-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

تابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

يتعجب من نفسه بعدما شعر انه بات شخصا اخر ليس ذلك الشخص منذ شهر مضي ويندهش حين ينتظر كطفل مرور ساعات النهار كي تاتي ضيفته ليلا فتجلس بجواره ليكملا ما انتهي به حديثهما ليلتهما الماضيه يحب لباقه حديثها وفلسفتها ووجها الباسم دوما ونظراتها الحاده اليه ان تذمر من وصفاتها المره ... كلما مر يوم شعر معه بتحسن عن يومه السابق ود لو حدث جيرانه عن براعه طبيبته ثم تراجع بعدما سالته الا يفعل ذلك خشيه ان تلفت الانتباه اليها ... يكفيها عملها تلك الايام بجبال الريميوز التي اعتاد جسدها مشقته يتعجب من قوه هذه الفتاه وتحمل جسدها الضعيف الذي لا يليق الا بكونه جسد لامراه مرفهه لما عادت متبرمه ذات يوم بشهرها الثاني وبدا ع وجهها الضيق الشديد سالها للمره الاولي ان يخرجا الي حانات الشميل فوافقته ع الفور ... كانت تعلم انه لم يغادر بيته منذ دلفت اليه وتوقن ان علاجها قد بدا يؤتي بثماره ... وسارت بجواره متأبطه ذراعه باحدي شوارع الشميل المضاءه بقناديل ناريه مثبته ع اعمده خشبيه رفيعه لا يشغل بالها فستانها الرث او حذائها الممزق بل داعيته حين ارتدي معطفا اسودا انيقا بدا انه لم يرتده منذ عقود ودق قلبها فرحا ولمعت عيناها بدموعها بعدما رحب به كثيرون بمثل عمره او اصغر قليلا ف طريقهما واجاب ترحابهم فرحا كانه لا يصدق نفسه ..... حين جلسا بالحانه سالها عن ضيقها ذلك اليوم .... فاجابته بالا يضع له بالا ثم اكملت متمتمه :
انه ذلك السمين اللزج ... وكلماته القاسيه كعادته
فاخذ رشفه من شرابه الساخن الذي احضره نادل الحانه ثم وضع كوبه ع الطاوله امامه بيد مرتعشه
وقال هامسا : ستغادرين قريبا ع كل حال
فتوقفت عن رشف شرابها ونظرت اليه بترقب كانها تتيقن مما قاله ... فابتسم واوما اليها براسه ايجابا .. يؤكد لها ما سمعته ففغز فاهها من المفاجاه
وقال مازحه: اذن سافتقد هذا السمين
فسالها مداعبا : حقا ؟
فضحكت وقالت : لن افتقده الي تلك الدرجه تمنيت فقط لو جاء يوم وحكت شفتيه ببعضهما البعض لاغلق فمه الي الابد
فقال مازحا : ظهر الجانب الشرير من الطبيبه الان
ضحكت وهزت راسها نافيه وقالت :
لا لا لقد عفوت عنه وتركت تلك الامنيه ... تعلل قلبي بان زوجته لن تغفر لي صمت زوجها
فضحك السيد سيمور .. واكملا حديثهما عن امور اخري بعيده عما قاله عن رحيلها القريب
مضت ايام اخري اصبحت معها صحه العجوز افضل حالا وخف اصفرار عينيه وزادت سعاده اسيل كلما خرج معها او خرج بمفرده فيعود ليلا ليتسامرا سويا عمن قابلهم تلك الايام ممن كان يعرفهم وكانت تكمل عملها هي الاخري دون ان تغيب يوما واحدا وتقاضت اجرها عن شهريها التاني والثالث بجبال الريميوز عشرين قطعه نحاسيه .. ثم جاء ذلك الفجر من شهرها الرابع وكادت تغادر بيت المسن الي عملها فوجدته يجلس ع مقعد خشبي بالردهه مسندا راسه الي كفه نائما فاندهشت واقتربت منه ففتح عينه حين شعر بها وبادرها قبل ان تنطق قائلا :
ايتها الطبيبه لن تذهبي الي عملك اليوم لقد ان الاوان
قالت ف دهشه : اي اوان سيد سيمور ؟
قال : سنبحر غدا الي شمال بحر مينجا فاتخذت مقعدا مجاورا وقالت : غدا .... حسب تسجيلي لايامي ... مازال هناك شهر ع يوم زيكولا
قال : اعلم هذا لكني اعلم مينجا جيدا انه اكثر هدوءا هذه الايام ولا اضمن هدوءه لاحقا ولا اضمن صحتي ايضا ... لقد استاجرت من احد اصدقائي القدامي قبل ايام سفينه صيد ستفي بعبورنا بحر مينجا خلال اربعه عشر يوما وسيعتني برحلتنا ولده ايضا صبي اسمه مضحك... اخبرته بان ينتظرنا بالسفينه والا يخبر احدا عن رحلتنا ما ان نصل الي شاطئ الشمال لن يتبقي لنا الا اربعه عشر يوما اخرين حتي اليوم السابق لعيد زيكولا سنمكث بمركبنا تلك الايام ومعنا ما يكفينا من طعام ومتاع لها .... انني اعد جيدا لهذه الرحله منذ اسابيع وادركت ان راسي لم يتمكن منه الصدأ بعد .... ترسو سفينتنا بين سفن الصيد بشاطئ اماريتا ستحملنا الليله عربه ذات حصانين معبأه بطعام جاف وشراب ومتاع كاف الي هناك لنصل بنا مع فجر غد ... ستعبر معنا تلك العربه واحصنتها بحر مينجا كما ستعبر بي وبك باب زيكولا يون يفتح
فحدقت به اسيل غير مصدقه : هل ستعبر معي باب زيكولا
فنهض وتباهي بنفسه : الا ابدو مثل تجار الشمال ؟
فضحكت وضاقت عيناها وهزت رأسها : تبدو
قال : حسنا ساعبر بك باب زيكولا وبعدها تتولين امرك ساترك لك حصانا واعود بالاخر الي بحر مينجا مجددا واتمني ان تصلين الي مرادك
فانفرجت اسارير اسيل ثم نهضت وقبلت خده دون ان تنطق ثم اسرعت الي حجرتها وعادت ومعها سره قماشيه وافرغت ع الطاوله امامه ما بها من قطع نحاسيه وقالت :
هذا ما امتلكه سيدي عشرون قطعه نحاسيه انها قليله ولكنها كل ما لدي فقال السيد سيمور هادئا :
لا احتاج اليها ابنتي لقد نال كل مقابله
فاندهشت وقالت : استاجرت سفينه صيد لشهر كامل وستدفع اجر مساعدا لك عن هذا الشهر وطعام وشراب يكفيان تلك المده وعربه وحصانين من اين لك بالمال ؟
فابتسم وقال : لا تضعي لهذا بالا الان
ثم ازاح بيده قطعها النحاسيه تجاهها واكمل :
اعيديهم الي مكانهم قد تحتاجين اليهم لاحقا
ثم اشار الي صندوق خشبي متوسط الحجم باحد اركان الردهه
وقال : احضري هذا الصندوق
فحملته اسيل الي الطاوله امامه ففتحه واخرج صديري لا اكمام له وقميصا واسعا طويل الاكمام وبنطالل وقلنسوه صغيره كانت جميعها مهترئه تميل الوانها الي الصفره اكثر منهل بيضاء
وقال : لا تبحر النساء ع سفن صيد كان هذا الزي لي منذ كنت ف عمرك ارتديه لن نجد اكثر من سفن الجنود الذين يتفقدون السفن والبحاره وصيدهم ان ابصرك احدهم لا اعلم ماذا سيكون مصيرك ومصيري
ثم اخرج فستانا اسود طويلا له غطاء راس كبير وتابع :
كان هذا لزوجتي سيساعدك غطاؤه حين ينسدل ع جبهتك ف اخفاء وجهك اثناء عبور باب زيكولا كاحدي نساء تجاره الشمال فهزت اسيل راسها وابتسمت وكانها لا تزال غير مصدقه لما يتحدث به فاكمل
عليك ان تستعدي سنرحل مع غروب شمس هذا النهار
مرت ساعات قليله خلد خلالها المسن الي نومه بينما دلفت اسيل الي حجرتها ونزعت فستانها واغتسلت بحوض الماء ثم بدات ترتدي تلك الثياب التي اخرجها السيد سيمور من صندوقه الخشبي واوصاها بارتدائها وعصرت حبل البنطال الواسع حول خصرها النحيف وعقدته وارتدت القميص القماشي المهترئ فوق الصديدي ثم لفت شعرها الطويل حول راسها وثبتته وارتدت القلنسوه وما ان تحركت حتي انزلق شعرها الناعم من اسفلها فرفعته ولفته مره اخري فانزلق مجددل وكلما حاولت فشل ان يرقد اسفل قلنسوتها الصغيره فنظرت الي صورتها بالمرأه وتاملتها قليلا ثم خرجت وعادت ووقفت مجددا وبيدها مقص حديدي صغير وكادت تقص شعرها فتوقفت ثم وضعت المقص امامها وحاولت ان تخفي شعرها مره اخري اسفل قلنسوتها فسقط ع جانبي راسها فنزعت القلنسوه جانبا وامسكت المقص واغمضت عينيها فوجدا الخصله الاولي بيدها فتمتمت الي نفسها :
لا عليك يا اسيل لا عليك سيعود كما كان
ثم امسكا خصله اخري وقصتها لم تترك منها الا سنتيمترات قليله ثم قصت خصله اخري ثم اخري ... كان شعرها الاسود المقصوص يتساقط ببطء كالحرير المحلق وسط شعاع الضوء المتسلل عبر نافذه الغرفه وكلما قصت خصله مررت يدها ع راسها وامسكت خصله اخري بين اصبعيها وقصتها مثلما قصت سابقاتها حتي انتهت ووجدت اضبح بالكاد يغطي اذنيها ومؤخره رقبتها فهمسا الي نفسها
تأبي اماريتا ان اخرج منها معي شئ يشبهني
ثم ارتدت قلنسوتها التي صارت تلائم راسها ونظزت الي صورتها بالمرأه وغمرت اليها باسمه :
اهلا بك ايها البحار

خالد حسني

مازلت اتذكر جيدا الي هذه اللحظه حديثي مع مني ليله زفافنا حين سالتني ان تذهب الي مكان نقضي به شهر عسلنا مع اشتداد صيف هذا العام فاجبتها وقتها مازحا بان نذهب الي مكان اعرفه ليس به تعامل بالمال ولما سالتني عن ماهيه التعامل به اجبتها بعدما طالت نظرتي الي نجم اسيل اللامع بالسماء ليلتها بانها ستعرف حين نذهب الي هناك .... ف الحقيقه كانت مزحه مني لا اكثر ولا اقل ولم تكن لدي نيه للعوده الي ارض زيكولا رغم انني كنت اشتاق كثيرا الي اصدقائي والي اسيل ولكننا قضينا شهر عسلنا واشهرنا التاليه جميعها ببلدتي .... مني لم تجد عملا مناسبا واثرت ان تهتم بشئون بيتنا ورعايه جدي ف غيابي وانا مازلت اعمل محاسبا باحدي شركات بمدينه المنصوره ...تحدثت مع زوجتي كثيرا عن ارض زيكولا وعما حدث لي بها كانت تصر انني قاص جيد الخيال تنقصه الحبكه الدراميه واري ان لديها بعض الحق خاصه انني كنت اقص قصتي دون ذكر اسيل واضفت من خيالي اجزاء تكمليه غير مقنعه تعوض غيابها عن قصتي .... ع اي حال مرت ايامي مع مني مستقره للغايه ولم اعط اهتماما كبيرا لعدن تصديقها رحلتي الي زيكولا وبدات اعتاد حياتي الروتينيه عملي صباحا عودتي للمنزل جلوسي مع جدي جلوسي مع مني تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي ترقبي للسماء كل ليله نوني حتي صباح اليوم التالي لا شئ جديد قبل ان يلقي هذا الحجر المفاجئ بمياه حياتنا الراكده حين ايقظتنا طرقات جدي المفاجئه ع باب شقتنا فجر ذلك اليوم وحدثني فرحا بان هناك ضيفا هاما ف انتظاري دون ان يخبرني شيئا اخرا او يعبا بدهشتي من تاخر الوقت وهبطت معه الي الطابق الارضي نعسا ليتوقف بي الزمن حين وجدتها امامي تجلس ع الاريكه بفستانها الممزق وتنهض لتقول لي بلهجتها الزيكوليه :
لقد افتقدتك كثيرا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة