-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس

مر المشهد الخاطف أمامها حتى دلفت لبهو المشفى من البوابة الداخلية بمساعدة شقيقها ياسين ...

وهناك بين الازهار من يجلس على المقعد ساكنًا قد رأها تمر أمامه ولكنها لم تمر من قلبه ...فقلبه وقف عند لحظة التقاء اعينهما وآبى أن يتغافى عن هذه الذكرى فأحتفظ بها ...تطلع اليه دكتور محمود يحاول أن يلفت انتباهه لمرور الكورة على نجيلة الأرض حتى قالت الممرضة بابتسامة :-
_ اشمعنى الكورة يعني يا دكتور اللي اخترتها عشان تلفت انتباهه؟!
حمل محمود الكورة وبادلها الابتسامة قائلا :-
_ قليل أوي من الشباب اللي مش بيحبوا الكورة ...عايزه يتابع حركتها واستفز عقله ...عايزه يتكلم أو حتى يحرك صباعه ...مرة على مرة هيتفاعل معايا
اغلق نادر عينيه ورجع برأسه للخلف مشيرا بالنوم حتى نظرت الممرضة لمحمود بيأس وقالت :-
_ شكله عايز ينام ...مع أنه لسه صاحي !
اقترب له محمود وقال هامسا:-
_ هفضل وراك لحد ما تتحرك يا نادر ...
جرّت الممرضة المقعد المتحرك بإتجاه المصعد بالدور الارضي من المشفى وذهب خلفها محمود ليمر على عدة حالات أخرى ويعود مرة أخرى لنادر ..
___________________________صلِ على الحبيب

بعد أن تم تجهيز الغرفة الخاصة لشقيقة ياسين بأمراً من عز الدين نظر ياسين لشقيقته التي تمددت على الفراش الابيض الخاص بالغرفة حتى تستريح من عناء المرض وقال وهو يقبل رأسها :-
_ ايوة كدا بنوتة شاطرة بتسمع كلام اخوها الكبير
ابتسمت شاردة ولم يغيب عن بالها ذلك الوجه الذي رأته منذ قليل ليتابع ياسين حديثه :-
_ نستحمل بس المستشفى كام يوم عشان نخرج حلوين من غير مشاكل بإذن الله
نظرت له برجاء وقالت :-
_ انا مش عايزة اعمل عملية يا ياسين ...عشان خاطري أنا خايفة منها أووي ...
ربت على راسها قائلا بألم :-
_ خلينا بس الأول لحد ما حالتك تتحسن عن كدا وبعدين نشوف امر العملية ....اغتبري الزيارة دي فسحة كام يوم مش اكتر
تابع بمرح حاول أن يتظاهر به :-
_ انتي بتخافي من المستشفيات عشان انتي خوافة اومال أنا اللي شغلي وحياتي كلها في العيادة والمستشفيات اقول إيه ؟!
مطت شفتيها بتذمر وقالت :-
_ انت شغلك كله في التجميل يعني حاجة حلوة وتفتح النفس وما تخاوفش خالص ...بقولك ايه يا سو ما تعملي عملية تجميل هههههه
قالتها وابتسمت ابتسامة عريضة جعلته يبتسم بحب قائلا :-
_ عملية تجميل ايه بس ده انتي زي القمر يا حبيبتي والله انا لو دخلت العيادة واحدة زيك وعايزة تعمل تجميل لهطردها برا ....
تشاركوا الضحكات والمرح حتى دلف عز الدين ورسم ابتسامة مرحة على وجهه عندما رأهم فقال وهو يشاكسها بحديثه:-
_ ميرنا اللي مغلبانا وصلت ....الطفلة الشقية ...هجيبلك لعب كتيرررررر تسليكي
نظرت لشقيقه بتذمر فقال ياسين بضحكة :-
_ ماليش دعوة هو اللي مسؤول عن حالتك
اقترب عز منهم حتى قالت ميرنا لكي تغيظه :-
_ ماشي يا عز مش هكلمك ولا عايزة منك لعب
ابتسم لها عز بمحبة اخوية قائلا :-
_ مش مهم اللعب المهم تخرجي بالسلامة من هنا ...انتي في غلاوة دعاء اختي عندي والله
قالت ولم تستطع التحكم بدموعها :-
_ عايزة اخف بس مش عايزة اقعد في المستشفى ...مابحبش المستشفيات وبكرهها
رمق ياسين عز صديقه بنظرة حزينة حتى قال عز بلطف :-
_ هتخفي بأذن الله ...بس لازم تبقي تحت عنينا الفترة الجاية عشان ما يحصلش مضاعفات ...وعلى فكرة انا كمان مابحبش المستشفيات وبكرهها
قال جملته الآخيرة بنبرة حاول أن تبدو مرحة فصمتت ميرنا بضيق وقال عز لياسين :-
_ نسيبها دلوقتي عشان ترتاح شوية
طبع ياسين قبلة على رأسها بنظرة وعد بالعودة قريبًا وخرج من الغرفة متوجها مع عز لمكتبه بالدور العلوي ....

***بمكتب عز الدين ******
جلس ياسين على مقعد أمام المكتب ببذلته التي برزت وسامته الخلابة وعرض منكبيه بينما جلس عز شاردًا بعض الشيء فقال ياسين بقلق :-
_ مالك سرحان كدا ؟ للدرجة دي حالة ميرنا صعبة ؟!!
نفي عز بشدة وقال موضحا :-
_ لأ أن شاء الله هي هتخف.. مش ده اللي مضايقني خالص ، دي حاجة تانية
رمقه ياسين بحيرة قائلا :-
_ حصل إيه ؟ أول مرة احس انك مضايق كدا !
تنهد عز الدين بضيق واخذ قلما وبدأ يرسم عدة خطوط عشوائية على ورقة امامه وقال :-
_ البنت اللي كلمتك عنها ...اللي هتعملها تجميل دي
قال ياسين بأستفسار :-
_ مالها ؟!
شرح عز كل شيء وانتهى بآخر شيء سمعه منها وهي تحدث مع صديقتها منذ قليل ...صمت ياسين قليلا ثم قال بعبوس :-
_ انا مش مضايقتي اكتر من إنك هتخطب واحدة انت مش بتحبها ياعز ، الاعجاب مش كل حاجة
تأفف عز ورد بدهشة وهو يترك القلم من يده بعصبية:-
_ هو ده اللي وقفت عنده ؟!! ....ساندي انا شايفها مناسبة ليا جدًا واحساسي معاها هيزيد مع الوقت ويكفي أني معجب بيها ...لكن البنت التانية دي ماعرفش جابت الوهم ده منين !! اظن مش عشان عاملتها كويس بعد الحادثة تفتكر كدا !!
زفر ياسين بحنق واجاب :-
_ أنت مش فاهم نفسك يا عز وهتغلط نفس غلطتي ...أنا اتجوزت واحدة حلوة وجميلة جدا وبنت ناس مستواهم عالي أووي وكنت بردو بقول عليها كدا ...لحد ما انفصلنا بعد ٣سنين عايشهم في نكد ماخرجتش بحاجة حلوة غير ابني "يزيد " ... كنت مقتنع إنها طالما حلوة وفيها مواصفات أي حد بيتمناها أني هقدر احبها بس صدقني الجمال والشهادات مش كل حاجة وعرفت ده متأخر جدًا ...تعرف أنا لو منك كنت هحاول أعرف البنت التانية دي وأدي نفسي فرصة معاها ..واضح إنها بتحبك من فترة وكانت واخدة بالها منك ....انت مش قولت إنها بتشتغل في النادي اللي أنت عضو فيه وشوفتها اكتر من مرة ؟
تفاجئ عز برأي صديقه فقال بدهشة :-
_ انت بتقول إيه ! أنا مش مصدق اني بسمع منك الكلام ده !! ادي فرصة لمين؟!! دي بنت جايز جدا تكون جاهلة حتى ما بتعرفش تكتب اسمها ! ...مستحيل افكر ارتبط بواحدة كدا
ضيق ياسين عينيه باستغراب وقال بانفعال :-
_ ما تبطل بقى اسطورة أن الدكتور لازم يتجوز دكتورة أو حتى في جامعة امريكية أو مؤهل عالي ...تفكير عنصري ...ده الجهل بعينه على فكرة ...تصدق والله العظيم أنا لو لقيت واحدة ارتاح معاها واحب وجودها في حياتي لا هفكر في تعليمها ولا في مستواها ولا في أي حاجة وهتجوزها وافرح معاها ...عارف ليه ؟ لأني جربت اللي بتفكر فيه ده وعشت اتعس أيام حياتي ...ولو الزمن يرجع بيا ماكنتش فكرت حتى أني اخطبها
رد عز بثبات :-
_ أنت عندك ثوابت فكرية ما بتتغيرش ...الأول كنت بتفكر زيي والتجربة فشلت بس مش بالضرورة تفشل معايا ولا بالضرورة أن كل واحدة فقيرة يبقى هلاقي الراحة معاها ولا كل واحدة غنية هتتعبني !!
وافقه ياسين بتأكيد :-
_ انت صح ...بس اختيارك لساندي بالذات غلط ، ساندي مش شبهك يا عز دي واحدة مقضية حياتها كلها حفلات وسهرات صعب تبقى الزوجة اللي بتتمناها ...نسخة تانية من طليقتي ...على الاقل كنت اختار واحدة شبهك وكنت أنا أول واحد هيشجعك ، لكن ماقدرش ابقى منافق واقولك اختيارك سليم ..انا معتبرك اخويا وبخاف عليك وعلى مصلحتك زي ما بخاف على ميرنا اختي
اجاب عز بلطف :-
_ عشان كدا مستحمل كلامك وباخد رأيك في كل حاجة تخصني يا ياسين ...بس يمكن حكمك على خطوبتي نتيجة تجربة شخصية ليك وده مش صح ...مش صح اننا نحكم على الاشياء بسبب تجربة واحدة فشلت ...المفروض احنا كبار كفاية ونقدر نفرق بين الصح والغلط
اخذ ياسين نفسا عميقا ينم عن يأسه في اقناع عز وقال :-
_ أنت عنيد يا عز وانا عملت اللي عليا معاك وقلتلك رأيي بمنتهى الصراحة بما أنك طلبته ...بس عارف أنت لو بتحبها بجد مش هتاخد رأيي ولا هيهمك رأيي حد ...انت نفسك متردد ومحتار لكن مش عايز تعترف ....أنا يوم ما الاقي الحب الحقيقي مش هتردد لحظة ...مش هبص هي مين وبنت مين ولا معاها شهادات ايه ! ...هبص لسعادتي معاها وهل هي تستاهل ولا لأ ...من الآخر كدا هخطفها
نهض عز من مكتبه ووقف أمام ياسين قائلا :-
_ انت سيبت الموضوع الاساسي واتكلمت في الناحية دي بس ...بكلمك على واحدة عايشة في وهم اني بحبها ومش عارف اعمل معاها ايه وانت بتكلمني على خطوبتي والحب الحقيقي !!
رد ياسين بتوضيح أكثر :-
_ انت مش بعت رسالة لساندي وقلتلها تكلم بباها ! انت حليت الموضوع اهو ببساطة ...البنت دي بقى مجرد ما يوصلها الخبر انك خطبت هتفهم كل حاجة ..انا مش عارف طالما هي مش في بالك مهتم أوي بمشاعرها كدا ليه !!!
صر عز على اسنانه بضيق وقال بحنق :-
_ انا حاسس بالذنب من ناحيتها ومش معقول كلكم هتفهموا تصرفاتي غلط !!
تساءل ياسين بمكر :-
_ طب انت زعقتلها في الاساس ليه ! اظن ساندي عملت الواجب واكتر معاها ماكنش في داعي كلامك أنت كمان !
اجاب عز وشعر بالحيرة قليلا :-
_ لو ما مشيتش من قدام ساندي ساعتها كانت هتتهزأ اكتر وممكن كمان ساندي كانت تتسبب في طردها زي ما عملت قبل كدا مع بنت كسرتلها ضافرها وهي بتعملها باديكير ....
سخر ياسين قائلا :-
_ بذمتك عارف إنها بالافترا والتفاهة دي ولسه عايز ترتبط بيها ! ده انت بتختار الجحيم برضاك ....عموما أنت حر ..بس هتفتكر كلامي أنا متأكد ..اسأل مجرب وما تسألش طبيب مابالك بقى أنا مجرب وطبيب في نفس الوقت
قال ذلك وابتسم بمرح حتى شاركه عز الابتسامة وقال :-
_ اللي عايزه ربنا هيكون
____________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

أخذت رحاب تنهيدة طويلة بعد أن تلقط توبيخًا وعتابًا من صديقتها نعمة فقالت بنبرة تظهر من الحزن ما ظهرت :-
_ انتي جاية تطمني عليا ولا تأنبي فيا كدا ؟!
ربتت نعمة على يدها برفق واستطردت بهدوء :-
_ يارحاب افهميني ...أنتي صعبانة عليا ونفسي تفوقي قبل ما تتصدمي بالواقع ...بيحبك أزاي وهو قالها في وشك أنها خطيبته ! ، مستنية إيه تاني ؟ ...لما يعزمك على فرحه !
هتفت رحاب بدموع في عيناها :-
_ بس بقى بطلي كلامك ده ...أنا مش قادرة اسمعك ..
ابتلت عيناها بالدموع مما جعل نعمة تعنف نفسها قليلاً فقالت آسفة :-
_ طب خلاص ما تزعليش ....حقك عليا ..المهم دلوقتي صحتك ..اهم حاجة
ابتلعت رحاب ريقها وارتاحت بعض الشيء من تغيير مجرى الحديث وقالت متساءلة بوجوم :-
_ هي ماما آمينة ماجتش سألت عليا ليه ؟ ..أنتي ما قولتلهاش ؟
اجابت نعمة بلطف :-
_ لأ عرفت وسقطت من طولها ومن ساعتها وهي تعبانة ومش قادرة تُقف ...أنا طمنتها عليكي ويوم ولا يومين وهتلاقيها عندك هنا
هزت رحاب رأسها بتفهم وبعدها لم ترحاب بالحديث مجددًا
___________________________سبحان الله وبحمده

عاد محمود لغرفة نادر بعد أن مر ببعض الحالات سريًعا ورمقه وهو ينظر في الفراغ مثل عادته فجلس بقربه على مقعد خشبي بجانب الفراش وقال هامسًا له :-
_ حاسس أن مش صدمة وفاة والدك اللي عملت فيك كدا بس يا نادر ....اتكلم وانا هسمعك صدقني ...طب نتفق اتفاق... إيه رأيك تحاول تكتب وانا هفهم أي حاجة هتكتبها ..عايز أعرف السبب الحقيقي عشان اقدر اساعدك ..
انتظر أي لمحة منه ولكنه يقابل بالثبات مثل العادة ، رجع بظهره للمقعد وقال بخفوت :-
_ مستنيك تتكلم ومش هيأس
_____________________________سبحان الله العظيم

انتهى معد الزيارة لتخرج نعمة من الغرفة وتركت صديقتها نائمة ....اغلقت الباب خلفها وذهبت بإتجاه الممر المؤدي للأسفل ...وظهر عز الدين ومعه صديقه الدكتور ياسين وقال عز بخفوت :-
_ أنت هتتكلم معاها ولا هتعمل إيه بالضبط ؟
أطرف ياسين عينيه دون دراسة مسبقة للموقف وقال :-
_ سيبها بظروفها ...المهم مش عايزك تدخل معايا
نفى عز ذلك وقال :-
_ لأ طبعا انا بس بسألك بس وهروح أمر على المرضى بتوعي
اقتربوا الاثنان من الغرفة فأتجه عز لممر آخر بعد أن أشار لغرفتها وترك ياسين يتوجه اليها ...
لم يقرع ياسين على الباب بل فتح الباب بهدوء واقترب بخطوات خافته ...نظر اليها عن قرب فلاحظ عيناها النائمة ..تطلع إلى التقرير الورقي المعلق على طرف الفراش حتى دلفت ممرضة للغرفة وتفاجئت به ...تسائلت :-
_ حضرتك مين ؟
ابتسم ياسين واجاب موضحا :-
_ياسين فاضل ...دكتور تجميل
رمقته الممرضة بدهشة وقالت :-
_ااااه... اه سمعت عن حضرتك ....هو حضرتك جاي بخصوص الحالة دي ...
وافقها ياسين وقال :-
_ تقريبًا كدا ...بعد اذنك
قبل أن يخرج رمق النائمة بنظرة سريعة ثم خرج من الغرفة سريعا .....
_______________________________لا إله إلا الله

في فيلا فاروق الألفي وبعد مرور ساعات .....
لاحظ عز الدين صوت هاتفه بإتصال فأخذه من على الكمود بجانب فراشه بعد أن عاد من المشفى واجاب بعبوس على ملامحه :-
_ ايوة يا ساندي ...عاملة ايه ؟
نم صوت ساندي عن سعادة غامرة وقالت :-
_ انا شوفت رسالتك ومابقتش مصدقة أني هصحى على رسالة حلوة كدا ....كلمت بابي وحددتلك ميعاد معاه يوم الجمعة الجاية ...إيه تمام ولا إيه ؟
صمت عز للحظات وقال بجفاء قليلا :-
_ تمام
لاحظت ساندي ضيق نبرة صوته :-
_ مالك ياعز انت مش مبسوط ولا إيه !!
نفى عز سريعا وقال :-
_ لا مبسوط طبعا بس في حاجات شغلاني في المستشفى شوية بس ...المهم ..جهزي نفسك عشان الخطوبة هتبقى في اقرب وقت
قالت ساندي ببهجة :-
_ الف مبروك يا حبيبي
ابتسم واجابها :-
_ الله يبارك فيكي يا حبيبتي
________________________________الحمد لله

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ....دلف رجل إلى مكتب فاروق ببعض البيانات وقال :-
_ ادي بياناتها يافاروق بيه ....مالهاش أي حد غير واحدة ست ربيتها وعايشة معاها ...اسمها أمينة
ابتسم فاروق بانتصار وقال :-
_ حلو أوووي ...مناسبة تمامًا ...قدامنا حالة محتاجة نقل كلية ضروري وهتدفع اللي نطلبه كله ...جهز كل حاجة على بكرا كدا
قال الرجل بتوجس :-
_ بس عز بيه ابن سعاتك بيدخلها على طول .. تقريبا مش بيغيب عنها طول ماهو في المستشفى ...انا قلقان بصراحة
صمت فاروق قليلا وقال :-
_ خلاص ...خليها بعد بكرا وانا هشوف موضوع عز ...مش هخليه يجي المستشفى اليوم ده
اجاب الرجل :-
_ تمام يا باشا
خرج من مكتب فاروق ...حتى قال الآخر بضحكة ساخرة :-
_ جيتيلي على طبق من دهب ...لأ وكمان مش هتعرفي تثبتي دخولك للمستشفى وده لو فتحتي بوقك اصلاً ....
_____________________________صلِ على النبي الحبيب
صباحاً
بفيلا....ياسين فاضل ....
ركض يزيد الصغير لغرفة والده حتى يوقظه ....فتحت له احد الخادمات وتركت يدلف للداخل وذهبت لعملها مجددًا ....
حاول يزيد أن يتسلق الفراش ونجح بعد صعوبة نظرا لصغر حجمه وهو ذو الثلاث سنوات فقط حتى شعر ياسين بحركو في فراشه فتقلب في فراشه لتتسع ابتسامته وهو يرى الصغير ينظر له بابتسامة وقال :-
_ صباح الخير يابابا
اعتدل ياسين في فراشه واخذ الصغير بضمة ابوية حنونة قائلا :-
_ صباح النور يا زيزو
قال الصغير وهو يشاكس والده بتمرير يده الصغيرة على ذقنه :-
_ مامي جت عشان تاخدني ...اروح معاها ؟
تنهد ياسين بضيق ولكنه حافظ على ابتسامة على وجهه لا تظهر الضيق بداخله وقال :-
_ انت عايز تروح ؟
هز الصغير رأسه بالايجاب مما جعل ياسين ينهض من الفراش وقال :-
_ خلاص يا حبيبي روح مع مامي ولما تخلص الاجازة هاجي اخدك بنفسي ...
ركض الصغير وخرج من الغرفة بسعادة وراقبه ياسين باشتياق وقال بخفوت وهو يتوجه الى الحمام ليأخذ حماما سريعا :-
_ مش عارف أزاي هعقد شهر ما اشوفكش وميرنا كمان في المستشفى ....ربنا يصبرني بقى على ما ترجع ليا تاني

اخذ ياسين حماما سريعا وخرج وهو يلف المنشفة على خصره مثل عادته ومنشفة أخرى يجفف بها شعره المشعث وتفاجئ بوجود ناريمان ...طليقته ...تطلع اليها بدهشة وقال :-
_ يعني ماينفعش وجودك هنا ...ماتنسيش أنك دلوقتي متجوزة ووجودك في اوضتي غلط
وقفت ناريمان بقدها الرشيق وجمالها الآخاذ ورمقته بنظرلت متفحصة وقالت:-
_ أنا اطلقت يا ياسين ...ماقدرتش اقعد معاه غير شهرين ...انا كنت غلطانة لما فكرت استفزك بجوازي بعد ما انتهت شهور العدة بست شهور ....صدقني ماعرفتش اكون مع حد غيرك
ضيق عينيه وقال بجدية :-
_ لو سمحتي الموضوع ده انتهينا منه من سنة فاتت ومش عايز افتحه تاني ...انا اتقيت ربنا فيكي وكنت بوافق أن ابني يقعد معاكي ومع جوزك وماحرمتكيش منه .....لكن ده مش معناه أن في نيتي حاجة تانية يا ناريمان....احنا كان جوازنا غلطة من البداية ومش عايز اكررها تاني ....ياريت نكتفي بعلاقة الاحترام والود مابينا عشان خاطر ابننا ....
اقتربت منه وقالت بهمس :-
_ بس أنا عايزة ارجعلك ....انا بحبك أنت
ابعدها عنه بعصبية وهتف :-
_ ما تحلميش حتى ...انتي لا بتحبيني ولا انا بحبك ...وجوازنا كان الفشل الوحيد اللي مريت بيه في حياتي ولا يمكن اكرره تاني ....لو سمحتي اخرجي من هنا عشان ما تنزليش من نظري اكتر من كدا
قالت بغضب :-
_ انا مش عارفة اعملك ايه ...بجد كدا كتير ...أنت عارف يعني ايه اجيلك لحد عندك واطلب ارجع ...يعني ضحيت بكرامتي عشان خاطرك
زفر بعصبية ثم قال وهو يحاول يسيطر على غضبه :-
_ ناريمان ...احنا مابينا ابن وعايزينه يكبر وهو بيحترمنا ...وطول ما بتفكري كدا عمري ما هحترمك ..
قالت بغضب :-
_ مش هتحترمني عشان عايزة ارجعلك ؟!!
هز رأسه نفيا وقال :-
_ ماتفتكريش أني مش عارف حاجة وأن في حاجة بتستخبى !! انا عارف أن اللي اتجوزتيه خانك وهو اللي طلقك كمان ....صدقيني عرفت الموضوع بالصدفة وماكنتش حابب اسمع عنك كدا ....أنتي عايزة ترجعي مش عشان بتحبيني ..أنت عايزة ترجعي لتستردي كرامتك قدام الناس مش اكتر ...بصي يابنت الحلال ...رجوع تشيليه من دماغك لانه مش هيحصل ...ولو عايزة تحافظي على علاقة طيبة ما بينا وترضي ربنا واكون ليكي اخ ماعنديش مانع ...وعمرك ما هتتحرمي من ابنك سواء اتجوزتي تاني أو لأ ...اظن كدا ما ابقاش ظلمتك في أي حاجة ....
انزلقت دمعة من عيناها وقالت بندم :-
_ كنت غبية لما خسرتك يا ياسين ....هفضل اندم عليك طول عمري ...انا هرضى باللي بتقول عليه يمكن الزمن مخبيلنا فرصة تانية مع بعض ...والمرادي هستناك
خرجت راكضة من غرفته وهي تبكي بصمت حتى بدأ يرتدي ملابسه وقد ارتاح لما قاله لها وتوضيح علاقته بها ....
_____________________________استغفر الله العظيم

على مائدة الافطار صباحا ....
التفت عائلة الالفي المكونة من الزوجة "شهيرة" والابنة دعاء وهي طبيبة بالمشفى أيضا وعز الدين ووالده فاروق على رأس المائدة ....قال فاروق :-
_ حجزتلكم اسبوع في شرم يا شهيرة وهخلص شغلي وهحصلكم على هناك
تعجب الجميع ونظرت شهيرة لزوجها بتساءل :-
_ فجأة كدا ؟!!
اجاب فاروق بابتسامة عريضة :-
_ فكرت جت في دماغي وحبيت انفذها ...ايه هترفضوا !!
نفت شهيرة موضحة :-
_ لأ مش هرفض ...بس انا كنت لسه هكلمك أني هسافر أنا ودعاء لأختي ليان في لندن هنقضي عندها الشتا ...ودعاء كمان محتاجة تغيير جو من المستشفى والعيانين ...
صمتت دعاء ولم تتفوه بينما قال عز :-
_ طب السفر ده كله ماكنش في حساباتي ...انا المفروض هقرأ فاتحة يوم الجمعة الجاية
فغرت شهيرة فاها بصدمة وهتفت :-
_ انت بتخطب من ورانا يا عز الدين ؟!
قال فاروق :-
_ ما انتي عارفة من ٣شهور موضوع علاقته بساندي مختار ! يعني الموضوع مش جديد اصلا وما اتفاجئتش ...
نهضت شهيرة بعصبية وقالت :-
_ خلاص ابقى خد ابوك معاك وانا وبنتي هنسافر ...اظن نش ضروري نبقى معاك في قراية الفاتحة ...ويوم الخطوبة هنبقى نرجع من السفر
ذهبت لغرفتها وتطلعت دعاء اليهم بانفعال وذهبت خلف امها ليقل فاروق بعتاب لولده :-
_ مش المفروض كنا نتفق الاول يا عز قبل ما تحدد ميعاد ! والدتك زعلت وعندها حق
زفر عز بضيق واجاب :-
_ صدقني يابابا ده حصل امبارح بليل وبسرعة وكنت هتكلم معاكم النهاردة بس اتفاجئت بموضوع السفر ده
اشار فاروق له وقال :-
_ مافيش مشكلة ...خليهم هما يسافروا وانا هروح معاك ، النهاردة الاربع يعني الميعاد بعد بكرا ..وجود شهيرة مش ضروري في أول مقابلة ...وبعدين انت عارف أن امك واختك ما بيطقوش ساندي اصلا ...انا هاجي معاك ما تقلقش وبعد كدا نسافرلهم شرم نصالحهم ..
احتار عز من طرح هذا السؤال ولكنه طرحه :-
_ طب وسامح ....مش هتكلمه
وضع فاروق منديله الورقي بعصبية على المائدة وقال :-
_ انا مش بمنعه يعيش معانا هو اللي واخد طريق لحياته بعيد عننا ...هو حر
قال عز محاولا تهدأت والده :-
_ انا عارف انك بتحبه بس هو مالوش ذنب في اللي حصل زمان .. نفسي ما تكونش بينا الفجوة دي
نظر فاروق بقسوة وقال :-
_ اقفل الموضوع ده ياعز وما تتكلمش فيه تاني ...لو أنت عايز تكلمه اتفضل لكن ما تدخلنيش معاه في مواضيع
صمت عز مرغما حتى نهض فاروق وأخذ مفاتيح سيارته وخرج من الفيلا ......
ظل عز صامتا لبعض الوقت ثم لحق بوالده للمشفى بسيارته الخاصة ....
___________________________صلِ على الحبيب

مر نصف اليوم دون أن يأتي ولم تره منذ الأمس مما جعلها تضيق من الأمر وتكذب نفسها في كل دقيقة تمضي ...اتت صديقتها كعادتها يوميا وذهبت حتى عدة ساعات النهار .....

خرج عز الدين من غرفة ميرنا وهو يطمئن شقيقها ياسين بأنها ستكون على ما يرام قريبًا ثم سأله :-
_ حصل إيه لما دخلت للبنت اللي اتكلمنا عليها امبارح يا ياسين ؟
هز ياسين كتفيه بنفي قائلا :-
_ ماحصلش حاجة ...لقيتها نايمة بس الممرضة شافتني وسألتني لأنها ماتعرفنيش ..فعرفتها بنفسي وده في صالحنا عشان تبقى مترتبة صح
اجابه عز سريعا وهو يستأذن لينصرف :-
_ تمام ، هروحلها دلوقتي ...اشوفها
صافح صديقه سريعا وتوجه اليها ورحل ياسين الى عيادته الخاصة ....

في غرفة رحاب بالمشفى ...
دلف عز بوجه ملامحه جامدة لا تنم عن شيء وقد رسم الصلابة عليها باتقان ....قال بلا مبالاة دون أن ينظر لها :-
_ كام يوم وهتخرجي من هنا ...اطمني
تطلعت اليه بنظرات عاتبة ظنا منها أنه يشعر بلهفة اللقاء ويتخفى وراء هذا الجمود بكبرياء ولم تجيبه مباشرة ...قالت ببطء :-
_ يعني خلاص ..همشي؟
رفع رأسه وتحدث بعصبية قصدها :-
_ اومال عايزة تقعدي هنا كتير ولا ايه !!
ابتلعت ريقها بمرارة وحاولت أن لا تبكي بوجوده حتى تابع :-
_ مش هبقى فاضي الفترة الجاية اتابع حالتك لأن كمان مش تخصصي ...هوصي عليكي ما تقلقيش
جعظت حاجبيها بضيق قائلة بتلعثم :-
_ يعني مش هشوف حضرتك ....اقصد يعني عشان تشوف وصلت لإيه وتطمني ...انا مابعرفش اتكلم مع الدكاترة اللي هنا بقلم رحاب إبراهيم
رمقها بعصبية وقرر أن يخبرها بنفسه :-
_ للأسف الايام الجاية مش هبقى فاضي للمستشفى خالص ...لأني ...بحضر لحفلة خطوبتي
اتسعت عيناها بصدمة وقد جف ريقها من الخبر ...وضع عز التقرير من يده وذهب من الغرفة فلم يريد أن يرى صدمتها أكثر من ذلك ونعت نفسه أنه اخبرها هو بهذا النبأ ....

خرج من الغرفة وكأنه قرر الخروج من حلمها المؤقت أو هكذا شعرت ...صدرت من آهة خرجت من اعماق قلبها والآن ندمت على غبائها وعزوفها عن أي تعقل بالآمر .....

ذهب عز الدين لمكتب والده وطلب عطلة لهذا الاسبوع من المشفى فوافق فاروق بترحاب تعجب منه عز بعض الشيء ثم خرج من المكتب وترك فاروق يبتسم ابتسامته الخبيثة ثم رفع سماعة هاتفه وقال :-
_ بكرا التفنيذ ...
اجابه الخط الآخر :-
_ تمام ياباشا

خلع عز الدين ردائه الطبي الأبيض وتركه بعصبية ظاهرة على ظهر المقعد واخذ مفاتيح سيارته وخرج من المشفى وقد شعر ببعض التيهة في حيرته .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة