-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية وصية والد بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي ووالذى سبق أن قدمنا له رواية أشلاء واليوم سنقدم لكم الفصل الأول من رواية وصية والد بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المليئة بالكثير من الرومانسية والعشق.

رواية وصية والد بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية وصية والد بقلم على اليوسفى

رواية وصية والد بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

 صباحُ يومٍ هادئ، شمسٌ مشرقةٌ بخجل تتوارى خلف السحاب ونسائمٌ خريفية باردة لكنها مُنعشة، وقفت ( أماليا الصاوي ) الطبيبة الفاتنة، تتأمل الأفق البعيد بعيون مُغلقه من نافذة شرفتها في منزل والدها، تنفست رائحة العشبِ النّدي بعمق، ابتسامة باهتة شقت ثغرها كمن حرّم الابتسام على نفسه، فتحت عينيها ليتضح لونهما الأزرق كبحرٍ هادئ يدفن في جوفه الكثير من الأسرار ، شعرها الأشقر الطويل الذي يتطاير مع نسمات الهواء العليل، تضامن مع بشرتها الصافية لتكتمل تلك اللوحة الإلهية والتي يندر أن رسمَ مثلها رسام.


أتتها طرقاتٌ سريعه متلاحقة على باب غرفتها، صاحت بابتسامة مقتضبة دون أن تلتفت عندما عرفت صاحبتها: ادخلي يا مجنونة.


فُتِح الباب لتظهر من خلفه فتاة هتفت بنبرة طفولية مُتصنعة الحزن: سامحكِ الله أماليا، أهكذا تقدّرين قدومي إليك لألقي تحية الصباح؟؟؟


استدارت أماليا صوبها وتحدثت فيما هي تتجه إلى الداخل لتجلس على كرسيها : أنا وأنت نعلم أنك لم تأتي إليَّ إلا لحاجةٍ أو طلب، وإلا لم أكن لأرى هذه الطلّة البهية منذ الصباح الباكر، أليس كذلك آنسة نور؟؟


ضحكت نور بخفوت وهي تدلف للداخل لتجلس قبالة شقيقتها مُرددةً: حبيبتي يا اختي، دائما تفهمينني بشكلٍ خاطئ.


..............


نور شقيقة أماليا من والدها، امتازت بعينيها البنية الواسعة وبشرتها القمحية، شعرها الأسود يلامس كتفيها باختصار لا تشبه شقيقتها في شيء ، بلغت الثانية والعشرين عاماً من عمرها مؤخرا وهي تدرس السنة الأخيرة في كلية إدارة الأعمال.


............

تحدثت أماليا وهي تنظر إلى شقيقتها بابتسامة عذبة: إذاً آنسة نور، هلّا أخبرتني ماسبب تشريفك لي في غرفتي؟؟؟


تحدثت نور بابتسامة لطيفة: أولاً صباح الخير على أجمل طبيبة في العالم.

أردفت شقيقتها بنفاذ صبر: اها صباح الخير، وبعد؟؟؟

تنحنحت الأخرى بحرج ثم أضافت: وبعد، أريدكِ أن تخبري والدي عن موضوع مجد.


قطّبت جبينها بعدم فهم لتعقب: لم أفهم، هل تريدين مني إخبار والدي عن قصة حبكما أنتِ ومجد؟؟؟


قهقهت بخفة وهي تخبر شقيقتها: طبعا لا، بل أريدكِ أن تخبريه أن يحدّد موعداً لعائلة مجد ليتقدموا لخطبتي.


رمشت أماليا بتفاجأ ثم صاحت بفرحة: سيتقدم لخطبتك حقاً؟؟

أشارت لها بالإيجاب فمالبثت حتى نهضت من مكانها لتعانق شقيقتها وهي تهمس لها بكلمات التهنئة.


عادت مكانها تتنهد بارتياح هاتفةً: أخيراً نطقها جبلُ الجليد ؟؟

عقدت نور حاجبيها بضيق ثم أردفت: أرجوكِ أماليا، لاتتكلمي عنه بهذه الطريقة.

ابتسمت بخفة وهي تقرص خدها بمزاح: حسنا لن أتكلم عنه هكذا.

ابتعدت عنها لتضيف: المهم، لمَ لا تقومي أنتي بإخبار والدي؟؟


أخفضت نور نظراتها لتهمس: الحقيقة ، أخجل أن أتكلم معه في هذا الموضوع ،وأيضاً أخشى من ردة فعله، تعلمين كم هو والدي حريصٌ علينا.


هزت رأسها بتفهم لتخبرها بابتسامتها المعتادة: لا تقلقي حبيبتي، سأخبره بطريقتي فور أن يستفيق من نومه.

نهضت نور تقبلها على وجنتيها وهي تصيح بسعادة: لا حرمني الله منكِ أماليا.

ثم استدارت لتخرج من فورها ،قبل أن تقف عند الباب هاتفةً: سأنتظر منكِ اتصالاً .


سألتها أماليا باستغراب : إلى أين تذهبين؟؟؟

رفعت كتفيها بلا مبالاة مجيبةً: سأبدل ثيابي لأذهب إلى جامعتي.

خطت خارج الباب لتعود وتؤكد على شقيقتها: كما أخبرتك سأنتظر منكِ اتصالاً لأخبر مجد.

ثم رمت لها قبلةً في الهواء، وسط استغراب أماليا من دخولها وخروجها بهذه السرعة، فصاحت خلفها بمزاح: أتعلمين أنكِ مصلحجيةٌ حقيرة؟؟؟


ردّت عليها نور من الرواق: نعم أعلم، وأعلم أنني أحبك.

ابتسمت على كلمات شقيقتها، تنهدت بسعادة لأجلها ثم اختفت ابتسامتها تدريجياً وهي تقف من جديد ، لتشرد في حياتها.


إنها طبيبةٌ نسائية ناجحة ، تملك عيادةً خاصةً بها وكذلك تعمل في مستشفىً لأحد أصدقاء والدها، والدتها توفيت منذ ولادتها لكن الله عوضها بزوجة والدها عليا، والدة نور، كان الفرق بين أماليا وشقيقتها ثماني سنوات، حياتها مستقرة نسبياً ،تملك عائلةً مُحبّة وصديقة وفيّة تدعى هدى، لكنها لم تتزوج بل وترفض هذه الفكرة من أساسها، دائماً ماتُبرر ذلك بأنها أخطأت مرة وأحبّت ثم غُدِرتْ وجُرِحتْ، ولا تريد إعادة المأساة مرة أخرى.


..........................................................................


في منزلٍ ضخمٍ مؤلف من طابقين، جلس أدهم يقرأ جريدته اليومية مُنتظراً قدوم شقيقه الوحيد مجد.


.............

أدهم شابٌ في بداية الثلاثين من عمره، كان مغترباً في بريطانيا منذ ما يزيد عن اثني عشر عاماً قبل أن يُقرر العودة إلى هنا مع شقيقه منذ أربع سنوات ليفتتحا مصنعاً للاخشاب بجانب مكتب تعهدات لصنع الديكورات للمكاتب والمنازل بما أنه مهندسُ ديكور أساسا، فيما نقل شقيقه مجد والذي كان يصغره بثماني سنوات تقريبا دراسته الجامعية إلى البلاد، حيث سجل في جامعة إدارة الأعمال وهناك تعرف إلى نور.


امتاز أدهم بطوله الفارع وخصلاته البنية، أما عيناه فقد كانتا رماديتان ليناقض لون عينيّ شقيقه التي كانت بنية واسعة ، كان أدهم متزوجاً من ابنة عمته ريما الرسّام ،والتي بقيت في بريطانيا للاهتمام بمشغلها ،وهي الآن تُحضر لتقديم عرض ازيائها الرابع و المؤجل أكثر من مرة.


..............................


نزل مجد إلى حيث ينتظره أخيه وهو يتمتم بكلمات أغنية مُبهمة ،وقد بدت السعادة على مُحياه هاتفا: صباح الخير شقيقي ابوفارس .


التفت أدهم صوبه وردّ تحيته بابتسامة عريضة: صباحُ الخير مجد، هيا تعال تناول إفطارك قبل أن تتأخر.


سحب مجد نفساً عميقا مُستلذّاً برائحة الطعام وهو يسند سترته الجلدية على الأريكة : اممم، إني اشتّمُّ رائحة خيانة هنا..

ضحك أدهم وهو يضع الجريدة على الطاولة : أنت مُخطئ ، إنها رائحة بيضٍ مقلي بطريقتك المفضلة.


بدأ مجد بتناول طعامه بشهيةٍ كبيرة تحت أنظار شقيقه المُستغربة، هناك سعادةٌ كبيرة تشعّ من عينيه تتجاوز سعادته بطبقه المُفضل، كتف يديه فوق الطاولةو ضيّق عينيه بتفحص ليسأله : ماالأمر مجد؟؟ أراكَ سعيداً للغاية ؟؟


ابتسم له مجد ثم ابتلع مافي فمه مُتحدثاً : نعم أخي، لديّ خبرٌ جميل سيُسعدك أنت أيضاً.

هتف أدهم بتفاجؤ: أسعدني معك إذاً .

التفت مجد نحو أخاه بجسده ليخبره مُبتسماً باتساع: اليوم ستقوم نور بإخبار عائلتها عني، وأيضاً ستأخذ منهم موعداً لنتقدم لخطبتها.


رفع حاجبيه بدهشة صائحاً : حقاً؟؟؟ أسعدتني اخبارك كثيراً مجد.

ربت على كتفه مُضيفاً: أخيراً شقيقي سيتزوج الفتاة التي يحبها.

هزّ مجد رأسه موافقا ليتابع بمرح طفيف: إذاً يجب أن تعرفني إليها أنا أيضاً ، أما آن الآوان؟؟؟


اتسعت ابتسامة مجد اكثر وهو يتمتم: ربما أعرفكَ إليها قريباً ،لكن أولاً أريد أن أسمع منها موافقة عائلتها.

قطّب جبينه بتساؤل: هل من الممكن أن يرفضوا؟؟؟

وضع كوب العصير من يده بعد أن أنهى طعامه ليهتف وهو يستقيم من مكانه: لاأعلم أدهم، فنور لديها أخت أكبر منها لم تتزوج بعد ، وأخشى أن يؤثر ذلك على خطوبتي لها.


وقف أدهم قبالة شقيقه وهو يربت على كتفه بدعم: لا تقلق مجد، لا أعتقد أن موضوع شقيقتها قد يؤثر عليكما.

حرّك مجد رأسه متفهما قبل أن يضيف: المهم يجب أن تخبر ريما ،لنرى متى ستعود لتحضر خطبتي.

رفع أدهم كتفيه قائلاً: سأهاتفها طبعاً، لكنها كما تعلم ريما مشغولة بعرض أزيائها المُرتقب.

تحرك مجد ليتناول سترته ثم تحدث وهو يلبسها : لا أعتقد أنّ هذا سيؤثر على حضورها خطبتي، فما زال الوقت باكراً لعرضها.


ودّع شقيقه أخيراً ليرحل إلى جامعته بسيارته الخاصة، فيما بقي أدهم يفكر فيه، ربّى أدهم شقيقه الوحيد منذ أن بلغ العشر سنوات بعد وفاة والديه، أضافةً إلى والدة ريما قُبيل صدور نتائج الامتحانات الثانوية، فيما كانوا في طريقهم لزيارة أقارب عائلته في إحدى القرى البعيدة.

يومها دخل مجد في حالةٍ نفسية سيئة للغاية، هاجروا عقبها إلى بريطانيا لتبدأ رحلة علاجه والتي استمرّت لسنوات قبل أن تتحسن حاله ،ثم عادوا إلى البلاد بعد إلحاحٍ عظيم من مجد.


زفر بإرهاق وهو يجلس على كرسيه مجدداً، ثم بدأ بتناول إفطاره ليرحل إلى شركته.


..........................................................................


_ دادي،دادي.

هتفت بها الطفلة الصغيرة ذات الخمس سنوات وقد تعلّقت بعنق والدها الذي أجابها بتعب مُصطنع: نعم ريما، ماذا تريدين؟؟


زمّت ريما الصغيرة فمها وهي تقول لوالدها بلهجة عربية غير سليمه: إلى أين تذهب دادي، ألن توصلني إلى المدرسة اليوم أيضاً؟؟


فتح أيمن فمه عندما تذكر وعده لابنته الوحيدة، رمش بعينيه عدة مرات قبل أن يقول بتوترٍ طفيف: حبيبتي، لديّ اليوم موعدٌ مع صديقٍ لي لأنتقي مكتباً واشتريه لأبدأ اعمالي.


ارتخت ذراعا الصغيرة عن عنقه فلاحظ امتعاضها، ابتسم بخفه وهو يمسكها من أنفها ليداعبها قائلاً: حبيبتي لا أريدك أن تحزني.

ثم تابع بحماس طفيف: اسمعي، ستحضر عمّتك إيناس بعد قليل وتوصلك إلى مدرستك مع أولادها، لكن لا تختلقي المشاكل معهم، أوكِ؟؟؟


هزت رأسها بضعف وهي تتمتم: اوكِ.

ثم دخلت إلى غرفتها تجرّ قدميها بحزن، فهذه ليست المرة الأولى التي يعدها والدها فيها بأن يوصلها إلى مدرستها ثم ينكث بعهده.


راقبها أيمن بحزن حتى غابت عن ناظريه، ريما ابنته الوحيدة يتيمة الأم، فقد ماتت والدتها في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عامين، حاول أيمن التعايش مع ذكرى وفاة زوجته لكنه لم يُفلح، فدائماً ماكان يُحمّل نفسه ذنبها وإن لم يكن يحبها ، حتى قرر هذا العام أن يعود إلى مسقط رأسه علّه يبدأ حياةً جديدة برفقة ابنته.

مسح على خصلاته السوداء وهو ينفخ بإحباط جلي، ثم سحب هاتفه ليستعجل شقيقته.


....................... . ...........................................


ولجت أماليا إلى المطبخ لتجد مُدبرة منزل عائلتها أمينة تشرف على عمل العاملات في المنزل الكبير، انتبهت إليها أمينه فابتسمت تلقائياً لرؤويتها صائحة: صباح الخير أمينة، كيف حالك؟؟


قابلتها أمينة بابتسامة لطيفة مُردّدةً: صباح الخير حبيبتي، أنا بخير مادمتِ وعائلتكِ بخير.

- إذاً أمينة أخبريني، أين هم والداي؟؟؟

حملت أمينة حبة برتقال لتقسمها نصفين وهي تتحدث: السيدة عليا ذهبت إلى الشركة، أما السيد عمار فهو في الحديقة.


زمّت أماليا فمها بتفكير ثم تحدثت : أهذا العصير لوالدي؟؟

هزت رأسها إيجابا فأردفت الأخرى : أعطني إياه لأخذه له .

ناولتها أمينة الكأس لتضيف الأولى : وابعثي سارة لتجلب لي حقيبة مُعداتي الطبية.

مشت خطوة واحدة ثم عادت واستدارت نحوها تسألها: هل تناول أبي دواءه؟؟

تنهدت أمينة بتعب مُجيبةً: لا أعتقد ياابنتي، فأنتِ تعرفين السيد عمار كم يكره الأدوية.


نفخت بيأس من أفعال والدها الصبيانية، ثم أخبرتها: إذاً أخبري سارة بأن تجلب حقيبة الأدوية الخاصة به.

خرجت عقبها من المطبخ لتتجه صوب الحديقة حيث يجلس والدها وحيداً، وضعت الكوب على الطاولة أمامه، ثم قبلته على رأسه قائلة بابتسامةٍ جذلى: صباح الخير أبي.


بادلها والدها عمار، ذو الستين عاماً تحيتها هاتفاً: صباح الخير أماليا، كيف حالك حبيبتي؟؟

زمت فمها بمكرٍ طفولي: لستُ بخير أبي، لمَ لم تتناول دوائك اليوم؟؟؟


قلب عمار فمه متحدثاً بنبرة صبيانية: تعرفين أنني أكره الأدوية، خاصة الحبوب ألمُرّة.

رمشت عيناها وهي تخبره: أبي!!!، أنت مريض قلب، أتعلم معنى هذا؟؟


تهدل كتفاه بحزن و قد عقد حاجبيه بجدية: أعلم هذا أماليا لاداعي لأن تذكريني بالأمر.

ربتت ابنته على كتفه لتردف: أبي حبيبي، أرجوك أنا لا اقصد أن أُذكرك لتحزن، بل أُذكرك لتحافظ على نفسك من أجلنا، ليس لنا في هذه الدنيا إلاكَ أبي.


أثرت كلماتها بنفسه فابتسم بخفة واضعاً كفه المُجعد على يد ابنته، حضرت سارة في هذه الأثناء حاملةً بيدها حقيبة المُعدّات الطبية الخاصة بأماليا ،وكيساً بلاستيكياً فيه أدوية عمار، تناولتهم أماليا منها لتضيف: هيا أبي، تناول دواءك لأقيس لك ضغطك.


تنهد بقلة حيلة وهو يضغط على شفتيه كطفلٍ سُرِقتْ حلواه ، فأضافت أماليا بمكر: هيا أبي، فهناك خبرٌ سارّ سأرويه لك.

تحفزت حواسه كلها وكاد أن يسألها قبل أن تقاطعه بحزمٍ رقيق وهي ترفع يدها: لا تحاول ، لن أتحدث حتى تتناول دواءك وتشرب عصيرك، ثم أخبرك بعدها.


.............................................................. .........


جلست نور على إحدى المقاعد الخشبية في الجامعة تنتظر حضور مجد، نفخت بسأمٍ وقد طال انتظارها دون حضوره، استلّت هاتفها لتطلب رقمه لكنها شعرت بمن يحاوط عينيها ثم يهمس بجانب أذنها: من أنا؟؟؟


ابتسمت باتساع مُجيبةً: حبيبي.

فتح عيناه بصدمة وهو يقفز ليستقرّ جالساً بجانبها مُتحدثاً بمشاغبة: لا هناك بعض التطور، حبيبي دفعةً واحدة؟؟؟ أين حياؤك وخجلك يافتاة؟؟؟

ضحكت برقة من مزاحه، فسألها: هل أخبرتي والدك؟؟؟


هزت رأسها بالنفي وهي تقول: لا ، لكن أماليا ستحادثه اليوم.

ضرب على صدره شاهقاً بطريقة مسرحية: أبو علي سيحدث والدك بشأن خطبتنا؟؟


عقدت حاجبيها بضيق : مجد!!

قهقه على تعابيرها المُنزعجة هاتفاً: حبيبتي لا تحزني ، أنا أمزح فقط.

ارتخت تعابيرها وهو يضيف: لكن شقيقتك لو أنها تهتمّ بشكلها ونفسها ستكون من أجمل الفتيات، صدقاً .

ثم أخفض صوته وهو يكمل: لكنها تشبه الرجال .


صاحت به بتحذير وهي ترفع إصبعها أمام وجهه: مجد، إنها شقيقتي لاتنسى هذا.

أمسك اصبعها ليقبله مُردداً: حبيبتي ،أنا أعتذر إليك.

ابتسمت بحنان،سرعان ماتبدلت ملامحها للغضب عندما أضاف: لكن هذا لايمنع كونها تشبه أبو علي رغم جمالها.


كادت أن تغادر غاضبةً قبل أن يمسك معصمها ليعيدها وتجلس بجانبه ضاحكاً بصوتٍ مسموع، ثم قرصها من خدها متابعاً: أعشق من تغار حتى من اختها.


........................................................................


_ عريس؟؟؟ ولنور؟؟؟

صاح بهما عمار مذهولاً بعدما انتهت أماليا من إخباره بشأن مجد ونور، ردت عليه ابنته: نعم ابي، فما رأيك؟؟


تطلع إليها بحاجبٍ معقود فأضافت: أبي نور لم تعد صغيرة ،وبالطبع سيأتيها من يطلب يدها للزواج.

هز رأسه متفهما قبل أن يسألها: وهل تعرفين هذا الشاب؟؟

رفعت كتفيها لتجيبه بصدق: نعم ابي، لقد قابلته عدة مرات قبلاً، وصدقني إنه يحب نور وهي أيضاً تحبه، ،وبكل الاحوال باستطاعتك أن تسأل عنه .

التزم أباها الصمت فأردفت بقلق.ٍ طفيف: إذاً أبي لم تخبرني، مارأيك؟؟


زم فمه بتفكير ثم تحدث: إن كان كما تقولين، فلنتوكل على الله، أخبريهم بأن يحضروا يوم الخميس الساعة الثامنه والنصف.

ابتسمت أماليا وهي تدور حول كرسي والدها لتعانق رقبته هاتفةّ: شكرا لك أبي.

قبلته على رأسه قائلة: سأذهب لأخبر نور .


رحلت أخيرا تاركةً والدها خلفها يتنهد بحزن، كم يشعر بالقلق على مستقبل عائلته الصغيرة إن وافته المنية..

، خاصة أماليا التي لم تتزوج بل وترفض الفكرة من أساسها، رفع رأسه للأعلى متوسلاً: ياإلهي طمأني عليهن قبل أن أموت.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية وصية والد بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة