-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.

رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 نظر إلى مكتبها بتردد شديد فهو كان يفكر في عدم الذهاب حتى لا يلتقي بها مرة أخرى وجها لوجه لكنه مضطر لهذا حتى يتابع عمله، اتخذ قراره النهائي واتجه إلى مكتبها بخطوات هادئة ثم طرق الباب لترد هي من الداخل:

- أدخل

التقت أنفاسه ورسم الجدية على وجهه قبل أن يفتح الباب بهدوء شديد، رفعت بصرها لتجده هو فنهضت على الفور من مكانها وارتبكت كثيرًا وهي تشير إلى المقعد المقابل لها وتقول:

- آآآ... اتفضل

تقدم برسمية تامة وجلس على المقعد المقابل لها وهو يردد بجمود:

- عايز كل اوراق الشغل بتاعة الفترة اللي فاتت

هزت رأسها بالإيجاب وتحركت من مكانها إلى الخارج لتخبر «اسراء» بجلب تلك الاوراق ثم عادت مرة أخرى وجلست مكانها قبل أن يقول هو باعتراض:

- مش كانت اسراء تجيبه على مكتبي علطول بدل اللفة دي!

لم تعرف ما تقول لكنها تذكرت شيء ورددت على الفور:

- ده علشان أبلغك بحاجة عقبال ما الورق يوصل

رفع أحد حاجبيه وردد بتساؤل:

- حاجة أيه؟

ترددت كثيرًا في إبلاغه حيث أنه كان له دور كبير في بداية هذا المشروع لكنها استقرت على إخباره بالأمر لعل يجد الحل ويصلح هذا الأمر، رفعت بصرها وأردفت بجدية:

- مشروع الفرع التاني حصل شوية مشاكل ووقف، حاولت أرجع الدنيا لكن في مشاكل مع المستثمرين ورافضين أي تمويل وإحنا السيولة اللي معانا متكفيش تكمل المشروع لأن معظم الفلوس اتدفعت للشركات اللي هتغذي الفرع الجديد

مرر أصابعه بين فروة رأسه ليفكر بالأمر قبل أن يقول بسخرية:

- يعني نفذتي اللي أنا كنت رافضه! أنا قولت في البداية المستثمرين مش مضمونين ولازم يبقى معانا سيولة كافية علشان لو حصل حاجة نقدر نكمل المشروع لكن اللي حصل منك عكس ده ويعتبر جيبنا بضاعة ومنعرفش هنبيعها فين أصلا

ظهر الحزن على وجهها وهي تردد بأسف:

- مكنتش أعرف إن المستثمرين هيعملوا كدا

تحدث بداخل نفسه بغضب:

- هتفضلي طول عمرك متهورة، أراهن إنك خدتي عكس قراري علشان تبيني إنك خدتي حقك مني بس جت على دماغك زي ما ندمتي على اللي عملتيه

وأثناء ذلك رددت هي بتساؤل:

- ساكت ليه؟

نهض من مكانه قبل أن يوجه أنظاره تجاهها وهو يقول بجدية:

- أنا هتصرف في الموضوع ده النهاردة وأحاول أحله

ثم رحل من أمامها على الفور واتجه إلى مكتبه ليفكر بحل لتلك المعضلة.


***


قبل أن يُطلق هذا المجهول رصاصته على رأس «يوسف» أسرع وأمسك السلاح بكلتا يديه بحرفية تامة ثم قام بلفه بقوة قبل أن يركله بقدمه ليوقعه أرضًا، اتجه إليه وانخفض ثم قبض على ملابسه بقوة ولكمه في وجهه عدة لكمات وهو يقول:

- واضح إنك متعرفنيش كويس

خرجت الدماء بغزارة من وجهه فتوقف هو عن لكمه وأمسك بسلاحه الذي أخذه منه ووجهه إلى رأسه وهو يقول:

- مجلس الريد لاين عايز يقتلني ليه؟

تنفس هذا المجرم بصعوبة قبل أن يجيبه بضعف:

- أي حد مصري خطر على المنظمة دي

ابتسم «يوسف» بسخرية وأردف:

- يعني أنت اللي من حواري أمريكا بلغتك دي؟

هز رأسه عدة مرات وهو يقول بضعف:

- إحنا اتربينا هنا واتدربنا هنا من واحنا أطفال علشان كدا موثوق فينا

ضحك بصوت مرتفع على كلماته الأخيرة وردد بسخرية:

- اتدربتوا هنا وأنتوا أطفال؟ يا جدع ده أنا مضربتش حد بالسهولة دي قبل كدا تدريب أيه، تتوقع بقى أسيبك ترجعلهم مضروب كدا علشان يعرفوا إن تدريبهم فستك ولا أموتك ويعرفوا بردو إن تدريبهم فستك! أنا محتار

في تلك اللحظة دلف قائد رجال «سيزكا» والمسؤول عن تدريب «يوسف» ونظر إلى مايحدث بتعجب قبل أن يردد باللغة الإنجليزية:

- ماذا يحدث هنا

رفع «يوسف» بصره وأجاب على سؤاله قائلًا:

- إنه من رجال المجلس، تسلل إلى هنا وحاول قتلي لكنني تمكنت منه، كيف سيكون رد فعل سيزكا عندما تعلم ما حدث وأن رجالها غير قادرين على حماية المكان


أثارت تلك الجملة غضب «جوميز» الذي أخرج سلاحه وأطلق رصاصتين على هذا المجرم الذي حاول قتل «يوسف» منذ لحظات ثم رفع بصره له وهو يقول:

- نحن قادرون على حماية هذا المكان لكننا لسنا قادرون على اكتشاف الخائن بيننا، هناك من سمح له بالدخول إلى هنا، لا تتهمني بالتقصير حتى لا أُبرحك ضربًا

نهض «يوسف» من مكانه وردد بابتسامة واسعة:

- تبرحني ضربًا أليس كذلك؟

وضع السلاح في مخمده وردد بتحدي وثقة تامة:

- نعم أُبرحك ضربًا، أنت فاشل في التدريب ويمكنني لكمك بسهولة

ضحك على ما يقوله قبل أن يردد بهدوء:

- جرب ما تقوله إذا كانت لديك الجرأة والشجاعة

تقدم «جوميز» ذو الجسد الضخم والعضلات البارزة وحاول لكمه بقوة إلا أن «يوسف» تفادى تلك اللكمة وركله في ركبته بقوة ليقع أرضًا ثم لكمه في وجهه عدة لكمات قبل أن ينهض وينظر إلى وجهه الملئ بالدماء وهو يقول:

- مش معنى إني فاشل في التدريب يبقى مش بتدرب، أنت المسؤول عن تدريبي وأنت الآن من أُبرحت ضربًا، إذا حاولت لكمي مرة أخرى سأقتلك وسأخذ مكانك هنا، إذا حاولت أنت قتلي ستقتلك سيزكا والآن انهض وارحل من هنا فأنا أريد أن أنام


***


تواصل مع المستثمرين بالمشروع وابلغهم باجتماع عاجل في اليوم التالي وبالفعل مر يوم وحضر الثلاث مستثمرين إلى غرفة الاجتماعات وانتظروا حضور «نائل» الذي تعمد التأخر عليهم حتى يتسائلون عن سبب الإجتماع، دلف برأس مرتفع إلى الغرفة ومن خلفه «ياسمين» التي أرادت بشدة رؤية ما سيفعله في هذا الاجتماع، استقل الجميع مقاعده عدا «نائل» الذي ردد بجديه وصوت مرتفع نسبيًا:

- في بداية المشروع ده اتفقنا بعدد أسهم كل واحد في المشروع، كون إنكم وقفتوا تمويل لمجرد عدم الثقة في نجاح المشروع يبقى كدا أنتوا غلطتوا، لو ناسيين أفكركم، شركة الجيار أكبر شركة لمستحضرات التجميل في مصر وحققت أرباح خرافية خلال السنة اللي فاتت ده غير الموزعين اللي بقوا موجودين على مستوى مصر، الفرع التاني ده كان هيبقى لسد طلبات الموزعين مع تكبير الشركة علشان بدل ما تبقى شركة تبقى سلسلة شركات موجودة في محافظات مصر كلها وبعد كدا هيبقى فيه فروع برا مصر علشان نسيطر على الشرق الأوسط كله، كون إنكم وقفتوا يبقى نسيتوا إن فيه شرط جزائي 50 مليون جنية على اللي يخالف العقد، طبعا فكرتوا إن قيادة الشركة ضعيفة وسهل تلوا دراعهم

حاول أحدهم التحدث ليقاطعه:

- مش ده الــ

رفع «نائل» صوته أكثر وردد بغضب:

- أنا لسة مخلصتش كلامي، شككتوا في نجاح المشروع لكن ده محصلش لسة والشركة معروفة كويس أوي وقريب أوي لما تشوفوا سلسلة الشركات اللي سيطرت على سوق مستحضرات التجميل هتندموا على الحركة دي، بما إنكم بدأتوا وخالفتوا العقد يبقى أنا مش محتاجكم ولا هيتلوي دراعي ومطلوب من كل حد فيكم قيمة الشرط الجزائي والمحامي الخاص بالشركة هيتابع ده ومعاه كل الأوراق الخاصة بإن المشروع اتوقف لمدة شهر وده من ناحيتكم، أنا خلصت كلامي

ردد أحدهم بصوت هادئ نسبيًا حتى يمتص غضبه:

- مستر نائل إحنا مخالفناش العقد بس كان فيه شكوك إن المشروع هيفشل خصوصًا بعد وصول خبر طلاقك من مدام ياسمين وخوفنا الشغل كل يضيع وفلوسنا تترمي في الأرض

نظر هو إلى «ياسمين» نظرة ذات معنى فنظرت هي إلى الأسفل لينظر هو إلى هذا المستثمر ويقوب بجدية:

- شغلنا مش مبني على توقعات والحياة الشخصية حاجة والشغل حاجة تانية، لما كنتوا ممكن تشكوا كدا مكنتوش جيتوا ومضيتوا معانا أصلا، قدامكوا حل من اتنين يا إما هتدفعوا زيادة عن العقد 30% أو الشرط الجزائي 50 مليون جنيه لكل واحد فيكم ونفضها سيرة، تحبوا أنهي إختيار؟


فكروا لعدة دقائق بالأمر قبل أن يردد أحدهم:

- أنا عن نفسي موافق أدفع 30% زيادة بنفس نسبة الربح

وردد الآخر قائلًا:

- وأنا هدفع الزيادة

نظر «نائل» إلى الأخير نظرة ذات معنى فردد بندم:

- وأنا موافق على الزيادة

ابتسم «نائل» وفرك كفيه وهو يقول بثقة:

- حلو أوي، محتاجين بس تمضوا على عقد الزيادة ده ومعاه هتمضوا على شرط جزائي تاني بقيمة 100 مليون جنيه علشان أضمن إن الشغل هيكمل وشغل الهزار ده ميحصلش تاني


رفع سماعة الهاتف الموجود أمامه وردد بجدية:

- هاتي العقود والأوراق يا إسراء

ثم قام بإغلاق السماعة مرة أخرى وماهي إلا ثوانٍ حتى حضرت «إسراء» ومعها كافة العقود ووضعتها أمام كل واحدٍ منهم فأشار هو إليهم قائلًا:

- اتفضلوا أمضوا


تابعت «ياسمين» ما يحدث بإعجاب شديد فـ شخصية «نائل» قوية للغاية ومعرفته بالعمل كبيرة كما أنه حول خسارتهم إلى مكسب كبير، للمرة المائة تندم أشد الندم أنها خسرته بهذا الغباء الكبير، تمنت لو أنها تستطيع العودة بالزمن لتُصلح ما تسببت به، فاقت من شرودها على صوته وهو يقول بابتسامة:

- دلوقتي تقدروا تتفضلوا وياريت المشروع يخلص في الوقت اللي اتفقنا عليه ومليش دعوة بالتأخير الشهر ده، أنا ليا إني أستلم المشروع في وقت معين غير كدا فيه شرط جزائي تاني للتأخير وده معروف كويس، الإجتماع انتهى


نهضوا من مكانهم وانصرفوا على الفور بينما تبقى هو وهي فقط بتلك الغرفة وقبل أن يتحرك هو الآخر ليعود إلى مكتبه رددت بسعادة:

- بصراحة مش مصدقة إنك حليت المشكلة دي بسهولة كدا، أنت مش بس حليت المشكلة لا أنت كسبت الشركة أكتر ولويت دراعهم وعرفتهم إنك مش سهل

ابتسم قبل أن يردد بثقة كبيرة:

- كل مشكلة ليها حل بس منصدرش دماغنا ونعمل اللي على هوانا لمجرد الراحة، بالهدوء والتفكير كل حاجة تتحل

لاحظت أنه يرمي إلى أنها السبب بتلك المعضلة فصمتت وأمسك هو بهاتفه الموضوع أمامه استعدادًا للعودة إلى مكتبه فقالت هي بتعجب:

- غريبة! اشتريت أيفون؟ كنت بتقول مين المغفل اللي هيدفع تمن الموبايل ده كله في موبايل عادي وإن أي موبايل تاني يأدي الوظيفة!

ابتسم ونظر إليها وهو يقول بسعادة:

- معلش أصل أنا كنت فقير ومش لاقي أكل ساعتها لكن الحمدلله ربنا رزقني من وسع وبعدين الفضل يرجع ليكي بعد ربنا في إنك تدخليني عالم الأغنياء، جود باي

والتفت لكي يرحل من أمامها لكنها أوقفته بتلك الكلمة التي أثارت دهشته:

- أنا آسفة


توقف في مكانه للحظات قبل أن يلتفت لها وهو يقول بدهشة:

- آسفة؟ كلمة آسف دي تتقال مع كدبة صغيرة، مع غلط صغير مش مع تدمير، كلمة آسف دي مع الموقف اللي حصل زي ما يكون حد قام كسر حيطة وراح جايب لزق وحاول يلزقها رغم إنه عارف إن عمر اللزق ده ما هيثبت الحيطة تاني ولا هترجع لأصلها، ياريت الكلمة دي تبقى فيها حل لكل مشاكلنا، للأسف الكلمة دي ولا حاجة، بعد إذنك ورايا شغل

تركها ورحل لتبقى هي وحدها بعد أن انهمرت دموعها وسندت برأسها على طرف المنضدة لتبكي بصوت غير مسموع فهي من تسببت بكل هذا وعليها أن تتحمل نتيجة أفعالها!


***


جلس على مكتبه واغلق الملف المفتوح أمامه ثم رفع بصره ليقول بجدية تامة:

- من كلام رجالتي عنك وعن شجاعتك وعن حماسك إنك تيجي هنا وتنضم للفريق فأنا قررت أضمك للفريق يا بارق بس بشكل سري، هتبقى عضو في الفريق لكن بشكل سري غير مُعلن

استقام «بارق» في وقفته وردد بجدية تامة:

- إن شاء الله أبقى عند حسن ظنك يا فندم

هز رأسه بالإيجاب وأردف:

- إن شاء الله

ثم أشار إلى المقعد المقابل له وردد:

- اتفضل أقعد علشان أشرحلك مهمتك الجاية

جلس على الفور بينما تابع «أيمن» قائلًا:

- بنسبة كبيرة طيف

صمت قليلًا ثم تابع:

- بنسبة كبيرة يكون استشهد، حتى لو عايش فهو قريب أوي هيتكشف بسبب الفيديو اللي اتنشر على كل القنوات والسوشيال ميديا وده لو حصل بنسبة كبيرة عيلته هتبقى في خطر لأن المهمة اللي هو فيها خطر جدا واللي سبب في إنها تفشل هو مجلس الريد لاين، وده مجلس أكبر منظمة في العالم، أنا عايزك تكون ملازم لأي حد من عيلتي، أنا كان ممكن أعين حراسة بس بكدا هلفت النظر وأنا مش عايز ده، أنا عايز أتابع شغلي من غير ما أشيل هم تاني، المهمة دي مش سهلة يا بارق لأن اللي في دماغي لو حصل هتبقى حرب كبيرة بينا وبين المنظمة دي

هز رأسه بالإيجاب عدة مرات قبل أن يقول بثقة كبيرة:

- متقلقش سعادتك، تقدر تتابع شغلك وأنت متطمن، أنا هبقى ظلهم ومحدش هيقدر يأذي حد منهم

- أنا واثق فيك علشان كدا اديتك المهمة دي، دي هتبقى مهمتك لغاية ما نعرف هنتصرف إزاي مع الموقف ده ونعرف طيف عايش ولا لا


***


- معاز تحب اعملك ساندوتشات جبنة ولا لانشون؟

قالتها «نيسان» بعد أن دلفت غرفة هذا الطفل الذي أصبح جزءًا من حياتها فردد هو بابتسامة بعد أن رفع بصره وترك الهاتف من يده:

- عايز جبنة وبعدين تيجي تساعديني في اللعبة علشان مش عارف أكسب

ابتسمت وهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:

- حاضر يا سيدي، هحضر الساندوتشات واجيلك

اتجهت إلى المطبخ وبدأت في إعداد الطعام لهذا الطفل وأثناء ذلك سمعت صوت رنين هاتفها الموضوع أمامها مباشرة فرفعته لتجده اللواء «أيمن»، ضمت حاجبيها بتعجب قبل أن تجيب عليه قائلة:

- سيادة اللواء ازي حضرتك

أجابها بإيجاز شديد قبل أن يبدأ في الكلام عن سبب اتصاله:

- بخير، فيه بلاغ اتقدم من شخص اسمه خالد وبيقول إن طفله اختفى، الطفل ده يبقى معاز اللي معاكي علشان كدا عايزك تجيبيه حالا عندي المكتب

عبثت ملامح وجهها بشدة قبل أن تقول باعتراض:

- بس هو اشتكى من إن أبوه بيضربه وده سبب إنه يسيب البيت

ضم حاجبيه بتعجب قبل أن يقول بتساؤل:

- مقولتليش الكلام ده قبل كدا يعني! معنى كدا إن الولد ده يعرف مكان بيته وأنتي كمان عارفة وساكتة كل ده؟

لم تعرف بماذا تجيب وظلت صامتة قبل أن يردد هو:

- الولد يبقى على مكتبي النهاردة يا نيسان، مش كل ولد أبوه هيضربه يهرب، ياريت متتأخريش لأني ورايا شغل تاني وعايز أخلص من الحوار ده


***


تركت المنزل واتجهت إلى سيارتها ثم قادتها وتحركت بعيدًا، سارت لمسافة طويلة قبل أن تقف على جانب الطريق وتترجل من سيارتها، سندت بظهرها عليها ونظرت حولها بحثًا عن شخص ما إلى أن رأته يقترب منها، انتظرت حتى وقف أمامها وردد بحيرة:

- أديني جيت أهو يا نيران وسيبت المديرية، أيه بقى الحاجة المهمة اللي عايزة تقوليها وجايباني هنا؟

نظرت إليه ورددت بثقة كبيرة:

- لو طيف لسة عايش فأنا عارفة مكانه ومحتاجة مساعدتك يا رماح!

اتسعت حدقتيه بصدمة قبل أن يقول بتساؤل:

- تعرفي مكانه إزاي؟ وليه ساكتة طول الفترة دي!

استاءت من طريقته في الكلام ورددت بغضب:

- بقولك أيه يا رماح هتفضل تسأل ليه وازاي وتفضل تعمل فيها الناصح اللي مفيش زيه يبقى ارجع شغلك أحسن وسيبني أنا أتعامل لكن لو هتساعدني وتسمعني يبقى توعدني إنك مش هتعترض كتير ولا هتسأل وأخيرا اللي هقوله يبقى سر بينا تمام؟

شعر بالقلق كثيرًا لما تقول لذلك فضل عدم الاعتراض على ما تقوله وسماعها إلى النهاية:

- طيب أديني سكت ومش هعترض بس حوار إني أوعدك إني مقولش لحد فدي بالذات مقدرش لأن اللواء أيمن من حقه يعرف طيف فين علشان لو عايش ينقذه

رفعت صوتها وهي تهز رأسها باعتراض واضح:

- اللواء أيمن لو عرف هيفضل إنه ينقذ طيف وده هيبوظ المهمة بتاعته لو هو فعلا عايش

ابتسم بسخرية قبل أن يقول:

- الفيديو اللي انتشر لطيف وهو بيتضرب بالرصاص انتشر في مصر كلها وبنسبة مليون في المية الفيديو هيوصل للريد لاين ده إن موصلش أصلا

هزت رأسها بالنفي وقالت له بتوضيح:

- الفيديو لو وصل طيف هيبقى في أمان لأن سيزكا رئيسة المنظمة متعلقة بيه واللي عرفته من طيف إنها بتحبه، بنسبة كبيرة لو عرفت ممكن تاخده لصفها

رفع أحد حاجبيه قبل أن يعقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول بتساؤل:

- وأيه اللي مخليكي واثقة كدا إنها مش هتقتله! اللي بتتكلمي عنها دي أخطر واحدة في العالم دلوقتي يعني قلبها ميعرفش يعني أيه تعلق وحب، ممكن تكون حساه مكسب ليها وده مش معناه إنها تضحي بكل حاجة علشان طيف! وبعدين قدرتي تعرفي مكانه إزاي؟

عقدت ذراعيها هي الأخرى وأجابته:

- واثقة لأني لازم اتمسك بأي أمل، لو طيف أصلا لسة عايش فهو بأي طريقة هيموت سواء لو الفيديو وصلهم أو حاولنا ننقذه، لازم اتمسك بأمل إنه ميموتش لو سيزكا شافت الفيديو! أما بقى عرفت مكانه إزاي فأنا كنت معاه قبل اللي حصل وزرعت جهاز تتبع في الجزمة بتاعته من غير ما ياخد باله

حل عقدة يده وفرك في فروة رأسه بحيرة قبل أن يقول:

- طيب أنتي جايباني هنا علشان تقولي الكلام ده ولا علشان حاجة تانية؟

صمتت قليلًا ثم أجابته بصوت هادئ:

- لا علشان حاجة تانية، الظابط اللي سافر مع طيف للمهمة

ضم حاجبيه بعدم فهم وأردف بتساؤل:

- المقدم يوسف رأفت؟ ماله

- أنا عايزة أوصله


***


استطاع أخيرًا شراء هاتف جديد بعد أن خرج من مقر التدريب ثم قام بشراء خط وأدخله بهذا الهاتف واستطاع الحصول على الانترنت وفتح حسابه الوهمي على فيسبوك والذي لا يعرفه أحد ثم ولج إلى حساب اللواء أيمن والذي لا يعرفه أحد أيضا وكتب تلك الكلمات:

- أنا دخلت مقر التدريب هنا، مجلس الريد لاين بيطاردني زي ما بيطارد طيف، أنا قدرت أعرف معلومات خطيرة مش هينفع أكتبها هنا، سعادتك عارف هتتواصل معايا إزاي


خرج من صفحته ثم ولج إلى صفحة زوجته «سهوة» ليرى آخر ما نشرته على صفحتها ليطمأن على حالها فوجد آخر ما قامت بمشاركته هذا الفيدو وكتبت فوقه:

- حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد عايز لبلدنا الشر وبيقتل ولادها وانهت كلامها بهاشتاج #حق_الرائد_طيف_لازم_يرجع

اتسعت حدقتيه بصدمة ونقر على هذا الفيديو ليرى محتواه فتفاجئ بمقتل طيف على يد هذا المجرم فنهض من مكانه على الفور وهو يقول بعدم تصديق:

- طيف اتقتل! إزاي؟


***


انتهى وقت العمل لكنه ظل بمكانه بسبب تراكم الكثير من الأعمال عليه وقرر عدم الرحيل حتى ينتهي منها بأكملها.

على الجهة الأخرى غادرت «ياسمين» مكتبها واتجهت إلى «اسراء» قبل أن تقول متسائلة:

- مستر نائل لسة موجود يا اسراء ؟

هزت رأسها بالإيجاب ورددت بهدوء:

- أيوة قال إن عنده شغل كتير ولو إحنا عايزين نمشي تمام، قال هيفضل موجود لغاية ما يخلص كل الشغل

نظرت إلى مكتبه بحيرة ثم عادت بنظرت إليها ورددت بجدية:

- طيب تقدري تمشي دلوقتي

ثم تركتها واتجهت إلى المصعد ونزلت إلى الأسفل ومنه اتجهت إلى الخارج حيث سيارتها، قادت السيارة واتجهت إلى أحد المطاعم وقامت بشراء وجبتين من الطعام ثم عادت إلى سيارتها وعلى وجهها ابتسامة هادئة.


شعر «نائل» بالتعب الشديد وزاد وجع رأسه لذلك قرر ترك ما تبقى من العمل لليوم التالي ونهض من مكانه لكي يرحل.


وصلت «ياسمين» إلى الشركة مرة أخرى وقبل أن تخرج من سيارتها وجدته يوقف سيارة أجرة ثم دلف إلى داخلها وتحركت به فقررت أن تتبعه إلى حيث يذهب، ظلت تتبع سيارة الأجرة وفجأة سدت سيارة الطريق وخرج منها ثلاثة رجال، وجه الأول سلاحه إلى رأس سائق بينما اتجه الإثنين الآخرين إلى باب تلك السيارة وأخرجا «نائل» الذي لكم أحدهم بقوة ليوقعه أرضًا وقبل أن يلتفت ضربه الآخر بعصا ضخمة على رأسه ففقد توازنه وسقط على الأرض، نهض الآخر وساعد صديقه وانهالوا عليه بالضربات القوية وركلوه بقدمهم بقوة عدة مرات حتى خرجت الدماء من فمه بينما غطي وجهه الدماء بفعل الضربة الأولى


شاهدت «ياسمين» ما يحدث واتسعت حدقتيها قبل أن ترتفع صرخة منها:

- نائل!

خرجت من سيارتها وركضت تجاهه وعندما وصلت ترجه هؤلاء الرجال واتجهوا إلى سيارتهم مرة أخرى وهربوا على الفور، سقطت هي أمامه وصرخت بصوت مرتفع وهي تردد اسمه:

- نائل رد عليا! نائل؟

ضمت وجهه الغارق بالدماء بين كفيها ورددت بصوت باكي:

- نائل رد عليا بالله عليك متسيبنيش، نااااائل!


***


فتح عينيه مرة أخرى بتعب بعد نوم عميق بسبب جرحه فوجدها أمامه ولكن تلك المرة وجهها عابث ولا تظهر تلك الابتسامة المشرقة التي اعتادها في ظل وجوده، ضم حاجبيه وهو يردد بصوت هادئ:

- مالك أيه اللي حصل؟ زي ما يكون مقتولك قتيل!

رفعت سلاحها وشدت أجزائه بطريقة عنيفة ثم وجهته تجاهه وهي تقول:

- آخر حاجة كنت أتوقعها إنك تكون ظابط مصري! أنا أعلنت الحرب على كل الناس علشان حبيتك، أنت غيرتلي حياتي وخليتني أحب الحياة وكل ده كان كدب! تصدق عرفت تمثل دور الدكتور عليا؟

حاول هو التحدث لكي يوضح لها:

- أنا كنت عارف إن اليوم ده هيجي وداخل المهمة دي وعارف أصلا إني هموت، أنا اتعرضت للموت أكتر من مرة وشوفت الموت كتير

صرخت في وجهه لكي توقفه عن تكملة حديثه:

- اخرس بقى، أنا إزاي كنت مغفلة للدرجة دي! رئيسة أكبر منظمة في العالم تتخدع بالسهولة دي؟ أنا كذبت كل أعضاء مجلس الريد لاين وأعلنت الحرب عليهم، قتلت كل اللي فشلوا يحموك، رجالتي انتقموا من اللي حاولوا يقتلوك، أنا حبيتك وحبيت الحياه علشان أنت فيها تقوم بعد ده كله تيجي تاخد مني كل حاجة!، كل ده كان كدب وأنا حاطة امل!، لما شوفت مكان الرصاصة القديمة في جسمك وانت نايم فضلت اخلق أعذار إن أكيد حصل حاجة سبب الرصاصة دي لغاية ما شوفت الفيديو، مقتل الرائد طيف أيمن بواسطة مجهولين


ابتسمت بسخرية وتابعت:

- تصدق اسم طيف أحسن من تامر، مبروك يا سيادة الرائد قدرت تخدعني وتسيطر على قلبي كمان لكن أنا هدوس على قلبي ده لأن مكانش ينفع أجري ورا قلبي، أنا اتربيت على القسوة وعلى الدم وهفضل كدا طول عمري، لما أخسر الحاجة اللي كنت عايشة علشانها هبقى أشرس وأقوى، مع السلامة يا تامر ولا أقولك..مع السلامة يا طيف، أول مرة اعيط على حد اقتله بأيدي


انهمرت دموعها قبل أن تطلق الرصاصة من سلاحها ليزداد بكائها أضعافًا.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة