-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) - الفصل الحادي عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع روايات مثيرة ورواية كاملة للكاتبة المميزة أسماء جمال, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الحادي عشر من رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1). 

رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) - الفصل الحادي عشر

رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1)
رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1)

رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) - الفصل الحادي عشر

ماهر بصّ لمراد بحده : لو انت او اى كلب من الحاشيه بتاعة الباشا اتحرك خطوه كل حته من جسمه هتروح ف حته ..
اهدى و ادّى اوامر للكل ينخ عشان طلوع اى كلب فوق عند عاصم ف المقابل له طلوع روح الباشا مهما حصل !!

مراد لسه هيندفع مهاب مسكه بعنف و الاتنين بصّوا لبعض كتيير و محدش فيهم قادر ياخد الخطوه دى و لا حتى ينطق .. كأنهم اتسمّروا و محدش عارف حتى يفكر ..
اى رد فعل اياً كان هيبقا تمنه عليهم غالى قوى .. و للأسف هتدفع التمن ده همسه معاهم !!!
اللوا سليم لاحظ توترهم و من عينيهم قدر يقرا تفكيرهم ف غمّض عينيه بعنف ..

مراد و مهاب بصّوله كتير بأسف و اللوا سليم هزّ راسه بعنف لهم و بصّلهم بحده ..

اللوا سليم كلام عاصم رن ف ودانه فجأه و تهديده بهمسه .. مقدرش حتى يفكر مجرد تفكير ف اللى ممكن يحصل لو هرب ..
بصّ لمراد بحركه مفهومه انه هيعرف يتصرف المهم هو ينقذ الموقف بس مراد قرر يتجاهل نظراته .. متخيلش للحظه انهم يخوضوا مخاطره زى دى !

اللوا سليم كان عارف انهم لو سابوهم طلعوا بعاصم كده يبقا حكموا على نفسهم انه عمره ما هيقع تحت ايديهم لإن ده هيثبت ان اللى وراه هيخلّصوه مهما هيعمل و ده هيدّيه ثقه يتحرك و يتصرف بغشم و هو معتمد ع اللى وراه ..

مراد ضغط بخفّه على أيد مهاب جنبه من غير ما حد ينتبه و بسرعه حرّك ايده على وشه بعصبيه و أخد نَفس و نفخه بعنف بصوت عالى و فجأه بدون مقدمات خد خطوات سريعه لورا و قدّم بسرعه قدام ضرب برجله الراجل اللى ورا اللوا سليم مكتّف ايده وقّع سلاحه و ده خلّى سليم وقع ع الارض ..
ف نفس اللحظه مهاب كان اخد نفس الخطوات و دفع الراجل اللى جنب اللوا سليم قبل ما يميّل عليه و شدّ سليم بعنف ورا و اتعاملوا هما مع الموقف ..
هما كانوا عارفين ان الموقف حكم عليهم و على عاصم بالخروج .. الموقف كله كان زى ساعة الصفر اللى دقّت لإعلان الحرب اللى هتاخد ف وشها كل حاجه ..
كانوا عارفين ده بس فكرة ان حد يقتحمهم بالمنظر المهين ده كانت إهانه معرفوش يقفوا قدامها متكتّفين ..
بدأوا يتعاملوا مع الموقف و رجع الضرب أعنف من الاول لكن
عقبال ما انشغل الكل بالسيطره ع الوضع كان باب زنزانة عاصم اتفتح و دخل منها مجموعه ملثمين تماما ،
ظهر نضال من وسطهم و ده جوز اخته : هناك وافقوا يخرّجوك من هنا لحسابهم .. و بعتونى مخصوص باللى معايا عشان نخرّجك .. يلا قبل ما حد ياخد باله .. انت مش عايز تخرج من هنا ؟!
عاصم بغل و شر : يلاا .. عشان جااه الحساب !!


خرج عاصم معاهم و هما أمّنوا الطريق له .. عاصم كان عارف المكان كويس لمجرد انه مكان شغله و حافظوه و ده سهّل عليه الخروج
و مع حاله الهرج اللى برا و ضرب الرصاص و القنابل و انشغال الكل بالسيطره ع الموقف خرج عاصم معاهم برا المبنى خالص .. كان كل اللى بيقابلهم بيتعاملوا معاه بعنف .. قتل بدم باارد و بدون فرص ..

أخدوا عاصم و كان ف انتظارهم مجموعة من عربيات الحراسه المشدده اللى اخدوه و طاروا و سابوا البقيه يشغلوا الكل لحد ما يخرجوا خالص !
و فعلا خرجوا نهائى .. و مع تأزّم الوضع ابتدى ماهر ينسحب برجالته على مراحل لحد ما اختفوا
اللوا سليم لاحظ انسحابهم ف فهم .. بصّ لمهاب وراه و مراد بعنف و من غير و لا كلمه انسحب بإندفاع ناحية فوق و مراد وراه و مهاب و يحيي و البقيه ..

اللوا سليم بقلق راح بسرعه لفوق و هو شبه متأكد من اللى حصل و مراد وراه ..
مهاب وراهم : محدش دخل جوه ! صحيح الكلب ابن عمه هددنا بيك بس احنا اتفادينا دخول اى

قطع كلمته و هو رايح ناحية باب زنزانة عاصم اللى لمحه مفتوح من على بُعد .. و قبل ما يدخل او حتى يقرّب فهم الموقف ..
مراد بغضب و غل : ااه يا ابن الكلب .. يا ابن كلب يا ذباله .. هجيبك يا ابن الكلب !
اللوا سليم زقّه بشراسه : و كنت سيبته من الاول ليه يا حيواان منك له ؟
مهاب بذهول : هو انت فاكر اننا ممكن نضحى بيك و نفتحله الباب و نقوله
اللوا سليم بعنف : و اديه خرج و ابواب جهنم هى اللى هتتفتح عليا و عليكوا و ع الكل .. ده خرج زى الطور الهايج بعد اللى عملناه فيه و حبسناه و هو فاكر ان مراد قتل ابنه عن قصد و خرب بيته !

اللوا سليم خرج برا زى المجنون و البقيه وراه .. و مراد معاه عدد من رجالته اللى كل واحد فيهم بعربيه و ف حته بيحاولوا يقفّلوا الطرق و الممرات عشان يضيّقوا عليه الهرب ..

اللوا سليم بحده : بلّغ كل مخارج البلد سواء المطارات او الموانى او اى زفت ممكن يخرج منه برا البلد ..
مهاب بغضب : اكيد عامل حسابه .. و اكيد مش هيخرج من المطار و لا هيقع ف المينا زى المره اللى فاتت !
محمد : و لو حصل مش هيبقا بأسمه و لا شكله
اللوا سليم بغلّ و شر : لو دخل بطن امه تانى تجيبوه .. فاهمين .. مش لازم يخرج برا البلد
مهاب بغلّ : متقلقش مش هنسيب خرم ابره مش هندوّر فيه و هنوصله .. زى ما وصلناله قبل كده هنوصله تانى و المرادى لازم يتحاسب و بسرعه !

اللوا سليم بشرود : لااازم .. لازم توصلوله .. و الا
( و كأنه اتفزع اما افتكر تهديده له ب همسه و حق ابنه و اللى ممكن يعمله )
مهاب انتبه : و الا ايه ؟! فى حاجه ؟
اللوا سليم بعنف : هيكون فى ايه ؟! فى مصيبه حصلت و مصايب كتير جايه وراها لو مسيطرناش عليه ..
من الواضح انه مدسوس وسطنا و من زمان مش مجرد قضيه و باعها و وراه كلاب زيه هرّبوه و الله اعلم ممكن يحصل ايه تانى ..
اللوا سليم سابهم و خرج بسرعه على بيته يطمن على بنته و يأمّنها كويس .. و يشوف اذا كان وصلها الخبر و لا حاجه !
****** ..
ف البيت عند همسه..
همسه حالتها كل يوم بتسوء عن الاول و النزيف بيروح و يجى لحد ما دبلت نهائى ..
ابوها دخل البيت مهموم و متضايق اتسنّد و قعد على اقرب انتريه و مميّل و ساند راسه بين ايديه الاتنين ..
و مش مركز مع حاجه خالص لدرجه انه محسش ب ام همسه اللى دخلت عليه و بتكلمه !

هدى : هاا ؟ قولت ايه ؟!
اللوا سليم : هااا ؟ بتقولى حاجه ؟
هدى : انا كنت بكلّم نفسى بئا .. كل ده و بقول حاجه ؟
اللوا سليم بإرهاق : معلش مخدتش بالى .. كنتى عايزه حاجه ؟
هدى بقلق : فى ايه ؟! فى حاجه ؟! مالك ؟ من وقت ما دخلت و انت مش مظبوط و كأن فى مصيبه حصلت ..
اللوا سليم وشه اتغيّر : هى فعلا مصيبه .. عاصم هرب !!
هدى بخوف : اايه ؟! ازاى ؟!

اللوا سليم ابتدى يحكيلها اللى حصل بالتفصيل
انتهى من الكلام بتنهيدة خوف وشرد بقلق و هو مش عارف ليه قلبه مقبوض و قلقان ..
لدرجة انه محسش ب همسه اللى خرجت على صوتهم و ابتدت تسمع حوارهم و عرفت باللى حصل ..
و اللى فجأه الدنيا لفّت بيها و نزلت ع الارض مغمى عليها !
الاتنين اتفزعوا من الصوت و اتفاجئوا بيها و فهموا انها سمعتهم و عرفت باللى حصل !
****** ..
مراد كان متابع اللوا سليم و متابع كلامه و انتبه لغضبه و الخوف اللى ملاه و كأنه افتكر حاجه و خروجه بقلق ..
و خمّن ان الحاجه دى بخصوص همسه .. اكيد ..
بس هل عاصم فعلا ممكن يأذيها ؟! و هيأذيها ازاى ؟! و افتكر تهديده له بحق ابنه ..
و اول ما تفكيره وصل لعندها اتنفض و حس بقلق عليها مش عارف مصدره .. بس معندوش استعداد تتأذى تانى !

و هنا مراد خرج بسرعه .. كلّف رجالته الاول باللازم و اللى ممكن يتعمل و وزّعهم على اماكن مختلفه و ابتدى الكل ف الشغل ع القضيه ..
و هو اتردد كتير يروح ل همسه .. طب ليه ؟!
عشان يطمن عليها .. ليه بردوا عايز يطّمن عليها ؟ ليه خايف اوى كده عليها ؟
حسم امره ب انه هيطّمن عليها بس ك مره اخيره بعدها ينسحب بهدوء من الموقف كله .. و معدش هيفكر ف اللى يخصها .. او هو اقنع نفسه ب كده !

اخد عربيته و راح عند بيت همسه .. وصل ف نفس الوقت و واقف برا متردد يدخل و لا ينسحب بئا من الليله دى و يمشى ؟
لاء يطمّن بس عليها و يمشى .. طب لو صدّته ؟ لو اتهمته تانى ! لو
و مره واحده قطع صوت تفكيره صوت دبّ ع الارض و صريخ جوه وقع معاه قلبه و دخل جرى حتى من غير استئذان من الباب اللى كان مفتوح !
مراد بفزع : همسه !!


مراد قرّب من ابوها و امها اللى حواليها و حاولوا يفوّقوها كتير بس مفييش .. و مره واحده لقيوا الارض غرقانه دم من حواليها .. و جسمها بيتشنج و بتفوق و يرجع يغمى عليها و محدش مستوعب حاجه و الكل مصدوم من شكلها !

اللوا سليم بفزع : انا هطلب الدكتور و هو يبق
( و قطع كلمته اما لمح الدم ع الارض و اتخضّ من شكله )
هدى برعب : يالهووى دى بتنزف .. لازم ننقلها مستشفى !
مراد بتوهان : فعلا لازم مستشفى .. لازم نلحقها .. لاااازم

مراد من لمحه سريعه للموقف قدر يفهم انها عرفت ..
ميّل عليها شالها و خرج بسرعه على العربيه برا و وراه ابوها و امها ..
فتح الباب و حطّها ع كنبه عربيته ورا و لفّ بسرعه و ركب و طار بسرعة الهوا ع المستشفى .. حتى مستناش ابوها و امها اللى ركبوا بعده و حصّلوه

راحوا ع المستشفى و اول ما وصلوا ركن مراد عربيته بشكل عشوائى و نزل .. لفّ فتح و شالها و ساب عربيته حتى مفتوحه .. و دخل بيها المستشفى جرى و خوف جواه عليها بيزيد ..
لتانى مره يتعرّض لنفس الموقف .. و لتانى مره القدر بيحطّها ف طريقه بتموت .. خوف مُبهم جواه بيزيد .. خوف عليها مسيطر عليه مستغربُه و مش عارف يفسّره !

مراد دخل المستشفى شايلها و بيجرى بيها ع الطوارئ و بيطلّع غضبه ع كل اللى بيقابله !
ثوانى و ابوها ركن و نزل حصّله هو و امها .. عدّى على عربيه مراد اللى لقاه سايبها مفتوحه و استغرب لهفته بالشكل ده ..
دخل و الكل بيجرى ف المستشفى عليهم .. خاصة بعد ما اتعرف هو و رتبة ابوها ايه

مراد بغضب و هو داخل بيها الطوارئ : اخلصوا .. اى حد من اللى هنا يجى يلحقها
قابله كذا دكتور استقبلوا الحاله منه و بدأوا يتعاملوا معاها .. و هو خرج منتظرهم برا مع امها و ابوها اللى بيبصّله بإستغراب بس ساكت ..

عدّى عليهم وقت كبير .. تليفون مراد رّن و هو مش قادر حتى يبصّ فيه يشوف مين ..
ساكت بس رنّ التليفون مش مبطّل و بيرن بزنّ لحد ما ردّ بضيق
مراد من غير ما يبصّ ف التليفون فتح و بضيق : فى اييييه ؟!
مهاب بإستغراب : انت فين يابنى ؟! انت مش
قاطعه مراد بزهق : انا مع همسه ف المستشفى ..
مهاب بخضه : مستشفى ؟ مستشفى ايه ؟ و بتعملوا ايه ؟ و ليه لوحدكوا ؟ و
قاطعه مراد بنفخ : ابوه و امها معاها و انا وصّلتهم .. و لسه محدش خرج يطمنا
مهاب بتفهّم : ااه طب انا جايلكم .. سلام

قفل مراد و هو بينفخ و شويه و خرج الدكتور اللى وشه مش مْبشّر بخير ابدا و ده زاد من قلق الكل ..

مراد بصّله بترقُّب و اللوا سليم جرى عليه : خير يا دكتور .. ايه حكايه النزيف اللى بيرد كل شويه ده ؟ و ليه ؟
الدكتور بأسف : للأسف النزيف بيردّ و بيبقى كل مره يردّ صعب السيطره عليه .. لكن الحمد لله عرفنا نوقّفه .. و هنشوف !
مراد بترقّب : يعنى ايه نشوف ؟! و بيردّ ليه اصلا ؟!
الدكتور بروتينيه : بيردّ ليه ده اللى اقصد هنشوفه ..
اللوا سليم بخوف : تقصد ايه ممكن توضّح .. انت قلقتنى اكتر ..
الدكتور : هندخّلها حاليا غرفه الاشعه و نعمل اشعه كامله و هحوّلها على مكان متخصص لأن من الواضح اننا محتاجين اكتر عشان نحدد حالتها بالظبط .. و نشوف النتيجه !


الدكتور سابهم و مشى و الكل متوتر .. شويه و وصل مهاب اللى استغرب من سكوتهم !
مهاب بقلق : هو فى ايه ؟! ايه اللى حصل ؟!
حكاله اللوا سليم بإختصار انها سمعته و عرفت باللى حصل مع عاصم و تعبت و اتنقلت على هنا ..
مهاب بتفهّم : اه عموما احنا رجالتنا ف كل حته .. اه لسه موصلناش لحاجه بس مستنيين اى اخباار .. متقلقش هنلحقه ..
اللوا سليم بقلق : ربنا يستر

مراد ساكت تماما و ابوها بيبصّله بغموض و إستغراب ..
عدّى وقت كبير و الدكتور خرج عليهم و قطع الصمت ده !

الدكتور : احنا عملنا الاشعه اللازمه اللى ممكن توصّلنا لفهم اى حاجه عن حالتها .. و مستنيين النتيجه بعد 24 ساعه
ابوها: طب هى حاليا وضعها ايه ؟! فاقت !؟
الدكتور : لسه .. بس متقلقش هى ف الإفاقه و حبه و هيطمنوك عليها و ابقى وقتها ادخلها

اللوا سليم هزّله راسه و هو سابهم و مشى ..
شويه و جات ممرضه بلّغتهم انها فاقت و دخل لعندها ابوها و امها يطمنوا عليها .. و مهاب كمان اللى بعد ما مشى خطوتين رجع لمراد باستغراب ..
مهاب بغموض : انت مش هتدخل صح ؟ طب ايه هتفضل كده ؟ مش هتروّح ؟!
مراد بضيق : اه شويه و سياده اللوا يخرج بعد ما يتطمن عليها و استأذنه و امشى
سابه مهاب و دخل لعندهم و هو فضل واقف مترقَّب ابوها يخرج عشان يستأذنه يمشى لإنه هو اللى جابهم و مينفعش يمشى كده .. او هو اقنع نفسه إنه بكده ..
او مش عايز يعترف لنفسه انه مستنى حد فيهم يخرج يطمّنه عنها !

لحد ما شويه و ابوها خرج و على وشه حزن مفهوم .. و مراد اطمّن عليها منه بشكل غير مباشر و وعده هيعدّى عليه الصبح بحجّه الشغل و سابه و مشى ..
مراد روّح و طول الطريق و هو دماغه هتنفجر من التفكير ف كل اللى حصل .. و افتكر عاصم و هروبه و اللى حصل كله و كأنه كان ناسيه ..
راح لمبنى الإداره يشوف الأمور وصلت لفين و عرف ان لسه مفيش جديد و الاخر روّح على بيته ..

روّح اخد حمّامه و حاول كتير ينام بس معرفش .. النوم هجرُه .. مش عارف يبطّل تفكير فيها !
مره واحده قام لبس و نزل ركب عربيته و قعد يلفّ و يلفّ بالعربيه .. استغرب اما لقى نفسه مره واحده قدام المستشفى اللى هى فيها !
فضل واقف كتير متردد و الاخر دخل بس مطلعش .. قابل الدكتور بس اتطمن عليها منه و عرّفوه انها ف مرحله إنهيار عصبى و اخدت مهدئ و نايمه ..
سابه و خرج مخنوق و طول الليل بيلفّ ف الشارع بعربيته و مش مفسّر سبب ضيقه ده !
لحد ما النهار طلع رد ع المستشفى تانى .. و هناك قابل ابوها اللى اداله الخبر اللى صدموه ..


مراد بحذر : انا كنت جاى اشوف من حضرتك هنعمل ايه ؟! و اخد تعليماتك و
قطع كلامه لما لقى اللوا سليم مش مركز معاه نهائى و ده زوّد قلقه ..
مراد بقلق : فى حاجه حصلت ؟ حصل جديد ؟
اللوا سليم بحزن : همسه عندها ورم ع الرحم ... و مش عارف هتوصل لفين !
مراد بصّله بصدمه و ملقاش كلام يقوله ف سكت بس قلبه موجوع ..
و شويه و الدكتور خرج لهم
الدكتور : زى ما فهّمت حضرتك الاشعه مبيّنه ان فى ورم بس مش محدده نوعه .. و ده اللى هنحتاح نستوضحه ..
اللوا سليم بإرهاق : شوف اللازم
الدكتور : احنا لازم نعمل تحليل نشوف اللى بيحصل ده من ايه ؟
عرفنا ان النزيف جاى من وجود ورم بس هنشوف نوع الورم ايه .. لأن اللى بيحصل ده مش طبيعى .. و لازم نحدد عشان على اساسه هنحدد خطوات علاجه ..
اللوا سليم : اعمل التحاليل اللازمه و طمّنا ..
الدكتور : هو تحليل واحد .. هناخد عينه من الرحم و نحللها و نشوف النتيجه
اللوا سليم بصّله بصدمه و ساكت و مراد كمان .. اكتر اتنين موجوعين عليها .. و اللى اكبر من وجعهم على تعبها هو ان الوقت مش ف صالحهم ابدا ابدااا ..
الدكتور كمّل : انا هروح ارتّب اللازم و اما نوصل لحاجه هبلّغكوا ..

سابهم الدكتور ف قلق و مشى راح يطلب فريق طبى ب أمر من ابوها لسحب عينه و تحويلها للتحليل ..
مراد واقف جنب ابوها مش عارف يبقى و لا يمشى و لا يقول ايه ف ساكت ،
لحد ما ابوها قطع الصمت ده
سليم بحزن : خلاص مراد .. روح انت و لو احتاجت حاجه هكلمك .. و بلّغنى ب اى جديد بيحصل معاكم اول ب اول يخصّ الكلب عاصم !
مراد نفخ : حاضر .. و ان شاء الله خير
اتردد شويه يقولّه انه يدخل يتطمن عليها و ابوها لاحظ ده و الاتنين سكتوا شويه و الاخر مراد انسحب بهدوء و مشى بضيق !

سابه مراد و راح لمكان شغله اللى بلّغوه ان مفيش جديد .. و ان عاصم كأنه فص ملح و داب و مالهوش اى اثر ف اى مكان ..
و عشان انشغال الكل مع همسه من مهاب لابوها لمراد قدر تقريبا يخرج برا البلد ..بس مازال البحث عنه مستمر !

عدّى عليهم الوقت بالبطئ و اخر النهار مراد عدّى على همسه ف المستشفى يتطمن عليها .. او زى ما اقنع نفسه انه معدّى عشان اللوا سليم و الشغل و كده !
مراد بغلّ : مالهوش اثر ف اى حته ... بس هيروح فين هوصلّه متقلقش
اللوا سليم بحزن : ان شاء الله .. ركّز معاه انت بس لإنى اليومين دول مش مركّز ف اى حاجه غير مع بنتى و اللى جرالها ..

مراد بترقُّب و كأنه كان مستنى فرصه تيجى سيرتها عشان يسأله عنها : هى كويسه ؟
اللوا سليم فضل ساكت كتير و الاخر نطق بوجع على بنته : لاء .. حالتها سيئه و بتسوء اكتر كل مدى .. و لو طلع اللى ف دماغنا صح و فى ورم خبيث هتسوء اكتر و اكتر ..
لإنه ده معناه انها مش هتخلّف .. و هى لسه مفاقتش من صدمة موت ابنها !
مراد بوجع : ان شاء الله مفيش حاجه وحشه و هتقوم بالسلامه .. خليك جنبها و قويّها ..
هى اكيد ف الوقت ده محتاجه دعم نفسى عشان تعرف تقف على رجليها من تانى !
اللوا سليم : عارف .. الصدمه كانت اكبر من انها تستوعبها .. و كل حاجه جات ورا بعض و مره واحده !
مراد سكت بس عينيه تايهه على اوضتها و ابوها جنبه بيراقبه بإستغراب و مش عارف يفسّر موقفه بس معلّقش !

شويه و اللوا سليم قام : انا هروح اعمل كام تليفون كده اشوف الاخبار وصلت لفين .. و اكلّم والدتها روّحت من بدرى البيت تجيبلها حاجات هشوفها هتيجى امتى و لا ازاى ..
مراد بصدق : إذا حابب اروح انا اجيبها لهنا
اللوا سليم ابتسم غصب عنه ربع ابتسامه : لا عامل حسابى هبعتلها السواق متقلقش .. هروح بس اتطمن و اجيلك تانى اعذرنى
مراد و كأنه كان مستنى ده يحصل : لا و لا يهمك براحتك !

اللوا سليم نزل و هو حاسس او شبه عارف ان مراد عايز يتطمن عليها و مش عارف يجيبهاله ازاى ..
و عينيه تايهه بتسأله عنها و ده خلّاه قام و مش عارف ليه عمل كده !
سليم نزل و مراد قعد قدام اوضتها كتير .. فضل متردد حبه يدخل يتطّمن عليها قبل ما يمشى ..
و لا بلاش لا تكون صاحيه .. طب هيبصّ عليها من بعيد و يخرج بهدوء !

قام ناحية اوضتها .. مسك أوكرة الباب كتير و فضل مضطرب حبه .. و الاخر خبّط خبطه خفيفه ع الباب لا تكون صاحيه ..
و اما مسمعش صوت عرف انها نايمه و نوعاً ما اتطمن ل ده ..
دخل و قفل الباب وراه و فضل واقف يتأمل ملامحها الهاديه و هى نايمه .. اد ايه دبلت كتير .. و الحزن هاجم على ملامحها .. بس جميله .. جميله جدا .. و ملامحها رقيقه ..
قعد يبصّلها كتير و افتكر سفرها معاه و الكذا موقف بينهم اللى رغم ظروفهم إلا إنهم محفورين جواه .. افتكر كلامهم و اللى برغم بردوا حدته إلا إنه حافظه !

افتكر اما ولدت و هو معاها ف المستشفى .. و اد ايه الدكاتره كانوا مفتكرينه جوزها و انه ابو المولود و سلمهوله ..

Flash baak

مراد خارج من المستشفى بعد ما ولدت و ابوها وصل ..
و اما سمع كلام ابوها و نظرة الشك ف عينيه ناحيته و انه اذاها سابهم و مشى ..
نزل من دور العمليات بس قبل ما يخرج قابلته الممرضه اللى كانت معاها ..
الممرضه بفرحه : يا استاذ يا استاذ
مراد بإستغراب : نعم .. انتى بتندهيلى انا ؟
الممرضه : اه مبروك ما جالك
مراد رفع حاجبه : نعم ؟
الممرضه ضحكت : مش حضرتك اللى كنت جايب المدام بتاعتك من شويه لهنا بتولد
مراد سكت و هى ضحكت : اايه نسيت المولود و لا ايه ؟! و لا لهفتك ع المدام نسّتك ابنك ؟
مراد بعد اما كان هيسيبها و يمشى شئ جواه خلّاه يروح يشوفه ..
مراد بشئ من اللهفه : هو فين ؟ خرج ؟
الممرضه بفرحه : اه .. قولّنا بس اسمه عشان نكتبه على السرير بتاعه و الإسوره ف ايده و بعدها ادخل اذّن ف ودنه و شوفه ..
مراد مره واحده افتكر اما همسه حطّت ف ايده المصحف و أد ايه إرتبك لإنه اول مره من كتير يمسك كتاب ربنا ..
و دلوقت مطلوب منه يردد الاذان .. نداء ربنا .. و بردوا بسببها .. يا الله !
مراد بهدوء : حاضر

مشيت و هو مشى وراها و دخل غرفة المواليد و واحده سلّمته طفل ..
اللى اول ما لمسه جسمه كله قشعر .. و عينيه دمّعت .. و مش عارف يوصف احساسه ..
فرحان على خايف على مشتاق على قلقان على زعلان من نفسه انه حتى يوم ما يبقا اب يبقا بالكذب !
فضل باصص كتير للولد و مركّز ف تفاصيله اللى شبه امه .. يا الله اد ايه يشبهها كتير .. حتى دموعه و عياطه !

ميّل عليه فضل يبوس فيه مره ورا التانيه و الولد شويه شويه بيهدى من العياط .. و بيحرّك راسه بيبتسم و ده خلّاه ابتسم له بحب و فضل يلاعبه .. لدرجه انه ماخدش باله من الممرضه اللى واقفه تكلّمه من بدرى ..
فاق على صوت ضحك الممرضه و استغرب
مراد : هاا ؟ كنتى بتقولى حاجه ؟
الممرضه بهزار : شكلك بخيل .. و بتتوه عن حلاوه الحلو ده
مراد فهم : اه ااه معلش نسيت .. طلّع فلوس من جيبه من غير ما يعدّ و ادهالها و هى فرحت جدا
و رجع كمّل مع الولد ضحك و ملاغيه ..
الممرضه خرجت جابت اسوره بلاستيك حطيتها ف دراع الولد : هاا سمّيت الحلو ايه ؟!
مراد انتبه : هاا ؟
الممرضه ضحكت : يالهووى ده واخد عقلك خلاص ..كده امه هتغير و تقلب عليكوا انتوا الاتنين .. و شكلكوا هتبات ع السلم بيه ..
مراد ابتسم لكلامها اللى خلّاه نوعاً ما قلبه دق جامد مش عارف ليه !
الممرضه : هاا ؟ اكتبه ايه على السرير بتاعه و ايده .. لحد ما تسجلّوه ..
مراد بضيق : اما جده ينزل هيكتبه
الممرضه استغربت : انت مش ابوه ؟ يبقا حقك .. و لا شكلك مش مسيطر .. مش بقولك المدام شكلها مسيطره
مراد و هو مبتسم لكلامها : مرااد ... اكتبيه مراد !
الممرضه و هى بتكتب : مراد ايه ؟

مراد كان ناسى : مراد مراد العص
قطع كلمته
و نفخ بغلّ و كأنه افتكر : مرااد عاصم الشرقاوى !!
الممرضه : تمام .. انا سجّلت اسمه ده ع السرير و ايده .. بكره تيجى تاخده عشان ياخد تطعيمه و يتكتب رسمى و تطلّعله شهادته .. مبروك عليك ..
مراد : ان شاء الله
و هى اخدت منه الولد اللى قبل ما يدهولها باسه كتير من كل حته ف وشه و همسله و رقده بهدوء ف سريره و سابهم و خرج !

baak
**********
مراد جنب همسه ف اوضتها .. افتكر فرحته اما عرف ان الولد اتكتب مراد فعلا ..
للإسف قبل ما يموت او يتقتل .. و فضل يخمّن هى استسلمت للإسم و لا عجبها الاسم فعلا ..

افتكر من كلام ابوها عنها اد ايه كانت مجنونه و عاقله و هاديه و شقيه و طفله ف نفسها .. و ازاى دبلت اوى كده مع عاصم !
و استغرب ليه الواحد منهم اما مش هيزوّد من حيوية الواحده اللى معاه و طاقتها ليه بياخدها من بيت ابوها ؟
ليه بياخدها من بيت هى مكنش ناقصها فيه حاجه عشان يحطّها ف بيته و يسلب منها كل حاجه !

مراد قرّب منها حبه ب حبه بهدوء و ميّل ع السرير و نَفسه بيقرّب منها .. بيشم ريحتها ..
و مش عارف ليه بيحفر ملامحها جواه .. بس حاجه جواه اتولدت ناحيتها و مش عارف يسيطر عليها !
يمكن خوف عليها .. ممكن شفقه على اللى حصلها ..
ممكن إحساس بيها لإنه اتخان زيها .. او ممكن .... ممكن ....

و اول ما افكاره وصلت لهنا إبتسم بتلقائيه و لقى نفسه بيقرّب منها جامد و قعد جنبها على حرف السرير بهدوء
فضل يتأمل ملامحها بدقّه ..
ركّز كف ايديه الاتنين ع السرير حواليها و هى رقدتها بين إيديه و ميّل عليها بحيث وشه فوق وشها على طول ..

فجأه لقى نفسها بيقرّب من وشها جامد و شفايفه بتقرّب منها لحد ما لمست شفايفها بهدوء ..
باسها بهدوء مره ورا مره وراه مره لحد ما خطف شفايفها بين شفايفه و غمض عينيه و نسى كل حاجه حواليه حتى هى و إنها ممكن تصحى .. و شويه شويه الهدوء اتحوّل عاصفه لحد ما بقا نوبة جنون ..

حسّ بيها ابتدت تتقلّب بس ملامح وشها مَرِنه معاه و كأنها بتحلم .. او ممكن مستجيبه .. بس و كأنها مبتسمه او حاسّه بوجوده !
و فجأه فتّحت عيونها و هو كمان حسّ بيها ف فتّح عينيه اللى كانت مغمّضه بهيام و وشهم قصد بعض ..
و اتلاقت عيونهم ف نظره طووويله جدا برغم خبرته إلا إنه معرفش يفسرها !
همسه : __________
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي عشر من رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1)
تابع من هنا: جميع حلقات الجزء الأول من رواية مارد المخابرات 
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: تجميعة أفضل روايات رومانسية عربية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة