-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثالث والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثالث والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثالث والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثالث والثلاثون

أغلق يوسف الهاتف مع رجله الذي زرعه في المستشفى، بعد أن أخبره بأنّ براء سبّب لعليا نوبةً قلبية جديدة كادت تودي بحياتها فعلاً هذه المرة لولا تدخل الأطباء وإنعاشها كهربائياً، وقد منع الطبيب عنها كلّ الزيارات من بينها زيارة براء لها.


اشتعلت عيناه بنيران سوداء وهو يمشي ناحية صندوق زجاجي كبير نسبياً، في داخله رمال صحراوية وصخور صغيرة، ظهرت من خلف الصخور أفعى كوبرا واتخذت وضعية الهجوم ناظرةً إلى يوسف، مُشكلةً رقم سبعة بالإنكليزية مُشابه للوشم المرسوم على ظهر كفه الأيمن.


أمال رأسه للجانب الأيمن فتحركت الأفعى معه،ثم أماله للجانب الآخر ففعلت المثل كأنها تراه وتقلده،ضيّق عينيه وهو يزفر بصوتٍ مسموع هامساً بغلّ: حسناً براء، أنت من بدأ اللعب معي، واللعب مع الأفاعي قاتل.


ابتعد بعد قليل عن أفعاه- الأليفة- التي يربيها في مخبأه السري في قبوٍ واسع تحت متجرٍ لبيع الحيوانات داخل أحياء بيروت، جلس على سريره و هو يرتب أولوياته، وأهمها بالطبع مراقبة أميرة وأن يتحين الفرصة لاختطافها وجلبها إليه وبعدها يحين دور عليا ،ثم يأخذ كلتاهما ويهرب.


ربما بدى ذلك صعباً بسبب الحراسة التي شكلها براء على أميرة، لكنه لن يعجز بالتأكيد.

إذاً خطته الآن تقضي بأن يختطف أميرة وبعدها عليا، ومن ثم سيحين تصفية حسابه مع براء، ابتسم بشرٍّ دفين وهو يطالع أفعاه وقد خطرت في ذهنه فكرة جهنمية.


...........................................................................


انتهى الدوام أخيراً ،خرجت أميرة من الشركة وهي تنفخ بتعب، فقد قضت يومها بأكمله في عقد الاجتماعات مع رؤساء الأقسام في شركتها لتتعرف على طريقة سير العمل في كل قسم على حدة.


رفعت رأسها لتقابل وجه براء المُبتسم وهو يستندُ على سيارته أمام الشركة ، شردت لثوانٍ في هيئته الرسمية ،طوله الفارع وحضوره المهيب ووسامته الآسرة والتي زادت مع غمازتيه، كم كان وسيماً!!!!


ابتسمت تلقائيا وهي تتحرك صوبه هاتفةً: مالذي رماكَ في حيّنا سيادة المحقق؟؟

اتسعت ابتسامته اكثر وهو يجيبها بتسلية لطيفة: جئتُ اختطفك قليلاً إن لم تكوني مشغولة؟؟

ثم أضاف بامتعاض مصطنع: ثمّ ألم نتفق بأن تنادني براء فقط؟؟؟


أخفضت نظرها لحظة ثم عادت لترفعه وهي تومئ له بالإيجاب، شرد للحظات في غاباتها الزيتونية التي زادت خضرتها وانتعاشها.

همست بخفوت بعد قليل: إذاً إلى أين ستأخذني؟؟؟

اخذ نفساً عميقا زفره مرة واحدة قائلا: بما أننا صديقان الآن ،فأنا أودّ أن أعرفك إلى عائلتي.


صاحت بدهشة بائنة وقد رفعت حاجبيها: عائلتك؟؟

توارد إلى ذهنه لربما هي لاتحبذ لقاؤهم، فهمس بتردد وعيناه تتفحصانها : هل يزعجك أن تلتقي بهم؟؟؟


رمشت عيناها وارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيها وهي تهتف: لا بالطبع،أنا فقط تفاجأت واستغربت الأمر .

انتقلت ابتسامتها إليه ليضيف: إذاً،دعينا نذهب فهم بانتظارنا على الغداء.

أشارت له بالإيجاب فتنحى للجانب ليفتح لها باب السيارة، فانحنت بطريقة مسرحية هاتفة باللغة الإنكليزية: شكرا لك سيدي.


زادت ابتسامته إشراقاً وهو يغلق الباب ليلتف حول السيارة ويركب مكانه مُنطلقاً إلى منزل والده والذي لم يزره منذ مدة، بينما كانت أميرة في قمة قلقها وتوترها من هذا اللقاء الذي لم تخطط له أبداً،لكن وجوده بجوارها بدّد كل قلقٍ أو خوف قد تشعر به.


.......................................................................


.

وصلت ملك إلى المطعم الذي سبق وأن التقت سميراً فيه، دلفت للداخل لتجده بانتظارها، وقف ماإن رآها ليستقبلها بابتسامةٍ عريضة ، ثم حرّك لها الكرسي بحركةٍ نبيلة لتجلس عليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة حقيقية من معاملته معها،استدار حتى جلس هو الآخر هامسا: ماالذي ستطلبينه على الغداء آنسة ملك؟؟


ظلت للحظات تناظره بغموض، ثم تحدثت أخيراً بنبرة لا تقبل النقاش أبدا: أريد أن أعرف إجابتك عن أسئلتي سيادة الضابط؟؟؟

لم تهتز ابتسامته وهو يحمل قائمة الطعام ليعطيها إياه مُجيباً: سأجيبك بالطبع، لكن بعد أن نتناول الطعام، فأنا جائع جداً.


أسندت ظهرها إلى الخلف وهي تكتف يديها أمام صدرها ترمقه بنظرات نافذة تاركةً يده ممدودة في الهواء، نفخ بيأس من عنادها ورمى قائمة الطعام على الطاولة بإهمال، شبك يديه على الطاولة أمامه ليتحدث بجدية: ماالذي تودين معرفته؟؟؟

أجابته بنبرة قوية بلا تردد: أولاً لمَ تفعلُ كل هذا معي؟؟


رفع كتفيه بقلة حيلة مُردداً: لإني أحبّ أن أعاملك بلطف.

حسناً،لم تتوقع هذه الإجابة بالتأكيد لتقول بعدم استيعاب: مامعنى هذا؟؟

ابتسم دون أن يتحدث، فيما هي ترمقه بتفحص وهي فعلاً لاتفهم مقصده.


طال الصمت بينهما فهتفت: هذه ليست إجابة أبدا سيادة الضابط؟؟

زفر بملل سائلاً: ماذا تريدين ملك؟؟

أجابت بصوتٍ عالٍ وإصرارٍ ممزوج بتهكم: أريد أن أعرف لمَ تعاملني بلطف كما تدّعي حضرتك؟؟

وبنبرةٍ حاسمة واثقة ،ونظرات قوية أجابها: لإنني أحبك.


...........................................................................


وصلت سيارة براء إلى الحي، أطفأ محركها ثم استدار نحو أميرة، شعر بتوترها وإن لم تظهره فابتسم بخفه وهو يحدثها بتسلية: مابك؟؟ هما فقط والداي لن يأكلاكِ مثلاً!!؟

نظرت إليه وهي تصطنع الإبتسام فحمحمت: أنا آسفة، لكني فعلاً أشعر بالتوتر قليلاً.


ظلّ يطالعها بابتسامة جذلى، فتوقعت أنه سيمسك بيدها ليهدأ توترها لكنه لم يفعل، ليقول بعد ثوانٍ: هيا، لاداعي للقلق.

ترجل من السيارة تاركاً إياها وقد شعرت بالامتعاض من تصرفه،تنفست بعمق وترجلت هي الآخرى، رسمت ابتسامة بسيطة وهي تتحرك إلى جانبه متجهين إلى البناء حيث منزل والديه، لفت انتباهها أنه يتحاشى لمسها ولو عن طريق الخطأ لكنها لم تعقب، لربما هو رجلٌ شرقيٌ مُحافظ!!!


.................


كانت زينب تراقب الطريق منذ مايقارب الساعة، فهي لم تصدق عندما هاتفها براء صباحاً ليطلب إليها تحضير مائدةٍ للغداء، فهو سيجلب فتاةً ليعرفها عليهم، لم تسعها الفرحة وهي تخبر زوجها بحديث براء ،رغم بعض الخوف الذي شعرت به إزاء الفتاة والموضوع برمته، لكن والده كان أشدّ خوفاً، خاصة وقد توقع هوية الفتاة المُنتظرة.


ماإن رأت السيارة اصطفت أمام البناء حتى جرت نحو زوجها هاتفةً بلهفة: لقد وصلوا أخيرا.

رفع رأسه ليهديها ابتسامة مُقتضبة هامساً: هل أنتي جاهزة؟؟

قرأت القلق في مقلتيه فانحنت صوبه حتى جلست أمامه، رفعت كفها لتضعه على وجنته وهي تسأله باهتمام: مالأمر عزيزي؟؟ لمَ كل هذا القلق في عينيك؟؟؟


ادّعى الابتسام وهو يجيبها بوهنٍ : لا شئ حبيبتي، فقط انا غير مصدق بأن ابني قد تعرف أخيراً إلى فتاة ،بل ويجلبها معه لنتعرف إليها ، كم هو شعورٌ جميل بأنه قد تخطى الماضي؟!

شعرت بأنه ادّعى كلّ هذا ،وقبل أن تسأله رنّ جرس الباب فانتفضت من مكانها وهي تبتسم باتساع، هرولت باتجاه الباب لتفتحه بابتسامةٍ سعيدة ،مالبثت أن خبت وهي ترى أميرة أمامها وقد تذكرتها على الفور، كذلك أميرة عرفتها فهمست بتفاجأ: أنتِ؟؟

لم تكن زينب بحالٍ أفضل، فيما براء يتابع لقاؤهما بتسلية، تقدم قليلاً مُعرفاً: أميرة أعرفك إلى والدتي السيدة زينب، طبيبة نفسية.

ثم التفت نحو زينب متابعاً: أمي اعرفك إلى أميرة الفايد، صديقتي!!!!


........................................................................


.

صمتٌ تام ساد بينهما عقب كلمته تلك،بقيت تطالعه بصدمة قوية وهي لم تستوعب بعد ماقاله،رفرفت عيناها لتسأله بهمس خافت: ماذا قلت؟؟؟

ارتخت تعابيره الجادة ليرسم ابتسامة عذبة على محياه مُتحدثاً: أعتقد أنك سمعتني، أنا أحبك ملك.


رفعت حاجبيها بدهشة لتردف بتهكم طفيف: تحبني؟؟ متى وأين؟؟

أجابها والجدية تغلف نبرته دون أن تهتز ابتسامته: مذ رأيتك للمرة الأولى .

علقت بسخرية: تقصد أنه حبٌ من النظرة الأولى؟؟؟

ليخبرها بصدق: بل حبٌ من الصفعة الأولى!!!


علمت أنه يتكلم بجدية ،قطبت جبينها وعقدت حاجبيها وقد استشعرت الصدق في حديثه، فحاولت التكلم بعقلانية: حسناً ،فلنفرض أنني صدقتك......

قاطعها بتسلية: يجب أن تفعلي.

ضغطت على شفتيها بغيظٍ منه وأغمضت عيناها للحظة قبل أن تتابع: لنفرض أنني صدقتك، مالذي تعرفه عني؟؟؟


ضيق عينيه بتفكير وظل يطالعها بغموض قبل أن يتحدث بثقة: كل شئ.

ابتسمت بتهكم سرعان مازال لتحلّ محله الدهشة عندما أضاف: والدك مُدرسٌ متقاعد ووالدتك ربة منزل، لديك شقيقة واحدة أكبر منك مخطوبة ستتزوج في نهاية الصيف، قدمتي إلى بيروت منذ عامك الأول في الجامعه، وقبل أن تتخرجي بعام واحد توظفتي في شركة عمار في قسم الشحن.


ناظرته بغموض في حين تابع بثقة: كنتي دائماً من الثلاثة الأوائل في صفك، لكن هناك فتاةٌ واحدة كانت تشكل لك عقدة لأنها تسبقك دائماً في الترتيب، عندما كان عمرك ثلاثة عشر عاما تم فصلكِ بعد أن اعتديتي بالضرب على نفس الفتاة ،بعد أن وصفتكِ بالفاشلة، وعدتي إلى المدرسة مرةً أخرى بعد وساطات عدة من والدك وبعد اعتذار علني تقدمتِ به للفتاه أمام المدرسة بأسرها.


ازدردت ريقها بتوتر وهي تستمع لحديثه وعلامات الدهشة واضحة على محياها: كنتي تحبين أبن خالتك الذي يكبرك بتسع سنوات ،لكنه تزوج منذ سنتين وبسببه ترفضين العودة إلى القرية، واتخذتي من عملك حجةً لئلا يجبركِ والداك على العودة، بيد أنك تذهبين لزيارتهم كل فترة.


سكت للحظات ليرى تأثير حديثه عليها، كانت مصدومةً حرفياً من تلك المعلومات التي عرفها ، فهمست بضعف: كيف عرفت كل هذا؟؟؟

ابتسم بتسلية مُجيباً: حقا؟؟ أتسألينني انا هكذا سؤال؟؟

حركت رأسها للجانبين بإنكار مضيفة: أقصدُ متى استطعت جمع كل هذه المعلومات عني؟؟؟

تنفس بعمق وهو يرمقها بوله مُردفاً: أخبرتك، منذ رأيتك أول مرة.


......................................................................

.


جلس الجميع إلى المائدة يتناولون طعامهم بصمت، كانت وجوه الثلاثة تحمل الدهشة والمفاجأة والخوف، وحده براء بينهم من كان وجهه جامداً غير مقروء الملامح، بارداً في تعامله لدرجة تسبب نوبة قلبية لمن أمامه.


صدق حدسه وقد عرفها من الوهلة الأولى عندما وقعت عيناه عليها، كيف لا وهي نسخة مصغرة عن ( حياة ) في شبابها، ازدرد ريقه بخوف واضح على ابنه، فمهما بلغت مكانته ومهما كان قوياً قاسياً لكنه يبقى وحيده، يخشى عليه من تبعات هذا الحب.

نعم ،فهذا التفسير الوحيد لجلبها معه اليوم، فابنه مازال مقيداً بهوى تلك الصغيرة .


اما زينب فقد تفاجأت بحق عندما قدّمها لها على أساس أنها صديقة،متى وهو لم يتعرف عليها إلا منذ فترةٍ قصيرة؟؟؟ ولمَ هي دوناً عن كلّ الفتيات؟؟

نعم لاتنكر جمال أميرة الآخاذ وسحر عيناها لكن هناك الأجمل منها، فلماذا هي على وجه التحديد؟؟؟

لاحت منها التفاته صوب زوجها فقرأت القلق والتوتر في عينيه كلما التفت نحو أميرة، وهذا جعل الشك يتعاظم داخلها.


رسمت ابتسامة مُجاملة على مُحياها وهي تضع الملعقة على المائدة لتردد وهي تُخاطب زينب: سلمت يداك، الطعام لذيذ للغاية.

جاملتها زينب بابتسامة مقتضبة هامسةً: بالهناء عزيزتي، أرجوكٍ أكملي طبقك؟

- أشكرك لكن حقاً شبعت.

- سأرشدكِ إلى الحمام.

هتف بها براء بجمود يُحسد عليه،ثم تحرك من أمامها لتتبعه، شيعه والده بنظراتٍ قَلِقَة التقطتها زينب ببراعة، فسألته بجدية وبصوتٍ خفيض: مالأمر عزيزي؟؟ لمَ كلّ هذا القلق في عينيك؟؟؟


ألتفت نحوها مُجيباً بهمس: إنّ براء يودي بنفسه إلى التهلكة.

أصابتها الدهشة من من كلماته المبهمة لتسأله بعدم فهم: مالذي تقصده؟؟

تنفس بعمق مُكتفياً بكلمتين: إنها ياسمين ابنة حياة.

شهقت بخفة واضعةً يدها على فمها، تذكرت الآن المرة الوحيدة التي رأتها فيها،وكانت برفقة عليا،ثم انهيار براء في اليوم التالي.

ازدردت ريقها بصعوبة واعتدلت في جلستها مع اقترابهما منهم.


توجه بحديثه إلى والديه قائلاً: سنجلس في البهو الصغير.

أرشدها بيده دون أن يلامسها، فتحركت إلى حيث أشار لتجلس على كرسي مقابل نافذةٍ زجاجية من الأرض حتى السقف،كم أعجبها هذا المنظر خاصةً أنه يطلُّ على حديقة صناعية تابعة للبناء.

جلس بقربها يتأملها، التفتت نحوه فجأة لتقول بابتسامة متسعه: والداك رائعان، شعرتُ بالألفة معهما.


هزّ رأسه متفهما وهو يتفحصها، لاحظ ترددها فسألها: مالأمر أميرة ؟؟

أجلت حلقها وهي تتحدث بتردد: كنت أريد أن أسألك عن والدك....

تجهم وجهه وقد فهم إلامَ ترمي،فقاطعها مُجيباً بجمود: حادثةٌ قديمة .

رفعت حاجبيها بدهشة وقبل أن تعقب انتفض واقفاً ليقول بحدة طفيفة: دعينا نرحل.

استغربت من تقلبه المفاجئ وخشيت أنها أغضبته، فوقفت قبالته هامسةً: أعتذر إليك، لم أقصد إزعاجك.


حاول السيطرة على انفعالاته بعدما استشعر خوفها فتحدث بلطف: لا تعتذري، لقد تذكرتُ أن لديّ عملا هاما.

أشارت برأسها بتفهم فاستبقها ليعتذر إلى والديه، ثم هبطا الدرج سوياً وكلٌّ منهما في حال.


..........................................................................


لم تنبس بحرف بعدما قاله، الحقيقة أنها تشعر بالتخبط داخلها ولا تعرف ماهيةَ شعورها نحوه الآن،قطع سمير الصمت المريب ليسألها: إذاً،مارأيك؟؟

ضيقت عينيها وهي تجيبه: رأيي بماذا؟؟؟


ابتسم بتسلية هاتفاً: أنا أحبك ملك، واريد أن اتقدم لخطبتك فما رأيك.؟؟

قطبت جبينها لتسأله بجدية: لكنني لا أعرف شيئاً عنك؟؟

استند بجسده للخلف وهو يحدثها بجدية: صدقيني ليس هناك الكثير لتعرفيه، توفي والدي عندما بلغت سبع سنوات، ربتني والدتي وأنا وحيدها، درستُ الحقوق والتحقتُ بالسلك الأمني منذ أربع سنوات تقريبا، توفيت والدتي منذ عامين ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش وحيداً.


أنهى حديثه ليبتسم باتساع هامساً : والآن ما رأيك؟؟

تنفست بعمق لتقول وقد عقدت حاجبيها بجدية: أريد مهلةً لأفكر.

لم تهتز ابتسامته وهو يهتف: بالطبع يجب أن تفعلي.

ثم رفع لها قائمة الطعام ليضيف بمرح: والآن ارجوك هلّا طلبنا الطعام؟ لأنني حرفياً متّ من الجوع؟؟


ضحكت بمرح على كلماته فتأملها بحب، ثم أخفض نظراته عنها قبل أن يحرجها.


.......................................................................


أوصلها إلى القصر دون أن يتحدثا طول الطريق، بقي ينتظرها حتى دلفت للداخل، استند برأسه على مقعده وأغمض عينيه بقوة وهو يضغط بيده على مقود السيارة، مابك براء؟؟؟ مالذي يحدث لك؟؟؟ إن كنت تحبها فلا يجب أن تعاملها بهذه الطريقة، هي لاتعرف شيئاً عن الماضي لذا اتخذ قرارك الآن ، إما أن تخبرها وفي هذه الحالة قد تخسرها للأبد، وإما حاول أن تنسى فهي لاذنب لها بأثمِ والديها.


دخلت القصر وهي تزفر بإرهاق، ارتمت على أقرب أريكة صادفتها وأغمضت عيناها، فتحتهما لتطالع السقف وقد شردت في براء وتصرفاته، تعترف بأنها تشعر إزاؤه بالثقة لكن تصرفاته اليوم كانت غريبة،خاصة عندما سألته عن حادثة والده، شعرت بأن عينيه استحالتا ظلاماً دامساً ،ولكنْ لما كلّ هذا الغضب لو كان السبب الحقيقي لعجزه هو حادثةٌ عادية؟؟؟ من المؤكد أنه لايشعر بالحرج من وضع والده وإلا لما أخذها وعرفها عليه أساساً؟؟


فركت جبينها بتعب، لكنها انتفضت بفزع عندما شعرت بحركة خفيفة حولها، تنفست براحة عندما عرفتها، فسألتها باستغراب: آمال؟؟ متى حضرتي إلى هنا؟؟ وكيف دخلتي اصلاً؟؟


ابتسمت آمال بخفة وهي تجيبها: لقد احضرني المحقق براء بعد أن انهى تحقيقه معي ، وهو من أدخلني.

أشارت لها بتفهم لتسألها باستفسار: وبقية الخدم والحرس؟؟

اجابتها باحترام: لقد أخرجهم أيضاً وصرفهم عن خدمتك.


شردت أميرة فيما سمعته،الغريب أنها لم تمتعض من تصرفه، ربما لو كان يوسف لغضبت منه واتهمته بأنه يتدخل في حياتها، فلم لاتفعل هذا مع براء وهو الذي لم تتعرف إليه إلا منذ فترة قصيرة؟؟؟مالذي يحدث معك أميرة ؟؟؟ ما تفسير كل هذه المشاعر نحوه؟؟؟


انتبهت من شرودها على صوت آمال السائل أن كانت ترغب بالطعام فأجابتها بالنفي، ثم صعدت إلى غرفتها لتنام، ليقتحم وجهه أحلامها كما اعتادت مؤخراً.


.........................................................................


مرّت عدة أيام توطدت خلالها علاقة ملك وسمير الذي كان يحرص دائماً على أن يراها ويجلس معها لتتعرف إليه،حتى مرّ على سؤاله لها أكثر من أسبوعين ولم تجبه بعد.


التمس تغير معاملتها له، بل وبدأت تمازحه ايضاً وتحكي له عن طرائف يومها في العمل مع أميرة.

كان مستندا بوجهه على مرفقيه، وهو شاردٌ في إجابتها وردة فعله لو أنها رفضت علاقتهما.


انتبه من شروده على صوتها المُنادي باسمه، طالعها بغموض للحظات قبل ان يسألها بجدية: ملك،ماإجابتكِ على سؤالي؟؟


بدت كالبلهاء وهي تجيبه: أي سؤال؟؟؟

يعترف أنها صدمته، ألم تطلب مهلةً للتفكير؟؟ وهاهي تنسى سؤاله بالأصل؟؟

تهدل كتفاه وقد اعتبر هذا رفضاً مؤدباً منها لئلا تجرح مشاعره، ابتلع غصةً مريرة في حلقه وأخفض نظره عنها ،استشعر خيبة الأمل وهو يتصنع الابتسام يحاول أن يخرج من هذا الموقف المُحرج بأقل الخسائر، فلم يلحظ ابتسامتها الماكرة والتي كتمتها بصعوبة لترى ردة فعلها، لكنها شعرت بالألم لمنظره هكذا فاعتزمت أن تريحه فتحدثت: لقد هاتفت والدي، ويخبرك بأن تجلب عائلتك في أي وقت.


رفع رأسه إليها متفاجئاً ،بدى غير مُصدقٍ لما سمع فهمس لها: ماذا تعنين بهذا؟؟

اتسعت ابتسامتها وهي تخبره برقة: حدّد موعداً لتتقدم إلى والدي.


اتسعت حدقتاه بفرح فلم يعد يسيطر على ضحكاته التي تعالت وهو يلتف حول الطاولة ليضمها إليه هاتفاً: أحبكِ ،أيتها العنيدة.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة