-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثامن

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثامن

 متشبثة به كالطفلة ،صوت بكائها المرير يزلزل كيانه كما يفعل بجدران الغرفة،تغرز أظافرها بكتفيه وكأنها تعاقبه على غيابه عنها لسنوات،دموعها تنهال بغزارة كفيضان النيل بعد سنوات عجاف،فبللت صدره الذي تتوسده بوجهها،وبين الفينة والفينة تصمت، لم يدرك ماذا يحدث لها تخيلها فقدت وعيها فحاول إبعاد جسدها عنه حتى يطمئن عليها،لكن شهقاتها ازدادت وعاودت تكرار اسمه "كرااااام،،،،،،كراااام،،،،كراااام"،الحقيقة أنها كانت تصمت لتتذكر ما فعلوه بها وكأنها تمليه عليه وتشكوهم له وعندما تهتف باسمه كانت كأنها تستنجد به،زادت حالتها سوءً فخشيت أمها أن تنهار بين يديه فصاحت به وهي تحاول جذبها من بين يديه التي كانت تحتوي جسدها بحنو وقالت:

_كرم، يسر على حافة الانهيار،لا تدعها تنجرف لأحزانها،وأنتِ يا حبة القلب كفي عن البكاء.

أبت مغادرة أكثر الأماكن راحة وطمأنينة، بين ذراعيه ،المكان الذي شعرت به بالأمان منذ أن أغمض والدها عينيه ،وأخيرًا استطاعت الافصاح عن أوجاعها فهدرت بصوت ممتزج ببكائها:

_كرم،فعلوها مرة أخرى يا كرم،هدموا ما حاولت الحفاظ عليه،اقسم لكَ بريئة مما نُشر بالصحيفة،أن يا كرم سأستغل أحدهم حتى أحسن وضعنا المادي لم أقبل المساعدة منكَ،هل سأقبل أموال الغرباء أتتخيل هذا!

شدد من عناقه لها وقال:

_أعلم ذلك جيدًا،سيدفعون ثمن دموعكِ يا صغيرتي كفي عن البكاء أرجوكِ.

حاول ثنيها عن البكاء وقام بتهدئتها بشتى الطرق إلى أن امتثلت لرجائه وقررت أن تغفو لبعض الوقت،لكن وهي تتوسد كف يده برأسها وتعانق ذراعه بيديها، وكأنها تخشى خسارته هو الآخر.

_قمت بالتحريات اللازمة عن "مراد عزام"بالفعل عاد من الخارج حديثًا كما نُشر،والصور صحيحة "يسر"كانت برفقته في عدة أماكن بالفترة الماضية.....

ابتلع ما سيقوله عندما قاطعته "سمية"وهي تطالعه بصدمة:

_ماذا! هل ما نُشر حقيقي،هل كانا على علاقة سويًا،يا ويلي انتهينا يا "كرم"انتهينا.

_دعيني أكمل حديثي ،بالفعل الصور صحيحة،لكن هناك تبرير لتواجدهما معًا،"يسر"هي المسئولة عن الحملة الدعائية لشركته،وتقابلا بالمشفى عندما مرضت "رهف"،تأكدت بالأمر بنفسي.

التفتت نحو ابنتها التي نامت ولم تجف الدموع من على خديها بعد وقالت:

_لن يكفوا عن ادعاءاتهم إلا عندما يدمرونها..

ابتسمت بمرارة وتابعت:

_ بالفعل قاموا بتدميرها ماذا اقترفت ابنتي بحقهم ليحملون كل هذا الحقد بقلوبهم.

_ جذبها ليحتويها بذراعيه وقال:

_هذا كان سابقًا،أما الآن أنا عدت،لن يجرؤ أحد على أذيتها.

فيلا مراد عزام

احتدمت المواجهة بين "مراد" ووالدته،حاول السيطرة على غضبه لأنها محقة فيما تقوله،ومحقة في غضبها،

اسم ابنها وصورته يتصدران الصحف منذ عدة أيام، في فضيحة كفيلة بإلحاق الأذى بهم وتشويه صورتهم أمام صفوة المجتمع الطبقة الذين ينتمون لها، هدرت بغضبٍ عندما حاول السيطرة على الموقف،وأخبرها أن الجريدة التي نشرت الخبر الأول،قد قدمت اعتذارًا فقالت:

_مراد،انهي هذه المهزلة،لن أتحمل أن أشاهد اسمك وسمعتك يدهسان تحت الأقدام من أجل تلك قليلة الحياء،في الوقت الذي أبحث لك عن عروس،من ستقبل بك هيا قل لي.

طفح الكيل،وتمادت والدته في غضبها،وأساءت إلى فتاة بنظره أنقى وأشرف من أن يتم نعتها بقليلة الحياء، فبادلها الصراخ قائلًا:

_ماما، "يسر"ليست بقليلة حياء،قاما والديها بتربيتها نعم التربية،لا تجمعنا سوى علاقة عمل،وهناك من يحاول تدميرهم،فاستغل تواجدنا معًا لأيام عدة لنشر تلك الأكاذيب، ما ذنبها لتتهميها بتهمة كتلك؟.

أشاحت بيدها بعد أن رمقته بنظرات عتاب ولوم على رفعه لصوته عليها وقالت وهي تلتفت لتذهب:

_لا نعرف من هو قليل الحياء،هل هي الفتاة التي تجلس جانب رجلُ غريب عنها على السلم أمام المارة،أم من يرفع صوته على أمه،افعل ما يحلو لك يا مراد،لكن إن استمرت الصحف باستغلال اسمك سيكون رد فعلي،لاذع، يحزنك ويؤلم تلك الصحفية وعائلتها.

رحلت عنه بعد أن تركته غارق يفكر بتهديدها فشروق لا ترمي كلام وحسب مؤكد قررت شيئًا ما وستشرع في تنفيذه عما قريب.

**

فيلا"نجيب الدالي"

بحديقة المنزل ،جلست "رهف"تفرك كفي يدها بتوتر،وهي تنتظر قدوم "حمزة" بفارغ الصبر ليخلصها من أسرها،لقد استنجدت به بعد فشل المحاولات المضنية التي قامت بها مع والدتها حتى تسمح لها بالخروج وتسنح لها الفرصة لزيارة عمها والاطمئنان على "يسر"،لقد أصبح حمزة ملاذها الوحيد في الآونة الأخيرة،بعد ابتعاد "يسر"المتعمد عنها وانشغال والدها بمرض شقيقه عن أفعال والدتها،يمكننا القول أن "حمزة"هو مصالحة القدر لها بعد سنوات عجاف،قضتها مع عجاف القلب.

طل عليها من الباب الرئيسي للفيلا بهيئته الجالبة للراحة والاطمئنان بفعل بسمته التي لا يتخلى عنها ا

مطلقًا،ورغم الظروف السيئة التي يمر بها صديقه،إلا أنه يعلم كم هي بحاجته، لذلك حاول أن يبدو مسترخيًا حتى لا يثير قلقها،فور أن لمحته ركضت نحوه باكيه وبمجرد أن تلاقت نظراتهما علم كم هي بحاجته وكم هو مقدار حزنها، فتسمرت قدماه بالأرض، ومد ذراعيه على مصرعيهما ،وكأنه يدعو سفينتها التي تعرضت لعاصفة قوية أن ترسو على مينائه ،بسمته ونظرات الحب بعينه كانت كميثاق شرف وعهد بينهما أنها ستجد به ما تفقده، سيعوضها عن ما فعلوه بها عجاف القلب،لم تتردد لحظة فور أن قرأت عرضه عليها بعينه ،فقررت توقيع ميثاق روحي بينهما بعناق لتوحيد قلبيهما وروحيهما ظننته العناق الأول،والحقيقة أن عناقهما الأول كان وهو يحملها فاقدة للوعي بنفس الرقعة،عندما خارت قواها لحظة مواجهتهما، تركت العنان لقدميها حتى ترسو سفينتها المجهدة على مينائه،لتنهل من بحر حبه وحنانه،لتستشعر الدفء بليلة قارصة البرودة.

تلك الرجفة التي اجتاحت جسدها فور ارتطامها بصدره ،ومن ثم الطمأنينة التي غمرتها عندما احتواها بين ذراعيه ، أنفاسه الدافئة التي لفحت عنقها، أكدت لها ما قرأته بعينه، "حمزة" ملاذها وأمانها، كانت تنوي الاستسلام التام له لكن هما بالحديقة على مرئى من العاملين ووالدتها،ولا يجوز هذا التقرب العلني والسابق لأوانه بينهما فابتعدت عنه بوجل وهي تتلفت حولها، أخفضت رأسها لتبتعد بنظراتها الخجلة بعيدة عنها وقالت:

_ "حمزة" اعتذر منكَ،كان ذلك في لحظة ضعف مني.

قلص المسافة التي خلقتها بينهما بابتعادها عنه، ووضع يديه على كتفيه وكأنه يؤكد ما سيقوله لها ،وضع سبابته أسفل ذقنها ورفع وجهها للأعلى ثم قال مبتسمًا:

_ لا تُحني رأسكِ مطلقًا ما دُمت حيًا.

اغرورقت عينيها بالدموع وقالت بعد أن تملك الرعب من صفحة وجهها ونظرات عينيها:

_ بعيد الشر عنك،لا تأتي بسيرة الموت مطلقًا،لن تفعلها وترحل،الجميع يتخلى عني،ويسئ إلي لم يعد لي سواك.

_الجميع حولكِ حبيبتي،أنا،"يسر"أمك،أبيك،كما أن ماما،لا تتوقف عن المديح بكِ.

أشاحت بنظراتها بعيدًا عنه وقال:

_بابا منخرط في أعماله منذ زمن،صحيح لم يسئ لي يومًا، لكنه منشغل عني ،وبعد تلك الحادثة الجميع رحل و لم يبقى لي سوى "يسر" ومعاملة ماما السيئة،"يسر" ابتعدت عني،وماما لم تكف يومًا عن إيذائي نفسيًا،انظر أبقى حبيسة هنا لأيام،لم أستطع زيارة عمي،أو الاطمئنان على ابنته.

عانق يدها بيده وسارا سويًا نحو الأريكة وبعد أن جلسا قال:

_ ليرحل من يرحل، هأنا جئت إليكِ لما لا تقولي القدر يصالحكِ بي، لن يستطع أحد إيذائكِ أو الاساءة لكِ بعد الآن،أنا لا أحبذ زيارتكِ لعمكِ،لو أردت لجئت وأخذتكِ من يدكِ وذهبنا سويًا،لكن تواجدكِ هناك سيفتح نيران الصحافة الصفراء عليكِ لذا تركت الأمور تهدأ ومن بعدها كنت سأصطحبكِ إلى هناك، بعد أن تم نشر الاعتذار الرسمي اعتقد عادت الأمور لطبيعتها غدًا أو بعد غد تذهبين إن شاء الله، سآتي إليكِ ونذهب معًا،كما أنكِ تحدثين "يسر"كل يوم هذا يكفيها مؤكد تقدر وضعكِ.

اومأت برأسها ثم كفكفت عبراتها وقالت:

_حسنًا،إن كنت ترى أن مصلحتي في الابتعاد عن أعين الصحافة لننتظر بضعة أيام.

تطلع إليها بحب ثم لاحت ابتسامة ذات مغزى على ثغره وقال:

_قطعنا شوطًا كبيرًا في علاقتنا هذا الصباح يا وردتي.

حدقت به وقالت:

_لم أفهم!.

_صرنا نركض ونرتمي بالأحضان، لقد تطور الأمر تطورًا ملحوظًا،أتساءل ما هي الخطوة القادمة يا ابنة الدالي؟

لكزته برفق على كتفه وقالت:

_ لا تفعل هذا ،كانت لحظة ضعف مني.

رفع كفي يده إلى الأعلى وتطلع إلى السماء وكأنه يدعو ربه وقال:

_ ليزيد الله لحظات ضعفكِ التي من هذا النوع يا حبيبتي.

تضرج وجهها بحمرة الخجل بعدما مغازلته لها،شعرت وكأن فراشات قلبها ستغادره وتتطاير من حولهما، فوضعت كفي يدها على وجهها لتواريه خلفهما،وقالت:

_اصمت يا "حمزة"أو اذهب.

استرخى بجلسته وقال وهو يحيط كتفيها بذراعه ويجذبها نحوه:

_ لن اصمت ولن ارحل، هناك حديث هام أود اتمامه مع زوجتي المستقبلية.

**


وضع "يسر" يزداد تعقيدًا،والدها لم يعد لوعيه بعد،حتى وإن حاولت أمها اخفاء نظرة اللوم التي بعينها لم تستطع،فبدأت بالتهرب منها ،ليس لكي لا ترى اللوم وتحميلها ذنب ما حدث بعينيها ولكن حتى لا تجهد أمها نفسها في اخفاء مشاعرها أكثر يكفيها ما بها،فقررت أن تذهب إلى العمل بحجة مد إجازتها عدة أيام أخرى وبالفعل توجهت إلى الجريدة صبيحة يوم الخميس. عندما قررت الذهاب إلى العمل والتحامل على نفسها ونفسيتها لم تدرك أنها تهرب من الإحساس بالذنب إلى الإحساس بالاحتقار والذل،فلقد راقبتها نظرات الجميع التي كانت تحمل الاحتقار والاتهام والتقليل من شأنها أثناء دخولها لمكتبها،عوضًا عن معاملة زملائها بحذر معها، وكأنها ستمد يدها وتسرق ما بجيوبهم،فور وصولها إلى مكتبها أرسل إليها رئيس التحرير طلب بالحضور،علمت أنها على مشارف تلقي الكثير من الكلام اللاذع ،والاتهامات، فكرت ألا تذهب و ترحل مسرعة قبل خوضها تلك المواجهة، لكن قررت التخلص من كل المشاعر السلبية التي تجتاح صدرها منذ أن سقطت نظراتها على الخبر اللعين،لذا نهضت عن مقعدها وهي تعد العتاد داخلها لمواجهة غضب نبيل الغير نبيل بالمرة.

جالس على مكتبه وهو يقبض على ورقةٍ ما ويقرأها بغل وكأنه يخرج غضبه من تلك الواقفة أمامه لا حول لها ولا قوة بالضغط على الورقة بيده وعلى حروف اسمها الذي يردده:

_"يسر طاهر الدالي".

رفع وجهه وتطلع بها باحتقار،ثم التقط جريدة من إحدى الجرائد التي نشرت الخبر اللعين ثم قال:

_ماذا اقترفتِ بحقهم حتى يفعلوا بكِ هذا،لم أرى يومًا صحفية يتم التشهير بها بأقذر الاتهامات على العلن كما يحدث معكِ؟

لم تحاول كبح لجام غضبها منه هذه المرة بل على العكس أخرجت غضبها به وقالت:

_أتسألني على أمرٍ لم أقم به،لا لنغير صيغة السؤال أتحاسبني على ذنب لم أقم به؟.

_قمتي أم لم تقومين به ليست مشكلتي عزيزتي،المشكلة أنكِ تسيئين للجريدة بأفعالكِ تلك،معتمدة على اسم عائلة الدالي كما أخبرتكِ سابقًا،لكن "كرم الدالي" بذاته لن يغفر لكِ،يكفينا فضائح إلى هذا الحد ،جريدتي مهددة بالخسارة بسبب تواجدكِ بها،حاولت كثيرًا أن ألبي طلبه وأعطيتكِ وظيفة لم تحلمين بها في الوقت الذي رفض الجميع توظيفكِ،وكانت النتيجة،فضيحة على مرئى ومسمع من الجميع،إلى هذا الحد وكفى لا يشرفنا وجودكِ بيننا،تستطيعين استغلال عملائنا على راحتكِ من بعد الآن.

لم يكن كلامه لاذعًا كما حسبته،وإنما كلماته مزقت روحها وأدمت قلبها،ودت لو اقتلعت عينيه التي تحتقرانها، أن تقطع لسانه الذي يؤلمها بلا شفقة ولا رحمة، ودت أن تبكي وتصرخ أن تنهار، قلبها لم يعد يريد النبض على هذه الحياة،و لا روحها تتمسك بالعيش بها، حتى قدميها لم تعد تحملانها،لكنها "يسر"دومًا ما تتظاهر بالقوة في أكثر أوقاتها ضعفًا لذا هدرت به :

_ لن أسمح لكَ بإهانتي أكثر، إن كنت لا تتشرف بالعمل معي على راحتك،لأن هذا احساسي نحوك لا أتشرف ولا أريد العمل معك من بعد الآن،ليس بسبب ما قلته ، وإنما لأنني لا أعمل مع من لا يقدر قيمتي ولا يقف بجانبي وقت محنتي، ويسئ الظنون بي،على الرغم من أنه أكثر الناس دراية بأخلاقي،ألم أتي لك هنا وأطلب منك ألا ألتقى معهما بمكان عام، خوفًا على سمعتي و أسمعتني مر الكلام! ألم تشكرني منذ عدة أيام على اتمام عملي على أكمل وجه، وأغرقتني بمديحك وشكرك بعد اتفاقيات شركة البرمجة التي انهالت عليك، استقالتي ستكون على مكتبك حالًا،أنا لا اعتمد على اسم عائلة الدالي أنا اعتمد على خبرتي وأخلاقي.

قبل أن يفه بحرف التفتت لتغادر، وقبل أن تغادر الغرفة وتطأ قديها خارجها التفتت له و قالت:

_خسرت كثيرًا بما قمت به،"يسر الدالي" لا يفعل بها أحد ما فعلته أنتَ.

صدقت فيما قالت،فبعد نصف ساعة كانت تغادر الجريدة وبين ذراعيها صندوق به متعلقاتها الشخصية وكل شيء يربطها بالجريدة بعد أن قبل نبيل استقالتها.

رحلت عن الجريدة تحمل الخذلان وخيبة الأمل بداخل الصندوق، تحمل بغض وكره لمن كان سببًا في اهانتها،اقسمت أن لا تمرر الأمر دون أن يدفع الجميع ثمن أفعالهم بها.

كل شيء ضدها والدها لا يستفيق،رهف لا يُسمح لها بزيارتها ،أمها تحملها ذنب ما حدث،حتى عودة كرم لم تخفف عنها معاناتها،أغلقت جميع الأبواب بوجه مراد ورفضت مساعدته،فقررت الهروب وأقسمت ألا تذهب إلى المشفى إلا بعد يفتح أبيها عينيه وقررت الاختباء بمنزلها، بعيدًا عن الظلم والسخط.

أيدت "سمية"فكرة بقاء ابنتها بالمنزل ووكلت مهمة الاهتمام بها إلى "كرم" الذي لم يدخر جهد في مواساتها والتخفيف عنها،وفي مساء يوم الجمعة قررت الانشغال عن ما تفكر به ويغزو عقلها، بالمشاركة في النقاش حول خاطرة أفيندار المثيرة للجدل فجلست أمام الحاسوب تقرأ ما كتبته "أفين" بذهول وعدم تصديق.

**

**أفيندار**

{أفين أراسلكِ حتى تجدين لي حلًا لما ألم بي فقلبي يبكي قبل عيني لسذاجتي التي أوقعتني في فخ من ظننتها خليلة،لي صديقة منذ سنوات والجميع يحذرني منها عائلتي وأصدقائي كل من يعرفني حذرني من صُحبتها،لكن لم أصدق ما يقولونه في حقها،تمت خطبتها لأحد جيرانها وأنا أيضًا تمت خطبتي لجاري ويا للصدفة خطيبي وخطيبها أصدقاء، قام خطيبي بتحذيري منها دومًا لكن قلت له إن كانت سيئة كما تقول لما صديقك تزوجها، وكانت إجابته أنه تحدث معه كثيرًا قبل اتمام الزواج لكنه لم يصدق تلك الأقاويل،بعد فترة تزوجت ووقفت بجانبها ولم أتخلى عنها في زواجها ليلة زفافها بكيت لأنها ستبتعد عني،وبعد شهرين تم زواجي لم تفعل ما فعلته معها على العكس تمامً لقد تخلت عني، رزقها الله وأصبحت حامل بمولودها الأول،أخفت الأمر عني وحزنت لكن تمنيت لها الخير، غادرت مسكن الزوجية فجأة وحدثت خلافات بينها وبين زوجها دامت إلى ما بعد ولادتها،وذات مرة أخبرتني أنها لا ترفض العودة لزوجها لكنها تريد اقامة علاقة مع حبيبها الأول،رفضت الأمر ونصحتها لكنها رفضت النصيحة،واكتشفت أن حبيبها أحد أقاربي، فواجهته وأنكر وبعد إلحاح اكتشفت أنها كاذبة وهو يرفض العلاقة وهي من تسعى للتقرب منه، ووثق حديثه بمحادثات لرسائل نصية وتسجيلات لمكالمات بينهما،ذهبت لأنصحها لكنها رفضت نصيحتي وافتعلت المشاكل،

وبعد وقت فوجئت بزوجي يأتي إلي ويخبرني أن صديقه يخبره أني على علاقة بأحدهم وبيننا مكالمات،حاولت الدفاع عن نفسي وخشيت أن يصدق لكنه ابتسم وعانقني وقال تلك التسجيلات سمعتها من قبلك أنا أثق بكِ،هاأنتِ تأكدتِ مما قلته لكِ عنها رجاءً ابتعدي عنها، وبالفعل انقطعت علاقتنا ولم أعد ألتقي بها وأزواجنا يلتقيا بالخارج وحدثت القطيعة،مرت السنوات اشتاق إليها لا أستطيع نسيانها،وقلبي يؤلمني لما فعلته بي انصحيني أفين ماذا أفعل بقلبي الذي يضعف تجاهها،كيف أتخلص من حبها بقلبي}.

عزيزتي إن أردتِ النصيحة حسنًا سأفعل،وإن أردت الصحبة آلاف الأخوة هنا يتشرفون بصحبتكِ وأنا أولهم،وإلا لما نطلق على كياننا أسرة أفيندار،لكن أرجوكِ كفي عن إيلام روحكِ،وإهدار مشاعركِ من أجل من لا تستحقها.

لن ألومكِ نحن إن أمنا لصديق نعطيه كل الحب والود،ولا نفكر ولو لحظة أن وجهه الظاهر لنا هو حقيقته أم لا،كان يتوجب عليكِ تصديق أهلكِ وزوجكِ،فلا يتفق رأي الجميع في أخلاق امرأة إلا وكان صحيحًا لا يوجد دخان بلا نار،حسنًا لا نتسرع ونظلم ونضع الأحكام المسبقة دون التأكد، كان من الممكن أن تتحري الصدق في أحاديثهم بعدة طرق، لكن حبكِ لها غشى عقلكِ عن التصديق.

بخصوص نصيحتكِ لها يبدو أنكِ أقدمتِ على خير لم تكن تستحقه مطلقًا،ولم يكن بنيتكِ سوءً لها لذلك متى اشتقتِ لها تذكري ما فعلته بكِ، مدى الضرر الذي كان من الممكن أن تسببه لكِ،إن صدق زوجكِ ما رواه صديقه له،تذكري أن من تقوم بخيانة زوجها أو حتى التفكير بالأمر لا يشرفنا أن تكون صديقة لنا ، إلا الخيانة لا أغفرها ولا يوجد لها مبررات بقاموسي،من لا يقف بجانبنا وقت محنتنا لا يستحق حبنا، من لا يشاركنا سعادته لا يستحق دموعنا من أجله، تذكري طعنها لكِ في شرفكِ صدقيني ستحمدين ربكِ أنها خرجت من حياتكِ، وأن ربكِ نجاكِ من مكرها،لا تحزني مما فعلته بكِ هذا الدنيا يا حبيبتي يبتسمون بالوجوه ويدبرون لنا المكائد بالخلف، الوجه البشوش المبتسم هذا قناع من خلفه وجه أسود يكن لنا الكره والحقد، وأخيرًا متى اشتقتِ لها تذكري مصيركِ لو كان زوجكِ صدق تلك الأقاويل،احمدي ربكِ أنه أهداكِ هذا الزوج الصالح الذي يعلم جيدًا كيف يثق بكِ ويحتويكِ وقت احتياجكِ له،وادعي لها أن يغفر ربها خطيئتها ويحسن حالها}

رأوا ما رفضت عينيكِ رؤيته..

ما أبى عقلكِ تصديقه..

ما صدم قلبكِ من بشاعته..

انظري حسن ظنكِ تم تحريفه..

حتى الزوج تمت خيانته..

والصديقة تم طعنها بشرفها..

وقيل ما ليس بها..

ماذا تنتظرين..

أن يردها لكِ الحنين..

أم تتغير بمرور السنين..

لا الأسود يصبح أبيض..

ولا الأبيض يتشح سوادًا..

لن يسلم قلب أحب بصدق..

من قلب يستبيح الفجور والفسق..

رفيقة صديقة شقيقة..

أشبه بمن أهدت الشوك لمن أهدى من الورود حديقة..

هيا ننسى ونكمل الطريق..

ولنشكر الرب أننا نجونا من هذا الحريق..

حريق القلوب السوداء..

نشب بقلوبِ بيضاء..

رأت لمعة الكره والحقد فظننتها ذلك البريق..

بريق حب الشقيق للشقيق...

شقة "طاهر الدالي"

وقفت "يسر"بشرفة غرفة نومها تتطلع على المارة بالشارع وقد أصابها التيه بسبب ما كتبته "أفين" فما تكنه بقلبها إلى صديقتها جعلها تتخوف من طعنة الغدر إن جاءت منها،خاصة منها، كانت تستمع إلى محدثتها عبر الهاتف التي تكيل السباب إلى تلك الصديقة الخائنة بخاطرة أفيندار، جالت بعقلها فكرة ما فقالت ببرود وأنظارها معلقة على تلك الطفلة التي تلعب رفقة صبي وفتاة ويبدو أنهم أشقاء:
_"رهف"هل من الممكن أن تطعنيني بظهري يومًا ما بعد أن رحل الجميع ولم يبقى لي سواكِ؟
غصت "رهف" وحاولت السيطرة على توترها وازدردت ريقها بصعوبة ثم قالت بحالة دفاع مستميتة عن نفسها أثارت الشكوك والريبة بقلب ابنة عمها:
_ أنا يا "يسر"! لامستحيل أن أؤذيك أو حتى أكون سببًا في احزانكِ وإن حدث وشهدت على شيء رغمًا عني يحزنكِ أو يبكيكِ أكون حزينة أكثر منكِ، هل هذه نظرتكِ عني؟ هل تظنين بي هكذا؟"يسر"أخبريني ما سبب سؤالكِ هذا؟ هل تشكين بي هل حدث ما يثير شكوكِ نحوي؟
_"رهف" أنا لا أظن بكِ الظنون سؤال وحسب أنتِ تعرفين ما أمر به ،فقط سؤال عابر، لما كل هذا التوتر!لم يبقى لي أحد؛ لذا سألتكِ،أتخطى كل الطعنات إلا طعنتكِ أنتِ ستودي بحياتي في الحال.
انهال سيل العبرات على وجه رهف، سيل وكأنه يخرج من فوهة بركان يحرق قلبها قبل وجها ، حاولت كبح شهقاتها وقالت:
_لعنة الله على من جعلكِ تتألمن هكذا حبيبتي.
_ تركتهم لعقاب رب العالمين،هيا لنخلد إلى النوم سأصلي ركعتين وأدعو ربي أن يعود بابا إلى وعيه،لن أتحمل أكثر من هذا،خوفي عليه يكاد يقتلني.
_ حسنًا يا حبيبتي ،أنا وحمزة سنأتي غدًا في الصباح إن شاء الله.
سلمت "يسر"أمرها إلى ربها الذي لا يغفل ولا ينام عن عباده، هو أرحم بهم من أي أحد، حتى تلك الأمور التي تلم بهم وتؤلمهم ويظنون إنها شر ما هي إلا خير وطريق إلى السعادة،فرب العالمين لا يدبر لنا سوى الخير،ويتوجب علينا الرضاء بالقضاء والقدر في السراء والضراء.
{على متن قارب بعرض البحر،تجلس أسرة سعيدة مكونة من خمسة أفراد على سطح القارب،يتسامرون ويتناولون الفاكهة تحت السماء الصافية والشمس الساطعة والجو ربيعي ساحر يتخلله ضحكات الجميع والقهقهات التي تحلق في السماء قبل أن تحلق بعدها أرواح الكثير، صارت السماء ملبدة بالغيوم فجأة وغابت الشمس وشعر الجميع بالبرودة وتحول الربيع إلى خريف بل شتاء قارص البرودة ،غدر بهم البحر كعادته وأمواجه المتلاطمة قذفت بسعادة تلك الأسرة بأعماق البحر،وجاءت قوة خفية لتقلب القارب رأسًا على عقب، وتتشتت الأسرة ولم يبقى منها سوى تلك الطفلة الصغيرة التي تبحث بعينها عن عائلتها فلم تجد سوى أمها التي تتمسك بسطح القارب وتصرخ"تمسكي حبيبتي،سآتي إليكِ"تلفتت الطفلة بهلع وقالت "ماما أين هم أين بابا كانوا هنا معنا؟"
هطل المطر بغزارة فوقهما فحاولت الأم مد يدها لتلتقط ابنتها وهي تقول"لا تخافي حبيبتي عصف بنا القدر،. يتوجب علينا التمسك ببعضنا البعض ،أعطيني يدكِ مديها أكثر هيا، هيا" .
وأثناء انشغال الأم بإنقاذ طفلتها من الغرق،جاءت موجة غادرة وألقت بالطفلة بعيدًا، غابت الأم عن أنظارها؛ فشعرت أنها ستغوص بأعماق البحر لتلحق بأسرتها ، لكنها وجدت أبيها يبتسم لها ابتسامة لن تنساها مهما مر الزمان،ابتسامة مشرقة تعطيها الأمل في النجاة، ومن بعدها ابتلعته المياه وهي تشيعه بنظراتها، التفتت تبحث عن باقي أسرتها فلم تجد أحد وفجأة شعرت أن قوة خفية تجذبها إلى الأسفل،نحو أعين تحدق بها بمكرٍ بقاع البحر، ولولا تلك الأيدي التي جذبتها إلى سطح المياه ولم ترى صاحبها، لكان مصيرها كمصير عائلتها}
استيقظت "يسر"وهي تصرخ وتتصبب عرقًا قائلة بفزع "بابا بابا ماماااااااااااا"
انقبض قلبها بعد الحلم الذي رأته في نومها فاستيقظت مهرولة إلى المشفى،تشعر وكأن هناك ما يجثم على صدرها،كانت تركض في أروقة المشفى لاهثة ليس بسبب الركض وإنما بفعل الخوف الذي تمكن من روحها،كانت لا تريد سوى الارتماء بين ذراعي والدتها التي ابتلعتها المياه في حلمها،وأن يعود والدها من نومته في أعماق البحر،وأخيرًا حصلت على مرادها ووجدت والدتها تقف أمام غرفة الرعاية المشددة برفقة كرم الذي بدى وكأنه يحاول اقناعها بشيءٍ ما لكنها ترفض التصديق،قالت "يسر"وهي تركض نحوها وترتمي على كتفها وكأنها طفلة عادت لكنف أمها بعد غياب:
_ماما احتاجكِ وبشدة لقد رأيت كابوسَا بشعًا للغاية،جميعكم غرقتم ورحلتم وتركتموني بمفردي بالبحر.
دفعتها والدتها بعيدًا عنها وقالت بحدة:
_ ماذا كان يفعل ابن عائلة عزام بغرفتنا بالمشفى بمنتصف الليل يا يسر!؟.
حدقت بها فاغرة فاه غير مصدقة ما تقوله،كيف علمت أن "مراد"آتى إلى المشفى خلسة ليلًا، تبادلت النظرات مع كرم تارة ومع أمها تارة أخرى ثم قالت:
_ماذا!
أشهرت والدتها الجريدة التي كانت بيدها وقالت:
_ لا تكف الصحف عن نشر الأخبار المشينة عن عائلتنا المرفقة بالأدلة والصور بفضل أفعالكِ يا ابنة طاهر.
حاولت الدفاع عن نفسها لكن باغتتها أمها ورفعت يدها لتهوى على وجهها محدثة أول صفعة منها لها،فارتدت إلى الخلف لتصطدم بصدر كرم الذي احتواها بحنو بالغ وقال:
_سمية هل جننت؟.
_ أصابتني أفعال عائلة الدالي بالجنون،لدرجة أقدمت على فعل ما لم أكن سأفعله يومًا،اللعنة عليكم جميعًا.
رمقتها ابنتها بنظرات لوم وعتاب وقالت:
_لو كان بابا هنا لما رفعت يدكِ علي مطلقًا ،سأشتكيكِ له عندما يستيقظ.
جاء صوت أحدهم من الخلف يقول بنبرة صارخة يتخللها البكاء:
_ لن يفعل،لن يستيقظ.
كان الطبيب المشرف على حالة طاهر وصديق عمره الذي تابع بانهيار بالغ:
_ "طاهر" لن يفعل لن يستيقظ،لقد رحل هذا القلب لا ينتمي لدنيتنا لذا رحل،رحل صديق العمر،إن لله وإن إليه راجعون.
لم تتحمل سمية صدمة وفاة زوجها فسقطت مغشي عليها حاول "كرم"افاقتها وبعد أن فشلت محاولاته حملها إلى الغرفة ليتم اسعافها، بينما تسمرت يسر بمكانها ولم تتحرك قيد أنملة أو تنبس ببنت شفة فقد حدقت بالفراغ أمامها تبحث عن والدها داخل حلمها،حاولت إغماض عينيها لعلها تغفو وتنقذه من الغرق، انشغل الطبيب بوفاة صديقه، وكرم بحالة سمية ، وظلت "يسر" قرابة العشرون دقيقة، في حالة تيه لا تستطيع الخروج منها،تزامن خروج "كرم" من الغرفة مع حضور رهف وحمزة رفقة "مراد"،ويبدو أن الخبر السيئ قد انتشر، تطلعت "رهف" بشوق بالغ إلى كرم، ودموعها تنهال بعذارة حزنًا على عمها، حدقت "يسر"بكرم وقالت:
_ "كرم" أين ماما أين بابا؟ كانوا هنا منذ قليل ،كنا نجلس بالقارب، جاءت تلك الموجة قلبته، والسماء أمطرت رحل الجميع، ماتوا مرة أخرى تخيل ماتوا مرتان، وهو ابتسم، ماما غرقت .
لكمته على صدره وقالت:
_ أين أسرتي يا كرم؟
جذبها من ذراعها لتستقر بين ذراعيه وقال وهو يذرف دموعه:
_ أنا أسرتكِ، أنا معكِ لا تخافي.
حدق بها الجميع وهي تنتحب وتهذي بلا وعي، قائلة:
_ غرق، الجميع غرق الجميع،ابتلعهم البحر .
خارت قوى رهف فقام حمزة باحتوائها ،بينما غافلتهم "يسر"لتركض بكل عزمها مغادرة المشفى والجميع خلفها، وكأنها تركض لتهرب من واقعها الأليم،لكن لم تعلم أن واقعها الأشد ألمًا ينتظرها بالخارج،وما لبثت أن تطأ قدميها أرض حديقة المشفى حتى التقطتها عدسات كاميرا الصحافة وراحوا يتكالبون عليها ويكيلون إليها الأسئلة، خافت منهم وطالعتهم برعب، كادت أن تسقط فلم تحملها قدميها وكأنها ستغرق بأعماق الأرض وليس البحر، لكن انتشلها من غرقها أيدي مراد التي تحيط بخصرها،التفتت لتنظر له بعدم تصديق فابتسم لها بحزن وهو يجاهد ألا تنهال دموعه على وجهه حزنًا على حالها أمام الجميع، تطلع بها برجاء وكأنه يأخذ الإذن منها كي يقوم بحمايتها وإنقاذها،ارتخى جسدها بين يديه فتوقع أنها تعطيه الإذن، لكن الحقيقة أن قوة تحملها تلاشت،"يسر" أبدًا ما كانت تسمح لرجل بالتقارب منها هكذا مطلقًا خاصة أمام الصحافة.
أشعل أحد الصحفيين فتيل الحرب عندما قال:
_سيد مراد هل صحيح أن سيد طاهر توفى بعد أن علم بعلاقة ابنته اللا أخلاقية معك؟
تطاير الشرر من أعين مراد وقال:
_ نعم بالفعل توفي السيد طاهر ننتظر منكم المواساة والعزاء بدلًا من اشعال الفتن ،ونشر الأخبار المغلوطة، لذلك أرجوك اسمح لنا لنعبر، ألا ترى حالة ابنته! القليل من الرحمة والاحترام.
حاول أن يمر بها بينما تكالب صحفيان على "كرم" لسؤاله نفس السؤال، لكن كانت الاجابة من شخص آخر،إجابة ستقطع ألسنة الجميع وستكون صدمة بكل المقاييس، سقطت يسر مغشي عليها عندما سمعته يقول:
_عن أي علاقة تتحدثون،"يسر الدالي" زوجتي،ووفاة والدها قضاء وقدر.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة