-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الخامس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

بزوغ ولمعة جلية لاحت في نظراتها من نافذة القطار طوال الطريق، لم تصدق حتى تلك اللحظة أذنيها ووالدها يخبرها بسفرها التي لطالما حلمت به وتمنته، لم تخلو جلسة غزل على إحدى المقاعد أمام والدها الجالس على أرضية القطار من التفكير في حياتها القادمة في ظل معيشة المدن الراقية، من الآن تأجج شوقها لمشاركاتهم ما يفعلوه، ابتسمت باتساع لوالدها الذي يودعها بنظراته الحنون والتي لم يبعدها عنها لحظة، نبع من ذلك قساوة لم تفطنها وهي تحبذ السفر ولم تتساءل في توديع أختها وأخيها_في التربية_بل وافقت دون تفكير....
توقف القطار في المحطة لمسافة امتدت لساعات طوال غفت فيها غزل لكن عينا والدها لم تذق النوم بعد، أصدر القطار طنين وصوله للمحطة فتهللت لتنهض ممسكة بلفة صغيرة تحوي أشيائها الهامة من ملابس وغيرها، نهض والدها متكئًا على عصاه ثم تحرك معها لينزلا من القطار، كانت فتحية بانتظار وصولهما ببسمة لطيفة، حين لمحتهما لوحت بذراعها وهي تنادي بشغف:
-أنا هنا يا حسن...... غزل
سمعتها غزل فسارعت في الركض نحوها وهي تقفز بطفولة فرحة وخلفها حسن وهو يسير باتزان، احتضنت غزل خالتها بألفة شديدة وهي تردد:
-وحشتيني يا خالتي، مصدجتش أبويا لما جالي هنروح عنديكي
قبّلتها فتحية من وجنتها ثم ردت بمحبة:
-خلاص يا غزل هتعيشي معايا، كنتي عاوزة كده من زمان واللي عاوزاه هيتنفذ
لم تنكر غزل لهفتها في ذلك لتظل بسمتها تصل لأذنيها، خاطبت فتحية زوج اختها بمفهوم:
-ارجع إنت يا حسن، غزل معايا ومتخافش عليها
ابتسم لها ولم يعلق، ظل شاغله هو ترك غزل بعد كل تلك السنوات من العِشرة الطيبة فقلبه أحبها كابنته، تأملها بحنوٍ بالغ يريد أن يودعها لكن على النقيض غزل التي تجاهلته لتجذبها مشاهدة ما حولها، لم يتضايق مطلقًا ليدرك شغفها هذا، حدثها بنبرة هادئة لطفة:
-معايزاش تسلم عليا يا غزل جبل ما أعاود البلد
انتبهت لحديثه لها ثم وعيت للموقف، نظرت له وهي تبتسم بود قائلة وهي تهم باحتضانه:
-عايزة سلامتك يابا
ضمها إليه ولطولها عنه أضحت هي التي تأخذه لصدرها فابتسم، ردد برزانة:
-كبرتي يا غزل!!
ابتسمت فتحية على الموقف ثم فوجئ الجميع بطنين القطار يعاود الصدح دليل عودته، ابتعدت غزل عن والدها فهتفت فتحية بجدية:
-القطر يا حسن، يلا علشان تلحقه
فات الوقت كسرعة البرق ولم يحظى على توديعٍ بحق، بأبوة ظاهرة نصحها حسن:
-خلي بالك من نفسك يا غزل واسمعي كلام خالتك هي ادرى بمصلحتك
هزت رأسها بطاعة مرددة:
-حاضر يابا متجلجش عليا، سلم على أمي
تحرك الأخير ليأخذ مكان داخل القطر ثم شرع القطار في المغادرة، وقف حسن عند الباب ليودعهن فتابعت غزل حديثها الختامي:
-وسلم على يوسف، جوله غزل هتتوحشك جوي و....
صفير القطار الرنان غطى على بقية كلامها فصمتت، لوّحت له في لحظة وداع كانت أعينه تحبس دموعها، حين غاب عن نظراتهن بسبب سرعة القطار هتفت فتحية بتودد:
-يلا يا غزل علشان منتأخرش، أصل عندنا حفلة بليل!
ثم سحبتها من يدها ليغادرن المحطة فهتفت غزل بفضول شديد:
-يعني هنروح فرح يا خالتي؟
انعقد جبين فتحية وهي ترد بتنبيه:
-مش عاوزة اسمع الصعيدي ده، مش إنتي متعلمة وبتعرفي تتكلمي زي بتوع البندر
رددت بتأكيد:
-باعرف يا خالتي، دا أنا هعجبك أوي
ضحكت فتحية على خفة روحها وطريقتها في الحديث لتمدحها:
-شاطرة يا غزل، يلا بينا بقى علشان الشغل للركب النهار ده......!!
___________________________________

أثناء عودته للمنزل حاملاً جلبابه على كتفه فوجئ بمن ينادي عليه والصوت يقترب ليسمعه بوضوح، توقف يوسف عن السير ثم استدار بجسده ليرى من؟، كان عوض من يريده فانتظره يوسف قاطب الجبين، اقترب منه عوض وهو يلهث من ركضه المقلق، حين وصل إليه خاطبه بنهجٍ:
-إصباح الخير يا يوسف
ردد يوسف باستهزاء:
-وإنت موجفني علشان تصبح عليا
ضحك عوض بسخافة ثم وضح له:
-لا يا يوسف، دا أنا كنت عاوزاك في حاجة إمهمة جوي جوي
أنصت له يوسف فجاء الدور الجارح لينفذ عوض ما أمره به السيد أسعد لذا ظل على حالته البهيجة ليرسم ببراعة الفرحة الزائفة، تابع عوض بحرج مصطنع:
-كنت عاوزك تكلم أبويا الحاج حسن علشان يجوزني أختك أمل!
مط يوسف شفتيه مفكرًا، لم يعرف ماذا يقول من قرار لذا رد بتردد:
-طيب هجول لأبويا وأشوف رده أيه
-جوله إني هستتها في البيت ومهخليهاش تشتغل واصل عند أي حد
مرر يوسف نظراته المتعجبة والمظلمة على هيئته البسيطة ثم قال بسخط داخلي:
-ومن ميته يا عوض حيلتك تتجَوز، لا وكمان هتستت مرتك؟!
ارتبك عوض ثم زيف ثبات في نبرته حين رد:
-آني بشتِغل عن أسعد بيه وبيديني كتير، ومحسوبك لملام حبتين ومدكن جرشين للزمن
اقتنع يوسف إلى حدٍ ما ثم تنهد قائلاً بضجر:
-أنا مروح دلوجيت وهخبره حديتك ده
ابتسم له عوض بزيف ويوسف يتركه واقفًا يتابع رحيله، تلاشت بسمة عوض لتحل الجهامة عليه ثم غمغم بحنق:
-ناجص آني الجرف اللي هابجى فيه ده، سامحني يا رب إنت الجادر على المفتري........... !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اندهش وهو يراها في ردهة المنزل تغني بصوتٍ عالٍ أغاني ريفية معروفة وهي تغسل الثياب في إناء واسع، اقترب منها يوسف الذي ولج للتو ليخاطبها بغرابة:
-مالك إكده يا أمل رايجة وحالتك فل؟
نظرت له وهي تغني وتتغنج في جلستها فرمقها بتعجب، توقفت عن الغناء لتخرج تنهيدة مغتبطة ثم ردت بانفراج:
-أصل غزل سافرت عند خالتي، أخيرًا هيبجالي أوضة لواحدي
لم يهمه بقية حديثها لتتحول قسماته للقسوة والغلظة، هتف بتبرم:
-كِيف ده؟
ردت بعدم اكتراث وهي تكمل غسل الثياب:
-اللي جولته وإنت سمعته، سافرت والسكة اللي تودي
انفجر يوسف ليخرج عن شعوره ليهتف بصوت جهوري:
-إنتي كدابة!!
نظرت له بعبوس ممتزج بالغيظ فاكمل يوسف حديثه لكن مناديًا على غزل حين توجه لغرفتها:
-غـزل!!
ردد أسمها وهو ينفث دخانًا من أذنيه حين ولج الغرفة لم يجدها، لم يصدق ليستمر في منادتها بصوت مهتاج وهو يعاود الخروج للردهة:
-غـــــزل!
حدجته أمل بنظرات مزعوجة ثم نهضت وهي تمسح يديها في جوانب جلبابها لترد عليه هي:
-ما خلاص يا يوسف، جولتلك مش إهنه وغارت إف داهية
قست نظراته نحوها فتشفت فيه، خرجت والدتهما من المطبخ على صوته الغاضب وفورًا أدركت سبب ذلك فحتمًا قد علم برحيل الأخيرة، خاطبته بتروٍ:
-فيه أيه يا يوسف، وطى صوتك الناس تجول علينا أيه؟
وجه بصره نحوها ثم رد باستياء به لمعة من الحزن:
-صحيح ياما غزل سافرت؟!
تيقنت محبته للأخيرة وخمنت ردة فعله، ردت بعقلانية:
-كان لازم يا يوسف، مش معجول تفضل إمعانا، غزل كبرت ومبجتش عيلة إصغيرة وجعادها حدانا ميصوحش!
استنبط من ردها أن ذلك سبب رحيلها عنهم، رد بتأمل:
-أجوزها
شهقت أمل من جراءته فردت عليه سعاد بتوبيخ:
-الناس تجول أيه، طول عُمرهم عارفين إن غزل أختك، عاوز تجيب لينا الكلام والفضايح
لم يهتم بكل ذلك فانتبه لـ أمل تكمل حديث والدتها بخبث دفين:
-ومش إكده بس، دا معناته إنك هتفضح غزل نفسيها، وهتبان جدام الكل إنها بت حرام، ومش بعيد تموت بحسرتها
ثم أكملت في نفسها بكُره:
-إن شاالله يا رب
زاغ يوسف بفكره المتحير ليشل عقله عن التفكير، ارتمى جالسًا على الأرضية شاعرًا بالضياع، نظرت له والدته بشفقة وهي تدعو في سرها له، حدق أمامه بالفراغ ليهذي بقلة حيلة:
-يعني مهشوفهاشي تاني، غزل اللي اتربت على إيدي مش ليا
جلست والدته بجانبه لتقول له برأفة:
-البنات كتار يا يوسف، غزل مهتنفعكش
رد برفض ونظرة حملت بداخلها الكثير:
-غزل اتربت على إيدي، يعني مهقبلش تروح لغيري، دي أخرة صبري وحرماني، أنا عايش ومستنيها
بات يوسف ثائرًا من الداخل وهو يتحدث، لم تعرف سعاد كيف تردعه عن ذلك فوضعه أسوء مما تخيلت، فاقت من شرودها على صوته يسألها بتجهم:
-أبوي هيعاود ميته علشان آخد منيه عنوانها إهناك..........!!
____________________________________

وضعت أمامها على الطاولة الصغيرة منتصف المطبخ كل ما تشتهيه الأنفس، ولم يكفي ذلك لتذهب لإحضار المزيد، تأملت غزل كل ذلك بانبهار وهي تردد باستنكار:
-كفاية يا خالتي، أنا هاكل كل ده!
تحركت خالتها ناحيتها بطلعتها البشوش وهي ترد بألفة وهي تضع المقبلات أمامها:
-كلي يا حبيبتي واتغذي، أنا عندي أغلى منك، تلاقيكي في البلد يا حبة عيني مش لاقية حاجة!
دعست بكلماتها تلك على وترها الحساس لتتألم داخليًا، ردت ناظرة إليها بقناعة:
-الحمد لله يا خالتي، هو يعني أبويا هيجيب منين، ما إنتي عارفة اللي فيها
زمت الأخيرة شفتيها كابتة حنقها لتبتئس من وضع هذه الفتاة وما عرفته عنها مؤخرا، جلست بجانبها على الطاولة لتسكب لها في طبقها، ردت بتهكم داخلي:
-يلا الحمد لله، هو أنا يعني جبتك هنا ليه، علشان تاكلي وتتغذي وتلبسي، أحسن ما إنتي مدفونة بالحياة هناك
ابتسمت غزل بسخرية قائلة:
-هو أنا يعني جاية هنا برضوه هاعمل أيه، ما أنا هشتغل خدامة معاكي
ادركت خالتها إحتقارها لذلك، تركت ما بيدها محتجة بامتعاض:
-والله تشتغلي خدامة هنا وعايشة مبسوطة وبتنامي على فرشة نضيفة وبتاكلي أحسن أكل وبتشوفي ناس مش بتشوفيهم غير في التليفزيون، أحسن بكتير من عيشتك في البلد المهجورة دي اللي حتى مش فيها المية بتوصلكوا، ولا كان عاجبك حالك
أنصتت غزل لها بكمد وقد لاح الحزن عليها، تابعت خالتها مشفقة عليها وهي تبتسم بودٍ:
-مش عاوزاكي تزعلي، أنا علشان باحبك جبتك هنا، وكمان الست هدى هانم قالتلي هتخليكي تكملي تعليم لما كلمتها عنك، قولتلها إنك في ثانوية عامة ووعدتني هتقدملك هنا بعد ما تخلصيها
انفرجت شفتيها بفرحة وقد تهلل وجهها، رددت بعدم تصديق:
-صحيح يا خالتي الكلام ده، يعني هاكمل تعليمي وهدخل الجامعة؟!
أكدت خالتها بنبرة حانية:
-صحيح يا عيون خالتك، إنتي بنتي يا غزل
ابتسمت لها غزل قائلة بامتنان:
-ربنا ما يحرمني منك يا خالتي
قالت الأخيرة بتنبيهٍ وهي ترفع سبابتها:
-هنا وبس عاوزاكي تسمعي كلام الست هانم هدى، وملكيش دعوة بأي حد هنا من ستات القصر ولا بناتها، وكمان ابعدي عن الرجالة هنا، وبالأخص جدهم الكبير، دا راجل قاسي كده والكل بيخاف منه، أنا نفسي مبقدرش أشوفه عاوز أيه
هتفت غزل بتوجس:
-خوفتيني يا خالتي!
ابتسمت لها لترد بنبرة مطمئنة:
-يا حبيبتي أنا بس مش عاوزاكي تتأثري بالجو هنا، انا فهمت الست هانم إنك هتخدميها هي وبس، أديكي شايفة الخدامين الاجانب هنا مالين القصر إزاي، بس هي قالتلي مش بتحب شغلهم، علشان كده بيخدموا الستات التانين، اللي مش عاوزاكي تختلطي بيهم
لم ترتاح غزل لحديث عمتها حول سكان القصر، فمنذ خطت بقدمها والاجواء ساكنة رغم اتساعه الكبير وزيادة غرفاته، ناهيك عن إطراق جميع سكانه رغم أن خالتها أخبرتها بوجود حفل اليوم، أخرجتها خالتها من تفكيرها الجانبي حين هتفت بنبرة تشجيع:
-يلا كلي زمانك تعبانة من السفر ومكلتيش حاجة طول الطريق
ثم دفعت الطعام نحوها لتقرّبه منها، ابتسمت غزل بزيف ثم شرعت في تناول الطعام تحت نظرات خالتها الحنون...
لحظات وولج السفرجي قائلاً بصوتٍ رخيم:
-هدى هانم رجعت من برة يا فتحية وعاوزة قهوتها حالاً
نظرت غزل لخالتها التي نهضت سريعًا من موضعها مرددة بانصياع:
-ثواني وهكون محضرهالها
دلف السفرجي للخارج فذهبت هي مسرعة لتطهي القهوة، وجهت غزل انظارها نحو خالتها ثم استفهمت:
-هي هدى هانم دي كبيرة ولا صغيرة؟
انتبهت لها خالتها وهي واقفة أمام الموقد تصنع القهوة، ردت موضحة:
-ست كبيرة وأبوها الراجل الكبير اللي بقولك عليه، يعني في مقام أبوها كده علشان مربيها، عندها ولدين كبار واحد ابنها والتاني ابن جوزها، واحد اتجوز وطلق، والتاني اتجوز ومراته ماتت، وعنده ولدين صغيرين، ما هو ده اللي خطوبته النهار ده، وهي اللي مربياهم وبتعتبرهم ولادها ومش بتفرق بينهم
تحرك غزل رأسها بتفهم مع كلمات خالتها، ثم نهضت قائلة بحماسٍ:
-طيب ما تجيبي القهوة اوديهالها أنا، وبالمرة اتعرف عليها وآخد على المكان
أعجبت خالتها بتلك الفكرة لترد بموافقة:
-خلاص يا حبيبتي خديلها القهوة إنتي، هي قرّبت تخلص
ابتسمت غزل باتساع ثم أنهت خالتها تجهيز القهوة لتحملها غزل على صينية صغيرة مطلية بالذهب وباهظة الثمن، تحركت بها نحو الخارج لتجذبها مقتنيات القصر، تاهت فيما حولها وهي تجوب بأنظارها جميع زواياه بشرود ورأسها يدور هنا وهناك مذهولة مما ترى، اثناء سيرها الطائش لمحتها تلك المرأة الراقية وهي تقف منتصف الدرج وتتأملها بنظراتٍ لم يتفهمها أحد سواها، انتبهت لها غزل ثم ارتبكت، قالت بتلعثم:
-أ.أسفة..يا.ست هانم، سامحيني
أكملت السيدة هبوط الدرج بأناقة ونظراتها عليها والتي اربكتها، وصلت السيدة إليها ثم بهدوء مريب تناولت كوب القهوة لترتشف منه وهي واقفة موضعها، شعرت غزل أن هذه السيدة بها خطب ما لكن وقفت حاملة الصينية أمامها منتظرة تعليماتها، دلف الآخر من غرفة المكتب متقدمًا نحوهن، ابتسمت له السيدة وهي تكمل ارتشاف قهوتها، خاطبته بنبرة راقية:
-صباح الخير
التفتت غزل للذي تحدثه فإذ به رجل بكل معنى الكلمة، هيئته شدتها لتحدق به وهذا ما جعل السيدة تكتم بسمتها حين لاحظت ذلك، قال لها مبتسمًا بعذوبة وهو يمسك كفها وينحني ليقبّله:
-صباح الخير يا ماما، معلش مش هقدر آجي على الغدا
ثم نظر لها فابتسمت له السيدة بمحبة وهي تقول:
-عارفة يا حبيبي إنك مشغول
ثم وجه يزيد بصره لـ غزل، أمرها بحزم:
-سيبي اللي في إيدك دي وخدي الأوراق دي وديها عربيتي
كان يقصد الصينية، ارتبكت غزل لا تعرف أين تضعها، انقذتها خالتها التي جاءت من الخلف ثم أخذتها منها فتنهدت غزل براحة، ثم انتبهت له يتحرك نحو الخارج بخطوات سريعة فأسرعت هي الأخرى خلفه شبه راكضة وهي تغمغم:
-متسربع كده ليه ده!
ثم نهجت بشدة من طول المسافة حتى خرجت من القصر وهي تغذو في السير من خلفه لتتلاقى أشعة الشمس مع عينيها والتي اغمضتهن تلقائيًا لتحجب نورها ولم تنتبه لرش الحديقة بالماء فانزلقت قدماها، صرخت متألمة بشدة فالتفت لها يزيد هادرًا باهتياج وهو يرى الاوراق ملقاه على الطين ومتجاهلاً ما بها:
-الورق!، يا نهارك إسود
ارتعبت غزل وهي تعتذر مضمرة ألم قدميها:
-أسفة يا بيه أنا اتزحلقت مش قصدي
أحس بها وأنها ليست بخير، قال متأففًا:
-هاتي إيدك ويلا قومي
اضطر لرفعها من خصرها فتوترت من إمساكه بها حيث اضطرت للتشبث به، أثناء معاونته لها كان قد وصل مراد من الخارج حيث قضى ليلته خارج القصر كعادته في بعض الأحيان، والذي ترجل من سيارته الحديثة وهو يرى ذلك المنظر ونظراته المظلمة على كليهما ويعلو ثغره ابتسامة غامضة، وقف أمامهما واضعًا كلتا يديه في جيب بنطاله قائلاً بمكر:
-أيه دا كله، عيني عينك كده!
انتبه له يزيد فارتبك وكذلك هي التي حدقت في هذا الشاب متناسية ألمها، برر ما يحدث بتوتر:
-مراد!!، إنت فاهم غلط........!!!
_______________________________

في ظل حديثهن عن أحوال بعضهن وهن يجلسن في حديقة الفيلة انصدمت قسمت من رؤيته يتقدم منهن، ما أضرم غيظها منه تلك الابتسامة التي على محياه وأثارت حنقها، هتفت سناء الجالسة برفقتها ببراءة مخادعة:
-أنيس وصل، سوري يا قسمت نسيت أقولك إنه رجع من السفر
وجهت قسمت نظراتها نحوها لتدرك بأنها افتعلت ذلك عن عمد لتجعلها تتقابل معه، يا لها من حقيرة!، لم ترد عليها بل عاودت النظر للأخير بكل حنق، تقدم أنيس منهن فاردًا ذراعيه وهو يقول:
-قسمت حبيبتي، وحشتيني يا قلبي!
أرادت قسمت أن لا تجعله يتشفى فيها أو تثبت انتصاره عليها فيما افتعله في حقها لذا نهضت بكل تماسك لتقابله مزيفة ابتسامة ماكرة حملت الانتقام العاجل منه، ردت بدلال مصطنع وهي تهم بمصافحته:
-لو كنت وحشتك كنت سألت عني السنين اللي فاتت دي، دا اللي كان بينا ميتقدرش!
لمحت بجملتها الأخيرة له وحين تفهم قهقه عاليًا ولا يدري بأن ذلك يشعل النار بداخلها، غمز لها وهو يرد بظلمة:
-فعلا ميتقدرش، لحظات عمري ما هنساها
ابتسمت بصعوبة لتخفي ما تخبئه ثم جلست مرة أخرى، جلس هو الآخر لينتصفهن فقالت سناء ببسمة ذات مغزى:
-منورنا يا أنيس بيه، إن شاء الله برجوعك ده هترجع سهراتك الحلوة هي كمان
أكد ذلك وهو يتأمل قسمت بنظرات مباحة إلى حدٍ ما:
-حد ينسى سهرات أنيس واللي بيعمله
ردت قسمت ببسمة متهكمة:
-سهرات وبس!
استند أنيس بمعصميه على الطاولة ليضيق المسافة بينهما وهو يرد بنظرة بذيئة:
-لا ما هو الحقيقة فيه حاجات تانية، وتعجبيني إنك لسه فكراها
بقدر الإمكان تماسكت قسمت وادعت الثبات أمامه، تابعت سناء ما يحدث بينهما بخبث لبعض الوقت، قالت بدهاء لتجعلهم ينتبهوا لها:
-طيب وتعمل أول سهرة إمتى، متشوقين!!
-الليلة، أيه رأيك يا قسمت؟
قالها لقسمت الذي ردت بعدم قبول:
-مش هينفع الليلة
رد بفضول:
-ومش هينفع ليه بقى؟
ردت لتثير حنقه كونها تعلم حقده على عائلتها:
-أصل الليلة خطوبة مراد!، كبير العيلة............!!
____________________________________

دلفت لغرفتها وهو مستاءة من عدم اهتمامه بها ثم جلست بعنف على حافة تختها، انتبهت لها والدتها والمصممة الخاصة بفستانها لتتحرك والدتها نحوها مستفهمة باستغراب:
-حصل أيه يا هدير، دا شكل واحدة خطوبتها النهار ده؟!
ردت بعبوس وضيق:
-مراد باحسه ناشف في الكلام معايا، ولا كإني هابقى الليلة خطيبته، جاي من برة بقوله صباح الخير رد ببرود عليا!
جلست والدتها بجوارها مبتسمة، ردت بأمومة:
-يا حبيبتي مراد إنتي لسه بالنسبة له العيلة الصغيرة، شوية على ما يتعود على الوضع الجديد
كشرت هدير كالأطفال فرددت والدتها بملاطفة:
-إنتي حلوة يا هدير، ومراد مش هيلاقي أحسن منك علشان يتجوزها، خليكي مشغلاه ومن نفسه هيهتم بيكي
كلام والدتها زاد من غرورها فهي بالفعل واثقة في جمالها، تابعت سميحة بتمنٍ:
-بكرة إما تتجوزيه هتبقي الكل في الكل وكلمتك محدش هيعارضها، هتبقي ستهم كلهم، والمطلوب شدي حيلك واربطيه بعيل علشان تتمكني
شردت هدير في حديثها وتخيلت أنها بالفعل كذلك، حدقت أمامها بابتسامة حالمة ثم تنهدت، رددت باستنكار:
-هابقى مرات مراد، معقول الكلام ده، لحد دلوقت مش مصدقة!!
همت سميحة باللوم قائلة:
-ومش هتبقي مراته ليه، إنتي من دمه ومش هيلاقي أحسن منك، جدك نفسه اختارك وقال هدير، يعني ميهمكيش أي حاجة، الكل هيحضر خطوبتكم
تابعت هدير شرودها ثم قالت بأمل:
-مش هصدق اللي أنا فيه غير لما اتجوز مراد، الشرط بتاعة مخوفني، لسه هستنى لما للسنة تخلص..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بهدوء رزين شرعت في طرق باب غرفته بعدما تركته يرتاح قليلاً، حين دعاها للدخول فتحت الباب عليه وولجت ببسمة لطيفة على ثغرها، ابتسم مراد حين رآها ثم تحرك ليستقبلها، انحنى ليقبل يدها قائلاً:
-معقولة جاية بنفسك، اطلبيني أجيلك لحد عندك
رغم كونها ليست والدته لكنه يكن لها الاحترام والتقدير لطيبتها الدائمة معه، ردت هدى بسماحة:
-تسلملي يا مراد، أنا عارفة إنك جاي تعبان فقولت اكلمك كلمتين كده
-خير يا ست الكل؟
قالها وهو يجعلها تجلس لترتاح، جلس مراد فردت عليه بتنهيدة عميقة:
-أنا مش عاجبني وضعك ده، طول الليل سهران برة وبتيجي الصبح علشان تنام كام ساعة وترجع تاني، حتى خطوبتك النهار ده وجاي وش الصبح
رد بلا مبالاة:
-جدي قال هيعمل كل حاجة، وكمان موضوع سهري دا مؤقت، يعني على ما أوزّع البضاعة في المخازن
توقفت عن الحديث للحظات مترددة في مفاتحته بشأن زواجه، حين شعر بأنها تريد قول شيء تابع بانصات:
-قولي فيه أيه تاني؟
شجعها بلطفه أن تسأله بحذر:
-هو إنت أيه رأيك في جوارك من هدير؟، يعني مقولتش حاجة لما جدك طلب تتجوزها
أرادت معرفة رأيه لذا قال مسلمًا أمره:
-أنا متفرقش معايا اتجوز مين، أنا زي أي راجل يا ماما، محتاج واحدة جانبي، موضوع مين بجد متفرقش معايا!
تفهمت عليه ثم هزت رأسها، حين تذكر مراد أمر غيابها الغير مبرر عن القصر استفهم باهتمام جعلها ترتبك:
-صحيح يا ماما، روحتي فين امبارح!؟............
___________________________________

تسللت بحذر لتقف خلف البرادي المزينة بالورود لتختلس النظرات حول ما يفعله الرجال من تزين وتجهيز القصر للحفل، تمنت غزل في نفسها أن تكون ليوم واحد ابنة أحد من ساكني القصر، تعجبت كثيرًا كون وجود حفل لم تستمع لأي موسيقى حتى!، أو حتى تعبير عن وجود حفل، لوت فمها وهي تتمتم بسخط:
-فرح أيه ده اللي ما فيه واحدة تزغرط ولا تصقف
تابعت حديثها الساخط مع نفسها ليخرجها أحدهم بصوته الآمر حين حدثها بغلظة:
-إنتي يا بت إنتي تعالي بسرعة
تنبهت غزل له وتوترت، ركضت نحو الشخص ذي الحلة الأنيقة لكنها خاصة بباعة أحد المحلات الشهيرة، ردت عليه باحترام:
-نعم يا سعادة البيه
ناولها علبة كرتون صغيرة ثم قال:
-طلعيها لـ هدير هانم بسرعة
اومأت رأسها بطاعة ثم حملتها لتتحرك شبه راكضة نحو الأعلى، لم تعرف غزل إلى أين ستذهب لكنها صعدت تبحث، أثناء مرورها بالرواق لمحت الشاب الذي رأته في الصباح يتحدث وهو ممسك بهاتف أرضى كالذي رأته عند عمدة بلدتها، تأملته بإعجاب وهي تبتسم فكم كان راقيًا وأنيقًا، أظلمت عينيها لتستشف أنه منزعج من شيء ما، لم تستطع فهم ما يقوله لذا تابعت طريقها......

وقف يزيد حاملاً للهاتف بيد والسماعة ممسكها بيده الأخرى ويتحدث مع والد زوجته وبالأحرى طليقته ويهتف باكفهرار:
-أنا قولتلها لو خرجت من غير إذني هتكون طالق، يعني دلوقتي بنتك مطلقة وخلي عنادها ودلعها ينفعها
قال السيد حمدي ملطفًا الأجواء:
-سمية صغيرة يا يزيد وزي الأطفال بتشبط في أي حاجة، ينفع تطلقها كده علشان عاوزة جوزها يجبلها حاجة نفسها فيها
غمزت سمية لوالدها بمدح ثم همست له أن يستجديه أكثر فهز الأخير رأسه ثم أشار لها أن تهدأ، لكن تعسف مراد وسيطرته على يزيد جعلته متحيرًا في رجوعها أو من عدمه وذلك بعدما سعد مراد بخبر تركه لها، رد بقلة حيلة مفهومة:
-سيبوني أفكر..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهي واقفة خلف ابنتها التي ترتدي ثوب حريري من اللون الأزرق لمحت سميحة غزل واقفة تحدق في ابنتها لذا خاطبتها بحزم:
-معاكي أيه
ردت غزل بانتباه:
-دي واحد بيه جابها يا ست هانم للست هدير وقال اطلعهالها
لفت هدير رأسها للجانب قليلاً لتخمن ما بيدها قائلة:
-تلاقيها الجزمة يا ماما، أصل طلبت واحدة كعبها عالي بزيادة علشان تطولني أكتر
تفهمت سميحة فأمرتها:
-قربي وتعالي لبسيها لستك
تحركت غزل كي تلبسها الحذاء حين أخرجته من كرتونته الخاصة، جلست هدير أمام المرآة لتستطع ارتدائه فتأملت غزل الحذاء بإعجاب فكم كان رائعًا!، انتهت غزل فنهضت هدير لتختبره ثم قالت بقبول:
-حلو قوي، شايفة يا ماما طولت قد أيه
اعتدلت غزل لتحسد هذه الفتاة على ما هي عليه ورثت نفسها، كم حلمت بثوب كهذا يلامس جسدها وحياة كتلك تنعم بها، وقفت حزينة بائسة لتجد نفسها مجرد خادمة، ابتسمت بألم لتعود للواقع فلا مجال للطموح هنا، ولج أكرم الابن الأصغر متهللاً، لاحظ غزل واقفة فنظر لها بإعجاب قائلاً بمغازلة:
-أيه الستات الحلوين دول
ظنته هدير يتغزل بها وكادت أن ترد، اتضح حديثه عن غزل فعبست، عابت عليه والدته قائلة بضيق:
-عيب يا ولد، هتقف تعاكس الخدامين، أهو دا اللي ناقص
انحرجت غزل بشدة وأطرقت رأسها، امرتها سميحة بفظاظة:
-واقفة وسطينا ليه، يلا مع الخدامين شوفيهم في المطبخ بيعملوا أيه
ردت عليها بانصياع:
-أمرك يا هانم
ثم تحركت لتدلف للخارج فهتف أكرم بعدم رضى:
-كسفتيها يا ماما ومكنش ليه لزوم تحرجيها
هتفت هدير باغتياظ:
-هتعرفنا نكلم الخدامين إزاي، وبعدين إزاي تقول عليها حلوة وسايبني؟
التزم أكرم الصمت ولم يعلق ليتأفف في نفسه، سألته والدته باقتطاب:
-هو مراد فين دلوقت؟!..................
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غمغمت طوال طريقها للمطبخ باستياء لتلعن وتسب ما حولها، انتبهت لوقوف بعض الرجال واقفين ويتحدثوا معًا، تابعت ما يفعلوه بتطفل لتصدح ضحكة جذابة من أحدهم جعلتها تقف وتتابع، سمعت أحدهم يقول:
-مبروك يا عريس، أخيرًا هتتجوز ونفرح بيك
اشرأبت بعنقها لترى من يخاطبه فظهر دون جهد مراد من بينهم يضحك نفس الضحكة ويقول:
-والله لو مش جدي مكنتش عملتها، أصلاً مش بافكر في الجواز
تمعنت غزل فيه النظر لتحسد الأخيرة قائلة:
-هو دا العريس، دا خسارة فيكي يا مسلوعة إنتي!!
لم تكتمل راحتها ليأتي من يعكر صفوها حيث نادتها قسمت بصلابة:
-قربي يا بنت!!
التفتت لها غزل على الفور لتستجيب لندائها قائلة وهي تهرع نحوها:
-تحت أمرك يا ست هانم
حين وصلت غزل إليها ألقت عليها قسمت الفرو الخاص بها لتحمله ثم قالت وهي تتحرك متجهة لغرفتها:
-حصليني يلا علشان عاوزاكي تحميني، كل الخدم مشغولين.......!!
_________________________________________

وقف أمام المنزل ينتظره وقد فاض به الكيل فالسفر للقاهرة يأخذ ساعات طوال، نفخ يوسف بقوة واعتصر قبضته بغضب لتمر تلك الساعات كالدهور!، لمحه من بعيد يسير مستندًا على عصاه فتذبذبت أنفاسه، انكتل نحوه وقلبه يدق فقد عاد بمفرده وهي ليست معه، رآه والده حسن ولم يهتم لضيقه من سفر الأخيرة، بل هناك الأسوأ ينتظر، دنا يوسف منه قائلاً بنظرات قاسية:
-فين غزل يابا؟
أكمل حسن سيره وطلعته باهتة، انزعج يوسف حين لم يجيب عليه وتجهم، تحرك خلفه ليسأله بنفاذ صبر:
-هات عنوانها وآني أرجعها
حرك حسن رأسه للجانبين بائسًا قليل الحيلة لم يعرف ماذا يقول؟، توالت أسئلة يوسف عليه وحين وصل حسن لقمته وقف مكانه هادرًا بانفعال:
-اللي عملته صُح يا يوسف، غزل مهتنفعش تجعد إهنه، بطل حديتك عنها وانساها
اغتم يوسف من حديثه فهتف بقلة ذوق:
-آني بس اللي أجول ينفع تفارجنا ولا لا مش أي حد، غزل ليا من زمان ومش هسيبها تبعد عني
رغم فظاظته في الحديث لم يعاقبه حسن فقد كبر وما حدث سبب ضيقه، خرج حسن عن صمته ليقول بتهكم:
-آني لسه جاي من عِند جعفر علوان، الراجل الناجص طالب غزل تنضم لحريمه، شوفت بجى إن الله عملته ده صُح!
-معيخصنش
قالها يوسف بعدم اهتمام فرد حسن بجبين معقود:
-يعني لو رجعت غزل تاني هتجدر تبعده عنها؟
شعر يوسف باختناق يحاوطه من جميع الجهات، حبه الجنوني للأخيرة جعله يقول باستهتار:
-هجفله، بس رجعلي غزل..........!!
____________________________________

لم يستطع أحد عدم الحضور مهما كانت مهامه، دعوة رشدي الخياط لم يقدر أحد على تجاهلها، جلس السيد رشدي في منطقة خصصها له مراد ليتقدم منه من يحضر من المدعوين ويقبلون يده بكل احترام، بينما توجهت غزل لتجلس في المطبخ تفرك قدميها وملامحها متذمرة، رددت بتأفف:
-دا الشغل في الأراضي أرحم، كل الخدم دول وطلباتهم مبتخلصشي أبدًا
تقدمت منها خالتها لتهمس لها بتحذير:
-قومي شوفي حاجة اعمليها، هنا مافيش حد بيقعد، خلاص الحفلة هتبدأ
زفرت غزل بضيق قائلة:
-عاوزة اتفرج على الفرح يا خالتي، اشتغلت كتير
ردت فتحية بظلمة:
-بطلي يا بت دلع مرق، ما إنتي زي الحصان أهو
ابتسمت غزل بخجل ثم قالت بتوسل لطيف:
-وحياتي عندك يا خالتي اتصرفي، عاوزة اتفرج
لم تحتمل فتحية أن ترفض لها طلب لذا وافقت قائلة:
-روحي اتفرج بس اوعي حد يشوفك ليطينوا عيشتنا!
نهضت سريعًا لتتابع ما يحدث في بهو القصر، اختبأت خلف إحدى الأعمدة تشاهد بانبهار كم المدعوين وما يرتدون من حلي براقة وثياب باهظة الثمن، وزعت أنظارها على الجميع ثم وقعت عيناها على مراد التي لم تعرف اسمه حتى الآن، تنهدت بحرارة وظلت تحسد الأخيرة عليه، من شدة حقدها همست لنفسها:
-يا رب ما توعي تفرحي وينكد عليكي
لم تعرف غزل لما الكُره هذا لكن لم تحب المدعية هدير ووالدتها، وقفت غزل كما هي تطالع الجميع بلمعة عجيبة في نظراتها وهي تسافر بخيالها، لم تعي من يقف على مقربة ونظراته تخترقها، اقترب الشخص منها قائلاً بمكر لتشهق بفزع:
-عاوزة تبقي زيهم.............!!
___________________________________

قطع أعناق دون رحمة لواحدٍ تلو الآخر وإلقاء رؤوسهم بتحجر، حين يتخذ أحدهم حذره ليهرب أو يتشدد ليدافع لكن بتردد يجد من خلفه من يقتلع عنقه، حملة همجية ضروسة شنت عليهم دون سابق إنذار، زاد عددهم حين وصلت السيارات الكبيرة الجاهزة لتحميل ما تحويه المخازن....
سارع الرجال الملثمين بنقل البضائع بخفة شديدة ليخاطبهم أحدهم بحزم:
-يلا شهلم عاوزين نخلص
بعض الوقت المقلق والمريب مر وهم يبذلون قصارى جهدهم لتحميل جميع البضائع فتلك فرصتهم، حين انتهوا أخبر الرجل رجاله بأمر:
-بسرعة يا رجالة، اطلعوا بالعربيات
هم هو الآخر باستقلال إحدى السيارات ثم أمر أحدهم بتنبيه:
-إجري بلغ البيه إن اللي عايزه حصل، واوعى حد يشوفك.......!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة