-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثانى والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار

رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثانى والعشرون

 "من فضلكَ،كما تزوجتني وأنتَ تعلم أنني مجبرة على ذلك، وأخذتني إلى منزلكَ قصًرا، ثم فعلت ما فعلت، وضربت بكل اتفاقياتنا عرض الحائض، نفذ عهدك الأخير وأصدق القول مرة واحدة، وانهي إجراءات طلاقنا"

إنها رسالة يسر التي استيقظ مراد على صوت هاتفه يعلن عن وصولها، ليبدأ يومه بداية سيئة للغاية بعد ليلة لا تقل سوءً بل تزداد، فلقد قضى ليلته يُقنع شقيقته أن لا مجال لإصلاح زوجها، وأن ما حدث لأمجدِ إرادة رب العالمين، لم يجبره على التواجد بتلك الأماكن المشبوهة لكنه أبلغ السلطات عنه فور تأكده من تواجده.

استنكرت ما حدث في البداية لكن عندما طلب من حمزة أن يرسل له مقاطع الفيديو والصور الخاصة بلحظة اقتحام المكان، وفور رؤيتها لزوجها بتلك الأوضاع راحت تهذي:

_طلقني منه يا أخي.

**

وضع مراد هاتفه على المنضدة بجانب الفراش بإهمالٍ ثم همهم:

_ تتوقين للخلاص مني حتى تسنح لكِ الفرصة مع هذا الكلب، لكن لي حديث آخر مع والدتكِ، حان الوقت لترى أمكِ ما رأيته منكما، وحينها تقتلكِ ولا تسلمكِ له بيدها.

***

كانت تريد حذف تلك الليلة من ذاكرتها، تدعو ربها أن تمحو تلك الكلمات والتوسلات من مخيلتها، أن تكف عن تذكر لمساته وأنفاسه لكنها ذاكرة الجسد ويصعب محوها أو التغلب عليها، عاتبت نفسها كثيرًا لكن كان الحل الوحيد أمامها، لابد وأن كان يظهر مراد نذلًا خسيسًا بنظر نفسه، جلست بغرفتها تبكي حظها، تتساءل متى ستبتسم الحياة لها، أم أنها حصلت على نصيبها بالسعادة منذ ولادتها إلى يوم وفاة شقيقتها ،وكُتب لها من بعد تلك اللحظة الحزن والشقاء، توسدت كفي يديها بعد أن وضعتهما أسفل رأسها ثم أغمضت عينيها وبدأ شريط حياتها بالمرور في مخيلتها....

يسر تبتسم

كرم يهمس لها بكلام معسول

تداهمهما ياسمين

ياسين يتذمر

كرم يتجرأ،يسر تتوتر

سمية تحذرها

منار تضايقها

رهف تضعف،يسر تساندها

كرم يتجرأ أكثر يسر تصده

يسر ترضخ

يسر تبتسم

يسر تحلم

كرم ينفذ أحلامها

كرم يقرر،طاهر يوافق،يتزوجها

يكسر كل حواجز الخجل بينهما

يسر تضحك

وفجأة، يسر تبكي، تصرخ، تموت قهرًا

ياسمين تخطئ، ياسين يقتلها، يحاكم، ينتحر

كرم يهرب، طاهر يمرض

كرم يقتلها حية،والجرح ينزف

منار تشمت، سمية تهاجم

مراد يغتصب، يسر تستسلم.

يزداد الشريط قسوة فتصرخ قائلة:

_توقف توقف،لا أريد التذكر، اللعنة عليهم، منار كرم ليلعنكم ربي آلاف اللعنات.

تسارعت أنفاسها وراحت تقبض على طرف الدثار بشدة وكأنها تعتصره، من فرط توترها وما آل إليه تذكرها لأفعالهم الشنيعة بها، أغمضت عينيها فجأة، ثم هدأت وكأن مياه المطار هطلت لتخمد البركان، فتحت عينيها وراحت تحدق بالفراغ من أمامها ولسان حالها يقول لن أرضخ، مهما كنت سعيدة لن أغفر له ثمنًا للعيش بسعادة مرة أخرى، سأكون بلاءً فوق رأسيهما.

**

بأحد المطاعم الفاخرة، جلست سمية رفقة شقيقها ينتظران قدوم مراد، الذي اعتذر لهما فور وصوله معللًا تأخره بسبب إنهائه لبعض الأعمال بالشركة، جلس يطالعها بريبةٍ وتوجسٍ، وكأنها تعلم ما اقترف بحقِ ابنتها، فابتسمت له قائلة:

_ هل تعلم بالأيام الماضية انتابني الشك أن تكون قمت بإيذائها جسديًا.

بهذه اللحظة تحديدًا ارتجفت أوصاله وراحت نظراته تهرب بعيدًا عن مرمى عينيها؛ خشية أن يتم كشف ما فعله بها،ولسان حاله يقول "لو تعلم ما فعلت بابنتها لقتلتني الآن"،فتابعت بذكاءٍ بالغٍ:

_لكن فحصتها جيدًا ولم أجد أيدي أو أرجل ناقصة، وبندقيتها مازلت تتلألأ بمقلتيها، شعرها سليم لم يتم قصه، إذًا عنصر العنف ليس موجودًا، لِمَ انفصلت عن ابنتي يا ابن عزام رغم وعودك لي ورغبتك بتحويلَ اللعبة إلى الجد؟.

وأخيرًا فك لجام لسانه وقال:

_لهذا السبب تحديدًا انفصلت عنها، كانت نيتي خيرًا لكن لم أرى منها الخير مطلقًا.

تطلعت به بقلقٍ وقالت:

_فسر حديثكَ يا مراد رأسي سينفجر من كثرة الألغاز والتفكير.

مرر هاتفه إليها عبر الطاولة و قال:

_لقد كذبت عليكِ، لم تتوقف الرسائل بل باتت أكثر قذارة ،وقبل أن أريكِ ما وصلني، سأقول لكِ شيئًا ضعيه بعينِ الاعتبار، لقد كان زوجها بالنهاية لن ألومه ولم أفعل، لكن هي متمسكة بذكراه وأنا لن أستطع نزع حبه من قلبها لذا تنحيت، وتوجب علي تحذيركِ ابنتكِ ضعيفة تجاهه للحد الذي يجعلها من الممكن أن تؤذي نفسها .

حدقت به بفزعٍ ثم التقطت الهاتف لتنظر بالصورة وهي تلعن كرم آلاف اللعنات وتُقسم أنها ستكون سببًا لهلاكه بيومٍ ما، تطلعت به بعتابٍ ثم قالت:

هل انفصلت عنها لرؤيتكَ لتلك الصور؟

_لا تنظري لي هكذا، انفصلت عنها لأنها رفضت التخلي عن حبه.

قال كرم المتابع بصمت منذ بداية حديثهما:

_لابد وأن يتدخل نجيب بالأمر، ابنه بات أكثر خطورة، سم منار يتوغل بعقله وقلبه أكثر فأكثر.

فقالت سمية موجهة حديثها إلى مراد:

_توقعتكَ أكثر حكمة، لكن ألقيت بابنتي بالتهلكة.

دافع عن نفسه وقال:

_ما حدث ليلتها كان فوق قدرة تحملي، أعتذر لكِ لكن ما بقلبي وقف حائلًا أمام عهدنا.

نهضت قائلة بحزمٍ:

_آن الأوان لأجتمع بابن عمي وكل منا يوقف ابنه عند حده، قبل أن تحدث الكارثة، و يتوجب عليّ ردع ابنتي عما تفعله، لذا أحتاج تلك الصورة على هاتفي ليرى نجيب أي الرجال ابنه.

تطلعت به بخذيٍ وتابعت:

_شكرًا لكَ على حفاظكَ على الأمانة.

رحلت مسرعة فقال كرم وهو يلحق بها:

_اعذرها يسر بين براثن الشيطان الآن.

تابعهما بوجومٍ وهما يرحلان إلى وجهتهما، ثم راح يعاتب نفسه، لقد أيقن أنه فتح جبهة النار بوجهِ يسر، وكان لابد من أخذ الحيطة أكثر وأن يكتفي بشرحِ الموقفِ دون أن يريها الصورة، لكن حدث ما حدث ويتوجب عليه تدارك الموقف.

***

فيلا نجيب الدالي

دلفت سمية رفقة شقيقها بشموخٍ وعزةٍ تتنافى مع ما تمر به إلى غرفة استقبال الضيوف، بعد أن رافقتهما الخادمة، لقد قررت مواجهة منار وابنها في عقر دارهما وأمام رب أسرتهما، يكفيها خنوعًا فخاطر ابن عمها كان يقيدها لكن وصل الأمر للشرف ويا روح ما بعدك روح، لقد أيقنت أن منار وابنها وضعا الخطط للاستيلاء على ابنتها وإرث العائلة، وأثناء شرودها تذكرت أمر الخاتم القابع بإصبع مراد والذي لم يتخلى عنه، وهذا إن دل على شيء يدل أن مازال للحديث بقية، لذا لم تطالبه به أثناء جلوسهما.

أول من حضرت لاستقبالهما كانت رهف، لقد ذُعرت من وجودهما وقالت:

_ماما سمية ماذا تفعلين هنا؟!

وضعت قدمًا فوق الأخرى وقالت:

_ ما بكِ يا صغيرتي هل هذا ترحيبك بنا،إن ضايقكِ وجودنا إذًا ماذا ستفعل أمكِ!

تلعثمت بالحديث وهي تتقدم نحوها لتقبل وجنتيها وهي تُسلم عليها، وفعلت نفس الشيء مع كرم،ثم قالت:

_لا قدومكِ شرف لنا، لكن لم أعتد على زيارتكِ!

ابتسمت لها قائلة:

_لا تقلقي يا عزيزتي لم أتي إلى هنا كزوجة عمكِ لذا اطمئني،أين نجيب؟

_ الخادمة قامت باستدعائه سيحضر حالًا.

جاءهم صوت خطواتها تطرق الأرض وهي تسير نحوهم بتمايلٍ وفخرٍ، ونظراتها الثاقبة مصوبة على سمية فقالت الأخيرة:

_ابن عمي دومًا ما يكون متأخرًا خطوة، وأمك دومًا تسبق الجميع بخطوة، لكن للأسف من بالمقدمة هم من يتلقون الضربة الأولى.

جلست منار وهي تقول بتفاخرٍ :

_لقد عادت فقرة الألغاز مع سمية الدالي.

لم تعيرها اهتمام وتابعت:

_حبيبتي رهف من فضلكِ استدعي والدكِ لدي ما أقوله له.

_ سأطلب من الخادمة تحضر لكِ القهوة.

أشارت بيدها قائلة:

_لا يا عزيزتي، احتسيت للتو قهوة الصباح رفقة زوج ابنتي أدامه الله شيء جميل بحياتها.

تلوت منار كالثعبان بمقعدها وهي تتقد نارًا من ثقة سمية اللا مسبوقة، فقالت:

_اتركيها يا رهف زوجة عمكِ ليست معتادة على قهوتنا.

كانت ستجيبها لكن حضر نجيب فتبدلت نظراتها لأخرى جادة ولم تنهض على عكس كرم الذي نهض ليحيي نجيب بكل احترام، فقابله الأخير بحفاوةٍ قائلٍ:

_أهلًا بكما أنرتما منزلنا يا أولاد العم.

قالت سمية:

_حمدًا لله ما زلت تتذكر أننا أولاد عمك، وأبناءنا هما بمثابة أبنائك.

جلس وهو يتطلع بها بريبةٍ ثم قال:

_ ما هذا الكلام يا سمية؟ أغلقنا هذا الدفتر منذ زمن!

أخرجت هاتفها من حقيبة يدها وقالت وهي تعطيه له :

_عاد ابنك ليفتح الدفاتر القديمة، وأشعل فتيل الحرب من جديد، هذه المرة لا يوجد ما أخسره.

تطلع بالصورة فأجفل وابعد الهاتف عن عينه باشمئزازٍ قائلٍ:

_ما هذا؟

_ هدية ابنك لابنة عمه على زواجها، هذه الصور وصلت إلى هاتف مراد عزام، ما رأيك؟.

صوب نظراته إلى زوجته فجأة وكأنه يسألها هل لديكِ علمًا بتلك الفعلة الشنيعة؟ لاحت ابتسامة خبيثة على ثغرها وقالت:

_ حزنت من أجلها يقولون تطلقت، الأمر بات مخجلًا يا سمية الأولى تطلقت قبل العرس بأيامٍ، والثانية بعده بأيامٍ،ترى ماذا اكتشف بها زوجها ليطلقها.

هراء منار كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير،لقد جاهدت سمية لتبدو قوية لكن من يسمع تلك الاتهامات المشينة، ويصمد أمامها دون أن تثور ثائرته؟ قال كرم:

_ابنة شقيقتي يتشرف الجميع بالزواج منها، فقط أنا وأنتِ وأختي والحقير ابنك، نعلم لِمَ انفصل عنها رغم أنه من حسن حظها ولا نحتاج توضيح لِمَ تطلقت هذه المرة أيضًا، لذا التزمي الصمت ريثما ننهي حديثنا مع زوجكِ فما سنتحدث عنه يُعنيكِ أيضًا.

كادت أن تتحدث لكن قاطعها نجيب وهو يشير إليها وقال:

_ لو كرم من فعل هذا.

أشار إلى لهاتف،ثم تابع:

_ سيدفع الثمن غاليًا، ولن يستطع أحد حمايته.

نهضت سمية قائلة وهي تصوب نظراتها الثاقبة إلى منار وكأنها تبلغها بما عزمت على تنفيذه:

_سيدفع لا تقلق،كل القضايا والجرائم القديمة ستفتح،ليخجل ويخاف كل مذنب أغمضت عيني عن ذنبه سابقًا، تبرأت من خجلي منكَ، والآن لأجل خاطرك جئت إليكَ لأخبرك زوجتك وابنك فعلا بأبنائي وعائلتي الكثير، لم أستطع اثبات ذلك، لكن سأفعل ما بوسعي لكي أعيد لابنتي كرامتها وحقوق من أسفل التراب.

نهضت منار تنوي الاشتباك معها فقيدت رهف حركتها وهي ترتجف على إثر ما قالته زوجة عمها، هاهو شبح الماضي يعود ليجعل الرؤية مموهة وغير واضحة ويعكر الأجواء تمامًا كما تفعل شرائح الليمون بكوب الشاي، أشارت سمية لها وقالت:

_ لا أريد أن أسمع صوتكِ، قلت ما جئت لأجله وأنتِ يا رهف ليس لكِ ذنب بيتي مفتوح لكِ دومًا لكن كزوجة حمزة.

قال نجيب:

_إنها ابنة نجيب الدالي.

قل كرم بعتابٍ:

_أين كان نجيب الدالي عندما اغُتصب حق ابنة طاهر الدالي، وداست الأقدام على سمعتها!

هدرت سمية:

_كرااااااااااااام.

أشار لها معتذرًا فقالت:

_ابعد ابنك وزوجتكَ عن يسر يا نجيب، حتى لا تأتي إلى بابي متوسلًا وحينها سأردكَ خالي الوفاض.

رحلت سمية تاركة خلفها منار جثة بلا روح تتابع مغادرتها بتوجسٍ أصابت حالتها نجيب وابنتيهما بالحيرةٍ، فقال يستفسر عن سبب ارتباكها:

_ منار أحتاج توضيحًا لما قالته سمية،ماذا فعلتِ أنتِ وابنك بهم ولم تستطع اثباته؟

تهربت قائلة وهي توليه ظهرها:

_ما زالت تبكي على أموال شراكة طاهر وكرم.

راقبت رهف مغادرتها وقد ساورتها شكوكها فيما قالته زوجة عمها، وراحت تجمع القطع بجانب بعضها البعض كما كانت تفعل لكن دومًا ما كانت تلك القطعة الغير موجودة تُفسد اللعبة.

**

كانت تجلس على حاسوبها المحمول تبحث عن وظيفة خالية بالصحف أو المجلات،ورغم تأكدها أن لا فرصة لقبولها لكنها حاولت ببسالةٍ،تذكرت وعد مراد بتوفير وظيفة لها فور طلاقهما،لكن متى صدق مراد بوعوده معها؟

سمعت جرس الباب، تعجبت من الأمر فهم من الأسر التي لا يطرق أحدهم بابهم، تأففت وهي تسير نحو الباب وقالت بتذمرٍ:

_ أتمنى أن أعلم لما لا تأخذان مفتاح المنزل معكما،بدلًا من إزعاجي من وقتٍ لأخر؟

قبضت على مقبض الباب بعنفٍ، ثم أدارته قائلة:

_ من بعد الآن خذا المفتاح معكما،لست بمزاج أن أنهض لأفتح ل.........

ابتلعت باقي جملتها،عندما لمحته بابتسامته السمجة يقف أمامها بتفاخرٍ،وكأن لا شيءٍ حدث، وكأنه لم يهرب سارقًا سعادتها وأموال والدها، ومعه أحلام طفولتها وشبابها، دب الخوف بقلبها، وبدأت أهدابها بالتسابق فمازالت لا تقوى على النظر إليه، لم تتخلص من ضعفها أمام عينيها بعد،حدقت به مشدوهة فقال وهو يتقدم نحوها:

_سو مازلتِ تتذمرين عندما يقطع أحدهم خلوتكِ،ترى بماذا كنتِ منشغلة؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة