-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل التاسع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل التاسع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل التاسع عشر

 فوجئت شروق بدخول مراد إلى المنزل يحمل شقيقته بين يديه، كقطعة قماش بيضاء هربت منها الدماء ولا روح بها، وليان بصحبة إحدى الخادمات، زعرت عندما لاحظت وجه ابنتها المتورم المليء بالكدمات، فشهقت قائلة:

_مراد! ما بها شقيقتكَ؟

قال وهو مستمر بالتحرك صوب الدرج.

_لأضعها بفراشها ثم نتحدث.

ركضت خلفه إلى الأعلى ،وفور أن استقرت مريم على سريرها صدرت منها شهقات متتالية تبعتها بصراخ باسم مراد، وكأن رؤيتها لأمها فتحت صنبور ذكرياتها المؤلمة لتلك الليلة، وراحت تسرد ما حدث معها منذ أن رحلت عن منزلهم إلى أن تركها أمجد غارقة بدمائها، فثارت ثائرة مراد وتوعد لأمجد بالهلاك بينما عانقت شروق ابنتها وشرعت بتهدئتها، لكنها لاحظت غياب يسر فقالت:

_مراد أين زوجتكَ أما زالت بالعين السخنة؟

ابتسم بمرارةٍ ثم قال:

_ لقد رفضتِ وجودها، وأقسمتِ على مغادرتها لمنزلكِ، ولم تعترفين بها زوجة لي، وعندما انتهى زواجنا تسألين أين زوجتي، لقد سرقها الريح وهرب يا أمي.

قالت بدهشة:

_ماذا؟ ألم تعد زوجتكَ؟!

قبل أن يجيبها قالت مريم:

_ انفصلتما! ألم تكن معنا بالسيارة أم أنني كنت أتوهم؟

_لا لم تتوهمين، كانت معنا وأوصلتها إلى منزل أبيها.

اعتلى ثغر أمه ابتسامة راحة وتشفي، بينما استفسرت مريم:

_لكن لماذا؟

وقال وهو يغادر الغرفة:

_ ارتاحي الآن يا مريم كلانا مر بليلة عصيبة.

**

بجناحهما الذي أعده خصيصًا من أجلها قبل زواجهما، حتى لا تضطر على مواجهة أمه، ليعزلها عن العالم ويجعل من غرفته سكنًا لها، يكفيها وجعًا، يكفيها ظلمًا، لكن عندما قرر هذا لم يفكر أمه سيكيل إليها من الظلم والوجع ما لا تتحمله، وقف يحدق بسريرها وبعض من أغراضها، تملك منه شوقه لها على الرغم من افتراقهما منذ أقل من ساعة ؛ فتوجه نحو الخزانة الخاصة بها قام بفتحها وتفقد بعينيه ثيابها وعطرها ويده تجول بكل ما يخصها ،قال بمرارةٍ:

_كنت أعلم أن حكايتنا ستكون غريبة الأطوار لها طابع خاص، ومختلفة سيحكي عنها الناس، لكن لم أتوقع أن تنتهي قبل أن تبدأ، كنت أعلم أن كلانا سيضع بصمة ما بحياةِ الآخر، نعم وضعت بقلبك وروحك نقطة سوداء وليست بصمة لكن أنتِ كنتِ سببًا بما حدث، عنادك قضى على آخر ذرة صبر بداخلي .

تنهد بمرارةِ وعيناه تفيض بالدمع ثم تابع:

_ أنتِ لم تتركي بقلبي بصمة، لا أنتِ تملكتِ هذا القلب، والميثاق والمفتاح معكِ والآن ماذا أفعل أعيش بلا قلب بلا روح بلا يسر .

أصابه الدوار فالحرب الدائرة بعقله أوشكت على الوصول لذروتها خاصة بعدما حدث مع مريم، قرر التحدث مع سمية وإيضاح الأمر لها بالقدر الذي يجعله لن يفشي سر ابنتها، كانت وستكون الفتاة التي لم يقبل أو يستطع إيذائها ،وبعدها سيتفرغ لتلقين أمجد درس عمره.

**




سارت سمية برواق شقتها متوجهة إلى المطبع لتعد وجبة الافطار الخاصة بها هي وكرم، وعند مرورها من أمام غرفة ابنتها سمعت صوت همهمة يغلفها شهقات مكتومة، صُعقت عندما دلفت إلى الغرفة وفوجئت بابنتها تتكوم على الفراش وتتلوى كمن أصابها الألم الشديد، فصرخت:

_يسر!

لم تتلقى إجابة من ابنتها فجلست جانبها وقالت:

_يسر حبيبتي ما بكِ متى جئتِ ولما تبكين هكذا، يسر ما بكِ أتتألمين؟

التفتت إليها وصرخت دون وعي منها:

_هل أنتِ سعيدة الآن، حدث ما كنتِ تريدينه، دمرتما باتفاقكما اللعين آخر شيء بداخلي له، سرقتما سري، أخذتماه مني، هيا ابتسمي تخلصتِ من بلائه، لم يعدله ذكرى.

حدقت بها بعدم فهم وقالت:

_يسر لا أفهمكِ عن من تتحدثين، أين مراد؟

_مراد فعل ما اتفقتما عليه ،هيا اركضي لتشكريه، تلميذك النجيب يستحق الشكر.

جذبتها من ذراعها وقالت:

_هيا انهضي وأخبريني ماذا حدث وماذا عن هذه الحقائب؟

دلف كرم إلى الغرف على إثر صوت صراخهما فقالت يسر بمرارةٍ:

_ حقائبي، ها أنا أحصل على لقب المطلقة للمرة الثانية، كوني سعيدة لم يحافظ مراد عزام على أمانتكِ وصدق الادعاءات المُغرضة، نحن انفصلنا، تزوجته لأنقذ العائلة ثم عدت إليكما مطلقة بعد أيام قليلة من زواجي، يا لفرحتكِ يا منار.

صرخت سمية قائلة:

_كرم ابقي مع هذه المجنونة ،إلى أن أتحدث إليه وأفهم ما حدث.

هرولت إلى الخارج لتقم بالاتصال بمرادِ بينما جلس كرم على الفراش، تطلعت به بحسرةٍ وقالت:

_ لم يبقى لي شيء احتفظ به سرقوا مني كل شيء حتى ذكراه سلبتموها مني.

_لو بيدي لسرقتكِ من هنا يا صغيرتي لكن تعلمين الأمر خرج عن سيطرتنا زواجكِ منه هو الحل، وما كنا نخشاه حدث، انظري لقد عاد وفور أن عاد قلب الدنيا رأسًا على عقب.

قالت بخوفٍ :

_هل عاد؟

أومأ برأسه ايجابا فقالت:

_ لا أريد رؤيته من بعد الآن لا تسمح له بذلك.

_سأقتله إن اقترب منكِ لا تخافي، لا يستطيع أحد ايذائكِ.

ألقت بجسدها الضئيل بين يديه لتهرب من بطش الجميع بين ذراعيه وقالت:

_ من قال هذا تمت أذيتي بشتى الطرق ولم تتحرك ساكنًا، والليلة الماضية خير دليل.

بكاء يسر وانهيارها بين يديه، بعد أن كانت تتحلى وتتظاهر بالقوة أمام مراد، خير دليل أنه آخر شخص تثق به بهذه الحياة، خالها الذي فعل ما بوسعه ليقم بحمايتها، لكن أيدي الغدر طالما تطاله بغيابها، حالتها تلك أخبرته أن هناك أمرٍ جلل قد حدث، لذا قرر الاستفسار عنه، وقبل أن يفه بحرف صدح جرس الباب معلنًا عن قدوم زائر غير مرحب به ، قال وهو ينهض:

_سأرى من جاء لزيارتنا بهذا الصباح.

**

على باب المنزل، يقف مرتديًا نظارته الشمسية بحلته الكلاسيكية الأنيقة كعادته متحليًا بابتسامته السمجة واضعًا يديه بجيبي بنطاله، وهو ينتظر أن يُفتح الباب ويقوم بتفجير قنبلته ليدمر كل شيء حاولت سمية إصلاحه منذ مغادرته، أدار كرم مقبض الباب ليفتحه فسقطت أنظاره على آخر من كان يتوقع زيارتهم بهذا الوقت تحديدًا، قال وهو يحدق به بذهولٍ:

_أنتَ ماذا تفعل هنا؟

قلص المسافة بينهما وخطى خطوة واحدة إلى داخل الشقة وهو يقول:

_نعم أنا.

دفعه كرم إلى الخلف فارتد جسده، فجذب نظارته الشمسية ووضعها بجيب سترته العلوي وقال:

_عمي العزيز لا يتوجب عليكَ استقبالي هكذا بعد غيابي عنكم لسنوات.

عاود كرم دفعه وهو يقول بصوتٍ خفيضٍ:

_ اللعنة عليكَ لما جئت؟ لقد دمرت كل شيء فور مجيئك.

تبدلت نظرته ونبرة صوته وقال بجدية تشي بمدى غضبه:

_جئت أسترد حقي.

_ ليس لديك أي حقوق ألم تسرق أموال عمك وتهرب بها إلى الخارج، وتركته قعيد على كرسي متحرك!

قال ونيران الغضب تتطاير من مقلتيه:

_ حقي لديكم ليس أموال وإنما هناك شيئًا يخصني تركته لكم بإرادتي، لكن أن تصل بكم الجرأة لتعطياه لغيري لا حينها سآتي وأهدم الدنيا فوق رأسكما وأخذها، كان بيني أنا و أمي وأختك اتفاق، على أساسه وافقت على الانفصال عنها، والاثنتين أخلتا به لذا جئت أضع النقاط فوق الحروف وأستردها.

_لن أسمح لك بالاقترا.......

وقبل أن يتم جملته جاء على مسامعه صوتها وهي تقول:

_كرم.....................

التفتا الاثنان إليها أحدهما تطلع بها بتوجسٍ وحيرةٍ والأخر نظراته لم تكن مفسرة، شوق، غضب، كره، توعد، عتاب والأهم حزن، حزن من كل شيء والأهم حزن منها هي تحديدًا.

تخطى عمه كرم ثم مر إلى الداخل فخارت قواها وجلست على المقعد عندما أيقنت اقترابه منها وتواجده معها بنفسِ المكان، وقبل أن يصل لها وقفت والدتها حائلًا بينهما، وقالت وهي ترفع سبابتها محذرة إياه:

_ قلت لكَ سابقًا ما دمت حية لن أسمح لكَ بالاقتراب منها، وإن مت سأترك لها ما يجعلها تكرهك ولا أستبعد أن تقتُلك، اغرب عن وجهي يا ابن منار، ماذا تفعل بمنزلي؟

هدر بها :

_جئت استرد زوجتي.

ضحكت:

_زوجتكَ! ألم تعلم أن أخلف عليها ربها بمن هو خيرًا منك؟

_وانفصلا وطالما انفصلا لن اتركها، هي لي منذ نعومة أظافرنا لولا صراعكِ أنتِ وماما لكان أبنائنا يلعبون من حولنا الآن، لا تنسي بيننا اتفاق لست سارق أموال عمي، تلك الأموال عقابًا لكِ على سرقتها مني، وكما قلتها لكِ وأنتِ تجبريني على الانفصال عنها، يسر طاهر الدالي نجمة عائلة الدالي كُتبت لي خُلقت ليعانقها قمر عائلة الدالي كرم نجيب الدالي، النجمة والقمر سيتعانقان بأيدينا وإن تحول عدائنا للدم، سأستردها هي وإرث عائلتي لو دفعت روحي ثمنًا لهما، الضحية بحكايتنا ليست ابنتكِ وانما أنا.

وبينما يتحدثان كانت هناك من تقف تتابع حديثهما بصدمة، تتفرس ملامحه المشتاقة لها، تسمع صوته الغائب عنها منذ سنوات، تتنفس عطره طالما حلمت به، تجاهد لكي لا تركض إليه و تغرق بين أحضانه، ترى حربه من أجلها، تُرى أين كان والدنيا تحاربه لتخليه عنها؟ تقف لا تصدق حرف مما يتفوهان به، وتتساءل هل اعتادت أمها على عقد الاتفاقات من خلف ظهرها، ترى لما تم هذا الاتفاق، لما أرادت أمها أن تبعده عنها طالما ليست سرقة أموالهم السبب؟ هي غاضبة منه لتركه لها إذًا إن كانت أمها من أجبرته على ذلك هل زال الغضب؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة