه ووضعت الهاتف على أذنها للحظات قبل أن تقول باسمة :
-بحبك وإنتي حاطة إيدك على الزرار كده
وصلها الصوت ضاحكًا من الجانب الآخر :
-ما أنا كنت مستنياكي تتصلي، المهم هتيجي ؟
كادت هي أن تتحدث إلا أنها قاطعتها بـ :
-جوري أوعي تقولي الوقت متأخر، أنا جوزي مسافر وإنتي وحشاني أوي !
ردت جويرية بعدوء :
-براء هو اللي هيزعل عشان مش عاوزني أتأخر
-عادي كلميه وقوليله وبعدها إقي خايه ييجي يروحك
-ماشي يا روز هكلمه وأجيلك
قالتها جويرية بإستسلام ثم أنهت المكالمة بعد أن ودعتها ... 

إتصلت ببراء بعدها وقبل أن تتحدث فاجأها هو بقوله :
-خلصتي شغل الزفت ده ؟
أجابته بضجر :
-آه خلصت، المهم روز كلمتني وعاوزاني أروحلها، جوزها مسافر وأنا مشوفتهاش من زمان، تعالى وديني
ضحك قائلًا بمرح :
-آجي أوديكي، شغال عندك أنا و..
-بـراء
قالتها بنبرة تشبه التهديد على الرغم من الهزل البادي بها، فأجابها مازحًا :
-لأ خوفت ! ، أنا أصلًا من حظك إني لسا طالع من عند معتصم وقريب منك
-طب خلصني عشان زهقت
-امممم طيب إصبري ثواني وأبقى عندك ... 

ما ضايقها أنها رأته واقفًا بسيارته من بعيد يراقبها، ألا يكفيها وجوده معها طوال اليوم،
لقد ظنت أنه سيستسلم من اليوم الأول ويطردها، وللأسف لم يحدث، بل إنه على ما يبدوا لن يتركها ترحل ببساطة أبدًا ..
إنه شخص غليظ وصعب الطباع ومع أنه سريع الغضب لا تدري كا حل به وصار يتمالك نفسه ببراعة أمامها .. 

-مستفز
قالتها بضيق وهي ترمقه بغضب، حينها سألها براء :
-ها بتقولي حاجة يا جوري ؟
زفرت تخرج نفسًا حادًا وهي تقول :
-لأ مفيش، إنت فين الوقت ؟
-أنا قربت منك يعني دقيقتين وأبقى عندك
أومأت رأسها وقالت :
-طيب سلام
-سلام 

أغلقت هاتفها وظلت تنتظره، هي لم تعد تحتمل وجوده حولها أكثر، ومع محاولتها الرهيبة لتجاهله تضطر للنظر إليه أكثر !
هل حياتها ينقصها المزيد من المزعجين لكي يظهر هذا الكائن فيها ؟
.. 
وقف يراقبها من بعيد، فحين قرر الرحيل وجدها أمامه فهل يذهب ويفوت متعة مراقبتها ؟
لا بالطبع ..
فقط يرقبها، يراقب حركاتها وسكونها وحتى إيماءاتها، ولم يعلم ما المتعة في هذا أبدًا
لكنه حقًا مستمتع بمراقبتها ! 

لم يمضِ الكثير حتى جاءت سيارة سوداء وأخذتها من أمامه ..
وبالطبع لن ينسى تلك السيارة أبدًا ..
لكنه الآن سيضطر للمغادرة فلم يبقَ سببًا لبقائة، وها هو ينطلق بالسيارة قاصدًا مقصده ........!!! 

............................................!!!!!!!

يتبع ....

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة