-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل السابع والخمسون

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل السابع والخمسون برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل السادس والخمسون"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل السابع والخمسون

اقترب الأربعة رجال كلاً منهم يحمل سلاحه الخاص، ملامح وجهه الخاصة، صمتٌ رهيبٌ أطبق على المكان، إلى أن كسره هذا الرجل الذي تقدم كثيرًا منها وقال:
-إيه يا حلوة، كنتي مفكرة نفسك هتهربي كتير؟

نظرت له جويرية بثبات، ثم تقدمت نحوه، وما إن وصلت أمامه مباشرةً أردفت بهدوء:
-لأ، مش ههرب.. عاوزيني! خدوني بس صهيب ملوش دعوة.

التفت صهيب بمجرد أن تركته، وكاد أن يلحق بها إلا أنه وجد الثلاثة رجالٍ يتكاتفون عليه، فأحدهم قد قام بضربه بقوة في بطنه، بينما آخرٌ قد قام بركله في قدمه وحين كاد الثالث أن يلكمه في صدره صده بعنفٍ ممسكًا بقبضته، ثم ركله في بطنه بقوة فأوقعه، ووقع سلاحه أرضًا فأمسك هو به...

نظر الرجل لجويرية للحظاتٍ قبل أن يردف وهو يضع سلاحه أسفل ذقنها ويرفع وجهها به:
-في الحقيقة أذهلتيني! بس اديني سبب واحد أسيبه بيه عايش؟

ابتسمت له ابتسامة أرعبته رغمًا عنه، وتحدثت بجمود:
-طب لو اتقلبت الموازين؟

ضيق اارجل عيناه وسأل بحيرة:
-ازاي؟

رفعت يدها قليلاً وبدأت تنرل المسدس ببطءٍ من أسفل ذقنها، وتركها الرجل لكي تخبره عما تقصد.. حينها أشارت له بيدها للخلف و عينيها تتسعان، فنظر الرجل خلفه عفويًا، فاستغلت الفرصة بأن تنظر جيدًا لقدمه و وتحسب في رأسها بعض الزوايا، قبل أن تضع قدمها سريعًا بين قدميه وتسحب اليمنى بقوة، ثم عمدت إلى مقدمة رأسه فضربته عليها بقوة حتى لا يقاوم و يقع على رأسه فاقدًا الوعي..

حينها أمست بسلاحه الذي وقع معه، و وقفت ناظرةً إليه بثباتٍ وهي تقول:
-مسكين، بس كويس عرف ازاي.
استدارت سريعًا لتبحث بعينها عنه، فوجدته يتعارك مع أحدهم، ولكن ما جعل قلبها ينتفضهو ذاك الرجل الواقع خلفه و يرفع سلاحه عليه من خلفه، وبدون تفكير، رفعت المسدس نحوه وأطلقت عليه فاخترقت الرصاصة صدره واصطدمت رأسه بالأرض أسفله.

تنفست الصعداء بينما نظر صهيب نحوها بسرعة ليعلم مصدر تلك الرصاصة، وحين رآها سالمة ممسكة بسلاح والرجل الآخر واقع على الأرض رأسه تنزف، تنهد بارتياح، وكاد أن يبحث عمن أُطلق عليه النار إلا أنه تفاجأ بالرجل يلكمه في صدره، و كاد الرجل أن يصوب مسدسه نحوه إلا أن صهيب سريعًا سدد له لكمة في وجهه وأخرى في قدمه، وجديدة في معدته، وأخيرة في عينيه حتى أوقعه أرضًا.

ثم التفت نحوها وابتسم، فبادلته الإبتسامة، لكن سرعان ما اختفت الإبتسامة وهي ترى ذاك الرجل الذي أوقعه توًا يصوب سلاحه نحوه ثم صرخت فيه بصوتٍ عالٍ:
-صهيب!

بدى وكأنه فهم ما تعنيه فالتفت خلفه بسرعة و صوب سلاحه نحو الرجل، ثم أطلق النار فيُقى عليه.
أغمضت عينيها لتهدأ، فكلما رأت من يرفع سلاحه عليه.
فتحت عينيها فوجدته يقترب منها، حينها ركضت هي نحوه سريعًا لينتهي بها المطاف وهي ترتمي بين ذراعيه، وقلبها ينبض لدرجة مرعبة..

شدد من قوة ضمه لها حين وجدها تتشبث به أكثر، ثم قال باسمًا:
-قولتلك كله سوا
ابتسمت له وردت بكل ثقة:
-و هنفضل.

-مقولتليش متعلمة تمسكي السلاح وكل دة فين؟
-معتصم كان بيعلمنا أنا وبراء لما كان والده بيعلمه. مش بس السلاح لأ حبة مهارات تانية و ازاي ندافع عن نفسنا، و ازاي نغير الدفة لصالحنا، بس أنا لما كملت ١٥ وقفت معاه.
-ابقي فكريني اشكره

ثم رفع رأسها قليلاً عنه وتابع:
-عشان بسبب اللي علمهولك إنتي الوقت كويسة.

حاوطت رقبته بيداها وأجابته بخفوت:
-تؤ تؤ، اوعى تشك في مراتك، حتى لو مكنتش اتعلمت كانت هتدافع عن نفسها برضوه.
أهداها إحدي أجمل ابتساماته، ودنا منهى أكثر ليعيد احتضانها من جديد.. صدمة الأحداث الماضية أعطته شحنة جديدة من الرعب، الخوف، و لكنها أكسبته ثقةً عمياء، أكسبته الثقة في أنهما لن يبتعدا، لن يتركا بعضهما ما كانت الشدائد،

 هذا الشيء المسمى بالحب مخطئٌ من يظن أنه هو ما يجمعهما، لا بل يجمعهما أكثر من ذلك بكثير، يجمعهما الداء و دواؤه، يجمعهما الحزن وأسباب السعادة، يجمعهما الألم وعلاجه.. يجمعهما الكثير.
-جويرية!

-نعم!

-هما مش كانوا أربعة؟

قالها بعد أن ابتعد عنها ونظر خلفه، فأجابته بهدوء:
-الرابع هرب، بس متخافش معتصم مسكه.
نظر لها بدهشة وسألها:
-معتصم!

-كنت بعتله رسالة زي ما قولتلك، و هو اتعقب إشارة التليفون بتاعي، و بعد ما أنا قتلت الراجل، التاني هرب، بس حالاً وصلني رسالة إنه مسكه وجاي وبيسألني عاملين إيه؟
أمسك يدها و بدأ ينظر للرجال المقتولين وغير باشمئزازٍ قبل أن ينظر لها ويسأله بجدية:
-قتلتيه ليه؟

تنفست بعمقٍ قبل أن تجيبه:
-القاعدة الأولى متوقعش حد و في إيده السلاح و تسيبه، أكيد هيحاول يقتلك!
نظر لها وكاد أن يتحدث، إلا أن صوت سيارات الشرطة سبقته، فالتفت ليجد عددًا من السيارت واقفة على مقربة منهما، و من السيارة الأولى ترجل معتصم وبدأ الرجالون الآخرون يتوافدون من خلفه..
حين اقترب منهما وبدأ ينظر لجثث الرجال تنفس الصعداء، وأردف بنبرة قد بدأ القلق يختفي منها:
-مرديتيش عليا ليه، بجد قلقت جدًا

أجابته بهدوء:
-مكنتش فاضية ارد!
أومأ رأسه ثم اقترب من صهيب ووضع يده على كتفه و هو يتحدث بجدية:
-الحمد لله على سلامتكم، الحمد لله. المهم اهدوا ومتخافوش.
نظر له صهيب باستنكار، ثم أجابه ببرود:
-إنت واثق إن احنا اللي خافين مش إنت؟

نظر له معتصم بصدمة لثوانٍ، ثم عاد لينظر إلى جويرية الواقفة بجانبه ليردف بعدها بخفوت وكأنه يحدث نفسه:
-هي لحقت تعديه؟ و لا هو كان كدة!

بدأ رجال الشرطة حينها بحمل المجرمين وجثثهم إلى سياراتهم، وتابع معتصم أسئلته حتى يعلم ماحدث تمامًا.. ثم انتبه للسلاح في يد كل منهما فنظر لصهيب أولاً و أردف بهدوء:
-هات المسدس عشان هنحتاجه في التحقيقات.

أعطاه صهيب إياه، فنظر لها معتصم وطالبها بنفس الطلب، فنظرت جويرية للمسدس لفترة ثم هزت رأسها نافيةً و هي تقول:
-لأ عجبني.
بصعوبة استطاع صهيب ألا يضحك، في حين رد عليها معتصم بحنق:
-بجد يا جويرية هاتيه.
-قولت لأ، اعتبرها حرب و دي الغنيمة.
وضع صهيب يده على كتفها خلف رقبتها، و همس لها بخفوت:
-إديهوله واجيبلك غيره.
هزت رأسها نافيةً مرةً أخرى، فعلم أنها لن تتخلى عنه، لذا وببساطة قال:
-اعتبره ضاع.
نظر له معتصم بغضب، فهو كان يتحمل الحديث مع جويرية بصعوبة، فما باله الآن بشبيهها المذكر!
-المفروض تقنعها تجيبه مش تشجعها!
هز كتفه و نظر لها للحظة ثم عاد يتنظر له و تابع الحديث:
-هي عاوزاه، يبقى تدور على غيره و تحط عليه بصمات الراجل.
وضع يده على جبهته، فوقت الجدال قد ولّا، ثم تركهم و ذهب بعد أن أبدل إطارات سيارتهم المثقوبة كما طلب منه صهيب.
وأخبرهم بأن يرتاحوا قيلاً ثم ليأتوا لكي يقدموا البلاغ..
تقدروا تشوفوا احداث الفصل الأول من هنا  حب لا يجوز شرعاً "الفصل الأول"
-ليه مرضتيش تديله المسدس؟
كان هذا سؤال صهيب المهتم و هو يقود السيارة بسرعة، فظلت هي تنظر له لثوانٍ قبل أن تجيبه:
-بحب أحتفظ بكل الأسلحة اللي تتصوب عليا.
ثم فتحت له درج سيارته ليندهش هو حين يراها تخرج مسدسًا آخر، و تتابع:
-دة أول واحد اللي الراجل حطه على راسي من كام يوم، و دة التاني بتاع النهاردة، وعندي اتنين تانيين في البيت، مسدس و مطوة.
سألها باهتمام:
-اتنين!

-واحد فيهم كان أيام ما كنا بنحاول نمسك أفراد العصابة اللي اعتدوا على اختى و أنا عرفت يومها بالصدفة إن معتصم رايح يجيبهم، فاستخبيت في شنطة العربية
-نعم!!

-ما أنا مقدرتش أتحمل إنه ينتقم لوحده، وبعدها طلعت في توقيت غلط فاترفع عليا السلاح، بس الحمد لله قدرت أطلع نفسي منها.
أخذ صهيب نفسًا طويلاً فيبدوا أنه مهما علم عنها، سيظل هناك هذا الغموض الحائم حولها، ثم سألها:
-يعني إنتي كنتي معاه لما مسكهم؟

-مش كلهم كانوا اتنين بس، ولأن معتصم كان متهور جدًا كان رايح لوحده، وعرفت بعد كدة إن فيه حد بيديله معلومات عن كل الأماكن اللي بيتواجدوا فيها.
-طب ومسكتوهم؟

-قدرنا نمسك الاتنين دول في اليوم دة، بس أنا قولتله هننتقم منهم كلهم مع بعض، وبسبب طبعًا إنه لاقاني ممكن أتهور وافق إنه هيمسكهم كلهم ونروح احنا التلاتة نقتلهم، بس ساعتها مقدرش يمسك إلا أربعة والخامس كان مسافر، وطبعًا بعدها لما رجع قتله.
-والتاني؟

-فاحر لما قولتلك إن فيه رجالة كانت بتضايقني في الشارع وراجلين نزلوا وساعدوني.. واحد منهم طلع مطوة وحطها على رقبتي بس الراجل عرف يخلصني منه، بعد ما أنا عرفت أبعده عني.. وبعدها خدت المطوة من إيده.
-طب بما إن المسدس كان هنا مطلعتيهوش ليه؟
-عشان لو طلعته كان فات حد فينا اتقتل.
نظر لها بحيرة وسأل:
-ليه؟

-أفرا العصابة دي بيستخفوا باللي مش مُسلح! وعلى فكرة هما ضعفاء جدًا مش زي الشائعات اللي كانت طالعة عليهم.
-مش بتخافي لما المسدس بتصو ناحيتك؟

استندت على مقعد السيارة خلفها، وبدأت تتحدث بهدوء:
-يقولون يا عزيزي.."لا تخف وقع طلقات المسدس، فلو كان لجسدك نصيبٌ بها لما سمعتها أذنك" فلمَ أخاف إذًا..؟!
مخطئٌ من قال أن ذكاء المرأة نقمة على الرجل، فإجاباتها، طريقتها في التحدث، إدراكاها لكل ما حولها يجعله يُعجب بها أكثر كل يومٍ عن الذي قبله.

نظر لها بإعجابٍ، ثم عاد للنظر أمامه من جديد وصمت.
ظلت هي تنظر من النافذة وتعلقت عيناها بطائرٍ أبيض شديد الجمال يطير فبكي الجو بحرية، فتحدثت بشرود الذهن:
-كتير كنت بسأل نفسي الطيور دي بتحس بإيه لما بتطير بحرية كدة!
ثم نظرت إليه و تحدثت بانفعال مفاجئٍ و هو يراقبها باهتمام:
-أنا عاوزة أركب طيارة.
ابتسم لها وقال:
-ماشي هركـ..
إلا أنها قاطعته بنفس النبرة المتحمسة:
-و اقع منها.
أوقف السيارة بعد أن سمعها، ثم نظر لها وسألها بجدية:
-جويرية، إنتي عاوزة تموتي؟
هزت رأسها نافية، وتابعت:
-لأ إنت فهمت غلط، عاوزة أقع ببراشوت، صحيح كان نفسي أعرف إيه احساس الناس و هما بيقعوا من الطيارة وتنفجر بيهم، بس متخافش عاوزة انزل ببراشوت بس
رفع حاجباها، وأجابها بهدوء:
-رغم انها مخاطرة، بس نجرب ليه لأ؟ بس حطي في حساباتك هنكون مع بعض خطوة بخطوة.
تحمست هي للأمر كثيرًا ولم تبذل جهدًا لتخفي سعادتها التي بدت جليةً على قسمات وجهها، في حين أمسك يدها و سألها برفق:
-دة هيفرحك؟
سحبته هي من يده قليلاً حتى استطاعت أن تهمس له:
-فوق ما تتخيل.
ثم ابتعدت و هي تبتسم له برقة..
حينها تابع القيادة و هو يفكر فيما سيفعله لتلك الرحلة المجنونة

الفصل الرابع ..إغتصاب ولكن تحت سقف واحد

بعد مُضي ساعة..
كانت جويرية جالسة على الفراش في غرفتها تقرأ في إحدى الروايات حين دلف هو للداخل و في يده صينية الطعام.. وضعها على الفراش بعدها ونظر لها قائلاً بمرح:
-متتعوديش على كدة!
تركت الرواية من يدها، و نظرت للطعام باشتياقٍ و هي تردف:
-تصدق إني كنت جعانة و ناسية!
ثم راقبها هو و هي تمد يدها لتأكل، بعد أن تمتمت بشيءٍ ما مع نفسها، فسألها بروية:
-عاوزة أسألك سؤال؟
رفعت بصرها إليه و ابتسمت في ودٍ ثم أجابته بجدية:
-اتفضل.
صمت قليلاً قبل أن يردف بنبرة مستفهمة:
-أنا بلاحظ حاجات كتير بتعمليها و عاوز أسألك عليها.
-معاك.
-بتقولي إيه قبل ما بتعملي أي حاجة في سرك؟
-زي إبه؟
-الأكل.
-بقول الدعاء
-إيه هو؟
-اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و قنا عذاب النار، بسم الله.
-و قبل ما بتنامي؟
-بسمكَ اللَّهم أموتُ وأحيَ.
-و بعد ما بتصحي؟
-الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور.
-و قبل ما بتطلعي من البيت؟
-بسم الله، توكلت على الله، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-قبل ما بتركبي العربية؟
-سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون.
-أما بتطلعي من الحمام.
-لما بدخل بقول، اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث
لما بخرج بقول، غفرانك.. غفرانك.. غفرانك.
-بعد ما بتخلصي صلاة؟
-آية الكرسي.. "اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"
أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم.
صمت فلم تختفِ ابتسامتها و هي تضيف:
-كتبتهملك في ورقة على فكرة، بس كنت مستنياك تسأل.
ضيق عيناه و سألها بحيرة:
-و مين عرفك إني كنت هسأل؟
-بحس بكدة كل مرة إنك هتسأل بس بتسكت.
-إنتي ما بتفوتيش حاجة؟
-دة على أساس إنت اللي بتفوت!
نظر لها مطولاً، لها، لعينيها، بل لأعماق أعماق عينيها، فبادلته النظرات.. لا تختلسها بل تنظر له بجرأة و كأنها تخبره في كل نظرة أنه و عيناه لها دونًا عن غيرها..
أرأيت نظرة أمٍ لطفلها يوم يولد! أرأيت نظرة أنثى الغزال حين يقترب أسد من صغيرها!.. و حتى إن رأيت فنظراتها تفوقها امتلاكًا، و عطفًا يختلف كل الإختلاف عن نظرات العامة من البشر..
-ماذا أفعل لو أن تفاصيلكِ تهمني! ماذا لو كانت إيماءات، و ابتساماتك، و ضحكاتك، و استفزازك، و حتى برود أعصابك يروقني؟ ماذا لو أنكِ احتللتِ أفكاري، و عقلي، و قلبي!
أما يحق لي الإكتراث بأقل تفاصيلك دقة بعدها؟
ابتسمت، و أجابته ببساطة:
-ماذا لو أنكَ جننت!
ضيق عينيه قليلاً و هو يقترب منها، ثم أردف بخفوت:
-و من أخبركِ أنني عاقل! ثم من أخبركِ أنكِ و العقل تتفقان؟
رفعت حاجباها باستنكار، و هي تسأله بجدية:
-أتظن ذلك حقًا!
-مممم تتمنين الوقوع من الطائرة في منتصف الجو! مممم تحتفظين بالأسلحة التي هي من المفترض كانت أداةً تستعمل ضدكِ في يومٍ من الأيام! تعشقين المغامرة برغم هدوء عيناكِ و سكون نبراتكِ! بلى أنتِ مجنونة بلا شك!
-و ماذا عنك؟
-صدقيني، أضاهيكِ جنونًا.
-هل أخبرتك يومًا أنني أعشق لغتني الأصل؟
سألته بهدوءٍ فأجابها بسكون:
-أعلم.
-كيف؟
-ليس من الطبيعي إرسال رسالة باللغة العربية إلا لهاوي اللغة!
-ممممم هذا لا ينفي أنك منهم؟
-و هذا لا ينفي أنكِ الوحيدة التي تعلمين هذا.
-أنا أعلم عنك الكثير، أعلم عنك أكثر من شخصٍ قد فنى عمره بجانبك.
-و هذا لا ينفي أن معرفتي بكِ مطابقة.
-و هذا لا ينفي أنني جائعة!
ضحك، فابتسمت، ليبدأ كلاهما في تناول الطعام بعدها....!!!

.....................................!!!!!

يتبع ...

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة